جنة الورود
06-23-2024, 10:59 PM
سحر البحر
https://upload.3dlat.com/uploads/138057130713.gif
علي حسين
https://i.gifer.com/origin/ff/ff74d1677b78cce44d2240494d48fcad_w200.gif
بصراحة.. وأشياء أُخْرَى
البحرُ أمواجهُ صراخٌ، وهدوؤه اقتباسٌ معَ حذرِ العشَّاقِ، البحرُ شمسهُ نورٌ وسرورٌ، وقمرهُ مسامرةُ التَّائهِينَ، واقترابِ الغائبِينَ، البحرُ عطرُ الجدَّاتِ، حكايةُ الأبطالِ، رموزُ الأساطيرِ، شاطئُ الأحلامِ ومرساهُ، البحرُ سماؤهُ ملبَّدةٌ بالغيومِ، ليلهُ حالكٌ وفِي نجومِهِ حبالٌ تُدلي بالفرح والحزن معًا!
البحرُ عطرُ الأمانِي، جرحُ الذكرياتِ، ومقاديرُ المفاجآتِ، البحرُ مرفوعٌ بالاستعاراتِ، والكثيرُ من الكناياتِ، البحرُ سطرُ الحروفِ الحارقةِ، والكلماتِ الجارحةِ، ومدادِ الألمِ والقليلِ مِن الأملِ، البحرُ قافيةُ الشعراءِ، فاصلةُ السُّرَّادِ، وهوَى النقَّادِ، وتلاطمُ الفلاسفةِ، البحرُ صديقٌ وخائنٌ، وعدوٌّ مستترٌ وبائنٌ، لسانهُ شهدٌ، وفي قلبِهِ نارٌ تحترقُ لتلتهمَ الجميعَ، البحرُ يصرخُ عَن أحبابٍ كانُوا هنَا.. والأمواجُ ترسلُ مناديةً تشبهُ صوتَهُم.. ونحنُ بينَ مدِّ البحرِ وجَزْرِ الموجِ نحلمُ بأغنيةٍ لفيروز: «نَسَّم عَلَينَا الهَوَا مِن مَفْرَقِ الوَادِي».
البحرُ متناقضُ الرُّؤى، متقلِّبُ المزاجِ، صفحتهُ كالزُّجاجِ، ماؤهُ مالحٌ، البحرُ روايةٌ بطلهَا واحدٌ، وأحداثُهَا كالمنايَا مشتَّتةٌ كبيتِ زهيرٍ:
رَأَيْتُ الْمَنايَا خَبطَ عَشْواءَ مَنْ تُصِبْ
تُمِتْهُ وَمَنْ تُخْطِئ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ
البحرُ وعاءُ الشعراءِ، هوسُ المتعلِّمِينَ، جمرةٌ فِي الصدرِ يطفؤهَا هذَا البحرُ.. ومهمَا كتبنَا عَن البحرِ، يبقَى البحرُ عالمًا مِن المتاهةِ، والعجيبُ والغريبُ فِي آنٍ واحدٍ، كلُّنَا نودُّ السِّباحةَ، ففيهِ غوصُ الحياةِ، أو انتهاءُ رحلةِ المعاناةِ، ويبقَى السُّؤالُ معلَّقًا، والبحرُ وأنَا هلْ يتَّفقَان؟!
ومِن أجملِ العباراتِ عَن البحرِ -مع تصرُّف منِّي-:
البحرُ يشبهُنِي عندَ هدوئِي وغَضَبِي.
عندمَا أنظرُ إليهِ أعرفُ أنَّ هناكَ ربًّا عظيمًا -سبحانَهُ وتعالَى-.
عندمَا تذهبُ إليهِ تحسُّ بأنَّه يتحدَّثُ معنَا، ويسمعُ أوجاعَنَا وهمومَنَا.
السكونُ الذِي بداخلِ البحرِ يشبهُ الطِّفلَ الذِي يحنُّ لحضنِ أُمِّهِ.
عندمَا تتنفسُ وأنتَ بجوارهِ تتجرَّدُ مِن الطَّاقةِ السلبيَّةِ التِي تكونُ بداخلِكَ.
البحرُ شكلهُ خلَّابٌ رائعٌ حينَ توشوشهُ يبوحُ لكَ بأدقِّ الأسرارِ.
الكثيرُ منَّا عندمَا يشعرُ بالغَضبِ أو عدمِ الراحةِ يذهبُ إليهِ فيرتمِي بينَ احضانِهِ كالعاشقِ الذِي يتمنَّى رؤيةَ معشوقتِهِ.
وأخيرًا... أجملُ عبارةٍ قرأتُهَا تسطِّرُ جَمَالَ البحرِ: البحرُ هُو دارِي هُو وطنِي وجارِي، أعشقُ فيهِ جنونَهُ ورقَّتَهُ وشجونَهُ، أحكِي لهُ أفراحِي، وأغرقُ فيهِ أحزانِي، ودائمًا يسمعُنِي، وفي سرِّي يحفظُنِي.. قطرهُ فوقَ قطرِهِ بحرٌ، وحكمهُ فوقَ حكمِهِ علمٌ.. حتَّى أعظم حيتانِ البحرِ ليسَ لديهَا أيُّ قوَّةٍ فِي الصَّحراءِ.. الرَّجلُ هُو البحرُ، والمرأةُ هِي البحيرةُ، فالبحرُ تزيِّنهُ اللآلئُ، والبحيرةُ تزيِّنُها مناظرُهَا الشَّاعريَّةُ الجميلةُ.
https://upload.3dlat.com/uploads/138057130713.gif
https://upload.3dlat.com/uploads/138057130713.gif
علي حسين
https://i.gifer.com/origin/ff/ff74d1677b78cce44d2240494d48fcad_w200.gif
بصراحة.. وأشياء أُخْرَى
البحرُ أمواجهُ صراخٌ، وهدوؤه اقتباسٌ معَ حذرِ العشَّاقِ، البحرُ شمسهُ نورٌ وسرورٌ، وقمرهُ مسامرةُ التَّائهِينَ، واقترابِ الغائبِينَ، البحرُ عطرُ الجدَّاتِ، حكايةُ الأبطالِ، رموزُ الأساطيرِ، شاطئُ الأحلامِ ومرساهُ، البحرُ سماؤهُ ملبَّدةٌ بالغيومِ، ليلهُ حالكٌ وفِي نجومِهِ حبالٌ تُدلي بالفرح والحزن معًا!
البحرُ عطرُ الأمانِي، جرحُ الذكرياتِ، ومقاديرُ المفاجآتِ، البحرُ مرفوعٌ بالاستعاراتِ، والكثيرُ من الكناياتِ، البحرُ سطرُ الحروفِ الحارقةِ، والكلماتِ الجارحةِ، ومدادِ الألمِ والقليلِ مِن الأملِ، البحرُ قافيةُ الشعراءِ، فاصلةُ السُّرَّادِ، وهوَى النقَّادِ، وتلاطمُ الفلاسفةِ، البحرُ صديقٌ وخائنٌ، وعدوٌّ مستترٌ وبائنٌ، لسانهُ شهدٌ، وفي قلبِهِ نارٌ تحترقُ لتلتهمَ الجميعَ، البحرُ يصرخُ عَن أحبابٍ كانُوا هنَا.. والأمواجُ ترسلُ مناديةً تشبهُ صوتَهُم.. ونحنُ بينَ مدِّ البحرِ وجَزْرِ الموجِ نحلمُ بأغنيةٍ لفيروز: «نَسَّم عَلَينَا الهَوَا مِن مَفْرَقِ الوَادِي».
البحرُ متناقضُ الرُّؤى، متقلِّبُ المزاجِ، صفحتهُ كالزُّجاجِ، ماؤهُ مالحٌ، البحرُ روايةٌ بطلهَا واحدٌ، وأحداثُهَا كالمنايَا مشتَّتةٌ كبيتِ زهيرٍ:
رَأَيْتُ الْمَنايَا خَبطَ عَشْواءَ مَنْ تُصِبْ
تُمِتْهُ وَمَنْ تُخْطِئ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ
البحرُ وعاءُ الشعراءِ، هوسُ المتعلِّمِينَ، جمرةٌ فِي الصدرِ يطفؤهَا هذَا البحرُ.. ومهمَا كتبنَا عَن البحرِ، يبقَى البحرُ عالمًا مِن المتاهةِ، والعجيبُ والغريبُ فِي آنٍ واحدٍ، كلُّنَا نودُّ السِّباحةَ، ففيهِ غوصُ الحياةِ، أو انتهاءُ رحلةِ المعاناةِ، ويبقَى السُّؤالُ معلَّقًا، والبحرُ وأنَا هلْ يتَّفقَان؟!
ومِن أجملِ العباراتِ عَن البحرِ -مع تصرُّف منِّي-:
البحرُ يشبهُنِي عندَ هدوئِي وغَضَبِي.
عندمَا أنظرُ إليهِ أعرفُ أنَّ هناكَ ربًّا عظيمًا -سبحانَهُ وتعالَى-.
عندمَا تذهبُ إليهِ تحسُّ بأنَّه يتحدَّثُ معنَا، ويسمعُ أوجاعَنَا وهمومَنَا.
السكونُ الذِي بداخلِ البحرِ يشبهُ الطِّفلَ الذِي يحنُّ لحضنِ أُمِّهِ.
عندمَا تتنفسُ وأنتَ بجوارهِ تتجرَّدُ مِن الطَّاقةِ السلبيَّةِ التِي تكونُ بداخلِكَ.
البحرُ شكلهُ خلَّابٌ رائعٌ حينَ توشوشهُ يبوحُ لكَ بأدقِّ الأسرارِ.
الكثيرُ منَّا عندمَا يشعرُ بالغَضبِ أو عدمِ الراحةِ يذهبُ إليهِ فيرتمِي بينَ احضانِهِ كالعاشقِ الذِي يتمنَّى رؤيةَ معشوقتِهِ.
وأخيرًا... أجملُ عبارةٍ قرأتُهَا تسطِّرُ جَمَالَ البحرِ: البحرُ هُو دارِي هُو وطنِي وجارِي، أعشقُ فيهِ جنونَهُ ورقَّتَهُ وشجونَهُ، أحكِي لهُ أفراحِي، وأغرقُ فيهِ أحزانِي، ودائمًا يسمعُنِي، وفي سرِّي يحفظُنِي.. قطرهُ فوقَ قطرِهِ بحرٌ، وحكمهُ فوقَ حكمِهِ علمٌ.. حتَّى أعظم حيتانِ البحرِ ليسَ لديهَا أيُّ قوَّةٍ فِي الصَّحراءِ.. الرَّجلُ هُو البحرُ، والمرأةُ هِي البحيرةُ، فالبحرُ تزيِّنهُ اللآلئُ، والبحيرةُ تزيِّنُها مناظرُهَا الشَّاعريَّةُ الجميلةُ.
https://upload.3dlat.com/uploads/138057130713.gif