شرواك
07-19-2010, 04:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل أن تقتل نفسك! (http://groups.google.com.sa/group/milaf-alreem)
د. هيا إبراهيم الجوهر
لماذا نكف عن الحياة قبل أن تضطرنا الحياة إلى الكف عنها؟!
هل تصدق أن رجلا عمره 106 أعوام يذهب من بيته إلى عمله الذي يبعد نحو عشرة كيلو مترات ركضا! وأنه اشترك في سباق للجري، وقطع سبعة أميال في أقل من ساعة، هل بإمكانكم فعل ذلك عندما تبلغون العمر نفسه أو حتى نصفه؟!
يقول الدكتور بول هوك, وهو طبيب نفسي, إنه في إحدى الأمسيات الشتوية استمع عبر المذياع إلى مقابلة مع رجل في الـ 60 من عمره، عانى معظم حياته المشكلات النفسية والعصبية, وفي الـ 30 من عمره أقعده مرض القلب واعتلال الرئتين عن العمل, إضافة إلى أنه كان يعاني رهاب المرتفعات، كانت حياته عبارة عن سلسلة من القيود والمخاوف والتحذيرات، ما يجهد نفسه فتسوء حالته، استمر سنين على هذا المنوال ولم يتحسن, ووصل إلى قرار أن يفك كل تلك القيود.. وفي المساء ذهب إلى مطعم لتناول عشائه، فرأى ملصقا على أحد جدران المطعم يحمل صورة جبل مونت بلان في فرنسا, أو الجبل الأبيض, حيث تغطي الثلوج قمته طوال العام, وعندها قرر أن يقهر خوفه من المرتفعات، وأخبر جميع أصدقائه عن نيته حتى لا يتراجع فيسخرون منه, وفعلا بدأ ببرنامج تدريب شاق سافر بعده إلى أوروبا، وتمكن فعليا من تسلق أعلى قمة في أوروبا, ولم يكتف بذلك, بل تمكن من بلوغ القمة ست مرات قاهرا بذلك عمره، ومرضه، وخوفه من المرتفعات. يقول: "مونت بلان أنقذ حياتي", فالأمل في الحياة والإصرار عليها مكن الرجل من تنمية جسده والتحول من عاجز إلى متسلق ماهر بعد أن تمكن من الجري عدة أميال والسباحة بضعة أشواط لأداء هذه المهمة.
هذه القصة جعلتني أتأمل حال كثير منا ممن نجدهم يربطون أعمارهم ونشاطهم بعمرهم الوظيفي مختلقين كثيرا من الأعذار ليبرروا عجزهم وركونهم إلى الدعة, تاركين عجلة الزمن تسيرهم, ينتظرون متى يحين وقت التقاعد, أو يبحثون عن التقاعد المبكر لا ليبدأوا حياة جديدة يعملون فيها ما يحبون بعيدا عما تفرضه عليهم ظروف الوظيفة, لكن ليركنوا إلى الراحة والدعة، وانتظار أن تكف الحياة عنهم, وبعضهم يصاب بالأمراض النفسية من اكتئاب وانطوائية .. ويا أسفي حالة تشبه الموت (الموت البطيء).
لا أبالغ حين أقول إن أغلبنا حينما يشارف على الـ 50 يشعر بأنه شارف على النهاية, وأن كل شيء انتهى بالنسبة له, وأن الحياة لم تعد له. من منا لا يعرف وينستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا في عام 1940, لكن الذي لا يعرفه البعض أنه تولى هذا المنصب أول مرة وعمره 65 عاما, وبعدما استقال من فترة رئاسته الثانية، وقد بلغ الـ 80 عاد كنائب عادي في مجلس العموم البريطاني ثم فاز في دورة انتخابية أخرى، وأقام معرضا لرسوماته ضم 62 لوحة وعمره 84 عاما!
وحقق العالم الفلكي جاليليو أهم اكتشافاته وهو في الـ 69.
وألف فيكتور هيجو الكاتب الفرنسي كتابه "تاريخ الجريمة" الذي يعد تحفة تاريخية وهو في الـ 75، فهم لم يكتفوا بالعمل بل أبدعوا.
يقول - صلى الله عليه وسلم - "إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل", الفسيلة التي تحتاج إلى سنين لتصبح نخلة وتؤتي ثمرها يعلمنا الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - من خلال هذا الحديث الشريف درسا من دروس الحياة بأن نشارك فيها بإيجابية حتى آخر لحظاتها
قبل أن تقتل نفسك! (http://groups.google.com.sa/group/milaf-alreem)
د. هيا إبراهيم الجوهر
لماذا نكف عن الحياة قبل أن تضطرنا الحياة إلى الكف عنها؟!
هل تصدق أن رجلا عمره 106 أعوام يذهب من بيته إلى عمله الذي يبعد نحو عشرة كيلو مترات ركضا! وأنه اشترك في سباق للجري، وقطع سبعة أميال في أقل من ساعة، هل بإمكانكم فعل ذلك عندما تبلغون العمر نفسه أو حتى نصفه؟!
يقول الدكتور بول هوك, وهو طبيب نفسي, إنه في إحدى الأمسيات الشتوية استمع عبر المذياع إلى مقابلة مع رجل في الـ 60 من عمره، عانى معظم حياته المشكلات النفسية والعصبية, وفي الـ 30 من عمره أقعده مرض القلب واعتلال الرئتين عن العمل, إضافة إلى أنه كان يعاني رهاب المرتفعات، كانت حياته عبارة عن سلسلة من القيود والمخاوف والتحذيرات، ما يجهد نفسه فتسوء حالته، استمر سنين على هذا المنوال ولم يتحسن, ووصل إلى قرار أن يفك كل تلك القيود.. وفي المساء ذهب إلى مطعم لتناول عشائه، فرأى ملصقا على أحد جدران المطعم يحمل صورة جبل مونت بلان في فرنسا, أو الجبل الأبيض, حيث تغطي الثلوج قمته طوال العام, وعندها قرر أن يقهر خوفه من المرتفعات، وأخبر جميع أصدقائه عن نيته حتى لا يتراجع فيسخرون منه, وفعلا بدأ ببرنامج تدريب شاق سافر بعده إلى أوروبا، وتمكن فعليا من تسلق أعلى قمة في أوروبا, ولم يكتف بذلك, بل تمكن من بلوغ القمة ست مرات قاهرا بذلك عمره، ومرضه، وخوفه من المرتفعات. يقول: "مونت بلان أنقذ حياتي", فالأمل في الحياة والإصرار عليها مكن الرجل من تنمية جسده والتحول من عاجز إلى متسلق ماهر بعد أن تمكن من الجري عدة أميال والسباحة بضعة أشواط لأداء هذه المهمة.
هذه القصة جعلتني أتأمل حال كثير منا ممن نجدهم يربطون أعمارهم ونشاطهم بعمرهم الوظيفي مختلقين كثيرا من الأعذار ليبرروا عجزهم وركونهم إلى الدعة, تاركين عجلة الزمن تسيرهم, ينتظرون متى يحين وقت التقاعد, أو يبحثون عن التقاعد المبكر لا ليبدأوا حياة جديدة يعملون فيها ما يحبون بعيدا عما تفرضه عليهم ظروف الوظيفة, لكن ليركنوا إلى الراحة والدعة، وانتظار أن تكف الحياة عنهم, وبعضهم يصاب بالأمراض النفسية من اكتئاب وانطوائية .. ويا أسفي حالة تشبه الموت (الموت البطيء).
لا أبالغ حين أقول إن أغلبنا حينما يشارف على الـ 50 يشعر بأنه شارف على النهاية, وأن كل شيء انتهى بالنسبة له, وأن الحياة لم تعد له. من منا لا يعرف وينستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا في عام 1940, لكن الذي لا يعرفه البعض أنه تولى هذا المنصب أول مرة وعمره 65 عاما, وبعدما استقال من فترة رئاسته الثانية، وقد بلغ الـ 80 عاد كنائب عادي في مجلس العموم البريطاني ثم فاز في دورة انتخابية أخرى، وأقام معرضا لرسوماته ضم 62 لوحة وعمره 84 عاما!
وحقق العالم الفلكي جاليليو أهم اكتشافاته وهو في الـ 69.
وألف فيكتور هيجو الكاتب الفرنسي كتابه "تاريخ الجريمة" الذي يعد تحفة تاريخية وهو في الـ 75، فهم لم يكتفوا بالعمل بل أبدعوا.
يقول - صلى الله عليه وسلم - "إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل", الفسيلة التي تحتاج إلى سنين لتصبح نخلة وتؤتي ثمرها يعلمنا الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - من خلال هذا الحديث الشريف درسا من دروس الحياة بأن نشارك فيها بإيجابية حتى آخر لحظاتها