المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حمدان بن درمان "رحمه الله"


سعد عبدالرحمن
01-04-2014, 03:16 AM
برحيل الشيخ حمدان بن درمان فقدت شمران أحد رجالاتها المشهود لهم بالخير، رجلٌ عُرف بكرمه وحكمته وجميل سجاياه وعذب حديثه رحمه الله رحمة واسعة. لسان حال باشوت اليوم أو قل شمران قاطبة: لولا الحياء لهاجني استعبارُ *** ولزرت قبرك والحبيب يزارُ . وحُقّ لشمران أن تحزن فابن درمان عند المقارنة لا يقارن إلا بالأوائل من الرعيل الأول في تاريخ العرب.
كنّا صغارا في الابتدائية والمتوسطة وكان والدي شافاه الله وعافاه وعمي محمد بن ساري غفر الله له يحدثان المجلس عن قصصهم وحياتهم في الطائف. ولكبار السن طريقة محببة في سرد الحديث، يستطيعون إفهام الصغير قبل الكبير؛ فننصت لأحاديثهم غاية الإنصات ونتمنى لو تطول تلك القصص. كانت عادة الناس تلك الأيام أن يتحدث واحد فينصت الجميع، أما اليوم ومع ثورة أجهزة الاتصالات، والعبث بأجهزة الموبايل في المجالس، فالسعيد هو من وفّق إلى إكمال "سالفة" قصيرة دون مقاطعة من أحد الحضور، فبعضهم يفضّل أن يردّ على متصل ربما يبعد عنه آلاف الكيلومترات على الاستماع لحديث رجلٍ ذي شيبةٍ أمامه!
في كل مرة ينتقل أحد كبار السن إلى الدار الآخر أشعر أننا افتقدنا ثروة حقيقية (راوٍ) يعدّ مرجعا لحياة السابقين وأنسابهم وأيامهم وفقرهم وظروف حياتهم. وعودة إلى أحاديث والدي وعمي (بن ساري رحمه الله)، أقول: كنا في طفولتنا نسمع منهما هذا الاسم يتردد "حمدان بن درمان" عند الحديث عن الكرم أو الحكمة أو الرأي السديد أو حتى الطرفة التي لا تخلو من حكمة. كنّا نسمع ذلك فيخيّل إلينا أن الرجل هو هرم بن سنان أو قس بن ساعدة الإيادي أو حاتم طيء أو إياس بن معاوية أو الأحنف بن قيس. لكن أمير الشعراء المبدع (محمد أبو شرارة) في رثائيته للشيخ حمدان بن درمان، الرثائية التي فاقت في صدقها رثائيات أبي الطيب المتنبي والخنساء وابن الرومي وشوقي، ينفي ذلك ليؤكد أن كرم حاتم الطائي دون كرم ابن درمان، وأن رأي إياس دون رأيه، وأن حلم الأحنف بن قيس "الغضوب" من الخطأ أن يقارن بحلم ابن درمان "الحليم". يقول أبو شرارة:
من دونه حاتم الطائي ومن يده تعلمت كيف تجري ماءها السحبُ

يأتيك بالرأي إن يعي إياس به والحلم إن هز صدر الأحنف الغضبُ

وهكذا فليكن الشعر، وما قيمة الشعر إن لم يكن بهذه العذوبة؟!
لم ألتق الشيخ حمدان بن درمان في حياتي قط، وكل ما اختزلت ذاكرتي عن الرجل هو ما سمعته من والدي أو غيره من كبار السن، أو من صديقي الدكتور عبد الرحمن بن هادي الشمراني، أو من كثير ممن تحدثوا عنه في مجالسهم فلا يمكن أن يذكر "قرن بن ساهر" دون الحديث عن حمدان بن درمان رحمه الله. كنّا ليلة البارحة في منزل الكريم الجواد الشيخ مسفر بن عوضة الذي – رغم أعماله- سافر إلى باشوت لتقديم واجب العزاء؛ ليقدم أنموذجاً لما ينبغي أن يكون عليه رجل الأعمال والشيخ والداعية والأستاذ في التعامل مع الناس. وبالطبع دار الحديث وأتينا على سيرة ابن درمان العطرة، ليتحفنا الدكتور علي بن محمد بن ساري بقصة أو قصتين عن الشيخ حمدان، لينتقل الحديث بعدها إلى الشيخ علي بن سعيد أبو غازي الذي عطّر المجلس بقصة بطولية للشيخ حمدان تتجلى فيها الشجاعة والإقدام "والشيمة"، وجمال القصة أن تُسمع منه؛ إذ هو من الرواة القلائل الذين يروون الأحداث وكأنك تراها رأي العين. رحم الله الشيخ حمدان بن درمان وأجزل مثوبته وأحسن الله عزاء شمران فيه.


http://www.shmran.net/inf/contents/authpic/13.jpg
د. حسن بن محمد الشمراني
أستاذ اللغويات التطبيقية المشارك - جامعة الملك سعود

شيهان شمران
01-04-2014, 10:26 AM
شكرا للدكتور حسن أوفياء تذكر مآثر أوفياء
شكرا اخي الحبيب أبو عبدالرحمن

سهيل اليماني
01-04-2014, 12:52 PM
رحم الله الشيخ حمدان بن درمان واسكنه فسيح جناته

شكرا للدكتور حسن بن محمد على هذا المقال

حسن بن عبدالله
01-04-2014, 01:38 PM
رحم الله الشيخ الجليل / حمدان بن درمان
رحمة واسعه وأسكنه فسيح جناته

مقال رائع من رجل مخلص ومحب لقبيلته
للرجل يستحق منا الاشاده والدعاء له
فبارك الله فيك يادكتور / حسن بن محمد

Abdullah 2010
01-04-2014, 03:28 PM
رحم الله الشيخ/ حمدان
مقال يحمل معاني جمة
تحياتي للـدكتور/ حسن بن محمد

محمد مزهر
01-04-2014, 07:51 PM
رحم الله الشيخ حمدان
مقال يستحق الاشاده لك الشكراخي د/حسن