شمرانية الروح
08-07-2023, 03:28 PM
صفر صراعات عائلية
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.com_13899303175.gif
الكاتب / د. حنان درويش عابد
يعاني الكثير من الناس من ضغوط نفسية يقومون هم بصناعتها بأنفسهم، وذلك بسبب رغبتهم الدائمة في جلد الذات، وبسبب قناعاتهم الخاطئة بأنهم قد تم اختيارهم من بين كل البشر لكي ينقذوا البشرية.. وهذه المشكلة التي يعاني منها بعض أو كثير من الناس تمثل فشلاً ذريعاً في إدارة النفس البشرية، وفي إدارة الذات الإدارة السليمة والعادلة والتي أمر بها ديننا الحنيف.
إن افتراض أنك يجب أن تحترق كشمعة لكي تضيء للآخرين هو افتراض حق لكن كثيراً ما يراد به باطل.. لقد حثنا ديننا الحنيف على مد يد العون للمجتمع، وللأسرة، وللجار، وللجميع، ولكنه لم يحثنا أبداً على أن نكون جسراً تدوس عليه مجنزرات حاجات الآخرين من حولنا، فنصبح مجرد أجساد لا قيمة لها في الحياة سوى أن تقدم الخدمات على حساب راحة الفرد وهدوئه وأمانه النفسي.
إدارة الصراعات العائلية مطلوبة لأن الإنسان إن فقد أمانه الأسري فلا يمكن أبداً أن ينتج ما يرفع من شأنه كفرد أو ما يرفع من شأن المجتمع.. لكن من جهةٍ أخرى، لا يمكن أن نجيّر كل قضية إدارة الصراع العائلي باتجاه فكرة التضحيات التي لا تتوقف.. إن افتراض أن الإنسان هو كائن بخس الثمن قيمته أدنى من قيمة الآخرين هو افتراض لا يخدم حتى الآخرين، فالإنسان إن لم يكن يشعر بقيمته الكبيرة فإنه لن يقدم الجديد أبداً لمجتمعه، ولن يبتكر بل سيكون تابعاً غير مؤثر منعدم الإنتاج.
وفي إطار العائلة فالزوجة المهضوم حقها هي عنصر غير فعال في العائلة لأنها تشعر طيلة الوقت بتدني ذاتها بسبب ممارسات الضغط عليها، ويماثلها في تدني التأثير الإيجابي الزوج المقهور والذي يشعر أيضاً بتدني الذات. من ناحية أخرى، فتضحيات الأزواج والزوجات إلى درجة شعور كل منهما بأن الحياة لم يعد لها طعم أو لون، فإن تلك التضحيات تبدأ بمشاعر إيجابية عالية، ويبدأ كل منهما يضحي وهو يشعر بطاقة نفسية كبيرة تغذيها الهمة والخيرية، ولكن ينسى المُضحوّن بأن الإنسان ليس جماداً، وبأن النفس البشرية تتضائل فيها القدرة على التضحية المتواصلة والمستمرة، إلى أن يبلغ الإنسان مرحلة يتوقف فيها نهائياً عن تقديم أية تضحيات أو خدمات، فأيهما أفضل؟ التوازن والاستمرار؟ أم التضحيات الكبيرة والتوقف؟ استناداً إلى هذه القراءة، علينا أن نتوازن في إدارة تضحياتنا، فكل شيء يزيد عن حده، لابد وأن ينقلب إلى ضده! والتعاون في التضحيات، والتشاركية في التضحيات، وتفعيل ثقافة حمل المسؤوليات بيدين بدلاً من يد واحدة، كل هذا يمثل ضمانة كبيرة لاستمرار السعادة الأسرية، وتجنيب الأسرة الصراعات وتبعاتها.
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.com_13899303175.gif
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.com_13899303175.gif
الكاتب / د. حنان درويش عابد
يعاني الكثير من الناس من ضغوط نفسية يقومون هم بصناعتها بأنفسهم، وذلك بسبب رغبتهم الدائمة في جلد الذات، وبسبب قناعاتهم الخاطئة بأنهم قد تم اختيارهم من بين كل البشر لكي ينقذوا البشرية.. وهذه المشكلة التي يعاني منها بعض أو كثير من الناس تمثل فشلاً ذريعاً في إدارة النفس البشرية، وفي إدارة الذات الإدارة السليمة والعادلة والتي أمر بها ديننا الحنيف.
إن افتراض أنك يجب أن تحترق كشمعة لكي تضيء للآخرين هو افتراض حق لكن كثيراً ما يراد به باطل.. لقد حثنا ديننا الحنيف على مد يد العون للمجتمع، وللأسرة، وللجار، وللجميع، ولكنه لم يحثنا أبداً على أن نكون جسراً تدوس عليه مجنزرات حاجات الآخرين من حولنا، فنصبح مجرد أجساد لا قيمة لها في الحياة سوى أن تقدم الخدمات على حساب راحة الفرد وهدوئه وأمانه النفسي.
إدارة الصراعات العائلية مطلوبة لأن الإنسان إن فقد أمانه الأسري فلا يمكن أبداً أن ينتج ما يرفع من شأنه كفرد أو ما يرفع من شأن المجتمع.. لكن من جهةٍ أخرى، لا يمكن أن نجيّر كل قضية إدارة الصراع العائلي باتجاه فكرة التضحيات التي لا تتوقف.. إن افتراض أن الإنسان هو كائن بخس الثمن قيمته أدنى من قيمة الآخرين هو افتراض لا يخدم حتى الآخرين، فالإنسان إن لم يكن يشعر بقيمته الكبيرة فإنه لن يقدم الجديد أبداً لمجتمعه، ولن يبتكر بل سيكون تابعاً غير مؤثر منعدم الإنتاج.
وفي إطار العائلة فالزوجة المهضوم حقها هي عنصر غير فعال في العائلة لأنها تشعر طيلة الوقت بتدني ذاتها بسبب ممارسات الضغط عليها، ويماثلها في تدني التأثير الإيجابي الزوج المقهور والذي يشعر أيضاً بتدني الذات. من ناحية أخرى، فتضحيات الأزواج والزوجات إلى درجة شعور كل منهما بأن الحياة لم يعد لها طعم أو لون، فإن تلك التضحيات تبدأ بمشاعر إيجابية عالية، ويبدأ كل منهما يضحي وهو يشعر بطاقة نفسية كبيرة تغذيها الهمة والخيرية، ولكن ينسى المُضحوّن بأن الإنسان ليس جماداً، وبأن النفس البشرية تتضائل فيها القدرة على التضحية المتواصلة والمستمرة، إلى أن يبلغ الإنسان مرحلة يتوقف فيها نهائياً عن تقديم أية تضحيات أو خدمات، فأيهما أفضل؟ التوازن والاستمرار؟ أم التضحيات الكبيرة والتوقف؟ استناداً إلى هذه القراءة، علينا أن نتوازن في إدارة تضحياتنا، فكل شيء يزيد عن حده، لابد وأن ينقلب إلى ضده! والتعاون في التضحيات، والتشاركية في التضحيات، وتفعيل ثقافة حمل المسؤوليات بيدين بدلاً من يد واحدة، كل هذا يمثل ضمانة كبيرة لاستمرار السعادة الأسرية، وتجنيب الأسرة الصراعات وتبعاتها.
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.com_13899303175.gif