abo assaf
10-09-2013, 07:46 PM
صديقي أبو وجهين
تتمايز المجتمعات الإنسانية فيما بينها فيما يتعلق بتعميق العلاقات الإنسانية والأخلاقية بين جميع أفراد المجتمع أو تشرذمها وتفككها ، فنجد أن العلاقات الإنسانية تتعمق وتزداد متانة في بعض المجتمعات بينما نجدها في مجتمعات أخرى تميل نحو التفكك والتصدع ، وقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أو بأخر في تثبيت بعض العادات السيئة وتعميقها في النفوس حتى أصبح البعض يمارسها وكأنها شيئاً عادياً ويحث الآخرين على ممارستها تحت مسمى الطرائف والنكت مما قد يؤدي إلى تعزيز هذه العادات والسلوكيات الذميمة في النفوس وإلباسها صورة حسنة رغم أنها تعد من أسوأ الصفات والعادات .
لم يكن صديقي سيئاً بدرجة كبيرة ولكنه كان يحب ارتداء الأقنعة بين فترة وأخرى فيظهر أمامي بوجه وأمام الآخرين بوجه آخر ، لقد كان قناعه معتماً لدرجة أنني لاأكاد أعرفه في أغلب الأحيان حتى تنفرج شفتيه المتشققتين عن ابتسامته الصفراء وأسنانه الصفراء والتي كانت هي العلامة الوحيدة التي استطيع تمييزه بها عن بقية المقنعين .
لم يكن قناعه الأسود يمنعه من التظاهر أمامي بأنه الصديق الوفي والخل الأبدي ولكنه مايكاد ينفض جمعنا حتى يتحول صديقي إلى وحش كاسر ينهش لحمي بكل تلذذ واستمتاع ولا يقف عند هذا بل كثيراً ماكان يمارس ساديته المقيتة عندما يرمي ببقايا عظامي للمعتوهين والساذجين .
كنت كثيراً ما أحاول التماس العذر لصديقي فما هو إلا نتيجة لتربية مجتمع يعاني من الازدواجية والتناقض في كل مناحي الحياة ، وأنه لايكاد يخلو أي مجتمع إنساني من هذه الصفات والعادات السيئة . ولكن التمادي في التعاطي مع هذه الصفات السيئة كثيراً ماينعكس وبشكل سلبي على منظومة العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع ويفرق بين الأصدقاء ويزرع بذور الحقد والكراهية بين الرفاق .
ومما لاشك فيه فإن معالجة مثل هذه الصفات والعادات السيئة يحتاج إلى تضافر الجهود بين المختصين في مجال علم النفس والوعاظ وأئمة المساجد للارتقاء بالوعي المجتمعي وتسليط الضوء على سلبيات هذه العادات السيئة والتي تنخر في جسد المجتمع وتدمر نسيجه الأخلاقي .
لا أدري متى سيتغير صديقي إلى الأفضل ولكنه رغم ذلك سيبقى صديقي وسأبقى وفياً له لعله أن يتعلم معنى الوفاء يوما ما .
حسن الشمراني
رابط الخبر بصحيفة الوئام: صديقي أبو وجهين
تتمايز المجتمعات الإنسانية فيما بينها فيما يتعلق بتعميق العلاقات الإنسانية والأخلاقية بين جميع أفراد المجتمع أو تشرذمها وتفككها ، فنجد أن العلاقات الإنسانية تتعمق وتزداد متانة في بعض المجتمعات بينما نجدها في مجتمعات أخرى تميل نحو التفكك والتصدع ، وقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أو بأخر في تثبيت بعض العادات السيئة وتعميقها في النفوس حتى أصبح البعض يمارسها وكأنها شيئاً عادياً ويحث الآخرين على ممارستها تحت مسمى الطرائف والنكت مما قد يؤدي إلى تعزيز هذه العادات والسلوكيات الذميمة في النفوس وإلباسها صورة حسنة رغم أنها تعد من أسوأ الصفات والعادات .
لم يكن صديقي سيئاً بدرجة كبيرة ولكنه كان يحب ارتداء الأقنعة بين فترة وأخرى فيظهر أمامي بوجه وأمام الآخرين بوجه آخر ، لقد كان قناعه معتماً لدرجة أنني لاأكاد أعرفه في أغلب الأحيان حتى تنفرج شفتيه المتشققتين عن ابتسامته الصفراء وأسنانه الصفراء والتي كانت هي العلامة الوحيدة التي استطيع تمييزه بها عن بقية المقنعين .
لم يكن قناعه الأسود يمنعه من التظاهر أمامي بأنه الصديق الوفي والخل الأبدي ولكنه مايكاد ينفض جمعنا حتى يتحول صديقي إلى وحش كاسر ينهش لحمي بكل تلذذ واستمتاع ولا يقف عند هذا بل كثيراً ماكان يمارس ساديته المقيتة عندما يرمي ببقايا عظامي للمعتوهين والساذجين .
كنت كثيراً ما أحاول التماس العذر لصديقي فما هو إلا نتيجة لتربية مجتمع يعاني من الازدواجية والتناقض في كل مناحي الحياة ، وأنه لايكاد يخلو أي مجتمع إنساني من هذه الصفات والعادات السيئة . ولكن التمادي في التعاطي مع هذه الصفات السيئة كثيراً ماينعكس وبشكل سلبي على منظومة العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع ويفرق بين الأصدقاء ويزرع بذور الحقد والكراهية بين الرفاق .
ومما لاشك فيه فإن معالجة مثل هذه الصفات والعادات السيئة يحتاج إلى تضافر الجهود بين المختصين في مجال علم النفس والوعاظ وأئمة المساجد للارتقاء بالوعي المجتمعي وتسليط الضوء على سلبيات هذه العادات السيئة والتي تنخر في جسد المجتمع وتدمر نسيجه الأخلاقي .
لا أدري متى سيتغير صديقي إلى الأفضل ولكنه رغم ذلك سيبقى صديقي وسأبقى وفياً له لعله أن يتعلم معنى الوفاء يوما ما .
حسن الشمراني
رابط الخبر بصحيفة الوئام: صديقي أبو وجهين