المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اكتشفت ان عيونا تتابعني


عبدالله سعد حوفان
12-28-2013, 11:30 PM
حكايتنا ياسادة ياكرام بعنوان


اكتشفت أن عيوناً تتابعني !


ذهبت للتبضع من أحد المتاجر الكبرى ، وبعد أن قمت بدفع المبلغ المطلوب للمحاسب ، قام أحد العمال بدفع العربية كي يوصلها لسيارتي التي أوقفتها بعيداً ، وكان واضحاً أنه من إخواننا وأحبابنا في اليمن ، وبعد أن أفرغ البضائع في سيارتي ....

ناولته مبلغاً بسيطاً نظير قيامه بخدمة ليست من واجبه فرفض بلطف وأدب إلا أني أصريت عليه ثم سألته ان كان من اليمن ، فأبتسم وقال نعم ، فدعوت له ثم قلت له:

هل تعرف ان أول من يسقون من نهر الكوثر هم اهل اليمن؟

فأبتسم منصتاً لكلامي وهو يعبر عن اعتزازه بما اقول ، فأردفت قائلاً ، قال عليه الصلاة والسلام ” اهل اليمن "ألين افئدة وأرق قلوباً “ فزادت ابتسامته لما أقول ، فختمت كلامي بقولي : والحكمة ..؟


فصمت ، فأكملت مبتسماً .. ” الحكمة يمانية “

وسبحان الله كم كانت لهذه الكلمات البسيطة اثر قوي على نفسه فتبدلت ملامحه الى البهجة والإعتزاز وودعني بحرارة وهو يشكرني ، فودعته بإبتسامة وانصرفت ..

مر الزمان ، وفي أحد الأيام وجدت نفسي اذهب لذلك المتجر لأتبضع منه ، وبينما كنت اقوم بدفع الحساب للموظف ، وإذا بي المح خلف طاولة الكاشير المجاور عين تتابعني وتنتظر ان اراها !

وما أن شاهد أني انتبهت له ، حتى سارع برفع يده بالسلام والإبتسامة تملأ وجهه ، ولسان حاله يقول هل عرفتني ؟

نعم لقد عرفته ، إنه نفس الشخص الذي دار بينا ذلك الحديث منذ فترة

ابتسمت له وسلمت عليه ، وسألته عن أحواله ، وكان يشعر بالسعادة وكأن بيني وبينه علاقة صداقة قديمة

غادرت ذلك المتجر وانا أبتسم ، وأتسأل عن تلك النعمة التي يبخل بها البشر على بعضهم البعض ، فماذا يخسر الإنسان ان حدث الاخرين بالكلام الطيب ، وعامل الأخرين باحترام .

فهذا الشخص ، ارتبطت صورتي في ذهنه بذلك الكلام الذي دار بيننا ، فأحس بالسعادة حين رأني

رغم أنه لم يراني إلا لمرة واحدة فقط !


ان اظهار الاهتمام والتقدير للأخرين يرفع من اعتزازهم بأنفسهم ، وكم من كلمة غيرت مسار انسان في حياته كلها فلا نبخل على بعضنا بالكلام الطيب كما كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يفعل ، وهو معلمنا وسيدنا ورسولنا صلى الله عليه وسلم ..


وأذكر هنا تلك القصة الجميلة في حياة الرسول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ، حين اتاه رجل بسيط من اهل البادية اسمه زاهر ، وجاء خصيصاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليهديه بعض الحليب ، فلم يجده فذهب يبحث عنه في السوق ، وفي تلك الأثناء لمحه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء الى زاهر من خلفه ثم احتضنه ، ومازحه قائلاً ، من يشتري العبد ؟ من يشتري العبد ؟ ، فلما عرف الرجل ان الذي يمسكه من الخلف هو رسول الله عليه الصلاة والسلام شعر بالفرح وعلم ان الرسول يمازحه وقال له :

والله يارسول الله لن تجدني إلا كاسداً

( يعني من يشتري شخص مثلي )

فماذا تتوقعون قال له عليه الصلاة والسلام ؟

قال له : ولكنك عند الله لست بكاسد

لاحظوا كيف رفع من روحة المعنوية بجملة واحدة !

هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نظهر التقدير والاحترام للأخرين ونرفع من اعتزازهم بأنفسهم ، ومن جرب ذلك يرى ثمار ذلك على نفسه فالشخص الذي يقدر الأخرين ويحرص على رفع تقديرهم لذواتهم ، يجد ثمرة ذلك في نفسه رضا وسعادة ، ويكفي قبل كل ذلك الرضا من الله الذي علمنا على لسان الحبيب صلى الله عليه وسلم أن

( الكلمة الطيبة صدقة )


ختاماً

تذكر إن كان جيبك لايكفي للتصدق على كل من تقابله بمالك ، فلسانك كنز لاينضب من الصدقات فلماذا تدخرها وانت بحاجة لها.. .

كي ترتقي بك عند خالقك ويكفي ، انها رصيد يحول من دار الدنيا الى دار الأخرة حسنات لايعلم مداها إلا الله عز وجل
🌼⛅

شيهان شمران
12-29-2013, 12:23 AM
مواقف رائعة. ونتائج. أروع. ما أجمل. حسن التعامل. شكرا أبو سعد

حسن بن عبدالله
12-29-2013, 08:41 AM
مواقف رائعه
شكرا لك اخي عبدالله سعد على حسن اختيارك
فبارك الله فيك

أميرة الورد
12-30-2013, 05:37 PM
شكراً لك ع آلمشآركة

بآرك الله فيك

وفقك الله



http://g-3e6r.com/vb/images/smilies/index2.gif (http://g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=18151)
أمـيرة آلــورد

اللؤلؤة
01-06-2014, 09:41 PM
http://im38.gulfup.com/e54Ru.gif