ريحانة شمران
08-07-2024, 10:27 PM
رفض الأبناء زواج الأم
عبدالرحمن حسن جان
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgIQ0rpYhTMgQ4gUhMJmXjV44hJYQS1IWhuK28LCYQzt9 1VsU-H_iuxgxPYTCy5sn_Js670ybwTdGhGnygnf-uL7mx-Z0soJzpwRdau8rQ4ASVU5v0UG0lQiGxMQWuKSaRVUqc3VcRaIJ 4gTxdyksAOxvzNUeG4IAZyoMdOWJO5QqXxNDcP75tAzdA1yg/w1280-h720-p-k-no-nu/%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%20%D9%88%D9%8 3%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%AA%20%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D8% B9%D8%A9%20%D8%B9%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85 %20-%20%D8%A3%D8%AC%D9%85%D9%84%20%D9%85%D8%A7%20%D9%8 2%D9%8A%D9%84%20%D8%B9%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A3% D9%85.jpg
إنَّ أيَّ مشكلةٍ نختلفُ فيهَا معَ الآخرِينَ، يُفترضُ أنْ نعرضهَا أوَّلًا علَى الحُكمِ الشَّرعيِّ فيهَا قبلَ أنْ نختلفَ، وقبلَ أنْ تبدأَ المشكلةُ أصلًا، فإنْ كانَ الموضوعُ المُختلَفُ عليهِ جائزًا شرعًا، فيكونُ هذَا حلَّ المشكلةِ، وإنْ كانَ غيرَ جائزٍ شرعًا، فالحلُّ يكونُ فِي اجتنابِ الفعلِ المُختلَفِ عليهِ، فإنَّ قولَ اللهِ تعالَى، وقولَ رسولِهِ- صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- مُقدَّمٌ علَى قولِ البشرِ.
قالَ اللهُ تعالَى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ}
وإنَّ زواجَ الأرملةِ، أو المطلَّقةِ جائزٌ شرعًا، وطالمَا أنَّ اللهَ قدْ أحلَّ الزَّواجَ، وحرَّمَ الزِّنَا، فإنَّ المرأةَ التِي اختارتِ الزَّواجَ بدلًا مِن الزِّنَا؛ لتعفَّ نفسَهَا عَن الحرامِ، تكونُ قدْ وُفِّقتْ فِي الاختيارِ الصَّحيحِ، وإنَّ رغبتَهَا فِي الزَّواجِ معنَاهُ أنَّها محتاجةٌ لهُ، ورفضُ الأبناءِ زواجَ أُمِّهِم يُعتبرُ عدمَ تلبيةِ احتياجِهَا الذِي هُو -فِي الأساسِ- احتياجٌ فطريٌّ طبيعيٌّ، وعدمَ تلبيةِ احتياجِ الأُمِّ يُعتبرُ عُقوقًا، ومِن العقوباتِ التِي جاءتْ صريحةً لعقوقِ الوالدَينِ، هُو دخولُ النَّارِ، حيثُ يُحرَمُ العاقُّ لوالدَيهِ مِن دخولِ الجنَّةِ، لقولِ الرَّسولِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: «لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ عَاقٌّ».
وأمَّا عاقبةُ العقوقِ فِي الدُّنيَا فوخيمةٌ، ولقدْ توعَّدَ اللهُ تعالَى عاقَّ والدَيهِ بالذُّلِّ فِي الدُّنيَا والآخرةِ، وعندَ اقترابِ أجلِهِ، فإنَّ اللهَ يحرمهُ مِن نطقِ الشَّهادتَينِ.
وإذَا دعَا عليهِ والداهُ فإنَّ الدُّعاءَ يكونُ مستجابًا لَا محالةَ. وأمَّا المصائبُ فتكثرُ علَى هذَا العاقِّ فِي الدُّنيَا مِن كلِّ جانبٍ، ومِن كلِّ حدبٍ وصوبٍ. ويقطعُ عنهُ الرزقَ؛ بسببِ عقوقِهِ، وتهديدِ الأُمِّ مِن العقوقِ وأدهَى وأَمرُّ.
وأكَّدَ الشيخُ الشثري أنَّه لَا يَحقُّ للأبناءِ الاعتراضَ علَى هذَا الزَّواجِ؛ لأنَّه مِن العضلِ المحرَّمِ شرعًا. وأضافَ: إنَّ وليَّ المرأةِ بعدَ وفاةِ الزَّوجِ -علَى رأيِ جماهيرِ أهلِ العلمِ- هُو ابنُهَا، وهناكَ مَن رأىَ أنَّ الابنَ ليسَ لهُ ولايةٌ فِي النِّكاحِ علَى أُمِّهِ.
يَا أبناءَ المطلَّقةِ، أوْ الأرملةِ، ضعُوا أنفسَكُم مكانَهَا، ولَا تنسُوا أنَّ الدُّنيَا دوَّارةٌ، وتخيَّلُوا أنَّكُم أنتُم الأراملُ أوْ المطلَّقُونَ -لَا قدَّر اللهُ- وقدْ رفضَ أبناؤكُم أنْ تتزوَّجُوا! فهلْ وقتَهَا سوفَ تتذكَّرُونَ أنَّكُم رفضتُم زواجَ أُمِّكم مِن قبلُ؟! وكمَا تدينُ تُدانُ.
ويا أبناءَ الأرملةِ أوْ المطلَّقةِ إذَا نظرتُم إلى زواجِ أُمِّكم نظرةً إيجابيَّةً، كأنْ تعتبرُوا زوجهَا أنَّه سيكونُ فِي مقامِ والدِكم المُتوفَّى، أوْ أبٍ ثانٍ لأبيكُم الحقيقيِّ فِي حالةِ إذَا كانتْ أُمُّكم مطلَّقةً، وبذلكَ تكونُونَ محظوظِينَ أنَّ لكُم أبوَينِ، وليسَ أبًا واحدًا؛ لأنَّ زوجَ أُمِّكم سوفَ يعتبرُ نفسَهُ أبًا لأبناءِ زوجتِهِ، ويكونُ لكُم بمثابةِ الصديقِ المُخلصِ.
ويَا أبناءَ وبناتِ المطلَّقةِ أوْ الأرملةِ بعدَ أنْ تتزوَّجُوا جميعًا، سوفَ تتركُونَ والدتكُم وحيدةً فِي بيتِهَا بينَ أربعةِ جدرانٍ بلَا أنيسٍ، وسوفَ تستقلُّونَ فِي بيوتِكُم، وتنشغلُونَ عنهَا معَ أزواجِكُم وزوجاتِكُم وأبنائِكُم، فلَا تكونُوا أنانيِّينَ تفكِّرُونَ فِي أنفسِكُم فقطْ.
عبدالرحمن حسن جان
مستشار اجتماعي
عبدالرحمن حسن جان
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgIQ0rpYhTMgQ4gUhMJmXjV44hJYQS1IWhuK28LCYQzt9 1VsU-H_iuxgxPYTCy5sn_Js670ybwTdGhGnygnf-uL7mx-Z0soJzpwRdau8rQ4ASVU5v0UG0lQiGxMQWuKSaRVUqc3VcRaIJ 4gTxdyksAOxvzNUeG4IAZyoMdOWJO5QqXxNDcP75tAzdA1yg/w1280-h720-p-k-no-nu/%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%20%D9%88%D9%8 3%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%AA%20%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D8% B9%D8%A9%20%D8%B9%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85 %20-%20%D8%A3%D8%AC%D9%85%D9%84%20%D9%85%D8%A7%20%D9%8 2%D9%8A%D9%84%20%D8%B9%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A3% D9%85.jpg
إنَّ أيَّ مشكلةٍ نختلفُ فيهَا معَ الآخرِينَ، يُفترضُ أنْ نعرضهَا أوَّلًا علَى الحُكمِ الشَّرعيِّ فيهَا قبلَ أنْ نختلفَ، وقبلَ أنْ تبدأَ المشكلةُ أصلًا، فإنْ كانَ الموضوعُ المُختلَفُ عليهِ جائزًا شرعًا، فيكونُ هذَا حلَّ المشكلةِ، وإنْ كانَ غيرَ جائزٍ شرعًا، فالحلُّ يكونُ فِي اجتنابِ الفعلِ المُختلَفِ عليهِ، فإنَّ قولَ اللهِ تعالَى، وقولَ رسولِهِ- صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- مُقدَّمٌ علَى قولِ البشرِ.
قالَ اللهُ تعالَى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ}
وإنَّ زواجَ الأرملةِ، أو المطلَّقةِ جائزٌ شرعًا، وطالمَا أنَّ اللهَ قدْ أحلَّ الزَّواجَ، وحرَّمَ الزِّنَا، فإنَّ المرأةَ التِي اختارتِ الزَّواجَ بدلًا مِن الزِّنَا؛ لتعفَّ نفسَهَا عَن الحرامِ، تكونُ قدْ وُفِّقتْ فِي الاختيارِ الصَّحيحِ، وإنَّ رغبتَهَا فِي الزَّواجِ معنَاهُ أنَّها محتاجةٌ لهُ، ورفضُ الأبناءِ زواجَ أُمِّهِم يُعتبرُ عدمَ تلبيةِ احتياجِهَا الذِي هُو -فِي الأساسِ- احتياجٌ فطريٌّ طبيعيٌّ، وعدمَ تلبيةِ احتياجِ الأُمِّ يُعتبرُ عُقوقًا، ومِن العقوباتِ التِي جاءتْ صريحةً لعقوقِ الوالدَينِ، هُو دخولُ النَّارِ، حيثُ يُحرَمُ العاقُّ لوالدَيهِ مِن دخولِ الجنَّةِ، لقولِ الرَّسولِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: «لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ عَاقٌّ».
وأمَّا عاقبةُ العقوقِ فِي الدُّنيَا فوخيمةٌ، ولقدْ توعَّدَ اللهُ تعالَى عاقَّ والدَيهِ بالذُّلِّ فِي الدُّنيَا والآخرةِ، وعندَ اقترابِ أجلِهِ، فإنَّ اللهَ يحرمهُ مِن نطقِ الشَّهادتَينِ.
وإذَا دعَا عليهِ والداهُ فإنَّ الدُّعاءَ يكونُ مستجابًا لَا محالةَ. وأمَّا المصائبُ فتكثرُ علَى هذَا العاقِّ فِي الدُّنيَا مِن كلِّ جانبٍ، ومِن كلِّ حدبٍ وصوبٍ. ويقطعُ عنهُ الرزقَ؛ بسببِ عقوقِهِ، وتهديدِ الأُمِّ مِن العقوقِ وأدهَى وأَمرُّ.
وأكَّدَ الشيخُ الشثري أنَّه لَا يَحقُّ للأبناءِ الاعتراضَ علَى هذَا الزَّواجِ؛ لأنَّه مِن العضلِ المحرَّمِ شرعًا. وأضافَ: إنَّ وليَّ المرأةِ بعدَ وفاةِ الزَّوجِ -علَى رأيِ جماهيرِ أهلِ العلمِ- هُو ابنُهَا، وهناكَ مَن رأىَ أنَّ الابنَ ليسَ لهُ ولايةٌ فِي النِّكاحِ علَى أُمِّهِ.
يَا أبناءَ المطلَّقةِ، أوْ الأرملةِ، ضعُوا أنفسَكُم مكانَهَا، ولَا تنسُوا أنَّ الدُّنيَا دوَّارةٌ، وتخيَّلُوا أنَّكُم أنتُم الأراملُ أوْ المطلَّقُونَ -لَا قدَّر اللهُ- وقدْ رفضَ أبناؤكُم أنْ تتزوَّجُوا! فهلْ وقتَهَا سوفَ تتذكَّرُونَ أنَّكُم رفضتُم زواجَ أُمِّكم مِن قبلُ؟! وكمَا تدينُ تُدانُ.
ويا أبناءَ الأرملةِ أوْ المطلَّقةِ إذَا نظرتُم إلى زواجِ أُمِّكم نظرةً إيجابيَّةً، كأنْ تعتبرُوا زوجهَا أنَّه سيكونُ فِي مقامِ والدِكم المُتوفَّى، أوْ أبٍ ثانٍ لأبيكُم الحقيقيِّ فِي حالةِ إذَا كانتْ أُمُّكم مطلَّقةً، وبذلكَ تكونُونَ محظوظِينَ أنَّ لكُم أبوَينِ، وليسَ أبًا واحدًا؛ لأنَّ زوجَ أُمِّكم سوفَ يعتبرُ نفسَهُ أبًا لأبناءِ زوجتِهِ، ويكونُ لكُم بمثابةِ الصديقِ المُخلصِ.
ويَا أبناءَ وبناتِ المطلَّقةِ أوْ الأرملةِ بعدَ أنْ تتزوَّجُوا جميعًا، سوفَ تتركُونَ والدتكُم وحيدةً فِي بيتِهَا بينَ أربعةِ جدرانٍ بلَا أنيسٍ، وسوفَ تستقلُّونَ فِي بيوتِكُم، وتنشغلُونَ عنهَا معَ أزواجِكُم وزوجاتِكُم وأبنائِكُم، فلَا تكونُوا أنانيِّينَ تفكِّرُونَ فِي أنفسِكُم فقطْ.
عبدالرحمن حسن جان
مستشار اجتماعي