ريهام خالد الشمراني
10-08-2024, 06:13 PM
صداقة المصلحة
سعود سيف الجعيد
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQB-FRrvtvSBMtfl-epHEFRhgHWNAykknfB2A&s
يعيشُ الموظفُ طوالَ فترةِ عملهِ وهُو مخدوعٌ بمَن حولَهُ مِن الأصدقاءِ الذِين يرتدُونَ الأقنعةَ ويظهرُونَ المحبةَ الكاذبةَ وتمضِي بكَ الأيَّامُ أيُّها الموظفُ المسكينُ وهُم من حولكَ يضحكُونَ لكَ ويبذلُون كلَّ مَا فِي وسعهِم من أجلِ إسعادكَ وتنخدعُ بهِم كثيرًا فقلبكَ الطيِّبُ يصوِّرُ لكَ أنَّ هؤلاءَ هُم الأصدقاء المخلصونَ ولَا تصحُو إلَّا عندمَا تتركُ هذا العملَ وتتقاعدُ وبعدَها ترَى العجبَ، فكلُّ مَن كانُوا حولكَ لمْ يكونُوا أصدقاءَ كمَا كنتَ تظنُّ بلْ أصدقاءُ المصلحةِ الذِين لَا يربطهُم فيكَ غيرُ ذلكَ العملِ الذِي كنتَ فيهِ.
وجوهٌ غادرةٌ ماكرةٌ أبدعتْ في التمثيلِ عليكَ، وجوهٌ تجرَّدتْ مِن الحبِّ والصدقِ تعيشُ عَلَى حبِّ المصلحةِ فقطْ لَا يهمهُم أخلاقكَ أو تعاملكَ الرَّاقي معهُم، كلُّ مَا يهمهُم هُو تلكَ المكانةُ الوظيفيَّةُ التِي وهبهَا اللهُ لكَ. كانُوا يتباهُونَ بكَ في مجالسِهِم، ويحرصُونَ علَى السؤالِ عنكَ والاهتمامِ بكَ، ولكنْ اليوم وبعدَ تقاعدكَ تنكَّرُوا لكَ، وأذاقوكَ مرارةَ الجحودِ، وابتعدُوا عنكَ فأنتَ بالنسبةِ لهُم انتهيتَ، ولمْ تعدْ تنفعهُم بشيءٍ. وتحاولُ أنْ تفيقَ مِن هولِ الصدمةِ، ولكنَّ غدرَهُم أقوَى وقلوبَهُم أقسَى، لمْ تكنْ تدركُ أيُّهَا الإنسانُ الطيِّبُ أنَّ معظمَ مَن كانُوا حولكَ لَا يستحقُّونَ منكَ كلَّ هذَا الحبِّ، ولمْ تدركْ أنَّ هناكَ أناسًا يعيشُونَ حولَكَ بألفِ وجهٍ ووجهٍ، أُناسٌ مخادعُونَ لمْ يصدِّقُوا فِي محبَّتِهم لكَ وتشعرُ وقتهَا بالندمِ وينتابكَ شعورٌ بالالمِ والحسرةِ علَى كلِّ مَا قدَّمتهُ لهُم مِن حبٍّ وصدقٍ لمْ يكونُوا يستحقُّونَهُ.
وللأسفِ هذَا النوعِ مِن البشرِ لا يزالُ موجودًا وتراهُم بكثرةٍ يحومُونَ حولَ فرائسِهِم بوجوهٍ ملوَّنةٍ، ويجيدُونَ التمثيلَ لدرجةِ أنَّ مَن يتعاملُ معهُم يصدِّقهُم ويثقُ بهِم، وهُو لَا يعلمُ أنَّهم مخادعُونَ إلَّا بعدَ أنْ يتقاعدَ مِن عملِهِ فينكشفُ عنهُم الغطاءُ ويظهرُونَ علَى حقيقتِهِم الزَّائفةِ فالحذرُ منهُم والانتباهُ إلى مثلِ هذهِ الوجوهِ الماكرةِ قبلَ فواتِ الأوانِ.
* وقفة:
عاشتِ الذكرَى بقلبِي لهُ سنين
وأنتَ يالغدارُ مسرعُ مَا نسيت
سعود سيف الجعيد
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQB-FRrvtvSBMtfl-epHEFRhgHWNAykknfB2A&s
يعيشُ الموظفُ طوالَ فترةِ عملهِ وهُو مخدوعٌ بمَن حولَهُ مِن الأصدقاءِ الذِين يرتدُونَ الأقنعةَ ويظهرُونَ المحبةَ الكاذبةَ وتمضِي بكَ الأيَّامُ أيُّها الموظفُ المسكينُ وهُم من حولكَ يضحكُونَ لكَ ويبذلُون كلَّ مَا فِي وسعهِم من أجلِ إسعادكَ وتنخدعُ بهِم كثيرًا فقلبكَ الطيِّبُ يصوِّرُ لكَ أنَّ هؤلاءَ هُم الأصدقاء المخلصونَ ولَا تصحُو إلَّا عندمَا تتركُ هذا العملَ وتتقاعدُ وبعدَها ترَى العجبَ، فكلُّ مَن كانُوا حولكَ لمْ يكونُوا أصدقاءَ كمَا كنتَ تظنُّ بلْ أصدقاءُ المصلحةِ الذِين لَا يربطهُم فيكَ غيرُ ذلكَ العملِ الذِي كنتَ فيهِ.
وجوهٌ غادرةٌ ماكرةٌ أبدعتْ في التمثيلِ عليكَ، وجوهٌ تجرَّدتْ مِن الحبِّ والصدقِ تعيشُ عَلَى حبِّ المصلحةِ فقطْ لَا يهمهُم أخلاقكَ أو تعاملكَ الرَّاقي معهُم، كلُّ مَا يهمهُم هُو تلكَ المكانةُ الوظيفيَّةُ التِي وهبهَا اللهُ لكَ. كانُوا يتباهُونَ بكَ في مجالسِهِم، ويحرصُونَ علَى السؤالِ عنكَ والاهتمامِ بكَ، ولكنْ اليوم وبعدَ تقاعدكَ تنكَّرُوا لكَ، وأذاقوكَ مرارةَ الجحودِ، وابتعدُوا عنكَ فأنتَ بالنسبةِ لهُم انتهيتَ، ولمْ تعدْ تنفعهُم بشيءٍ. وتحاولُ أنْ تفيقَ مِن هولِ الصدمةِ، ولكنَّ غدرَهُم أقوَى وقلوبَهُم أقسَى، لمْ تكنْ تدركُ أيُّهَا الإنسانُ الطيِّبُ أنَّ معظمَ مَن كانُوا حولكَ لَا يستحقُّونَ منكَ كلَّ هذَا الحبِّ، ولمْ تدركْ أنَّ هناكَ أناسًا يعيشُونَ حولَكَ بألفِ وجهٍ ووجهٍ، أُناسٌ مخادعُونَ لمْ يصدِّقُوا فِي محبَّتِهم لكَ وتشعرُ وقتهَا بالندمِ وينتابكَ شعورٌ بالالمِ والحسرةِ علَى كلِّ مَا قدَّمتهُ لهُم مِن حبٍّ وصدقٍ لمْ يكونُوا يستحقُّونَهُ.
وللأسفِ هذَا النوعِ مِن البشرِ لا يزالُ موجودًا وتراهُم بكثرةٍ يحومُونَ حولَ فرائسِهِم بوجوهٍ ملوَّنةٍ، ويجيدُونَ التمثيلَ لدرجةِ أنَّ مَن يتعاملُ معهُم يصدِّقهُم ويثقُ بهِم، وهُو لَا يعلمُ أنَّهم مخادعُونَ إلَّا بعدَ أنْ يتقاعدَ مِن عملِهِ فينكشفُ عنهُم الغطاءُ ويظهرُونَ علَى حقيقتِهِم الزَّائفةِ فالحذرُ منهُم والانتباهُ إلى مثلِ هذهِ الوجوهِ الماكرةِ قبلَ فواتِ الأوانِ.
* وقفة:
عاشتِ الذكرَى بقلبِي لهُ سنين
وأنتَ يالغدارُ مسرعُ مَا نسيت