ابو راشد الشمراني
05-27-2024, 04:32 PM
سنن السعي
يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
سُنَنَ السَّعْيِ
قَالَ الْمُصَنِّفُ -رَحِمَهُ اللهُ-: "وَتُسَنُّ فِيهِ: الطَّهَارَةُ، وَالسِّتَارَةُ، وَالْمُوَالَاةُ".
ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ -رَحِمَهُ اللهُ- هُنَا سُنَنَ السَّعْيِ، وَهِيَ[1] (https://www.alukah.net/sharia/0/169596/%D8%B3%D9%86%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%8A/#_ftn1):
السُّنَّةُ الْأُولَى: الطَّهَارَةُ مِنَ الْحَدَثِ وَالْخَبَثِ.
السُّنَّةُ الثَّانِيَةُ: سَتْرُ الْعَوْرَةِ.
السُّنَّةُ الثَّالِثَةُ: الذِّكْرُ وَالدُّعَاءُ.
السُّنَّةُ الرَّابِعَةُ: الْمَشْيُ فِي مَوْضِعِهِ، وَالسَّعْيُ فِي مَوْضِعِهِ.
السُّنَّةُ الْخَامِسَةُ: الرُّقِيُّ إِلَى الصَّفَا.
السُّنَّةُ السَّادِسَةُ: الْمُوَالَاةُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطَّوَافِ؛ فَلَوْ طَافَ فِي يَوْمٍ وَسَعَى فِي يَوْمٍ آخَرَ: فَلَا بَأْسَ.
وَالْمُؤَلِّفُ -رَحِمَهُ اللهُ- قَدْ خَالَفَ الْمَذْهَبَ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ؛ فَالْمَذْهَبُ: أَنَّ الْمُوَالَاةَ بَيْنَهُمَا شَرْطٌ، وَهَذِهِ مِنَ الْمَسَائِلِ الَّتِي خَالَفَ فِيهَا صَاحِبُ الزَّادِ، وَالْمَسْأَلَةُ فيهَا قَوْلَانِ، وَكِلَاهُمَا رِوَايَةٌ عَنِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ؛ وَلِهَذَا قَالَ فِي (الْمُغْنِي): "فَأَمَّا السَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَظَاهِرُ كَلَامِ أَحْمَدَ أَنَّ الْمُوَالَاةَ غَيْرُ مُشْتَرَطَةٍ فِيهِ...، وَقَالَ الْقَاضِي: تُشْتَرَطُ الْمُوَالَاةُ فِيهِ، قِيَاسًا عَلَى الطَّوَافِ، وَحَكَاهُ أَبُو الْخَطَّابِ رِوَايَةً عَنْ أَحْمَدَ، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ؛ فَإِنَّهُ نُسُكٌ لَا يَتَعَلَّقُ بِالْبَيْتِ، فَلَمْ تُشْتَرَطْ لَهُ الْمُوَالَاةُ، كَالرَّمْيِ وَالْحِلَاقِ، وَقَدْ رَوَى الْأَثْرَمُ: أَنَّ سَوْدَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، امْرَأَةَ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، سَعَتْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَقَضَتْ طَوَافَهَا فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَكَانَتْ ضَخْمَةً. وَكَانَ عَطَاءٌ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَسْتَرِيحَ بَيْنَهُمَا، وَلَا يَصِحُّ قِيَاسُهُ عَلَى الطَّوَافِ؛ لِأَنَّ الطَّوَافَ يَتَعَلَّقُ بِالْبَيْتِ، وَهُوَ صَلَاةٌ تُشْتَرَطُ لَهُ الطَّهَارَةُ وَالسِّتَارَةُ، فَاشْتُرِطَتْ لَهُ الْمُوَالَاةُ"[2] (https://www.alukah.net/sharia/0/169596/%D8%B3%D9%86%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%8A/#_ftn2).
وَمُلَخَّصُ الْخِلَافِ عَلَى قَوْلَيْنِ:
الْقَوْلُ الْأَوَّلُ: أَنَّ الْمُوَالَاةَ سُنَّةٌ فِي السَّعْيِ، وَهَذَا رِوَايَةٌ عِنْدَ الْحَنَابِلَةِ، وَهُوَ مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ[3] (https://www.alukah.net/sharia/0/169596/%D8%B3%D9%86%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%8A/#_ftn3).
الْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّ الْمُوَالَاةَ شَرْطٌ فِي السَّعْيِ، وَهَذَا مَذْهَبُ الْمَالِكِيَّةِ، وَرِوَايَةٌ عِنْدَ الْحَنَابِلَةِ[4] (https://www.alukah.net/sharia/0/169596/%D8%B3%D9%86%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%8A/#_ftn4)، وَمَنْ قَالَ بِأَنَّهُ شَرْطٌ اسْتَدَلَّ: بِأَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَعَى سَعْيًا مُتَوَالِيًا، وَقَالَ: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ»[5] (https://www.alukah.net/sharia/0/169596/%D8%B3%D9%86%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%8A/#_ftn5)؛ كَمَا فِي حَدِيثِ جَابِرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.
[1] (https://www.alukah.net/sharia/0/169596/%D8%B3%D9%86%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%8A/#_ftnref1) ينظر: دليل الطالب لنيل المطالب (ص: 110).
[2] (https://www.alukah.net/sharia/0/169596/%D8%B3%D9%86%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%8A/#_ftnref2) المغني، لابن قدامة (3/ 357).
[3] (https://www.alukah.net/sharia/0/169596/%D8%B3%D9%86%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%8A/#_ftnref3) ينظر: تبيين الحقائق (2/ 16)، وروضة الطالبين (3/ 90)، والمغني، لابن قدامة (3/ 357).
[4] (https://www.alukah.net/sharia/0/169596/%D8%B3%D9%86%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%8A/#_ftnref4) ينظر: مواهب الجليل (3/ 117)، والمغني، لابن قدامة (3/ 357).
[5] (https://www.alukah.net/sharia/0/169596/%D8%B3%D9%86%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%8A/#_ftnref5) تقدم تخريجه.
يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
سُنَنَ السَّعْيِ
قَالَ الْمُصَنِّفُ -رَحِمَهُ اللهُ-: "وَتُسَنُّ فِيهِ: الطَّهَارَةُ، وَالسِّتَارَةُ، وَالْمُوَالَاةُ".
ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ -رَحِمَهُ اللهُ- هُنَا سُنَنَ السَّعْيِ، وَهِيَ[1] (https://www.alukah.net/sharia/0/169596/%D8%B3%D9%86%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%8A/#_ftn1):
السُّنَّةُ الْأُولَى: الطَّهَارَةُ مِنَ الْحَدَثِ وَالْخَبَثِ.
السُّنَّةُ الثَّانِيَةُ: سَتْرُ الْعَوْرَةِ.
السُّنَّةُ الثَّالِثَةُ: الذِّكْرُ وَالدُّعَاءُ.
السُّنَّةُ الرَّابِعَةُ: الْمَشْيُ فِي مَوْضِعِهِ، وَالسَّعْيُ فِي مَوْضِعِهِ.
السُّنَّةُ الْخَامِسَةُ: الرُّقِيُّ إِلَى الصَّفَا.
السُّنَّةُ السَّادِسَةُ: الْمُوَالَاةُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطَّوَافِ؛ فَلَوْ طَافَ فِي يَوْمٍ وَسَعَى فِي يَوْمٍ آخَرَ: فَلَا بَأْسَ.
وَالْمُؤَلِّفُ -رَحِمَهُ اللهُ- قَدْ خَالَفَ الْمَذْهَبَ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ؛ فَالْمَذْهَبُ: أَنَّ الْمُوَالَاةَ بَيْنَهُمَا شَرْطٌ، وَهَذِهِ مِنَ الْمَسَائِلِ الَّتِي خَالَفَ فِيهَا صَاحِبُ الزَّادِ، وَالْمَسْأَلَةُ فيهَا قَوْلَانِ، وَكِلَاهُمَا رِوَايَةٌ عَنِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ؛ وَلِهَذَا قَالَ فِي (الْمُغْنِي): "فَأَمَّا السَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَظَاهِرُ كَلَامِ أَحْمَدَ أَنَّ الْمُوَالَاةَ غَيْرُ مُشْتَرَطَةٍ فِيهِ...، وَقَالَ الْقَاضِي: تُشْتَرَطُ الْمُوَالَاةُ فِيهِ، قِيَاسًا عَلَى الطَّوَافِ، وَحَكَاهُ أَبُو الْخَطَّابِ رِوَايَةً عَنْ أَحْمَدَ، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ؛ فَإِنَّهُ نُسُكٌ لَا يَتَعَلَّقُ بِالْبَيْتِ، فَلَمْ تُشْتَرَطْ لَهُ الْمُوَالَاةُ، كَالرَّمْيِ وَالْحِلَاقِ، وَقَدْ رَوَى الْأَثْرَمُ: أَنَّ سَوْدَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، امْرَأَةَ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، سَعَتْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَقَضَتْ طَوَافَهَا فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَكَانَتْ ضَخْمَةً. وَكَانَ عَطَاءٌ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَسْتَرِيحَ بَيْنَهُمَا، وَلَا يَصِحُّ قِيَاسُهُ عَلَى الطَّوَافِ؛ لِأَنَّ الطَّوَافَ يَتَعَلَّقُ بِالْبَيْتِ، وَهُوَ صَلَاةٌ تُشْتَرَطُ لَهُ الطَّهَارَةُ وَالسِّتَارَةُ، فَاشْتُرِطَتْ لَهُ الْمُوَالَاةُ"[2] (https://www.alukah.net/sharia/0/169596/%D8%B3%D9%86%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%8A/#_ftn2).
وَمُلَخَّصُ الْخِلَافِ عَلَى قَوْلَيْنِ:
الْقَوْلُ الْأَوَّلُ: أَنَّ الْمُوَالَاةَ سُنَّةٌ فِي السَّعْيِ، وَهَذَا رِوَايَةٌ عِنْدَ الْحَنَابِلَةِ، وَهُوَ مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ[3] (https://www.alukah.net/sharia/0/169596/%D8%B3%D9%86%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%8A/#_ftn3).
الْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّ الْمُوَالَاةَ شَرْطٌ فِي السَّعْيِ، وَهَذَا مَذْهَبُ الْمَالِكِيَّةِ، وَرِوَايَةٌ عِنْدَ الْحَنَابِلَةِ[4] (https://www.alukah.net/sharia/0/169596/%D8%B3%D9%86%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%8A/#_ftn4)، وَمَنْ قَالَ بِأَنَّهُ شَرْطٌ اسْتَدَلَّ: بِأَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَعَى سَعْيًا مُتَوَالِيًا، وَقَالَ: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ»[5] (https://www.alukah.net/sharia/0/169596/%D8%B3%D9%86%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%8A/#_ftn5)؛ كَمَا فِي حَدِيثِ جَابِرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.
[1] (https://www.alukah.net/sharia/0/169596/%D8%B3%D9%86%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%8A/#_ftnref1) ينظر: دليل الطالب لنيل المطالب (ص: 110).
[2] (https://www.alukah.net/sharia/0/169596/%D8%B3%D9%86%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%8A/#_ftnref2) المغني، لابن قدامة (3/ 357).
[3] (https://www.alukah.net/sharia/0/169596/%D8%B3%D9%86%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%8A/#_ftnref3) ينظر: تبيين الحقائق (2/ 16)، وروضة الطالبين (3/ 90)، والمغني، لابن قدامة (3/ 357).
[4] (https://www.alukah.net/sharia/0/169596/%D8%B3%D9%86%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%8A/#_ftnref4) ينظر: مواهب الجليل (3/ 117)، والمغني، لابن قدامة (3/ 357).
[5] (https://www.alukah.net/sharia/0/169596/%D8%B3%D9%86%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%8A/#_ftnref5) تقدم تخريجه.