ربات الخدور

[الحمدان]

ربات الخدور...
ما أجملَ أن يكون للمرأةِ
رجلٌ يغارُ عليها مِن أبٍ
أو أخٍ أو زوجٍ
ولو كان هذا لَقَلَّت كثيرٌ مِن
مظاهرِ التبرجِ والسفور
حتى إذا أرادت أن تتنازل
عن حجابها نبّهها
وإن أرادت أن تنشر صورها نهرها
ليس تحكما فيها بل خوفًا
عليها وحفظًا لحيائِها
وغلاوتِها وما أجملَه مِن
إحساسٍ تعرفُه مَن جرَّبتْه

ولكن هل هو نفس إحساسِ
مَن يأمرها بذلك فقط لأنها
على علاقة معه في الخفاء
يغارُ عليها وهو أمرٌ طبيعي
لمن كان يتمتع بشيءٍ من
المروءة لكن ما إن يتركها
حتى تعود لسابق عهدها
ذلك أنّ عفتها مقرونة
بحضور رجلٍ يغارُ عليها
وإن لم يكن حلالَها

وأيّ جمالٍ في غيرةٍ جاءت
مِمَّن لا يجمعُك به ميثاقٌ
غليظٌ أصلًا
وأين غيرتُك على نفسِك
أمامَه فقد خضعتِ له خضوعًا

انتظارُك أيتها الطيِّبة لمن
يغارُ عليكِ حتى تجمعي
صُورَك وخضوعَك إن لَمْ
يكن لكِ مَن يعلمُ ببعضِ
تنازلاتِكِ ليس مِن العقلِ في شيء

اتخذي لكِ صويحباتٍ
صالحاتٍ إن رأين منكِ تنازلًا
نبّهنك فالنفسُ تضعف أحيانًا
وابتعدي عمّن تشجعك عندَ
نشرِ ستورياتكِ وصوركِ
بالإعجاباتِ والتعليقاتِ
ولا تُنكِرُ عليك
أضعف الإيمان بعدم التفاعلِ

غاري على نفسِك
من أن تتنازل عن حجابِها
وسِترها وأن تلبس الضيّق
الذي يصفها وتكونُ بذلك
كالسعلة لمن أمامها

غاري على نفسِك
من أن يكون لك علاقة بمَن
لا يحق له شيء مِنك
ولا تسمحي له حتى
يجمعَكما ميثاقٌ غليظ
ويحف اللهُ علاقتَكما بالبركة

غاري على نفسِك
مِن عرضِ ملامحِك على من
هبّ ودبّ ويتركها عنده في
الهاتف يتأمّلها متى شاء
وكيفما يشاء

غاري على نفسِك
من كل ما يجعلها قليلةَ القدرِ
وهيَ العزيزةُ الشريفة

غاري على نفسِك عزيزتي
فأنتِ عزيزة بإسلامك
مكرمة بشرائعه
ولو فقهتِ هذا لن تنتظري
غيرة أحد عليكِ