ريحانة شمران
03-17-2024, 05:44 PM
أنتَ مسؤولُ عن نفسك
د. حميد بن محمد الأحمدي
https://i.ytimg.com/vi/em7EZ1rQWOs/maxresdefault.jpg
في اعتقادِي أنَّ الإنسانَ يبدأُ في تحمُّل مسؤوليَّةِ نفسهِ تدريجيًّا وبنسبةٍ متصاعدةٍ منذ دخولِ المدرسةِ، حيثُ يبدأ مسؤوليَّةَ الانضباطِ المدرسيِّ والجدِ والاجتهادِ، والمذاكرة والتحصيل الدراسيِّ في جميعِ المراحلِ الدراسيَّةِ رغم وجودِ دورٍ كبيرٍ للأسرةِ من حيث الرعايةِ والحمايةِ والاهتمامِ وبناءِ شخصيتهِ، وهناكَ دورٌ محوريٌّ وجوهريٌّ للمدرسةِ من حيث التعليمِ والتربيةِ والتوجيهِ والتشجيعِ والتحفيزِ وتزويدهِ بالمعارفِ والعلومِ والمهاراتِ وغرسِ القيمِ والمبادئِ الإسلاميَّةِ، والانتماءِ الوطنيِّ، ثم عندَ دخولهِ الجامعةَ يخرجُ من مسؤوليَّة الأسرةِ تدريجيًّا، ليصبحَ مسؤولًا عن نفسهِ.
تُعدُّ مرحلة الجامعةِ هي المرحلةُ الأساسيَّة لبدايةِ الحياةِ المستقبليَّةِ وبنائها، ورسم طريقهَا وتكوين شخصيَّة الفردِ.. فالفردُ في هذه المرحلةِ هو نتاجُ تفكيرهِ؛ لأنَّ ما يعيشه اليوم هو نتاجُ فكرهِ في الأمس، وعليهِ ألَّا يسلكَ طريقَ المتذمِّرين الذين يحمِّلون الأسرةَ نتائجَ قصورِهم وإخفاقاتِهم، ويطالُبون أنْ تكونَ الأسرةُ أسرةً غنيَّةً نموذجيَّةً، فلينظر مثلُ هذا كيفَ عاشَ قدوتنَا وهادينَا محمد -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- يتيمًا؟ وأصبحَ من أفضلِ البشرِ على الإطلاقِ، لذا يجبُ الاطلاعُ على سيرةِ الشخصياتِ البارزة المتميِّزة في المجتمعِ على مرِّ العصورِ التي خلَّد التاريخُ أسماءَها، كيف كانتْ بداية حياتِهم؟ بل مع الفقرِ، والظروفِ الحياتيةِ الصعبةِ، وضيقِ العيشِ، وضعفِ الإمكاناتِ، كيف خطَّط هؤلاء؟ وكيفَ نفَّذوا بعزيمةٍ وصبرٍ واعتمدُوا على أنفسِهم، وعملُوا على تطويرِ أنفسهِم وحياتهِم باستمرارٍ حتَّى أصبحُوا أعلامًا بارزِين.. فاعلمْ أنَّك مسؤولٌ عن نفسكَ، وعن صحتكَ، وعن سعادتكَ، فلا أحدَ يمنحكَ السعادةَ، ابدأ بنفسكَ، لِتسعد نفسكَ.
يقولُ الإمامُ الشافعيُّ: «مَا حكَّ جلدكَ مثل ظفركِ.. فتولَّ أنتَ جميعَ أمركَ».
لا أحدَ مسؤولٌ عن حياتكَ، أنتَ فقطْ مسؤولٌ عنهَا، فأنتَ مسؤولٌ عن فكركَ وتفكيركَ، مسؤولٌ عن مخالطةِ أشخاصٍ إيجابيِّين ناجحينَ في حياتِهم يرشدونكَ إلى طريقِ الصوابِ والتميُّزِ، أنت مسؤولٌ عن الابتعادِ عن السلبيِّين الذين تتلخَّص مهمتهم في سحبكَ إلى مربعِ الفوضَى ومن ثمَّ الفشلِ والضياعِ، فيجبُ عليكَ أنْ تدركَ حجمَ مسؤوليَّةِ نفسكَ على نفسكَ، فأنتَ مسؤولٌ عن نفسكَ والارتقاء بهَا إلى سماءِ المجدِ.
واعلمْ أنَّ غيابكَ المتكرِّر عن المناسباتِ الاجتماعيَّةِ، وخاصَّةً التي تُدعى لها، تجعلكَ خارجَ ذاكرةِ المجتمعِ واهتمامهِ، يقولُ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: «المؤمنُ الذِي يخالطُ النَّاسَ ويصبرُ على أذاهِم خيرٌ من المؤمنِ الذِي لا يخالطُ النَّاسَ ولا يصبرُ على أذاهِم».
إنَّ نوعيَّةَ حياتكَ هي قراركَ.
د. حميد بن محمد الأحمدي
د. حميد بن محمد الأحمدي
https://i.ytimg.com/vi/em7EZ1rQWOs/maxresdefault.jpg
في اعتقادِي أنَّ الإنسانَ يبدأُ في تحمُّل مسؤوليَّةِ نفسهِ تدريجيًّا وبنسبةٍ متصاعدةٍ منذ دخولِ المدرسةِ، حيثُ يبدأ مسؤوليَّةَ الانضباطِ المدرسيِّ والجدِ والاجتهادِ، والمذاكرة والتحصيل الدراسيِّ في جميعِ المراحلِ الدراسيَّةِ رغم وجودِ دورٍ كبيرٍ للأسرةِ من حيث الرعايةِ والحمايةِ والاهتمامِ وبناءِ شخصيتهِ، وهناكَ دورٌ محوريٌّ وجوهريٌّ للمدرسةِ من حيث التعليمِ والتربيةِ والتوجيهِ والتشجيعِ والتحفيزِ وتزويدهِ بالمعارفِ والعلومِ والمهاراتِ وغرسِ القيمِ والمبادئِ الإسلاميَّةِ، والانتماءِ الوطنيِّ، ثم عندَ دخولهِ الجامعةَ يخرجُ من مسؤوليَّة الأسرةِ تدريجيًّا، ليصبحَ مسؤولًا عن نفسهِ.
تُعدُّ مرحلة الجامعةِ هي المرحلةُ الأساسيَّة لبدايةِ الحياةِ المستقبليَّةِ وبنائها، ورسم طريقهَا وتكوين شخصيَّة الفردِ.. فالفردُ في هذه المرحلةِ هو نتاجُ تفكيرهِ؛ لأنَّ ما يعيشه اليوم هو نتاجُ فكرهِ في الأمس، وعليهِ ألَّا يسلكَ طريقَ المتذمِّرين الذين يحمِّلون الأسرةَ نتائجَ قصورِهم وإخفاقاتِهم، ويطالُبون أنْ تكونَ الأسرةُ أسرةً غنيَّةً نموذجيَّةً، فلينظر مثلُ هذا كيفَ عاشَ قدوتنَا وهادينَا محمد -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- يتيمًا؟ وأصبحَ من أفضلِ البشرِ على الإطلاقِ، لذا يجبُ الاطلاعُ على سيرةِ الشخصياتِ البارزة المتميِّزة في المجتمعِ على مرِّ العصورِ التي خلَّد التاريخُ أسماءَها، كيف كانتْ بداية حياتِهم؟ بل مع الفقرِ، والظروفِ الحياتيةِ الصعبةِ، وضيقِ العيشِ، وضعفِ الإمكاناتِ، كيف خطَّط هؤلاء؟ وكيفَ نفَّذوا بعزيمةٍ وصبرٍ واعتمدُوا على أنفسِهم، وعملُوا على تطويرِ أنفسهِم وحياتهِم باستمرارٍ حتَّى أصبحُوا أعلامًا بارزِين.. فاعلمْ أنَّك مسؤولٌ عن نفسكَ، وعن صحتكَ، وعن سعادتكَ، فلا أحدَ يمنحكَ السعادةَ، ابدأ بنفسكَ، لِتسعد نفسكَ.
يقولُ الإمامُ الشافعيُّ: «مَا حكَّ جلدكَ مثل ظفركِ.. فتولَّ أنتَ جميعَ أمركَ».
لا أحدَ مسؤولٌ عن حياتكَ، أنتَ فقطْ مسؤولٌ عنهَا، فأنتَ مسؤولٌ عن فكركَ وتفكيركَ، مسؤولٌ عن مخالطةِ أشخاصٍ إيجابيِّين ناجحينَ في حياتِهم يرشدونكَ إلى طريقِ الصوابِ والتميُّزِ، أنت مسؤولٌ عن الابتعادِ عن السلبيِّين الذين تتلخَّص مهمتهم في سحبكَ إلى مربعِ الفوضَى ومن ثمَّ الفشلِ والضياعِ، فيجبُ عليكَ أنْ تدركَ حجمَ مسؤوليَّةِ نفسكَ على نفسكَ، فأنتَ مسؤولٌ عن نفسكَ والارتقاء بهَا إلى سماءِ المجدِ.
واعلمْ أنَّ غيابكَ المتكرِّر عن المناسباتِ الاجتماعيَّةِ، وخاصَّةً التي تُدعى لها، تجعلكَ خارجَ ذاكرةِ المجتمعِ واهتمامهِ، يقولُ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: «المؤمنُ الذِي يخالطُ النَّاسَ ويصبرُ على أذاهِم خيرٌ من المؤمنِ الذِي لا يخالطُ النَّاسَ ولا يصبرُ على أذاهِم».
إنَّ نوعيَّةَ حياتكَ هي قراركَ.
د. حميد بن محمد الأحمدي