السكب@
01-24-2011, 06:33 AM
بعد أحداث تونس الأخيرة وقياس تداعياتها على منزلي وقاطنيه من أفراد أسرتي الصغيرة، انتابني شعور بأني سأكون "المخلوع" التالي إن لم أقم بجملة تغييرات لسياسات كنت أنتهجها داخل المنزل!
لذا قررت تغيير أسلوبي في إدارة شؤون الأسرة، خصوصاً بعدما شممت رائحة عصيان بين أطفالي على بعض قراراتي (الاستبدادية على حد زعمهم)، كمنع إخراجهم الألعاب من غرف نومهم، وبعثرتها في أنحاء المنزل والإصرار على تناول الطعام بشكل جماعي، ولمن يتخلف عن موعد الوجبة عليه أن ينتظر (الله لا يهينه) موعد الوجبة التالية!
وتنفيذا للتغيير الإصلاحي، جعلت المنزل بأكمله ملعباً لهم، بل إني دعمت ألعابهم بأخرى جديدة (حرام نحرمهم الطفولة)، وحولت المطبخ إلى "بوفيه مفتوح" على مدار الساعة (لازم يتغذوا كويس)، ليأكلوا متى جاعوا!
كما أشركت الأسرة في اتخاذ بعض القرارات "الإستراتيجية" بتصويتهم عليها، وبإمكانهم أيضا الجلوس معي على طاولة "مستديرة" لمناقشتي في أي قرار يتحفظون عليه!
على الصعيد المالي، زدت مخصصات "الفسحة" لمن يدرسون، فعلى حد زعمهم المصروف السابق لا يواكب الغلاء في المقاصف المدرسية. كما صرفت لهم (بناء على معروض تقدموا به) ما أسميته "بدل البقالة"، وهو مصروف يذهبون به عصر كل يوم إلى البقالة المجاورة لشراء ما يشاؤون. (أشك أن عامل البقالة متواطئ معهم في هذا الطلب)!
ومن القرارات الجذرية، المساهمة في مراجعة ابنتي الكبرى لدروسها، ومساعدتها في حل واجباتها المدرسية، بعد أن كانت تلك المهمة من مهام أمها فقط!
أما أبرز تبعات التغييرات الإصلاحية فهو تخصيص يوم الخميس من كل أسبوع موعداً للخروج بهم، وتناول العشاء بالخارج، بعد أن كان ذلك اليوم مخصصاً للخروج مع الأصدقاء من "رفاق السوء" الذين طالما نصحوني بجعله إجازة من الالتزامات العائلية !
أدرك تماما أن النظام الإصلاحي للمنزل لن يروق لي كقائد انتهج "ما أريكم إلا ما أرى". لكنه السبيل الأمثل لكسب رضا الرعية، وضمان عدم تهديد أحدهم بحرق نفسه احتجاجاً على رفض طلب تقدم به، فـ"يحترق كرتي".
هايل العبدان (صحيفة الوطن)
لذا قررت تغيير أسلوبي في إدارة شؤون الأسرة، خصوصاً بعدما شممت رائحة عصيان بين أطفالي على بعض قراراتي (الاستبدادية على حد زعمهم)، كمنع إخراجهم الألعاب من غرف نومهم، وبعثرتها في أنحاء المنزل والإصرار على تناول الطعام بشكل جماعي، ولمن يتخلف عن موعد الوجبة عليه أن ينتظر (الله لا يهينه) موعد الوجبة التالية!
وتنفيذا للتغيير الإصلاحي، جعلت المنزل بأكمله ملعباً لهم، بل إني دعمت ألعابهم بأخرى جديدة (حرام نحرمهم الطفولة)، وحولت المطبخ إلى "بوفيه مفتوح" على مدار الساعة (لازم يتغذوا كويس)، ليأكلوا متى جاعوا!
كما أشركت الأسرة في اتخاذ بعض القرارات "الإستراتيجية" بتصويتهم عليها، وبإمكانهم أيضا الجلوس معي على طاولة "مستديرة" لمناقشتي في أي قرار يتحفظون عليه!
على الصعيد المالي، زدت مخصصات "الفسحة" لمن يدرسون، فعلى حد زعمهم المصروف السابق لا يواكب الغلاء في المقاصف المدرسية. كما صرفت لهم (بناء على معروض تقدموا به) ما أسميته "بدل البقالة"، وهو مصروف يذهبون به عصر كل يوم إلى البقالة المجاورة لشراء ما يشاؤون. (أشك أن عامل البقالة متواطئ معهم في هذا الطلب)!
ومن القرارات الجذرية، المساهمة في مراجعة ابنتي الكبرى لدروسها، ومساعدتها في حل واجباتها المدرسية، بعد أن كانت تلك المهمة من مهام أمها فقط!
أما أبرز تبعات التغييرات الإصلاحية فهو تخصيص يوم الخميس من كل أسبوع موعداً للخروج بهم، وتناول العشاء بالخارج، بعد أن كان ذلك اليوم مخصصاً للخروج مع الأصدقاء من "رفاق السوء" الذين طالما نصحوني بجعله إجازة من الالتزامات العائلية !
أدرك تماما أن النظام الإصلاحي للمنزل لن يروق لي كقائد انتهج "ما أريكم إلا ما أرى". لكنه السبيل الأمثل لكسب رضا الرعية، وضمان عدم تهديد أحدهم بحرق نفسه احتجاجاً على رفض طلب تقدم به، فـ"يحترق كرتي".
هايل العبدان (صحيفة الوطن)