المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرارة شرورة


الحمدان
07-09-2014, 04:58 AM
مقال للشيخ د . سلمان العودة

( شرارة من شرورة )

أرى خللَ الرمادِ وميضَ جَمْرٍ
ويوشكُ أن يكونَ له ضرامُ

فإنّ النارَ بالعودين تُذْكى
وإنّ الحربَ أولها كلامُ

إذا لم يطفها عقلاءُ قومٍ
يكونُ وقودَها جثثٌ وهامُ

أقول من التعجبِ ليت شعري
أأيقاظٌ أميةُ أم نيامُ؟

رحم الله أرواح الذين قضوا في
حادث شرورة، وأسال الله أن
يتقبَّلهم شهداء، وأن يُلهم أهلهم
وذويهم الصبر،
ويخلف عليهم بخير.

إن القتل هو الجريمة التي
تخوفتها الملائكة حين سمعت
بخلق آدم {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ
فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء} (30)
سورة البقرة،
ولم يرد في الوحي تحذير من ذنب
بعد الشرك كما ورد في القتل
بغير حق، ويكفي أن {مَن قَتَلَ
نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي
الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا
وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ
جَمِيعًا} (32) سورة المائدة،
ولا يزال سؤال رسول الله
صلى الله عليه وسلم
لأسامة بن زيد يرن في الآذان
بلا جواب ..
(فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِذَا
جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟) (رواه مسلم).
فقط لا إله إلا الله، فكيف بالصيام
والصلاة والحج وأعمال ستكون
خصيمك أمام الله؟

و(لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ
دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا)
(رواه البخاري).

وأعظم من القتل التكفير،
وهو المدخل لاستباحة الدماء
والاستخفاف بها،
و(أَيُّمَا امْرِئٍ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ
فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا إِنْ كَانَ كَمَ قَالَ وَإِلَّا رَجَعَتْ عَلَيْهِ)
(متفق عليه).

ولا أعلم في السنة النبوية أن
الرسول -صلى الله عليه وسلم-
أخرج مسلماً من الإسلام، حتى
المنافقون أخذهم بظاهرهم
وأمضى عقودهم ومعاملاتهم
ووكّل سرائرهم إلى الله ليكون
تشريعا من بعده.

ليس من حق أحدنا أن يجعل الآخر
أمام اختبار لدينه وإيمانه ليثبت
أنه ما زال داخل الدائرة، ويأخذ
الآخر دور الحاكم على الناس
بالكفر أو الإيمان.

علينا أن نقر بحق شركائنا في
الإيمان، وأن الأصل بقاؤهم فيه
مادام ذلك محتملا ولو بوجه من
الوجوه.

وأن نقر بحق شركائنا في
الأوطان، فلهم الحقوق ذاتها التي
نريد أن نحصل عليها بدءاً بحق
الحياة التي لا يهددها قتل..
والحياة الكريمة الفاضلة اللائقة
بخلفاء الله في الأرض..
{إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} (30) سورة البقرة.

الوطن ليس رقعة ضيقة لا يتسع
لأكثر من مجموعة، وليس فكرة
محدودة لا تتسع لأكثر من عقل..
الوطن وعاء كلنا شركاء فيه في
الحقوق والواجبات والأحلام
والأشواق وحتى المحن والآلام.


إن غرس الكراهية باسم الديانة
أو باسم الوطنية لا يثمر إلا الأحقاد
والضغائن، والتمهيد للصراعات
الطويلة العريضة، وتأجيج الفتن
والحروب، وفقدان ثقة الناس
بعضهم ببعض.

ولغة الثأر والانتقام هي خراب
الديار، ووقود النار، وعمل
الأشرار؛ الذين لا يهمهم إلا
مصالحهم الشخصية ولو على
حساب الناس والأرض.


وأعظم صفة يمكن أن تتدارك
الانشطار والتمزُّق الذي يهدد
أكثر من بلد عربي هي التسامي
والتسامح والتعالي على حظوظ
الذات، والتصافح والعفو والقدرة
الدائمة على نسيان ما فات،
والنظر للمستقبل وتجاوز الغبن
الشخصي إلى فضاء المجموع،
وملء الكراسي حول الطاولة
المستديرة، المرأة والرجل.
الشرقي والغربي..
الوسط
والطرف
الفقير والغني
الصغير والكبير
حتى لا تتحول الخسائر والأوجاع
إلى دم يرميه كل طرف على
قميص يوسف الغائب.

يجب إدانة العدوان على حياة
الإنسان وحقوقه،
وتجريم المجترئين عليه،
أيَّاً كانت أسماؤهم وسحناتهم
وادعاءاتهم والبلاد التي مارسوا
فيها جريمتهم،
وسواء كان القتل بيد حكومات
أو جماعات أو أفراد، فالإنسان
هو الإنسان والمبدأ لا يختلف.


إنني أحذر من دوامة عنف جديد
تجتاح بلاد الإسلام كافة وبلادنا
منها، وهي سحابة سوداء
لا تمطر خيراً ولا نفعاً لدين
ولا دنيا، ولكنها قد انعقدت وهبَّت
عليها الرياح الملقحة من كل
جانب، رياح التكفير والتخوين


وأُحذِّر أبنائي من الاندفاع وراءها،
فهي سراب بقيعة يحسبه الظمآن
ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً،
حتى حين لا يكون أمامك فعل
سوى الصبر وانتظار الفرج من
الله، فلا تقبل أن تجند لأعمال قتل
أو تفجير أو تدمير، وإن اعتدى
عليك أحد فكن كخير ابني آدم
{لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا
أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي
أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} (28)
سورة المائدة.

انفجار العنف من جديد هو
استنزاف لخيرات البلد، وإمعان
في الضياع، وبُعد عن خطوات
الإصلاح التي لا زال يأملها
المخلصون من كل الأطياف.

يجب أن يتفق الجميع مهما اختلفت
رؤاهم وتوجهاتهم ومصالحهم
أن القتل خط أحمر يجب محاذرته
ومجانبته، وحتى مجرد التهديد به
قولاً هو جريمة يعاقب فاعلها.

والله غالب على أمره، وله الحمد
في الأولى والآخرة.

abo assaf
07-09-2014, 02:30 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

حسن بن عبدالله
07-09-2014, 06:42 PM
اللهم اكفنا شر الاشرار وجعل كيدهم
تدمير عليهم
وأحفظ اللهم بلادنا

شكرآ اخي الحمدان على نقل المقال

سعد عبدالرحمن
07-09-2014, 10:50 PM
رحم الله شهداء شرورة ونسأل الله أن يديم الأمن على بلادنا
وأن يبعد عنا الشرور والفتن


شكرا لك الحمدان

الحمدان
07-10-2014, 05:24 AM
شكراً لك اخي الفاضل ابو عساف
لمرورك
وفقك الله لكل خير
وبارك الله فيك

الحمدان
07-10-2014, 05:25 AM
شكراً لك اخي العزيز ابو تركي
لمرورك
وفقك الله لكل خير
وبارك الله فيك

الحمدان
07-10-2014, 05:26 AM
شكراً لك اخي العزيز ابو عبدالرحمن
لمرورك
وفقك الله لكل خير
وبارك الله فيك