ريحانة شمران
02-26-2022, 12:53 AM
( رجَّيتها كي تَفوح )
للكاتب/ محمد عبدالخالق ال محفوظ الشمراني
http://ekladata.com/6vIR-UPUlf2IHoaLrrrk5Qgqt5Y.png
http://www.shmran.net/inf/wp-content/uploads/2022/02/0-30-1146x1536-1.jpg
حَدّثَنِي صَديق عن نَوعٍ من العِطر، مَدَح رائِحَته وقُوَّةَ ثَبَاتِه، فَذَهبتُ إلى مَتجَرِ العُطورِ كَي أشتريه، حَيثُ أنَّ عِطريَ الشَّخصي عَلى وَشك أن ينتهي وأحتَاجُ المزيد، سَأَلتُ البائعَ عَنه فَأَحضرَه لِي، وشَرَح لي خَطَّه العِطري، وذَكر حَجمَ مَبيعَاتِه، لكنَّ رَائحته لم تُعجِبني عندما شَمَمتُه، وَلم يَلقَ رَواجًا عِندَ مِزاجِي السَّهل، هَممتُ بالعَودَة دون شِراء أيَّ عِطر، ثُمَّ قلتُ في نَفسِي: لَن أُخَيِّبَ رَجاءَ هذا البائعَ المُجتَهد في إقنَاعِي، والمُبدع في تَسويق بضاعته.
قلتُ لَه رَشِّح لي نَوعًا جَيّدًا بِحُكمِ خِبرَتك، يُعيدُني جَمالُه إلى مَحِلّكم لأشتريَه مَرَّةً أُخرَى، فَنصح لِي بِنَوعٍ في زجَاجَةٍ فَخمةٍ، وقال لي : رُشّ مِنهَا ثُمّ دَعه يَبرُد وَسَيُعطيكَ أجمَلَ ما فيه.
شكرتُه وانصرَفتُ، وأنا أعاتِبُ مِزَاجي العَالي في العطور، فأنا منذُ عِشرين سَنة وَنَيّفٍ أدورُ في فَلَكِ ثلاثةَ عطور لا أتجاوزَهَا.
مَرّ يَومَان وأنا أنظُر إلى تِلكَ الزجاجة، ومَا عَساها أن تَحوِي من الشَّذا، فَتَحتها ورَشَّيتُ منها حَسبَ تعليماتِ صاحِبها، فَوَجدتُ رائحةً باردةً لا تعطِي انطباعًا جَميلا، ولا تُجيدُ التَّسلّل إلى أَعمَاقِ المَشاعِر، ولا تَستَطيعُ استِفزَازَ المَكنونات.
عدتُ إليها من الغَد، رَجّيتُها لعل مكوناتَها أن تختلطَ، ولكن دون جَدوَى، فهي مَازالَتْ مُمسكةً بِلِجامِ برودِها، متقوقعةً على ما بدَاخِلِهَا، تَذُوبُ حَيَاءً أن يَظهَر نَفيسُها،
فَكّرتُ فِي كَسرِهَا لعلها أن تَفوحَ، لَكنِّي خَشيتُ عَلى يَدي أن تُجرَح، وعَلى قَلب الزُجَاجَة أن ينتَثِر.
بقلم الكاتب الاستاذ/ محمد عبدالخالق ال محفوظ الشمراني
ادارة التعليم بمحافظة القويعية
http://ekladata.com/6vIR-UPUlf2IHoaLrrrk5Qgqt5Y.png
للكاتب/ محمد عبدالخالق ال محفوظ الشمراني
http://ekladata.com/6vIR-UPUlf2IHoaLrrrk5Qgqt5Y.png
http://www.shmran.net/inf/wp-content/uploads/2022/02/0-30-1146x1536-1.jpg
حَدّثَنِي صَديق عن نَوعٍ من العِطر، مَدَح رائِحَته وقُوَّةَ ثَبَاتِه، فَذَهبتُ إلى مَتجَرِ العُطورِ كَي أشتريه، حَيثُ أنَّ عِطريَ الشَّخصي عَلى وَشك أن ينتهي وأحتَاجُ المزيد، سَأَلتُ البائعَ عَنه فَأَحضرَه لِي، وشَرَح لي خَطَّه العِطري، وذَكر حَجمَ مَبيعَاتِه، لكنَّ رَائحته لم تُعجِبني عندما شَمَمتُه، وَلم يَلقَ رَواجًا عِندَ مِزاجِي السَّهل، هَممتُ بالعَودَة دون شِراء أيَّ عِطر، ثُمَّ قلتُ في نَفسِي: لَن أُخَيِّبَ رَجاءَ هذا البائعَ المُجتَهد في إقنَاعِي، والمُبدع في تَسويق بضاعته.
قلتُ لَه رَشِّح لي نَوعًا جَيّدًا بِحُكمِ خِبرَتك، يُعيدُني جَمالُه إلى مَحِلّكم لأشتريَه مَرَّةً أُخرَى، فَنصح لِي بِنَوعٍ في زجَاجَةٍ فَخمةٍ، وقال لي : رُشّ مِنهَا ثُمّ دَعه يَبرُد وَسَيُعطيكَ أجمَلَ ما فيه.
شكرتُه وانصرَفتُ، وأنا أعاتِبُ مِزَاجي العَالي في العطور، فأنا منذُ عِشرين سَنة وَنَيّفٍ أدورُ في فَلَكِ ثلاثةَ عطور لا أتجاوزَهَا.
مَرّ يَومَان وأنا أنظُر إلى تِلكَ الزجاجة، ومَا عَساها أن تَحوِي من الشَّذا، فَتَحتها ورَشَّيتُ منها حَسبَ تعليماتِ صاحِبها، فَوَجدتُ رائحةً باردةً لا تعطِي انطباعًا جَميلا، ولا تُجيدُ التَّسلّل إلى أَعمَاقِ المَشاعِر، ولا تَستَطيعُ استِفزَازَ المَكنونات.
عدتُ إليها من الغَد، رَجّيتُها لعل مكوناتَها أن تختلطَ، ولكن دون جَدوَى، فهي مَازالَتْ مُمسكةً بِلِجامِ برودِها، متقوقعةً على ما بدَاخِلِهَا، تَذُوبُ حَيَاءً أن يَظهَر نَفيسُها،
فَكّرتُ فِي كَسرِهَا لعلها أن تَفوحَ، لَكنِّي خَشيتُ عَلى يَدي أن تُجرَح، وعَلى قَلب الزُجَاجَة أن ينتَثِر.
بقلم الكاتب الاستاذ/ محمد عبدالخالق ال محفوظ الشمراني
ادارة التعليم بمحافظة القويعية
http://ekladata.com/6vIR-UPUlf2IHoaLrrrk5Qgqt5Y.png