أبو بلال
10-24-2009, 12:29 AM
صاحبنا في هذه الترجمة هو علم من أعلام قبيلة شمران بل من أعلام جنوب الجزيرة العربية في القرن الماضي حيث لم يشأ لنفسه أن يعيش كما يعيش الناس في زمنه بل رأى ما بالناس من الجهل المطبق فقرر تحمل المشاق والصعاب والسفر إلى بلاد بعيدة جدا بمقياس زمانة إنها بلاد زبيد في اليمن ليتعلم ويتفقه في الدين ليعود إلى قومة مبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله.
إنه الشيخ العلامة عبد الرحمن بن صالح بن مقبول آل مقبول الشمراني.
ولد رحمه الله في سنة 1301هـ كما في هويته رحمه الله. ونشأ مع إخوته الثلاثة: مسفر وعوضة وعبد الله.
مسفر أخوه الشقيق حيث لازمه أكثر من غيره وعوضة هو أخوه لأب الأكبر وعبد الله أخوه لأبيه الأصغر.عاشوا في المجمع السكني الذي لا زالت آثاره وحصنه عامرا. والذي كانت تسكنه أسرة آل مقبول بقرية النجاجير بأدمة المعروفة حاليا بالبشائر وبعد أن بلغ سن الرشد سافر لطلب العلم في اليمن وتحديدا في قرية زبيد وتلقى تعليمه على أيدي علمائها وظل يتردد على اليمن أكثر من خمس سنوات. وعانى من مشقة السفر والذهاب والعودة من وإلى مدينة زبيد ما لا يتصور. وتعلم هناك الفقه والحديث والتفسير والفرائض التي كان ماهرا بها بالإضافة للعلوم الشرعية الأخرى وله مخطوط في علم الفرائض موجود إلى الآن مع أسرته، اطلعت عليه. كما كان في الفقه على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله، وله كتب في مكتبته تدل على ذلك.
وقد سافر أول مرة مع ابن أخته عوضة بن سويعد الشمراني. ومداوس بن حزام الشمراني رحم الله الجميع. حيث سافروا إلى منطقة جيزان ثم بقي رفيقاه في أبي عريش لتعلم القرآن. أما عبد الرحمن بن صالح فواصل سفره إلى زبيد كما سبق.
وقد تزوج أول زوجة بعد سنة من سفره إلى اليمن وبعد السنة الثانية عاد وتزوج بالمرأة الثانية ثم عاد لليمن لمواصلة طلب العلم حتى تخرج على يد مشايخ عدة هناك محتسبين.
وقد خلف العديد من الولد لكن توفي أكثرهم في حياته وبقي منهم:
ابنه: أحمد بن عبد الرحمن.
ابن أبنه: محمد بن سعد بن عبد الرحمن
ابنته أم عبد الله
ابنته أم سالم
ولكل منهم خلف وذرية بارك الله في الجميع
وبعد عودته من رحلته مارس عدة أعمال احتسابية وهي كما يلي:
1- أمامة وخطابة جامع قرية النجاجير وصلاة العيدين بوادي أدمة شمران.
2- مأذون أنكحة للمنطقة.
3- حل المشاكل والمنازعات والخصومات وتوزيع التركات. كما كان يحيل تقدير الشجاج لعبد الخالق بن سرور الشمراني رحمه الله الذي كان ماهرا بهذا العلم وكان يقضي بما يقول ويحكم بالديات الشرعية في ذلك.
4- التدريس في مسجد قرية النجاجير للكبار والصغار من أبناء المنطقة وغيرها من المناطق المجاورة. حيث درس بعض أبناء وادي شرى بناء على طلب شيخ قبيلة بني ميمون شرى الشيخ غرم الله بن مقبل رحمه الله. كما قام برحلة إلى سبت شمران بتهامة ودرس أبناء المنطقة صغارا وكبارا بناء على طلب من شيخ القبيلة الشيخ عدلان بن عبد الرحمن بن جريد رحمه الله. ولا زال الكثير من تلاميذه على قيد الحياة إلى الآن.
وكان إذا اعترض أحد المتنازعين على حكمه حرر له ورقة وأرسله لفضيلة قاضي محكمة بيشة الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ رحمه الله للنظر فيما حكم به وكان يؤيد الحكم غالبا.
وذهب ذات يوم ومعه ابن أخيه / محمد بن مسفر بن صالح آل مقبول رحمه الله إلى فضيلة قاضي محكمة بيشة عبد الله بن حسن آل الشيخ رحمه الله وبعد تداول الحديث مع فضيلته رغب في أن يكافئه براتب من الدولة أيدها الله لقاء ما يقوم به من عمل احتسابي فكتب له فضيلته خطابا لسماحة مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله وواصل الشيخ عبد الرحمن رحلته إلى الرياض وقابل سماحته وشرح له كل ما يقوم به من أعمال احتسابية وبعد أن جلس مع سماحته ورأى من علمه ما تطمئن النفس إليه أمر له براتب في عام 1376 هـ في شهر شعبان وكتب له خطابا لفضيلة قاضي محكمة بيشة بأن الشيخ عبد الرحمن بن صالح بن مقبول يمارس عمله في القضاء لمن رغب في مراجعته من أبناء قبائل المنطقة ومن أراد أن يذهب إلى لقاضي محكمة العلاية فله ذلك. حيث أصبح في العلاية محكمة.
بقي الشيخ بعد تعيينه في القضاء أياما ثم توفي رحمه الله في 25/11/1376 هـ بعد أن قدم خدمة للدين عظيمة وأوضح للناس ما خفي عليهم في أمور دينهم. وتجدر الإشارة إلى أن بعض أفراد أسرته لا يزالون يستفيدون من راتب والدهم التقاعدي حسب نظام معاشات التقاعد.ومن أعماله الخيرية قبل وفاته بدقائق حضر لديه أحد أفراد القبيلة ومعه رحيمه على إثر نزاع بينهما بشان طلب الأول إعادة زوجته له، وقد أصلح الشيخ بينهما بأن يدفع الزوج لزوجته مبلغ عشرة ريالات بما يتعارف عليه في ذلك الزمن (رضوة) وكان المبلغ في حينها كثيرا. فقال الزوج ما أجد هذا المبلغ فدفع الشيخ عبد الرحمن المبلغ من عنده. وبعد ذهاب المذكورين إلى منازلهما التي لا تبعد عن منزل الشيخ إلا مائتين متر توفي الشيخ رحمه الله رحمة واسعة.
رحمك الله أيها الجد المبارك لقد لحقتنا بركات علومك فكم من حديث سمعته من الوالد أو الوالدة يرويانه عنك وكم من قصة رووها عنك من أخبار السيرة العطرة ولقد تتبعت ما كانوا يروونه عنك فوجدته محكما في كتب السنة والسيرة والفقه مما يدل على تمكن في العلم.
رحمك الله أيها الجد فكم من رجل من كبار السن من القبيلة ممن لقيك وعاش في زمنك يثني ويترحم.
رحمك الله أيها الجد المبارك لقد كانت قرية النجاجير مشهورة بالتدين وذلك بفضل الله ثم بجهودك المباركة.
لقد كان يمنع الناس في القرية والوادي من عمل أشياء ألفها الناس في زمانهم مما هي من المحرمات . ولقد كان أمارا بالمعروف ونهاءا عن المنكر محتسبا في ذلك أجره من ربه.
لقد كان يأمر النساء بالحجاب الشرعي وينهى عن اختلاط الرجال بالنساء في المناسبات العامة.
كما كان رجلا سمحا سهلا هينا لينا قريبا من قلوب الناس يحب المزاح ويحبه الناس على اختلاف مشاربهم ومناطقهم.
ولئن كان يحق لأحد أن يفخر بأحد فإنه يحق لأبناء قبيلة شمران أن يفخروا بمثل هذا العالم الإمام الداعية المصلح الذي ترك بصمة لا تمحى على منطقته وما جاورها فعسى أن يكون في الجنة مثواه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
وقد أدركت زوجته الأخيرة أم العم أحمد جدتي شريفة بنت صبحي الشمراني تلك المرأة الصالحة البارة والتي كانت تروي لنا شيئا من أخباره العطرة وتتمثل في حياتها ما كانت تسمعه من سيرته وكانت للعائلة كلها أما حنونة تسارع لمريضهم وتسعى في الإصلاح بينهم وأدركت أبي وإخوانه وأبناء عمومته يحترمونها جل الاحترام ولا يرفضون لها طلبا. بل ويشاورونها في شؤونهم، ولقد كان يوم وفاتها يوم حزن في القرية والوادي بكاها الكبار والصغار
رحمك الله يا جدتي المباركة فقد رأينا من برك وحدبك علينا ما نعجز عن التعبير عنه.
وإن ترجمة الشيخ عبد الرحمن ذات شجون لكن خير الكلام ما قل ودل. والمجال مفتوح لمن يعرف عن الشيخ شيء أن يذكره في تعليقه على هذه الترجمة شريطة التوثق من ذلك.
ملحوظة: استقيت مجمل هذه الترجمة من العم أحمد بن عبد الرحمن نجل المترجم. حفظه الله وشفاه.
وبعضها من أحفاده الآخرين ومن كبار السن من أفراد القبيلة والقبائل المجاورة ممن أدرك زمنه.
وكتبه: عبد الرحمن بن صالح بن مسفر أبو بلال عفا الله عنه وعن والديه
إنه الشيخ العلامة عبد الرحمن بن صالح بن مقبول آل مقبول الشمراني.
ولد رحمه الله في سنة 1301هـ كما في هويته رحمه الله. ونشأ مع إخوته الثلاثة: مسفر وعوضة وعبد الله.
مسفر أخوه الشقيق حيث لازمه أكثر من غيره وعوضة هو أخوه لأب الأكبر وعبد الله أخوه لأبيه الأصغر.عاشوا في المجمع السكني الذي لا زالت آثاره وحصنه عامرا. والذي كانت تسكنه أسرة آل مقبول بقرية النجاجير بأدمة المعروفة حاليا بالبشائر وبعد أن بلغ سن الرشد سافر لطلب العلم في اليمن وتحديدا في قرية زبيد وتلقى تعليمه على أيدي علمائها وظل يتردد على اليمن أكثر من خمس سنوات. وعانى من مشقة السفر والذهاب والعودة من وإلى مدينة زبيد ما لا يتصور. وتعلم هناك الفقه والحديث والتفسير والفرائض التي كان ماهرا بها بالإضافة للعلوم الشرعية الأخرى وله مخطوط في علم الفرائض موجود إلى الآن مع أسرته، اطلعت عليه. كما كان في الفقه على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله، وله كتب في مكتبته تدل على ذلك.
وقد سافر أول مرة مع ابن أخته عوضة بن سويعد الشمراني. ومداوس بن حزام الشمراني رحم الله الجميع. حيث سافروا إلى منطقة جيزان ثم بقي رفيقاه في أبي عريش لتعلم القرآن. أما عبد الرحمن بن صالح فواصل سفره إلى زبيد كما سبق.
وقد تزوج أول زوجة بعد سنة من سفره إلى اليمن وبعد السنة الثانية عاد وتزوج بالمرأة الثانية ثم عاد لليمن لمواصلة طلب العلم حتى تخرج على يد مشايخ عدة هناك محتسبين.
وقد خلف العديد من الولد لكن توفي أكثرهم في حياته وبقي منهم:
ابنه: أحمد بن عبد الرحمن.
ابن أبنه: محمد بن سعد بن عبد الرحمن
ابنته أم عبد الله
ابنته أم سالم
ولكل منهم خلف وذرية بارك الله في الجميع
وبعد عودته من رحلته مارس عدة أعمال احتسابية وهي كما يلي:
1- أمامة وخطابة جامع قرية النجاجير وصلاة العيدين بوادي أدمة شمران.
2- مأذون أنكحة للمنطقة.
3- حل المشاكل والمنازعات والخصومات وتوزيع التركات. كما كان يحيل تقدير الشجاج لعبد الخالق بن سرور الشمراني رحمه الله الذي كان ماهرا بهذا العلم وكان يقضي بما يقول ويحكم بالديات الشرعية في ذلك.
4- التدريس في مسجد قرية النجاجير للكبار والصغار من أبناء المنطقة وغيرها من المناطق المجاورة. حيث درس بعض أبناء وادي شرى بناء على طلب شيخ قبيلة بني ميمون شرى الشيخ غرم الله بن مقبل رحمه الله. كما قام برحلة إلى سبت شمران بتهامة ودرس أبناء المنطقة صغارا وكبارا بناء على طلب من شيخ القبيلة الشيخ عدلان بن عبد الرحمن بن جريد رحمه الله. ولا زال الكثير من تلاميذه على قيد الحياة إلى الآن.
وكان إذا اعترض أحد المتنازعين على حكمه حرر له ورقة وأرسله لفضيلة قاضي محكمة بيشة الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ رحمه الله للنظر فيما حكم به وكان يؤيد الحكم غالبا.
وذهب ذات يوم ومعه ابن أخيه / محمد بن مسفر بن صالح آل مقبول رحمه الله إلى فضيلة قاضي محكمة بيشة عبد الله بن حسن آل الشيخ رحمه الله وبعد تداول الحديث مع فضيلته رغب في أن يكافئه براتب من الدولة أيدها الله لقاء ما يقوم به من عمل احتسابي فكتب له فضيلته خطابا لسماحة مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله وواصل الشيخ عبد الرحمن رحلته إلى الرياض وقابل سماحته وشرح له كل ما يقوم به من أعمال احتسابية وبعد أن جلس مع سماحته ورأى من علمه ما تطمئن النفس إليه أمر له براتب في عام 1376 هـ في شهر شعبان وكتب له خطابا لفضيلة قاضي محكمة بيشة بأن الشيخ عبد الرحمن بن صالح بن مقبول يمارس عمله في القضاء لمن رغب في مراجعته من أبناء قبائل المنطقة ومن أراد أن يذهب إلى لقاضي محكمة العلاية فله ذلك. حيث أصبح في العلاية محكمة.
بقي الشيخ بعد تعيينه في القضاء أياما ثم توفي رحمه الله في 25/11/1376 هـ بعد أن قدم خدمة للدين عظيمة وأوضح للناس ما خفي عليهم في أمور دينهم. وتجدر الإشارة إلى أن بعض أفراد أسرته لا يزالون يستفيدون من راتب والدهم التقاعدي حسب نظام معاشات التقاعد.ومن أعماله الخيرية قبل وفاته بدقائق حضر لديه أحد أفراد القبيلة ومعه رحيمه على إثر نزاع بينهما بشان طلب الأول إعادة زوجته له، وقد أصلح الشيخ بينهما بأن يدفع الزوج لزوجته مبلغ عشرة ريالات بما يتعارف عليه في ذلك الزمن (رضوة) وكان المبلغ في حينها كثيرا. فقال الزوج ما أجد هذا المبلغ فدفع الشيخ عبد الرحمن المبلغ من عنده. وبعد ذهاب المذكورين إلى منازلهما التي لا تبعد عن منزل الشيخ إلا مائتين متر توفي الشيخ رحمه الله رحمة واسعة.
رحمك الله أيها الجد المبارك لقد لحقتنا بركات علومك فكم من حديث سمعته من الوالد أو الوالدة يرويانه عنك وكم من قصة رووها عنك من أخبار السيرة العطرة ولقد تتبعت ما كانوا يروونه عنك فوجدته محكما في كتب السنة والسيرة والفقه مما يدل على تمكن في العلم.
رحمك الله أيها الجد فكم من رجل من كبار السن من القبيلة ممن لقيك وعاش في زمنك يثني ويترحم.
رحمك الله أيها الجد المبارك لقد كانت قرية النجاجير مشهورة بالتدين وذلك بفضل الله ثم بجهودك المباركة.
لقد كان يمنع الناس في القرية والوادي من عمل أشياء ألفها الناس في زمانهم مما هي من المحرمات . ولقد كان أمارا بالمعروف ونهاءا عن المنكر محتسبا في ذلك أجره من ربه.
لقد كان يأمر النساء بالحجاب الشرعي وينهى عن اختلاط الرجال بالنساء في المناسبات العامة.
كما كان رجلا سمحا سهلا هينا لينا قريبا من قلوب الناس يحب المزاح ويحبه الناس على اختلاف مشاربهم ومناطقهم.
ولئن كان يحق لأحد أن يفخر بأحد فإنه يحق لأبناء قبيلة شمران أن يفخروا بمثل هذا العالم الإمام الداعية المصلح الذي ترك بصمة لا تمحى على منطقته وما جاورها فعسى أن يكون في الجنة مثواه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
وقد أدركت زوجته الأخيرة أم العم أحمد جدتي شريفة بنت صبحي الشمراني تلك المرأة الصالحة البارة والتي كانت تروي لنا شيئا من أخباره العطرة وتتمثل في حياتها ما كانت تسمعه من سيرته وكانت للعائلة كلها أما حنونة تسارع لمريضهم وتسعى في الإصلاح بينهم وأدركت أبي وإخوانه وأبناء عمومته يحترمونها جل الاحترام ولا يرفضون لها طلبا. بل ويشاورونها في شؤونهم، ولقد كان يوم وفاتها يوم حزن في القرية والوادي بكاها الكبار والصغار
رحمك الله يا جدتي المباركة فقد رأينا من برك وحدبك علينا ما نعجز عن التعبير عنه.
وإن ترجمة الشيخ عبد الرحمن ذات شجون لكن خير الكلام ما قل ودل. والمجال مفتوح لمن يعرف عن الشيخ شيء أن يذكره في تعليقه على هذه الترجمة شريطة التوثق من ذلك.
ملحوظة: استقيت مجمل هذه الترجمة من العم أحمد بن عبد الرحمن نجل المترجم. حفظه الله وشفاه.
وبعضها من أحفاده الآخرين ومن كبار السن من أفراد القبيلة والقبائل المجاورة ممن أدرك زمنه.
وكتبه: عبد الرحمن بن صالح بن مسفر أبو بلال عفا الله عنه وعن والديه