احمد صبحي الحارثي
11-02-2024, 09:09 PM
«اذكريني».. رائعة خالد عبدالرحمن
بقلم الكاتب :علي حسين
بصراحة.. وأشياء أخرى
اذكريني إذا حبَّيتي غيري
اذكري المشتاق يا نور عينه
اذكري حبًّا صفا لك من ضميري
أرجوك لا ينسيك منهو تبينه
بما أنَّ هذا النص والأغنية لشاعر وفنَّان واحد هو خالد عبدالرحمن.. فدعونا نعرف نزرًا من حياة هذا الشاعر الفنَّان:
خالد بن عبدالرحمن بن محمد بن علي الودعاني الدوسري، فنَّان سعودي وُلد في الرياض في 22 أبريل 1965، له خمسة إخوة، وهو أكبرهم، تُوفِّي والده في عام 1983، ووقع على عاتقه عائلة كاملة وهو لم يتجاوز 15 عامًا، ولُقِّب بمخاوي الليل.
البداية من خلال مطلع البيتين «اذكريني إذَا حبَّيتي غيري» كنتُ أتساءل كيف تحبُّ غيره وهي تذكره؟ أليس هذا تناقضًا؟ «اذكري المشتاق يا نور عيني» جعل الاشتياق لأنَّها حبَّت غيره، ثم يردف نور عينه كيف ذلك؟! فهذا الشاعر إمَّا يحذِّرها بما يحصل مستقبلًا حتَّى افتراضًا حبَّت غيره ستعود له حتمًا أو أنَّها مهما حبَّت غيره لم ولن تنسى ذكرياتها معه!
عشت وبقيت ومنزلك في ضمير.. لا يخدعكِ حبٌّ جديدٌ ترينه
يحكي لك الدمع ويشكي مصيري
واللي بلاني بذا تتجاهلينه
هنا تجلت لنا بأنَّها تركته اختيارًا منها، والعجيب حبَّت غيره، والدليل بقوله «بذا تتجاهلينه»، هي بلوى حلّت به قسرًا وقهرًا، فهو ليس توسلًا بلْ أسلوب تحذيري استفهامي إنكاري استعجابي، فهو مندهش في حيرة وقلق وخوف، كيف تتركه وتحب غيره؟! ويستمر في الأبيات التي بعدها يدلِّل ويحاول، والعجيب بشموخ دون طأطأة الرأس.. حتَّى جاء البيت الأخير قاصمة ظهر الحروف بقوله:
وإن كانه مملوك الهوى لحد غيري
لا يمنعك يوم العزا تحضرينه
سمَّى هواها تملكًا، انحيازًا، انتقالًا من عاطفة لشعور بكامل العواطف والمشاعر لحدِّ غيره، وهو متأكد بأنَّه خسرها، ذكَّرها بأنَّه سيموت لفراقها، ويطلب منها الحضور لتعزيته، قِمَّة المشاعر وانفجار العواطف، صورة جميلة صوَّرها هذا الشاعر وأتى اللحن موافقًا لهذا الوجد والحزن والتحذير، ومن الغرائب أنَّه حشد لهذا النص الوجداني كل مفردات الشوق «دمعه، المشتاق، حب، عذابي، الهوى، عودي عليّ، قلبك، وأخيرًا أتت كلمة العزا في آخر الأبيات» ولعل صوته مع اللحن والكلمات هيَّأها لتكون رائعة من روائع خالد عبدالرحمن.
بقلم الكاتب :علي حسين
بصراحة.. وأشياء أخرى
اذكريني إذا حبَّيتي غيري
اذكري المشتاق يا نور عينه
اذكري حبًّا صفا لك من ضميري
أرجوك لا ينسيك منهو تبينه
بما أنَّ هذا النص والأغنية لشاعر وفنَّان واحد هو خالد عبدالرحمن.. فدعونا نعرف نزرًا من حياة هذا الشاعر الفنَّان:
خالد بن عبدالرحمن بن محمد بن علي الودعاني الدوسري، فنَّان سعودي وُلد في الرياض في 22 أبريل 1965، له خمسة إخوة، وهو أكبرهم، تُوفِّي والده في عام 1983، ووقع على عاتقه عائلة كاملة وهو لم يتجاوز 15 عامًا، ولُقِّب بمخاوي الليل.
البداية من خلال مطلع البيتين «اذكريني إذَا حبَّيتي غيري» كنتُ أتساءل كيف تحبُّ غيره وهي تذكره؟ أليس هذا تناقضًا؟ «اذكري المشتاق يا نور عيني» جعل الاشتياق لأنَّها حبَّت غيره، ثم يردف نور عينه كيف ذلك؟! فهذا الشاعر إمَّا يحذِّرها بما يحصل مستقبلًا حتَّى افتراضًا حبَّت غيره ستعود له حتمًا أو أنَّها مهما حبَّت غيره لم ولن تنسى ذكرياتها معه!
عشت وبقيت ومنزلك في ضمير.. لا يخدعكِ حبٌّ جديدٌ ترينه
يحكي لك الدمع ويشكي مصيري
واللي بلاني بذا تتجاهلينه
هنا تجلت لنا بأنَّها تركته اختيارًا منها، والعجيب حبَّت غيره، والدليل بقوله «بذا تتجاهلينه»، هي بلوى حلّت به قسرًا وقهرًا، فهو ليس توسلًا بلْ أسلوب تحذيري استفهامي إنكاري استعجابي، فهو مندهش في حيرة وقلق وخوف، كيف تتركه وتحب غيره؟! ويستمر في الأبيات التي بعدها يدلِّل ويحاول، والعجيب بشموخ دون طأطأة الرأس.. حتَّى جاء البيت الأخير قاصمة ظهر الحروف بقوله:
وإن كانه مملوك الهوى لحد غيري
لا يمنعك يوم العزا تحضرينه
سمَّى هواها تملكًا، انحيازًا، انتقالًا من عاطفة لشعور بكامل العواطف والمشاعر لحدِّ غيره، وهو متأكد بأنَّه خسرها، ذكَّرها بأنَّه سيموت لفراقها، ويطلب منها الحضور لتعزيته، قِمَّة المشاعر وانفجار العواطف، صورة جميلة صوَّرها هذا الشاعر وأتى اللحن موافقًا لهذا الوجد والحزن والتحذير، ومن الغرائب أنَّه حشد لهذا النص الوجداني كل مفردات الشوق «دمعه، المشتاق، حب، عذابي، الهوى، عودي عليّ، قلبك، وأخيرًا أتت كلمة العزا في آخر الأبيات» ولعل صوته مع اللحن والكلمات هيَّأها لتكون رائعة من روائع خالد عبدالرحمن.