سعد عبدالرحمن
10-26-2012, 10:14 PM
شـيوخ من حـوالة
في عهد ما قبل الحكم السعودي الزاهر ، كان الأشراف وآل بن عائض يتنافسون على إدارة وحكم بلاد السراة ، وكان الهدف من ذلك جباية الزكاة وإستخدام رجال الأزد في حامياتهم وجيوشهم .
وسراة الحجاز ، وهي المنطقة التي تمتد من جنوب الباحة إلى جنوب بلقرن ،
( سميت سراة لأنها منبسطة إنبساط ظهر الفرس وتتوسط الجبال ) ،
كانت تتبع أحياناً لآل عائض وأحياناً أخرى للأشراف .
وكانت الأحلاف طبيعة التعامل بين القبائل ذلك الحين ، حيث كانت الأحلاف تضمن حماية القبائل الصغيرة من القبائل الكبيرة ، وكان حلف بني خثعم يضم القبائل شمران وخثعم والعوامر وحوالة وبني ميمون وآل حبه وغيرهم ،
وسمي لاحقا باسم شمران وذلك لهيمنة قبيلة شمران على ذلك الحلف .
كما كان هناك أحلاف خاصة فيما بين من هم داخل الحلف الشامل ، مثل حلف حوالة والعوامر حيث كان هناك ترابط متماسك مميزا بينهم إلى درجة إعتبار المصير المشترك الواحد بينهم .
ويحتفظ المجتمع القبلي الحديث بعاداته وتقاليدة العربية الأصيلة ، فيشرف على أمور مجتمع القبيلة شيخها الذي ترتضيه القبيلة وتختاره من أبناءها. ومهمة الشيخ تمثيل قبيلتة في المحافل والمناسبات ، ورعاية شؤونها والمطالبة بإحتياجاتها لدى الجهات الرسمية.
وهناك مجهود رجال آخرين لايمكن إغفالهم فهـم ســنــد لابد منه للدور الذي يقوم به الشيخ ، وهولاء هم وجهاء واعيان لحــام وبـيــوت القبيلة ، وقــد أسهمت بيوت حوالة جميعها برجال حكماء أشاوس كانوا خير عون لعقيدهم الذي أختاروه ، وخير وفاء لقبيلتهم ومجتمعهم .
والمشيخة في حوالة كانت تتم بإختيار الأهالي لعقيدهم والبيعة له بالمشيخة عليهم في حفل عام ، والشيخ يستشير أعيان القبيلة ويقرر معهم شؤنها ، وكان يقوم بمساعدة هولاء الشيوخ العديد من رجال القبيلة المشهورين بحصافة الرأي وبعد النظر، وهم من مختلف بيوت حوالة الكريمة .والشيخ رمز القبيلة ووجيهها وقدوتها في العمل والتعاون وخدمتها في كل مامن شأنه منفعتها والحفاظ على مكانتها وصيتها بين القبائــــل .
ونذكر من مشايخ حوالة - يرحمهم الله جميعاً - في العهد السابق ، الشيخ عساف بن علي من بيت آل عساف ، وتلاه مشايخ أيضاً من نفس البيت منهم الشيخ شايق ، وكان بعهدهم نفــوذ حوالة قوياً ومنافساً لنفوذ القبائل الكبرى بالمنطقة حينها . وكان الشيخ عساف منصّباً من الأشراف " أميراً " على حوالة ، وكان له دور كبير في تاريخ ذلك الجزء من السراة .
تلى مشايخ العساف مشايخ من بيت آل سهيل ، وكان أشهرهم الشيخ عبدالله بن مفرح ، وتلاه الشيخ سهيل بن مفرح الذي حرص على توثيق المصالح مع كافة القبائل المجاورة والتوازن في العلاقات معها ، ومن ذلك الإنضمام إلى سوق قبائل بالشهم الأزدية التي كانت تتبع لحلف غامد الـنــــد لحلف شمران في ذلك الوقـت قبل عهد الدولة الحديثة .
ويذكر التاريخ أن الشيخ سهـيـل كان موفــد قـبيــلة حــوالة إلى خالد بن لـــؤي قائد قوات الملك عبدالعزيز إلى سراة الحجاز وذلك لمبايعة الملك عبدالعزيز والإنضمام تحت رآية التوحيد وإعلان الولاء والطاعة للأمام عبدالعزيز ، وكان الوفد وفد للمبايعة مع وفود قبائل أخرى منها وفود قبائل بالشهم .
وبعد أن حل زمن جديد هو زمن حكم الدولة وتطبيق الشريعة ، أصبحت أمور المشيخة بالنسبة للأهالي أقل أهمية ، فالاخطار القبلية زالت ، وسيطرة الدولة الحديثة فرض الأمن والآمان ، والأنظمة المدنية حلت محل النظام القبلي في الأحوال وشؤن الأرض والتعاملات التجارية . وخرج كثير من أهالي الديرة في هجرات جماعية للعمل في الدولة الحديثة وطلب الرزق ، كما أنشغل الباقين بالبحث عن الوظائف داخل المنطقة والبناء والعمل في مؤسسات الدولة الحديثة والأعمال الجديدة في المنطقة .
وبرز في حوالة خلال الزمن الحديث الشيــخ عبدالله بن شائق ، وكان شاعراً مشهوراً ، التف الأهالي حوله إعجاباً به لحكمتة ووجاهـتة وحسن تعامله ، ومن الأقوال الماثورة عنه : (( الرجّال مشيختة في راسه ، واللي مشيخته في رأسه ماحد يقدر يأخذها منه )).
وبعد وفاة الشيخ عبدالله ، أختار الأهالي الشيخ شايق بن عبدالله ، وقد جرى تعيينه رسمياً شيخاً لقبيلة حوالة عام 1417هـ . وللشيخ شايق - رحمه الله - العديد من الإنجازات التاريخية التي تشهد بحنكته وإخلاصه للقبيلة ، وقــد بلغ صيت الشيخ شايق قبائل المنطقة لحكمته ودوره في إجتماعات الصلح والمناسبات العامة.
وشيخ القبيلة الحالي هو محمد بن شايق الحوالي .
م ن
في عهد ما قبل الحكم السعودي الزاهر ، كان الأشراف وآل بن عائض يتنافسون على إدارة وحكم بلاد السراة ، وكان الهدف من ذلك جباية الزكاة وإستخدام رجال الأزد في حامياتهم وجيوشهم .
وسراة الحجاز ، وهي المنطقة التي تمتد من جنوب الباحة إلى جنوب بلقرن ،
( سميت سراة لأنها منبسطة إنبساط ظهر الفرس وتتوسط الجبال ) ،
كانت تتبع أحياناً لآل عائض وأحياناً أخرى للأشراف .
وكانت الأحلاف طبيعة التعامل بين القبائل ذلك الحين ، حيث كانت الأحلاف تضمن حماية القبائل الصغيرة من القبائل الكبيرة ، وكان حلف بني خثعم يضم القبائل شمران وخثعم والعوامر وحوالة وبني ميمون وآل حبه وغيرهم ،
وسمي لاحقا باسم شمران وذلك لهيمنة قبيلة شمران على ذلك الحلف .
كما كان هناك أحلاف خاصة فيما بين من هم داخل الحلف الشامل ، مثل حلف حوالة والعوامر حيث كان هناك ترابط متماسك مميزا بينهم إلى درجة إعتبار المصير المشترك الواحد بينهم .
ويحتفظ المجتمع القبلي الحديث بعاداته وتقاليدة العربية الأصيلة ، فيشرف على أمور مجتمع القبيلة شيخها الذي ترتضيه القبيلة وتختاره من أبناءها. ومهمة الشيخ تمثيل قبيلتة في المحافل والمناسبات ، ورعاية شؤونها والمطالبة بإحتياجاتها لدى الجهات الرسمية.
وهناك مجهود رجال آخرين لايمكن إغفالهم فهـم ســنــد لابد منه للدور الذي يقوم به الشيخ ، وهولاء هم وجهاء واعيان لحــام وبـيــوت القبيلة ، وقــد أسهمت بيوت حوالة جميعها برجال حكماء أشاوس كانوا خير عون لعقيدهم الذي أختاروه ، وخير وفاء لقبيلتهم ومجتمعهم .
والمشيخة في حوالة كانت تتم بإختيار الأهالي لعقيدهم والبيعة له بالمشيخة عليهم في حفل عام ، والشيخ يستشير أعيان القبيلة ويقرر معهم شؤنها ، وكان يقوم بمساعدة هولاء الشيوخ العديد من رجال القبيلة المشهورين بحصافة الرأي وبعد النظر، وهم من مختلف بيوت حوالة الكريمة .والشيخ رمز القبيلة ووجيهها وقدوتها في العمل والتعاون وخدمتها في كل مامن شأنه منفعتها والحفاظ على مكانتها وصيتها بين القبائــــل .
ونذكر من مشايخ حوالة - يرحمهم الله جميعاً - في العهد السابق ، الشيخ عساف بن علي من بيت آل عساف ، وتلاه مشايخ أيضاً من نفس البيت منهم الشيخ شايق ، وكان بعهدهم نفــوذ حوالة قوياً ومنافساً لنفوذ القبائل الكبرى بالمنطقة حينها . وكان الشيخ عساف منصّباً من الأشراف " أميراً " على حوالة ، وكان له دور كبير في تاريخ ذلك الجزء من السراة .
تلى مشايخ العساف مشايخ من بيت آل سهيل ، وكان أشهرهم الشيخ عبدالله بن مفرح ، وتلاه الشيخ سهيل بن مفرح الذي حرص على توثيق المصالح مع كافة القبائل المجاورة والتوازن في العلاقات معها ، ومن ذلك الإنضمام إلى سوق قبائل بالشهم الأزدية التي كانت تتبع لحلف غامد الـنــــد لحلف شمران في ذلك الوقـت قبل عهد الدولة الحديثة .
ويذكر التاريخ أن الشيخ سهـيـل كان موفــد قـبيــلة حــوالة إلى خالد بن لـــؤي قائد قوات الملك عبدالعزيز إلى سراة الحجاز وذلك لمبايعة الملك عبدالعزيز والإنضمام تحت رآية التوحيد وإعلان الولاء والطاعة للأمام عبدالعزيز ، وكان الوفد وفد للمبايعة مع وفود قبائل أخرى منها وفود قبائل بالشهم .
وبعد أن حل زمن جديد هو زمن حكم الدولة وتطبيق الشريعة ، أصبحت أمور المشيخة بالنسبة للأهالي أقل أهمية ، فالاخطار القبلية زالت ، وسيطرة الدولة الحديثة فرض الأمن والآمان ، والأنظمة المدنية حلت محل النظام القبلي في الأحوال وشؤن الأرض والتعاملات التجارية . وخرج كثير من أهالي الديرة في هجرات جماعية للعمل في الدولة الحديثة وطلب الرزق ، كما أنشغل الباقين بالبحث عن الوظائف داخل المنطقة والبناء والعمل في مؤسسات الدولة الحديثة والأعمال الجديدة في المنطقة .
وبرز في حوالة خلال الزمن الحديث الشيــخ عبدالله بن شائق ، وكان شاعراً مشهوراً ، التف الأهالي حوله إعجاباً به لحكمتة ووجاهـتة وحسن تعامله ، ومن الأقوال الماثورة عنه : (( الرجّال مشيختة في راسه ، واللي مشيخته في رأسه ماحد يقدر يأخذها منه )).
وبعد وفاة الشيخ عبدالله ، أختار الأهالي الشيخ شايق بن عبدالله ، وقد جرى تعيينه رسمياً شيخاً لقبيلة حوالة عام 1417هـ . وللشيخ شايق - رحمه الله - العديد من الإنجازات التاريخية التي تشهد بحنكته وإخلاصه للقبيلة ، وقــد بلغ صيت الشيخ شايق قبائل المنطقة لحكمته ودوره في إجتماعات الصلح والمناسبات العامة.
وشيخ القبيلة الحالي هو محمد بن شايق الحوالي .
م ن