عبدالله بن غصاب
01-09-2010, 07:20 PM
http://photos-d.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc3/hs197.snc3/20442_105840969432786_100000206501911_155221_51394 49_n.jpg
العقول ثلاثة : هناك العقل العصري - هو العقل المتحرك الواعي الذي يساير العصر ويعيشه وأحياناً يسبقه ، وهو العقل القائد المستنير المتوهج اليقظ لكل ما يدور حوله ، الفاهم لمعطيات العصر ونواقصه ، والمستشرف لمعطيات المستقبل ونواقصه ، فهو العقل الذي ينشد الكمال ويعرف الفرق بين الكمال والنقص
وهناك العقل المتخلف هو العقل – هو العقل بطيء الحركة المشدود إلى الماضي بسبب ، والمشدود إلى الحاضر بسبب ، إلا أن السبب الذي يربطه بالماضي أشد وأقوى من السبب الذي يربطه بالحاضر ولذلك يتخلف في مسيرته ، بينما يسبقه غيره حتى يكون ارتباطه بالحاضر أقوى من ارتباطه بالماضي
والسبب في تخلفه واضح . . انه ينفق قدراً كبيراً من الجهد بين الشد والجذب ولا يبقى له إلا قدر قليل من الجهد مما يدفعه إلى الأمام
والأمم المتخلفة ، أو النامية كما تسمي أحياناً ، تنتمي إلى هذا العقل . . وعليها إذا أرادت أن تنتقل إلى الحاضر وتسبقه وتعيه ، أن تخفف من الأثقال التي تقيد قدميها وتبطئ من حركتها ومسيرتها إلى الأمام
وفي هذه الأمم توجد في بعض الأحيان لمحة من التوهج تدعو إلى فهم التطور ومسايرته ، إلا إنها لمحة باهتة ليست لها القدرة على فرض نفسها ومشيئتها ، وهي خضوعاً للتطور تزداد قدرتها شيئاً فشيئاً ، إلا أنها تحتاج إلى وقت ، حتى تتمكن من بسط سلطانها والتخلص من المعوقات ، وفي هذا الوقت المطلوب تزداد الفجوة اتساعاً بينها وبين الأمم المتطورة الناهضة . . وتحتاج تبعاً لذلك إلى المزيد من الجهد والوقت ومضاعفة السعي والفهم
والعقل الثالث من العقول التي تحكم الأمم والشعوب والدول أيضاً ، وهو العقل الجامد أو المتجمد ، وأعني به العقل المقفول في وجه المستقبل والتطور ، والذي يصم أذنيه ويغلق عينيه ، ويؤثر أن يعيش في أمجاد الماضي وأوهامه وتراثه ، مؤمناً أنها الأفضل والأقوى والأعظم ولذلك يقاوم الجديد ويمجد القديم ، ويدعو إليه
وهذه العقول الثلاثة لا تحكم الدول والشعوب والأمم فحسب ، ولكنها تحكم الأفراد أيضاً في حياتهم الخاصة وتصرفاتهم الخاصة ، وهذا أمر طبيعي ، فإن الدول والشعوب والأمم ليست إلا أفراداً مجتمعين أو متفرقين
وإذا أردت أن تطبق هذا التقسيم على العالم كمجموع ، لوجدت فيه دولاً ذات عقل متحرك يعيش عصره ويستشرف مستقبله ، لا تكف عن الحركة والامتصاص لما أصبح قائماً من التطور والتغير ، ومستعدةًً لامتصاص المزيد منه والسعي إليه
ولوجدت أيضاً دولاً متخلفة أبطائها السير ، مع وجود رغبة قوية أو ضعيفة في التغلب على أسباب التخلف والتأخر
ولوجدت أخيراً دولاً وشعوباً وأمماً جامدة راكدة تعيش في الماضي وتراه أفضل وأعظم ، ثم لا تستطيع العودة إليه كما لا تستطيع التحرك إلى الأمام ، ومن هنا كان التجمد والركود
ولا ننسى على أن هذا التقسيم يحكمه ناموس آخر أعم وأشمل ولا سبيل إلى تجاهله هو (( ناموس التطور )) ، وهو منفذ حكمه في هذه الأنواع الثلاثة
العقول ثلاثة : هناك العقل العصري - هو العقل المتحرك الواعي الذي يساير العصر ويعيشه وأحياناً يسبقه ، وهو العقل القائد المستنير المتوهج اليقظ لكل ما يدور حوله ، الفاهم لمعطيات العصر ونواقصه ، والمستشرف لمعطيات المستقبل ونواقصه ، فهو العقل الذي ينشد الكمال ويعرف الفرق بين الكمال والنقص
وهناك العقل المتخلف هو العقل – هو العقل بطيء الحركة المشدود إلى الماضي بسبب ، والمشدود إلى الحاضر بسبب ، إلا أن السبب الذي يربطه بالماضي أشد وأقوى من السبب الذي يربطه بالحاضر ولذلك يتخلف في مسيرته ، بينما يسبقه غيره حتى يكون ارتباطه بالحاضر أقوى من ارتباطه بالماضي
والسبب في تخلفه واضح . . انه ينفق قدراً كبيراً من الجهد بين الشد والجذب ولا يبقى له إلا قدر قليل من الجهد مما يدفعه إلى الأمام
والأمم المتخلفة ، أو النامية كما تسمي أحياناً ، تنتمي إلى هذا العقل . . وعليها إذا أرادت أن تنتقل إلى الحاضر وتسبقه وتعيه ، أن تخفف من الأثقال التي تقيد قدميها وتبطئ من حركتها ومسيرتها إلى الأمام
وفي هذه الأمم توجد في بعض الأحيان لمحة من التوهج تدعو إلى فهم التطور ومسايرته ، إلا إنها لمحة باهتة ليست لها القدرة على فرض نفسها ومشيئتها ، وهي خضوعاً للتطور تزداد قدرتها شيئاً فشيئاً ، إلا أنها تحتاج إلى وقت ، حتى تتمكن من بسط سلطانها والتخلص من المعوقات ، وفي هذا الوقت المطلوب تزداد الفجوة اتساعاً بينها وبين الأمم المتطورة الناهضة . . وتحتاج تبعاً لذلك إلى المزيد من الجهد والوقت ومضاعفة السعي والفهم
والعقل الثالث من العقول التي تحكم الأمم والشعوب والدول أيضاً ، وهو العقل الجامد أو المتجمد ، وأعني به العقل المقفول في وجه المستقبل والتطور ، والذي يصم أذنيه ويغلق عينيه ، ويؤثر أن يعيش في أمجاد الماضي وأوهامه وتراثه ، مؤمناً أنها الأفضل والأقوى والأعظم ولذلك يقاوم الجديد ويمجد القديم ، ويدعو إليه
وهذه العقول الثلاثة لا تحكم الدول والشعوب والأمم فحسب ، ولكنها تحكم الأفراد أيضاً في حياتهم الخاصة وتصرفاتهم الخاصة ، وهذا أمر طبيعي ، فإن الدول والشعوب والأمم ليست إلا أفراداً مجتمعين أو متفرقين
وإذا أردت أن تطبق هذا التقسيم على العالم كمجموع ، لوجدت فيه دولاً ذات عقل متحرك يعيش عصره ويستشرف مستقبله ، لا تكف عن الحركة والامتصاص لما أصبح قائماً من التطور والتغير ، ومستعدةًً لامتصاص المزيد منه والسعي إليه
ولوجدت أيضاً دولاً متخلفة أبطائها السير ، مع وجود رغبة قوية أو ضعيفة في التغلب على أسباب التخلف والتأخر
ولوجدت أخيراً دولاً وشعوباً وأمماً جامدة راكدة تعيش في الماضي وتراه أفضل وأعظم ، ثم لا تستطيع العودة إليه كما لا تستطيع التحرك إلى الأمام ، ومن هنا كان التجمد والركود
ولا ننسى على أن هذا التقسيم يحكمه ناموس آخر أعم وأشمل ولا سبيل إلى تجاهله هو (( ناموس التطور )) ، وهو منفذ حكمه في هذه الأنواع الثلاثة