غزّة تجوّع والعالم يشيح وجهه

[الحمدان]

غزّة تجوّع والعالم يشيح وجهه
في زمنٍ يدّعي الإنسانية
تُحاصر غزّة حتى الموت
في بقعة صغيرة على شاطئ
المتوسط يُحشر أكثر من
مليونين إنسان في سجن مفتوح
تُمنع عنهم مقوّمات الحياة
الأساسية: الطعام، الماء،
الكهرباء، العلاج تُمنع عنهم الكرامة
غزّة لا تموت بالصواريخ وحدها
بل تموت ببطء، تحت وطأة
التجويع الممنهج
التجويع كسلاح
ما يُمارَس اليوم على غزّة ليس
حصارًا فقط
بل سياسة إبادة ناعمة
منع الغذاء ليس سياسة أمنية
بل جريمة حرب
أطفال ينامون على بطون خاوية
نساء يبحثن عن رغيف خبز
كبار في السن يموتون
لأن دواء الضغط أو الإنسولين
غير متوفر
هذا ليس قدَرًا بل قرار بشري
قرار صامت تتواطأ عليه
حكومات ومنظمات وأنظمة
بصمتهم أو تواطئهم
أو تجاهلهم المتعمد
العالم يرى ويسكت
العالم يعرف يرى صور الأطفال
الهزلى يسمع أنين الأمهات
يقرأ تقارير المؤسسات الدولية
لكنه يصمت
صمتٌ مريب صمتٌ جبان
صمتٌ يساوي في فظاعته القذائف
العالم الذي ينتفض لحياة
الحيوانات يتجاهل مذبحة
ببطء تحدث كل يوم في غزّة
ما ذنبهم فالأرض أرضهم
من يبرّر هذا العار ومن يقدر أن
يغسله عن يديه
التجويع لا يُبرَّر
لا حصار أمني يبرر حرمان
شعب بأكمله من الغذاء
لا "أسباب سياسية" تبرّر قتل
إنسان بالجوع
التجويع سياسة خسيسة
تُستخدم حين تعجز الآلة
العسكرية عن كسر إرادة الناس
وغزة... ما انكسرت
غزّة تنادي الضمير
غزّة اليوم لا تطلب تبرعات
لا تطلب شعارات ولا بيانات فارغة
غزّة تطلب شيئًا واحدًا:
أن يُكسر هذا الصمت
أن يقف العالم ولو مرة مع الحق
أن لا يكون الجوع سلاحًا
مشرَّعًا في يد المعتدين
ومغفورًا في عيون المتفرّجين
ما يحدث في غزّة ليس مجرّد مأساة
بل وصمة عار في جبين الإنسانية
وكل يومٍ يصمت فيه العالم
تنكشف الحقيقة أكثر
غزّة تُحاصَر ليجوع أهلها ليركعوا
لكنهم ما ركعوا. ولن يفعلوا