ابونايف الشمراني
02-13-2013, 12:26 PM
لم يخلق الله الإنسان خالياً من العيوب، فالنقص وارد، ومن هذا المنطلق نستخلص الحكمة من قوله تعالى: (يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكرٍ وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) الآية.. إن الأفكار والتجارب الإنسانية لم تكن لتنضج وتظهر للعيان كفكرة نيّرة تضيء حياة البشرية لولا تعرّف الناس عليها ونقدها وإيجاد مواطن القوة والضعف فيها، فالكثير من النظريات التي أصبحت طي النسيان بعدما لفظتها ذاكرة العلوم بعد أن أتى مَنْ يؤكد عدم صحتها مشفوعاً بنظريات أخرى تدحض دعوى تلك النظرية السالفة. وهذا الكلام يعيدنا إلى أول الحديث أن النفس البشرية تتوصل للصواب كما هي معرضة أيضاً للخطأ. هذه هي الركيزة التي يجب على مَنْ أراد تطوير فكرة أو حتى سلوك معين أن يعيها حتى لا يصبح كمَنْ نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً برفض فكرة أخرى من شخص لا يملك الفانتازيا التي يتمتع بها صاحب الفكرة أو القول الأول التي ربما تسهم بقوة في تصحيح مسار تلك الفكرة أو مراجعة أخطائها، فأفكارنا ليست نصاً من كتاب الله الكريم ولا حديثاً نبوياً شريفاً. ما تستغربه هذه الأيام لدرجة تثير الاشمئزاز ما نراه من مدافعة ومنافحة عن أفكار أشخاص لم تكن لهم أي من مسوغات التصدي للمختلفين، ولم يعتمروا قبعة العصمة التي لم تكن يوماً لنا نحن بني البشر، هذه المنافحة يتبناها مَنْ ارتضى لنفسه أن يكون بيدقاً في مسرح المتابعين بتبنيهم للقانون المأساوي «إذا لم تكن معي فأنت ضدي»، أولئك الذين غلّفوا عقولهم، وسلّموا أفئدتهم للقائد المزعوم بداعي أن انتقاد ما يقوله كبيرة من كبائر الذنوب إذا ما علمنا أن قوله ذاك لا يتعدى أن يكون قول بشر من البشر جعله أتباعه فارساً استثنائياً لن يترجل عن صهوة الكبرياء، ولن يتراجع عن كل ما يقول بعد أن جعله دعم هؤلاء الأتباع مرجعية للقول والفعل غياباً عن لغة العقل، وبعداً عن احتمالية الخطأ والصواب بعدما أنشأ هؤلاء ما يشبه الكونفيدرالية للدفاع عن كل ما يقوله قال صلى الله عليه وسلم: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً قالوا ننصره مظلوماً، فكيف ننصره ظالماً، قال بمنعه من الظلم)