تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة وقصيدة شايع الأمسح في سجن أبن عريعر


الحمدان
02-28-2025, 12:24 AM
قصة وقصيدة شايع الأمسح في سجن أبن عريعر وفك أسره أبنه عميره له
شايع بن مرداس (الأمسح) من الرمال من شمّر . عاش في بلاد قومه في الشمال ويروى أنه كثرت غاراته على من حوله والبعيدين عنه على السواء وكان يغير على أبل أبن عريعر و عربانه و من أنضوى تحت لواءه فكثرت الشكاوى ضده و أوغر صدر أبن عريعر عليه و أقسم أنه أن أمسكه أن يسجنه حتى يموت في السجن و بث له الرصد في كل مكان و بعد فترة من الزمن وقع شايعالأمسح أسيراً في يد أبن عريعر وقيّده في (الرفّة) و هو المكان المخصص لجلوس الرجال في بيت الشعر وربطه في ( ثقل) بطرفها وكان يريد من ذلك التشهير به أمام الناس وأظهار قوته و بطشه بمن يسلك نفس الطريق .

ومكث شايع الأمسح مربوط اًلدى أبن عريعر ثمان سنوات حتى ضعفت قوته وتعقدّت أعصابه وأثّر الحديد بساقيه ويديه وساءت حالته الصحيّة وكان يحاول فداء نفسه في بداية سجنه يقال أنه حاول فداء نفسه أول سنة بمئتين من الأبل ثم في السنة الثانية بمئة من الأبل و في السنةالثالثة بخمسين من الأبل ثم سكت بعد ذلك وعندما سأله أبن عريعر عن السبب في سكوتهأجابه بمقولة مشهورة جاءت على لسانه وتكرّرت على ألسن الآخرين لنفس الضروف وقدسارت مثلاً وهي قوله
( صبّي وزلّت عجاريفه ) وذلك أنه عندما طلب لنفسه الفداء فيبداية الحبس كان له ولد صغير يود مناغاته ما دام في سن الطفولة الأولى والمبكرةأمّا بعدما كبر ولده لم يكن بنفس الحرص على الفدية ثم أن أبنه أصبح في الثانية عشرمن العمر وأصبح في مصاف الرجال .

وهناك بين جماعته وفي أحدى الليالي كان أبنه (عميره) يلعب مع الصبية فغلب أحدهم وقال له أنت تتطاول علي لأنك أكبر مني ولو أنك رجل وفيك خير لفككت أسر أباك
قال عميره بن شايع أن أبي ميت
فأجابه الصبي لا أن أبوك حي وفي حبس أبن عريعر
عاد عميره إلى أمّه وسألها عن أبيه فأجابته أنه قد مات منذ زمن
عند ذلك أخذ خنجراً كان معلّق في عمود البيت وقال أني سوف أذبح نفسي أن لم تخبريني أين أبي
عند ذلك أخبرته بالحقيقة وهي أن أبوه حي يرزق وفي سجن أبن عريعر في الأحساء وقد كنت صغيراً فلم أخبرك بذلك لأنك لاتستطيع عمل شيء له فكتمت الخبر حتى تكبر
بعد ذلك طلب منها أن تخبره عن أخلص أصدقاء والده وأقربهم له
فقالت له أن لوالده صديقاً مخلص ولكنه كبر وكف بصره
وبعدما أخبرته به ذهب إليه وأخبره أنه عازمٍ على فك أسروالده ولكن الشيخ طلب منه التريّث والصبر الأ أن
( عميره ) أصر عليه ووافق وبدأ بتجهيز نفسه للسفر معه واختاروا رجل ثالث معهم وكان الرجل الأعمى هو دليلتهم حيثي صفون له الأرض ومعالمها وهو يخبرهم أين هم وهكذا حتى وصلوا أطراف منازل أبن عريعر وكانوا قد وصفوا للدليل أشجار طلح كثيفة فقال هذه التي كنا نكمن فيها وننقض على أبل أبن عريعر ورعاياه منها بقوا في ذلك الطلح وعند غروب الشمس ذهب الغلام لوحده على مطيته إلى بيت أبن عريعر وأخبر رفاقه أنه إذا طلعت نجمة الصبح ولم يأتي فعليهم أن يهربوا عن مكانهم
وصل إلى بيت الأمير وعقل مطيته في مراح الأبل وجلس مع العديد من الضيوف ورجال أبن عريعر ورعاياه وكان يحاول التعرّف على والدهو لكنه لم يستطيع ذلك حتى دعي الناس للعشاء فجاء أحد الخدم بصحن فيه طعام ووضعه عند رجل في طرف الرفّه وقال
( تعش يا شايع ) عرف عميره أن ذلك هو والده وبعدما أتجه الناس للعشاء أقترب عميره من والده وجثى على ركبتيه وتلمّس وجهه وأكب عليه يقبله والدموع تذرف من عينيه قائلاً هل أنت أبي هل أنت شايع
فرد عليه نعم أنا شايع
فهل أنت ولدي عميره
أجابه نعم
ثم قال له ماجاء بك
قال أتيت أخلصك من الأسر
فقال له سلمت سلمت ولكن ذلك ليسب الأمر السهل الآن وذلك لأن الأقفال مصبوب عليها الرصاص والأثقال لا تزحزح وأنا واهن القوى ومن ثمان سنين لم أتحرّك
فقال عميره وما هو الحل
قال الآن أذهب إلى العشاء كي لا تجلب الريبة لرجال الأمير وثم نرى ما ذا نفعل
بعد العشاء أنتبه عميره إلى صبي صغير من أبناء الأمير عندما جلس طلبه وإذا عاد الصبي إلى بيت أمه التفت أبن عريعر لأي من رجاله وقال
( هات الولد )
قام عميره وطلب الصبي من أمه وهي معتادة أن أي من رجال الأمير يأتي ويأخذه وهناك رواية تقول أنه أستّله من منامه وهي نائمة بجواره والله أعلم
وفي قصيدة شايع أنه هو الذي حبك تلك الفكرة لولده عميره وعميره قام بالتنفيذ وهذا الأرجح والأصح بحكم معرفة شايع بأسرار القوم لطول مكوثه أسيراً لديهم
ثم مر على والده وودّعه وأخبره أن من شروط عودة هذا الصبي فك أسرك وعودتك معززاً مكرماً
عادعميره إلى رفيقيه أما الأم فقد فقدت أبنها في نفس الليلة وصاحت وجاء الأمير وسألته هل الصبي عندك فقال لا فبدأ البحث عنه بقية تلك الليلة وحتى الظهر من يومغدٍ ولم يعثروا على شيء
عاد الأمير ليستريح في رفة البيت وهو حزين ومتعب وأستغرب من جمال وجه شائع وشعاعه وفرحه فسأله فقال أني أضحك عليك
قال لماذا قال لأنك رجل كبير وأمير القوم وتبكي هكذا من أجل صبيٍ صغير لم تذق نفعه بعد وقد يخلف الله عليك بدلاً منه
فرد عليه أبن عريعر بقوله أتهزاء بي أيها الخبيث
فأجابه شايع إذاً لماذا كنت تهزاءبي عندما طلبت أطلاق سراحي لرؤية ولدي الصغير
قال ولكن ولدك ليس مثل ولدي
قال شايع لا فرق فكلهم أبناء وكلنا آباء وأن ولدك الآن في آمان عند ولدي الذي قللت من قيمته
قال أين هو
قال بعد الثرياء عن الثرى ولكن أن أردتم إرسال مندوب يسمع شروط أبني عميره ليعود لكم أبنكم
وكانت شروط عميره بن شايع هي إحضار جوادين مشهورين من أغلى خيل شمّر ومعهما مئة ناقة وضحا مع إعادة أبيه معززاً مكرّماً وكان ذلك
ويقال أنه لما تعذّر على أبن عريعر الحصول على الجوادين دفع خمسين جواداً من أصائل الخيل مع مئتي ناقة وضحا والله أعلم
وهناك روايات تقول أنه طلب أن الخيل ووالده يمشي على زل فرش فاخرةمن مقر أبن عريعر حتى مكان أقامة أهل شايع مما جعل المتحذلقين يجدون حلاً وهو أن الخيل تحذّى على قطع من الزل القطيفة القطايف حتى يتم الشرط وأن صح ذلك فهومن باب التعجيز

المهم أن شايع عاد إلى أهله معززاً مكرماً مرتدياً أجمل الملابس مما يلبس الأمير أبن عريعر وأعيد ولد أبن عريعر له
وقال شايع الأمسح هذه القصيدة
في قصة حبسه عند أبن عريعر


القصيدة :

أخذت ثمان سنين في حبس خيّر
والتاسعة جاني صدوق الفعايل

جاني غلامٍ ما بعد خط شاربه
ولا قط في قلبه من الخوف زايل

ودنّق علي مظنون عيني وحبّني
ودموع عينه فوق وجهي شلايل

وأنا الحديد بساق رجلي مغلّق
والرجل كلّت من حمول الثقايل

تعيش يا شبل سطى ليلة الدجى
على ولد شيخٍ عمل بي هوايل

سطى وجاب الورع من ربعة أمّه
من حضن زين اللون شقراء جدايل

هديته على دربٍ صعيبٍ ولا هفى
وجاب الذي ضجّت عليه القبايل

سطى وزم الورع ومرّن و أحبّني
وجلا عني مرٍ على الكبد جايل

وشاله على قطّاعة الريد وجنا
ما يلحقنّه ناتلات الحبايل

وأقفى على الوضحاء كما الهيق وصفه
تشادي لهيقٍ من شفاء الريح زايل

وطلب ثقيل الروز وضحٍ فطاير
وضحٍ ربن بديار زوبع جلايل

وطلب جوادينٍ من الخيل غيرهن
يعرف أنهن من مكرمات الأصايل

وعيّوا بهن زوبع على واضح النقال
وصكّوا قفاهن مقحمين الدبايل

من عقب ماني حافي الرجل عنده
جوني بعد ذلك يبون الجمايل

يعيش أبن شايع تقصّى بمطلب
من الخيل وأيضا من خيار السلايل

من عقب مثباري ضهيدٍ ببيتهم
اليوم يصّلى كبودهم بالملايل

أخذ ثار أبوه وثار عمّه وعزوت
تقاضى وطمّن راس من كان طايل

عسى غلامٍ ما فعل فعل والده
تسّفى عليه مسهسات الرمايل

ويعيش أبن مرداس من مرقب العلا
رفاع المباني من كبار الحمايل

قرمٍ نفل بالفوز من زايد السطر
وأبوه وجدّه محضّبين السلايل