خيره

[الحمدان]

‏‏حين يختار الله لك
لا تخشى التأخير:
أحيانًا تمضي في طريقك
متسائلًا: متى؟ متى يأتي
الفرج؟ متى يتحقق الحلم؟
متى تهدأ الروح وتطمئن
النفس؟ وتنسى أن التوقيت
ليس بيدك بل بيد من يدبّر
الأمر بحكمة
من يُمهل ليُحسن العطاء
من يُؤخر ليُجزل النعم

ثم وبلا سابق إنذار
يأتيك نصيبك الأجمل
والأغلى والأحن
ليس لأنه تأخر بل لأنه جاء
في اللحظة التي تليق بك
حين أصبحت مستعدًا له
حقًا
حين نضجت روحك
لاستقباله بعين ترى النعمة
وقلب يحتضنها بامتنان

يأتيك فتدرك أن الكريم
لا يبخل وأن الجواد لا يمنع
إلا ليُعطي
وأن كل لحظة ظننتها تأخيرًا
كانت في الحقيقة إعدادًا
لك لتكون أقوى
أقدر وأوعى

لا تستعجل ولا تطرق الأبواب
بقلق بل ثق أن ما كُتب لك
سيمضي إليك
وأن الخير الذي تستحقه
يعرف طريقه إليك تمامًا كما
يعرف النور طريقه إلى
الفجر ابتسم واطمئن
وقل بصدق: يا رب اختر لي
فأنت أعلم بما يليق بقلبي

خِيرة كم أطفأت هذه الكلمة
من لهيب احتراق القلب عند
فوات فرصة أو تأخر أمنية
المؤمن يُسلّيه أن تدابير الله
دائمًا في صالحه ولا يمكن
أن يُقدّر لعبده إلا كل خير
يُسلّيه أن الله عليمٌ بأحواله
مُطّلع على كل شيء
قادرٌ أن يغيّر كل القوانين
البشرية لأجل دعوة صادقة
طرقت باب السماء