الحمدان
02-12-2014, 12:51 PM
أحمد بن حنبل
في مثل هذا اليوم الثاني عشر
من شهر ربيع الآخر من سنة 241 هـ
توفي الإمام المبجل إمام أهل السنة
ابوعبدالله أحمد بن حنبل - رحمه الله -
ومن أشهر ما في سيرته بلاؤه
في فتنة خلق القرآن وسجنه وجلده
وتعذيبه وصبره وعُلو قدره بعدها..
قال الحافظ ابن حبان في "روضة العقلاء
ونزهة الفضلاء" ص 151 :
عن إسحاق بن أحمد القطان البغدادي يقول :
كان لنا جار ببغداد كنا نسميه طبيب القراء،
وكان يتفقد الصالحين ويتعاهدهم،
فقال لي : دخلت يوما على أحمد بن حنبل،
فإذا هو مغموم مكروب، فقلت :
ما لك يا أبا عبد الله ؟
قال :خير، قلت: وما الخير؟
قال: امتُحنت بتلك المحنة، حتى ضُربت،
ثم عالجوني وبرأت،
إلا أنه بقى في صُلبي موضع يُوجعني .
هو أشد عليّ من ذلك الضرب.
قال قلت: اكشف لي عن صلبك،
قال: فكشف لي فلم أرَ فيه إلا أثر الضرب فقط،
فقلت: ليس لي بذي معرفة، ولكن سأستخبر عن هذا.
قال: فخرجت من عنده حتى أتيت صاحب الحبس،
وكان بيني وبينه فضل معرفة، فقلت له :
أدخل الحبس في حاجة ؟
قال : أدخل، فدخلت وجمعت فتيانهم، وكان معي
دريهمات فرقتها عليهم، وجعلت أحدثهم حتى أَنسوا بي،
ثمّ قلت : من منكم ضرب أكثر؟
قال: فأخذوا يتفاخرون حتى اتفقوا على واحد منهم أنه
أكثرهم ضربا، وأشدهم صبرا،
قال فقلت له : أسألك عن شىء ؟
فقال: هات، فقلت شيخ ضعيف ليس صناعته كصناعتكم
ضرب على الجوع للقتل سياطا يسيرة، إلا أنّه لم يمت،
وعالجوه وبرأ، إلا أن موضعا في صلبه يوجعه وجعا ليس
له عليه صبر، قال: فضحك، فقلت مالك ؟
قال: الذي عالجه كان حائكا، قلت: إيش الخبر؟
قال: ترك في صلبه قطعة لحم ميته لم يقلعها،
قلت : فما الحيله قال : يُبَطُّ صُلبه، وتؤخذ تلك
القطعة ويرمى بها، وإن تركت بلغت الى فؤاده فقتلته،
قال : فخرجت من الحبس، فدخلت على أحمد ابن حنبل
فوجدته على حالته، فقصصت عليه القصة،
قال: ومن يبطه ؟ قلت : أنا،
قال : أو تفعل ؟ قلت نعم، قال فقام فدخل البيت
ثم خرج وبيده مخدتان، وعلى كتفه فوطة
فوضع إحداهما لي والأخرى له، ثم قعد عليها،
وقال : استخر الله، فكشفت الفوطة عن صلبه،
وقلت: أرني موضع الوجع،
فقال : ضَعْ إصبعك عليه فإنّي أُخبرك به، فوضعت إصبعي،
وقلت :ها هنا موضع الوجع؟ قال ههنا أحمد الله
على العافيه، فقلت : ها هنا ؟
قال :هاهنا أحمد الله على العافيه،
فقلت : هاهنا ؟ قال :هاهنا أسأل الله العافيه،
قال : فعلمت انه موضع الوجع،
قال : فوضعت المبضع عليه، فلما أحس بحرارة
المبضع وضع يده على رأسه،
وجعل يقول: اللهم أغفر للمعتصم، حتى بططته،
فأخذت القطعه الميتة ورميت بها،
وشددت العصابة عليه وهو لا يزيد على
قوله : اللهم أغفر للمعتصم،
قال: ثم هدأ وسكن،
ثم قال : كأني كنت معلقا فأصدرت،
قلت : يا أبا عبد الله، إن الناس إذا امتحنوا محنة
دعوا على من ظلمهم، ورأيتك تدعو للمعتصم ؟
قال :إني فكرت فيما تقول، وهو ابن عم رسول الله
صلى الله عليه و سلم، فكرهت أن آتي يوم القيامة
وبيني وبين أحد من قرابته خصومة هو مني في حِلّ .
في مثل هذا اليوم الثاني عشر
من شهر ربيع الآخر من سنة 241 هـ
توفي الإمام المبجل إمام أهل السنة
ابوعبدالله أحمد بن حنبل - رحمه الله -
ومن أشهر ما في سيرته بلاؤه
في فتنة خلق القرآن وسجنه وجلده
وتعذيبه وصبره وعُلو قدره بعدها..
قال الحافظ ابن حبان في "روضة العقلاء
ونزهة الفضلاء" ص 151 :
عن إسحاق بن أحمد القطان البغدادي يقول :
كان لنا جار ببغداد كنا نسميه طبيب القراء،
وكان يتفقد الصالحين ويتعاهدهم،
فقال لي : دخلت يوما على أحمد بن حنبل،
فإذا هو مغموم مكروب، فقلت :
ما لك يا أبا عبد الله ؟
قال :خير، قلت: وما الخير؟
قال: امتُحنت بتلك المحنة، حتى ضُربت،
ثم عالجوني وبرأت،
إلا أنه بقى في صُلبي موضع يُوجعني .
هو أشد عليّ من ذلك الضرب.
قال قلت: اكشف لي عن صلبك،
قال: فكشف لي فلم أرَ فيه إلا أثر الضرب فقط،
فقلت: ليس لي بذي معرفة، ولكن سأستخبر عن هذا.
قال: فخرجت من عنده حتى أتيت صاحب الحبس،
وكان بيني وبينه فضل معرفة، فقلت له :
أدخل الحبس في حاجة ؟
قال : أدخل، فدخلت وجمعت فتيانهم، وكان معي
دريهمات فرقتها عليهم، وجعلت أحدثهم حتى أَنسوا بي،
ثمّ قلت : من منكم ضرب أكثر؟
قال: فأخذوا يتفاخرون حتى اتفقوا على واحد منهم أنه
أكثرهم ضربا، وأشدهم صبرا،
قال فقلت له : أسألك عن شىء ؟
فقال: هات، فقلت شيخ ضعيف ليس صناعته كصناعتكم
ضرب على الجوع للقتل سياطا يسيرة، إلا أنّه لم يمت،
وعالجوه وبرأ، إلا أن موضعا في صلبه يوجعه وجعا ليس
له عليه صبر، قال: فضحك، فقلت مالك ؟
قال: الذي عالجه كان حائكا، قلت: إيش الخبر؟
قال: ترك في صلبه قطعة لحم ميته لم يقلعها،
قلت : فما الحيله قال : يُبَطُّ صُلبه، وتؤخذ تلك
القطعة ويرمى بها، وإن تركت بلغت الى فؤاده فقتلته،
قال : فخرجت من الحبس، فدخلت على أحمد ابن حنبل
فوجدته على حالته، فقصصت عليه القصة،
قال: ومن يبطه ؟ قلت : أنا،
قال : أو تفعل ؟ قلت نعم، قال فقام فدخل البيت
ثم خرج وبيده مخدتان، وعلى كتفه فوطة
فوضع إحداهما لي والأخرى له، ثم قعد عليها،
وقال : استخر الله، فكشفت الفوطة عن صلبه،
وقلت: أرني موضع الوجع،
فقال : ضَعْ إصبعك عليه فإنّي أُخبرك به، فوضعت إصبعي،
وقلت :ها هنا موضع الوجع؟ قال ههنا أحمد الله
على العافيه، فقلت : ها هنا ؟
قال :هاهنا أحمد الله على العافيه،
فقلت : هاهنا ؟ قال :هاهنا أسأل الله العافيه،
قال : فعلمت انه موضع الوجع،
قال : فوضعت المبضع عليه، فلما أحس بحرارة
المبضع وضع يده على رأسه،
وجعل يقول: اللهم أغفر للمعتصم، حتى بططته،
فأخذت القطعه الميتة ورميت بها،
وشددت العصابة عليه وهو لا يزيد على
قوله : اللهم أغفر للمعتصم،
قال: ثم هدأ وسكن،
ثم قال : كأني كنت معلقا فأصدرت،
قلت : يا أبا عبد الله، إن الناس إذا امتحنوا محنة
دعوا على من ظلمهم، ورأيتك تدعو للمعتصم ؟
قال :إني فكرت فيما تقول، وهو ابن عم رسول الله
صلى الله عليه و سلم، فكرهت أن آتي يوم القيامة
وبيني وبين أحد من قرابته خصومة هو مني في حِلّ .