ريحانة شمران
08-07-2024, 10:23 PM
كيف نحوِّل الوجع إلى طاقة إيجابية؟
للكاتب/ علي حسين
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgpI1Y-poUyc4F_CcV916wufbIB4ux7sQIQcT_4LiSCYSoDw0ODQ2pZ_G SUA34OiKb7g2MWMzJojjVdIMsJLE0P-9dXDHWz0TpVCytWviX94E5feJvOEkxAh-RY7grXmdIVCyDkEkKXuTWP6XgWBe8VnIEQP2qBsSZ2i6R_P1st-dDTE1TylxxA7dewEZE/s2280/roses%202.jpg
بصراحة.. وأشياء أُخْرى
بدايةً نسألُ أنفسَنَا: مَا هُو تعريفُ مفردةِ «الوجعِ»؟ ثمَّ لنتتقلَ بعدهَا إلى الإضافاتِ حولَهَا: إنَّ الألمَ، أوْ الوجعَ هُو عبارةٌ عَن تجربةٍ حسِّيَّةٍ وعاطفيَّةٍ غيرِ محبَّبةٍ، مرتبطةٍ بتلفِ الأنسجةِ الفعليِّ أو المحتملِ، فيتمُّ تقييمُ الألمِ بناءً علَى إحساسِ الشخصِ المتألِّمِ؛ لأنَّ الألمَ هُو تجربةٌ ذاتيَّةٌ يستطيعُ الشَّخصُ المتألِّمُ -فقطْ- إدراكَهَا، ولَا يمكنُ الإحساسُ بهَا مِن قِبلِ الآخرِينَ، أو قياسهَا وتوثيقهَا بفحصٍ، أو جهازٍ معيَّنٍ.
فمَا بينَ الوجعِ الجسديِّ والقلبيِّ، آلامٌ تمزِّقُ الرُّوحَ، لَا يدركُ مَا أقولهُ إلَّا مَن مرَّ بذلكَ، فأيُّهمَا أقوَى؟ هُنَا السَّؤالُ:
فِي ظنِّي لكلٍّ درجتُهُ مِن ألمِهِ وتوجُّعِهِ، لكنَّ الأكيدَ إذَا اجتمعَ وجعُ الجسدِ معَ وجعِ القلبِ معًا، هُنَا يُسمَّى مهلكَة، أجارَ اللهُ الجميعَ منهَا ومَنْ يقرأ!
فكيفَ نحوِّل الوجعَ إلى طاقةٍ إيجابيَّةٍ؟
أقدارُ اللهِ إذَا وقعتْ، تمكَّنتْ ونفذتْ، صبرتَ أمْ لمْ تصبرْ، وكمَا قالَ رسولُنَا -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: «إِنَّمَا الصَّبرُ عِندَ الصَّدمةِ الأُوْلَى».
وجعُ الجسدِ والقلبِ، هُمَا وجهانِ لألمٍ واحدٍ، فكلُّ وجعٍ هُو طاقةٌ سلبيَّةٌ.. مَتَى؟ حِينَ نهملُ العلاجَ طبيًّا، فوجعُ الشَّيءِ هُو ألمهُ تتأوَّهُ حتَّى تصرخَ بداخلِكَ تنشدُ الرَّاحةَ، ولَا راحةَ للأسفِ، باختصارِ.. السَّببُ أنَّنَا استسلمَنَا لأوجاعِنَا، وأكبرُ كلمةٍ تُوجِعُ حينَ تسمعُ أحدَهُم -استغفرَ اللهَ- (لماذَا أنَا يَا اللهُ؟) وهُو الانهزامُ الذاتيُّ للرُّوحِ، وقدْ نتَّفقُ أوْ نختلفُ معَ قولهِمِ ذاكَ، لكنَّنا نوقِّعُ بأنَّ المريضَ توجَّعَ دونَ أنْ نشعرَ بآلامِهِ التِي تنهكُهُ رويدًا رويدًا، فالمصائبُ لَا تأتِي فُرادَى وَحَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ علَى كلِّ حالٍ، هذَا البسطُ الذِي ذكرتُهُ آنفًا له مَا يبررهُ مِن الكتابةِ، بمعنَى كيفَ نحوِّلُ الوجعَ إلَى طاقةٍ إيجابيَّةٍ؟
باليقينِ بأنَّ اللهَ اختارَكَ دونَ بقيَّةِ خلقِهِ سبحانَهُ؛ لأنَّه يحبُّكَ، بالقناعةِ بأنَّ الوجعَ حصلَ وانتهَى الأمرُ، الإدراكُ الحقيقيُّ بأنَّ فرجَ اللهِ قادمٌ لَا محالةَ لقولِهِ تعالَى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)، العبرةُ بالصَّبرِ، وأنَّه كلَّما ضاقتْ أتاكَ الفرجُ بحولِ اللهِ.
وأخيرًا...
السلبيَّةُ أنْ تبقَى مركونًا لهَا، والإيحابيَّةُ أنْ ترضَى دونَ سخطٍ، مَا بينهمَا خيطٌ بسيطٌ فلَا تقطعهُ بالصَّمتِ. اصرُخْ وقُلْ: يَا رَبِّ فَرَجُكَ يَا كَرِيمٌ.. عندهَا تحوِّلُ السلبيَّةَ البائسةَ إلى إيجابيَّةٍ، منطلقًا تحبُّ الحياةَ.
======================================
للكاتب/ علي حسين
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgpI1Y-poUyc4F_CcV916wufbIB4ux7sQIQcT_4LiSCYSoDw0ODQ2pZ_G SUA34OiKb7g2MWMzJojjVdIMsJLE0P-9dXDHWz0TpVCytWviX94E5feJvOEkxAh-RY7grXmdIVCyDkEkKXuTWP6XgWBe8VnIEQP2qBsSZ2i6R_P1st-dDTE1TylxxA7dewEZE/s2280/roses%202.jpg
بصراحة.. وأشياء أُخْرى
بدايةً نسألُ أنفسَنَا: مَا هُو تعريفُ مفردةِ «الوجعِ»؟ ثمَّ لنتتقلَ بعدهَا إلى الإضافاتِ حولَهَا: إنَّ الألمَ، أوْ الوجعَ هُو عبارةٌ عَن تجربةٍ حسِّيَّةٍ وعاطفيَّةٍ غيرِ محبَّبةٍ، مرتبطةٍ بتلفِ الأنسجةِ الفعليِّ أو المحتملِ، فيتمُّ تقييمُ الألمِ بناءً علَى إحساسِ الشخصِ المتألِّمِ؛ لأنَّ الألمَ هُو تجربةٌ ذاتيَّةٌ يستطيعُ الشَّخصُ المتألِّمُ -فقطْ- إدراكَهَا، ولَا يمكنُ الإحساسُ بهَا مِن قِبلِ الآخرِينَ، أو قياسهَا وتوثيقهَا بفحصٍ، أو جهازٍ معيَّنٍ.
فمَا بينَ الوجعِ الجسديِّ والقلبيِّ، آلامٌ تمزِّقُ الرُّوحَ، لَا يدركُ مَا أقولهُ إلَّا مَن مرَّ بذلكَ، فأيُّهمَا أقوَى؟ هُنَا السَّؤالُ:
فِي ظنِّي لكلٍّ درجتُهُ مِن ألمِهِ وتوجُّعِهِ، لكنَّ الأكيدَ إذَا اجتمعَ وجعُ الجسدِ معَ وجعِ القلبِ معًا، هُنَا يُسمَّى مهلكَة، أجارَ اللهُ الجميعَ منهَا ومَنْ يقرأ!
فكيفَ نحوِّل الوجعَ إلى طاقةٍ إيجابيَّةٍ؟
أقدارُ اللهِ إذَا وقعتْ، تمكَّنتْ ونفذتْ، صبرتَ أمْ لمْ تصبرْ، وكمَا قالَ رسولُنَا -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: «إِنَّمَا الصَّبرُ عِندَ الصَّدمةِ الأُوْلَى».
وجعُ الجسدِ والقلبِ، هُمَا وجهانِ لألمٍ واحدٍ، فكلُّ وجعٍ هُو طاقةٌ سلبيَّةٌ.. مَتَى؟ حِينَ نهملُ العلاجَ طبيًّا، فوجعُ الشَّيءِ هُو ألمهُ تتأوَّهُ حتَّى تصرخَ بداخلِكَ تنشدُ الرَّاحةَ، ولَا راحةَ للأسفِ، باختصارِ.. السَّببُ أنَّنَا استسلمَنَا لأوجاعِنَا، وأكبرُ كلمةٍ تُوجِعُ حينَ تسمعُ أحدَهُم -استغفرَ اللهَ- (لماذَا أنَا يَا اللهُ؟) وهُو الانهزامُ الذاتيُّ للرُّوحِ، وقدْ نتَّفقُ أوْ نختلفُ معَ قولهِمِ ذاكَ، لكنَّنا نوقِّعُ بأنَّ المريضَ توجَّعَ دونَ أنْ نشعرَ بآلامِهِ التِي تنهكُهُ رويدًا رويدًا، فالمصائبُ لَا تأتِي فُرادَى وَحَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ علَى كلِّ حالٍ، هذَا البسطُ الذِي ذكرتُهُ آنفًا له مَا يبررهُ مِن الكتابةِ، بمعنَى كيفَ نحوِّلُ الوجعَ إلَى طاقةٍ إيجابيَّةٍ؟
باليقينِ بأنَّ اللهَ اختارَكَ دونَ بقيَّةِ خلقِهِ سبحانَهُ؛ لأنَّه يحبُّكَ، بالقناعةِ بأنَّ الوجعَ حصلَ وانتهَى الأمرُ، الإدراكُ الحقيقيُّ بأنَّ فرجَ اللهِ قادمٌ لَا محالةَ لقولِهِ تعالَى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)، العبرةُ بالصَّبرِ، وأنَّه كلَّما ضاقتْ أتاكَ الفرجُ بحولِ اللهِ.
وأخيرًا...
السلبيَّةُ أنْ تبقَى مركونًا لهَا، والإيحابيَّةُ أنْ ترضَى دونَ سخطٍ، مَا بينهمَا خيطٌ بسيطٌ فلَا تقطعهُ بالصَّمتِ. اصرُخْ وقُلْ: يَا رَبِّ فَرَجُكَ يَا كَرِيمٌ.. عندهَا تحوِّلُ السلبيَّةَ البائسةَ إلى إيجابيَّةٍ، منطلقًا تحبُّ الحياةَ.
======================================