المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذا هو مجتعنا الحقيقي


صاحب رأي
06-20-2008, 11:12 PM
ما هي الصورة النمطية لنا كمجتمع. نحن مجتمع الدين او نعتبر انفسنا مجتمع الاسلام الحقيقي دوما او نمثله على وجه المثالي وهذا الموضوع مهم فدعوني استرسل به واناقشك اخي القاريء فيه من وجهة نظري البسيطة .
كيف جزمنا بأننا كذلك؟ هذا ما تمليه على أي مراقب ردة الفعل الشعبية تجاه أي طرح إعلامي فأغلب الذين يُعقِّبون أو يردّون على المقالات والمواضيع بالمواقع الإخبارية يدعمون آراءهم بالنصوص الشرعية.. بغض النظر عن مدى تعلق هذه الآراء بالطرح الأصلي وبغض النظر عن فهمهم لمادة المقال. يظل الاستشهاد بالنص الديني سمة أكيدة تدل على تعمق الثقافة الدينية عند الشعب..و أنه دليل على توافرها عند أولئك المهتمين بالتعاطي مع المواقع الإلكترونية .
كذلك عند استحداث اي موضوع او دخول اي شيء جديد علينا كمجتمع نقف عنده لنتأكد من جوازه شرعا فنبحث عن العلماء و رجال الدين ليفتون بالجواز او التحريم دون تمحيص او حتى التأكد من نوعية الأمر الجديد المستحدث فغالبا يحرم الشيء في البداية ثم نتفاجىء بأن المحرمون انفسهم مشاركين به كما حدث مع فورة جهاز الدش و جوال الكاميرا حتى شبه من يستخدم تلك الأجهزة بالفاسق والديوث والعياذ بالله .(بامكانكم الرجوع الى بعض الفتاوي في تلك الفترة لتتأكدوا من كلامي) .
تأمل مظاهر الحياة العادية. مجتمعنا يوقفون نشاطاتهم الحياتية في أوقات الصلاة كل يوم.. في العمل(يستغل الوضع الموظفون ضعاف النفس ليتقاعصوا عن اعمالهم فترة اطول من اللازم ) او المحلات و كذلك هم حريصون على تحري التعاملات المتوافقة مع الشريعة في شؤونهم المالية والمصرفية. تديّن السعوديين واضح أيضاً من خلال توقيرهم للأفراد ذوي التخصص الديني او اصحاب المظهرالديني.. سواء أكاديمياً أو من خلال الممارسة كالقاضي مثلا. واضح من خلال الزاوية التي ينظرون لوطنهم الكبير ولأنفسهم عبرها.. والتي انعكست على لغتهم اليومية المفعمة بمصطلحات دارجة من قبيل "بلاد الحرمين" و "العقيدة الصافية".. بغض النظر عن المعاني الحقيقية لكل واحدة من هذه العبارات.
تدين مجتمعنا واضح من خلال ردات فعله إزاء قضاياه الاجتماعية العالقة.. وواضح عبر الجدل الذي تثيره. فلنأخذ مثلاً مسائل الاختلاط بين الجنسين، وقيادة المرأة للسيارة وعملها خارج المنزل (فقط كمعلمةالمهنة المفضلة لمجتمعنا الذكوري)، وأيضاً ممارسة الفتيات للرياضة في المدارس. تعلق هذه المسائل بالشأن النسوي ليس محض صدفة.. ففقه المرأة له مكانة معتبرة جداً لدينا. مجتمعنا لا يمزح حينما يتعلق الموضوع بحجاب نسائهم.. ولا يمزحون حيال التعاطي مع القراءات الشرعية الأخرى لهذا الشأن النسوي.. الموغل تحديداً في تعقيدات "الخصوصية".
أيهما أولى بالاعتبار وأدل على التدين.. أن تلتزم امرأة ما بـ "حجابها الشرعي بوضع العباءة على الرأس وليس على الكتف".. أم أن تأنف تماماً من ممارسة الغيبة او النميمة او قطع الرحم, ولو تقدم أحدنا لخطبة امرأتين.. هل سيختار المحجبة صاحبة عباءة الرأس النمّامة؟ أم سيختار نظيرتها؟ والعكس من ذلك لو كان رجلا مدخنا ومحترم او رجل لا يدخن ولكن نمام وقاطع رحم وكذاب من سيختار الاب منهما لابنته اكاد اجزم بأنه سيختار الثاني (توجد فتوى بترك المدخن اولى من غيره للشيخ الفوزان)
ثمة تساؤلات.. في مبناها وفي إجاباتها المتوقعة وفي نوع الجدل الذي ستثيره.. كفيلة بأن تضعنا أمام صورة حادة للتدين الظاهري الذي بات يمثل طابعاً حقيقياً ليس لعدد متنام من الأفراد وحسب، ولكن للمجتمع ككل بشرائحه ومؤسساته أيضاً.. حتى طغى على معاني حقيقية غُيبت عن أخلاقنا وسلوكياتنا ويبدو تصور المجتمع الإسلامي.. فضلاً عن المتدين.. عسيراً بدونها.
ففي ذات المجتمع الذي اتفقنا على تفشي التديّن بين أفراده، يبدو عقد أي صفقة تجارية (سليمة) عسيراً ومحفوفاً بالمخاطر. متى كانت آخر مساهمة عقارية سليمة من الاحتيال؟ كم عدد هذه مقارنة بقضايا الاحتيال والشيكات بلا رصيد وصكوك المخططات المعروضة أمام محاكمنا اليوم؟ و لاننسى ملايين (سوا) الضائعة.
في مجتمعنا المتدين فرَضاً.. لا يبدو الكذب ذنباً كبيراً. لا هو ولا الغش ولا الغَرر. كما أن الكِبر يظهر كممارسة منتشرة على نطاق واسع. وتزدهر أعراض جاهلية من قبيل التعصب المقيت والتفاخر بالنسب بتحقير الغير.. حتى بين الشريحة (المتدينة) ذاتها. وافترض بأننا كقبيلة نرفض هذه الفكرة اتمنى ذلك.
في مجتمعنا تغرقنا الأخبار اليومية لقضايا ضبط الممنوعات بشتى أنواعها. كما أن قصص العنف الأسري وجرائم المحارم والأقربين باتت تتداول أكثر وأكثر. وأكثر من كل ذلك ما يجأر به المواطنون كل يوم من مطالبة الأجهزة الحكومية والرقابية بالتحرك وإنقاذهم من غوائل الغش التجاري والتلاعب بالأسعار واحتكار الأرزاق.. إنقاذهم من مزوري شهادات الطب ومستشفيات المقاولات.. وإنقاذ سوق المقاولات الحقيقية من متآمري صفقات الأسمنت والحديد. بدون أن يثير ذلك حفيظة المعنيين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الذين يقترفون كل هذه (الذنوب) الواردة أعلاه.. أليسوا في الأصل مواطنين محسوبين على المجتمع الملتزم الذي افترضناه.. وحتى لو كانوا وافدين من الخارج -على اعتبار أن الوافد هو أقل تديناً من المواطن الخصوصي!!- فلماذا لا تشمل هؤلاء السحابة الإيمانية التي غطت كفلاءهم ومستقدميهم. المتلاعبون بسوق الأسهم والمستغلون لثغرات نظامه.. أليسوا محسوبين على "بلاد الحرمين"؟
ألا تتعارض (حقيقة) تديننا مع ما سيلقاه أي واحد منا خلال أي مشوار بالسيارة في شوارع أي من مدننا العامرة؟ ألا يدل انحطاط أخلاقيات القيادة والمرور.. قلة مستوى التربية العام.. مظاهر التعدي على حقوق الطريق.. ألا يدل ذلك كله على ثغرة شنيعة في رداء التدين؟ على أساس أن "الدين المعاملة"؟
لماذا لا يقوم علمائنا بمناقشة تلك الأمور بحدة وقوة والحث على ايقافها بدلا من التناحر مع أغلب فئات المجتمع التي تحلق لحيتها و لاتقصر ثوبها.
هل التدين له مقاييس ومظاهر محددة؟ طبعا لا والف لا ولا.
من الواضح أننا بحاجة لنهضة قوية جدا جدا ونبدا باصلاح ذاتنا اولا ويهب معنا المجتمع وعلمائنا المؤثرين لتغير الصورة النمطية التي تعبر عن واقعنا الأليم ثانيا, (هيا بنا نبدأ).والسلام ختام

فطمطم
06-21-2008, 01:26 PM
تسلم أخي عالموضوع الهام
ولكن باختصار نحن في زمن انقلبت فيه موازين الناس يصبح المؤمن كافرا
ويمسي الكافر مؤمنا يبيعون دينهم بعرض من الدنيا كما قال قدوتي عليه السلام
ولاتستغرب من مجتمع أصبحت الإزدواجية سمة تطغى على غالبية المجتمع
وتذكر المثلث الذي يؤثر بطريقة أو بأخرى في جميع سلوكياتنا
وتصرفاتنا:
1- الدين
2- العادات
3-التقاليد
وليس في هذا المثلث لب معضلتنا لانه يقيد رغباتنا نحو الأفضل فيمالو استعملناه ضمن الضوابط الشرعيةولكن
الأصعب من ذلك عندمانجد عقول متحجرة وديكتاتورية تضعنا داخل دائرة مفرغة

وتجعل من حياتنا سيناريو تراجيدي بحت لانعرف فيه من حرية الرأي غير الحروف
ومن الصعب أن نفقه المعنى لاننا وببساطة لم نذق حلاوة الحرية
وثمرة الاختيار .....
لذا من الصعب أن يتغير الوضع إلا عندما نعيد تأهيل تلك العقول
ونتقدم ونرقى بأنفسنا ونصلح من أنفسنا وذوينا للسمو الى ماكنا نتطلع اليه



يقال:
(من يضحي بالحرية لأجل الأمن فإنه لايستحق كلاهما)



تقبل مروري وعساك عالقوة

صاحب رأي
06-21-2008, 03:05 PM
اي والله لقد اصبت كبد الحقيقة بالثالوث(الدين و العادات والتقاليد) الذي يتمايل فيه مجتمعنا ويوجه حسب الأهواء دون قواعد شرعية ثابتة
اشكرك عزيزتي على تفاعلك الرائع