ابو طلال*
07-17-2022, 02:03 PM
قصيدة أبي عمران الأندلسي في مدح
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/2/29/Aisha_bint_Abi_Bakr.png/250px-Aisha_bint_Abi_Bakr.png
مَا شَانُ
أُمِّ المؤمنين وشَاني *** هُدي المُحِبُّ
لها وضَلَّ الشَّاني
إنِّي أقول مُبَيِّناً
عن فَضْلِها *** ومُتَرجماً
عن قوْلها بلِسَاني
يا مُبْغضي
لا تَأْت قَبْرَ محمَّدٍ *** فالبَيْتُ
بيتي والمَكانُ مَكاني
إِنِّي خُصِصْتُ
على نِساءِ مُحَمَّدٍ *** بِصِفاتِ بِرٍّ
تَحْتَهُنَّ مَعاني
وَسَبَقْتُهُن
إلى الفَضَائِل كُلَّها *** فالسَّبْقُ سَبقي
والعِنَانُ عِنَاني
مَرِضَ النَّبِيُّ
وَمَاتَ بين تَرَائِبِي *** فاليَوْمَ يَوْمي
والزَّمانُ زَماني
زَوْجي رَسولُ
الله لَمْ أرَ غَيْرَهُ *** اللــه زَوَّجَني
بـه وحَبَاني
وأتاهُ جِبريلُ
الأمينُ بِصُورتي *** فَأحَبَّني
المُخْتَار حِينَ رَآني
أنا بِكْرُه
العَذْراءُ عِنْدي سِرُّهُ *** وضَجيعُهُ في
مَنْزِلي قَمَرانِ
وَتَكَلَّمَ
اللهُ العظيمُ بِحُجَّتي *** وَبَرَاءَتِي
في مُحْكَمِ القُرآنِ
وَالله خَفَّرَني
وَعَظَّمَ حُرْمَتِي *** وعلى لِسَانِ
نَبِيِّهِ بَرَّانِي
والله في القُرآنِ
قد لَعَنَ الذي *** بَعْدَ البَرَاءَةِ
بالقَبيح رَماني
والله وَبَّخَ
مَنْ أرَادَ تَنَقُّصي *** إفْكاً وسَبَّحَ
نَفسَهُ في شاني
إنّي لمُحْصَنَةُ
الإزارِ بَرِيئَةٌ *** ودليلُ حُسْنِ
طَهَارتي إحْصاني
واللهُ أَحْصَنَنِي
بخاتِمِ رُسْلِه *** وَأَذَلَّ أَهْلَ
الإِفْكِ والبُهتانِ
وسَمِعْتُ وَحْيَ
الله عِنْدَ مُحَمَّدٍ *** من جِبَرَئيلَ
ونُورُه يَغْشاني
أَوْحَى إِلَيْهِ
وَكُنْتُ تَحتَ ثِيابِهِ *** فَحَنَا عليَّ
بِثَوْبِهِ وخَبَّاني
مَنْ ذَا يُفَاخِرُني
وينْكِرُ صُحْبَتي *** ومُحَمَّدٌ
في حِجْرِه رَبَّاني؟
وأَخَذتُ عن
أَبَوَيَّ دينَ مُحَمَّدٍ *** وَهُمَا على
الإِسْلامِ مُصْطَحِبَانِ
وأبي أَقامَ
الدِّين بَعْدَ مُحَمَّدٍ *** فَالنَّصْلُ
نصْلي والسِّنَان سِناني
والفَخْرُ فَخْرِي
والخِلَافَةُ في أبي *** حَسْبِي بِهَذَا
مَفْخَراً وَكَفاني
وأنا ابْنَةُ
الصِّدِّيقِ صَاحِبِ أَحْمَدٍ *** وحَبِيبِهِ
في السِّرِّ والإِعلانِ
نَصَر النبيَّ
بمالِهِ وفِعالِه *** وخُرُوجِهِ مَعَهُ
في الأوطانِ
ثَانيه في
الغارِ الذي سَدَّ الكُوَى *** بِرِدَائِهِ
أَكْرِم بِهِ مِنْ ثانِ
وَجَفَا
الغِنى حَتَّى تَخَلَّل بالعَبَا *** زُهداً وأَذْعَنَ
أَيَّما إِذْعَانِ
وتَخَلَّلَتْ
مَعَهُ مَلائِكَةُ السَّما *** وأَتَتْهُ بُشرى
اللهِ بالرِّضْوَانِ
وهو الذي لَمْ
يَخْشَ لَوْمَة لائمٍ *** في قَتْلِ أهْلِ
البَغْيِ والعُدوانِ
قَتَلَ الأُلى
مَنَعوا الزَّكاة بكُفْرِهِمْ *** وأَذَل أَهْلَ
الكُفر والطُّغيانِ
سَبَقَ الصَّحَابَةَ
والقَرَابَةَ لِلهُدى *** هو شَيْخُهُمُ
في الفضلِ والإِحْسَانِ
واللهِ ما اسْتَبَقُوا
لِنَيْلِ فضيلةٍ *** مِثْلَ
استباقِ الخيلِ يومَ رِهانِ
إلاَّ وطارَ
أبي إلى عَلْيَائِها *** فمكانُه منها
أَجَلُّ مكانِ
وَيْلٌ لِعَبْدٍ
خانَ آلَ مُحَمَّدٍ *** بِعَدَاوةِ
الأزواجِ والأخْتانِ
طُوبى لِمَنْ
والى جماعةَ صَحْبِهِ *** ويكونُ مِن
أحْبَابِهِ الحَسَنانِ
بينَ الصحابةِ
والقرابةِ أُلْفَةٌ *** لا تستحيلُ بِنَزْغَةِ
الشيطانِ
هُمْ كالأَصابِع
في اليدينِ تواصُلاً *** هل يَسْتَوي
كَفُّ بغير بَنَانِ
حَصِرَتْ صُدُورُ
الكافرين بوالدي *** وقُلوبُهُمْ
مُلِئَتْ من الأضغانِ
حُبُّ البَتولِ
وَبَعْلِها لم يَخْتَلِفْ *** مِن مِلَّةِ
الإِسلامِ فيه اثنانِ
أكرم بأربعةٍ
أئمةِ شَرْعِنا *** فَهُمُ لِبيتِ
الدينِ كالأَرْكَان
نُسِجَتْ مَوِدَّتُهم
سَدًا في لُحْمَةٍ *** فَبِناؤها مِنْ
أَثْبَتِ البُنيانِ
الله ألَّفَ
بَيْنَ وُدِّ قُلُوبِهِمْ *** لِيَغِيظَ كُلَّ
مُنَافِقٍ طعَّانِ
رُحَماءُ بَيْنَهُمُ
صَفَتْ أَخْلاَقُهُمْ *** وخَلَتْ قُلُوبُهُمُ
مِنَ الشَّنَآنِ
فَدُخُولُهُم
بَيْنَ الأَحِبَّةِ كُلْفَةٌ *** وسِبَابُهُمْ
سَبَبٌ إِلى الحِرْمَانِ
جَمَعَ الإِلهُ
المسلمين على أبي *** واستُبدلوا مِنْ
خوْفهم بأَمان
وإذا أرادَ
اللهُ نُصْرَة عَبْدِهِ *** مَنْ ذا يُطيقُ
لَهُ على خُذْلانِ
مَن حَبَّني
فَلْيَجْتَنِبْ مَنْ سَبَّني *** إنْ كانَ صانَ
مَحَبَّتي ورعاني
وإذا مُحِبِّي
قَدْ أَلَظَّ بِمُبْغِضي *** فَكِلَاهُما
في البُغضِ مُسْتِويانِ
إِني لَطَيِّبَةٌ
خُلِقْتُ لطيِّبٍ *** ونِساءُ أَحْمَدَ
أطيبُ النِّسْوانِ
إني لأَمُّ
المؤمنينَ فَمَنْ أَبَى *** حُبِّي فَسَوْف
يَبُوءُ بالخُسْرَانِ
اللهُ حَبَّبَني
لِقَلْبِ نَبِيِّه *** وإلى الصراطِ
المستقيمِ هداني
واللهُ يُكْرِمُ
مَنْ أَرَادَ كَرامتي *** ويُهينُ رَبِّي
من أرادَ هواني
واللهُ أَسْأَلُهُ
زيادةَ فَضْلِهِ *** وحَمِدْتُهُ
شكْراً لِما أوْلاني
يا من يَلُوذُ
بِأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ *** يرجو بذلك
رحمةَ الرحمانِ
صِلْ أُمَّهَاتِ
المؤمنينَ ولا تَحُدْ *** عَنَّا فَتُسْلَبْ
حُلَّةَ الإِيمانِ
إِني لصادِقَةُ
المقالِ كريمةٌ *** إِيْ والَّذي
ذَلَّتْ لَهُ الثَّقَلانِ
خُذْها إليكَ
فإِنَّمَا هي رَوْضَةٌ *** محفوفَةٌ بالرَّوحِ
والرَّيحانِ
صَلَّى الإلهُ
على النبيِّ وآلِهِ *** فَبِهمْ تُشَمُّ أزاهِرُ البُستانِ
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/2/29/Aisha_bint_Abi_Bakr.png/250px-Aisha_bint_Abi_Bakr.png
مَا شَانُ
أُمِّ المؤمنين وشَاني *** هُدي المُحِبُّ
لها وضَلَّ الشَّاني
إنِّي أقول مُبَيِّناً
عن فَضْلِها *** ومُتَرجماً
عن قوْلها بلِسَاني
يا مُبْغضي
لا تَأْت قَبْرَ محمَّدٍ *** فالبَيْتُ
بيتي والمَكانُ مَكاني
إِنِّي خُصِصْتُ
على نِساءِ مُحَمَّدٍ *** بِصِفاتِ بِرٍّ
تَحْتَهُنَّ مَعاني
وَسَبَقْتُهُن
إلى الفَضَائِل كُلَّها *** فالسَّبْقُ سَبقي
والعِنَانُ عِنَاني
مَرِضَ النَّبِيُّ
وَمَاتَ بين تَرَائِبِي *** فاليَوْمَ يَوْمي
والزَّمانُ زَماني
زَوْجي رَسولُ
الله لَمْ أرَ غَيْرَهُ *** اللــه زَوَّجَني
بـه وحَبَاني
وأتاهُ جِبريلُ
الأمينُ بِصُورتي *** فَأحَبَّني
المُخْتَار حِينَ رَآني
أنا بِكْرُه
العَذْراءُ عِنْدي سِرُّهُ *** وضَجيعُهُ في
مَنْزِلي قَمَرانِ
وَتَكَلَّمَ
اللهُ العظيمُ بِحُجَّتي *** وَبَرَاءَتِي
في مُحْكَمِ القُرآنِ
وَالله خَفَّرَني
وَعَظَّمَ حُرْمَتِي *** وعلى لِسَانِ
نَبِيِّهِ بَرَّانِي
والله في القُرآنِ
قد لَعَنَ الذي *** بَعْدَ البَرَاءَةِ
بالقَبيح رَماني
والله وَبَّخَ
مَنْ أرَادَ تَنَقُّصي *** إفْكاً وسَبَّحَ
نَفسَهُ في شاني
إنّي لمُحْصَنَةُ
الإزارِ بَرِيئَةٌ *** ودليلُ حُسْنِ
طَهَارتي إحْصاني
واللهُ أَحْصَنَنِي
بخاتِمِ رُسْلِه *** وَأَذَلَّ أَهْلَ
الإِفْكِ والبُهتانِ
وسَمِعْتُ وَحْيَ
الله عِنْدَ مُحَمَّدٍ *** من جِبَرَئيلَ
ونُورُه يَغْشاني
أَوْحَى إِلَيْهِ
وَكُنْتُ تَحتَ ثِيابِهِ *** فَحَنَا عليَّ
بِثَوْبِهِ وخَبَّاني
مَنْ ذَا يُفَاخِرُني
وينْكِرُ صُحْبَتي *** ومُحَمَّدٌ
في حِجْرِه رَبَّاني؟
وأَخَذتُ عن
أَبَوَيَّ دينَ مُحَمَّدٍ *** وَهُمَا على
الإِسْلامِ مُصْطَحِبَانِ
وأبي أَقامَ
الدِّين بَعْدَ مُحَمَّدٍ *** فَالنَّصْلُ
نصْلي والسِّنَان سِناني
والفَخْرُ فَخْرِي
والخِلَافَةُ في أبي *** حَسْبِي بِهَذَا
مَفْخَراً وَكَفاني
وأنا ابْنَةُ
الصِّدِّيقِ صَاحِبِ أَحْمَدٍ *** وحَبِيبِهِ
في السِّرِّ والإِعلانِ
نَصَر النبيَّ
بمالِهِ وفِعالِه *** وخُرُوجِهِ مَعَهُ
في الأوطانِ
ثَانيه في
الغارِ الذي سَدَّ الكُوَى *** بِرِدَائِهِ
أَكْرِم بِهِ مِنْ ثانِ
وَجَفَا
الغِنى حَتَّى تَخَلَّل بالعَبَا *** زُهداً وأَذْعَنَ
أَيَّما إِذْعَانِ
وتَخَلَّلَتْ
مَعَهُ مَلائِكَةُ السَّما *** وأَتَتْهُ بُشرى
اللهِ بالرِّضْوَانِ
وهو الذي لَمْ
يَخْشَ لَوْمَة لائمٍ *** في قَتْلِ أهْلِ
البَغْيِ والعُدوانِ
قَتَلَ الأُلى
مَنَعوا الزَّكاة بكُفْرِهِمْ *** وأَذَل أَهْلَ
الكُفر والطُّغيانِ
سَبَقَ الصَّحَابَةَ
والقَرَابَةَ لِلهُدى *** هو شَيْخُهُمُ
في الفضلِ والإِحْسَانِ
واللهِ ما اسْتَبَقُوا
لِنَيْلِ فضيلةٍ *** مِثْلَ
استباقِ الخيلِ يومَ رِهانِ
إلاَّ وطارَ
أبي إلى عَلْيَائِها *** فمكانُه منها
أَجَلُّ مكانِ
وَيْلٌ لِعَبْدٍ
خانَ آلَ مُحَمَّدٍ *** بِعَدَاوةِ
الأزواجِ والأخْتانِ
طُوبى لِمَنْ
والى جماعةَ صَحْبِهِ *** ويكونُ مِن
أحْبَابِهِ الحَسَنانِ
بينَ الصحابةِ
والقرابةِ أُلْفَةٌ *** لا تستحيلُ بِنَزْغَةِ
الشيطانِ
هُمْ كالأَصابِع
في اليدينِ تواصُلاً *** هل يَسْتَوي
كَفُّ بغير بَنَانِ
حَصِرَتْ صُدُورُ
الكافرين بوالدي *** وقُلوبُهُمْ
مُلِئَتْ من الأضغانِ
حُبُّ البَتولِ
وَبَعْلِها لم يَخْتَلِفْ *** مِن مِلَّةِ
الإِسلامِ فيه اثنانِ
أكرم بأربعةٍ
أئمةِ شَرْعِنا *** فَهُمُ لِبيتِ
الدينِ كالأَرْكَان
نُسِجَتْ مَوِدَّتُهم
سَدًا في لُحْمَةٍ *** فَبِناؤها مِنْ
أَثْبَتِ البُنيانِ
الله ألَّفَ
بَيْنَ وُدِّ قُلُوبِهِمْ *** لِيَغِيظَ كُلَّ
مُنَافِقٍ طعَّانِ
رُحَماءُ بَيْنَهُمُ
صَفَتْ أَخْلاَقُهُمْ *** وخَلَتْ قُلُوبُهُمُ
مِنَ الشَّنَآنِ
فَدُخُولُهُم
بَيْنَ الأَحِبَّةِ كُلْفَةٌ *** وسِبَابُهُمْ
سَبَبٌ إِلى الحِرْمَانِ
جَمَعَ الإِلهُ
المسلمين على أبي *** واستُبدلوا مِنْ
خوْفهم بأَمان
وإذا أرادَ
اللهُ نُصْرَة عَبْدِهِ *** مَنْ ذا يُطيقُ
لَهُ على خُذْلانِ
مَن حَبَّني
فَلْيَجْتَنِبْ مَنْ سَبَّني *** إنْ كانَ صانَ
مَحَبَّتي ورعاني
وإذا مُحِبِّي
قَدْ أَلَظَّ بِمُبْغِضي *** فَكِلَاهُما
في البُغضِ مُسْتِويانِ
إِني لَطَيِّبَةٌ
خُلِقْتُ لطيِّبٍ *** ونِساءُ أَحْمَدَ
أطيبُ النِّسْوانِ
إني لأَمُّ
المؤمنينَ فَمَنْ أَبَى *** حُبِّي فَسَوْف
يَبُوءُ بالخُسْرَانِ
اللهُ حَبَّبَني
لِقَلْبِ نَبِيِّه *** وإلى الصراطِ
المستقيمِ هداني
واللهُ يُكْرِمُ
مَنْ أَرَادَ كَرامتي *** ويُهينُ رَبِّي
من أرادَ هواني
واللهُ أَسْأَلُهُ
زيادةَ فَضْلِهِ *** وحَمِدْتُهُ
شكْراً لِما أوْلاني
يا من يَلُوذُ
بِأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ *** يرجو بذلك
رحمةَ الرحمانِ
صِلْ أُمَّهَاتِ
المؤمنينَ ولا تَحُدْ *** عَنَّا فَتُسْلَبْ
حُلَّةَ الإِيمانِ
إِني لصادِقَةُ
المقالِ كريمةٌ *** إِيْ والَّذي
ذَلَّتْ لَهُ الثَّقَلانِ
خُذْها إليكَ
فإِنَّمَا هي رَوْضَةٌ *** محفوفَةٌ بالرَّوحِ
والرَّيحانِ
صَلَّى الإلهُ
على النبيِّ وآلِهِ *** فَبِهمْ تُشَمُّ أزاهِرُ البُستانِ