ريحانة شمران
03-23-2019, 01:04 AM
بين القصور والحصون الصوانية والغابات..يوم في رجال ألمَع
https://vid.alarabiya.net/images/2018/10/01/37bfb6bc-9160-48b1-8a1e-c30e4052d9b6/37bfb6bc-9160-48b1-8a1e-c30e4052d9b6_16x9_1200x676.jpg?format=jpeg&width=960
حسن آل عامر
عندما تبدأ السيارة بالنزول من أعلى قمة في قرية السودة لتسلك عقبة “الصمّاء" التي تربط بين جبال السروات ومحافظة رجال ألمع في تهامة، تخطر في البال كلمات الشاعر رسول حمزاتوف وهو يكتب مقدِّمة رائعته العالمية “داغستان بلدي". فمعالم الطبيعة الخلابة والجبال الشاهقة التي تتميز بها محافظة رجال ألمع لا تختلف كثيراً عما رواه حمزاتوف حول جمال المكان الآسر. والتساؤل الذي شغل حمزاتوف شغلنا أيضاً، وهو: كيف يستطع الإنسان الكتابة بتجرد عن بلده أو مسقط رأسه؟ سؤال لم نجد له إجابة آنذاك، ولكننا قرَّرنا ألا ننشغل به كثيراً...
من ينزل من أعالي عسير، وتحديداً من السودة التي ترتفع أكثر من 2800 متر عن سطح البحر، إلى بلدة رجال ألمع في تهامة عسير، عليه أن يعرف الطريقة المثلى للتعامل مع الانحدار المخيف والخطر لعقبة "الصمّاء"، وهي العقبة التي رغم أن طولها لا يتجاوز الـتسعة كليومترات، فإن صخورها الصلبة الصمّاء التي تتراص باتجاه السماء، كانت درعاً تتكسر عليه أطماع الغزاة، ومثّلت قديماً تحدياً كبيراً للحملات العثمانية المتكررة على منطقة عسير، التي كان من أشهرها حملة عام 1872م.
إن الجبال الشاهقة لا تعترف إلا بالرجال الأشداء، الذين يجمعون قواهم وسط أهازيج "دمة الحرب"، وهي لون شعبي حماسي كان يؤدى في أيام الحروب للتحشيد ورفع الهمم. وقد اعترف بذلك أحد القادة العثمانيين في تلك الحملة، حيث قال في مذكراته التي نقلها الدكتور محمد آل زلفة في كتاب "الحملة العثمانية على عسير 1288هـ/1872م"، إن الجنود الأتراك كانوا يستشعرون خطر الهجوم عليهم من أهالي رجال ألمع ومنطقة عسير بشكل عام، عندما كانوا يسمعون أهازيج "الدمة" تصدح في سفوح الجبال أو بطون الأودية".
الوصول إلى رجال ألمع
عندما تشعر أن بإمكانك الاستغناء عن الاستعمال المفرط لمكابح السيارة، فهذا يعني أنك وصلت إلى أول نقطة في رجال ألمع، وهي وادي العوص الذي تتوزع على جنباته مزارع الذرة والدخن وبعض المنتجات الزراعية الأخرى مثل الخضار التي تزرع حول آبار حديثة العهد حُفرت خلال السنوات الأخيرة. وبمواصلة السير شمالاً، تمرّ بقرية مندر العوص والشعبين التي تُعدَّ المركز الإداري للمحافظة منذ القدم.
https://vid.alarabiya.net/images/2018/10/01/fef6678e-1a9d-471a-b6fc-b5a38933d426/fef6678e-1a9d-471a-b6fc-b5a38933d426.jpg
https://vid.alarabiya.net/images/2018/10/01/ed4538d9-9336-4118-a684-2dcd8147c2dd/ed4538d9-9336-4118-a684-2dcd8147c2dd.JPG
https://vid.alarabiya.net/images/2018/10/01/d256b697-f79c-443b-94ac-843aa083f6f8/d256b697-f79c-443b-94ac-843aa083f6f8.JPG
https://vid.alarabiya.net/images/2018/10/01/fd71f038-68c0-4a9b-853a-3ceaa5b885a7/fd71f038-68c0-4a9b-853a-3ceaa5b885a7.JPG
ومن الدوار الذي يتزيّن بمجسم عالٍ يشبه برج ساعة الحرم المكي الشريف، يمكن للزائر الاتجاه جنوباً إلى نفق الشعبين الذي يخترق جبل رَز، ويربط شمال المحافظة بجنوبها. وإن رغب الزائر في الاتجاه شمالاً فهو سيمر ببلدتي الرصعة والجرف اللتين تشكلان عمق المحافظة الإداري والتجاري.
بعد تجاوز نفق الشعبين الذي يُعد من أطول الأنفاق في السعودية (حوالي 1000 متر)، يكون الزائر أو السائح قد وصل فعلاً إلى إحدى أشهر وأعرق القرى التراثية في المملكة، وهي قرية "رُجال" التراثية التي تستعد حالياً لتسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي، حيث زادت وتيرة العمل فيها خلال الأسابيع الأخيرة، فتحوّلت إلى خلية نحل وورشة عمل لا تهدأ ليلاً أو نهاراً.
قصور وفنون ناطقة
ليس فن العمارة البديع في قصور بلدة "رُجال" التراثية، وتعدد طبقاتها حتى ستة أدوار وربما أكثر، وتلاصقها المثير على مساحة صغيرة على ضفاف الوادي، هو وحده ما يلفت النظر. بل أيضاً عراقة تاريخها الحضاري والعلمي الذي يعود إلى 500 عام تقريباً بحسب بعض الباحثين.
https://vid.alarabiya.net/images/2018/10/01/2e739662-d602-4ecc-aab1-e296c7b9b010/2e739662-d602-4ecc-aab1-e296c7b9b010.jpeg
https://vid.alarabiya.net/images/2018/10/01/22ec33f4-e5ee-4eae-9138-cc4214a727d1/22ec33f4-e5ee-4eae-9138-cc4214a727d1.jpg
https://vid.alarabiya.net/images/2018/10/01/37bfb6bc-9160-48b1-8a1e-c30e4052d9b6/37bfb6bc-9160-48b1-8a1e-c30e4052d9b6_16x9_1200x676.jpg?format=jpeg&width=960
حسن آل عامر
عندما تبدأ السيارة بالنزول من أعلى قمة في قرية السودة لتسلك عقبة “الصمّاء" التي تربط بين جبال السروات ومحافظة رجال ألمع في تهامة، تخطر في البال كلمات الشاعر رسول حمزاتوف وهو يكتب مقدِّمة رائعته العالمية “داغستان بلدي". فمعالم الطبيعة الخلابة والجبال الشاهقة التي تتميز بها محافظة رجال ألمع لا تختلف كثيراً عما رواه حمزاتوف حول جمال المكان الآسر. والتساؤل الذي شغل حمزاتوف شغلنا أيضاً، وهو: كيف يستطع الإنسان الكتابة بتجرد عن بلده أو مسقط رأسه؟ سؤال لم نجد له إجابة آنذاك، ولكننا قرَّرنا ألا ننشغل به كثيراً...
من ينزل من أعالي عسير، وتحديداً من السودة التي ترتفع أكثر من 2800 متر عن سطح البحر، إلى بلدة رجال ألمع في تهامة عسير، عليه أن يعرف الطريقة المثلى للتعامل مع الانحدار المخيف والخطر لعقبة "الصمّاء"، وهي العقبة التي رغم أن طولها لا يتجاوز الـتسعة كليومترات، فإن صخورها الصلبة الصمّاء التي تتراص باتجاه السماء، كانت درعاً تتكسر عليه أطماع الغزاة، ومثّلت قديماً تحدياً كبيراً للحملات العثمانية المتكررة على منطقة عسير، التي كان من أشهرها حملة عام 1872م.
إن الجبال الشاهقة لا تعترف إلا بالرجال الأشداء، الذين يجمعون قواهم وسط أهازيج "دمة الحرب"، وهي لون شعبي حماسي كان يؤدى في أيام الحروب للتحشيد ورفع الهمم. وقد اعترف بذلك أحد القادة العثمانيين في تلك الحملة، حيث قال في مذكراته التي نقلها الدكتور محمد آل زلفة في كتاب "الحملة العثمانية على عسير 1288هـ/1872م"، إن الجنود الأتراك كانوا يستشعرون خطر الهجوم عليهم من أهالي رجال ألمع ومنطقة عسير بشكل عام، عندما كانوا يسمعون أهازيج "الدمة" تصدح في سفوح الجبال أو بطون الأودية".
الوصول إلى رجال ألمع
عندما تشعر أن بإمكانك الاستغناء عن الاستعمال المفرط لمكابح السيارة، فهذا يعني أنك وصلت إلى أول نقطة في رجال ألمع، وهي وادي العوص الذي تتوزع على جنباته مزارع الذرة والدخن وبعض المنتجات الزراعية الأخرى مثل الخضار التي تزرع حول آبار حديثة العهد حُفرت خلال السنوات الأخيرة. وبمواصلة السير شمالاً، تمرّ بقرية مندر العوص والشعبين التي تُعدَّ المركز الإداري للمحافظة منذ القدم.
https://vid.alarabiya.net/images/2018/10/01/fef6678e-1a9d-471a-b6fc-b5a38933d426/fef6678e-1a9d-471a-b6fc-b5a38933d426.jpg
https://vid.alarabiya.net/images/2018/10/01/ed4538d9-9336-4118-a684-2dcd8147c2dd/ed4538d9-9336-4118-a684-2dcd8147c2dd.JPG
https://vid.alarabiya.net/images/2018/10/01/d256b697-f79c-443b-94ac-843aa083f6f8/d256b697-f79c-443b-94ac-843aa083f6f8.JPG
https://vid.alarabiya.net/images/2018/10/01/fd71f038-68c0-4a9b-853a-3ceaa5b885a7/fd71f038-68c0-4a9b-853a-3ceaa5b885a7.JPG
ومن الدوار الذي يتزيّن بمجسم عالٍ يشبه برج ساعة الحرم المكي الشريف، يمكن للزائر الاتجاه جنوباً إلى نفق الشعبين الذي يخترق جبل رَز، ويربط شمال المحافظة بجنوبها. وإن رغب الزائر في الاتجاه شمالاً فهو سيمر ببلدتي الرصعة والجرف اللتين تشكلان عمق المحافظة الإداري والتجاري.
بعد تجاوز نفق الشعبين الذي يُعد من أطول الأنفاق في السعودية (حوالي 1000 متر)، يكون الزائر أو السائح قد وصل فعلاً إلى إحدى أشهر وأعرق القرى التراثية في المملكة، وهي قرية "رُجال" التراثية التي تستعد حالياً لتسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي، حيث زادت وتيرة العمل فيها خلال الأسابيع الأخيرة، فتحوّلت إلى خلية نحل وورشة عمل لا تهدأ ليلاً أو نهاراً.
قصور وفنون ناطقة
ليس فن العمارة البديع في قصور بلدة "رُجال" التراثية، وتعدد طبقاتها حتى ستة أدوار وربما أكثر، وتلاصقها المثير على مساحة صغيرة على ضفاف الوادي، هو وحده ما يلفت النظر. بل أيضاً عراقة تاريخها الحضاري والعلمي الذي يعود إلى 500 عام تقريباً بحسب بعض الباحثين.
https://vid.alarabiya.net/images/2018/10/01/2e739662-d602-4ecc-aab1-e296c7b9b010/2e739662-d602-4ecc-aab1-e296c7b9b010.jpeg
https://vid.alarabiya.net/images/2018/10/01/22ec33f4-e5ee-4eae-9138-cc4214a727d1/22ec33f4-e5ee-4eae-9138-cc4214a727d1.jpg