جنة الورود
06-23-2024, 11:03 PM
شذرات
https://upload.3dlat.com/uploads/138057130712.gif
الكاتب / علي أبو القرون الزهراني
.. في خيرِ الأيام
ومن أقدسِ بقاعِ الأرض
يتبدَّى وطنُ النورِ والسَّلام
وهُو يتماهَى بقدسيَّةِ المكانِ وشرفِ الرسالةِ
يسامقُهُ الجَمَالُ والجَلَالُ
ويكتسِي ثراهُ فيوضَ النورِ
فهنَا قِبلةُ الدُّنيَا
وهنَا مهوَى الأفئدةِ وشغفِ الأرواحِ..
*****
.. فِي رحابِ الطُّهرِ
تُسكبُ العَبَراتُ
وتلهجُ الألسنُ بالأصواتِ
وتظلُّ "لبَّيكَ اللهُّمَ لبَّيك"
النِّداءَ الخالدَ عبرَ التَّاريخِ
لدعوةِ نبيِّنَا إبراهيمَ -عليهِ السَّلامُ-..
*****
.. مِن جنباتِ البيتِ العتيقِ
تجهشُ عجوزٌ بالبكاءِ
أنْ بلَّغَها اللهُ حلمَ عمرِهَا الذِي ظلَّتْ تطاردهُ ستِّينَ عامًا
وضحَّتْ من أجلِهِ بالنَّفسِ والنَّفيسِ..
وارتفعتْ فوقَ الرِّقابِ طفلةٌ تطوفُ معَ الجموعِ، وهِي تردِّدُ بفرحٍ وبراءةٍ:
"الحمدُ للهِ، وَلَا إِلَه إلَّا اللهُ، وَاللهُ أكبرُ"
فتناقلتهَا الأصداءُ إلى الآفاقِ العُليَا.
وعلَى عصاهُ يتوكَّأُ مُسنٌّ قَادمٌ مِن أرضِ الموتِ والدَّمارِ
فَقَدَ أهلَهُ وبيتَهُ
فجاءَ بقلبٍ منفطرٍ وكاهلٌ مثقلٌ وروحٌ مكلومةٌ
يدعُو ويدعُو ويدعُو
ودموعُهُ حنوطُ آهاتِهِ
وكأنَّهُ يتلمَّسُ العزاءَ عندَ المقامِ من الفواجعِ..!
*****
.. (هنَا) تموجُ حولَ البيتِ العتيقِ كلُّ الأشياءِ
القلوبُ والأبصارُ والدعواتُ والأشواقُ والبياضُ..
وهنَا الطمأنينةُ والروحانيَّةُ والسَّكينةُ
تملأُ المكانَ والزَّمانَ والأنفسَ..
و(هناكَ) غَدَا علَى صعيدِ عرفات
المشهدُ عظيمًا، والموقفُ مهيبًا، يتجلَّى فيهِ
بواحُ المشاعرِ..
وانكسارُ الذَّاتِ..
وشفقُ الرَّجاءِ..
وحلمُ الغفرانِ..
*****
.. وقبلَ كلِّ ذلكَ
فـ(هنالكَ) ابتساماتٌ شفَّافةٌ..
وتعاملاتٌ خلَّاقةٌ
وروحٌ أبيَّةٌ سبَّاقةٌ
عانقت قلوبَ الضيوفِ في المنافذِ
فأشعلتْ فيهَا الدفءَ والحميميَّةَ والحبَّ..
*****
.. وأمَّا قبلَ ذلكَ ومعَهُ وبعدَهُ..
فهِي كلُّ هذهِ الجهودِ الضخمةِ؛ لينعمَ ضيوفُ الرَّحمنِ بنُسكٍ آمنٍ، ميسَّرٍ، مطمئنٍ.
جهودٌ تشعركَ بالفخرِ أنَّكَ فِي وطنٍ عظيمٍ..
*****
.. شكرَ الحجَّاجُ وطنِي ودعُوا لهُ
وصدقُوا حينَ قالُوا:
(جُهودُكُم عظيمةٌ وأخلاقكُم كريمةٌ..
يسَّرتْ سيرَ الأقدامِ وتحقيقِ الأحلامِ)
فسلمتَ يَا مَوْطِنَ النُّورِ والسَّلامِ.
https://upload.3dlat.com/uploads/138057130712.gif
https://upload.3dlat.com/uploads/138057130712.gif
الكاتب / علي أبو القرون الزهراني
.. في خيرِ الأيام
ومن أقدسِ بقاعِ الأرض
يتبدَّى وطنُ النورِ والسَّلام
وهُو يتماهَى بقدسيَّةِ المكانِ وشرفِ الرسالةِ
يسامقُهُ الجَمَالُ والجَلَالُ
ويكتسِي ثراهُ فيوضَ النورِ
فهنَا قِبلةُ الدُّنيَا
وهنَا مهوَى الأفئدةِ وشغفِ الأرواحِ..
*****
.. فِي رحابِ الطُّهرِ
تُسكبُ العَبَراتُ
وتلهجُ الألسنُ بالأصواتِ
وتظلُّ "لبَّيكَ اللهُّمَ لبَّيك"
النِّداءَ الخالدَ عبرَ التَّاريخِ
لدعوةِ نبيِّنَا إبراهيمَ -عليهِ السَّلامُ-..
*****
.. مِن جنباتِ البيتِ العتيقِ
تجهشُ عجوزٌ بالبكاءِ
أنْ بلَّغَها اللهُ حلمَ عمرِهَا الذِي ظلَّتْ تطاردهُ ستِّينَ عامًا
وضحَّتْ من أجلِهِ بالنَّفسِ والنَّفيسِ..
وارتفعتْ فوقَ الرِّقابِ طفلةٌ تطوفُ معَ الجموعِ، وهِي تردِّدُ بفرحٍ وبراءةٍ:
"الحمدُ للهِ، وَلَا إِلَه إلَّا اللهُ، وَاللهُ أكبرُ"
فتناقلتهَا الأصداءُ إلى الآفاقِ العُليَا.
وعلَى عصاهُ يتوكَّأُ مُسنٌّ قَادمٌ مِن أرضِ الموتِ والدَّمارِ
فَقَدَ أهلَهُ وبيتَهُ
فجاءَ بقلبٍ منفطرٍ وكاهلٌ مثقلٌ وروحٌ مكلومةٌ
يدعُو ويدعُو ويدعُو
ودموعُهُ حنوطُ آهاتِهِ
وكأنَّهُ يتلمَّسُ العزاءَ عندَ المقامِ من الفواجعِ..!
*****
.. (هنَا) تموجُ حولَ البيتِ العتيقِ كلُّ الأشياءِ
القلوبُ والأبصارُ والدعواتُ والأشواقُ والبياضُ..
وهنَا الطمأنينةُ والروحانيَّةُ والسَّكينةُ
تملأُ المكانَ والزَّمانَ والأنفسَ..
و(هناكَ) غَدَا علَى صعيدِ عرفات
المشهدُ عظيمًا، والموقفُ مهيبًا، يتجلَّى فيهِ
بواحُ المشاعرِ..
وانكسارُ الذَّاتِ..
وشفقُ الرَّجاءِ..
وحلمُ الغفرانِ..
*****
.. وقبلَ كلِّ ذلكَ
فـ(هنالكَ) ابتساماتٌ شفَّافةٌ..
وتعاملاتٌ خلَّاقةٌ
وروحٌ أبيَّةٌ سبَّاقةٌ
عانقت قلوبَ الضيوفِ في المنافذِ
فأشعلتْ فيهَا الدفءَ والحميميَّةَ والحبَّ..
*****
.. وأمَّا قبلَ ذلكَ ومعَهُ وبعدَهُ..
فهِي كلُّ هذهِ الجهودِ الضخمةِ؛ لينعمَ ضيوفُ الرَّحمنِ بنُسكٍ آمنٍ، ميسَّرٍ، مطمئنٍ.
جهودٌ تشعركَ بالفخرِ أنَّكَ فِي وطنٍ عظيمٍ..
*****
.. شكرَ الحجَّاجُ وطنِي ودعُوا لهُ
وصدقُوا حينَ قالُوا:
(جُهودُكُم عظيمةٌ وأخلاقكُم كريمةٌ..
يسَّرتْ سيرَ الأقدامِ وتحقيقِ الأحلامِ)
فسلمتَ يَا مَوْطِنَ النُّورِ والسَّلامِ.
https://upload.3dlat.com/uploads/138057130712.gif