ريحانة شمران
12-02-2020, 12:24 AM
مدينة العلا .. ورحلة أربعة آلاف سنة
https://www.gmk.one/kobani_img/2015/07/126.png
https://vid.alarabiya.net/images/2020/05/22/a35253b3-ea57-4345-9c12-cffd2c049bc9/a35253b3-ea57-4345-9c12-cffd2c049bc9_16x9_1200x676.png?width=1138
منظر لجبال الأثالب في الحجر (مدائن صالح) ويقال إن مقبرة الثموديين فيها
مدينة العلا .. ورحلة أربعة آلاف سنة
في عددها لشهر محرم 1406هـ (سبتمبر / أكتوبر 1985م)، نشرت القافلة استطلاعاً موسَّعاً حول مدينة العلا، تناول فيه كاتبه الأستاذ أحمد عبدالله عبدالكريم موقعها وتاريخها المدهش منذ بدء الاستيطان البشري قبل نحو أربعة آلاف سنة وحتى العصور الحديثة، إضافة إلى آثارها التي باتت اليوم مدرجة على قائمة منظمة اليونيسكو لمواقع التراث العالمي. وفي ما يأتي مقتطفات من هذا الاستطلاع:
تقع مدينة العلا شمالي المدينة المنورة بنحو 370 كيلومتراً، وهي وادٍ يحدّه جبلان مرتفعان يمتدان من الشمال إلى الجنوب، وترتفع عن سطح البحر بنحو 750 متراً، وجوَّها معتدل نسبياً في الصيف والشتاء. وجبالها حمر هشة "رملية" يسهل قطعها ونحتها وتشكيلها والكتابة عليها... ولهذا، وجدت فيها الرياح وعوامل المناخ الأخرى مجالاً خصباً لصنع أشكال عجيبة في أعاليها وفي صخورها المنفردة، كأشكال الآدميين ورؤوس الحيوانات والقدور والصواني إلى غير تلك من التشكيلات التي يقف الإنسان أمامها مشدوهاً ومندهشاً. وإلى جانب تلك المشاهد الفنية، هناك الغيران (جمع غار) الفسيحة التي يأوي إليها الناس في الصيف يستمتعون بظلها الوارف البارد على بساط من الرمال النقية. ومياهها غزيرة وفيرة وتربتها خصبة معطاءة. ولهذه الأسباب كلها كانت معبراً رئيساً لقوافل التجارة منذ العهد القديم بين جنوب الجزيرة وبلاد الشام. وللأسباب نفسها ولموقعها على طريق التجارة فقد اجتذبت السكان وحبذت إليهم الاستقرار فيها وممارسة النشاط البشري على أرضها واستغلال طبيعتها في صنع المدنيات وتكوين الحضارات مما نشهده اليوم ونلمس آثاره.
https://vid.alarabiya.net/images/2020/05/22/ed453082-4a9d-4947-9489-899f30e1ce29/ed453082-4a9d-4947-9489-899f30e1ce29.png
جانب من البيوت المنحوتة في الصخر في الحجر (مدائن صالح) إحدى ضواحي العلا
استقرار بشري عمره أربعة آلاف سنة
يحدثنا التاريخ أن الثموديين وقد خرجوا من جنوب الجزيرة (اليمن)، انتشروا في أنحاء شتى من الجزيرة العربية. والثموديون ينتمون إلى قبيلة ثمود وهي قبيلة عربية كبيرة وبطونها كثيرة... وقد استقر المقام بأحد بطونها في الحجر "مدائن صالح" والعلا.
وقد بلغ "ثمود الحجر" في حياتهم درجة عالية من الازدهار الاقتصادي والاستقرار المعيشي بعيداً عن التأثر بالتقلّبات الاقتصادية والأخطار التي تهدِّد أمن النفوس وطمأنينتها، حتى نجدهم قد عمروا الأرض بالقصور ونحتوا الجبال بيوتاً كما أشار القرآن الكريم إلى ذلك في قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً﴾، (ســورة الأعــراف، الآية 74).
العلا في العصر الجاهلي
بعد خروج الأنباط من العلا، أصبحت ضمن الولايات التابعة للدولة الرومانية في أوائل القرن الثاني الميلادي. وتشحُّ المعلومات التاريخية عنها في تلك الحقبة إلّا من إشارات عابرة نستمدها من المصادر تفيدنا بأن اليهود بعد أن هدم "بختنصر" بيت المقدس وسبى من سبى وأجلى من أجلى، نزلت طائفة منهم بوادي القرى "العلا" واشتغلوا بالزراعة. كما تفيدنا المصادر بقيام مدينة في هذه الفترة في العلا كانت لها شهرة حضارية وأهمية اقتصادية. وهذه المدينة هي "قُرْف". هذا بالإضافة إلى أن العلا في أواخر العصر الجاهلي ومنذ بداية العهد الإسلامي وحتى نهاية القرن السادس منه أطلق عليها اسم وادي القرى فكان لها علماً وبه تشتهر.
https://vid.alarabiya.net/images/2020/05/22/1263dc8a-8b7e-4379-b683-9ca7c60b961c/1263dc8a-8b7e-4379-b683-9ca7c60b961c.png
فريق نادي وادي القرى بالعلا في إحدى المباريات التدريبية بملعب النادي
https://www.gmk.one/kobani_img/2015/07/126.png
https://vid.alarabiya.net/images/2020/05/22/a35253b3-ea57-4345-9c12-cffd2c049bc9/a35253b3-ea57-4345-9c12-cffd2c049bc9_16x9_1200x676.png?width=1138
منظر لجبال الأثالب في الحجر (مدائن صالح) ويقال إن مقبرة الثموديين فيها
مدينة العلا .. ورحلة أربعة آلاف سنة
في عددها لشهر محرم 1406هـ (سبتمبر / أكتوبر 1985م)، نشرت القافلة استطلاعاً موسَّعاً حول مدينة العلا، تناول فيه كاتبه الأستاذ أحمد عبدالله عبدالكريم موقعها وتاريخها المدهش منذ بدء الاستيطان البشري قبل نحو أربعة آلاف سنة وحتى العصور الحديثة، إضافة إلى آثارها التي باتت اليوم مدرجة على قائمة منظمة اليونيسكو لمواقع التراث العالمي. وفي ما يأتي مقتطفات من هذا الاستطلاع:
تقع مدينة العلا شمالي المدينة المنورة بنحو 370 كيلومتراً، وهي وادٍ يحدّه جبلان مرتفعان يمتدان من الشمال إلى الجنوب، وترتفع عن سطح البحر بنحو 750 متراً، وجوَّها معتدل نسبياً في الصيف والشتاء. وجبالها حمر هشة "رملية" يسهل قطعها ونحتها وتشكيلها والكتابة عليها... ولهذا، وجدت فيها الرياح وعوامل المناخ الأخرى مجالاً خصباً لصنع أشكال عجيبة في أعاليها وفي صخورها المنفردة، كأشكال الآدميين ورؤوس الحيوانات والقدور والصواني إلى غير تلك من التشكيلات التي يقف الإنسان أمامها مشدوهاً ومندهشاً. وإلى جانب تلك المشاهد الفنية، هناك الغيران (جمع غار) الفسيحة التي يأوي إليها الناس في الصيف يستمتعون بظلها الوارف البارد على بساط من الرمال النقية. ومياهها غزيرة وفيرة وتربتها خصبة معطاءة. ولهذه الأسباب كلها كانت معبراً رئيساً لقوافل التجارة منذ العهد القديم بين جنوب الجزيرة وبلاد الشام. وللأسباب نفسها ولموقعها على طريق التجارة فقد اجتذبت السكان وحبذت إليهم الاستقرار فيها وممارسة النشاط البشري على أرضها واستغلال طبيعتها في صنع المدنيات وتكوين الحضارات مما نشهده اليوم ونلمس آثاره.
https://vid.alarabiya.net/images/2020/05/22/ed453082-4a9d-4947-9489-899f30e1ce29/ed453082-4a9d-4947-9489-899f30e1ce29.png
جانب من البيوت المنحوتة في الصخر في الحجر (مدائن صالح) إحدى ضواحي العلا
استقرار بشري عمره أربعة آلاف سنة
يحدثنا التاريخ أن الثموديين وقد خرجوا من جنوب الجزيرة (اليمن)، انتشروا في أنحاء شتى من الجزيرة العربية. والثموديون ينتمون إلى قبيلة ثمود وهي قبيلة عربية كبيرة وبطونها كثيرة... وقد استقر المقام بأحد بطونها في الحجر "مدائن صالح" والعلا.
وقد بلغ "ثمود الحجر" في حياتهم درجة عالية من الازدهار الاقتصادي والاستقرار المعيشي بعيداً عن التأثر بالتقلّبات الاقتصادية والأخطار التي تهدِّد أمن النفوس وطمأنينتها، حتى نجدهم قد عمروا الأرض بالقصور ونحتوا الجبال بيوتاً كما أشار القرآن الكريم إلى ذلك في قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً﴾، (ســورة الأعــراف، الآية 74).
العلا في العصر الجاهلي
بعد خروج الأنباط من العلا، أصبحت ضمن الولايات التابعة للدولة الرومانية في أوائل القرن الثاني الميلادي. وتشحُّ المعلومات التاريخية عنها في تلك الحقبة إلّا من إشارات عابرة نستمدها من المصادر تفيدنا بأن اليهود بعد أن هدم "بختنصر" بيت المقدس وسبى من سبى وأجلى من أجلى، نزلت طائفة منهم بوادي القرى "العلا" واشتغلوا بالزراعة. كما تفيدنا المصادر بقيام مدينة في هذه الفترة في العلا كانت لها شهرة حضارية وأهمية اقتصادية. وهذه المدينة هي "قُرْف". هذا بالإضافة إلى أن العلا في أواخر العصر الجاهلي ومنذ بداية العهد الإسلامي وحتى نهاية القرن السادس منه أطلق عليها اسم وادي القرى فكان لها علماً وبه تشتهر.
https://vid.alarabiya.net/images/2020/05/22/1263dc8a-8b7e-4379-b683-9ca7c60b961c/1263dc8a-8b7e-4379-b683-9ca7c60b961c.png
فريق نادي وادي القرى بالعلا في إحدى المباريات التدريبية بملعب النادي