الحمدان
05-26-2025, 06:28 PM
قصؤ الزبير وفنجال القهوة
يقول الراوي
( سعيد بن احمد الزبير )
أن هذه القصة حدثت في
عام 1328هـ والله اعلم
كان هذا الشاعر عليه رحمة
الله تعالى يذهب إلى
المدينة المنورة لزيارة
مسجد المصطفى
محمد بن عبد الله عليه
الصلاة والسلام ثم يرجع
منها إلى مكة المكرمة لأداء
فريضة الحج
وفيما يروى أنه كان يذهب
حافياً يمشي على قدميه
هذه القصة التي سأوردها هنا
من رواية الشيخ على بن
محمد بن قسقس من أهالي
قرية العبالة بوادي العلي
عليه رحمة الله تعالى
يقول ذهب الشاعر عبد الله
الزبير للمدينة المنورة وكان
برفقته رجل من قبيلة
بالحارث من قرية تسمّى
( آل محمد )
اسمه عطية أثنا السفر مرّوا
في طريقهم ببلاد حرب في
منتصف النهار وقد أنهكهم
السفر والعطش من البديهي
أن تكون ملابسهم رثّة
ووضعهم سيء للغاية
فشاهدوا مخيماً على بعد
من طريقهم فاتجهوا نحوه
لعلهم يجدون ما يطفئ
ضماهم أو يسد رمقهم
المخيم كان لأحد أمراء
العرب آنذاك
عند وصولهم المخيم حاولوا
الدخول ولكن المرافقين
منعوهم من الدخول
عرف الشاعر أن الأمر يحتاج
إلى تفكير وسرعة بديهة
حيث أن الأمير يشاهد ما
يحدث فأنشد قائلاً
اشتاق قلبي حن نظرت المعاميل
من خرمتك يابن قـد داخ راسـي
يالله في دلّة من أهـل التجاميـل
ما اللي يديسون المعادي دياسي
محوجه بالجوز والقـرف والهيـل
والـلـي يعبيـهـا عــرف للقيـاسـي
يقولـهـا بـــدّاع زيـــن التمـاثـيـل
قيـدوم قيفـاً ليّنـوا كــل قـاسـي
في مقدم الخطّار لاجو في الليل
في زادهم لو ما ارهن إلا لباسـي
بعد هذه القصيدة سمح لهم
الأمير بالدخول عندما دخلوا
إلى المخيم واصل الزبير
مشيه حتّى جلس بجوار
الأمير لكي يشعر القوم أن
مكانه في قومه هنا يتصدّر
المجلس وليس ممن يطرد
أو يحرم من الضيافة والكرم
الأمير ذكيٌ جداً أشار إلى
القهوجي بأن يملأ فنجان
الشاعر وفي هذه اختبار
للضيف وهل هو من قال تلك
الأبيات التي فيها ما يشير
إلى الشهامة والرجولة
والكرم فإذا كان هو فإنه
سيعرف سلوم العرب
وعاداتهم وسيرفض شرب
الفنجان أو أنه عابر سبيل فقط
وعند العرب إذا زادت القهوة
في الفنجال عن حدّ معين
وهو تقريباً ربع الفنجان فهذا
يعتبر غدر للضيف
عندما لمح الشاعر فنجاله
عرف أن هذا اختبار
وضع الفنجال من يده وبدأ
بالعلامة وهي إخبار القوم
بأخبار الديار التي وفد منها
الضيف وهي عادة كانت
موجودة إلى زمن قريب
وبدأت تتلاشى
فقال :-
شرحة الوافد علومه نحن من
غامد وغامد فخوذ كثيرة
وكان منا فخذ يسمون
بالجرشي ونحن نسمى بني
ظبيان وحصل بيننا حرب
ثم أخذ الفنجال في يده
وقال جلناهم وجالونا وبدأ
بتكرير هذه الكلمات وهو
يسكب القهوة من الفنجال
يمنة ويسرة حتى بقي في
الفنجال مثل ما في فناجيل
بقية القوم ثم قال حتى قرّ
كل عوداّ في ظلّه
ثم شرب الفنجال ..
عندها عرف الأمير أن الضيف
رجل حكيم وعارفة فقال
حياك الله يا شاعر غامد
ثم قدّم له سيفاً وقال هذا
معدال وابشر بالحق ثم آمر
أن يذبح لهم وأن يكرموا
وقد أقام عندهم ثلاثة أيام
وهيّأ لهم الأمير الركايب
وأرسل معهم من يدلّهم على
الطريق حتى وصلوا إلى
المدينة معزّزين ومكرّمين
يقول الراوي
( سعيد بن احمد الزبير )
أن هذه القصة حدثت في
عام 1328هـ والله اعلم
كان هذا الشاعر عليه رحمة
الله تعالى يذهب إلى
المدينة المنورة لزيارة
مسجد المصطفى
محمد بن عبد الله عليه
الصلاة والسلام ثم يرجع
منها إلى مكة المكرمة لأداء
فريضة الحج
وفيما يروى أنه كان يذهب
حافياً يمشي على قدميه
هذه القصة التي سأوردها هنا
من رواية الشيخ على بن
محمد بن قسقس من أهالي
قرية العبالة بوادي العلي
عليه رحمة الله تعالى
يقول ذهب الشاعر عبد الله
الزبير للمدينة المنورة وكان
برفقته رجل من قبيلة
بالحارث من قرية تسمّى
( آل محمد )
اسمه عطية أثنا السفر مرّوا
في طريقهم ببلاد حرب في
منتصف النهار وقد أنهكهم
السفر والعطش من البديهي
أن تكون ملابسهم رثّة
ووضعهم سيء للغاية
فشاهدوا مخيماً على بعد
من طريقهم فاتجهوا نحوه
لعلهم يجدون ما يطفئ
ضماهم أو يسد رمقهم
المخيم كان لأحد أمراء
العرب آنذاك
عند وصولهم المخيم حاولوا
الدخول ولكن المرافقين
منعوهم من الدخول
عرف الشاعر أن الأمر يحتاج
إلى تفكير وسرعة بديهة
حيث أن الأمير يشاهد ما
يحدث فأنشد قائلاً
اشتاق قلبي حن نظرت المعاميل
من خرمتك يابن قـد داخ راسـي
يالله في دلّة من أهـل التجاميـل
ما اللي يديسون المعادي دياسي
محوجه بالجوز والقـرف والهيـل
والـلـي يعبيـهـا عــرف للقيـاسـي
يقولـهـا بـــدّاع زيـــن التمـاثـيـل
قيـدوم قيفـاً ليّنـوا كــل قـاسـي
في مقدم الخطّار لاجو في الليل
في زادهم لو ما ارهن إلا لباسـي
بعد هذه القصيدة سمح لهم
الأمير بالدخول عندما دخلوا
إلى المخيم واصل الزبير
مشيه حتّى جلس بجوار
الأمير لكي يشعر القوم أن
مكانه في قومه هنا يتصدّر
المجلس وليس ممن يطرد
أو يحرم من الضيافة والكرم
الأمير ذكيٌ جداً أشار إلى
القهوجي بأن يملأ فنجان
الشاعر وفي هذه اختبار
للضيف وهل هو من قال تلك
الأبيات التي فيها ما يشير
إلى الشهامة والرجولة
والكرم فإذا كان هو فإنه
سيعرف سلوم العرب
وعاداتهم وسيرفض شرب
الفنجان أو أنه عابر سبيل فقط
وعند العرب إذا زادت القهوة
في الفنجال عن حدّ معين
وهو تقريباً ربع الفنجان فهذا
يعتبر غدر للضيف
عندما لمح الشاعر فنجاله
عرف أن هذا اختبار
وضع الفنجال من يده وبدأ
بالعلامة وهي إخبار القوم
بأخبار الديار التي وفد منها
الضيف وهي عادة كانت
موجودة إلى زمن قريب
وبدأت تتلاشى
فقال :-
شرحة الوافد علومه نحن من
غامد وغامد فخوذ كثيرة
وكان منا فخذ يسمون
بالجرشي ونحن نسمى بني
ظبيان وحصل بيننا حرب
ثم أخذ الفنجال في يده
وقال جلناهم وجالونا وبدأ
بتكرير هذه الكلمات وهو
يسكب القهوة من الفنجال
يمنة ويسرة حتى بقي في
الفنجال مثل ما في فناجيل
بقية القوم ثم قال حتى قرّ
كل عوداّ في ظلّه
ثم شرب الفنجال ..
عندها عرف الأمير أن الضيف
رجل حكيم وعارفة فقال
حياك الله يا شاعر غامد
ثم قدّم له سيفاً وقال هذا
معدال وابشر بالحق ثم آمر
أن يذبح لهم وأن يكرموا
وقد أقام عندهم ثلاثة أيام
وهيّأ لهم الأمير الركايب
وأرسل معهم من يدلّهم على
الطريق حتى وصلوا إلى
المدينة معزّزين ومكرّمين