منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   بـوح الـقـصيد للشعراء الأعضاء (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=7)
-   -   ديوان قصائد لشعراء المملكة العربية السعودية (متجدد)☘️☘️ (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=58640)

ريحانة شمران 08-23-2024 03:40 AM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة أطوار
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,846 مشاهدة

أحِسُّ بأنّي كنْتُ في غابِرِ الدَّهْرِ

هِزازاً يُغَنِّي للثِّمارِ وللزَّهْرِ!

وللنَّاسِ كانوا الطِّيِّبِينَ بِلا هَوىً

يُضِلُّ وكانُوا الأوْفِياءَ بلا غَدْرِ!

وللنَّهْرِ يجْرِي بالعُذُوبَةِ صافِياً

نَميراً ولِلَّيْلِ البَهيمِ.. ولِلْبَدْرِ!

ولِلْبَحْرِ والشَّمْسِ المُنِيرَةِ في الضُّحى

وحِينَ الأَصيلِ الحُلْوِ. والأَنْجُمِ الزُّهْرِ!

وعِشْتُ كذا حِيناً من الدَّهْرِ شادِياً

ولكنَّني طُورِدْتُ من جَارحِ الطَّيْرِ!

فخفت من الصقر المحلق ضاريا..

فَقُلْتُ أَلا يا لَيْتَني كنْتُ كالصَّقْرِ!

فأمْسَيْتُ صقرا يَسْتَبِيحُ فرائِساً

ويَفْتِكُ بالمِنْقار منه وبالظُّفْرِ!

ولا يَنْثَنِي حتى عن الأُمِّ طُورِدَتْ

فلاذَتْ بأَفْراخ وزُغْبٍ إلى الوَكْرِ!

وأَزْعَجَني صَوْتُ الضَّمِير فَشَدَّني

إلى الحِسَّ يَهْفو للْحنَانِ ولِلْفِكْرِ!

فَحَوَّلَني دَهْري. وبُورِكَ صنْعُهُ من

الطَّيْرِ للوَحْشِِ البَرِيءِ من الوِزْرِ!

إلى الظَّبْي ذي الحُسْنِ المُضوِّىء والرِّضى

وذِي الرَّكْضِ يُنْجبه من الخَتْل والغَدْرِ!

فَطارَدني لَيْثٌ وذِئْبٌ فَأَخْفَقا

ولم يُخْفِقِ السَّهُمُ المُسَدَّدُ لِلصَّدْرِ!

فأَخْطَأني.. لكنَّني صِرْتُ راجِفاً

ويا رُبَّ فَتْكٍ كانَ خَيْراً من الذُّعْرِ!

أَخافُ على نَفْسي وظِئْرِي فَأَنْزَوِي

عن النَّاسِ حتَّى لو تَرَدَّيْتُ في بِئْرِ!

أَهِيمُ على وَجْهي فما أَنا مُنْتَم

إلى الرَّوضينِ مِثْلَ الآمِنَينَ ولا الَقفْرِ!

ويُسْلِمني خَوْفي إلى السُّهْدِ تارَةً..

وأُخْرى إلى النَّوْمِ المُفزَّعِ بالشَّرِّ!

وقُلْتُ لِنَفْسي ما الذي تَرْتَجِينَهُ

من البَرِّ يُخْفي القاتِليك أَوِ البَحْرِ؟!

من الوَحْشِ.. والطَّيْر الجَوارح.. والورَى

فما شِمْتِ مِمَّا عِشْتِ فيه سِوى الخُسْرِا

فقلتْ لقد أَسْلمْتُ أَمْرِيَ لِلَّذي

يقَيني من اليُسْرِ المُبرِّحِ. والعُسْرِا

كِلانا ضَنِينٌ بالحَياةِ. ولو سَطَتْ

عَلَيْنا.. فما لِلْمَرْءِ فيها سِوى الصَّبْرِ!

ريحانة شمران 08-23-2024 03:40 AM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
ليلايَ كيف أَطَعْتِ ثُعبانَ السُّلُوِّ

فَسَمَّم القَلْبَ الشَّغوفْ؟!

أقْسَمْتِ أنَّكِ لَسْتِ ساليةً

ولو لاقَيْتِ في الحُبِّ الحُتوفْ!

وأنا الغَبِيُّ المُسْتهامُ..

أُصَدِّقُ الكذبَ العَصوف!

ما كانَ أَجْدَرَني بِهَجْرِكِ

حين كنْتُ أنا العَطُوفْ!

لا تَحْسَبي أنِّي الخَروفْ

فإِنَّني الأَسَدُ العَيُوفْ!

ولسوف يُدْمِيكِ الأَسى

ولَسَوْفَ تَحْصُدُكِ الصُّروفْ!

فَتَوقَّعي إلاَّ الرُّجُوعَ

إليكِ ما أحْلى العُزُوفْ!

ما عُدْتُ أَحْلَمُ بالّلآلِىءِ

أَوْ أَتُوقُ إلى الشُّغُوفْ!

بل عُدْتُ أَحْلَمُ بالبَتُولِ

يَزينُها القَلْبُ الرَّؤوفْ!

ريحانة شمران 08-23-2024 03:41 AM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة حورية وغانية
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,732 مشاهدة

يا هِنْدُ عِشْتُ مُضَرَّجاً

بِدَمٍ يكادُ يَصِيح ظُلْما!

يا هِنْدُ عِشْتُ مُتَيَّماً

ومُهَذَّباً رُوحاً وجِسْما!

قد كنتُ أَحْسَبُكِ الوفيَّةَ

في الهوى. وَصْلاٌ وغُنْما!

عادَ اليَقينُ لَدَيَّ فيكِ

وقد غَدْرْتِ اليَوْمَ وَهْما!

ما كنْتُ أَحْسَبُ أنَّني

سأعُودُ بعد التٍّبْرِ فَحْما!

نأنا لَسْتُ صِفْراً إنْ أَرَدْتِ

وإنْ أَرَدْتِ أكُونُ رَقْما!

كلاَّ فإنِّي بعد غَدْرِكِ

قد غَدَوْتُ أَشَدَّ عَزْما!

يا هِنْدُ هل راجَعْتِ قَلْبَكِ

قَبْل أَنْ تَعِمي السَّجايا؟!

فارْتَحْتِ لِلْظُّلْمِ الرَّهِيبِ

ولم تُرَوِّعْكِ الضَّحايا!

ورأَيتِ أشْلاءً تَنِزُّ

ولم تُخَوِّفْكِ المنايا؟

كنْتِ السَّبِيَّةَ بَيْنَهمُ

وهُمُ العِطاشُ إلى السَّبايا!

يا لَلْهَوانِ.. لقد تَرَكْتُ

لكِ المباذِلَ والدَّنايا!

يا هِنْدُ. والأَمسُ الوَفِيُّ

يُطلُّ لِلأمْسِ الغَدُورْ!

فَيَرى به القَسَماتِ شاهَتْ

- وَيْلُ يَوْمِكِ- بالبُثُورْ!

شَتَّانَ ما بَيْنَ الأَثِيْمِ

هَوى وما بَيْنَ الطَّهُورْ!

ويَرى ندَاماكِ الهياكِل

كالأرانِبِ في الجُحُورْ!

ويَراكِ في الأَمْسِ الوَضِيء

وأّْنتِ لِلظُّلُماتِ نُورْ!

زِنْتِ الِحجابَ مِن العَفافِ

وفُقْتِ رَبَّاتِ السُّفورْ!

أَفلا تَرَيْنَ الفَرْقَ بَيْن

الأَمسِ واليَوْمِ الكَفُورْ؟!

أَفَلا نَدِمْتِ على الكريم

يرُوحُ عَنْكِ بلا ارْتِدادْ؟!

قد كانَ في يَدِهِ القِياد

وقَد عَدَوْتِ على القيادْ!

وأَرَدتِ أَنْ يَبْقى الرَّهِينَ

لَدَيْكِ مَسْلوُبَ الرَّشَادْ

يَشْقى به العَقْلُ الرَّجِيحُ

ويَسْتَطَيِرُ به الفؤادْ!

كلاَّ. فَقَدْ عافَ اقْتِرابَكِ

واسْتَراحَ إلى البِعادْ!

وَلَّى هَناؤُكِ فالْبَسي

يا هِنْدُ أثْوابَ الحِدادْ..!

إنَّي لأَشْتَفُّ النَّدامةَ

في مَلاِمِحِكِ الجَمِيلةْ!

وأرى بها الأَلمَ المُبَرحَّ

يَسْتَبِدُّ على الكَلِيلَهْ!

تَرْجو الرُّجُوعَ إلى المُهاجِرِ

دُونَ أن تَجِدَ الوَسِيلَهْ!

هَيْهاتَ أَنْ تَجِدي السَّبِيلَ

وقد قَطَعْتِ له سبِيلَه!

خَلَّي الظُّنُونَ الآمِلاتِ

وَوَدَّعي نَفْحَ الخَمِيِلهْ!

بَعْد الجَهامِ سقى رِياضي

وَابِلُ السُّحُبِ الثَّقِيلَهْ!

ما كانَ أنداها عَلَيَّ

فلم تكن أَبَداً بَخِيلَهْ!

إنَّي أقُولُ.. ولسْتُ

أَشْمَتُ.. يا فَتاتي المُسْتَطِيلَهْ!

لم يَبْقَ لِلْحُسْنِ المُدَلَّلِ

غَيْرُ أيَّامٍ قَلِيلهْ!

هلاَّ ارْتَقَبْتِ من الفُتُونِ

وقد قَسَوْتِ به. رَحيلَهْ؟!

هلاَّ رَعَيْتِ الطَّيْرَ.. ما

أَحْلاهُ.. ما أَحْلى هَدِيلَهْ!

والرَّوْضَ ما أَحْلى الزُّهُورَ

به. وما أّحْلى نَخِيلَهْ!

لو قد رَعَيْت لكُنْتِ خالِدةً

بما يشْفِي غَلِيلَهْ!

أنا شاعرُ الخُلْدِ الطَّمُوحُ

ولن ترَيْ أَبَداً مَثِيلهْ!

ريحانة شمران 08-23-2024 03:41 AM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة اِسأليني
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,726 مشاهدة

إسأليني..
فلقد تَسْمَعُ أذناكِ طنيناً مِنْ جَوابِي..
ولقد تُبْصِرُ عَيْناكِ خَلاصي مِن عَذابي..
ولقد يُدْمِي حَناياكِ طِعانٌ من حِسابي..
ولقد يُشْجِيكِ عِرْفانُ سُلُوِّي في مَآبي..
* * *
واسأليني..
فلقد أَصْبَحْتُ مِن بُعْدِك مُخْضَرَّ الرِّحابِ..
وَتَسَنَّمْتُ –وقد كنْتُ على الأَرْضِ- سَحابي..
عُدْتُ للرَّبْعِ أَرى فيه أُهَيْلي وصِحابي..
بَعْدما كنْتُ –وما أَوْحشَ أَمْسي- في اغْتِرابِ..
* * *
واسأليني..
كنتُ رَغْم الذُّلِّ والفِتْنَةِ.. أَهْواكِ طَهْورا..
وإلى جَنْبِكِ رَهُطٌ يَبْتَغِي مِنْكِ الفُجورا!.
وتقُولينَ.. أَلا تُبْصِرُ مِن حَوْلي الصُّقُورا؟!
سوف لا يَلْقَوْنَ إلاَّكَ فِطِبْ.. إلاَّ نُفُورا..
* * *
واسأليني..
فلقد غَرَّرْتِ بي حِيناً من الدَّهْرِ فَلاقَيْتُ ثُبُورا..
حِينَ لاقَوْا هُمْ من الوَصْلِ نَعِيماً وحُبُورا..
وسَمِعْتُ الهَمْسَ من حَوْلي. ما أقساهُ بَغْياً وكُفورا..
تخِذوا سُخْرِيةً مني. وما كنت لدى الجُلّس حَصُورا
واسأليني
إنَّ ذاكَ الهَمْسَ قد كانَ سِهاماً وحِرابا..
فتحامَلْتُ وغادَرْتُ.. فقد كانَ ضَلالاً وكِذابا..
كُنْتِ لي هذا.. وأمَّا الرَّهْطُ فاسْتَوفى الثَّوابا..
نَهَلَوا ثم انْثَنَوْا عَنكِ.. ولاقَيْتُ السَّرابا..
واسأليني
فأنا اليَومُ تَعرَّفْتُ مِن الغَيِّ. من الغَدْرِ الصَّوابا..
وتَعرَّفْتُ إلى الحُسْنِ أفانِينَ.. هَدِيلاً ونُعابا..
عدت أجني منه. مِن أَسْوائِهِ الكُثْرِ نِعماً وثَوابا..
كَدِراً مِثْلَكِ لاقَيْتُ. ولاقَيْتُ نقيا مُسْتَطابا..
* * *
واسْأليني..
وسَتُصْغينَ فَتَلْقَيْنَ من الإِصْغاءِ هَمّاً مُسْتَطِيرا..
مِثْلَما لاقَيْتُ بَلْ أَنْكى.. وأَقسى مِنْه نِيرا..
نَدَماً يُشْقِيكِ. بل يُصْلِيكِ يا ليْلى سَعيرا..
فَتَنامِينَ على الشَّوْكِ. وبِئْسَ الشَّوْكُ لِلْحُسْنِ سَرِيرا..
* * *
واسأليني..
أنا يا لَيْلى هُنا أَرْفُلُ في النُّعْمى وأَشْدو..
بَيْنَ حُورٍ يَجْتَذِبْنَ الرُّوحَ ما يُشْقِي بِهِنَّ الرُّوحَ صَدُّ..
بالَّذي يَرْفَعُ للنَّجمِ.. وما أَحْلا.. فما طَرْفٌ ونَهْدُ؟!
هُنَّ كالمُزْنِ طَهُوراتٌ.. وهُنَّ العَيْشُ رَغْدُ..
ولقد أَلْهَمْنَني شِعْراً.. حُمَيَّاهُ تَرانِيمٌ وَوَقْدُ..
ولقد أَرْوَيْنَني.. فالرَّوْضُ مِعْطارٌ بِه فُلٌّ ووَرْدُ..
وفُؤادِي جائِشٌ بالوَجْدِ فالدُّنْيا به حُبٌّ وَوَجْدُ..
يا فَتاة الأَمْسِ. إنَّ اليَوْمَ نَشْوانُ. وما لِلأَمْس عَوْدُ

ريحانة شمران 08-23-2024 03:42 AM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة جدة
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,718 مشاهدة

فَهْيَ فَيْحاءُ بَيْنَ بَرٍّ وبَحْرٍ..

تَتَهادى.. وتزْدَهي بالجَلائِلْ!

بالقُلُوبِ التي يُتَيِّمُها الحُبُّ

فَتَشْدو طرُوبَةً كالعنادِلْ!

فَبَدَتْ لِلْعُيُونِ حُسْناً وفَنّاً

جاوَزَتْ فيهما الثُّغُورَ الحَوافِلْ!

ما أَرى في مَدائِنِ العالَمِ الرَّحْبِ

كمِثْلَيْهِما. سوى في القلائِلْ!

قال لي مَن يَلُومُني في هَواها

فَتَنْتكَ العَرُوسُ ذاتُ الجَدائِلْ؟!

قَلْتُ بَلْ كُنْتُ في هَواها أنا

الظَّامِىءُ. لاقي مِنْها كَرِيمَ المَناهِلْ!

وأنا الكاسِبُ القَوافِيَ تَطْوِي

سَيْرَها لِلنُّجُومِ شُم المنازِلْ!!

أنا يا جِدَّةُ الحَبِيبُ المُعَنَّى

بِحَبِيبٍ ما إنْ له مِن مُطاوِلْ

فاذْكُريني كَمِثْل ذِكْرايَ يا جِدَّةُ

يا مَوْطِنَ النَّدى والشَّمائِلْ!

رُبَّ ذِكْرى تُؤَجِّجُ الفِكْرَ والحِسَّ

وترضي المنى وترضي الدَّخائِلْ!

أَفَأَشْكو الهوى شِفاهاً وإلاَّ

أكْتَفي منه قانِعاً بالرَّسائِلْ؟!

أَيُّ ما فِيكِ أَزْدَهى وأُغَنِّي

وهو شَيءٌ مِن العُلا والفَضائِلْ؟!

مِن عُلُومٍ. ومِن فُنُونٍ تَأَلقْنَ

وأَشْعَلْنَ في حِماكِ المشاعِلْ!

وازْدِهارٍ فاقَ التَّصَوُّرَ فاخْضَرَّتْ

قِفارٌ بِهِ وماسَتْ جَنادِلْ!

حَقَّقَتْهُ الجُهودُ جَلَّلَتِ الثَّغْرَ

بِأَبْهى الحُلى. وأَبْهى الغَلائِلْ!

قال عَنْها الرَّاؤونَ كانَتْ

فَعادَتْ. رَوْضَةً ذاتَ خُضْرَةٍ وجَداوِلُ!

ولقد يُذْهِلُ التَّطَوُّرَ أَحْياناً

ويَحلُو بِهِ سَرِيرُ الحَناظِلْ!

إيهِ يا جِدَّةُ اطْمَأَنَّ بِنا العَيْشُ

وَقرَّتْ بِنا لَدَيْكِ البَلابِلْ!

فانْعَمي بالحيَاةِ.. لا مَسَّكِ الضُّرُّ

ولا غَالَتِ الهناءَ الغوائِلْ!

وسَقاكِ الحَيا بِوابِلِهِ العَذْبِ

وندَّاكِ بالسَّحابِ الهواطِلْ!

بَيْنَ أُمِّ القُرى وطَيْبَةَ مَثْواكِ

وعَزَّا فَرائِضاً ونَوافِلْ!

فهو الجِدُّ حينَ يَخطُو إلى الرُّشْدِ

وتَخْطُو إلى الضَّلالِ المهازِلْ!

رُبَّ ماضٍ يَرْنو إلى الحاضِرِ الماثِلِ

يَرْجو مِنهُ اتِّقاءَ المباذِلْ!

فهي تُفْضِي به إلى الدَّرْكِ تَعْوِي

في دَياجِيه عاتِياتُ الزَّلازِلْ!

ريحانة شمران 08-23-2024 03:42 AM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة راعية الإلهام
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,583 مشاهدة

يالَ بلائي مِن عَذابي الطَّويلْ!
يالَ بُكائي في الدُّجى. والعَويلْ!
يال حيائي مِن ضَميري العليلْ!
أَوَّاهِ. ما أَظْلَمَ هذا البلاءْ!
* * *
كان سَمُوِّي مَطْلَبي في الحياةْ!
مَطْلَبَ طَيْرٍ عاشَ بَيْن البُزاةْ!
يَخْشى مِن المِخْلَبِ يَخْشى الحصاةْ!
في الجَوِّ. في العُشِّ. يُريدُ البقاءْ!
* * *
مُنْذُ يَفاعي. وأنَا في شُجُونْ!
تَكادُ أَنْ تُسْلِمَني لِلْجُنُون!
لكِنَّني كنْتُ الأبِيَّ الحَرُونْ!
أَكْسِرُ قَيْدي. لَوْ لَقِيتُ الفَناءْ!
* * *
وكنْتُ بَيْن النَّاسِ نِضْوَ الجَوى!
يَرَوْنَ أنِّي قد أَطَعْتُ الهوى!
وأنَّني الأَحْمَقُ.. ضَلَّ الصُّوى!
فَعاشَ لا يَمْلِكُ إلاَّ الخَواءْ!
* * *
هل أَسْتَوِي يَوْماً قَرِيرَ الفُؤادْ؟!
يَحْلو له العَيْشُ. ويَحْلُو الرُّقادْ؟!
وأَجْتَوي –بَعْد القُنُوطِ- الجِهادْ؟!
جِهادَ أَهْلِ المَيْنِ. أَهْلِ الرِّياءْ؟!
* * *
هُمْ كالثَّعالي. بالخداعِ المُهِينْ!
وبالخُنُوعِ الطَّامِعِ المُسْتَهِينْ!
وهم ذُبابٌ يرتوي بالطَّنِينْ!
مِن أَجْلِ مَجْدٍ كاذِبٍ. أَوْ رَفَاءْ!
* * *
وكالذِّئابِ الطُّلْسِ. خَلْفَ السِّتارْ!
أَقْصى مُناهُمْ.. أن يَجُوسُوا الدِّيارْ!
لِيُلْبِسوا العار ثِيابَ الفَخارْ!
لِيأْكُلوا بين دياجي الخفاء!
* * *
عانَيْتُ مِنْهُم ما يَرُوعُ الضَّمِيرْ!
لكِنَّني كُنْتُ السِّراجَ المُنِيرْ!
يَفْضحُهُمْ.. يُلْقِي بِهمْ لِلْحَفِيرْ!
فَهُمْ هُمُ العُوجُ. وإِنِّي السَّواء!
* * *
ما خِفْتُهمْ. ما خِفْتُ حَرْباً عَوانْ!
مِنْهُمْ.. فما أَكْسَب هذا الرِّهانْ!
لن يَغْلِبَ القسْوَةَ إلاَّ الحَنانْ!
ودامِسُ الدَّيجُورِ يَخْشى الضِّياءْ!
* * *
ما أَكْرَمَ العَيْشَ إذا ما اسْتَقامْ!
ولم يُخِفْهُ بالوَعِيدِ الطَّغامْ!
وعاش في النُّورِ. وجافى الظَّلامْ!
وهُوَ هُوَ السَّوْطُ على مَن أساءْ!
* * *
يا رَبَّةَ الإِلْهامِ. ذَاتَ النَّقاءْ!
يا ذاتَ حُبِّي.. ذاتَ عالي اللِّواءْ!
عِنْدَكِ –بعد الله- كُلُّ الشّفاءْ!
مِنْكِ حلا الصُّبْحُ. وطابَ المَساءْ!
* * *
إنِّي لأَسْتَشْرِفُ مِنْكِ العُلا!
شَرُفْتُ بالإِلْهامِ بَيْن الملا!
فَعَفْتُ كُلَّ الحُسْنِ.. كُلَّ الطِّلا..!
مِن بَعْد أَن كرَّمْتِني بالعَطاءْ!

ريحانة شمران 08-23-2024 03:44 AM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة قالت وقلت
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,544 مشاهدة

عِشِيَّة لاقَيْتُ المليحةَ في الدُّجى

فقالتْ أما يَخْفى عليك مَكاني؟!

فقلتُ بلى لكنَّ لي بين أضلُعي

عُيوناً تُرِيني جَدْولي وجِناني!

وأَنْتِ هُما.. أنتِ التي لا تُرٍيحني

بِوَصْلٍ. ولا تُشقْى بِقطْع عِناني!

تَدَفَّق إِلهامي من شَكاةَ فحاوِلي

تَدَفُّقَه بالحَمْدِ بِضْعَ ثَواني!

فَقالتْ سَتلْقاني الحَفِيَّةَ بالهوى

هَواكَ. ولا أصْبو إلى عاشِقٍ ثاني!

أَلسْتَ الذي يُزْجِي القوافِي شُرَّعاً

فَتَفْعَلُ ما لا يَفْعَلُ اللَّهْذَمُ القاني؟!

أَلسْتَ الذي يُمْسي ويُصْبحُ شادِياً

بِحُبَّي. ولو ألْقَيْتُه بَيْن نِيرانِ؟!

أَلسْتَ الذي عافَ الحِسانَ وبرَّني

بِحُبَّ شجاني.. واصْطَفاني بألْحانِ؟!

فقلتُ رعاكِ الله. يا ذاتَ بَهْجَتي

ويا سِرَّ إْلهامي. وصَبْوَةَ أشْجاني!

فما أَنْتِ لي إلاَّ الحياةُ فإنْ نَأَتْ

تَلاشَيْتُ واسْتَخْذى يَراعي وتَبْياني!

وعادتْ بلا شَدْو طَرُوب بَلابلى

بِقَفْرٍ مُخِيف ما بهِ غَيْرَ غِرْبانِ!

فأنْتِ عُيوني أَسْتَشِفُّ بها الرُّؤى

وأَنْتِ.. وقد أَسْمَعْتِني الحُلوَ.. آذاني!

فقالت لقد مَجَّدْتَني وَرَفَعْتَني

إلى قِمَّةٍ.. يا صِنْوَ مُسَّ وسَحْبان!

فَتُهْت على كلَّ الحِسان. فَقُلْنَ لي

لقد صِرْتِ عند الشَّعْرِ أَنْضَرَ بُسْتانِ!

ولَمَّا نَعُدْ في فَكْرِه وشُعوِرِهِ

سوى شَجَر ذاوِ يَلُوذُ بِقِيعانِ!

نَراهُ كمجْنُونٍ بَلَيْلاهُ.. سادِرٍ

بغَيَّ.. وما يُشْقِي الهوى غَيْرُ غَيَّانِ

فقُلْتُ لها تيهي على الغيدِ وافْخَري

عَلَيْهِنَّ.. حتى يَنْقِلَبْنَ بِخُسْرانِ!

فإِنَّكِ بَدْرٌ يَسْتِثيرُ كواكِباً

غَيارى حَوالَيْهِ. هَذَيْنَ ببَهتْانِ!

هَذَيْنَ بهِ حِقْدا عليكِ ونِقْمَةً

عَلَيَّ. وما أَشْقى. فَلَسْتُ بِشَيْطانِ!

قد اخْتَرتُ ما أرْضى الضَّمِيَر وصانَهُ

من العَبَثِ المُزرِي بِشِعْري وعِرْفاني!

فقالت ولن أَشقى بِحُبَّكَ عاصِماً

فما ضَلَّ أَنْ أَثَرْتَ حُبًّكَ وُجْداني!

وما ضَلَّ إيماني بِهِ مُتَبَتَّلاً

ولا ضّلَّ -يا مَن يُسْعِدُ الحُبَّ- حُسباني!

وجَدْتُ به بعد الضَّلالِ هِدايتي

إلى كلَّ ما يَطْوي الظُّنُونَ.. بإِيقان!

وما خِفْتُ مِن حِقْدٍ عَلَيَّ فَرُبَّما..

تَنَوَّرْتُ مِنه في الدَّياجيرِ شُطْآني!

فقُات لها هذا الحُبُّ فاسْعَدي

وكََلاَ. فقد لاقَتْ بِه السَّعْدُ نًفْسانِ!

أراه جَدِيراً بالرِّضا وهِباتِهِ

وسوف أُوافِيِهِ بأَكْرَمِ قُرْبانِ!

جَزاني بشِعْرٍ ثم ثَنَّى بِعِفَّةٍ

وثَلَّثَ ما أَشْجاهُ بالشَّغَفِ الحاني!

فإِن شاءَ قُرْباً لم أكُنْ عنه نائِياً

وإنْ شاءَ بُعْداً كنْتُ منه أَنا الدَّاني!

فقالت. وقد سَمت الدُّموعَ بعَيْنِها

تُضِيءُ كنجم شَعَّ في عَيْنِ رُبّانِ!

فَدَيْتُكَ. ما أَنقى هواكَ يَرُدُّني

إلى الرُّشْدِ يَشْفينيِ من الشَّنآنِ!

ولَسْتُ أبالي بالحِسانِ يَنُشْنَني

فما هُنَّ في عَيْنَيَّ غَيْرُ قيانِ!

وما أنا إلاَّ حُرَّةٌ طَهّرَ الهوَى

حَشاها. فما عَاشَتْ كَعَيْشِ غَواني!

فَقُلْتُ لها هذا هو العَيْشُ يزدري

بكل مَتاعيْ عَبْقِ وجُمانِ..!

ويَزْهُو بَلأْلاءِ الجَمالِ مُزَمَّلاً..

بِطُهْرٍ.. فما يَخْزى من النَّزَوانِ!

أَبانَتْ لِيَ المِرْآةُ منكِ كريمةً

حَصاناً تَجَلَّتْ في هُدى وحَنانِ!

سأَشْدو. وتَشْدُو بالهوى وشُجُونِهِ

وجَلَّ الهوى يَشْدُو به قَلَمانِ!

أشادَتْ بِشَدْوِي واسْتجابَتْ لِجَرْسِهِ

وقالتْ. لقد حَلَّقْتَ يا كَرَواني!

ريحانة شمران 08-23-2024 03:44 AM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة أنا والناس حوار مع النفس

قصيدة أنا والناس حوار مع النفس
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,463 مشاهدة

ليس لي أنْ أقولَ شعراً وهذي

نَفَثاتٌ تَفُوقُ.. شعراً ونثرا!

ومن العَدْلِ أَنْ أُمَتَّعَ سمعْي

بالذي شاقَني فَجَلىَّ وأَغْرى!

فأَمامَ المُبرِّزينَ أراني

عاجزاَ أَنْ أقولَ شَهراَ أَغَرَّا!

ولقد حاول اليراعُ فأَعْياه

البليغُ الذي إذا قالَ سَرّاً..!

ولقد حاول البيانُ فلاقى

بَعْد يُسْرٍ من المَلاحِمِ عُسْرا!

يا حُماةَ البَيان.. ما أَكرَم المرْءَ

إذا ما أقامَ لِلْحقَّ جِسْرا!

ولأَنْتُمْ بُناته فَذَروهُ

يَرْفَعُ الرَّأْسَ بالمآثِرِ تَتْرى!

إنَّ مِنَّا الكثيرَ صَرْعى الأباطِيل

ومِنَّا الكثيرَ في القَيْدِ أَسْرى!

فَعسانا بِما نَطِيِقُ من القَوْل

رشيداً نَشُدُّ للحَقَّ أَزرا!

إنَّه الرِّبْحُ للحياة وإلاَّ

كان حَظُّ الحياةِ ذُلاً وخُسْرا!

ما أراني بَيْن العَماليقِ إلاَّ..

قَزَماً.. ما يَطِيقُ نَفْعاً وضَرّاً!

ولَوْ أنِّي اسْتطَعْتُ كنْتُ المُجَلي

في سباقي. والفارِسَ المُسْبَطرَّا!

غَيْرَ أَّني كنْت المُصَليَ في السبق

وكان الرِّفاقُ بالسَّبْقِ أَحْرى!

وحياةُ الورى حُظُوظٌ.. وحَسْبي

مِن حَياتي.. ما حَوَّلَ الشَّرَ خَيْرا!

ما حياةُ الأَنام إلاَّ هباءٌ

إنْ تَكُنْ لا تُتِيحُ مَجْداً وفَخْرا!

إنَّما تَشْرُفُ الشُّعُوبُ بما بانَ

مِن الذَّكْرِ حالِياً واسْتَسَرَّا!

حدَّثَنْني نَفْسي بأنِّي غَرِيبٌ

ما ترى لي بَيْن الوَرى مُسْتَقَرَّا!

قُلْتُ يا نفس. أَنْتِ تَدْرينَ

بالسَّرِّ.. وإنْ كنتِ لا تُقِيمين عُذْرا!

أَنْت من قَادني إلى العُزْلَة

المُرَّة.. حتى سَلكْتُ دَرْباً أَمَرَّا!

لمْ تَقُودي سُراتي في لاحِبِ

الدَّرْب.. وما كُنْتِ في الدُّجُنَّةِ بَدْرا!

لا تَلُومي مُرَزَّاً أَنتِ أَولى

مِنْه باللَّوْمِ. أَنتِ أَعظَمُ وِزْرا!

ضِقْتُ ذَرْعاً بِما أُلاقِى. فَكُوني

من فَتاكِ الحَسِيرِ أَوْسَعَ صَدْرا!

وذَرَفْنا دَمْعاَ سَخِيّاً.. فقد

كُنَّا سواءً بما اقْتَرَفْناهُ نُكْرا..!

أَمْ تُرانا مَعاً نَعيشُ مع الغُرْبةِ

نَطْوِي الفَلا. ونَسْكُنُ قَفْرا؟!

ارْتَضَيْنا به.. ويا رُبَّ راضٍ

عادَ بعد الرِّقَّ المُسَخَّر حُرَّا..!

كم رُفاتٍ يَغْدو بهِ القَبْرُ صَرْحاً

وحياةٍ يَغْدو بها الصَّرحُ قَبْرا!

فاعْذُرُوني إذا اقْتَضَبْتُ. فما

أَقْوى على أَن أكُون في الجَوَّ صَقْرا!

كم تَمَنَّيْتُ أّنْ أكُونَ فَأَعْيَتْ

أُمْنياتِي. وكنْتُ في السَّفْرِ سَطْرا!

قُلْتُ حَسْبِي أنِّي غَدَوْتُ من الطيْرِ

وأَنَّي وَجَدْتُ في الرَّوْض وَكْرا!

فَجَناحي المَهِيضُ أضْعَفُ من أَنْ

.. يَسْتَوِي مِثْلَهُنَّ في الجَوَّ نَسْرا!

عَرَفَتْ قيمتي حَناياي سِرّاً

ثُمَّ قالَتْ.. قُلها لِرَبْعِكَ جَهْرا!

ريحانة شمران 08-23-2024 03:45 AM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة انحراف وانعطاف
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,459 مشاهدة

يا هذه أَوَّاهِ لو تكْشِفينْ

عن قَلْبيَ الصادي!

لكُنْتِ عن أجوائه تَهْرُبينْ

من صُفْرةِ الجادي!

عَدَتْ عليه عاديات السِّنينْ

من كلِّ مِرْصادِ..!

فسائليه علَّه يَسْتَجِبْ

وعاتِبيه علَّه يَسْتَبِينْ!

وعلَّه بعد الجفا يستطيب

رَجْعَةَ ماضِيهِ. ونَجْوى الحَنينْ!

وَيْحَ الهوى. وَيْحَ الفُؤادِ الحريبْ

من وحْشَةِ الهجر. ونأُي القرينْ!

هما بلاءٌ. ما له من طبيبْ

وكيف للطِّبِّ بقطع الوتينْ!

وساءلْتهُ فاسْتوى واجماً

كمُسْتفيق بعد طُولِ السُّهادْ!

أو كجريحِ لم يَزَلْ نازِفاً..

من سهْمهِ الغاَئِصِ وسْطَ الفُؤادْ!

فمن رآهُ ظَنَّه خائِفاً..

من سطوَة الهجْرِ وظُلْم البِعادْ!

ظَنَّ الصِّبا يا وَيْحَه عاصفا..

لِطُولِ ما عانى. وسوء الحصادْ!

قالت له. يا أنْتَ يا هاجِري

وهو يَظُنُّ منِّي. افْتِئاتْ!

كيف تريَبْتَ بلا زاجِر..

بمن سقَتْ حُبَّك عّذْبِ الفُراتْ؟!

كيف؟! وما طَرْفُك بالسَاهرِ؟!

في حِينِ طَرْفي يتَمَنى السُّباتْ؟!

في حيِنِ قلبي لم يَزَلْ قاهري

على هَوىً عِنْدكَ أَمْسى رُفاتْ؟!

أمَّا أنا الظّمآى فإِنِِّي اكتَوَيْتُ

وأنْتَ لم تُحفَلْ. ولم تَشْعُرِ!

يا لَيْتَني أَشْعُرُ أنِّي انْتَهَيْتْ

من صَبْوتي هذي. ولم أَسْكَرِ..!

قال. وقد أَذْهَلَه قَوْلُها.

والآهُ. والدَّمْعُ. وطَيْفُ الحَنينْ!

يالَ فَتاةٍ.. راعَني عَذْلُها..

الصّادِقُ. الصّادِقُ. يُخْزي الظّنينْ!

أَدْمى ضميري عاتِياً نُبْلُها..

وأَظْلَمَ اللَّيْلُ على المُسْتَهِينْ!

ما كنت أَدْرِي أَنَّني ظالِمٌ..

لها. وأنِّي كنت بِئْسَ الخدينْ!

وقال يا هِنْدُ. أيا صَبْوتي..

قد كنْتُ أَعْمى سادِراً في ضلالْ!

يا ليْتَني لم أَقْتَرِفْ شِقْوتي

ولم أعِشْ مُكْتَئِباً في خبال!

أَوَّاهِ كَفِّي نَسَجَتْ كُرْبتي

وصَيَّرتْني نادِماً في اعْتِلالْ!

يا ليَْتَها تُطْفِىء من وَقْدَتي

فأسْتَوِي بعد اللَّظى في ظِلالْ!

وأَطْرَقَتْ هِنْدٌ. وقد زَلْزَلَتْ

ذِلَّتُه من قلبها المُسْتَهامْ!

كانت له نَعْماءَ فاسْتَهْولَتْ

شِقْوَتَه. وهو الهوى والمرامْ!

فَسالَ منها دمْعُها واشْتَكَتْ

بآهةٍ حَرَّى.. دفينَ الغَرامْ!

قالت له. أَنْتَ الذي ما اشْتَهَتْ

نَفْسي سواه. فعليكَ السّلامْ!

وانْطَلَقَا بَعْد طويلِ النَّوى

طَيْرَيْنِ في جَوِّ الفضاء الرّحيبْ!

بعد اعتكار راقَ صَفْوُ الهوى

وراقتِ البَسْمَةُ بعد النَّحيبْ!

ما أَعْذَبَ الألْفَةَ بعد الجوى

والنَّسْمةَ الحُلْوةَ بعد اللَّهيبْ!

قد شّبْعَ السَّاغِبُ بعد الطوَّى

وسكَنَ الخافِقُ بعد الوجِيبْ!

ريحانة شمران 08-23-2024 03:45 AM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة حب وعرفان
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,414 مشاهدة

رأيْتُ لعبد الله مَجْداً مُؤَثَّلاً

تحدَّر من آبائِهِ الصِّيدِ واسْتَعْلى!

فمن جَدّه عبد العزيز.. وفَيْصلٍ

أبيه تَبَدَّى المجد مُمْتَنِعاً فَخَلا!

ولله في عبد العزيز مآثِرٌ

رأَيْنا بها الوَبْلَ المُبَشِّرَ والطَّلاّ!

وكانتْ بِلادُ العُرْبِ شَمْلاً مُمَزَّقاً

وخَوْفاً.. فلا وَعْراً أَميناً. ولا سَهْلا!

فلا الحجُّ مأمُونٌ ولا المسجد الذي

تَمَيَّز بالمُخُتارِ.. وانْتَزَعَ الجهلا!

فكم مِن حَجِيجٍ راح يَقُصُدُ طَيْبَةٌ

تَفَزَّعَ نَهْباً. أو تَرَدَّى بِها قَتْلا!

طرائِقُ شَتَّى أفْزَعَتْ كُلَّ طارِقٍ

وإنْ بَذَلوا من الله ما جَلَّ واسْتَحْلى!

تَصَدَّى لها عبد العزيز فَصانَها

من العَبَثِ المُزْري. وكانَ له أَهْلا!

فما هي إِلاَّ جولة بعَدَ جوْلَةٍ

فَراحَ بها الباغُونَ صَرْعى بِما أَصْلى!

فمنهم أَطاعَ السَّيْفَ يَشْدخُ هامَهُ

ومنهم رأى أَنَّ الرُّضوخ به أوْلى!

فَلِله ما أَجْدى علينا جِهادُهُ

فقد صَحَّ منه ما تَهافَتَ واعْتَلاَّ!

يُشِيدُ به الشَّادُونَ في كُلِّ بُقْعَةٍ

فكم مِنَّةٍ تُرْوى. وكم آيةٍ تُتْلى!

وهذا هو الخُلْدُ الذي ظَلَّ شامِخاً

مُشِعّاً على الدُّنْيا بآلائِهِ المُثْلى!

ومِن بَعْدِه جاءَ الغَطارِيفُ.. كُلُّهُمْ

شَغُوفٌ بِمَجْدٍ لا يَخيسُ ولا يَبْلى!

بدا فَيْصَلٌ لِلنَّاسِ مَجْداً مُلألِئاً

يُضِيءُ.. فلا حِسّاً يَضِلُّ. ولا عَقْلا!

تأَلَّقَ في عَيْنَيْ أَبيهِ فَسَرَّهُ..

وكيف؟! وقد كانَ السَّبوق الذي جَلىَّ؟!

فقال له كُنْ نائبِي.. وأَحَلَّهُ

مَحلاًّ رَفِيعاً.. ما أَعَزَّ وما أَغْلى!

فقد كانَ فيه المُصْطَفى سَيِّدُ الورى

فكانَ به طِفْلاً.. وشَبَّ به كَهْلا!

فَراسةُ مَوْهُوبٍ عَظِيمٍ مُسَوَّدٍ

وفِطْنَةُ مَوْهُوبٍ. وكان له نَجْلا!

ولَسْتُ بِمُسْطِيعٍ. ولا الشّعْرُ قادِرٌ

على صَوْغِ ما كانا بِه. وله أَهْلا!

فَفي البَحْرِ أَسْرارٌ. وفي الطَّوْدِ رِفْعةٌ

تُحَيِّرُ قَوْلا.. أَنْ يُحاوِلَ.. أْو فِعْلا!

وشاءَ يَراعي مَرَّةً فأَرابَني

فَقُلْتُ له – لما رَثَيْتُ له – مَثلا!

وقُلْتُ له أَبْصِرْ.. فَحَوْلَكَ ثُلَّةٌ

كَوَاكِبُ.. كانُوا لِلَّذي سادَنا نَسْلا!

أَشاوِسُ. لَو فَوْق النُّجُومَ مَنَابعٌ

لَتاقُوا إليْها. واسْتَطابُوا بها النَّهْلا!

ولم يَثْنِهمْ عَن قَصْدِهم غَيْرُ نيْلِهِ

وكيْفَ.. وقد أَدُّوا له الفَرْصَ والنَّفْلا!

وقد ناضَلُوا حتى اسْتَوَوْا فَوقَ هامِهِ

فساروا وقد مَدّ الطُّمُوحُ لهم حَبْلا!

تَذكَّرْ سعوداً وهو أوَّلُ عاهلٍ

تَسَنَّم عَرْشاً يَنْشُدُ الحقَّ والعدْلا!

تَسَنَّمه والنَّاسُ تحمد ما بَنى

أبُوهُ.. ويَلْقى حَوْلَه الحَوْلَ والطَّوْلا!

وحَسْبُكَ مِن هذه السُّلالِة خالِدٌ

وفَهْدٌ. وقد كانَ السُّمُوُّ لهم شُغْلا!

فَأَوْرَثَهم مَجْداً طَريفاً وتالِداً

وأَوْرَثَنا نَحْن الكرمةَ والفَضْلا!

لَك الله يا فَهْدُ الحَبِيبُ وخالدٌ

فإنَّكُما الجُودُ الذي اسْتَأْصَلَ البخلا!

وإنَّكُما الفَخْرُ الذي يَستَفِزُّنا

إلى المَدْحِ.. لولا أنَّه لم يكُنْ جَزْلا!

ويا شِعْرُ هل لي أَنْ أَبُوحَ بِمُضْمَرٍ

من الحُبِّ أَصْلاني الذي لم أَكُنْ أصْلى!

لَئن عَزَّني فيه الثّناءُ فَإِنَّني

أراني بِحُبِّي أعْشّق الصَّدَّ والوَصْلا!

وأعْذُرُ شِعْري إنْ تَقَاصَر واسْتَوى

على العَجْزِ واسْتَخْذى بِقافيةٍ عَجْلى!

فما هو إلاَّ الشِّعْرُ يَسْتَقْطِبَ النُّهى

فَيَشْدو كما تَشْدُو مَشاعِرُهُ الجَذْلى!

وما هو إلاَّ المَجْدُ.. إلاَّ رُسُوخُهُ

وما هو إلاَّ أَنْ غَدَوْتَ له ظِلاَّ!

عَشِقْتُ العُلا مَنْذُ الصِّبا فَوَجَدْتُها

لَدَيْهِ. فَنَادَتْني أَلا كُنْ له خِلاَّ!

ريحانة شمران 08-23-2024 03:46 AM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة نحن نتغير
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,405 مشاهدة

كلَُ شيءٍ في حَياتي يا رفاقي.. يَتَغَيَّرْ!
وحياةُ النَّاسِ مِثْلي كلُّ حِينٍ تَتَكرَّرْ!
إنَّ قلْبي مِن شُجوني وسُرورِي يَتَحرَّرْ!
فَغَدِي يضْحَكُ من أمْسِ كَئيبٍ يَتَعَثَّرُ!
* * *
ولقد أُصْبِحُ مسْكِناً وأَمْسي مِثلِ قَيْصَرْ!
ولقد يَحْدُثُ عَكْسُ الأَمْر. إنْ كانَ مُقَدَّرْ!
ولقد يَنْتَصرُ الجُبْنَ على الشَّامِخ عَنْتَرْ!
شَبِعَ الطَّاوِي الذي عاش طويلاً يَتَضَّوَّرُ!
وغدا الأَرْنَبُ كالضَّيْغَمِ يَسْتَشِْري ويَزْأَرْ!
وغدا العُصْفُورُ صَقْراً جارحاً بالطير يَسْخَرْ!
أَنْذَرَ اليَوْمُ فأَبْكى وأَتى اليَوْمُ فَبشَّرْ!
فإن قلبي مُطْمئِنٌ لِلذَي قد كنْتُ أحْذَرْ!
* * *
إزْدَهى اليَوْمُ بِوادي السِّحْرِ والإلْهامِ. عَبْقَرْ!
فلقدَ جادَ على الفِكْرِ بما شادَ وضَفَّرْ!
ولقد أَجْزَلَ لِلْحسّ فزكَّاهُ وعَطَّرْ!
فإذا باليابسِ المُضْفَرِّ منه عادَ أَخْضَرْ!
* * *
وإذا بي أنا والشِّعْرُ حَلِيفانِ وأَكْثَرْ!
كلَّما نادَيْتُه لّبَّى وأرْغى كَغَضَنْفَرْ!
ولقد كان إذا ناديْتُهُ أَكْدى وأَدْبَرْ!
ولقد أَوْرَدَ ما أَرْجُوهُ مِن لَحْنٍ.. وأًصْدَرْ!
* * *
سوف لا أَطْمَعُ مِن بَعْدِ لُهاهُ في حُطامْ!
لا ولا في المَجْدٍ.. لو أَرْكَبَني مَتْنَ الغَمامْ!
هو أَغْلا ما أُرَجِّيهِ هو الخُلْدُ التَّمامْ!
وهو حُلْمِي مُنْذُ أن كنْتُ صَبِياً وغَلامْ!
* * *
إنَّني أَشْدو بِهِ في الصَّحْوِ أَشْدُو في المَنامْ!
وهو أَحْلا مِن رُؤى الحُورِ ومن نَشْوى المُدامْ!
وهو أَزْكى من أَرِيجِ الزَّهْرِ في نَضْرِ الكِمامْ!
وهو نَسْغُ الحُبِّ يَجْرِي في تَجاويفِ العِظامْ!
* * *
ما أُعاني بَعْدَهُ مِن مَسِّ فَقرٍ وسِقامْ!
فهو النَّشْوةُ والمُتْعَةُ في أَعْذَبِ آلاءِ الغَرامْ!
أَوْ أُبالي أجَلِيدٌ حَفَّ رُوحي. أوْ ضِرامْ
فهو العاصِمُ والحائِلُ ما بَيْني وما بَيْنَ السَّوامْ!
* * *
يا هَوى النَّفْسِ.. لقد وَدَّعْتُ في يَوْمِي هَواكي!
لم أَعُدْ أخْشى من الحُبِّ ولا مَكْرَ الشِّباكِ!
فَخَميلي من الفَرادِيسِ وفي عالي السِّماكِ!
فاذْكُرِيني مِثْلَ ذِكْراكِ لِقُرْبي.. في نَواكي!

ريحانة شمران 08-23-2024 03:47 AM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة الملهمة
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,357 مشاهدة

لمَّا رأّيْتُك في المَنام

رأَيْتُ أحْلامي الغَوالي!

تلك التي كانتْ تُريني

جَنَّتي بَيْن الرِّمالِ!

كانتْ حياتي كالرّمالِ

جَديبةً جَدْبَ الخَيالِ!

فلقد حُرِمتُ من الخيالِ

كما حُرِمْتُ من الوِصالِ!

ورأى الرِّجال تُغادِرُ

الدُّنْيا لأَشْباهِ الرِّجال!

بَقِيَ الزَّعانِفُ يَمْرَحُونَ

وراحَ أَصْحابُ الخِلالِ!

ورأى الرَّشادَ يَغُولُه

ويَصُدَّ عنه أُولوا الضَّلالِ!

هذا. وقد كانتْ طُفُولَتُه

تَئِنُّ من التَّيَتَّم والكَلالِ!

فَحَبا إلى عَهْد الشَّبابِ

حُطامَ أحمالٍ ثقالِ!

فَمضَى يَشُقُّ طريقه

شَقَّ المُؤَمَّلِ في المُحالِ!

يَطْوِي الفيافيَ في الهَجِيرِ

بلا غديرٍ أَو ظِلالِ!

ويرى الرِّفاق.. عَنِ اليَمينِ

طَرِيقُهُمْ.. وعن الشَّمالِ!

فَرَشَتْهُ أَنْواعُ الأزاهِرِ

والجداول والغِلالِ!

يَتَرنَّمُونَ.. ويهزجون

بلا لُغُوبٍ واعْتِلالِ!

ما ساءَهُمْ حالٌ أراح

ولن يُساؤوا بالمآلِ!

وأَنا اللَّغُوبُ.. كأنَّما

عَلِقتْ بأقدامي حِبالي!

ولِمَنْ؟! وحَوْلي كالذَّبابِ

الطُّلسِ مُطْلَقَةِ العِقال!

يَطْوُونَ أَحقاداَ عَلَيَّ

تَضِيقُ بالسَّحْر الحَلال!

هذا هو السَّحرُ الذي

سَحَرَ الأَواخِرَ والأَوالي!

ويُنيلُه الغِيدُ الحِسانُ

بِكُلَّ أَشْتاتِ النَّوالِ!

يَهْوى الجَمالَ فَتَسْتَجِيبُ

له أفانِين الجمَالِ!

خَلَدَتْ به هِنْدٌ

ولام تلْقَ الرَّبابُ سِوى المِطالِ!

كم سُرَّ بالحُسْنِ الظَّهورِ

وسِيءَ بالحُسْنِ المُذالِ!

يا أَنْتِ.. يا لَيْلايَ

يا أَلَقاً يُضِيءُ كما الهِلال!

يا أَنْتِ.. يا حُلُمي السَّعيدُ

وفَخْرُ رَبَّاتِ الحِجالِ!

أَكْرِمْ بِلَيْلَتِة الهنيئةِ

مَن غَدَتْ خَيْرَ اللَّيالي!

وغَدَوْتِ في شَيْبي السَّلاحَ

المُنْتَضى يَوْمَ النَّزالِ!

وحَلَلْتِ مَوْهِبَتي

فَرُحْتُ أَجُودُ بالدُّررِ الغَوالي!

مِن بَعْدِ دامِيةِ القيود

وبَعْدِ ضائِقةِ الخَبَالِ!

أَنتِ الجمالْ لنا وإلاَّ

لَيْسَ نَحْفَلُ بالجَمالِ!

فهو الجلاَلُ على ذُراهُ

الشُّمُّ يَرْفُلُ.. في دَلالِ!

لَغَدَوْتِ فِكْري والشُّعُورَ

بخير ما تَحْوِي سِلالي!

ثَمَرٌ وأزهارٌ وغدران

يُفِضْنَ من الزُّلال

أًَعْجَزْتِني. فأنا العَيِيُّ

فَلَيْسَ يَجْزِيكِ مَقَالي!

ماذا أَقُولُ؟! فلا جَوابَ

لَدَيَّ عن هذا السُّؤال؟!

ريحانة شمران 08-23-2024 02:27 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة آلام وآمال
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,352 مشاهدة

"مَنازِِلُ أَياتٍ خَلَتْ من تِلاوَةٍ

ومَنْزِلُ أُنْسٍ مُقْفِرُ العرصَاتِ!"

وَقَفْتُ بِها أسْتَنْشِدُ الرَّبْعَ ماضِياً

كئيباً.. فلم أَسْمَعْ سوى الزَّفَراتِ!

فقلتُ له.. يا رَبْعَ مالَكَ مُوحِشاً..

شَجِيّاً.. فلم أُبْصِر سوى العَبَراتِ!

فقال.. وكَلاَّ لم يَقُلْ.. إنَّهُ احَتَمى

بِصَمتِ بَلِيغ غامِضِ النَّبرَاتِ!

ويا رُبَّ صَمْتِ كانَ أَسمَعَ للورى

من الصَّوْتِ يَعْلُو.. أو من الهَمَسَاتِ!

لقد كانَ لي أَهْلَونَ شَوسٌ تَرحَّلوا

وأَبْقَوْا صَدّى يَهْوِي إلى الدَّرَكاتِ!

فما تَمَّ لي مِن مُتْعَةٍ أَسْتطيبُها..

ولا ثَمَّ لي حُلْوٌ مِن الضَّحِكاتِ!

شَجاني الأَسى مِن بَعْدِهم. وتَأَلَّبَتْ

عَلََيَّ الرَّزايا.. من نَوًى وشَتاتِ!

وكيف.. وقد كانوا البُطُولَةَ والنَّدى

وكنْتُ بهم في أّرْفَعِ الدَّرَجاتِ..!

يَخافُ الخُصومُ اللٌّدُ مِن سَطَواتهم

فَيَنأَوْنَ عنِ حَيْفٍ بهم.. وأذاةٍ!

ويَهْفو إلى ساحاتِِهم كُلُّ بائِسٍ

ضَعِيفٍ. فَيْلقى يانِعَ الشَّجَراتِ!

يلُوذُ بها طَعْماً وظلاًّ.. ويَرتوي

من العَذْبِ يُطفىء لاعِجَ الجَمَراتِ!

وقد رَحَلوا عَنِّي.. إلى غَيْرِ رَجْعَةٍ..

ولم يبق مِمَّا كان عَيْرُ فُتاتِ!

أتَعْجَبُ منِّي.. مِن دُمُوعي ولَهْفَتي..

على ذلك الماضِي.. ومِن حَسَراتي؟!

فَقُلْتُ له.. يا رَبْعُ ما أنا لائِمٌ

ولكنَّني راثٍ لِكَسْر قَناةِ!

فما أنا إلاَّ مِنْكِ بضعٌ يرُوعُني

ويُفْزِعُني رَوْضٌ غدا كَفَلاةِ!

به العذبُ مِلْحٌ بَعْدما كانَ جارياً

زُلالاً كَنِيل سائِغٍ.. وفُراتِ!

يُدِلُّ ويَزْهو بالكُماةِ وَ.. وأَيْنَهُمْ؟!

فما عَزَّتِ الدُّنيا بِغَيْرِ كُماةِ!

وما طابَ عَيْشٌ يَحْتمي بِظَلامِهِ

ولا ضاءَ إلاّ مِن شُمُوسِ حُماةِ!

وها هو يُقَِْصيهِ السُّباتُ عن العُلا

فهل سوف يَصْحُو بَعْد طُولِ سُباتِ؟!

لٍيفَتَرعَ الأَوْجَ الرَّفيعَ. ويَسْتَوِي

عليه كريماً دُونَ خَوْفِ جُناةِ!

لقد كانت الأَسْلافُ مِنَّا أماجِداً..

ولكنَّهم بِالْمْجدِ غَيْرُ عُتَاةِ!

جَنى غَيْرُهم. واسْتَأسَدوا بِسُيُوفِهمْ

بما حَصَدَتْ من سُوقَةٍ وسَراةِ!

وما وَجَدَ النَّاسُ الأمانَ بِقُرْبِهِمْ

ولا أَخْصَبت المَرْعى بِشرِّ رُعاةِ!

وهم أَخْصَبوا الإجْدابَ دُونَ تَطاولٍ

ولا طمع في طَيِّبِ الثَّمراتِ!

فَطَابَ الجَنَى.. واسْتَمْتَعَ النَّاس بالْغِنَى

وعادَتْ سُفُوحُ الأرْضِ كالسَّروَاتِ!

لَشَتَّانَ ما بَيْن الفَرِيقيْن.. راشدٌ

وآخَرُ غادٍ عاثِرُ الخَطَواتِ!

وحَدَّجَني الرَبْعُ الحَزينُ بِنظْرَةٍ

تفيض أسىً أَعْيا بَليغَ لُغاتِ!

وقال. لقد واسَيْتَني وَتَرَكْتَني..

على غِبطَةٍ مِن مُقْبِلِ السَّنَواتِ!

كِلانا يُريدُ الخَيْرَ.. لا أنا يائِسٌ

ولا أَنْتَ مِن بُشْرى بِما هو آتى!

شَكاتُكَ ما تُجْدِي عَلَيْكَ بِلا صَدًى

مُجِيبٍ ولا تجدي عَلَيَّ شَكاتي!

سأَصْبِر حتَّى أطمَئنَّ بصَحْوةٍ

تُبَلِّلُ بالعَذْبِ الفُراتِ لَهاتي!

فقد أَيبَسَتْها الحادثات فَأَصْبَحَتْ

كَشَنِّ.. وما يَلْقى حَنانَ أُساةِ!

عَسانا نَرى مِن مُقْبِلِ الدَّهْر آتياً

كماضٍ مُخصِبِ الجَنَباتِ!

أيا صَبْوَةً أَدْمَتْ حَشاي.َ وأَرَّقَتْ

عُيُوني.. وكانَتْ أَكْرَمَ الصَّبواتِ!

لقد أَجَّجَتْ مِنِّي الشُّعُورَ فَألْهَمَتْ

وقد أَيقَظَتْني مِن عَميقِ سُباتي

ريحانة شمران 08-23-2024 02:27 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة إلى البلبل الغريد
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,329 مشاهدة

يا مُقْبِلَ الشِّعْرِ.. ما أحْلاكَ مِن وَتَرٍ

غَنَّى. فَلِلسَّمْع تطريب. ولِلْبَصَرِ!

كيف الهٌروبُ؟! وهذا الروض يَفْتِنُنا

نَضْراً بما فيهِ من زَهْرِ ومِن ثَمَرِ!

لأَنْتِ لِلشِّعْرِ رَمْزٌ طالَما طَمَحَتْ

إليه شَتَّى من الأَرْواحِ والفِكَرِ!

دَعِ الهُروبَ. وأسْعِدنا بِرائعةٍ

مِن بَعد أُخْرى بما تَحْوي من الدُّرَرِ!

ريحانة شمران 08-23-2024 02:27 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة الضمير
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,329 مشاهدة

سأدْخُلُ ذلك البَرْزَخ

ما أَدْرى الذي أَلْقى؟!

أَأَلْقى العُنْفَ يُدْميني؟!

أمْ ألْقى به الرِّفْقا؟!

وأّبْقى الجَنَّةَ الفَيْحاءَ

أَمْ أَلْقى به الحَرْقا؟!

عسى الرَّحْمنُ أنْ يُسْعِدَ

ضَرَّائي فما أَشْقى!

عَساهُ فإنَّني المَوْتُورُ

من شَيْطانِه الجاني!

أحاوِلُ تَوْبَةً عَصْماءَ

تنقذ رُوحِيَ العاني!

فَيُغْريني بما يَخْلبُ

ما يُثْمِلُ وُجْداني!

فلا أَمْلِكُ أَفْراحي

ولا أْمْلِكُ أَحْزاني!

متى أَسْلُكُ دَرْبَ الرَُشْدِ

ما أُصْغِي لِشَيْطاني؟!

فما أَرْوى من الآثامِ

ما أسْلُو عن الجامِ!

لَبئْسَ الشَّيْبُ يُسْلِمُني

لما يُغْضِبُ إِسْلامي!

متى أَرْجِعُ عن غيِّي؟!

متى يا قَلْبيَ الدامي؟!

وقال القلْبُ وهو يَضِجُّ

لِلْعَقْلِ الذي سَكِرا؟

لماذا لم تُنِرْ دَرْبي؟!

ولم تَحْفَلْ بما انْكَسَرا؟!

فأنت اللَّعْنَةُ الكُبْرى

وأنْتَ بِشِقْوتي أَحْرى!

وكان العَقْلُ ذا زَهْو

وذا مَكْرِ.. فما احْتَفَلا!

ولا أَرْبكَهُ القَوْلُ

من القَلْبِ الذي اخْتبلا!

وكنْتَ تَظُنُّني الحاسِدَ

لا يَرْضى لَك الأُنْسا!

وما كانَتْ سوى الفْأْسِ

الذي يَخْتَرمُ الرَّأْسا!

لقد كانَ اليَقينُ التَّمُّ

في عين الهَوى حَدْسا!

فماذا يَصْنَعْ العَقْلُ

إذا الحِسُّ اجْتَوى العَقْلا؟!

إذا ناصَبَهُ العُدْوانَ

واسْتَكْبَرَ واسْتَعْلى؟!

لقد كان الضَّمِيرَ الحُرَّ

وهو النَّجْمُ إنْ وَمَضا!

فلا الحُسْنُ الذي تابَ

ولا العَقْلُ الذي رَفَضا!

حَليفُ الدَّنَّ بيْن الغِيدِ

بِئْسَ الخانِعُ الجاني!

فما هو غَيْر شِلْوِ الإِثْمِ

وَحْشاً غَيْرَ إنْسانِ!

أَرى في اثْنَيْهِما جُرْحاً

سَيُشْقينا إذا نَزَفا!

فما أحْلا الضَّميرَ الحُرَّ

ما أغْلاهُ.. ما أَسْمى!

ألا لَيْتِي أعِيشُ به

فما أَسْغَبُ أَوْ أَظْما!

ريحانة شمران 08-23-2024 02:28 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة حيرة وصيرورة
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,325 مشاهدة

اتَيْتُ إلى الدُّنيا وما كنْتُ مُختْارا

ولو أَنَّني خُيَّرتُ ما اخْتَرْتُها دارا!

ولا ابْتَهَجَتْ نَفْسي بما كان مُخْزِياً

ولا انْفَجَعتْ نَفْسي بما كانَ قَهَّارا!

فقد عِشْتُ فيها ماجِناً مُتهافِتاً

على مُتَع عادتْ هُموماً وأَوْزارا..!

شقاءٌ طُفُولِيٌّ.. شقاءٌ مُراهِقٌ

شقاءُ شبابٍ كانَ قَصْفاً وإعْصارا!

وشَيْخُوخةٌ ناءتْ بأفْدَحِ شِقْوَةٍ

فلم تَلْق إلاَّ ما يُلَطِّخُها قارا!

ولو أَنَّني لم آتِ.. كنْتُ هَباءةً

فلا تَبْتَغي أَهْلاً. ولا تَبْتَغي دارا!

ولا تَبْتَغي المَجْدَ المُؤَثَّل رافِعاً

مكانَتَها.. يَشْدُو به النَّاسُ أَشْعارا!

ولا تَبْتَغي المالَ الذي يُسْكِرُ النُّهى

فما تَجْتَوِي خزياً.. ولا تَجْتَوي عارا!

مُبَرَّأَةً مِن كلِّ عَيْبٍ لأَنَّها

سَدِيمٌ. فما لاقى هَواناً.. ولا جارا!

ولو كُنْتُهُ.. ما كانَ لي من ظُلامَةٍ

عَلَيَّ. ولا مِنِّي. ولا كنْتُ غَدَّارا!

وها أنا في هذي الحياةِ مُرَزَّأٌ

أُغادِرُ أَنجاداً.. وأَسْكُنُ أَغْوارا!

ويَصْحَبُني الأَخْيارُ حِيناً فأَسْتَوِي

على مَلَلٍ مِنْهم. وأَصْحَبُ أشْرارا!

أَبِيتُ على هَمٍّ بِهِ. يَلْتَوي الحَشا

وهُم جُثَّمٌ صَرْعى. عَشِيّاً وإِبِكارا!

يَعيشُونَ صُبْحاً كالبَهائِمِ رُتَّعاً

بلا زَاجِرٍ يَلْوِي. ويُمْسُونَ فُجَّارا!

على أنَّ حَوْلي مَعْشَراً مُتَرَفِّعاً

عن اللَّهْوِ أطْهاراً كَرُمْنَ. وأَبْرارا!

تمنيت أَنِّي مِثْلَهم فَتَعَثَّرَتْ

خُطايَ. فأجْريْتُ المَدامِعَ مِدْرارا!

ألا لَيْتَ أَقْدارِي سَخَوْنَ كما سَخَتْ

عليهم.. وأعْطَتْني فكنْتُ لهم جارا!

وعُدْتُ فآثَرْتُ اصْطِباري فَرُبَّما

وَجَدْتُ بإيمانِي.. على الوِزْرِ أَعْذارا!

فقد كان يُشْقِيني. وإنْ كنْتُ أَشْتَهي

به ثَمَراً يَحْلو مَذاقاً.. وأزْهارا!

وقد كنت لا أرضى به ثم انثنى

إليه عَمِيّاً.. يَحْسَبُ الآلَ أَنْهارا!

ولَمَّا يَجِدْ ماءً يَبُلُّ به الصَّدى

ولا وَشْلاً. ما أَرْخَصَ الخُسْرَ مِقْدارا!

أرى عَدَمي خَيْراً مِن العَيشِ خِاضِعاً

لأَهْوائِهِ. جَهْراً صَفِيقاً وإشرارا!

تَمَنَّيْتهُ.. لكنَّني جِئْتُ لِلدُّنى

فَحُمِّلْتُ أَوْزاراً. وحُمِّلْتُ أوْضارا!

وحاوَلْتُ أَنْ أَحْيا بَرِيئاً من الخَنى

فما اسْطَعْتُ عنه. وهو يُهْلِكُ إدْبارا!

بَلى.. رُحْتُ أَدْعُوه فَيُقْبِلُ تارَةً

ويُعْرِضُ أُخْرى.. شادِياً ثم زَآرا..!

ونَفْسِيَ مِعْوانٌ له.. وهو عارِفٌ

بِهذا. وما يُرْضِ على اللَّهْو أَسْتارا!

أَلَسْتُ إذا ما لَم أَكُنْ.. كنْتُ ناجِياً

وكَيْنُونَتي هذى سَتُورِدُني النَّارا؟!

فكيْفَ نَجَاتِي مِنْهُ وهو مسيطرٌ

عليَّ وإنْ كانَ المُسَيْطِرُ جزَّارا؟!

ويا مَنْ هَداني بَعْدَ غَيِّي تبارَكَتْ

أيادِيكَ واسْتَعْلَتْ.. فقد كُنْتَ غَفَّارا!

فما أتمنّى اليوم أنْ لو تَحوَّلَتْ

حياتي هباءً.. بَعْدَ أنْ صِرْتُ مِغْوارا!

بلى.. أتمنَّاها حياةً قَرِيْرَةً

تجوب الذُّرى حتى تُكَلِّلُها الغارا!

سأُعْرِضُ عمَّا لا أَوَدُّ وقد بدَا

لِيَ النُّورُ غَيْثاً بالهدايَةَ دَرَّارا!

وكلاَّ. فإنِّي أتَّقيها بِصَحْوَةٍ..

تَبَيَّنْتْ منها أَنَّني كنْتُ كفَّارا..!

وكانَ أَمامي الرُّشُدُ والْغَيُّ فانْبَرى

إلى الغَيِّ رُوحِي يَنْشُدُ اللَّهْوَ والبارا!

فَناءَ بِما يُدْمِي الحشَا مُتَرَنحِّاً..

بِسُكْرَيْهِما حتى هَوى الرَّوحُ مُنْهارا!

فيا صَحْوَةً قد أَسْعَدتْني بِرَجْعَةٍ

إلى الرُّشْدِ.. وِرْداً كَوْثرِياً وإِصدارا!

تباركتِ. إنَّ الرُّشْدَ كانَ بِشارَةً

لِنَفْسي. وإِنَّ الغَيَّ قد كان إنْذارا!

وها أنا في يَوْمي أُهَلِّلُ بالمُنى

تَحَقَّقْنَ بعد اليَأْسِ تَبْزُغُ أَقْمارا!

ريحانة شمران 08-23-2024 02:28 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة الشقي السعيد
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,324 مشاهدة

ماذا وراءَ الأُفُقِ هذا؟!

إنَّه شَيْءٌ مُخِيفْ!

إِلاَّ لمن كانَ العَفِيفَ

وقِلَّةٌ مِنَّا العَفِيفُ!

فإذا تَضَرَّجَ بالسِّهامِ

وصَوَّحَ الرَّوْض.. الخَرِيفْ!

أَنَّتْ جَوارِحُهُ.. وضَجَّ

بِقَلْبِهِ الدَّامي.. الوَجِيفْ!

فَبَكى وقال لِنَفْسِهِ

يا ليْتَني كنْتُ الشَّرِيفْ!

لن يَشْفَعَ الدَّمْعُ الغَزِيرُ له

ولا النَّدَمُ الكَبِيرْ!

فلقد دَجا اللَّيْلُ البَهِيمُ

وأَدْبَرَ القَمَرُ المُنِيرْ!

وسَرَتْ سُمُومٌ في العُروقِ

.. فما لَهُ مِنْها مُجيرْ!

ما يَنْفَعُ المَرْءَ الحُطامُ

وقد يكُونُ به الفقِيرْ!

والمَجْدُ ما أَخْزاهُ

حِين يُلَوِّثُ المجْدُ الضَّمِيرْ!

إِنِّي لأَبْرَأُ مِنْهما

بُرْءَ الجَليلِ من الحقيرْ!

أَنْ كُنْتُ مِنْ قَبْلُ البَصيرَ

فَصِرْتُ مِن بَعْدُ الضريرْ!

ماذا سَيَصْنَعُ ضائِعٌ

يَطْوِي اللَّيالي في سُهادْ؟!

أَخْفَتْ عَلَيْهِ صُرُوفُهُ

ورَمَتْهُ في قاعِ الوِهادْ؟!

لم يَشْفِهِ خَطَأُ المَسِيرِ

ولم يُطَمْئِنْهُ السَّدادْ!

جَنَفُ الصِّراعِ أَقامَهُ

بَيْنَ الضَّلالَةِ والرَّشادْ!

بَذَرَ الغِواية واسْتَهانَ

وخافَ مِن مُرِّ الحَصادْ!

رِيعَتْ دَخائِلُهُ.. ورَغْمَ

سُرُورِهِ خَافَ المصائِرْ!

وَيْلاهُ قَالَ وخَلْفُهُ

وأَمامُهُ النُّوَبُ والهَواصِرْ!

فإِذا بصَوْتٍ هامسٍ

عَذْبٍ تَطِيبُ به الخَواطِرْ!

أَشْجاهُ وهو يَقُولُ

إنَّ اللهَ يَغْتَفِرُ الكبائِرْ!

إنَّ السَّماءَ يُضِيئُها

بَدْرٌ فَتَنْقَشِعُ الدَّياجِرْ!

فَلَرُبَّما شَقِيَتْ بَواكِرُ

ثم قد سَعِدَتْ عَشَايا!

سِرْ في طَرِيقِكَ واسْتَمِرَّ بها

فقد تَلْقى السَّجايا!

ولَسَوْفَ إنْ صَمَّمْتَ تُسْعِدْكَ

الظَّواهِرُ والخَفايا!

جَلَّ الذي بَرأَ النُّفُوسَ

وجَلَّ مَن شَرَعَ الوَصايا!

إنِّي لأَرْنُو لِلسَّماءِ

إذا دَجا اللَّيْلُ البَهِيمْ!

تَطْوِي الظَّلامَ ولا تَمُنُّ

فما أَضِلُّ ولا أَهِيمْ!

والبَدْرُ يَسْطَعُ فالسَّماءُ

تَظَلُّ صافِيةَ الأَدِيمْ!

يَدَ خالِقٍ.. يَحْبُو التَّقِيَّ

ولا يَضِنُّ على الأَثَيمْ!

آياتُهُ تُعْيِي البَيانَ

فَما النَّثِيرُ وما النَّظِيمْ؟!

فَأَخِرُّ أَسْجُدُ ضارِعاً

وأَظَلُّ أَنْشُجُ بالبُكاءْ!

وأقول.. يا ربي استطلت

وما أنا إلا هَبَاءْ!

وأقولُ.. يا رَبِّي أَثِمْتُ

وضَلَّ صُبْحِيَ والمَساءْ!

وأَقُولُ رَبِّي أَبِقْتُ

وما اهْتَدَيْتُ إلى النَّجاءْ!

وأَقُولُ يا رَبِّي مَرِضْتُ

وما أُرِيدُ سِوى الشِّفاءْ!

واليَوْمَ أصْحُو من سُباتِيَ

أَسْتَفيقُ مِن البَلاءْ!

واليْوْمَ أَهْتِفُ بالدُّعاءِ

فهل سَيُسْعِدُني الدُّعاءْ؟!

وسَكَبْتَ في قَلْبي السَّكِينَةَ

والتَّطَلُّعَ.. والرَّجاء!

أَنِّي نَجَوْتُ فَلاَ نُكُوصَ

ولا رُجُوعَ إلى الوَراءْ!

جَلَّتْ أَيادِيكَ السَّخِيَّةُ

واسْتَفاضَتْ بالعَطاءْ!

فَأَنا السَّرِيُّ بما حَبَوْتَ

وكنْتُ أَجْدَرُ بِالرِّثاءْ!

أَشْدو بِحَمْدِكَ ما حَييتُ

فقد غَدَوْتُ كما تَشَاءْ!

يا للْجُدوبَة تَستَحِيلُ

بِفَضْلِ غَوْثِكَ لِلرُّواءْ..!

ريحانة شمران 08-23-2024 02:28 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة الملهى والمحراب


https://diwandb.com/images/poets/thu...om_qnmngvt.jpg محمد حسن فقي

#العصر الحديث #المملكة العربية السعودية

0

1,322 مشاهدة


اسْمِعيني - لا أَسْمَعَ الله أُذْنَيْكِ
حديثَ الصِّبا. ونَجْوى الشَّباب!
يَوْمَ كُنَّا طيرين نمرح في
العُشِّ.. ثمالى من خَمْرةٍ ورُضابِ!
يَوْمَ كنَّا عَفَّيْنِ ما نَعْرفُ العِهْرَ
ونُفْضي عَمَّا وراءَ الثِّيابِ!
لا نُبالي بالقَوْلِ يَجْرَحُ..
والنَّظْرَةِ تُدْمِي. ولا بِسُوءِ الحِساب!
فَلَنا مِن رَفارِفِ الطُّهْرِ مأوى
ليس يَخْشى نَقاؤُه من عِقابِ!
وتعالى العُواءُ حَوْلي فما ارْتَعْتُ
ولا أَنْتِ مِن عُواءِ الذّئابِ!
كيف يَرْتاعُ عاشِقانِ
طَهُورانِ بَرِيئانِ مِن خَنًى ومَعابِ؟!
هكذا هكذا دَرَجْنا على
الحُبِّ خَلِيّاً من شِقْوةٍ وعَذابِ!
وتَخيَّلْتُ أَنَّني العاشقُ الفَرْدُ
وأَنّي أختْالُ فَوْق السّحابِ!
وتَبَدَّيْتِ لي حصاناً رَزَاناً
فهي ماءٌ.. وغَيْرُها من سرابِ!
كَمَلاكٍ مِن الفرادِيسِ لا
عَيْبَ به غَيْرُ فِتْنَةِ الألْبابِ!
والورى حَوْلَه نِشاوى
فمن حُسْنٍ وَضِيءٍ: ومن عَبِيرِ مَلابِ!
وتَخَيَّرتِني فلاقيتِ مِنِّي
غيْرَ ذي مَخْلَبٍ.. وذي أَنْيابِ..
غَيْرَ ذي شَهْوةٍ يَطِيحُ بها
الجِسْمُ عَشِيقاً مُزَعْزِعاً.. للتُّرابِ!
هو قَلْبٌ من الحنانِ رقيقٌ
وهو عَقْلٌ مُلاَلِىءً كالشِّهابِ!
واسْتَويْنا نِدَّيْنِ يَحْسِدُنا الخَلْقُ
فمن واثِقٍ.. ومن مُرْتابِ!
فَحَسِبْنا. والأَمْرُ غَيْرُ الذي نَحْسبُ
والعيشُ كلُّه ذُو اضْطِرابِ!
أنَّ هذا الهوى سيمْتَدُّ مُخْضَراً
مدى عُمْرِنا.. مدى الأحقابِ!
يا لها من سذاجةٍ وغباءٍ
هَوَّنا بالكِذابِ كلَّ الصِّعابَ!
وأنا دُونَكِ الأحْمقُ الغِرُّ
فقد كنْتِ نِقْمةً في إِهاب!
نِقْمةً تَخْتَفي وَراءَ حِجابٍ
هو أَعْتى من الصُّخُورِ الصِّلابِ!
يا لَرُوحي مِمَّا اعْتَرَاها من الغَفْلةِ
دَهْراً.. ويا له من عُجابِ!
ضَرَّجَتْني لكنَّها أَنقْذتني
من خِداعٍ مَضَلِّلٍ.. وكِذابِ!
ربَّما كان خَيْرُنا في عَذابٍ
مُنْضج. صارِفٍ عن الأَوْشابِ!
وأراني أَراهُ يعد تماديَّ سِفاهاً
وبعد فَصْلِ الخِطابِ!
واضِحاً.. واضِحاً.. جَلِيّاً.. جَلِيّاً
في كِليْنا من رِفْعَةٍ وتَبابِ!
لم تَعُودِي يا بُلْبُلي الصَّادِحَ
بالمَطْرِباتِ.. غَيْرَ غُرابِ!
فارْقُبي يَوْمَكِ وقُولي
يا لَنَفْسي من وَحْشَةٍ وخَرابِ!
كيف يَحْبو وما لَهُ من سناءٍ
يَتَصَبَّى.. وما لَهُ مِن رِحابِ؟!
فَلَعلَّ المتابَ كفَّارَةُ العُمْرِ
ورَضْوى تِلكَ القُلوبِ الغِضابِ!
هل تُطيِقينه؟ عَسى أن تُطِيقيهِ
وأَن تَدْخُلي إلى المِحْرابِ!

ريحانة شمران 08-23-2024 02:29 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة أيتها اللعوب
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,322 مشاهدة

اسْمَعِيني
يا جَمالاً كانَ في بُرْدَةِ طُهْرِ..
يا جَمالاً كانَ في نَضْرَةِ زَهْرِ..
يا جمالاً كانَ في طَلْعَةِ بَدْرِ..
يا جمالاً كان في نَفْحَةِ عِطْرِ..
يا جمالاً كانَ في ريَّةِ نَهْرِ..
يا جمالاً كان في نَشْوَةِ خَمْرِ..
يا جمالاً كان في وَقْدَةِ جَمْرِ..
يا جمالاً كانَ في سَطْوَةِ نِمْرِ..
كيف أهويت إلى الدرك السحيق؟!
كيف أَهْوَيْت. وقد عاهَدْتِني..
أَنَّ هذا الحُبَّ.. حُبٌّ أَبَدِي..
ولقد أشعر أَنِّي في الذرى..
منه.. من عَهْدٍ بعيدٍ سرمدي..
ولقد صَدَّقْتُ ما قُلْتِ فقد
كنْتُ روحاً هائِماً في جَسَدِ..
عَبْقَرِيٌّ في الهوى لكنَّني..
ذو عُيُونٍ شَقِيَتْ بالرَّمَدِ..
قد تَرى في حَجَرٍ مُسْتَرْخَصٍ..
لُؤْلُؤاً مُؤْتَلِقاً من عَسْجَدِ..
ولقد يَسْتَعْذِبُ البَحْرَ الغَريقُ..
* * *
فاسْمَعيني..
لم يَكُن حُبُّكِ إلاَّ صَبْوَةً..
صَهَرتْني. فَنُحاسي عادَ تِبْرا..
عُدْتُ حِسّاً واعِياً مُسْتَشْرِفاً..
عالَماً أَكْشِفُ منه ما اسْتَسَرَّا..
عالَماً ما يَعْرِفُ الغَدْرَ ولا..
تَرْقُبُ النَّفْعَ فَتَلْقى منه ضَرّاً..
ولقد أَصْلَيْتَني حينا لظى
صَهَرَتْني. فَأَرَتْني السِّر َجَهْرا..
كنتُ طِفْلاً أَتَشَهَّى لُعْبَةً..
فإِذا اللُعْبَةُ تُضْنِي منه دَهْرا..
وإذا باليأْسِ منها.. والضَّنى..
أَنْبَتا في قَفْرِهِ الموُحِشِ زَهْرا..
فاسْكُبِي الدَّمْعَ فإِنِّي صِرْتُ حُرّاً..
صِرْتُ حِسّاً عَبْقَرِيّاً.. صِرْتُ فِكْرا..
فلقد أَسدى. وما أَشْقى الحَرِيقْ..

ريحانة شمران 08-23-2024 02:29 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة أيها الإنسان
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,321 مشاهدة

أجْهَدَتْني الحياةُ يا رَبِّ حتى

لَتَمَنَّيْتُ أَنْ تَغُولَ المنُونُ!

غير أَنِّي أخافُ من سَطْوَةِ الإِثْمِ

فتشقى اليقين مِنِّي الظُّنُونُ!

كيف ألْقاكَ والغواية ألْهَتْني

عن الرُّشْدِ..واسْتَبَدَّ الجُنُونُ!

أَنْذَرَتْهُ فما ارعوى. وتَصَدَّى

غَيْرَ مُسْتَبْصِرٍ ولا مُسْتَجِيبِ!

وتَرَدَّى إلى الحَضِيضِ فلاقى

كُلَّ مُسْتَنْكِرٍ وكُلَّ حَرِيبِ!

أَلَّفُوا عُصْبَةً وما بالُوا

بيَوْمٍ على الغُواةِ عَصِيبِ!

كنْتُ مِنْهُمْ.. لكِنَّني كنْتُ

أنقاهم ضميرا.. وخَيْرَهمُ تَفْكيرا!

كنْتُ أسْتَنْكِرُ الخَطايا وآتِيها

وأَسْتَعْذِبُ الشَّرابَ المَرِيرا!

وبِقَلْبي الأَلِيمِ لَمْحَةُ نُورٍ

لو تَجَلَّتْ لما غَدَوْتُ ضَرِيرا!

ولما رُحْتُ ساَدِراً في ضلالٍ

يَجْعَلُ النَّابِهَ الحصيف غَرِيرا!

ما الذي في غَدِي بَعْد أَمسي

جانَبَ الدَّرْكَ مُسْتَنيراً سَوِيّاً؟!

فَرأَى فيه فِتْنَةَ اللُّبِّ إذا

كان سامِريّاً غَوِيّاَ..؟!

فَمَشى عابِثاً بِدَرْبٍ مَقِيتٍ

قامَ إِبْليسُهُ عليه وصِيَّا!

فيه ما يشتهي العصى فيطويه

فَيَغْدو الجَلِيُّ فيه شَجِيَّا!

إنَّه كان أَمْسِي فأشْقاني

وما زِلْتُ فيه نِضْواً شَقِيَّا!

إنَّما الخَلْقُ في الحياة شُكُولٌ

مُنْذُ أَنْ صِيغَ من تُقًى وفُجورِ!

والصَّبُورُ الصَّبُورُ في هذه الدنيا

كرِيمُ العُقْبى كَمِثْلِ الشَّكُورِ!

وأنا لم أكُنْ صَبُوراً ولا كنْتُ

شَكُوراً.. فَفِيمَ هذا الدَّلالُ؟!

أفَبالخُسْرِ والخَطِيئاتِ أَزْهو

خابَ مِنْها قَبْلي وَذَلَّ الرِّجالُ!

إنَّما الزَّهْوُ والدَّلالُ بِما كانَ

جَلِيلاً.. يَعَزُّ مِنهُ الجَلالُ!

صارِحيني يا أُخْتَ رُوحي. وصُدِّي

عن ضَلُولٍ جافى السُّمُوَّ فَأَهْوى!

قد تَحَوَّلْتُ عن سبيلي الذي كان

سَوِيّاً. فَلَسْتُ أَهْلاً لِنَجْوى!

ما أراني من الغِوايَةِ إلاَّ

تابِعاً شَهْوتي ومَنْ كانَ أَغْوى!

فاذْكُرِيني إذا خَلَوْتِ بِمِحْرابِكِ

ذِكْرى تُزِيحُ كَرْباً وبَلْوى!

إنَّني صائِرٌ قَرِيباً إِلى الله

بِقَلْبٍ ذي لَوْعَةٍ وانْكِسارِ!

خائِفاً.. آمِلاً.. فما أَعْظَمَ العَفْوَ

لَدَيْهِ.. عن الخطايا الكِبارِ!

ولَعَلِّي بِما أُجِنُّ.. بإِيماني

نَقِيّاً مِنْ لَوْثَةٍ وضِرارِ..!

أَجِدُ العَفْوَ.. والجَحِيمُ يُنادِيني

إِلَيْهِ.. وجَنَّتي في انْتِظاري!

نَحْنُ نَلْهُو وفي الشَّبابِ اقْتِحامٌ

ثُمَّ نَكْبُوا. وفي الشَّبابِ انْهِزامُ!

لِمَ لا نُبْصِرُ العظاتِ فَنَسْتَهْدي

ولا يَجْرَحُ الرَّشادَ الحُسامُ؟!

الأَشِدَّاءُ قبْلَ أن يَعُودوا ضِعافاً

لَيْتَهُم غالَبُوا الهَوى فاسْتَقاموا!

كانَ حَقّاً عَلَيْهِمُو أَنْ يضيئوا

قَبْلَ أَنْ يَدْهَمَ الحياةَ الحِمامُ!

ريحانة شمران 08-23-2024 02:29 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة أنا والشاعر العرفج
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,296 مشاهدة

طرِبْتُ من العَرْفَجِ المُسْتَنيرِ

بِشِعْرٍ بدا كشُعاعِ القَمَرْ!

كَصَفْوِ الغَدِيرِ.. كشَدْوِ الكَنارِ

.. كحُلْوِ الثِّمارِ.. كنَفْحِ الزَّهَرْ!

فقُلْتُ له.. ما أَجَلَّ القريضَ

إذا ما سَبانا بهذي الغُرَرْ!

بدا لي كَمِثْلِ السَّحابِ النَّدِيِّ

يَجُودُ علينا بِحُلْوِ المَطَرْ..!

لقد أَدَني حَمْلُهُ في الحياةِ

ولكِنَّه كانَ حُلْوَ الثَّمَرْ..!

وأَسْتَنْبىءُ النَّجْمَ عَمْا اسْتَبانَ

-وكانَ الخَفِيَّ- وعما اسْتَسَرْ!

فُيُنْبِئُني يالَ هذا الحَصادُ

ويالَ بَدِيعُ الرُّؤى والسُّوَرْ!

تَبارَك مانِحُ هذا الشُّعورِ

يَصُوغُ لنا غَالياتِ الدُّرَرْ!

ويسقي النمير.. ويروي الظماء

فَنِعْمَ النَّمِيرُ.. ونِعْمَ النَّهَرْ!

وما نالَه غَيْرُ بَعْضِ الأَنامِ

وكانوا العَمالِيق بَيْن البَشَرْ!

وكانُوا السَّراةَ. وكانُوا الهُداةَ

وكانُوا الشُّداةَ به في السَّحَرْ!

أَراني الحَفِيَّ به المُسْتَعِزَّ

بِحالَةِ صَحْوِي به والحَذَرْ!

فيا ربَّةَ الشعر إنِّي الشغوف

وإنِّي الكَنارِيَّ ما بَيْن الشَّجَرْ

أَهِيمُ بجناتك الحاليات

هُيامي بِحَرِّ اللَّظى مِن سَقَرْ!

ريحانة شمران 08-23-2024 02:30 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة الجسد والروح
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,296 مشاهدة

كيف أَلْقاكِ غداً يا حُلْوتي

وأنا مُعْتَكِفٌ خَلْفَ الوَصيدْ؟

كيف.. والدَّمْعَةُ تَتْلو آهَتي

والمنى تَنْثالُ في خَصْرٍ وجِيدْ؟!

أَفَتَغْدوا واقِعاً تلك المُنى؟!

فأَراني راكِضاً فوق السَّحابْ؟!

وأَرى الطَّلْعَةَ مِن ذاتِ السَّنا

فَأَرى الوابل مِن بَعْدِ السَّرابْ؟!

يا لَ قَلْبي من جَرِيحٍ نابِضٍ

بِهَوىً يَقْسُو عليه.. ويَلِينْ!

يتراءى كسحابٍ عارضٍ

ثم يَنْأى.. وهو بالَغوْثِ ضَنِينْ!

غائِباً بِضْعَ سِنِينٍ يا لَهُ

من هَوىً يَشْغَفُني ثم يَشيحْ!

غالَ.. والقَلْبُ يَرى مَن غالَهُ

بَلْسَماً يُشْفِي. وحُباً يَستَبِيحْ!

قلْتُ يا قَلْبُ.. أما يَثْنِيكَ ما

راعَ ما أَسْقاكَ مِن مِلْحٍ أُجاجْ؟!

هو نَصْلٌ ما اشْتَهى إلاَّ الدَّما

مِنْكَ. وانْسَلَّ وما ترْجو العِلاجْ؟!

قال ما أَرْجُوهُ.. إنَّ الأَلَما

هو نَجْوايَ. وإِلْهامي.. وَوَحْيي!

شَحَذَ الفِكْرَ.. وأَذْكى القَلَما..

فهو بَعْد الظَّمَأ الحارِقِ رِبِّي..!

كنْتُ أَهْذي حِينَما أَمَّلْتُ وَصْلي

مِنْه. كُنْتُ الطِّفْلَ يَهْفُو للرَّضاعْ!

هو قد يحلو. وقد يُثْمِلُ عَقْلي..

ثُمَّ يَتْلُو ثَملي منه الصُّداعْ!

تشْتَهي نَفْسي القِلا راضِيةً

وهو يُصْلِيها بِسُهْدٍ وعذَابْ!

وتُجافي وَصْلَها مُغْضِيَةً

عن لُهىً آلاؤُها تُخْفي التَّبَابْ!

هي نَفْسٌ أَلِفَتْ أن تَمْتَطي

صَهْوَةَ المَجْدِ. وإن كانَ حَرُونا..!

قالَتِ الشُّهْبُ لها لا تَقْنَطِي

وارْكَبي الصَّعْبَ. ولا تَخْشِي المَنوُنا!

فاسْتَجابَتْ. وارْتَأَتْ أَنَّ الهَوى

أَلَمٌ يُشْجِي. وفَنٌّ يَسْتَجِيبْ!

وهي في الأَوْجِ اشْتَطَّ النوَّى

تَتَملىَّ جَوْهَرَ الكَوْنِ العَجِيبْ!

وهي في الدَّرْكِ إذا الحُبُّ ارْتَوى

مِن رُضابِ الحُسْنِ ما يَنْدَثِرُ..!

يا لَهُ مِنَْ مْنهَلٍ يَشْفي الجَوى

ثم يُغْثِي.. ويَسُوءُ الصَّدَرُ!

قال لي.. إنَّ حَبِيبي قَمَرٌ

قُلْتُ قد يَسْخَرُ مِنْكِ البَصَرُ!

فَتَراهُ بعد حين تائِهاً

حينما يَخْسِفُ هذا القَمَرُ..!

عَرَكَ الدَّهْرُ شُعوري والحِجا

فَرَأَيْتُ الجَسَدَ الحالي.. رُفاتا!

حُسْنُهُ ضَوْءٌ يُغَشِّيهِ الدُّجى

وهو صَحْوٌ نَرْتَجَي منه السُّباتا!

ولقد يَحْلُو لنا سُلْوانُهُ

حينَ ما نَبْلُغُ مِنْه الوَطَرا!

ولقد تبدو لنا أفْنانُهُ

عَوْسَجاً نَأْخُذُ مِنْه الحَذَرا!

ورأَيْتُ الرُّوحَ رَوْضاً عابِقاً

بِزُهُورٍ.. وثِمارِ.. ومَناهِلْ!

كُلَّما جِئْتُ إليه طارقاً

قُلْتُ ما أَحْلاكِ يا هذي الشَّمائِلْ!

فيه نَهْرٌ أَرْتَوِي مِنْه.. ونَخْلٌ

أَجْتَنِيهِ.. ونَسِيمٌ وبَلابلْ!

ههُنا الحُسْنُ الذي يخبو ويَحْلُو

وهُنا العِزِّةُ تَغْلُو.. والجَلائِلْ!

بَعْد هذا الحُسْنِ يُشْجي بالرُّؤى

والأمانِيِّ.. أَراني ثَمِلا!

ما أُبالي مَن دَنا.. أَوْ مَن نأى

فلقد عُفْتُ الهوَى والغَزَلا!

ريحانة شمران 08-23-2024 02:30 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة كنا فمتى نعود
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,293 مشاهدة

عجَبي لِهاتيكَ المواقِفْ

بين النَّسائِمِ والعواصف!

فَسَمَوْا بِها لِذُرى الحياةِ

إلى التَّلائِدِ والطَّرائِفْ!

والحاكِمُ اسْتَشْرى.. فَعَادَ

النَّاسُ. مَظْلوماً وظالِمْ!

رَضَخَ الضَّعِيفُ المُسْتَذَلُّ

أَمامَ عاتِيَةِ الصَّوارِمْ!

ثُمَّ اسْتَراحَ إِلى المَذلَّةِ

واطْمَأَنَّ إلى القَواصِمْ!

يالَ الضِّعافِ المُدْمِنينَ

على الهَوانِ بِلا سَخائِمْ!

إنَّ الحياةَ بِلا كرامَةٍ

كَالجِراحِ بِلا مَرَاهِمْ!

أَيْنَ العَزائِمُ؟! إنَّها

رَحَلَتْ مَع الشُّوسِ الضَّياغِمْ!

ماضٍ أَغَرُّ.. وحاضِرٌ

راضٍ بأَشْتاتِ الهزائِمْ!

لن يَعْرِفَ العَيْشَ الهَنِىءَ

المُسْتَعِزَّ. سوى الأَكارِمْ!

يا مَعْشَرَ العَرَبِ النِّيامِ

اسْتَيْقِظُوا وتوحَّدوا!

هذي العوالِمُ حَوْلكُمْ

يَبْغُونَ أَنْ يَتَصَيَّدوا!

أَوَّاه.. ما يُجْدِي التَّأوُّهُ

من يُضامُ فَيُخْلِدُ!

فمتى نَفُوقُ مِن الكرَى؟!

ويَقُومُ فِينا السَّيِّدُ؟!

لِيَقودَنا.. فالنَّاسُ

تَشْقى بِالزَّعِيم. وتَسْعَدُ!

ريحانة شمران 08-23-2024 02:34 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة صراع
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,292 مشاهدة

تنْهَشُني الأَثامُ نَهْشَ الذَّئابْ

وتَنْثَني عنَّي جياعاَ غِضابْ!

يا نفس قد أَوْرَدْتني مَوْرِداً

ذَهابُه يُصِدُ دُوني الإِيابْ!

حاوَلتُ أَنْ أَرْجِعَ لكنَّني

وَجَدْتُني أَشْتاقُ عَذْبَ الشَّرابْ!

فكيف لي يا نفسُ أَنْ أَرعَوِي؟!

كيف.. وأَنتِ الغَيُّ. أَنْتِ العَابْ؟!

ظَمِئْتُ للماء فأَدْنَيْتِني

لا لِلفُرات العَذْبِ. بل للسَّرابْ

يا لَيْتَني عاصَيْتُ داعي الهوى

حتى ولو أَدْمتْ جُنُوبي الحِرابْ!

مضى شبابي واغِلاً في الخَنى

وخَيْرُ ما نَمْلِكُ.. نحن.. الشَّبابْ!

وها أنا اليَوْمُ بِشَيْخوُخةٍ

وانِيةٍ تَسْلُكُ تِلْكَ الشَّعابْ!

متى أَراني عائداً لِلْهُدى

ما أَشْتَهي الكَأْسَ. وحُلْوَ الكِعابْ؟!

أرى رِفاقي بعد ما أَمْعَنُوا

في اللَّهْو عادُوا خُشَّعاً للصَّوابْ!

فهل أنا وَحْدي الذي يَجْتَوي

رَشادَهُ.. مُسْتَهْدِفاً لِلْعِقابْ؟!

وهل أنا الغاوِي الذي يَسْتوي

بِدَرْكِهِ المُظْلِم.. دُونَ الصِحاب؟!

أمامَه الأخْرى.. ويا وَيْلَتا

من سوء ما سَطَّرهُ في الكِتابْ!

يا وَيْلهُ وهو الذَّكِيُّ الذي

يَعرفُ ما يَلْقاهُ يَوْمَ الحِسابْ!

كيف تَوارى عَقْلُهُ في القَذى؟!

كيف تَوارى حِسُّهُ في التُرابْ!

فَكّرَ في الرُّشْدِ.. ولكنَّهُ

عاصاهُ.. ما أَوْحَشَ سُودَ الرِّحابْ!

آثَرَ مِن ضَغْطِ الهوى قِشْرَهُ

واختارَهُ دُون كريم اللُّبابْ!

فَيا لهُ مِن بُلْبُلٍ عاثِرٍ

بَدَّلَ بالشَّدْوِ نعِيقَ الغُرابْ!

كانَ بِرَوْضِ مُونِقٍ حافِل

بالثَّمَر الحالي.. بما يُسْتطابْ!

من زَهْرٍ يَنْفَحُ عِطْراً.. ومِن

جَداوِل تَحْلو كماءِ السَّحابْ!

كانِ له شِعْرُ بَديعُ الرُّؤى

مُحَلِّقِ..مُسْتَشْرِفٍ كالشَّهابْ!

يُضيءُ بالشِّعْر جميعَ الصُّوى

فَيُرْشدُ السَّاري. ويَشْفي المصابْ!

يُجلُّهُ الرَّبْعُ.. ويَعْلو بِهِ..

لأّنهُ يَرْفَع عَنْه الحَجابْ!

لأَِنَّه يُسْدِي إليه المُنَى

تَخْطُرُ بالحِلْيِ وغالي الثَّيابْ!

مُهَنْدسِاً كانتْ له حِكْمةُ

تُعِيدُ للْعُمْرانِ.. بعد الخَرابْ!

كأَنَّما يَغْرفُ مِن عَلْيًم..

دُرَّا يُحَلِّي زَيْنَباً والرَّباتْ!

وتَقْتَنِيهِ النَّاسُ ذُخْراً لهم

لأَنَّه يَحْمِلُ فَصْلَ الخِطابْ!

فَما لَهُ يَهوي إلى حفرة

لَيْس بِها إلاَّ طَنِينُ الذُبابْ!

مُظْلِمَة.. مُفْضِيَةٌ للِردَّى

كالقَبْرِ..يالَ الخِزْي. يالَ التَّبابْ!

ماضِيةِ يَسْتَصْرِخُ مِن حاضِرِ

هُداهُ.. والحاضِرُ يُخْفي الجَواب!

لأَِنه اسْتَلًم في شِقْوَةٍ

بِسَطْوَةِ أَلْوَتْ به فاسْتَجابْ!

يَرْحَمْهُ الله.. وكم أَنْقَدَتْ

رَحْمَتُه. كم أَخْصَبَتْ من يَبابْ!

كم أَكْرمَتْ مِن خاسِرِ آبِقٍ

فطابت العُقْبى. وطابَ المتابْ!

لقد رَأىِ بَعْد العَمى نَيْزكاً

يُضيءُ. فاسْتَأَنس بَعد اغْتِرابْ!

قال.. لَعَلَّ النَّجمَ مِنَ بَعْدِهِ

يَأْتي. ويَأتي البَدْرُ بَعْد الغِيابْ!

فَيَرْجعُ الطَّيْرُ إلى رَوْضِهِ

مُغَرِّداَ بعد طَويل النُّعابْ!

ريحانة شمران 08-23-2024 02:34 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة أتمنى ولكن
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,284 مشاهدة

أنا بالعَيْشِ مِنْهُما

في جَحيمٍ مِن الأَلَمْ!

وَيْ كأنِّي بِغابَةٍ

تَحْتَويني مِن السَّلَمْ!

لَيْتَني كنْتُ نَجْمَةً

في سَحِيقٍ من الرِّحابْ!

ما تُعانِي مِن البِلى

أَوْ تُعاني مِن العَذابْ!

فَهْي لا تَرْتَجِي الثَّوابَ

ولا تَرْهَبُ العِقابْ!

لِمَ.. والحِسُّ ما يَجِيشُ

ولا الفِكْرُ.. في الأَهابْ؟!

لَيْتَني كنْتُ صَخْرَةً

ساخَ في الأَرْضِ جِذْرُها!

كيْفَ لا! وهيَ ما تُحِسُّ

ولا ضَاقَ صَدْرُها؟!

لَيْلُها ما أَخافَ مِنْها

ولا سَرَّ فَجْرُها!

لَيْتَني كنْتُ باذراً

يَبْذُرُ الحُبَّ والأَمَلْ!

وإذا مَسَّهُ اللُّغُوبُ

وحَفَّتْ به العِلَلْ!

لم يَعُوقاهُ لَحْظَةً

أو يَرُدَّاهُ لِلْكَسَلْ!

بَلْ يَزِيداهُ قُوَّةً

ونَشاطاً على العَمَلْ!

لَيْتَني كنْتُ مِبضْعاً

يَبْتُرُ الحِقْدَ والحَسَدْ!

ساءَ مَرْعاهُما الخَبِيثُ

وأَفْضى إلى النّكَدْ!

بَعْضُ ما في الحياةِ هذى

جَديرٌ بأَنْ يُحَدْ!

والحدُودُ الَّتي تُقامُ

هِي العَدْلُ والرَّشَدْ!

لَيْتَني كنْتُ صارِماً

في يَديْ فارِسٍ شُجاعْ!

يَنْصُرُ الحَقَّ ما أَطاقَ

ولا يَرْهَبُ الصِّراعْ!

يَكْشِفُ الزَّيْفَ نازِعاً

عن شياطِينِه القِناعْ!

فَهْوَ رُعْبٌ لِذي الضَّلالِ!

ورُعبٌ لَذي الخِداعْ

لَيْتَني كنْتُ بَلْسَماً

فيه لِلْمُوجَعِ الشِّفاءْ!

ولِذي العَجْزِ قوَّةً

ولذي الضَّعْفِ كِبْرِياءْ!

ولِذي الشَّجْوِ راحَةً

مِن هَوانٍ. ومِن بَلاءْ..!

وهو لا يَرْغَبُ الثَّناءَ

على البَذْلِ والعَطاءْ!

ويَراعاً يَشُدُّهُ..

لِلْعُلا الصِّدْقُ.. لا الرِّياءْ!

وهو كالنُّورِ.. إن تَجَلَّى

تَبَدَّى به الخَفاءْ..!

لَيْتَني كنْتُ شادِياً

بَيْنَ رَوْضٍ ومَنْهَلِ!

عُشُّهُ في حَدِيقَةٍ

ذاتِ وَزدٍ وصَنْدَلِ!

يَتَغَنَّى بِجَوِّهِ

وبإِلْفٍ ومَنْزِلِ!

فَهْوَ حُرٌّ.. ولَيْتَنا

مِثْلَهُ لم نُكَبَّلِ!

ريحانة شمران 08-23-2024 02:35 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة الأغوار والقمم
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,272 مشاهدة

العوالي تَحِنُّ للأَغْوارِ

والدَّياجى تُطيحُ بالأَنْوارِ!

فَصَباحي يَطوِي الخُطى لرَباحٍ

ومَسائي يَطْوِي الخطى لِخَسَارِ!

أَلِرُشْدٍ تَميِلُ. أَمْ لِضَلالٍ

ولِنَفْعٍ تَمِيلُ أَمْ لِضِرارِ؟!

مِن صِبايَ الغَرِيرِ كنْتُ أُعانِي

قَلَقاً مِن شُذُوذِها وعِثاري!

يا لَ نَفْسي من الضلالة والرشدِ

ومن صولتي بها وانْدِحاري!

إنَّ حَوْلي مِن الأَنام كَثيرينَ

أَراهُمْ في نَشْوَةٍ وافْتِرارِ!

ليْتَ لي مِن خَلائِقِ القَوْمِ ما

يَدْفَعُ عَنِّي غَوائِلَ الأَفْكارِ!

أَقْلَقَتْ مَضْجَعي.. فحالفني

السُّهْدُ. ومالي عن هَوْلِها مِن فِرارِ!

كِشفارٍ تُدْمي وتُمْعِنُ في السَّطْوِ

وهل نَامَ مُثْخَنٌ بالشِّفارِ؟!

يا ضَمِيري وأّنْتَ تُمْعِنُ في اللَّوْمِ

وتُشْقي الجَريحَ بالأَفْكارِ!

لا. فَما اسْطَعْتُ عن عَمايَ انْحِرافاً

أَوْ أَطَقْتُ النَّجاةَ مِن إعْصارِي!

لَمَ لَمْ تَأْسَ يا خَدِيني على

الآبِقِ لَمْ تَحْمِهِ مِن الأَوْزارِ؟!

بِالَّذي فيكَ من شَعاعٍ. ومن رُشْدٍ

يُضيئانِ دَرْبَهُ كالمَنارِ؟!

يا شَقائي الذي يُمَزِّقُ رُوحي

لَسْتُ أَشْكُو مِن خَيْبَتي واعتِساري!

فلقد كُنْتُ أَسْتَبِيحُ حِمى الطُّهْرِ

كَأَنِّي كَلْبٌ ثَوى في وجارِ!

لَفَّهُمْ قَبْلُ ظُلُمَةٌ واعْتِكارٌ

فَتَناءَوْا عن ظُلْمَةٍ واعْتِكارِ!

وأَنا ما أَزالُ في عُتْمَةِ اللَّيْلِ

فَمَن لي مِنْها بِقُرْبِ انْحِسارِ!

رُدَّني مِثْلَهُمْ عن الغي.. يا رب

فإِنِّي أَوَدُّ رَدَّ اعْتِباري!

فلقد ضِقْتُ بالمجُونِ وبَلْواها

وأَدْمى رِجْلَيَّ طُولُ عِثارِي!

وانْكِساري أَخْنى عَلَيَّ وأَشْقى

فَأَذِقْني لَذَاذَةَ الانْتِصارِ!

وأنا اليَوْمَ بَيْنَها قد تَعَرَّيْتُ

وقد لَوَّثَتْ دِمائي إزَارِي!

أَيُّهَذا النُّورُ الذي يَتَغَشَّانِي

تَبارَكْتَ مِن ولِيٍّ وجَارِ!

كُنْتُ قَفْراً فَعُدْتُ رَوْضاً نَضِيراً

بِزُهُورٍ شَذِيَّة.. وثِمارِ!

راحَ عَنْه اصْفِرارُهُ فَزَها الرَّوْضُ

بِخُلْوٍ مِن سَلْسَلٍ واخْضِرارِ!

ريحانة شمران 08-23-2024 02:35 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة أينا الخاسر
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,261 مشاهدة

عدْني بِوصْلٍ منكَ يا فاتِني

فأنْتَ لي مَصْدَرُ إلْهامي!

وأنت لي دُونَ الورى مُتْعَةٌ

تُشُعِلُ أَطْراسي وأَقْلامي!

جاشَتْ بصَدْري ذِكْرياتٌ لها

عِطْرٌ بأيَّامي وأَحلامي!

أيَّامَ كنْتَ الفاتِنَ المُسْتوِي

بِمُهْجتي. والمُغدِقَ إلهامِي!

إنَّي أُكَنَّي عَنكَ مِن بَعْدِما

لاقَيْتُ مِن هَجْرِكَ مَا أَسْقَما!

شَقِيتُ منه. يا لَهذا الهوى

شّرِبْتُ منه سَلْسَلاً.. عَلْقما!

كانَ اللَّظى يَسْلِبُ ِمنِّي الكرى

حِيناً.. وحِيناً كانَ لي بَلْسَما!

وكانَ لي في شَفَتَيْهِ اللَّمى

يُسكَرني.. يَجْعَلُني المُلْهَما!

وكنتُ لا أُبْصِرُ إلاَّ المُنَى

مُشْرقةً.. تُورِدُني جَنَّتي!

إلاَّ الطُّيورَ الشَّادِياتِ التي

تُطْرِبُني.. تُشْعِلُ لي صَبْوَتي!

لا فِكرتي تِشْغَلُني بالذي

يُكْرِبُ كالأَمْسِ. ولا مُهْجَتي!

أَوّاهِ كانَت سوى فَترةٍ

حالِمةٍ.. ثم انْتَهَتْ فَتَرَتي!

ودَهَمَتْني يَقْظَةٌ كالرَّدى

قاسيةٌ.. جَفَّ بها جَدْوَلي!

أَذهَلني منها عُزُوفُ الهوى

عنِّي. كَسَهْمٍ حَطَّ في مَقْتَلي!

ما كانَ أَقساهُ. فكيف ارْتَضى

سفكَ دَمي؟! كيف لَوى مِفْصَلي؟!

ما كنْتُ هائِماَ يَكْتويِ

فَيَرْتَضِي باللَّهب المُشْعَلِ!

وكانَ لِي النَّجْمَ الذي أَهتدي

بِنُورِه في الحالِكِ المُظْلِمِ..!

يَسْخو بْه من غَير ما مِنَّةٍ

سخاءَ مَنْ يَحْنُو على المُلْهَمِ..!

كانَ هو المُلْهْمُ هذي الرُّؤى

كأَنَّما يَغْرِفُ مِن مِنْجمِ..!

يَحُوطُني بالحُبَّ يَروِي به

صَدايَ رِيَّ المانِحِ المُنْعِمِ..!

وقال لي يَوْماً.. أَلا تَشْتَهي

جَنايَ؟! إنَّي لا أُبِيحُ الجَنى!

إلاَّ لمن كانَ شَدِيدَ الجوَى

مُسْتَعْذِباً فيه الضَّنى والوَنى!

فإِنَّه يَحْظى به ناعِماَ

من شِقْوَةٍ يَشْتارُ مِنْها المُنى

وأَنْتَ حتى الفَقْر تَرْضى به

منه.. فَبَعْضُ الفَقْرِ بَعْضُ الغِنى!

قد كُنْتَ هذا.. واصِلاً.. حانِياً

فكيف ضَرَّجْت الهوى بالصُّدُودْ؟!

كيف تَحَوَّلْتَ إلى عاصِفٍ

أَهْوِي به للسَّفْح بعد النَّجُودْ؟!

ما كُنْتُ أسَتَأْهِلُ هذا الأسى

ما كُنْتُ أسْتَأهِلُ هذا الجُحُود!

خَسِرْتَني.. قد كنْتَ تَعْلو الذُّرى

مِنَّي. وقد كنْتَ تُلاقي الخُلُودْ!

راوَدَني الغِيدُ.. فلم أَنْجَذِبْ

لَهُنَّ.. لم أَحفَلْ بحور الجنانْ!

كُنَّ على ما يَشْتِهيه الهوى

حُسْناً ودَلاَّ من حَصانٍ رَزَانْ!

يَشْغَفْنَ بالشَّعْرِ. وبالمُعْتَلي

به إلى النَّجْمِ.. وَضِيءِ البَيانْ!

وقُلْنَ لي.. دَعْ عَنْكَ تِلكَ الَّتي

تُشْقِي.. وأَنْتَ الحُرّ تأْبى الهَوانْ!

لسَوْف تَطْوِينَ الحَشا دامياً

منِ بَعْد أَنْ بارَحْتُ ذاك الحِمى!

فإِنَّني اليَومَ على صَبْوةٍ

تَحْمي. ولا تَسْفِكُ ِمنِّي الدَّما..!

حَوْلي من الخُرَّدِ ما أَزْدَهي..

به. وما يَرْوِي شدِيد الظَّما..!

وهُنَّ يَطْوِين نَقِيَّ الهوى

فلا فؤاداً جائراً.. أَو فَما!

الحُسْنُ لَوْلا الشَّهْرُ ما يَسْتَوي

إلاَّ قَليلاً من حَنايا الوَرى!

الطُّهْرُ يُعْلِيهِ.. ويَهْوي الخَنى

به إلى الدَّرْكِ.. ويُغْوِي السُّرى!

والخُلْدُ لِلشّعْر إذا ما سَما

وعافَ بالعِزَّ خَسِيسَ القِرى!

عَلَيْهِ. أَنْ لا يَنْحَني صاغِرا

فالشاَّعِرُ. الشَّاعِرُ لن يَصْغَرا!

ريحانة شمران 08-23-2024 02:36 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة ارتفاع وانحدار
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,252 مشاهدة

أمَّا أنا. فقد انْتَهَيْتُ

وما أُؤَمِّلُ في الرُّجوعْ!

فلقد سَئِمْتُ من النَّزُولِ

كما سَئِمْتُ من الطُّلوعْ!

ولقد سَئِمْتُ من الظَّلامِ

كما سَئِمْتُ من السُّطُوعْ!

حتى الحياة سَئِمْتُها

وسَئِمْتُ من حُلْوِ الرُّبُوعْ!

الخَوْفُ من هَوْلِ المصِيرِ

يَدِبُّ ما بَيْنَ الضُّلُوعْ!

لا لِلأُصُولِ أحِنُّ من سئمي

الكئيبِ. ولا الفُروعُ!

أطْفِىءْ شُموعَكَ إنَّني

أَطْفَأْت يا زَمَني الشُّمُوعْ!

جاءَ الحَبيبُ فَقُلْتُ يا جُنَّي

لقد ماتَ الوَلُوعْ!

فأنا العَيُوفُ من الهوى

ومن الفُتُونِ. أنا القَنُوعْ!

فإذا رأيْتُ الفاتِناتِ

فلا أَنِينَ. ولا دُمُوعْ!

وأَشْحْتُ عن دُنْيا الغَرامِ

فلَنْ تَرَى مِنَّي الخُضُوعْ!

فَقَدِ احْتَمَيْتُ من السِّهامِ

المرهفات بما اقْتَنيْتُ من الدُّروعْ!

لَمَّا رأَتِني قد أَشَحْتُ

توهَّمَتْ أَنِّي الكَذُوبُ!

هذا المُشِيحُ أّلأَمْ يكُنْ

بالأَمْسِ تُثْخِنُهُ النُّدوبْ؟!

أَوَ لمْ يكُنْ يجري وراء

الغانياتِ ولا يُنَهْنِهُهُ اللُّغوبُ؟!

ويَظَلُّ يَجْري. لا يكُفُّ عن

المخازي المُوبِقاتِ. ولا يَثُوبُ؟!

قد كنْتُ أصْفَعُهُ بإِعْراضي. فَيَرْ

ضى بالهوانِ. ولا يَطيبُ له الهُروبُ!

ماذا اعْتَراهُ؟! وكانَ شَيْطاناً

تروق له المباذِلُ والعُيُوبُ؟!

لا. لَيسَ يَخْدعُني تَبَتُّلُهُ

وهل تَلِدُ التَّبَتُّلَ والتَّرانِيمُ. الذُّنُوبُ؟!

ذِئْبٌ تَزَمَّلَ ثَوْبَ أَطْلَسَ

تَسْتَطِيلُ به المخالِبُ والنُّيوُبُ!

هَلْ تابَ عن ماضِيهِ؟! كلاَّ

فالمُتَيَّمُ بالخطايا لا يَتُوبْ؟!

قَهقَهْتَ حِينَ أرادَ وَثْباً لم

يُطِقْهُ وَنىً. وأعياه الوثوبُ؟!

أَيكُونُ من عَجْزٍ تنكَّرَ

واسْتَبانَ كزاهِدٍ. وهو اللَّعُوبَ!

ما عادَ تَفْتِنُه الرِّياضُ

وعادَ تَفْتِنُه المفاوِزُ والسُّهوبُ!

أَأَنا الكذُوبُ؟! أنا المرائي؟!

أمْ هي المِغْناجُ سكْرى؟!

سَكْرى من الحُسْنِ المُمَرَّغُ في

الرغام. وما ترى في ذاك خُسْرا!

وتَراهُ رِبْحاً تَسْتَقِيم به حياةً

لا ترى في الطُّهْرِ فَخْرا..!

أجَرِيحةَ الحُسْنِ المَضَرَّج

لسْتُ أَهْوى الحُسْنَ عُهْرا!

الحُسْنُ إنْ لم يَسْتَعِزَّ

فإِنَّه بالقَبْرِ أَحْرى!

وأنا الذي طَلَّقتُ أيام الصَّ

بابةِ واقْتًنَيْتُ الحُبَّ سِفْرا!

صَدَّقْتِ. أَم كذَّبْتِ ما

أبْدَيْتُهُ.. سِرّاً وجَهْرا!

فَهُناكَ سِرْبٌ من لِداتِكِ

قد طَعِمْنَ به الأَمَرَّا!

ظَنُّوا كَمِثْلِكِ ويْلَهُنَّ

بأنَّني أَمْسَيْتُ صِفْرا!

أهْلاً بما قالوا. وقُلْتِ

وقد يكُونُ القَوْلُ هُجْرا!

ما قُلْتُهُ يَوْماً فقد أَرْخَيْ

تُ دون الهَجْرِ سِتْرا!

فِكْري وقَلْبي هَنَّآني

أَنْ غَدَوْتُ اليَوْم حُرَّا!

ريحانة شمران 08-23-2024 02:36 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة القمة والحضيض
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,222 مشاهدة

ذكْرياتُ أكادُ منها أّذوبُ

وهي في القَلبِ غِبْطةُ ونُدوبُ!

كيف لي بانتزاعها من حَنايايَ

وفيها حَدائقٌ وسُهوبُ؟!

منذ أَنْ كنْتُ يافِعاً.. وأنا

الصَّبُّ.. شُروقٌ في المُشْتهى. وغُروبُ!

ما أرى في الحياةِ طَعْماً إذا لم

يَكُ فيها مَفاتِنٌ وطُيوبُ!

كلُّ حَسْنَاءَ تَسْتَثيرُ وتُشْجي.ز

فَتْرَةً.. ثم أَجْتَوِي وأتُوبُ!

ثم أَصْبُو إلى سواها. فَما انفْكَّ

فؤادي تَجْني عَلَيْه الثُّقوب!

ورأني الحِسانُ أَصْبُو وأَسلُو

فَتَاَلَّبْنَ. وابتلتْني الخُطوبُ!

فَنَزَتْ مِنَّيَ الجِراحُ فَزَغْ

رَدْنَ فهذا المُتَيَّمُ المنْخوب!

وتَجَلَّدْتُ فارْعَوَيْنَ.. فقد كانت

لُحوني تَهْتَزُّ مِنْها القُلوبُ!

وتُذِيعُ الجمالَ حِيناً.. وتَطْوِيِهِ

فَتُشْقِيه صُفَرَةٌ وشٌحوبُ!

ولقد تُصْبِحُ العُيوبُ خِلالاً

من قَوافِيه.. والخِلالُ عُيُوبُ!

رُبَّما راقني وراع الذي كانَ

فإِنَّي أنا الجَرِيحُ الطَّروبُ!

ولقد أَسْتَوي بِلَيْلٍ بَهيمٍ..

فيه لي راحةٌ.. وفيه لُغُوبُ!

بَيْنَ وَصْلٍ يَسْخُو به عَلَيَّ غَزالٌ

وصُدُودٍ يَقْسو به يَعْسُوبُ!

وتحَولَّتْ من شَبابي إلى الشَّيْبِ

وفي القَلْبِ جَنَّةٌ وسَعِيرُ!

قُلْتُ عَلَّ المشِيبَ يُطفِىءُ مِنَّي

لَهَباً.. فهو راشِدٌ وقَرِيرُ!

فلقد كنْتُ في الشَّبابِ. وحَوْلي

كُلُّها طَلِيقٌ.. أَسِيرُ!

راكِضٌ للْهوى.. سَريعٌ إلى اللَّهْوِ

خَبِيرٌ به.. عَلَيه قَديرُ!

ومَضى الدَّهْرُ راكِضاً.. فإذا

الشَّيْبُ عَلَيهم بما أساؤوا.. نَذيرُ

ولقد يُصْبحُ النَّذِيرُ بَشِيراً إنْ

أفاؤوا.. واهْتَزَّ منهم ضَمِيرُ!

أَو هُو الَخَسْفُ والعذابُ..

فلن يَحْنُو عليهم. ولن يَجُودَ مَصِيرُ!

وتَلَفَّتُّ لِلرِّفاقِ.. فما بانَ

صغيرٌ بِجانِبي.. أَوْ كَبيرُ..!

أَيْنَهُم.. أَيْنَهًم..؟!فلم يَبقَ في

الدَّرْبِ سوائِي. والطَّرْفُ مِني حَسِيرُ!

فَارَقُوني. والدَّرْبِ مِنَّي ظلامٌ

وجَفَوْنِي. والدَّرْبُ منهم مُنِيرُ

صاحَ فِيهِم من الرَّشادِ نَفيرٌ

فاستجابُوا له. فَنِعْمَ النَّفِيرُ

يا رفاقي.. ألَيْسَ فيكم حَفيٌّ.ز

بالمُعَنَّى..أَلَيْس مِنكم مُجِيرُ؟

إنَّ طَوْق النَّجاةِ فيكم فَهاتُوهُ

فإني هنا القَعِيدُ.. الضَّرِيرُ

واذْكروا الأَمسَ حينَ كُنَّا سَويّاً

في غُرُور. وفي ضَلالٍ مُبينِ!

فَسَعِدْتُم.. وما أَزالُ شَقِيّاً

أشْتهِي مِثْلكُمْ وُرُودَ المَعِينِ!

إنَّنا إخْوَةٌ.. فإنْ أَظْلَمَ الأَمْسُ

وأَضْنى بِمثَلِ قطْع الوَتِينِ!

فَتَحَرَّرْتُ من قُيُودي.. ومن سِجْني

وما عُدْتُ بالرَّسيفِ السَّجِينِ!

وكأَنَّي خَرَجْتُ من رحِمِ الغيْبِ

إلى النَّاسِ طاهِرا كالجَنِينِ!

وتَخَيَّلْتُ أَنَّني في عَماءٍ..

حالِكٍ.. حالِكٍ بِغَيَّ سِنيني!

فَذَرَفتُ الدَّمع السَّجِينَ

فناجاني هَتُوفٌ أَصْغى لِطُولِ أنِيني!

قال. لا تَبْتِئِسْ.فقد يَرْحَمُ

الله غَريقاَ فَيَهْتَدي للِسَّفِيِنِ!

كم تبعت الشَّيطانَ حتى تَمَزَّقْتَ

وما كان لِلورى من خَدِين!

ولقد كِدْتَ أَنْ تكونَ جُذَاذاً

من شَباهُ. فيا له مِن لَعِين!

فَحماك الرَّبُّ الكريمُ فحاذِرْ

بَعْدَها أنْ تكُونَ بالمُسْتَهِينِ!

سرْ مَعَ الرَّكبِ.. إنَّهم في اشْتِياقٍ

لك. ما أَنْتَ بَعْدها بالغَبِينِ!

فَقَد أعييْتُ.. ثم أَهَوَيْتُ لِلأرْضِ

سُجُوداً يَشْدو بِرَبّي المُعِين..!

رُبَّما كانَت الضَّلاَلَةُ لِلمَرْءِ

صِراطاً إلى الهُدى مُسْتقِيما!

والشَّقاءُ المَرِيرُ يَغَدو على ال

مَرْءِ اغْتِباطاً. وجَنَّةً ونَعيما

ريحانة شمران 08-23-2024 02:37 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة وهم الخلود
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,221 مشاهدة

تذكَّرتُ أيَّاماً مضَتْ ولَيالِيا؟!

قَضَيْتُ بها كِفْلاً من العُمْرِ حالِيا!

تَملَّكْنَ منِّي نُهْيَتي وحَشاشَتِي

وأَنْسَيْنَني ما كان عَذْباً وغالِيا!

وأَنْسَيْنَني حتى أُهَيْلي ومَعْشري

فما عُدْتُ إلاَّ عاشِقا مُتَصابِيا!

وما عُدْتُ إلاَّ مُسْتَهِيماً بِخُرَّدٍ..

من الغِيدِ أَصْبَحْنَ الهوى المُتَفانِيا!

زَمانٌ تَوَّلىَّ ليتَهُ كانَ باقِياً..

ويا لَيْتَهُ كانَ الزَّمانَ المُوالِيا!

كَأَنِّي به كنْتُ المَلاكَ الذي ثَوى

بِفِرْدَوْسِهِ يَرْجو الخُلودَ المُصافِيا!

فَلَمْ أَبْقَ مَخْلُوقاً مِن الأُنْسِ راجِياً

حُطاماً ومَجْداً.. بل غَدَوتُ المُجافِيا!

كِلا اثْنَيْهِما كانا لَديَّ تَفاهَةً

أَمامَ الهوى يُزْجِي إليَّ الأمانيا!

وكُنَّ حِساناً شامِخاتٍ بعزَّةٍ

مِن الحُسْنِ ما يَخْتارُ إلاَّ العَواليا!

إذا اخْتَرْنَ لم يَخْتَرْنَ إلاَّ مُجَلِّياً

وإلاَّ كَرِيمَا يَسْتَطِيبُ المجانيا!

له وَحْدَهُ أَلاؤُهُنَّ سَخِيَّةً

تُضِيءُ حَوانِيهِ فَيُشْجِرَ المغانِيا!

بِشِعْرٍ إذا ما صاغَهُ جَوْهَراً

فَآياتُهُ تروي القلوب الصواديا!

له القَوْلُ مِطْواعٌ كبِئْرٍ مُنَضَّر

فَيُطرِبُ ألفاظاً. ويَسْمو مَعانيا!

وما ابْتَذَلَتْ مِنْهُنَّ قَطُّ خَرِيدةٌ

ولا واصَلَتْ إلا الكَمِيَّ المباهيا!

وقُلْتُ لإحداهُنَ يَوْماً وقد رَنَتْ

إليَّ بِشَوْقٍ يَسْتَرِقُّ الحَوانِيا!

أَلَيْسَ لِما تَطْوِينَه مِن نِهايةٍ

تُخِيفُ. وتَطْوِي لِلْقُلوبِ العَوادِيا؟!

فقالتْ. وقد أَذْرَتْ دُمُوعاً سَخِينَةً

تشِفُّ عن الحُبِّ الذي كانَ ضاريا!!

لقد كِدْتُ أَنْسى في هَواكَ كَرامَتِي

وإنْ كانَ عَقْلي في الهوى كان هادِيا!

وإنْ كُنْتُ لم تَنْسَ العَفافَ فَصُنْتَني

وآثَرْتَ مِنِّي عِفَّةً وتَدانِيا!

أراكَ كَروُحي بَلْ وأَغْلا مَكانَةً

فكيف لِصادٍ أَنْ يَعافَ السَّواقِيا؟!

وَمَرَّتْ بِنا الأَيَّامُ ثم تَنكَّرَتْ

فيا لحياةٍ تَسْتَطِيبُ المآسِيا!

تَرُدُّ بِها العاني إلى اللَّهْوِ عابِثاً

وتَمْسَخُ مِن أَحرارِهِنَّ غَوانِيا!

…………… بعْدَ تَرَهُّبي

وبَعْدَ اعْتِيادِي أَنْ أرى الرَّوْضَ ذاويا!

وقد عَرَفَتْ مِنِّي الذي كانَ حاضِراً

كما عَرَفَتْ مِنِّي الذي كانَ ماضَيا!

تَأَنَّ.. فَما كُلُّ الحِسانِ كَمِثْلِها

ودَعْ عَنْكَ أَيَّاماً مَضَيْنَ خَوالِيا!

فَإنَّ لك الحُسْنى لدَيَّ فَصافِني

تُصافِ فُؤاداً مِنكِ يَرجو التَّلاقيا!

يَعيشُ زَماناً بالمُنى تَسْتَفِزُّهُ

إِليكَ وتَرْضى في هَواكَ الدَّواهِيا!

عَرَفْتُ بِما لاقَيْتُ منها فَسَاءَنِي

وما هي قد لاقَتْهُ. فارْتاحَ بالِيَا!

لقدْ رَثَّ مِنْها ما ازْدَهَتْ بِجَدِيدِهِ

وقد نَدِمَتْ مِمَّا أَشابَ النَّواصِيا!

وقد بَلَغَتْ بالحُزْنِ أَقْصى مَجالِهِ

وعادَتْ كَمِثْلِ الضَّلِّ يُدْمي المآقيا!

فَلا تَبْتَئِسْ. إِنِّي الوَفِيَّةُ في الهوى

وإنِّي به أَدْرى. أَجْلى مَرائِيا..!

أُحِبُّكَ حتى ما أَراكَ سِوى الرُّؤى

تَطِيبُ وتَحْلو أَيْنَما كُنْتَ ثاوِيا!

فقُلْتُ لها.. كُفِّي فَإِنِّي مُرَزَّأٌ

فلَنْ أَسْتَوِي في مَرْبَع الحُبِّ ثانيا!

لَسَوْفَ سَتَسْلِين الهوى وسِفاهَهُ

وسَوْفَ سَتَلْقِينَ الهوى عَنْكِ ساليا!

تَظُنِّينَ مِثْلي أَنَّ حُبَّكِ خالِدٌ

وكلاَّ. فَمُذْ كانَ الهوى. كان فانِيا!

أدُنْيايَ ما أَحْلا الحَقِيقةَ في النُّهى

وفي الحِسِّ. ما أَنْكى الخَيالَ المُداجِيا!

وقد كنْتُ –وَيْحي- شاعراً مُتنَكِّباً

هُدايَ. فإِنْ عُوتبْتُ كنْتُ المُلاحيا!

أَرى واقِعي رَوْضاً فَأصْدِفُ سالِكاً

قِفار خَيالٍ مُسْرِفٍ.. وفيافيا!

ريحانة شمران 08-23-2024 02:38 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة الطالب والمطلوب
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,208 مشاهدة

أراشدي الرَّاجِحُ. إنِّي امُرؤٌ

غاض مَعيني.. وخَبَتْ جَذْوتي!

كيف تُرَجِّي الماءَ من ناضبٍ؟!

وكيف تبغي الجمر من رَغْوَةِ؟!

قد أرْمَدَتْ جَمْري الخُطوبُ التي

عَدَتْ. فلم تُبْقِ على وَقْدي!

وجَفَّفَتْ نَبْعي فَلَمْ تُبْقِ لي

ما يَنْفَعُ الغُلَّةَ مِن مُهْجتي!

فليس لي بعد شبابي الذي

وَلَّى سوى رَاعِشِ شَيْخُوخَتي!

كانَ الهوى يُشْجِي بآلائِهِ

ويَسْتَفِزُّ الحُسْنُ مِن صَبْوَتي!

واليَوْمَ لا حُسْنَ.. ولا صَبْوَةٌ

بعد أُفُولِ البَدْرِ من لَيْلَتِي!

البَدْرُ كانَ العَزْمَ يا صاحِبي

وقد تَوَلَّى. فَطَغَتْ ظُلْمَتي!

وأَنْتَ تَدْعوني لأُمِّ القُرى

للِشَّدْوِ.. للتَّرْنِيمِ في مَكَّتي..!

مكَّةَ ما أَكْرَمَها مَوْطِناً

فإِنَّها –رَغْمَ الجَوَى- جنَّتي!

وُلِدْتُ في بَيْتٍ بِها مُشْرِقْ

بالحُبِّ تَخْتالُ بِها حَبْوَتي..!

كُنْتُ صَبِياً يَكْتَوِي بالنَّوى

بِاليُتْمِ.. بالشَّوْقِ إلى صُحْبَةِ!

يَشْتاقُ صَدْراً حانِياً.. حابِياً

مِن التي وَلَّتْ بلا رَجْعَةِ!

ويَكْتُمُ الشَّوْق لِكَيْلا يَرى

إشْفاق من شَبَّ بلا لَوْعَةِ!

كنْتُ سَرِيعَ الدَّمْعِ لكنَّني

ما تُبْصِرُ الدَّمْعَ سوى خَلْوتي!

ومن حِمى مكَّةَ كنْتُ الفَتى

والرَّجُلَ الطّامِحَ لِلرِّفْعَةِ!

دَرَسْتُ في صَرْحٍ بِها شامِخٍ

بالعِلْمِ.. بالأَفْذاذِ.. بالصَّفْوَةِ!

كانُوا رجالاً.. أنْجُماً في الدُّجى

تَكْشِفُ للسَّارِي صُوى الرِّحْلَةِ!

يا رَحْمَةَ الله تَجَلِّي لَهُمْ..

فإنَّهُمْ أَجْدَرُ بالرَّحْمَة.!

ولِلرِّفاقِ الشُّمِّ.. من رَاحِلٍ

وعائِشٍ في السَّفْحِ والذُّرْوَةِ!

كُنَّا أشِقَّاءَ.. فما نَسْتَوي..

إلاَّ على الوُدِّ بلا جَفْوَةِ..!

أَوَّاهِ ما أَحْلا الزَّمانَ الذي..

كُنَّا به نَرْفُلُ في نِعْمَةِ..!

فَقَفْرَتِي كانَتْ بِه رَوْضَةً

فكيف لا أَصْبُو إلى رَوْضَتي؟!

وشِقْوَتي كانَتْ به رِقَّةً

تَحْنُو.. فما أَحْلا بِهِ شِقْوَتي!

كم أَلْهَمتْني الشِّعْرَ أَشْدو بِهِ

كالطَّيْرِ في العُشِّ.. وفي الدَّوْحَةِ!

ثم اسْتَرَدَّتْ ما أفاءَتْ بِهِ

فَعُدْتُ بَعْد اللِّينِ كالصَّخْرةِ

يا راشِدي الرَّاجِحُ.. لَيْتَ المُنى

تَسْخُو على المُبْيَضِّ من لِمَّتي..!

فانْظُمُ الشِّعْرَ بلا عائِقٍ..

يَعُوقُ من هذا الخَوى المُسْكِتِ!

أَصْغَيْتُ.. أَصْغَيْتُ. وصَدَّ الهوى

عنِّي. وغابَ الحُسْنُ عن مُقْلَتي!

فهل أَنالُ الصَّفْحَ من سَيِّدٍ

يَطْلُبُ مِنِّي الشَّدْوَ في عِزْوتي؟!

يا ليْتَني أَقْوى فَأَطْوِي المدَى

إليه كَيْ أَسْعَدَ من رِحْلَتي!

وأَلْتَقِي بالصَّحْبِ من مكَّةٍ..

طابَتْ وطابُوا.. فهو أُمْنِيَتي..!

يا راشِدي الرَّاجِحُ.. كُنْ عاذِري

فَهذِهِ يا سَيِّدي قِصَّتي!

ريحانة شمران 08-23-2024 02:38 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة مشاوير
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,202 مشاهدة

أَجَلْ. أنا لَيْلايَ من عاشَرَ البَلوى

سِنيناً. ولم يُبْدِ الدُّموعَ ولا الشَّكْوى!

أَجَلْ أنا هذا المُسْتَوي بِضَمِيِرِهِ...

بِذَرْوةِ صَبْرٍ لا يَضِيقُ بها المَثْوى!

أَجَلْ أنا هذا فاذْكري ذلكَ الذي

رآك فلم يَمِلِكْ هُداهُ ولا التَّقْوى!

وكْنْتِ له نَبْضَ الحياة ورَاحَها

ورَيْحانِها. والمَجْدُ والشِّعْرُ والنَّجْوى!

وكانت زِياراتُ. وكانتْ مَواثِقٌ

تَعَهَّدْتِ فيها أَنَّكِ السَّعْدُ والرَّضوى!

وضَحَّيْتِ من أَجْلى بِشَتَّى أًَواصرٍ

وآثَرْتِ عَنْها كلَّها ذلكَ المأْوى!

نعِمْنا به حِيناً من الدَّهْر حالياً

نَعِيشُ به كالطَّيْرِ يَسْتَعْذِبُ الجَوَّا!

يداعِبُنا شَجْوٌ فَيَطوٍي جَوانِحاً

عليه. ونَأْبى أَنْ تُخامِرَه السَّلوى!

وما كانَ أَحْلاهُ هَوًى وطَراوَةً

فَكُنَّا به النَّشْوانَ يَثْمَلُ والنَّشوى!

تقَمَّصَ رُوحَيْنا فكُنَّا كَتوْأَمٍ

يَراه الورى فَرْداً.. فما أكْرَمَ الشّجوا!

فكيف هَوى النَّجْمُ الوَضيءُ إلى الثَّرى؟!

وكيف غَدا العِملاقُ يا حُلْوتي شِلْوا؟!

قدِرْتِ على هذا المُحال فَرُعْتِني

بِهَوْلِ فِراقٍ كان أَنْكى من البّلْوى!

فجِعْتُ به كالرُّزْءِ يَحْطِمُ.. كالرَّدى

يُمِيتُ. فلم أَمْلِكْ سُلُوّاً. ولم أَقْوى!

فللَّه أَمْسٌ كانَ حُبّاً مُدَلَّلاً

يُناغِي. فَيُغْرِيني بأنْ آكُلَ الحَلْوى!

ولله يَوْمٌ دامسٌ مُفْزعٌ الحَشا

رُؤاهُ.. غدا اللَّيْثٌ الهَصُورُ به نِضْوا!

وكانَ له الصِّنْوَ الحَبِيبَ فخانَهُ

وعَذَّبَهُ.. ما كانَ أَشْأَمَهُ صِنْوا!

وأوْرَدَهُ المِلْحً الأُجاج تَجَنِّياً

وقد كانَ يَسْقِيه النَّمِيرَ الذي أَرْوى!

تمَنَّيْتُ أَنَّ الحُبَّ لم يَكُ جَذْوةً

بِصَدْري. فقد أَوْدى بِصَبْري. وقد أَلْوى!

وأنِّي رأّيتُ النَّخْلَ تُغْرِي ثِمارُهُ

بِقَطْفٍ. فَلَمْ أَقْطِفْ به أبَداً قِنوا!

لقد كادَني حتى كَرِهتُ رِحابَهُ

ولُمْتُ بِما قد ذُقْتُهُ كُلَّ مَن يَهْوى!

فَمَن كان مَزْهُوّاً بِحُبِّ فَقُلْ له

تَمَهَّلْ. فما أحْراكَ أَنْ تَتَركَ الزَّهْوا!

فقد سَوْفَ تَلْقى في غِدٍ منه شِقْوَةً

فَتَعْرِفَهُ جِدّاً. وتَعْرِفَهُ لَغْوا!

لقد كنت أمشي في مغانيه ناعماً

إلى أن غَدا مَشْيي البَطِيءُ بع عَدْوا!

نَجَوْتُ بِجِلْدي مِن مآسِيهِ زاهداً

بِنُعْمى غَدورٍ لا أرى بَعْدها الصَّفْوا!

ولم أَجِدِ الحُسْنى به غَيْرَ فَتْرةٍ

تَولَّتْ. فما أوْهى جَداهُ. وما أغْوى!

فلا تَلْتَمِسْ جَدْواهُ إنَّي اخْتَبَرتُهُ

طَويلاً. فلم أَلْقَ السَّلامَ ولا الجَدوى!

ففي القَلَمِ الشَّادي. وفي الكُتْبِ مُتْعَةٌ

تمُنَّ ولا تُشْقِي لمن يَطْلُبُ اللَّذْوى!

رَضِيتُ بها عن عالَمِ الحُسْنِ والهوى

فألْهَمْنَني فَوْزي. واكْسَبْنَنِي الدَّعْوى!

وأغْنَيْنَني عن حُبِّ هِنْدٍ وزَيْنَبٍ

وعن حُبِّ لَيْلى المُسْتَطيلَةِ أوْ فَدْوى!

فما عُدْوتُ أَحْبُو كَي أَفُوزَ بِصَبْوَتي

لدى الغِيدِ. إنَّ الحُرَّ يَسْتَنْكِفُ الحَبْوا!

أسالِكَةً قَصْدَ السَّبِيل بِناشِدٍ

هُداهُ.. لقد عَلَّمْتِني اللَّحْنَ والشَّدْوا!

وعَلَّمْتني أَنْ أَتْرُكَ الهَجْرَ كُلَّما..

دُعِيتُ إلى قَوْلٍ. وأَنْ أتْركَ اللَّغوا!

فَلِلْمَجْدِ دُنْياه وقُصْواهُ. والمُنَى

أَقَلَّ بِدُنْياهُ.. وأَكْثَرُ بالقُصْوى!

وما أَجْدَبَ الفَتْوى على كُلِّ قاِعِدٍ

وأمَّا على السَّارِي. فما أَخْصَبَ الفَتْوى!

تبارَكَ من سَوَّى. تَبارَكَ من رَعى

فَأَغْنى الذي ما كانَ يَمْتِلِكُ الشَّرْوى!

لقد كانَ بَحْري هائِجاً فَركِبْتُهُ

بِعَزْمٍ. فأمْسى البَحرُ مِن بَعْدِهِ رَهْوا!

فما عُدْتُ أَطغى إنْ قَدِرْتُ وسَّولتْ

لِيَ النَّفْسُ طُغْياناً. فما أشَأَمَ الطَّغْوى!

فقد يُوُبِقُ السَّطْوُ الظَّلومُ على امْرِىء

ضَعِيفٍ فَيُرْدِيهِ إن اسْتَمْرأَ السَّطْوا!

بَرِئْتُ فما أُعْدِي امْرَءاً مُتَخوَّفاً

ولا أنا ذو قَلْبٍ خَؤُوفٍ من العَدْوى!

فَما كانَ من فَضْلٍ فَلِلَّه وحْدَه

تَمَجَّدَ واسْتَعْلى.. والتمس العفوا!

ريحانة شمران 08-23-2024 02:38 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة اذكريني
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
#بحر مجزوء الرمل
0
1,202 مشاهدة

اذكريني كلما قد
جَنَّ ليلٌ مكفهرُّ
خلف غَيْبٍ كنتُ أبدو
تائهاً لا أستقرُّ
في سكون الفجر أعدو
ذَيْلَ خَيْباتٍ أجرُّ
كيف أمشي في اتجاهٍ
دائما لي فيه شرُّ
أيُّ حقدٍ بغد حبٍّ
غير مسبوق أُقِرُّ
هل أنا في الحظ نَحْسٌ
لستُ أدري،ذاك سرُّ
ياحبيب العمر أسرعْ
إنَّ عمري قد يفرُّ

ريحانة شمران 08-23-2024 02:39 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة قلْتُ لِرُوحي
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,195 مشاهدة

قلْتُ لِرُوحي.. أيُّهذا الشَّرِيدْ

ماذا تُلاقي بعد هذى الحياةْ؟!

عِشْتَ – وما تَهْدَأُ – عَيْشَ الحَرِيدْ

لم تَرْضَ بالرَّوْضِ. ولا بالفُلاةْ!

حارَبَكَ النَّاسُ فكُنْتَ العَنِيدْ

ولم تَلُذْ مِن حَرْبِهمْ بالنَّجاةْ!

أَنِفْتَ أَنْ تَحْيا حَياةَ العَبيدْ

ولو تَحَدَّتْك الخُطُوبُ العُتاةْ!

لم تَجْنِ مِمَّا قد بَذّرْتَ الحَصِيدْ

كأنَّما أَرْضُكَ كانت رُفاتْ!

وكم شَرَعْتَ القَلَمَ الصَّارِما

وما تَخاذَلْتَ فَعَزَّ المِدادْ!

فَعُدْتَ تَرْثِي رَبْعَكَ النَّائِما

لا باليراعِ الفَذِّ بل بالفؤادْ

هذا الفؤادُ المنزوي راغماً

يَنْشُدُ في العُزْلَةِ بَعْضَ الضِّمادْ!

يَنْشُدُ لكنْ يَسْتَوي قائِماً.. رَغْمَ

الشجا.. رَغْمَ النَّوى والبعادْ!

لأَنَّه يَأْبَى لَذيذَ الكرى..

وَيرْتَضِي مُنْتَشِياً بالسُّهادْ!

العالَمُ اسْتَشْرَى سوى بَعْضهِ

واسْتَسْلَم الأَرْنَبُ للضَّيْغَم..!

واسْتَيْقَظَ النائمُ من غمْضِهِ

على زئِيرٍ ظامِىءٍ للدَّمِ..!

يَخْشاهُ لا يقُوى على رَفْضِهِ

فهو وسيفٌ غَيْرُ مُسْتَعصِمَ!

يُمْعِنُ منْ بلْواهُ في رَكْضِهِ

من جَنَفَ يَرْميهِ في مأتَمِ

رَنا بِتَهْيامٍ إلى أَرْضِهِ

ثم جلا من خَشْيَةِ الأَرْقَمِ

فهل سأَجْلو أَنا. أم أنْبَري

بِكُلِّ ظَلاَّم شَدِيد المِراسْ؟!

بالقَلَمَ الجبَّارِ.. بالمِنبرِ

حتى أرى الأَجمةَ مِثْلَ الكِناسْ؟!

لا أَرْهَبُ البَغْيَ. ولا أَمْتَرِي

فيه ولو لاقَيْتُ كُلَّ ابْتِئاسْ؟!

يا لَيْتَني هذا.. فما اشتري

مَجْدِي بِذُلٍّ مُتْرَفٍ. وانْتِكاسْ؟!

بل أُنْقِذُ المِنْقارَ مِن مِنْسَرٍ

فلا يَخافُ الضَّعْفُ أيَّ افْتِراس؟!

إنَّ جِراحي نازِفاتٌ على

عَجْزي أَنا الطَّامِحُ لِلمكْرماتْ!

أَرْجو فلا أَقْوى.. فأَصْبُو إلى

أَنْ أُصْبحَ الأَقْوى على النَّائِباتْ!

أَنْ أُصَبِّحَ الرَّوْضَ. فإنَّ الفلا

تَبْخَلُ.. أمَّا الرَّوْضُ فهو الهِباتُ!

يُعْطي. ولا يَبْخَلُ.. مِمَّا حَلا

من ثَمَرٍ يُرْضِي الطَّوى. أو فُراتْ!

ومِن زَهُورٍ نَفْحُها كالطِّلى

لِكن بلا غَوْلٍ بِها.. أُوْشَكاة!

يا آهَتي.. لو كنْتِ.. دُوَن اليدِ

دُوَن الفَمِ المِنْطيق. دُوَن القَلَمْ!

بَلْسَم يَوْمٍ نازِفٍ.. أَوْغَدِ

يشفيه مما مَسَّهُ مِن أَلَمْ!

نُصْرَةَ مَظْلومٍ.. على المُعْتَدَى

صَفْعَةَ مَوْثُورٍ على ما اجْتَرمْ!

يَبُوءُ بالخِزْيِ بها.. يفتدي

هَوانَهُ منها.. يُطِيلُ النَّدَمْ

لَكُنْتُ ذا فَضْلٍ وذا سُؤددِ

وكنْتُ أَجْنِي الوَرْدَ بَعد السَّلَمْ!

وكانتِ الدُّنْيا.. وكانَ الورى

أَدْنَى إلى السَّعْدَ بما يَفْعَلُون!

لا يَسْتَوِي الطُّغْيانُ فوق الثَّرى

إِلاَّ قَليلاً.. ثم يَلْقَى المَنُون!

ما نحن إلاَّ عالَمٌ مُفْتَرى

عليهِ من رَهْطٍ شَدِيدِ الجُنُونْ!

لكنْ سَيَطْوِيهِ رَهِيبُ السُّرى

طيّاً.. ويَبْقى عِبْرةً لِلْقُرون!

ريحانة شمران 08-23-2024 02:39 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة ثنائيات
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,185 مشاهدة

اطْلِقْ عَلَيَّ اسمْ العَصِيِّ

المُسْتَريبِ.. ولا تُبالي!

قد عِشْتُ ما بَيْنَ النِّصالِ

وعِشْتُ ما بَيْن النِّبالِ!

النَّارُ مِن حَوْلي تَئِجُّ

ولَيْس مِن حَوْلي مَطافِىءْ!

ماذا يُقولُ مُهَدَّمٌ مِن

دائِهِ. ومِن الدَّواءْ؟!

غَلِطَ الطَّبِيبُ فأُغْلِقَتْ

مِن دُونِه سُبُلُ الشِّفاءْ!

ماذا سَيَفْعَلُ مَن يَضِلُّ

إذا اسْتَبانَ له المُضِلُّ؟!

قُلْ لِلدَّوارِسِ.. لِلطُّلُولِ

عَدَتْكُمُ السُّحُبُ السَّواكِبْ!

لن تُوهِنوا لُغَةَ العُرُوبَةِ

بالمهازِلِ والمعاطِبْ!

ماذا تَقُولُ لِمَنْ يُعانِقُ

وهو يَلْتَمِسُ المَخانِقْ؟!

لَمَّا تَقَزَّزَ واشْمأَزَّ

رأى بأنَّ الفَضْلَ أَجْدى!

فَحَبا بِنائِلِهِ.. فنالَ

بِصُنْعِهِ مَجْداً وحَمْداً!

ماذا تَقُولُ لِمُغْتَرٍ.. غاوٍ

يَرى في الرِّبْحِ خُسْرا؟!

يَجْنِي على الحَقِّ الصُّراحِ

ولا يَرى في ذاكَ نُكْرا..!

يَشْكو الصَّدى أَهو العَمِيَّ

أَمِ البَصيرُ بِغَيْرِ فِكْرِ!

ماذا تَقُولُ لِجاهِلِ

ويَضُمُّ لِلْجَهْلِ الحماقَهْ!

فإذا نَصَحْتَ له تَنَفَّجَ

واسْتَحال إلى صَفاقَهْ!

ماذا تقول لِمَنْ يُرَى

أنَّ الحياةَ هي المَتاعُ؟!

وهو القَمِيءُ.. أَلا يَرى

أَنَّ التَّاخُّرَ كانَ أَحْجى؟!

إن الكرامة أن ترى

أن الحياة منازل!

يا رُبَّما كانَ الحَقِيرُ هو

المُقَدَّمُ. والعظيم هو المُؤَخَّرْ!

هذا هو العَجْزُ المَشِينُ

يُقالُ عنه هو المُقَدَّرْ!

كَلاَّ –فَلَنْ تَبْقى الحَياةُ

وتَسْتَمِرَّ على اعْوِجاجْ!

فالحَقُّ أَجْدَرُ أَنْ يَعَزَّ

وأَنْ يَسُودَ بلا مَجاج..!

ما نحن من يُطري السرابَ

ومن يشيح عن السحابْ!

ريحانة شمران 08-23-2024 02:39 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة أيها الحفل الكريم
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,183 مشاهدة

ما أراني على البيان بقادرْ

بين أهل النُّهى وأهل المشاعرْ!

أنا ما بيْنكم حمامة تغْشى

مَجْلساً يزدهي بِشُمِّ الغضافر!

كيف يَشْدو بَيْن الصقور حمامٌ؟!

أَو يُغَنِّي مع النُّسور عصافِرْ؟!

ولقد كنتُ من صبايَ شغوفاً

بالذّرى.. مِن مَواردٍ ومصادرْ!

أقرأ الشِّعْرَ للبهاليلِ مِن مِصْرَ

حفيلاً بما يَسُرُّ الخواطرْ!

ويُمِدُّ النُّهى بِنُورٍ فيطوي

بالذي ضَمَّهُ قتامَ الدَّياجرْ!

يال روحي مِمَّا انْتَشَتْ وتغذَّتْ

منه بالعذْبِ من سَخيِّ المواطرْ!

وسمعتُ الرٍّفاق حَوْلي يقولون

وقد فُوجِئوا بِغُرِّ الجواهرْ!

إنَّ هذي الأَسفارَ تَحْفَل بالعلْم

وبالفَنِّ. والمعاني السَّواحِرْ!

ما رأينا كَمِثْلِها.. فإِلى مِصْرَ

نَحُثُّ الخُطا.. ونَبْني المعابِرْ!

وأقامُوا بِمِصْرَ حيِناً من الدَّهر

وعادوا منها بِأَغْلا الذَّخائرْ!

فَنشُدُ الرِّحالَ.. لا يَخْذَلُ الأَيْنُ

خُطانا.. ولا تَروُعُ المخاطِرُ!

في الدِّيارِ المُقدَّساتِ حَنِينٌ

لِلحجى والرُّؤى وحُلوِ المخاضِرْ!

وظِباءٍ تَشًمُّ مِنْهنَّ نَفْحاً

مِن عَبير النُّهى. ومَجْدِ المآثِرْ!

جَلَّ ربِّي فههُنا غَيْرُ هذا

تَتَجلَّى مَجامِعٌ ومَنابِرْ..!

فالسِّياسيُّ واضِحٌ من مَجالِيه

فما دسَّ في الظّهورِ الخناجِرْ!

غَيْرَ نَزْرٍ من الرِّجالِ

وما ثَمَّتَ رَبْعٌ إلاَّ وفيه الغوادرْ!

فيه شَتَّى من الأزاهيرِ تَخْتالُ

فَتُشجي أبصارَنا والبصائِرْ!

وثِمارٍ يَحْلو جَناها. فما نَقْطُفُ

مِنْها إلاَّ الشَّهِيَّ المُخامِرْ!

يالَ هذا الحٍمى تَميَّز بالمجِدِ

بَنَتْه لُيوثُهُ والجآذِرْ!

رَبَطَتْ بَيْتَنا الأَواصِرُ حتى

صَيَّرتْنا الأخْوانَ هذى الأواصِرْ!

يا رِجالاً عَرَفْتُهمْ ونِساءً

تَيَّمَتْهُمْ مآثِرٌ ومَفاخِرْ!

فَتَخيَّلْتُ أَنَّني في الذُّرى الشُّمِّ

تَكَلَّلْنَ بالنُّجومِ الزَّواهِرْ!

فاعْذُروني إذا عَجَزْتُ عن القَوْلِ

فَأَنْتُم صروحه والمنائِرْ!

ولقد يَعْجَزُ البليغُ عن القَوْلِ

وتَثْنيهِ عن مُناهُ الهواصْرْ!

وإذا حَفَّتِ النَّسائِمُ بالرَّوْضِ

فهل يَرْتَضي بِحَرٌ الهواجِرْ؟!

لتَمنَّيتُه فقال وهَيْهاتَ

فحاذِرْ من الجُدٌودِ العَواثِرْ!

إنَّ بَعْضَ الأقْوالِ رِبْحٌ على النَّاسِ

وبَعْضٌ منها عليهم خَسائِرْ!

ولَشَتَّانَ ما الصغائِرُ في الوَزْنِ

وإن كابَرَتْ كَمِثْلِ الكبائِرْ!

فسلامٌ لكم كعَذْبِ سجاياكم

كحُلْوِ المُنى.. كطِيبِ السَّرائِرْ!

وسلامٌ على الأَوائِلِ منكم

وسلامٌ على كريم الأواخِرْ!

ريحانة شمران 08-23-2024 02:40 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة صراع وإذعان
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,179 مشاهدة

كنْتُ فيها الجَنِينَ في المَهْبلِ المُظُلِمِ

يَحُنو فيها عَلَيَّ حَبِيِبْي!

هي أُمِّي التي تَجَشَّمَتِ الهَوْلِ

وعانَتْ مِن وعْكَةٍ وطبيبِ!

وأنا نُطْفَةٌ بِصُلْبٍ عَطُوفٍ

يَتَمَنَّى قُدُومَ طِفْلٍ نَجيبِ!

وتَحدَّرت مِن مَعينين صُلْبٍ

عَلَويِّ.. ومَهْبَلٍ عَرَبِيِّ!

وتّلَفَّفْتُ بالقِماطِ.. فما يُدْفيءُ

مَهْدي غَيْرُ الحنَانِ الشَّجِيِّ!

لّسْتُ أَدْرِي أأسْتَوي في حياتي

كَرَشيدٍ. أَمْ أَسْتَوي كَغَوِيِّ؟!

وتَدَرَّجْتُ في الحياةِ صَبِيّاً وفّتىً

ساهِماً.. وكَهْلاً حرِبيا!

كان صَدْرِي كالأرض تَرْتَقِبُ القَطْرَ

ليَغْدو الجدِيبُ مِنْها خصِيبا!

ويَشِحُّ القَطْرُ السَّخِيُّ ولو جادَ

لأمْسىَ اليَبِيسُ منها رطيبا!

وتراهُ يَهْمي على غَيْرِها.. الرّوض

وما احْتَاجُهُ.. فَتَشْكو النَّصيبا!

عادَ غُرْمي الذي تخيَّلْتُ بالأَمْسِ

بِرُوحي الذي تَرَفَّعَ.. غُنْما!

كانَ وَهْماً ما خِلْتُه قَبْلُ مَجْداً

وحُطاماً.. والماءُ كانَ سرابا!

فَهُما يُشْقِيانِ إنْ لم يكونا

عَمَلاً مُسْعِداً.. ورأْياً صَوابا!

والكَثيرُ.. الكثيرُ مِنَّا شَحِيحٌ

وعَنِيفٌ.. إذا اسْتَقَلَّ السَّحابا!

في يَدَيْهِ الحُطامُ والمَجْدُ ما عاش

على النَّاسِ.. أَسْهُماً وحِرابا!

وتَفَكَّرْتُ فاسْتَبانَ لِيَ الَأمْرُ

وقد كان خَلْفَ شتَّى السَّتائِرْ!

إنَّه كالهباءِ يُرخِصُهُ الشُحُّ

ويُشْقي بحجزه في الغَرائِرْ!

رَبُّهُ لا يَحُوزُ منه سوى الفقْرِ

سوى المَقْتِ. واحْتِواءِ المآثِرْ!

وهو في ذُرْوَةِ الثَّراءِ. فَلَوْ أغْدَقَ

لاقى المزيد من إغْداقِهْ!

رُبَّ جَدْبٍ يَعودُ خَصْباً

بَعْدَ تَشْذِيبِهِ. وبعد احْتراقِهْ!

يا عَبِيدَ المَجْدِ الحَقِيرِ تَرَخَّصْتُمْ

فلم تَسْلكُوا السَّبِيلَ القَوِيما!

ورَضِيتُمْ بِها. وخُضْتُم إِليْها

لُجَجاً واصْطَفى الرَّميمُ الرَّمِيما!

رُبَّ مَجْدٍ يَقُول سُحْقاً لِراعِيهِ

فَإنِّي وأَنْتَ نَصْلى الجحيما!

إنَّ في اثنَيْكُما.. حُطاماً ومَجْداً

ما يُزَكِّي الضَّمِيرَ.. أَوْ ما يَغُولُ!

ما يَرى النَّاسُ فيه خَيْراً وشَرّاً

من نُفُوسٍ تَطْغَى عَمًى وتَصُولُ!

ونُفُوسٍ أَوَّابةٍ تَشْتَهي العَوْنَ

فَتَروِي به الصَّدى.. وَتَعُولُ!

كم تُضِيءُ الحُلُولُ سَودَ الدّياجِير

وكم تَنْشُرُ الظَّلامَ الحُلُولُ!

إنَّ نَفْسي ما بَيْنَ تلْكَ وهذي

فهي نَفْسٌ غَوِيَّةٌ. وبَتُولُ!

فَصُعُوداً حِيناً إلى النَّجْم بالخَيْرِ

وحيناً يحْلُو لَديْها النّزُولُ!

آهِ مِمَّا عانَيْتُ مِنْها فأجْهشتُ

ولكنَّها العليمُ.. الجَهُولُ!

طال ما بَيْنَنا الصِّراعُ ولَمَّا

تؤْثِر السَّلْمِ فَهي حَرْبٌ تَطُولَ!

فإذا بي قَلْبٌ شَجِيٌّ.. وفِكْرٌ

عَبْقَرِيٌّ طابا بِطِيبِ المعَادِ!

ريحانة شمران 08-23-2024 02:52 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة حواء وحواء
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,177 مشاهدة

أَتَظُنِّين أنني سوف أَسْلو

بعد طُول النَّوى وطول التَّجنِّي؟!

كيف هذا الظَّنُّ المُريبُ ومالي

من حياةٍ إذا تَباعَدْتِ عنِّي؟!

أَفما تعرفين أنَّكِ يا أَنْتِ

هوايَ الذي يُؤَرِّقُ عَيْني؟!

وهوائي الذي أَشُمُّ فأحيا

إن تَنَشَّقْتُه. وِريِّي ودَنِّي؟!

فَدَعيني يا ربَّةَ الحُسْنِ والدَّلِّ

دَعيني من بعد حُزْني أُغَنِّي!

أنا في غَمْرةٍ من اليأْسِ تُذْوِي

من حَياتي جَوىٌ. وتَهْدِم رُكْني!

غير أنِّي جَلدٌ. ولا أقبل الذلَّ

ولو كانَ في مباهِجِ عَدْنِ!

أنا كالمُزنِ في الصَّفاءِ وفي

البذْلِ وفي الرَّوْعِ كالحُسامِ المُرنِ؟!

لا تَظُنِّي الهوى هَواكِ وإن

كانَ عَصُوفاً يَطْوي الكرامةَ مِنِّي!

لا. فإنِّي أطيق من صَبْوَتي

الدَّلَّ يُناغِي. ولا أطيقُ التَّجنِّي!

أنا لا أُنْكِرُ الصَّبابَةَ تَطْويني

وتُغْري بِيَ الجوى والسُّهادا!

فإذا بي الكئيبُ بين الأناسِيِّّ

نَشاوى.. الشَّجِيُّ يَشكو البِعادا!

هم يُناجُونَ زيْنَبا تَتَجلَّى

فِتْنَةً تَسْلِبُ العُقولَ الرَّشادا!

فَتُناجي.. ولا تَغُولُ الأحاسيسَ

وتُبْدي.. ولا تَمُنُّ.. الودادا!

ولقد تَعْجَبُ الرَّبابَ وهِنْداً

يَتَأَلَّقْنَ بالنَّدى.. وسُعادا!

إنَّهُنَّ الظِّباءُ لا ساخِراتٍ

بالهوى العَفِّ يَسْتَمِيلُ الفُؤادا!

ويُضِيءُ النُّهى فَتَشْدوا بما راعَ

وما يَسْتَرقُّ حتى الجَمادا!

باحْتِشامٍ يَطِيبُ للشَّاعِرِ

الشَّادي بهذا الهوى. فلا يَتمادى!

لَتمَنَّيْتُ أَنْ تسيري على النَّهْجِ

قَويماً.. فَتَمْلِكينَ القِيادا..!

قادِرٌ أَنْ أُجَمِّدَ الدَّمْعَ في

العَيْن. وأّطْوِي عَنِ الأَنامِ بُكائي!

وإذا عَزَّني الوُصًولَ فإنِّي

أَكْتَفي بالعَزاءِ دَونَ الشِّفاء!

إنَّ في هذه الرُّبوعِ كثيراتٍ

يُرَجيِّن صَبْوتي وإبائي!

ولقد تّنْدَمِينَ أّنَّكِ بالَغْتِ

فأدْمَيْتِ بالنَّوى كِبْرِيائي!

فَتَنَاءَيْتُ باعْتِزازٍ عن الحُبِّ

وما أكْرَمَ الهوى بالتَّنائي!

هل تَطِيقينَهُ؟! وقد آثَرَ

النَّأيَ حَبيبُ السَّرَّاءِ والضَّراءِ؟!

واسْتَوى عِنْدَكِ المُراؤونَ في

الحُبِّ. وما أَتْعَسَ الهوى بالرِّياءِ!

بَعْد حِين سَيَصْدِفُونَ إلى

الحُبِّ الذي لا يَلِيقُ بالشُّرَفاء!

لِلْغواني الأُلى يتاجِرْنَ بالحُبِّ

وما يَبْتَغِينَ غَيْرَ الثَّراءِ!

ولقد تَعْصفُ النَّدامةُ بالحُسْنِ

ويَلهُو بلاؤُها بالرُّواءِ!

فاذْكُري الماضِيَ الوَضِيءَ تَوَلَّى

عن حَضيضٍ. وراكِضاً للسَّماءِ!

واذْكُري الحاضِرَ الدَّجِيِّ وما

فيه سوى كلِّ حِطَّةٍ واجْتِواءِ!

النَّسيمُ العليلُ راحَ وخلاَّكِ

لِقَفْرٍ تجِيشُ بالرَّمضاءِ..!

فأنا منه في انْتِشاءٍ وأَمَّا

أَنْتِ فلْتَنْعمي بِنُعْمى الجَفاءِ!

لَسْتُ بالشَّامِتِ الجَرِيحِ من

الدَّرْكِ. فإنِّي كالقِمَّةِ الشمَّاءِ!

قد تَركْتُ الهوى الظَّلومَ

وأَفْضَيْتُ بِقَلْبي إلى الهوى الوضَّاءِ!

تَتَسامى به النُّهى ويَسْتَشْرِفُ

الحِسُّ بأشواقِه إلى العَلْياءِ!

رُبَّ طُهْرٍ يَرْنُو لِحواءَ حُبّاً

ثم يَرْنُو سُخطاً إلى حوَّاءِ!

ريحانة شمران 08-23-2024 02:52 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة آبق يتضرع
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,176 مشاهدة

وحياتي شَجَنٌ في شَجَنٍ

ما لها في بُرْئِها من أَمَلِ!

فَكَأَنّي مدرج في كَفَنٍ

وكأَنِّي غائِصٌ في وَحَلِ!

وَيْحَ نَفْسٍٍ لا تُحِسُّ الأَلَما

يَنْخَرُ العَظْمَ. ولا تَخْشَى الرَّدِّي!

فَلَوْ أنَّ الدَّهْرَ شَبَّ الضَّرَما

في حَناياها.. لأَعْياها التَّصَدِّي!

كم تَمَنَّيْتُ لِطَبْعي أن يَشِفَّا

لِيرَى الحَقَّ.. ويَسْتَوْحي رُؤاهُ!

لم يُصِخْ له. وانْتأى عَدْلاً وصَرْفا

وشَجاهُ الغَيُّ فاسْتَحْلى لُهاهُ!

ومضى يَرْكُضُ في اللَّيْلِ البَهيمْ

في الدُّرُوبِ الغُلْفِ. لا تُفْضِي لِرُشْدِ!

يَصْطَفي من صَحْبِهِ العِلْجَ الزَّنِيمْ

فهو في سِجْنٍ من اللَّهْوِ.. وقَيْدِ!

وأنا مِنْه بِهَمِّ مُوجِع

حِيَنما يُكْشَفُ عن عَيْني الغِطاءْ!

وإذ أُسْدِلَ عادَتْ أَضْلُعي

جَلْمَداً.. لا نَبْض فيه.. لا دِماءْ!

فَأَنا ما بَيْن نُورٍ وظَلامْ

أَسْتَوي بَيْنَ حياةٍ ومَواتْ!

بَيْنَ بُغُضٍ يَتَلظىَّ.. وهُيامْ

وأُجاجٍ لَيْسَ يَرْوِي.. وفُراتْ!

يا لنَفْسٍ ما لَها مِن مَطْمَحٍ

غَيْرَ أن كانَتْ –فَلَمْ تَحْيَ- هَباءً!

رُبَّ خُسْرِ يَشْتَفي من مَرْبح

حين يَسْتَشْرِي بِنا الدَّاءُ العُياءْ!

حِينَما نُؤثِرُ عن هذا الوُجُودْ

عَدَماً يَفْرِضُهُ.. العانِي الضَّمِيرْ!

حِينما نَرْسُفُ في شَتَّى القُيُودْ

ونُحِسُّ الرُّعْبَ من هَوْلِ المَصِيرْ!

لِمَ هذا؟! إنَّه صَوْتُ النَّذِيرْ

من ضَمِيرٍ أَثْقَلَتْهُ المِحَنُ..!

شاهَدَ العُمْرَ تَرَدىَّ في الحَفِيرْ

بَعْدما غالَتْ هُداهُ المِنَنُ!

مِنَنٌ جاءَتْه مِن عِهْرٍ وَوِزْرِ

وطَوَتْهُ فاسْتَوى في الدَّرَكِ..!

فَجَنى أَرْباحَهُ من دَرْبٍ خُسْرِ

وَرأَى لَذَّتَهُ في الحَسَكِ..!

وانْطَوى العُمْرُ سِنيناً فَسِنينْ

فإذا الضَّعْفُ يُوافي والمشِيبْ!

وإذا القُوَّة تَمْضي.. والحَنِينْ

وإذا بالحُبِّ يَجْفُو.. والحبِيبْ!

وإذا الهَمْسُ. دَوِيٌّ صاخِبٌ

ورَعُودٌ قاصفاتٌ.. وُبرُوقْ!

زَلْزَلَتْ مِنه.. وبُومٌ ناعِبٌ

بِهَوانٍ لِتَماثِيلِ العُقُوق!

كانَ لم يَسْمَعْهُ. لم يَشْعُرْ بِهِ

فلقد حالَتْ سُدُودٌ عن سماعِهْ!

وشبابٌ عارِمٌ مِن صَحْبِهِ

وغُرُورٌ كانَ يَلْهو بِضَياعِهْ!

وصَحا مُرْتَجِفاً يَشْكو الوَنى

يذْرِفُ الدَّمْعَ. وما يُجْدِيه دَمْعُ!

يَتَمنىَّ.. لو أفادَتْهُ المُنَى..

بَعْد أَن جَفَّ مِن الشَّقْوَةِ – نَبْعُ!

تَوْبَةٌ – لكنَّه ليْسَ بِقادِرْ

كيف.. والشِّقْوَةُ أَمْسَتْ رَبَّهُ؟!

أَوْرَدَتْهُ فاسْتَوى لَيْس بِصادِرْ

فَهُنا الحُسْنُ الذي يَمْلِكُ صَبَّهْ!

فهو البائِسُ يَدْرِي أَنَّهُ

ضَلَّ والعُقْبى عَذابٌ هاصِرُ!

ويَرى فِرْدَوْسَه لكِنَّهُ

عنه ناءٍ. فهو غِرٌّ سادِرُ!

يا رَسِيفاً في قُيُودٍ صَرَفَتْ

نَفْسَهُ – رَغْمَ أذاها- من جَناهْ!

وسَجِيناً.. خُطاهُ انْحرَفَتْ

عن طَرِيقٍ.. وهو لاَ يثْني خُطاهْ!

إِضْرَعِ اليَوْمَ لِمَنْ يَهْدِي الخُطا

فَعَسى أَن يَسْبِقَ الصَّفْحُ الحُتُوفْ!

وعَساهُ أَنْ يَرُدَّ الشَّطَطا

رَشَداً.. كالنُّورِ مِن بَعْدِ الكُسُوفْ!

ريحانة شمران 08-23-2024 02:52 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
قصيدة مغاني الشاعر
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
1,175 مشاهدة

ظلَّليني..
فأنا من وَقْدَةِ الشَّمْس صَرِيعْ!
وأنا من ثَدْي آلامي رَضيعْ!
راحَ عن حِسَّي وعن فِكْري الرَّبيعْ!
فتهاويْت إلى القاعِ وغَشاني من القاعِ الظَّلامْ!
***
واجْذُبيني..
نحو هاتِيكَ المغاني الشَّيقَّاتْ!
نحو رَوْض حافِلٍ بالمونِقاتْ!
وغَديرٍ سال بالعذبِ الفُراتْ!
وحياةِ طابَ من أًفْيائِها حتى الخِصامْ!
***
وذَرِيني..
أجدُ اللَّذةَّ في حُلوِ الكرى!
أَجدُ الرَّاحةَ مِن طُولِ السَّرى!
أجِدُ الفَرْحَةَ ما بَيْنَ الوَرى!
فلقد عُدْتُ من العُزْلًةِ. من فَرْطِ الجوى الضَّاري حُطامْ!
***
واعْذُريني..
إن تَلَمَّسْتُ هَوَى مُسْتَعْذَباً يَطْوى شُجُوني!
فلقد كِدتُ.. وقد رَوَّعْتِني.. أَلْقى مَنُوني!
ولقد تُورثُنِي البَلوى. وما أَهْوَلَ طَغْواها جُنُوني!
فأراني ويَراني النَّاسُ شِلْواً ورُفاتاً مُسْتضامْ!
***
قد تَبَدىَّ لي من الغيدِ فُتُونٌ مِن سِواكي!
لم أكُنْ أَحْسَبُ أنِّي سوفَ أَنْجُو مِن هَواكي!
فلقد كنْتُ على الجَفْوةِ والصَّدَّ فتاكي!
ما أبالي بالذي أَلقاهُ يا لَيْلايَ من عَسْفِ الغَرامْ!
***
ورأَيْتُ الغيد يَشْجون جَمالاً وحَنانْ!
عَرَفوا الشَّاعِرَ يَسْتَلْهمُ.. يَشْدو بالحِسانْ!
فهو كالطَّيرِ.. بِحُورٍ.. يتغنى.. وجِنانْ!
فاحْتَوَيْنَ الطَّيْرَ فاسْتحَلى وأَغراه المُقام!
***
إنَّه الفِرْدّوْسُ يا لَيْلايَ. ما أَحلاهُ مِن بعد جَحِيمي!
لم يكُنْ عِنْدَكَ ما يَفْضُل هذا مِن نَعِيم!
لم يكُنْ عِنْدَكِ ما يعَصفُ باللَّيْل البَهيم!
وَلَدَيْهُنَّ هُنا الفَجْرُ. لَدَيْهُنَّ الذي يُذْكى الغَرامْ!
***
ولقد أَلْقَيْتُ رًحْلي ههُنا.. مُنْعَتِقا!
مِن شجونٍ. من قُيُودٍ.. لم تُتِحْ مُنطَلَقا
لم أَجِدْ في الرِّقِّ. يا ليْلاي. إلاَّ الحُرَقا!
وهُنا حُرِّيتي.. حُبِّي اسْتطابا الرَّوضَ يَشقيِه الغَمام!
***
ما أراني في مَجالي الحُسْن إلاَّ بُلْبُلا!
شادِياً بالشَّعْرِ. باللَّحْنِ. وأَطوِي السُّبُلا!
أَبْتَغِي لي.. لِلْورى.. أنْ يَنْهلا
من رَحيقِ الحُبِّ ما يَطْوِي ضَبَاباً وقََتامْ!
***
يا يَراعي.. كُنْ لآلام الأَناسِي بَلْسَما!
كُنْ وَضيئاً.كُنْ قَوِيماً. كُنْ لِرُوحي مَغْنَما!
لا تكُنْ لي يا صَديقي.. في حَياتي مغْرَما!
بَل كُنِ السَّيفَ على الغَيَّ. ولا تَخْشَ الصِّدامْ!


الساعة الآن 02:31 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية