نسيم الليل
05-03-2024, 08:22 PM
ألف قُبلة بعد فوات الأوان..!
الكاتب:عدنان هوساوي
تاريخ النشر: 02 مايو 2024
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhxAaq-rBowLPPTxbmfrTUX3qB_PU7fgA2QDAbRSgs71r0wG1GpszHvZn x6gXR36Qn2MwZrIXeJpHV6_n_MJs6YyFACfFmb1v6ynnINkeOo 6cH9_M_xvc6behowHP2Oykh3vBH5P8WguDNOSmzfz_x-Jeb0rW8rG4YpgYx7xO4Vyzot_kB44vdRiopDyJc/s1920/flowers%205.jpg
من غير المنطقيِّ أنْ نطلبَ العفوَ ممَّن أسأنَا إليهم بعدَ مضيِّ الوقتِ، الذي يُفترضُ أنْ نعتذرَ فيه، ومن غير المنطقيِّ أنْ نسعَى بحثًا عن الصَّفحِ والغفران بعد فواتِ الأوان، وأيُّ ضياعٍ للوقتِ وأيُّ فواتٍ للأوانِ أعظمُ من لحظاتِ سكراتِ الموتِ، مئات القُبلاتِ التي سنطبعهَا على جبينِ الميِّتِ لا معنَى لهَا حينهَا في تلك السَّاعةِ، وبالطَّبعِ لن تجدِي هذهِ القُبلاتُ نفعًا، وقد فاضتْ روحُ الميِّتِ إلى باريها، ومن المؤكَّدِ أنَّ الميِّتَ لا ولن يحرِّك لنا ساكنًا مهما تعالتْ أصواتُنا بالصُّراخِ، ولن يرفَّ له جفنٌ مهما ذرفتْ أعينُنا من الدُّموعِ، وتلك الأعدادُ الهائلةُ من القُبلاتِ التي نثرناها على جسدِ الميِّتِ، وكميَّة التوسُّلاتِ والرَّجواتِ التي نقومُ بها طلبًا للصَّفحِ والعفوِ والغفران لن تجدَ آذانًا صاغيةً البتَّة، كيفَ وقد رُفعت أقلامُه بشكلٍ قطعيٍّ، وجفَّت صحفُه إلى الأبدِ؟!
من الأمورِ الملحوظةِ والمشاهدةِ بصورةٍ كبيرةٍ أنَّ المشاحناتِ الأسريَّةَ والخلافاتِ العائليَّةَ على وجهِ التحديدِ توسع مداهَا مؤخَّرًا حتَّى أصبحت ظاهرةً حين بلغتْ منتهاهَا، تستمرُّ تلك المشاحناتُ والمقاطعاتُ -مع كلِّ أسفٍ- بين أفرادِ الأسرةِ الواحدةِ لفتراتٍ طويلةٍ جدًّا لذنبٍ اقترفهُ أحدُهم في حقِّ الآخر، محدثةً شرخًا عميقًا في بنيانِ الأُسرةِ، باعثَ التشتُّتِ والفُرقةِ، مع ذلك هناكَ مَن لا يبالِي بها، ولا يعيرُ هذه المسألةَ أيَّ اهتمامٍ، رغمَ شناعتِهَا في الشَّرعِ، وفظاعتهَا في العُرفِ، لا يُعطِي لهَا بالًا إلَّا بعدَ فواتِ الأوانِ، حين يلفظُ أحدُ أطرافِ النِّزاعِ أنفاسَهُ الأخيرةَ، فيندمُ الطرفُ الآخرُ، ولاتَ حينَ مندمٍ.
ربَّما يمكننِي القولُ في هذَا المقامِ إنَّ من أبرزِ مثالبنَا وعيوبنَا هو أنَّنا نجهلُ أدابَ الخلافِ وفنَّ الاختلافِ، فلو أنَّنا أتقنَّا هذا الفنَّ وتلك الأدابَ لربَّما حُلِّت كثيرٌ من مشكلاتنَا الخلافيَّة، وحُسمتْ كثيرٌ من الخصوماتِ والقضايَا العائليَّةِ المعلَّقة بلا حلٍّ، ولمَا تصدَّعت أواصرُ صلةِ الرَّحمِ وتمزَّقتْ علاقتُنَا الاجتماعيَّة.
============================
الكاتب:عدنان هوساوي
تاريخ النشر: 02 مايو 2024
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhxAaq-rBowLPPTxbmfrTUX3qB_PU7fgA2QDAbRSgs71r0wG1GpszHvZn x6gXR36Qn2MwZrIXeJpHV6_n_MJs6YyFACfFmb1v6ynnINkeOo 6cH9_M_xvc6behowHP2Oykh3vBH5P8WguDNOSmzfz_x-Jeb0rW8rG4YpgYx7xO4Vyzot_kB44vdRiopDyJc/s1920/flowers%205.jpg
من غير المنطقيِّ أنْ نطلبَ العفوَ ممَّن أسأنَا إليهم بعدَ مضيِّ الوقتِ، الذي يُفترضُ أنْ نعتذرَ فيه، ومن غير المنطقيِّ أنْ نسعَى بحثًا عن الصَّفحِ والغفران بعد فواتِ الأوان، وأيُّ ضياعٍ للوقتِ وأيُّ فواتٍ للأوانِ أعظمُ من لحظاتِ سكراتِ الموتِ، مئات القُبلاتِ التي سنطبعهَا على جبينِ الميِّتِ لا معنَى لهَا حينهَا في تلك السَّاعةِ، وبالطَّبعِ لن تجدِي هذهِ القُبلاتُ نفعًا، وقد فاضتْ روحُ الميِّتِ إلى باريها، ومن المؤكَّدِ أنَّ الميِّتَ لا ولن يحرِّك لنا ساكنًا مهما تعالتْ أصواتُنا بالصُّراخِ، ولن يرفَّ له جفنٌ مهما ذرفتْ أعينُنا من الدُّموعِ، وتلك الأعدادُ الهائلةُ من القُبلاتِ التي نثرناها على جسدِ الميِّتِ، وكميَّة التوسُّلاتِ والرَّجواتِ التي نقومُ بها طلبًا للصَّفحِ والعفوِ والغفران لن تجدَ آذانًا صاغيةً البتَّة، كيفَ وقد رُفعت أقلامُه بشكلٍ قطعيٍّ، وجفَّت صحفُه إلى الأبدِ؟!
من الأمورِ الملحوظةِ والمشاهدةِ بصورةٍ كبيرةٍ أنَّ المشاحناتِ الأسريَّةَ والخلافاتِ العائليَّةَ على وجهِ التحديدِ توسع مداهَا مؤخَّرًا حتَّى أصبحت ظاهرةً حين بلغتْ منتهاهَا، تستمرُّ تلك المشاحناتُ والمقاطعاتُ -مع كلِّ أسفٍ- بين أفرادِ الأسرةِ الواحدةِ لفتراتٍ طويلةٍ جدًّا لذنبٍ اقترفهُ أحدُهم في حقِّ الآخر، محدثةً شرخًا عميقًا في بنيانِ الأُسرةِ، باعثَ التشتُّتِ والفُرقةِ، مع ذلك هناكَ مَن لا يبالِي بها، ولا يعيرُ هذه المسألةَ أيَّ اهتمامٍ، رغمَ شناعتِهَا في الشَّرعِ، وفظاعتهَا في العُرفِ، لا يُعطِي لهَا بالًا إلَّا بعدَ فواتِ الأوانِ، حين يلفظُ أحدُ أطرافِ النِّزاعِ أنفاسَهُ الأخيرةَ، فيندمُ الطرفُ الآخرُ، ولاتَ حينَ مندمٍ.
ربَّما يمكننِي القولُ في هذَا المقامِ إنَّ من أبرزِ مثالبنَا وعيوبنَا هو أنَّنا نجهلُ أدابَ الخلافِ وفنَّ الاختلافِ، فلو أنَّنا أتقنَّا هذا الفنَّ وتلك الأدابَ لربَّما حُلِّت كثيرٌ من مشكلاتنَا الخلافيَّة، وحُسمتْ كثيرٌ من الخصوماتِ والقضايَا العائليَّةِ المعلَّقة بلا حلٍّ، ولمَا تصدَّعت أواصرُ صلةِ الرَّحمِ وتمزَّقتْ علاقتُنَا الاجتماعيَّة.
============================