![]() |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة يا ابنتي يا ابنتي
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,174 مشاهدة يا ابْنَتي. يا ابْنَتي أبوكِ سَقِيمٌ نالَ مِن رُوحِه عذابٌ أليمُ! كانَ يَمْضي إلى العظائِمِ ما يَلْقى لُغُوباً.. وخَطُّه مُسْتَقيمُ! فَتَهاوى الصُّلْبُ الحديدُ من الدَّهْرِ وأَمْسى في القاعِ وهو هَشِيمُ! فَذَريهِ يَنامُ في قاعِهِ الرَّطْبِ فما يَنْفَعُ الحَبِيبَ الرَّميمُ! يا ابْنَتي.. يا ابْنَتي أَبُوكِ غَرِيبٌ وهو في دَارهِ وبَينَ لِداتِهْ! جامِدُ الحِسِّ. والهُمومُ تُناغِيه وتُقْصِيهِ عن لَذِيذِ سُباتِهُ! ساهمُ الفِكْرِ تَسْتَبِدُّ به الخِي فةُ من دّرْبِهِ. ومن ظُلُماتِهُ! فهو يَمْشي به كئيباً فَيُعييهِ ويُدْمي الكَسُولَ من خَطَواتِهْ! يا ابْنَتي يا ابْنَتي. أبُوك جَدِيبٌ بَعْد أنْ كان مُخْصِباً فَيْنانا..! جفَّ يَنُبوعُهُ. وقد كَان يَرْوي وارِديه. فما جفا ظَمآنا! لِلطَّوى. والصَّدى مِنْهُ ما شاءَا لمن كانَ صادياً.. جَوْعانا! فاسْتحلَى الرَّوْضُ الأَغَنُّ إلى قَفْرٍ فَخَلِّيهِ عانِياً غَصَّانا! يا ابْنَتي.. يا ابْنَتي. أَبُوكِ غَرِيمٌ لِعَديدٍ من الورى دُونَ ذَنْبِ! يَنْقُمون الأَفْكارَ مِنِّي على الظُّلْمِ وما أَسْتَطيعُ غَيْرَ التَّأَبِّي! فأَنا مِنْهموا الغَرِيمُ ومالي عِنْدهمُ – يا لَشَقْوتي – غَيْرُ حَرْبِ! يا ابْنَتي. يا ابْنَتي. أبُوكِ لَهِيبٌ جَمَراتٌ قد اسْتَحَلْنَ رمَادا! ولقد كُنْتُ عَبْقرِيَّ شَبابٍ وشَدِيدَ القُوى أَرُدُّ الكِيادا! ومَضى الدَّهْر راكِضاً فَتَحوَّلْتُ أَسيراً يُجَرِّرُ الأَصْفاد! يا ابْنَتي.. يا ابْنَتي. أَبُوكِ حَرِيبٌ شَفَّهُ الحُبُّ مِن سُعادٍ وهِنْد! ولقد يَمْلأُ الغُرورُ حَناياهُ فَيُشْقي قُلُوبَهُنَّ بِبُعْدِ! يا ابْنَتي.. يا ابْنَتي. أَبُوكِ حَسِيبٌ يَنْتَمي عِرْقُهُ لأَكْرَم عِرْقِ! مازَها. غَيْرَ أَنّه لَقِي الزَّهْوَ من المُنْتَمِي لأَوْضَعِ رِقِّ! وعَجِيبُ أَمْرُ الصَّفاقةِ هذي غَيْرَ أَنِّي أَشَحْتُ عن كُلِّ مَذْقِ! حَسَبُ المَرْءِ في تقاه وإِنْ كنْتُ فَخُوراً أَشْدو بِآباءِ صِدْقِ! يا ابْنَتي.. يا ابْنَتي. أَبُوكِ نَجِيبٌ لم يُلاقِ الحَظَّ الذي يَسْتَحِقُّ! وشَأهُ مَنْ دَونَهُ فَتَغاضى وتَسامى فَلِلضَّفادِعِ نَقُّ! إنَّهم كالجهامِ ما فيه دَفْقُ وفيه كالسَحاب الجون ارْتِفاعُ ودَفْقُ! أَيُّها الغَرْبُ ما أَضَأْتَ الدَّياجِيرَ فإِنَّ الضِّياء للنَّاسِ. شَرْقُ! يا ابْنَتي.. يا ابْنَتي. أَبُوكِ ضَرِيبٌ لِذَكاءِ الوَضِيئَةِ. النَّفَّاعَهْ! وأَنا قد أَطَلقْتُهُ وتَغَافَلْتُ وقد يُؤْثِرُ الحُسامُ الْتِماعَهْ! يا ابْنَتي.. يا ابْنَتي. أَبُوكِ عَجُوزٌ شاخَ فاسْتَلْهِمي الهُدى من مَقالِهْ! وتَعالَيْ إليه قَبْلَ تَوَلِّيهِ وطُلِّي إلى كرِيمِ فِعالهْ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة أيها الحسن
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,175 مشاهدة لا تَقولي يا فَتاتي أنَّني.. عَقَّني الوَحْيُ. وجافاني الخيالُ.. فأنا الحُبُّ صُدوداً.. وأنا الحُبُّ وِصًالْ.. وأنا الشِّعْرُ سلاماً.. وأنا الشِّعْر نِضَالْ * * * وأنا مَن كانَ يَهْواكِ ويَرْعاكِ صَبِيَّهْ.. وَرْدَةً تَنْفَحُ بالعِطْرِ. وتَذْرُوه شَذَيَّهْ.. كنْتِ بالطُّهْرِ وبالفِتْنَةِ عَذْراءَ كما المُزْنِ نَقِيَّهْ.. يا لَرُوحي. فلقد كانَتْ وما زالتْ بِمَرْآكِ شَجِيَّهْ.. * * * ثم أَصْبَحْتِ فَتاةً حُلْوَةً.. تَطْوي عُقولاً وقُلوبا.. تَشْتَهيها.. وهي لا تَمْنَحُها إلاَّ الجَوى.. إلاَّ النُدوبا.. وتُناجِيها فَتَسْتَهْوي وتَسْتَصْفي.. رَزاناً ولَعُوبا.. يُسْعِدُ الحُسْنَ ويُشْقِينا ويَسْبِينا عَبوساً وطَرُوبا.. * * * فَتَشامَخْتِ على الشَّاعر. والشاعرُ يا حُلْوةُ أكْرَمْ.. كان يَسْخُو.. كانَ بالآمالِ.. مِن أَجْلِكِ يَحْلَمْ.. كانَ ما بَيْنَ تعاليكِ العواني.. كانَ ضَيْغَمْ.. كانِ بالشِّعْرِ.. ذُرَى الشِّعْرِ العَوالي يَتَرَنَّمْ.. * * * لو تَأَنَّيْتِ لأَغْلاكِ.. وأعطاكِ.. كما شِئْتِ.. الخُلودْ.. ولَكُنْتِ اليَوْمَ بَيْنَ الغيد روضاً ذا ثمارٍ وَوُرودْ.. والقَوارِيرُ حوالَيْكِ على الحُسْنِ الذي جَلىَّ شُهُودْ.. كُنَّ يَحْسِدْنَكِ.. والحُسْنُ له أَلْفُ غَيورٍ وحَسُودْ.. * * * ورأى مِنْكِ تَعالِيكِ غباءً وغُرُورا.. ورأى منكِ تَجافِيكِ.. جُحُوداً ونُفُورا.. فَتَخَلَّى عَنْكِ.. عن حُسْنِكِ.. مُخْتالاً فَخوراً.. إنَّه الحُرُّ الذي يَمْقُتُ مَن كانَ كَفُورا.. * * * فاهْنَأِي.. اليَوْمَ بِما اخْتَرْتِ.. وما اخْتَرْتِ السُّمُوَّا.. لن تَعُودي مِثْلَ ما كنْتِ.. ارتفاعاً وعُلُوَّا.. فلقد أَقْصَيْتُ رُوحي عَنْكِ.. مَقْتاً وسُلُوَّا.. إنَّني أكْثَرُ من حُسْنِكِ.. كِبْراً وعُتُوَّا.. * * * قُلْتُ والرُّوحُ يُناغِيني مُناغَاةَ حبيبٍ لِحَبِيْبِ.. أيُّها الرُّوحُ تَمَجَّدتَ. فَدَعْ عَنْكَ دَياجيرَ القلِيبْ.. وافتَرِعْ مِنَ السَّحابِ الشُّمِّ. مِقْداماً مَهِيبْ.. وانْبذِ الحُسْنَ إذا اسْتَشْرى. وأَشْقى باللَّهِيبْ.. * * * واسْتَراحَ الرُّوحُ للنجوى.. وأصْغى لِلْمقالْ.. وتعاهَدْنا على أَن نُكْرِمَ الحسن طَهُوراً وَوَفِيَّا.. فإِذا ما رامَ طُغْياناً على الحُبِّ.. وجَافاهُ عَتِيَّا... وَجَدَ الحبَّ مُشيحاً عنه.. مُعْتَزّاً أَبِيَّا.... فلقد يأْسى. وقد يَنْدَمُ. أَنْ صَدَّ غُروراً.. عَبْقَرِيَّا.. * * * إنَّ مَجْدَ الحُسْنِ أَنْ يَرْفَعَ لِلطُّهْرِ ولِلشِّعْرِ لوِاءَ! فهو رَوْضٌ يَمْلأُ الدُّنْيا على النَّاسِ عَبيراً ورُواءَ! شامِخٌ كالطَّوْدِ.. وضَّاءٌ.. كما النَّجمُ شعاعاً واعْتِلاءَ! يَعْرِفُ النَّاسُ سَجاياهُ.. عَفافاً.. واعْتَزازاً.. ونَقَاءَ! فيَخْفِضُونَ الطَّرْفَ إن لاح.. احْتِشاماً وحَياءَ..! ذاك مَجْدُ الحُسْنِ.. مَجْداً لحُبِّ.. صنْوَيْنِ. دَلالاً وانْتِشاءَ! يا لِواءَ الحُسْنِ قُدْنا لِلهَوى.. يُلْهِمُ الشِّعْرَ.. ويَسْتَجْلي الخَفاءَ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة أطوار وأطوار
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,171 مشاهدة وأَصْغَيْتُ لِلَّريح المَدَ مْدِم في الدُّجى وقد نامَت الدَّنيا سوى مَعْشَرٍ مِثْلي فأسْمَعَني هَمْساً يكادُ رَسِيسُهُ يَكُونُ سكُوناً لا يُبِينُ ولا يُمْلى! ولكنَّه يَخْتارُ من صَفْوَةِ الوَرى قليلاً.. قليلاً من أُولي الحَمْدِ والفَضْلِ! ويُفْضي بِسرِّ من أُلُوفٍ تَحَجَّبَتْ عن الخَلْق ما بَيْن الغياهِبِ تَسْتَعْلي! وقد رِاعَني السَّرُّ الذي خِلْتُ أَنَّني تكشَّفْتهُ بالرَّغْم من شِدَّةِ الجَهْلِ! وأَنْذَرني أَنْ لا أَبُوحَ بِبَعْضِهِ وإلاَّ دَهاني بالعمى. ودَها أَهْلي! فما يَصْطَفي الغَيْبُ المُنِيفُ لِسرِّه سوى كلَّ ذي قَلْبٍ سليم. وذي عَقْلِ! وهل أنا هذا؟! إنَّني كنْتُ حائِراً أَأَنَّي على طَوْدٍ.. أَو أنِّي على سهلِ؟! أَأَنَّي طَوْدٌ شامِخٌ في فَدافِدٍ وإلاَّ حَضِيضُ يَسْتَقرُّ به رَحْلي؟! فأيْقَنْتُ أنَّ سادِرٌ في عمايَةٍ.. وأنِّي من الأّهْواءِ أَرْسُفُ في غُلَّ؟! وأَّنيَ لو طَهَّرْتُ رُوحي مِن القذى لأخْرَجْتُها للْجِدَّ من جَنَفِ الهزْلِ! فحاوَلْتُ ما أَدْري أَأَسْتَنْفِرُ الهُدى فأَفْلِحُ؟! أم أهْوِي إلى دَرَكِ الوَحْلِ!؟ وأصْغَيْتُ لِلصَّوْتِ المُدَمْدِم ثانِياً لَعَلَّي أرى المُشْتارَ من عَسَلِ النَّحْلِ! فأَلْفَيْتُ أَّني تارةً فَوقَ قِمَّةٍ وأخْرى بوادٍ مُجْدِبٍ. مُخْصِبِ الرَّمْلَ! وأَوْمضَ نُورٌ من دُجُنَّةِ مُقْلَي إلى الطُّهِرِ يَدْعُو هامِساً. وإلى الغُسْلْ! فما يرْتَضي للنَّجْم قَلْبٌ مُدَنَّسٌ وفِكْرٌ قَميءٌ يَخْلِطُ العِلْمَ بالجَهْلِ! تَراوحَ قَلْبي بَيْن خَوْفٍ وغِبْطَةٍ وفاءَ إلى النُّورِ المُرَفْرِفِ من حَوْلي! عسانِي أرى فِكْري وحِسَّي كِلْيهما قَريَبيْنِ من فَرْضٍ وضِيءٍ ومن نَفْلِ! فقد عِشْتُ في الحَضِيضِ مُضَلَّلاً فَخِفْتُ العَمى يُشْقِي وَيُنْقِضُ من غَزْلي! وقد كنْتُ أعدو راكضاً ثم راعني من الشيب ضَعْفٌ سِرتُ فيه على مَهْلِ! ونادَيْتُ رَبَّي في الدُّجى يُوسِعُ الخُطا إلَيَّ. فمالي من أَبي العُذْرَ أَوْ نَجْلي! كَلا اثْنَيْهِما يُؤْذِيه دَركي فَيَنْثَنِي عَليَّ بِحُبٍّ ضارعٍ شِيبَ بالعَذْلِ! يقولان لي أخطأت. ياليت أنَّني سَمٍعْتُ لما قالاهُ فانعَطَفَتْ رِجْلي! تمَنَّيْتُ أَنَّي ما خُلِقْتُ فَرَدَّني إلى أَمَلي في الله.. ما رَدَّ مَن قَبْلي..! نَدائي له سُبْحانَه رَغْم شِقْوتي حَماني من السَّجن الرَّهِيبِ. ومِن غُلَّي! وها أنا لا أَرْجُو بدُنْيايَ غَيْرَ ما يُكَرِّمني من قَوْلِ خَيْرٍ. ومن فِعْلِ! إذا سِرْتُ في أَرْضِ القداساتِ طَهَّرَتْ يدِي جَسَدي حتى تُطَهَّرَ من نَعْلي! زَهِدْتُ فما أَبْغِي الحُطامَ ولا العُلا ولا المَنْصِبَ السامي يقود إلى العَزلِ! وسِرْتُ بِدَرْبٍ لا حِب ما يُخِيفُني به أَسَدٌ ضارٍ يَتُوقُ إلى القَتْلِ! ولا الدَّجْنُ أخْشى أَنْ أَضِلَّ بِليْلِهِ سبيلي. وأخشى أن يجِفَّ به نَخْلي! تَمَجَّدْتَ رَبَّي كم أَنَلْتَ من النَّدى بسُؤْلٍ مُلِحَّ ضارع. أَوْ بِلا سُؤْلِ! فأنْتِ هو السٍّرَّاءُ والجُودُ والغِنى لمنا. رَغْم أنَّا دارِجون على البُخْلِ! فما البَذْلُ إلاّ مِنْكَ يَشْفي جِراحَنا وإلاَّ فما يَشْفي سِواهُ من البَذلِ! أنِلْني الرِّضا. إنَّي إليه لَتائِقُ وقد عشت أَشقى بالفِعالِ وبالقَوْلِ! سألْقاكِ في الأُخْرى فَأَسْجُدُ ضارعاً إلَيْكَ. فَهِبْنِيهِ لأَنْجُو مِن العَدْلِ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة أنا والضمير
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,167 مشاهدة لِمَ هذا الضَّمِيرُ يَجْلِدُ في الرُّوح لِماضٍ من الأثامِ كَثيبِ؟! لِمَ.. وهو الشَّريكُ للجسد الفاني لِما كانَ من هَوًى مُسْتَجيبِ؟! لِمَ لَمْ يَثْنِهِ بِقَوْلٍ رشيدٍ لِمَ لَمْ يَثْنِهِ بِفِعْلٍ مُنيبِ؟! والشَّبابُ. الشَّبابُ يَنْفُثُ عَزْماً في الشَّرايين جارِياً كاللَّهِيبِ! والهوى لا يَرِيمُ عنه.. وتغريه فَرادِيسُهُ بِأحْلى نصيب..! فَيَظَلُّ المَفْتُونُ بالجَدْولِ العذب وبالرَّوْضِ والمُقامِ الرَّحِيبِ! لِمَ لَمَْ يرْعَهُ ويَزْجُرْهُ حتى يتَفادى اللَّظى بِيَومْ عَصِيبِ؟! يَسْتَفِيقُ الضَّمِيرُ؟! ما كانَ أَحْراهُ بِلَوْمِي مِن قَبْلُ.. والتَّثْرِيبِ! أفَما كانَ لي شَرِيكٌ فَأغْضى في شَبابي عن السُّلُوكِ المَعِيبِ؟! كيف يَرْضَى ولو تأبّى ولو أَنْذَرَ لانصاعَ مُخطِىءٌ لَمُصِيب! وتَفكَّرْتُ بُرْهَةً فَلَعَلِّي أَنا مَنْ كانَ هائِماً بالقليب! رَغْمَ ظَلْمائِهِ.. ورغْمَ مَخازِيهِ وما كنْتُ بالمُصِيخ المُجِيبِ! والضَّمِيرُ الأُسِيْفُ يهتف بالسَّادِرِ قَبْلَ الهَوِيِّ.. قَبْلَ المغيب..! وتخَيَّرْتُ عن خَصيبي بِعُقْبايَ جَدِيباً.. وما أضَلَّ جديبي! عُدْتُ منه الرَّسيفَ في القيد أَدْماني وأَبْكى عَيْني بِدَمْعٍ صَبِيبِ! أَفَيُجْدِي البُكاءُ حتى ولو كان نَحيباً كَلاَّ.. فَوَيْلُ نحِيبي..! قد أَرَبْتُ الماضي.. وكُنْتُ غَرِيراً أَفأَحْظى بِغَيْرِ يَوْمٍ قرِيبِ؟! فَعَسى رَحْمَةٌ من الله تُفضي لاغْتِفارٍ يَجُبُّ كُلَّ الذُّنُوبِ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة ماض وحاضر
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,166 مشاهدة نظَرْتُ إليها وهي تَرْنُو بِطَرْفِها إليَّ كَلَيْثٍ في عَرِينٍ مُمَنَّعِ! فَأطْرَقْتُ إجْلالا لها ومَهابةً وخِفْتُ فقد تَلْهو وأَشْقى بِمَصْرَعي! وقلت لها رِفْقاً فإنِّي مُفَزَّعٌ من الحُسْنِ هذا وهو غَيْرُ مُفَزَّعِ! ألا رُبَّ قَلْبٍ من جَمالٍ مُبَرْقَعٍ يُطِيحُ بِقَلْبٍ من كَمِيًّ مُدَرَّعِ! تَبارَكْتَ رَبِّي كيف يُشْقي قُلوبَنا ويُسعِدُها حُسْنٌ شدِيدُ التَّرَفُّعِ؟! ولو أَنَّني خُيِّرْتُ ما اخْتَرْتُ مَوْقِفاً لَدى بابِهِ أُبْدِي إليه تَضَرُّعي! فَلِلْحُرِّ نَفْسٌ لا تَطيقُ تَضَرُّعاً.. ولا تنثني عن مَجْدِها المَتَضَوِّعِ! ولكِنَّها تهفو إلى الحُبِّ مُلْهِماً.. بِكُلِّ نَضِيرٍ في الحياةِ ومُمْرِعِ! بِيَنْبُوعها الحالي.. بِشَدْوِ طُيُورِها بِآلائِها من كُلِّ غالٍ ومُمْتِعِ! فكيف أَطِيقُ الصَّبْرَ عنه وصَبْوَتي إليه كجَمْرٍ حارِقٍ بَيْن أَضْلُعي؟! فيا لَيْتَه لم يَطْغَ.. يا لَيْتَ قَلْبَهُ شَجِيٌّ فما يَطْغى كَقَلْبي المُوَلَّع! ولكِنَّ بَعْضَ الحُسْنِ يَدْفَعُ ربَّه إلى جَنَفٍ يَقْسو على المُتَوَجِّعِ! فَيَضْطَرُّه إِمَّا إلى النَّأْي كارِهاً وإمَّا إلى جَدْي يَسيرُ بأَرْبَعِ! ولَيْسَ كَمِثْلِ الهَجْرِ لِلْحُرِّ قاتِلٌ ولَيْس كمِثْلِ النَّأْي لِلْمُتَفَجِّع..! ولو كان رَبُّ الحُسْنِ يُدْرِكُ أَنَّه غَداً سَوْفَ يَمْضي الحُسْنُ غَيْرَ مُوَدِّعِ! لَمَا كانَ مَفْتُوناً.. وما كانَ قاسِياً على عاشِقٍ ذِي خافِقٍ مُتَقَطِّعِ! فيا رُبَّما يَغْدو العَتِيُّ وحُسْنُهُ تَوَلَّى فَيُشْقِيه ازْدِراء التَّقطُّعِ! وقال أُصَيْحابي. وقد شابَ مَفْرِقي وبانتْ غُضُونٌ في المُحَيَّا المُضَلَّعِ! متى أَنْتَ يا هذا المُدَلَّهُ تَرْعَوِي وتُقْصِرُ عن هذا الهوى المُتَطَلِّعِ؟! لقد عُدْتَ شَيْخاً راعِشاً مُتَخلِّعاً وما زِلْتَ عن بَلْواكَ لَسْتَ بِمُقْلِعَ؟! يُشِيحُ الهوى والحُسْنُ عنكَ. أَما تَرى وتسمع ما قالاه فيك؟! ألا تَعِي؟! وقُلْتُ لأَصْحابي. لقد كُنُتُ طامِعاً وقد كانَ ما حاوَلْتُهُ شَرَّ مَطْمَعِ! وقد كنْتُ ضِلِّيلاً حَسَبْتُ كهُولَتِي كمِثْلِ شبابٍ ساءَ فيه تَمَتُّعي! مِن الرُّشْدِ لِلْفانِي الذي عاشَ ماجناً وصَدَّعَهُ الشَّيْطانُ أُنَكى تَصَدُّعِ! تَراجُعُهُ عن غَيّهِ واجْتِنابُهُ مآثِمَهُ قَبْلَ الرَّدى المُتَوَقِّعِ! ولم أَتَراجَعْ بَعْدُ يا لَيْتَ أَنَّني سَلَكْتُ سَبِيلي حِكْمةٍ وتَهَجُّعَ! فَشَتَّانَ ما بَينيْ تَفَجّعِ يافعٍ وشَيْخٍ على العِلاَّتِ لم يَتَوَجَّعِ! تَبارَكْتَ رَبِّي هل سَتَسْخو لآِبِقٍ بِتَوْبَتِه حتى يَرى خَيْرَ مَهْجَعِ! فَيَمْشي به مِن بَعْدِ طُولِ غِوايةٍ.. ويَسْرِي على نورٍ هناك مُشَعْشَعِ! بَلى إِنَّني أَرْجو فما لي وسِيلَةٌ سوى عَفْوِهِ المأْمُولِ يَوْمَ التَّجَمُّعِ! تَجَرَّعْتُ حُلْوَ الإِثْمِ يَوْمَ شَبِيبَتي وها أنا أَشْكو من قرِيرِ التَّجَرُّعِ! لقد جَعَلَتْ مِنِّي الغِوايَةُ طِفْلَها وأدْنَتْ فَمي الظَّمآن مِن ثَدْي مُرْضِعِ! وأهْفُو بِيَوْمي لِلتُّقى وجَلالِهِ ونِيَّةِ قِدِّيسٍ. وعَزْم سَمَيْدَعِ! كأَنِّي بِنَفْسي. وهي في حَمْأَةِ القَذى تَنِقُّ. فما كانت سوى نَفْسِ ضُفْدُعِ! أَهِيْمُ بِمَجْدِ الخالِدين وأَجْتَلي محاسِنَهُم.. أَهْلي وصَحْبي ومَرْبَعي..! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة أشجان
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,164 مشاهدة ضاقَ صَدْري بما أُعاني من السُّقْمِ وضَجَّ التَّفكِيرُ والوُجْدانُ! ما أُبالي بما يكون إذا ما نالَني مِن مُحاسِبي الغُفْرانُ! فلقد كَنْتُ في الحياةِ تَقِيّاً وغَوِيّاً يَقُودُني الشَّيْطانُ! كنْتُ حِلْفَ الأَوْزارِ تأْخُذُ مِنِّي ما أرادَتْ. وفي يَدَيْها العِنانُ! يا لَها مِن حياةِ غِرٍّ مُطَيعٍ حاوَلَ العِزَّ فاحْتَواهُ الهَوانُ! يتَمنى الجِنانَ.. وهو الجَحِيميُّ فَتَنْأى عن المَخازِي الجِنانُ! حلَفاءَ الدِّنانِ ما كنْتُ مِنْكُمْ فَلِماذا تجْني عَلَيَّ الدِّنانُ؟! ولقد يَصْرَعُ الطِّعانُ مَلاَكاً ثم يُغْضِي عن الرَّجيمِ الطِّعانُ! إنَّ أَمْرِي بِها عَجِيبٌ وكَلاَّ فَكِلانا هو الشُّجاعُ.. الجَبانُ! لَمْ أُناصِحْ. ولم تُناصِحْ فَصِرْنا صَفْقَةً رِبْحُها جَفاهُ الرِّهانُ! أَفَترْوِي الدُّموعُ فَقْراً جَدِيباً ما رَوَتْهُ زَهادَةٌ وحَنانُ؟! كيف يَرْوِي الأُجاجُ قَفْراً.. إلى العَذْبِ. إلى الغيث هامياً.. ظَمْآنُ؟! وأنا اليَوْمَ في الصِّراطِ فما أعرف سراً يُخْفِيهِ عَنِّي الزَّمانُ؟! أألحَيُّ سوف أَرْجِعُ لِلرَّبْعِ وإلاَّ تَلُفُّني الأكْفانُ؟! رُبَّ حَيٍّ يرجو المَمات.. ومَيْتٍ ما ارْتَجاهُ.. يَضِجُّ منْه المَكانُ! فَهْو كَلٌّ على الحياة.. بَغيضٌ تَزْدَهِيه بَغْضاؤُهُ واللِّعانُ! إنَّني خائِفٌ مَصيراً شَقِيّاً فيه يَجْفو غُرابَهُ الكَرَوانُ..! أَفَيَغْدو الماسُ الثَّمينُ رخيصاً حين يَغْلُو بَيْنَ الورَى الصَّوَّانُ؟! مَسَّني الضُّرُّ من حياة الزّرازيرِ وساء الإِسرارُ والإِعْلانُ! قَدَرٌ ما نَروُغُ ولو جارَ وبَعْضُ الجَوْرِ الخَفِيِّ امْتحانُ! رُبَّ ضِيقٍ نَرْتاعُ مِنْهُ وما كان ظَلُوماً جانِيهِ بَلْ مَنَّانُ! يا إِلهي. متى أَعُودُ إلى الرَّبْع فقد هَزَّتِ الحَشا الأَشْجانُ؟! والكيانُ الذي أُحِبُّ. وأَهْلُوهُ فَنِعْمَ الهوَى. ونِعْمَ الكِيانُ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة واقع لا خيال
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,164 مشاهدة دَنا وتَدَلىَّ.. ثم أَمْسَى بِقُرْبِهِا كأَنْ وَرَدَ الفِرْدَوْسَ فاستعذب الوِرْدا! وقالت له. ما أعذب الوصل بَيْنَنا فقال لها أَوّاهِ. ما أَعْذَبَ الرِّفْدا! وأشْتَمُّ منه الوَرْدَ أَعْطَرَ يانِعاً وأَلْثُمُ منه الثَّغْر –والنَّحْرَ- وَالنَّهْدا! هنا كل أَلْوانِ الهناءِ. فَلَنْ يرى غدى مِثْلَ يَوْمي المُسْتَفِيضِ من الرَّغْدِ! هنا الحُبُّ يَشْدُو بالجَمالِ ويَزْدَهي بآلائِهِ ما يَشْتَكي لَوْعَةَ الوَجْدِ! تَذَوَّقْتُ منه ما اشْتَهيْتُ من النَّدى وعانَقْتُ فيه ما اشْتَهَيْتُ من الوَعْدِ! وقُلْتُ لها يا نَفْسُ. هذا هو الهَوى يَلَذُّكِ من قُرْبٍ. ويَشْفِيكِ من بُعْدِ! تَركْتُ الذي يَهْوي إلى الدَّرْكِ بالمُنى فأَسْرَيْتُ من سَفْحٍ وَطيءٍ إلى نَجْدِ! فما إنْ يَرى فيه ضَمِيري سِوى الرُّؤي تُطِلُّ عليه بالسَّراوَةِ والمَجْدِ! وما فيه مِن صَدٍّ. ولا فيه من قِلًى ولا مِن سهامٍ قاتِلاتٍ. ولا جُرْدِ! ولكِنْ غُناءٌ.. بَلْ أَغارِيدُ بُلْبُلٍ ونَشْوَتُه من إِلْفِهِ. وشذَى الوَرْدِ! كلانا يَعِشُ العُمْرَ في صَبَواتِهِ وفي أُنْسِهِ بالصَّفْوِ.. والمَنْزِلِ الرَّحْب! قد اتَّفَقا حِسَاً.. كما اتَّفَقَا حِجًى فَطابا بِعَيْش ما يَمَلُّ من القُرْبِ! وكيف يَمُلُّ القُرْبَ مَن عاشَ لاهِفاً عليه. فَلاقى مُتْعَةَ العَقْل والقلب؟! تمرُّ بِهِ السَّاعاتُ عَجْلى كأنَّها ثَوانٍ كَحِلْمٍ مُسْعِدٍ بِالجنَى العَذْبِ! أَجَلْ. هو حِلْمٌ مُسْعِدٌ ثم يَقْظَةٌ تَرَنَّحَ منها الحالمانِ.. وزُلْزِلا! فَتِلْكَ التي أَغْرَتْهُ بالدَّلِّ واللُّهى نَأَتْ عنهُ غَدْراً. فاسْتَرابَ وأَجْفَلا! وقالتْ له ما كنْتُ إلا فَرِيسَةً لِذِئْبٍ رأى فيها شَراباً ومَأْكَلا! فَدَعْني فقد أَثْقَلْتَ. وانْشُدْ ضَحِيَّةً سِوايَ. فقد لاقَيْتُ غَيْرَكَ أَفْضَلا! فقال لها أَحْسَنْتِ بِالهَجْرِ إنَّني أَراني بما قد كنْتُ فيه مُغَفَّلا! وقَلْبي الذي قد كانَ فِيكِ مُتَيَّماً صحا ورأى الإِبْرِيزَ قد عادَ جَنْدَلا! تَحَوَّلَ عن حُبِّ اللَّعُوبِ تَرَفُّعاً وأَنْتِ التي أَيْقَظْتِهِ.. فَتَحَوَّلا! أَلَسْتُ بهذا كنْتُ أَرْبَحَ رَابِح؟! وأَنْتِ به كُنْتِ السَّرابَ المُضَلِّلا؟! سأَشْدو فَيَرْوِي الغيدُ شِعْرِيِ مُحَلِّقاً ويَنْظُمْنَ فيه العِقْدَ زَهْراً مُؤَرِّجا! يُحَلُّونَ أعناقاً به وتواصِياً ويُلْقِينَ إبريزاً وماساً تَوَهَّجا! ويُنْشِدْنَ عنْه الشِّعْرَ يُشْجي بِلَفْظِهِ ومَعْناهُ حرا لا يَذِلُّ.. وأَبْلَجا! أنا الرُّوْضُ أَثماراً وزَهْراً وجَدْوَلاً وإنْ كُنْتُ شَوْكاً لِلضَّلالِ وعَوْسَجا! لعلَّكِ بَعْدَ البَيْنِ والنَّأْيِ قد بدا لِعَيْنَيْكِ ما أَشْجى وما أَوْرَدَ الخُسْرا! سَمِعْتِ من الأَتْرابِ ما أَرْمَضَ الحشا حشاكِ. وقد عادَ النَّسيمُ به جَمْرا! فهل ذرفت عيناك أَدْمع نادمٍ على الحُبِّ كانَ الطُّهْرَ فاخْتَرْتِهِ عِهْرا؟! لقد كُنْتُ في مَغْناكِ بَدْراً مُضَوِّئاً دُجاكِ. ومُنْذُ اليوم لن تُبْصِري البَدْرا! ولن تُبْصِري إلاَّ النَّشاوى بِشَهْوَةٍ إذا اقْتَرفُوها أَعْرضُوا وتَهَرَّبوا! وأَبْقُوا الأقاويلَ المَشِينَة وَصْمَةً كأَنْ لم يكُونوا بالأقاوِيل أَذْنَبُوا! بِلا حَرَجٍ قالوا. وقد يَنْشُرونَها لِيُعْجِمَ فيها الشَّانِئوكِ.. ويُعْرِبُوا! وما زَعَموا بل كانَ حَقّاً لهُم فما يَسْتَطِيعُ الَّوْدَ عَنْكِ.. مُكَذِّبُ! هذه القِصَّةُ ما كانت خَيالاً بَلْ هي الواقِعُ في أَخْزى المَجالي! هي للسَّارِينَ أَجْلى عِبْرَةٍ من دُرُوبٍ سَيْطَرَتْ فيها السَّعالي! ولئِنْ كانوا ذِئاباً تَرْتَوِي مِن دِماءِ الغِيدِ.. أم كانوا ثعالى! فلقد يَنْفَعُها أَنْ تَهْتَدِي بعد طُولِ الغَيِّ بالسِّحْرِ الحَلالِ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة هي وهو
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,164 مشاهدة أَرْخَصَتْ من نَفْسِها يا وَيْحَها ذاتُ عِرْفانٍ وذَوْقٍ عَجَبِ! ذاتُ صَوْتٍ طَرِبٍ من نَشْوَةٍ في حَناياها. وشَوقٍ لَجِبِ! أنا من أَسْوائِها في رَهَبِ وهي من أَسْوائِها في رَغبِ! كلما أبْصَرْتُها رَوَّعَني حُسْنُها في صُورةٍ من لَهَبِ! مَسَّني من أَجلِها الضُّرُّ. وما مسَّها. فهي به في طَرَبِ! كيف يَثْوِي من كِيانٍ واحِدٍ شَهْوَةٌ تُشْقِي.. وعِلْمٌ يُسْعِدُ؟! ولقد فكَّرْتُ في هُجْرانِهَا.. وثَناني غَيُّها والرَّشدُ! فَلَها في القَلْبِ مِنَّي جَنَّةٌ ولها في القَلْبِ مِنَّي مَوْقِدُ! حاوراني مَرَّةً واصْطَرَعا فاسْتَوى أَرْنَبُهم والأَسَدُ! فاَنا في صَبْوَة مُنْكَرَةٍ فَرْحَةٌ فيها.. وفيها نَكَدُ! كيف أَسْلو وأنا مُرْتَهَنٌ في هَوًى ضَلَّ. ومالي سَنَدُ؟! كيف أَسْلُوا عن لَعُوبٍ سَخرَتْ بالتُّقى والأَدَب المُستَشْرفِ؟! يا لها من صَبَّةٍ غانِيةٍ ذاتِ طَبْع عابِثٍ مُقْتَرِفِ؟! بُلْبُلٌ يَشْدو بِلَغْوٍ مُتْرَفٍ لَيْتَهُ يَشْدو بَفَنَّ مُتْرَفِ؟! آهِ لو تَعْرِفُ ما قَدْرُ النُّهى عِفَّةً.. لكنَّها لم تَعْرِفِ! كم تَطَلَّعْتُ إليها هائِماً ثم أَغْضَيْتُ عن الدَّاءِ الخفي! لَيْس لي عَنْه مَحِيدٌ إنَّهُ قَدَرٌ يسْلِبُني عِزَّةَ نَفْسي..! ولقد حاولتُ أَنْ أعْصِيَهُ أَنْ يَقُودَ الطُّهْرُ وُجْداني وحِسِّي! فَتَراءى الصُّبْحُ في عَيْنَيَّ لَيْلاً وتراءَتْ سعَةُ الدُّنيا كحبْسِ! وتَحَسَّسْتُ طَرِيقي في الدُّجى فَتَعَّثًّرْتُ. وأَدمى الصَّخْرُ دَعْسي! كان أمْسِي قَبْلَهَا أَمْساً وَضِيئاً لَيْتَ يَوْمي.. وهو يُشْقيني.. كأَمْسي! أيُّها القَيْدُ الذي كبَّلَني أيُّها الجَرْحُ الذي أثْخَنني! ما أرى في صَفْحتي إلاَّ القَذى ذلك الشَّيءُ الذي يُثْمِلُني! وهو أَوّاهِ الَّذي أُسْلِمُهُ عُنُقي. وهو الذي يُسْلِمُني! كيف أَشكو من هَوًى طاوَعْتُهُ وتَهاوَيْتُ. وقد طَوَّعَني؟! أنا مَن هام فما أَظْلِمُهُ كذبا.. ثم غَدا يَظْلِمُني! حينما أحْبَبَتُهُ كنْتُ عَمِيّاً لم أكُن قَطُّ بَصيراً وسَوِيَّا! والهوى يَجْنِي على أقْدارِنا فَيُعيدُ الشَّامِخَ السَّامي زَريَّا! ويُعِيدُ الفَحْلَ يَنْزو ضارياً ليس يَكْبو في عَوادِيهِ.. خَصِيٍّا! ولقد أَوْهَنَنَي مُسْتَشْرِياً فتدلَّيْتِ إلى القاع.. هُويَّا! ورأيْتُ العِهْر طُهْراً مُحْصَناً ورأْيْتُ الطُّهْرَ في القاعِ.فَرِيَّا! أَفأَلقى بعد غَيَّي رَشَداَ؟! أم سأَقْضِي عُمُري في دَرَكِ؟! قُلْتُ للحْسَناءِ ما أَتْعَسني بِكِ.. قد ألْقَيتَني في شَرَك! فأنَا الشَيطانُ من هذا الهوى بَعد أَنْ كنْتُ كَمِثْلِ المَلِكِ! فاتْرُكي العِهْرَ إلى الطَّهْر فقد نَسْتوي من شَجْوِنا في فَلَكِ! وعسانا نَسْتَوِي في مَنْهَجٍ لاحِبٍ يُفْضِي بنا لِلنُّسُكِ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة صدام
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,163 مشاهدة اضرِبُوهُ بِخْنجَرِ بَيْن عَيْنَيْه وقُولوا له.. تَبارَكْتَ رُكْنا! وتَدَجَّجْتَ بالسِّلاح فأَرْداكَ وبالْ جيْشِ فَأَخْزى.. ولَم يكُنْ لكَ حِصْنا! وادَّخَرْتَ السُّمومَ تُخْفِي مناياها لِمن كانَ في خُطُوبِكَ.. عَوْنا! قدَّموا ما الْتَهَمْتَه مِن سلاح وحُطام جَزْلٍ.. أَعَزَّ وأغْنى! أَفَكُنْتَ المُمْتّنَّ مِنْهم؟! وحاشاك فقد كنْتَ تَمْلأُ الصَّدْرَ ضَغْنا! فَلَدَيْهِمْ خَيْرٌ وَفِيرٌ وأَوْلى أَنْتَ مِنْهم بِهِ ولَنْ تَتَجنَّى! فَتَوثَّبْتَ بالجِحافِلِ تُزْجِيها إِليْنا تُمَزِّقُ الشَّمْلَ مِنَّا..! تَسْتَبِيحُ العِرْضَ الطَّهُورَ وما يُخْزِيك هذا.. ولا تَرى فيه لَعْنا! ثم تَزْهو بالسَّطْوِ والنَّهْبِ مُخْتالاً عَلَيْنا. وما تَرَى فيه جُبْنا! الضَّحايا.. يا أَيُّها الفاتِكُ الوَغْدُ سَتُرْدِيكَ دِماها فَتَسْتَذِلَّ وتَفْنى! ما الَّذي نِلْتَهُ من الغَزْو تَيَّاهاً ظلوماً إلاَّ انْخِذالاً وَوَهْنا! والعِراقُ المَوْتُورُ ما كانَ يُرْضِيه اعْتِسافٌ.. صَيَّرتَهُ أَنْتَ دَيْنا! ناءَ منه لكنَّه كان مَغْلوباً هَلُوعاً يَخافُ قَيْداً وسِجْنا! أنْتَ صَيَّرْتَهُ تِباباً.. وقد كانَ جِناناً تَرِفُّ طِيباً وحُسْنا! دَعْ لأهْلِ العراق أرْضاً وأَمْناً.. بَعْدَ إِرْهابِهِمُ.. ولِلطَّيْرِ وَكْنا! كلُّهُم ناقِمٌ وحُرٌّ كَرِيمُ فَأَحَلْتَ الجَميعَ عَبْداً وقِنَّا! لَعَنَتْكَ البِحارُ والجَوُّ والطَّيْرُ وصاغَتْ مِن لَعْنِها لكَ لَحْنا! شادِياً بالنُّضُورِ منْك.. وبالخَيْبَةِ حتَّى تَغِيبَ عَنْها وعَنَّا! مَسَّهُ الضُّرُّ.. فاسْتَعِنْ بالشَّياطين ودَعْهُ يَفيضُ سلْوى ومَنَّا! سَتُلاقي هُناكَ يَوْماً عَصِيباً مُسْتَطِيلاً كأَنَّهُ عادَ قَرْنا..! ونُلاقي نحن السَّلامَةَ والأَمْنَ ونَجْني غُصْناً رَطِيباً.. وغُصْنا! إِنَّ في هذه الحياةِ دُرُوساً كُنْتَ مِنْها دَرْساً إلى الكُفْرِ أَدْنى |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة اصطبار وانتحار
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,163 مشاهدة ماذا حلا لكِ بَعدي بعد القِلا والتَّصدِّي؟! أمَّا أنا فِحَلاِ لي أَنِّي حَظِيتُ بِجُنْدِ! من المِلاحِ شَذِيٌّ أَعِيشُ منه بِرَغْدِ! وحيدةٌ أنْتِ.. شِلْوٌ من بعد عِزَّ ومَجْدِ! لا يَشْتَهِيها فَيَصْبو إلى القَذى غَيْرُ وَغْدِ قد كنْتِ نَجْماً وَضِيئاً لِكُلِّ غَوْرٍ ونَجْدِ! حَسَدْنَكِ الغِيدُ وَجْداً كَمِثْلِ حَدَِّ الفِرِنْدِ! وقُلْنَ لْيسَتْ بِنِدَّ فأنْت أعْظَمُ ندِّ! ونحن نَجْزِيكَ وُدّاً إذا أَرَدْت بِوُِدِّ! بل سوف نَجْزِيكَ وَصْلاً وقد جُزِيتَ بِصَدِّ! نَحْن الحِسانُ اللَّواتي في الرَّوْضِ أَنْضَرُ وَرْدِ! وقد شُغِفْنا بِشِعْرٍ يشفي الصُّدورَ ويُسدي! كأَنَّه شَدْوُ طَيْرٍ كأنَّه طَعْم شَهْدِ! وقد يكونُ نَذِيراً كَمِثْلِ بَرْقٍ ورَعْدِ! خُذْ قِمَّةَ الحُسْنِ واتْرُكِ ما كانَ منه كلَحْدِ! المُلْهِماتُ كَسَوْنَ القَريضَ أَجْمَل بُرْدِ! وقد كَساهُنَّ بُرْداً فَرُحْنَ منه بِخُلْدِ! فاصْدَحْ بِشِعْرِكَ فينا يا شاعراً مِن مَعَدِّ..! فإنه لِسُمُوَّ يَقُودُ.. لا لِتَردِّي! والشاعِرُ الحُرُّ يأْبَى إلاَّ قَبُولَ التَّحَدِّي! وقد تَحَدَّتْكَ يوماً فَجاوزَتْ كُلِّ قَصْدِ! فأَلْقِها في حفير فإِنَّه خَيْرُ حَدِّ...! ما مَنْ يَتِيهُ بِمَجْدٍ كمن يَتِيه بِنَهْدِ! وقد سَمِعْنا حَدِيثاً يُشْقي النُّفُوسَ ويُرْدى! يَقُولُ كانت غزالاً فأَصْبَحَتْ مِثْلَ قِرْدِ! فلا اسْتَقامَتْ بِهَزْلٍ ولا استقامَتْ بِجِدِّ! فَصَدَّ عنها هُواةً.. من كُلِّ حُرِّ وَعَبْدِ! قالت لهم ما اعْتَراكُمْ مِن بَعْد حُبِّ وَوَجْدِ! كُنْتُمْ لدَيَّ جُنوداً يَخْشَوْنَ صَدِّى وبُعْدي! صَرْعى هَوايَ جُثِيّاً ما تَسْتَطيلون عِنْدي! تَرَكْتُموني ورُحْتُمْ عَنِّي. فأصْبَحْتُ وَحْدي! كُنْتُمْ خِرافاَ ضِعافاً فكيف عُدْتُمْ كأُسْدِ؟! قالوا لها. قد وُقِينا من شَرِّ ذاك التَّعَدِّي! من شَرِّ حُسْنِ هَصُورٍ ما إنْ له مِن مَرَدِّ! عِشْنا نُفَدِّيه دَهْراً وما نَراهُ يُفَدَِّي! وقد بُلِنا بِنَحْسِ وما بُلِينا بِسَعْدِ..! قالت خَسِئْتُمْ فأنْتُمْ بُغاةُ مَكْرٍ وكَيْدِ! وسال دَمْعٌ غَزيرٌ منها على كُلِّ خَدِّ! قالَتْ تَمَنَّيْتُ أنِّي قد لُذْتُ يَوْماً برُشْدي! فلم أَرُعْهُ بِصَدٍّ ولم أرُعْه بِحَصْدِ! قد كان سَدّاً مَنِيعاً وقد عَبَثْتُ بِسَدِّي! وكان وعْداً جَميلاً فما وَفَيْتُ لِوَعْدي! هذي حكايةُ سَيْفِ لم يَسْتَقِرَّ بِغِمْدِ! فَغِمْدُه كان هَشّماً ولم يكُنْ بالأَشَدِّ! والسَّيْفُ كانَ رَهِيفاً يَسْطُو بكفِّ وزِنْدِ! وما يَقُومُ وِفاقٌ ما بَيْن ضَعْفٍ وأَيْدِ! ولم أكُنْ بِغَوَيِّ أوْ كُنْتُ أَزْهو بِجدِّي! بل كنْتُ أزْهو بِرُشْدي وشيمتي. وبرفْدي! ولم أُضِلِّ فأُشْقِي لكِن أُعِينُ وأَهدي! يا غادتي. لن تُراعِي مِنِّي بِكَيْدٍ وحِقْدِ! لن تَسْمَعي غَيْرَ شُكْرٍ على الصُّدودِ وحَمْدِ! فَلِي لِسانٌ عَفِيفٌ فيما يُعِيدُ ويُبْدي! ولي يَراعٌ طَهْورٌ.. سَما بِجَزْرٍ ومَدِّ! لم يَسْط يَوماً بِسَهْوٍ أَوْ يَسْطُ يَوْماً بِعَمْدِ! فَعُنْصُري مِن عَبِيرٍ زاكٍ بِعُودٍ ونَدِّ..! قد كانَ وِرْدي فُراتاً عَذْباً.فَطِبْتُ بِوِرْدي! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة حكاية هند وليلى
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,162 مشاهدة كَرَّمِني يا حُلوتي _ كرَّم الله نَداكِ_ بالصَّدَّ لا بالوصالِ! إنَّ في الصدَّ حِكْمتي وانْبِعاثي لِقَوافٍ تُعيي كبارَ الرِّجالِ! وأرى فيه نَشْوتي وانْصِهاري بِعذابٍ يُفْضي لشُمَّ العواليِ! لّذَّتي في العذاب هذا.. فَكُوني لي عَذاباَ يَقُودُني لِلمعالي! يَا فَتاتي.. ما أَعْذَبَ الأَلَمَ الصاهِرَ أَطوى به كريمَ اللَّيالي! إنَّ حُسْنٌ مُجَلَّلٌ بالأساطيرِ اللَّواتي يُلْهِبْنَ مِني خَيالي! أَتَمَلَّى به الزَّمان الذي وَلَّى وأَعطى به كريمَ النَّوالِ! كُنْتِ لي بَلْسماً إذا انْتَفَضَ الجُرْح حَباني الشَّفاءَ قَبْلَ السُّؤالِ! وأنا اليَوْمَ ذو جراحٍ شَتيتاتٍ وفِيهنَّ قُوَّتي وصيالي! لم أعُدْ بالوصال أَحْفَلُ إلاَّ حينما أجْتلَي به القوافِي الغَوالي! قَلَّما أَجْتَلي.. ولكِن صَدَّي يَتَجلى يَومَ الخُطوبَ الثَّقالِ! ما أُحَيْلى كرامتي فهي بالوَصْلِ تُعاني من اتَّقاءِ النَّضالِ! وهي بالصَّدَّ لا تُعاني.. وتَجْني من بَساتِينِهِ شَهِيَّ السَّلالِ! فاذْكُريني يا هِنْدُ إنْ ضَمَّكِ الحُبُّ بِمَجْلىً مُزَيَّنٍ بالجَمالِ! ما أَراني أَظُنَّه مِثْلَ مَجْلايَ فَهَيْهاتَ مِثْله من مَجالي! وإذا رَتَّلَ النَّدامى العَواني آيَ أَشْواقِهم لِحُلوِ الدَّلالِ! فاذْكُريني. فَلَن يكُون كَتَرْتِيلي فَلَيْس الضَّرغامُ مِثْلَ السَّخالِ! كُنْتِ مِثْلَ الفِعالِ غُرّاً تُوالِينَ ثَناءً على كريم المقالِ! وتَقُولِينَ.. أَنتَ يا نَجِييَّ فَريدٌ من مزاياكَ رِفْعَةً. والخِلالِ! لم أَكُنْ يَوْمها أرى الغيدَ إلاَّ عِفَّةً تَزْدهي بِخَيْرِ عقالِ! وهو في الدَّرْكِ إنْ يَكُنْ قَذِرَ الذَّيْلِ لَعُوباً يَخُوضُ في الأَوْحالِ! شَدَّني في الشَّبابِ لِلْحُسنِ طَبْعٌ ما يرى في هَواهُ غَيْرَ الضَّلالِ! يَتَصَدَّى له حَراماَ.. حَلالاَ.. والهوى خَيْرُ زادِهِ في الحَلالِ! كنْتُ فيه رِئْبالَهُ ما أُبالي بنصال منه.. ولا بِنِبالِ! وجِراحي به تَنِير فما أَشكو كيف تَشْكو ضَراوةُ الرِّئْبالِ؟! والغَواني حَوْلي يُؤَجَّجْنَ لَهْوِي ويُبارِكْنَ_ وَيْلَهُنَّ_ خبالي! وَتَمَرَّسْتُ بالخلاعَة حتَّى ضِقْتُ ذَرعاً بِصَبْوتي وانْتِهالي! فَهُما السَّجْنُ في الهوى ودَواعِيه وأَنْكى مَن أَْوثَقِ الأَغْلالِ! وتَبَدَّى الهُيامُ لي كالحَ الوَجهِ -كشَيْطانِهِ- شَدِيدَ المِحالِ! وَتبَدَّتْ لَيْلى كَبدْرٍ وَضِيءٍ دعِياً لِلسَّلامِ. لا لِلْوبالِ! داعِياً لِلْوصالِ أَحْلى من الشَّهْدِ بَرِيئاً من الخَنَى والسَّفالِ! كالزّلالِ العَذْب اسْتوى بَيْن رَوض عَبْقَريَّ. وبَيْن بَرْدِ ظِلالِ! فيه شَتَّى من الأزاهيرِ تَسْخُو بِعَبير يَشْفي من الاعْتِلالِ! وثمار يَحْلو جَناها ولكِنْ هي أغْلا من نادِرات الَّلألي! قُلْتُ.. يا قَلْبُ ههُنا الحُبُّ والحُسْ نُ تسامَتْ عن جَفْوةٍ ومَلالِ! وتسامَتْ عن اللُّغُوبِ.. فلن تَلْقى وَنىً من رِحابِهِ.. أَو كَلالِ! جَلَّ رََّبي.. ففي البُكور أُلاقي وَحْيَ رُشْدي منه. وفي الآصالِ! أنا مِنْه في جَنَّةٍ وَشْيٍ وظِلالٍ تُحِي بِسِحْرٍ حلالِ! إنَّ لي في الأواخِرِ اليَومَ ما لَم أَلْقَهْ قَبْلُ في السنين الأَوالي! فالعَصِيُ.. العَصِيُّ أَمْسى مُطِيعاً من قوافٍ رَطيبَةٍ كالدَّوالي! وحَياتي شِعْرٌ وحُبٌ. فإنْ زالا فإِنَّي أَعُودُ كالتَّمثالِ! لا تَزُولا عَنَّي. فقد تُؤْثِرُ الرُّوحُ إذا زُلْتما بِوَشْكِ الزَّوالِ! وأراني في نَجْوةٍ منه فالنُّورُ يُغشَّي فدافِدي وجِبالي! هو فَضْلٌ من صاحِبِ الحَولْ والطَّوْلِ وعَوْنٌ من رَّبنا ذِي الجَلالِ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة كنت فصرت
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,162 مشاهدة سَرْمَدِيَّ الظَّلامِ هذي لياليكَ تُدَجِّي عَقْلي. وتُظْلِمُ حسِّي! ما الذي فِيَّ غَيْرُ ما في الأناسِيِّ فأغدو في مأْتَمٍ يَوْمَ عِرْسي؟! هِمْتُ بالطِّرْسِ واليراعِ فما عاد يراعي الهوى. ولا عادَ طِرْسي! سَرْمَدِيَّ الظَّلامِ ما عادَ مائي النَّميرُ.. النَّميرُ يَرْوِي أُوامي! كيف يَرْوِي الرُّفاتُ قَلْباً شّجِيَّا كان ثم اجْتَوى شُجونَ الغَرامَ؟ واجْتَوى الحُسْنَ بعد ما كانَ صَبّاً بِنَسيمِ الغرامِ أو بالضَّرام! سَرْمَدِيَّ الظَّلامٍ.. إنِّي غَرِيبٌ بين أُهْلي. ومَرْبَعي ورِفاقي! فلعلي أَرى حياةً نقيضاً لِحياتي هذي الَّتي كالهباءِ..! فأرُودُ الفضاءَ أَرْنو إلى الشُّهْبِ وأشدو بِنُورِها الوضَّاءِ..! سَرْمَدِيَّ الظَّلام لو كنْتَ تَدْري بسُهادي لَكُنْتَ أَحْنى ضَمِيرا! كُنْتُ فيك الضرِيرَ يعْثُرُ في الحَظْو ويَخْشى من المسير المَصيرا! سَرْمَدِيَّ الظَّلام. مُنْذُ يفاعي كنْتُ أَرْنُو إلى المَصَير هَلُوعا! عَجِبوا منه واسْترابُوا وقالوا لِم تُذْرِي يا طِفْلُ هذى الدُّموعا؟! قُلْتُ مُسْتَضْحِكاً.. رأيْتُ مَناماً مُفْزِعاً.. فاسْتَفَقْتُ منه جَزُوعا! هكذا كنْت. واسْتَحَالَ يَفاعي لِشبابِ تَحْلُو به النَّزَواتُ! سَرْمَدِيَّ الظَّلامِ هذي حياتي صَفَحاتٌ مُسْوَدَّةٌ لا تَشُوقُ! كيف عاف البُرْدَ السَّلِيمَ شَقِيٌ فَتَعرَّى.. وتَيَّمَتْهُ الخروق؟! يا إلهي. إنِّي أُحِسُّ دَبِيباً بين جَنْبَيَّ.. هامِساً لضميري! أَنْتَ. أَنْتَ الذي يَمُنُّ فيَرْقى لِلذُّرى الشُّمِّ من ثَوى بالحفير! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة الغاوي الذي استرشد
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,158 مشاهدة السَّماواتُ والأراضي تُطِلاَّنِ على الآبِقِ الذي يُرِيدُ الصَّلاةَ! شَهِدا دَمْعَهُ وهَوْلَ لَيالِيهِ وأنَّاتِهِ بِها والشَّكاةَ! فاسْتراحا إليه قلباً جَرِيحاً قارَفَ الأثْمَ صَحْوَةٌ وسُباتا! يا سمائي لقد كَرُمْتِ. ويا أَرْضي لقد كُنْتُما الرُّعاةَ الأُساةَ! لَسْتُ باليائِسِ القَنُوطِ من الرَّحْمَةِ حتىَّ ولو بَزَزْتُ الجُناةَ! كانَ مِنِّي الإِثْمُ الرَّهيبُ وأَرْجُو أَنْ يَكُونَ الصَّفْحُ الجَمِيلُ الرَّجاةَ! إن في التَّوْبِ ما يَرُدُّ الخطايا خاسِئاتٍ. وإنْ يَكُنَّ عُتاةَ! وَيْحَ نَفْسي فقد شَعُرْتُ بِأْنِّي بعد أَنْ تُبْتُ. قد بُعِثْتُ جَدِيدا! فَرَأَيْتُ النُّورَ الوَضِيءَ يُغَشِّيني وقد عِشْتُ في الظَّلامِ مَدِيدا! ورَأَيْتُ الأَخْيارَ حَوْلي يقولون تَقَدَّمْ ولا تَكُنْ رِعْدِيدا..! أَنْتَ مِنَّا أَصْبَحْتَ. فاسْعَدْ بِلُقْيانا!! فقد كُنْتَ عن المَكْرُماتِ هذى بعيدا! ولقد كنْتَ رَغْمَ هَوْلِ خَطاياكَ ذَكِيّاً.. لكِنْ عَتِيّاً عَنِيدا..! فَتَوَغَّلْتَ في الأَثَامِ وأَسْرَفْتَ ولم تُبْقِ للرُّجُوعِ رَصِيدا! وحَسِبْناكَ لن تَعُودَ إلى الرُّشْدِ فإِنَّ الغيان يَجْفو الرَّشِيدا! سَبِّح الله ما اسْتَطَعْتَ. فقد كانَ رَؤُوفاً حَباكَ صَفْحاً مَجِيدا! وتَطَلَّعْتُ لِلسَّماءِ وأجْهَشْتُ فقد كنْتُ للرَّجِيمِ وَدِيدا! لم يَدَعْني أَفِيقُ من سكْرَةِ الغَيِّ وأَمْسَيْتُ في يَدَيْهِ حَصِيدا! كنْتُ فيها الظَّلُومَ لِلْفِكْرِ والحِسِّ. وكانا في النَّائِباتِ شَباتي! يا لَوَيْلي مِن الغَباءِ فقد كنْتُ بليدا في صَحْوتِي وسُباتِي! ظاهري كانَ يَبْدو قَوِيماً رشيداً حِينما كانَ باطِني الصَّدِي يَتَرَدَّى! لَيْتَهُمْ أَبْصَرُوا العَمِيَّ الذي ظَلَّ خِداعاً بِقاعِهِ يَتَدَهْدى! فَتَمَجَّدْتَ.. ما أَجَلَّكَ رَبّاً حين تًحْبو الغواةَ جَاؤُوكَ رِفْدا! أنا فَرْدٌ مِن الغُواةِ.. وما عُدْتُ بِغُفْرانِكَ المُعَزِّزِ.. فَرْدا! أنا عَبْدٌ مِنْهُمْ أَنابَ فَأَمْسى يَتَباهى بِكَوْنِهِ بكَ عَبْدا! بَيْنَ عَهْدٍ مَضى.. وعَهْدٍ جَدِيدٍ بَيْنَ عَهْدِ الدُّجى وعَهْدِ الضِّياءِ! عُدْتُ ما أَشْتَهي سِوى المَجْدِ ما يَهْدِفُ إلاَّ لِنُصْرَةِ الضُّعَفاءِ! عُدْتُ ما أَشْتَهي سِوى المالِ ما يَهْدِفُ إلاَّ لِخِدْمَةِ الفُقَراءِ! عُدْتُ ما أَشْتَهي سوى الصَّفْح مَهْما نالَني من ضراوة الخُصَماءِ! فَلَعَلِّي يوم الحِسابِ أَرى العَفْوَ فَأَغْدو بِه مِن السُّعداءِ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة صبوة الشيخ
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,157 مشاهدة ما أراني من بعد ما شِخْتُ إلاَّ طَلَلاً بالِياً جَفَتْهُ العُيُونُ! كان رَوْضاً تَرْعى الحسانُ مَجالِيه شّذِيّاً تَرِفُّ فيه الغُصُونُ! وأراني أشِيحُ عن رُؤُيَةِ الغِيدِ وقد كانَ لي بِهنَّ جُنُونُ! يال حُزْني على الصِّبا ومغانيه فقد أجْهَزَتْ عليه السِّنونُ! كانَ فينا الوَرِيقَ.. هل صَوَّحَ الرَّوضُ. وقد عَطْعَطَتْ عليه الحُزُونُ؟! ولَئِنْ كانَ فهو ماضٍ وَضِيءٌ فيه راياتُهُ. وفيه الحُصونُ! لا نطيق العُزُوفَ عنه ولو شاخَ فإن العِقْدَ الثَّمِينَ. ثَمِينُ! لن يَهُونَ الكريم فينا.. ولن نَجْحَدَ كَلاَّ. فهو السَّريُّ المَصُونُ! وتَنادَيْنَ فانْتَهَيْنَ إلى النَّجْوى وفيها مِنِّي الهوى والشُّجُونُ! وإذا بي أرى ويا طيبَ مَرْآيَ لِمَغْنىً تَرِفُّ فيه اللُّحونُ! من نَشِيدٍ ومن غُناءِ شَجِيٍّ فأنا مِنْهم الغَوِيُّ الرَّصِينُ! أَيُهذا الفاني العَجوزُ تحامَقْتَ فما أنْتَ بالغَرامِ قَمِينُ! لم تَعُدْ بالهِزَبْرِ. فالغاب أَهْوى بعد كانَ عامراً.. والعَرينُ! هذه صَبْوةٌ تُرَدِّيكَ لِلْقاعِ فأنت المُصَفَّدُ المسجونُ! ماجِنٌ أًنْتَ إنْ صَبَوتَ. وقد يَسْخَرُ منكَ الهوى. ويَلْهُو المُجونُ! وَيْ كأَنِّي بين الأنامِ غَرِيبٌ ليس لي بَيْنَهُمْ فْؤادٌ حَنونً! قلتُ للدَّهْرِ وهو يُسْرعُ في الخطو تمادّيْتَ أيّهذا الطَّحُون راعَني ما لَقِيتُه من سِنيني فكأَنَّ السِّنين! مِنْكَ قرونَ! وكأَنِّي مَجَلَّلٌ بالسَّمادِيرِ يَقيني أجَلُّ منه الظُّنُونُ! قِيلَ عَنِّي أنٍّي بما كانَ فَوَيْلي إذْنْ بما سَيَكُونُ! أيكُونُ الجُنونُ؟! كلاَّ فإِنِّي عَبْشَمِيٌّ يَرْتاعُ منه الجُنُونُ؟! وبدا لي الصَّوابُ فانْصَعْتُ إليه.. بعد الضَّلالِ المُبِينِ! كنْتُ في غَفْلةٍ نسِيتُ بها الشَّيْبَ فأفْلَتُّ مِن عذابٍ مَهِينِ! كيف يَرْضَيْنَ بالثَّعالِبِ يَزْحَفْنَ ويَنْأَيْنَ عن ليوثِ العَرِينٍ! رُبَّما جِئْتُهُنَّ يَوْماً فَقَهْقَهْنَ وأرجعنني بِقَلْبٍ حَزِينِ! ولقد يَرْتَجي العجوز بمَجْدٍ وحُطامٍ نَوال حُسْنٍ مَشِينِ! لَسْتُ هذا أنا. فإِنَّ شبابي فاز بالحُسْنِ خاضِعاً. والحَنِينِ! لم أَكُنْ بالرهين يَوْماً فَعِنْدي من سَراةِ الحِسان ألفُ رَهينِ! حَسَدُوني الرِّفاقُ.. حتى لقد كِدْتُ غرُوراً.. أَقُولُ. أَيْنَ قَرِيني؟! آهِ من هذه الحياة فَكَمْ مَنَّتْ وضّنَّتْ.. بِشَدْوِها والأَنِينِ! كم سقَتَنْي الأُجاج صَبَاحاً فَتَجرَّعْتُه مَشُوباً بطين! ثُمَّ جاء المساءُ مِنها بما لم أَتخَيَّلْهُ مِن زُلالٍ مَعِينِ! لَسْتُ وَحْدِي. وما أَلُومُ فقد عِشْتُ سعيداً بِشَكّها واليَقِينِ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة أين بل لا أين
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,155 مشاهدة أيْنَ تِلكَ الأَماسي كانتْ شُعاعاً في شُعُوري. وشُعْلَةً في ضميري؟! لم يَعُدْ لي مِن بَعْدِها غَيْرُ نَظُمٍ يَتَهاوى على ضِعافِ حَفِيرِ! لم يَعُدْ لي شِعْري الذي كانَ كالنَّسْ مَةِ كالشَّدْو. كالنَّدى. كالعَبيرِ! أين ذاك الزَّمانُ.. كان جِناناً وفِراشاً مُرَفَّهاً مِن حَريرِ! ورحيقاً مِن الحَنانِ مُصَفّىً.. ومِن الحُبِّ.. والدَّلالِ المُثير! ومِن الصَّفْوِ لم يُعَكِّرهُ رَنْقٌ ومِن الرَّكْضِ خَلْفَ ظَبْي غَرِيرِ! قد تَوَلىَّ.. فَلَيْسَ لي غَيْرُ رِيحِ عاصِفٍ بالحياةِ.. غَيْرُ هَجِيرِ! فأَعِيدي إليَّ يا رَبَّةَ الحُسْنِ ما كانَ أَعِيدي خَوَرْنَقي وسديري! أو فَإِنِّي السَّجِينُ يَرْسُفُ في القَيْدِ ويَطْوِي على الشَّجا والزَّفِيرِ! أَوْ فَكُونِي الإِلْهامَ لي من التَّبارِيح تَكُنْ جَنَّتي بِحَرِّ سعيري! قد يكون الوِصالُ بَؤْسي على الفِكْرِ ونعماء في القِلا والشُّجوُنِ! وأَراني في غَمْرَةِ الشَّكِّ والحَيْرَةِ أَهْذِي كأَنَّنِي في جُنُونِ! كيف يَغْدُو الصُّدُودُ نُعْمى؟! وفَكَّرْتُ وكَفْكَفْتُ دَمْعَةً من عُيُوني! وبدا لي العَذابُ كِفْلاً مِن الرَّحْمَةِ يَشْفي مِن الهوى والمجُوُنِ! كم تَضَلَّعْتُ باللَّذاذَةِ حتى كِدْتُ أَنْسى بِها نَذيرَ مَنُوني! وجَزاني العذابُ عن مُتْعَةِ اللَّهْوِ بِما شَدَّ بالسُّمُوِّ حُصُوني! فإذا باللُّهى تَرُدُّ الفرَاديِسَ إذا هَيْمَنَتْ.. لِجَدْبِ الحُزُونِ! وتَرُدُّ انْطِلاقَنَا لِقُيُودٍ عائِقاتٍ مَسِيرَنا.. وسُجُونِ! فلقد كنْتَ بالنَّعِيم حَرُوناً فإذا بالبُؤْسِ غَيْرَ حَرُونِ! رُبَّ بُرْءٍ يَكُونُ غَيْرَ حَنُونٍ وسِقامٍ يَكونُ جِدَّ حَنُونِ! جرَّبْتُ وَصْلِي. كما جَرَّبْتُ هُجْراني فما عَرَفْتَ مَنِ القاسِي.. مَنِ الحاني؟! كِلاهُما كانَ يُفْضِي بِي إلى ظُلَلٍ مِن الغَمام.. وما أَدْرِي مَن الجاني! هذا يَقُولُ بِأَنِّي غَيْرُ مُقْتَرِفٍ وذاكَ يُقْسِمُ أنَّ المُذْنبَ.. الثاني! فَمَنْ مَلاكي الذي يَهْدي إلى سَنَني مِنْ النَّقِيضَيْنِ.. مَنْ غَيِّ وشَيْطاني؟! لقد عَجزْتُ وأَعْيَتْني طَلاسِمُها هذى الحياةُ.. بِصِدقٍ.. أو بِبُهْتانِ؟! واسْتَبْهَمَ الدَّرْبُ.. هل أَرْسي بأَوْدِيَةٍ تُرِيحُني.. أمْ بأمْواهٍ وشُطْآنِ؟! وما اسْتقَرَّ قَرارِي.. فهو مُضْطَرِبٌ ما بَيْنَ مَتْرَبَةٍ تُشجي.. وغُنْيانِ! كأَنَّني لَسْتُ إنْساناً له مِقَةٌ يَظُنُّها ذاتَ آلاءٍ وسُلْطانِ! وهل تَحَيَّر في الدُّنْيا وتاهَ بِها عن الطَّريقِ السَّواءِ.. غَيْرُ إنْسانِ؟! إنَّ الغَرِيزَةَ تَسْتَهْدِي بها أُمَمٌ غَيْرَ الفَرِيقَيْن.. مِن إنْسٍ ومِن جَانِ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
يا حُلْوتي لو كُنْتِ غازَلْتِني
قَبْلَ مَشِيبي لَرَأَيْتِ العُجابْ! لكُنتِ أَفْضَيْتِ إلى نَشْوَةٍ تُنْسِكِ بالبَهْجَةِ نَهْجَ الصوابْ! فإِنَّني كُنْتُ الفتى عارِماً يَفْتَرِعُ الذُّرْوَةَ رَغْمَ الصِّعابْ! عُروقُهُ تَحْوى دَماً لاهِباً يَجْري بِها مُكْتَسِحاً كلَّ بابْ! يالَ شَبابي مِن لَظًى مُحْرِقٍ أَذْهَلَني.. أَذْهَلَ كُلَّ الكِعابْ! قُلْنَ وقد شاهَدْنَهُ عَاصِفاً ماذا بِهِ؟! يا سِحْرَ هذا الشَّبابْ! ورُحْنَ يَحْلَمْنَ بِحُلْوِ الرُّؤى بِه.. ويُكْثِرْنَ عليه الطِّلابْ! وهو قَرِيرٌ بالهَوى جارِحاً أَفْئِدَةَ الغِيدِ.. كماضِي الحِرابْ! تَعِيْثُ في أَحْشائِهنُ المُنى وهُنَّ يَسْعَدْنَ بِهذا العذابْ! أَحْلى المُنى كانَ مِنْها النَّوى بُشْرى بِوَصْلِ حافِلٍ بالثَّوابْ! قالتْ وقد رَاوَدَني طَيْفُها من صَحْوَتي بَيْنَ عَدِيدِ الصِّحابْ! وهي التي تَسْحَرُ أَعْيُنَ النُّهى وهي التي تَخْطُرُ فَوْقَ السَّحابْ! ماذا؟! ألا تَعْرِفُ أنِّي التي مِن دُونِ كُلِّ الفاتِناتِ اللُّبابْ؟! ما لَكَ عَنِّي هكذا مُعْرِضٌ؟! والنَّاسُ. كلُّ النَّاسِ مِنِّي غِضابْ؟! كأَنَّني الشَّهْدُ حَلا صَافِياً فاجْتَمعُوا مِن حَوْلِهِ كالذُّبابْ! يَشْكُونَ مِنِّي الصَّدَّ لكِنَّني أَرْخَيْتُ –فانْجابُوا- صَفيقَ الحِجابْ! لم أَحْتَفِلْ إلا بِمُرِّ الهَوى هَواكَ هذا.. بَعْدَ عَذْبِ الشَّرابْ! فاصْدَعْ بِحُبِّي إنَّني جَدْوَلٌ صافٍ. وأَخْدانكَ مِثْلُ السَّرابْ! قُلْتُ لها يا حُلْوَتي. يا جَنى رَوْضٍ نَضِيرٍ.. أَنْتِ مِثْلُ الشِّهابْ! مُسْتَعْلِياً من أُفُقٍ شاهقٍ مُنْتَشِياً بالحُسْنِ غَضِّ الإِهابْ! من خُيَلاءٍ يَسْتَوِي لاهِياً.. بالشَّجْوِ.. ما لِلشَّجْوِ إلاَّ التَّبابْ! وما لَهُ غَيْرُ النَّوى والقِلا.. وما لَهُ غَيْرُ ضَنًى واكْتِئابْ! ولَسْتُ مِن هذا الذُّبابِ الذي أَشْقَيْتِهِ.. عَرَّضْتِهِ لِلْخَرابْ! أَمْسى عَمِيّاً ما يَرى دَرْبَهُ.. كيف؟! وقد خَيَّمَ فيه الضَّبابْ؟! فلا ذَهاباً يَرْتَجي سالِماً وما لَهُ عِنْدَكِ حُسْنُ المآبْ! دَعِي فُؤادِي. إنَّهُ قانِعٌ بِحَظِّهِ مِن زَيْنَبٍ والرَّبابْ! هُما. وسِرْبٌ ناعِمٌ يَشْتَهي هَوايَ.. قد يُخْطِىءُ فيه الحِسابُ! وأَنْتِ.. قد يَغْدو الذُّبابُ الذي صَدَدْتِهِ.. يُقْذِيهِ مِنْكِ الرُّضابُ! فَلْتَحْذَرِيهِ.. رُبَّ مُسْتَوْحِشٍ يَنْهشُ في جِسْمِكِ نَهْشَ الذِّئابْ! بَكَتْ.. ولكِنِّي ارْتَضَيْتُ الطَّوى عن شِبَعٍ يُلصِقُني بالتُّرابْ أوَّاهِ مِن شَيْخُوخَةٍ لاتَني تَجْعَلُ مِنِّي الشَّدْوَ مِثْلَ النُّعابْ! كُنْتُ هِزاراً شادِياً.. مُطْرِبا وعُدْتُ مِنْها ناعِقاً كالغُرابْ! لو كُنْتُ مِثْلَ الأَمْسِ ما شَفَّنِي حُسْنٌ. ولا أَثْخَنَ رُوحي الضِّرابْ! ولم أَكُنْ أُغْضِي إذا مَسَّني مِن العوادي جَنَفٌ أَوْ سِبابْ! لكِنَّهُ الدَّهْرُ.. ويا وَيْلَتا.. مِنْه فقد أَوْجَعَني بالمُصابْ! ولَيْسَ لي إلا اصْطِبارِي على سِرْدابِهِ المُظْلِمِ بَعْد القِيابْ! تَبارَكَ اللهُ.. فَكَم ضَيِّقٍ نَأْلَفُهُ بَعْد وَسِيع الرِّحابْ! لَيْسَ عُجاباً أُلْفَتِي لِلأَسى وهو ضجيعي.. فالنُّفُور العُجابْ! هذا أَنا. إِنِّي أَلِفْتُ الضَّنى بعد الغِلابِ التَّمِّ. بعد الوِثابْ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة أيام خلت
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,153 مشاهدة أين أَنْتِ.. أين أيَّامٌ تولت.. يا حياتي؟! كنْتُ في الفِرْدَوسِ أَشْدو ناعِماً.. بِصَلاتي! عانِياً لِلْحُسْنِ حوْلي طاهِراً.. كالفرات! والهوى يُسْعِدَني رَغْم الأَسى.. بالهِباتِ! *** قد نأى ذلك عَنَّي معرضاً.. وتَوَلَّى..! لِمَ يا نَبْضَ عُروقِي عَن شَجٍ.. يَتَخَلَّى؟! وهو يَطْوِي بَيْن جَنْبَيْهِ هَوًى.. يَتَجلَّى؟! خاضعاً رَغْمَ إِباءٍ عارِمٍ..يَتَدَلَّى؟! *** تَتَمنَّاهُ عُيُونٌ فاتِناتْ.. وثغُورْ! وَوجُوهٌ حالِياتٌ خالباتْ.. ونُحُورْ! وشُعُورٌ مُسدَلاتٌ غاسِقَاتْ.. وخُصُورْ! وَرُؤُوسٌ في ذُراها شامِخاتْ.. كالبُدُورْ! *** وهو لا يَصْبوا إلْيها راغبا..ً في التّوافي! غَيْرَ أَنَّي لم أَجِدْ إلاَّ النَّوى.. والتَّجافي! وأنا العافي.. وما أَلقى الرِّضى.. والتَّصافي! فَأَرى الدُّنْيا ظَلاماً في ظَلامْ.. في شِغافي *** فلماذا كُلُّ هذا الإِعْتِسافْ.. بِفُؤادي؟! وهو لا يَخْفِق إلاَّ بالهوى.. لِلْجَمادِ؟! للَّتي تصرعه في نَشْوَةٍ.. بالتَّمادي! للَّتي تَرمى به من مَعْطَشٍ.. وهو صادِي! *** يالَ هذا القَلْبِ في شِقْوَتِهِ.. بِهَواهْ! مِن هَوًى يظْلِمهُ من قَسْوَةٍ.. مِن عَماهْ! وهو لو أَبْصَرَ ما عَذَّبَهُ.. بِلَظاهْ! فهو ما أَنْقاهُ ما أكْرَمَهْ.. بِرُؤَاهْ! *** لو دَرَتْ تِلك التي تَهْوى بِهِ.. لِلدَّرَكِ! أَنَّه من أجْلِها باعَ السَّنا..بالحَلَكِ! باعَ أَشْتاتَ حِسانٍ ناعِماتْ.. بالحَسَكِ! يا لَها مِن صَفْقَةِ كانَتْ له.. كالشَّرَكِ! *** ولقد قَطَّعْتُه.. أَلْقَيْتهُ مُنْطَلِقاَ.. من أَساري! ورأَيْتُ الغِيدَ من أَوْجِ السَّنا.. كالدَّراري! مُلْهِماتٍ. شافِياتِ مِن ضَنًى.. من أُوارِ! دُون أنْ يَهْبِطْنَ للدَّرْكِ امْتَلا.. بالضَّواري! *** فأَنا اليَوْم بلَحْني وشِعارِي.. أَتَهادى! تارِكاً تِلكَ انْصِرافاً رابِحا.. وبِعادا! ندمت.. بُؤساً لها أَنْ ندِمَتْ.. وسُهاد! إنَّني في فَلكٍ مُسْتَشْرِفٍ.. وأنا فيه المُنادى! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة الحسن في مباذله
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,152 مشاهدة جاذَبْتني ثَوْبي. وكانت عَصِيّاً ثُمَ راضَ الهوى جِماحَ العَصِيِّ! يا فتاتي أنا الذي يَعْرِضُ اليَوْمَ فما عُدْتُ بالفُؤادِ الشَّجِيِّ! أُذُكُري الأَمْسَ حِينَ كنْتِ تَصُو لِينَ على كُلِّ أَعْزَلٍ وكَمِيِّ! وتَكونِينَ كالنَّسيمِ.. وكالرَّوْضِ بِصَفْوٍ عَذْبٍ.. ونَفْحٍ شَذِيِّ! وتَكُونِينَ كالصَّواعِقِ أَحْياناً وكالرِّيح عاصِفاً.. والأتِيِّ..! ولقد كنْتُ عاشِقاً فَتَلَظَّيْتُ بطَبْعِ يُشْقي القلوبَ.. عَتِيِّ! فَتَخَاذَلْتِ من سُلُوِّي وإعْراضي وَيْلي إلى الطريقِ السَّوِيِّ! وتَرَفَّعْتُ عن نداكِ بِفِكْرٍ.. عَبْقَريِّ الرُّؤى.. وأَنْفٍ حَمِيِّ! كم طعامٍ يعَافُهُ الجائِع الحُرُّ ولو كانَ مِن طَعامٍ شَهِيِّ! يا فَتاتي إنَّ افْتِراعَكِ للذُّرْوَةِ بِدُنْياكِ بَعْدها لِلْهَوِيِّ! الرَّبيعُ النَّضِرُ سوْف يُوَلِّي فَتَوَقِّي الخَريفَ قَبْل المُضِيِّ! فلقد كنتِ نِعْمَةً لِغَوِيِّ ولقد كنْتِ نِقْمَةً لِتَقِيِّ..! لم أَكُنْ بالصَّدِيِّ إلاَّ إِلى الحُبِّ عَفِيفاً.. ومُلْهِماً بالرَّوِيِّ! شاعِرٌ هائمٌ بِمَجْدِ قَوافِيهِ وشِعْرٍ بالخالِباتِ سَرِيِّ! مَظْهَراً يَمْلأ العُيُونَ جَلالاً يَلْفِتُ الرُّوحَ لِلْجلالِ الخَفِيِّ! ولشَتَّانَ بَيْنَ حُبٍّ ضَعِيفٍ يَتَهاوى. وبَيْن حُبٍّ قَوِيِّ! بَيْنَ حُبٍّ يَزُولُ وَهْناً.. وحُبٍّ طَرِبٍ مِن شُجُونِهِ. سَرْمَدِيِّ! فلقد يَفْضُلُ الرّبيعَ خَرِيفٌ يَرْتَوِي بالرَّشادِ مِن بَعْدِ غَيِّ! سأَرى فِيكِ.. في خَرِيفكِ حُسْناً غَيْرَ حُسْن ضارٍ لِهِنْدٍ ومَيِّ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة القمة والحضيض
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,223 مشاهدة ذكْرياتُ أكادُ منها أّذوبُ وهي في القَلبِ غِبْطةُ ونُدوبُ! كيف لي بانتزاعها من حَنايايَ وفيها حَدائقٌ وسُهوبُ؟! منذ أَنْ كنْتُ يافِعاً.. وأنا الصَّبُّ.. شُروقٌ في المُشْتهى. وغُروبُ! ما أرى في الحياةِ طَعْماً إذا لم يَكُ فيها مَفاتِنٌ وطُيوبُ! كلُّ حَسْنَاءَ تَسْتَثيرُ وتُشْجي.ز فَتْرَةً.. ثم أَجْتَوِي وأتُوبُ! ثم أَصْبُو إلى سواها. فَما انفْكَّ فؤادي تَجْني عَلَيْه الثُّقوب! ورأني الحِسانُ أَصْبُو وأَسلُو فَتَاَلَّبْنَ. وابتلتْني الخُطوبُ! فَنَزَتْ مِنَّيَ الجِراحُ فَزَغْ رَدْنَ فهذا المُتَيَّمُ المنْخوب! وتَجَلَّدْتُ فارْعَوَيْنَ.. فقد كانت لُحوني تَهْتَزُّ مِنْها القُلوبُ! وتُذِيعُ الجمالَ حِيناً.. وتَطْوِيِهِ فَتُشْقِيه صُفَرَةٌ وشٌحوبُ! ولقد تُصْبِحُ العُيوبُ خِلالاً من قَوافِيه.. والخِلالُ عُيُوبُ! رُبَّما راقني وراع الذي كانَ فإِنَّي أنا الجَرِيحُ الطَّروبُ! ولقد أَسْتَوي بِلَيْلٍ بَهيمٍ.. فيه لي راحةٌ.. وفيه لُغُوبُ! بَيْنَ وَصْلٍ يَسْخُو به عَلَيَّ غَزالٌ وصُدُودٍ يَقْسو به يَعْسُوبُ! وتحَولَّتْ من شَبابي إلى الشَّيْبِ وفي القَلْبِ جَنَّةٌ وسَعِيرُ! قُلْتُ عَلَّ المشِيبَ يُطفِىءُ مِنَّي لَهَباً.. فهو راشِدٌ وقَرِيرُ! فلقد كنْتُ في الشَّبابِ. وحَوْلي كُلُّها طَلِيقٌ.. أَسِيرُ! راكِضٌ للْهوى.. سَريعٌ إلى اللَّهْوِ خَبِيرٌ به.. عَلَيه قَديرُ! ومَضى الدَّهْرُ راكِضاً.. فإذا الشَّيْبُ عَلَيهم بما أساؤوا.. نَذيرُ ولقد يُصْبحُ النَّذِيرُ بَشِيراً إنْ أفاؤوا.. واهْتَزَّ منهم ضَمِيرُ! أَو هُو الَخَسْفُ والعذابُ.. فلن يَحْنُو عليهم. ولن يَجُودَ مَصِيرُ! وتَلَفَّتُّ لِلرِّفاقِ.. فما بانَ صغيرٌ بِجانِبي.. أَوْ كَبيرُ..! أَيْنَهُم.. أَيْنَهًم..؟!فلم يَبقَ في الدَّرْبِ سوائِي. والطَّرْفُ مِني حَسِيرُ! فَارَقُوني. والدَّرْبِ مِنَّي ظلامٌ وجَفَوْنِي. والدَّرْبُ منهم مُنِيرُ صاحَ فِيهِم من الرَّشادِ نَفيرٌ فاستجابُوا له. فَنِعْمَ النَّفِيرُ يا رفاقي.. ألَيْسَ فيكم حَفيٌّ.ز بالمُعَنَّى..أَلَيْس مِنكم مُجِيرُ؟ إنَّ طَوْق النَّجاةِ فيكم فَهاتُوهُ فإني هنا القَعِيدُ.. الضَّرِيرُ واذْكروا الأَمسَ حينَ كُنَّا سَويّاً في غُرُور. وفي ضَلالٍ مُبينِ! فَسَعِدْتُم.. وما أَزالُ شَقِيّاً أشْتهِي مِثْلكُمْ وُرُودَ المَعِينِ! إنَّنا إخْوَةٌ.. فإنْ أَظْلَمَ الأَمْسُ وأَضْنى بِمثَلِ قطْع الوَتِينِ! فَتَحَرَّرْتُ من قُيُودي.. ومن سِجْني وما عُدْتُ بالرَّسيفِ السَّجِينِ! وكأَنَّي خَرَجْتُ من رحِمِ الغيْبِ إلى النَّاسِ طاهِرا كالجَنِينِ! وتَخَيَّلْتُ أَنَّني في عَماءٍ.. حالِكٍ.. حالِكٍ بِغَيَّ سِنيني! فَذَرَفتُ الدَّمع السَّجِينَ فناجاني هَتُوفٌ أَصْغى لِطُولِ أنِيني! قال. لا تَبْتِئِسْ.فقد يَرْحَمُ الله غَريقاَ فَيَهْتَدي للِسَّفِيِنِ! كم تبعت الشَّيطانَ حتى تَمَزَّقْتَ وما كان لِلورى من خَدِين! ولقد كِدْتَ أَنْ تكونَ جُذَاذاً من شَباهُ. فيا له مِن لَعِين! فَحماك الرَّبُّ الكريمُ فحاذِرْ بَعْدَها أنْ تكُونَ بالمُسْتَهِينِ! سرْ مَعَ الرَّكبِ.. إنَّهم في اشْتِياقٍ لك. ما أَنْتَ بَعْدها بالغَبِينِ! فَقَد أعييْتُ.. ثم أَهَوَيْتُ لِلأرْضِ سُجُوداً يَشْدو بِرَبّي المُعِين..! رُبَّما كانَت الضَّلاَلَةُ لِلمَرْءِ صِراطاً إلى الهُدى مُسْتقِيما! والشَّقاءُ المَرِيرُ يَغَدو على ال مَرْءِ اغْتِباطاً. وجَنَّةً ونَعيما |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة المساتير
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,151 مشاهدة إنَّ رُوحي تَرِفُّ بالحُبِّ ما عِشْتُ ويَصْبُو إليْهِ فِكْرِي وقَلْبي! قد يَشُوقُ النَّفْسَ التَّأَبِّي على الحُسْنِ فَتَهْفو. وقد يَسُوءُ التَّأَبِّي! إنّني العاشِقُ الأَنُوفُ فَجَدْبي إن طَغَى الحُسْنُ واجْتَوى. مِثْلُ خَصبي! فَكِلا حالَتَيَّ أَدْعى إلى الرُّشْدِ وأَحْرى بِأنْ أُمَجِّدَ دَرْبي! رُبَّ خُسْرٍ يَطِيبُ لِلْحُرِّ حتى لَيراهُ أجَلَّ مِن كل كَسْبِ! أَتَرَيْني يا رَبَّةَ الدَّلِّ أَسْتَخْذِي وأَخْتارُ راغِماً خِزْيَ ذَنْبي؟! فَجَحِيمُ الهوَى يخيف فَيطْوِى مِن إِبائي.. فأسْتَحِيلُ لِذئْبِ! لسْتُ ذاكَ الذِّئْبَ النَّهِيمَ. فما أَذْبَحُ طُهْراً. ولا أَدِلُّ بِغَصْبِ! أنا مَن تَعْرِفين يا رَبَّةَ الدَّلِّ أَرى في المَضِيق سرَّاء رَحْبي..! ناعِماً بالصُّدودِ.. أَرْتَشِفُ العَذْبَ وأَطْوِي على بَلائي وكَرْبي..! يَتَحَشَّمْنَ والعَفافُ مُطِلٌّ من طُيُوفٍ يُجِلُّها كلُّ صَبِّ! إنَّ هذي الطُّيُوفَ كانَتْ عزاءً وشِفاءً مِما يُضِلُّ ويُصْبي! ما دَهَتْني –كَمَنْ أَضَلَّتْ- بِخَطْبٍ يَلْتَوِي فيه كُلُّ شَرْقٍ وغَرْبِ! فأَنَا اليَوْمَ من سلامٍ مع الرُّوحِ حَنُونٍ مِن بَعْدِ وَيْلاتِ حَرْبِ! ليس يُشْجِي الفُؤادَ غَيْرُ يَراعٍ مُسْتَعِزٍّ. وغَيْرُ أَشْتاتِ كُتْبِ! أَتُرى تِلْكَ مَن زَهَتْ بالمنَاكِيدِ وباهَتْ بِكُلِّ غَثٍّ وخَبِّ؟! واستَفَزَّتْ هوى الأَشاوِسِ مِن كُلِّ كَرِيمِ النِّجارِ. مِن كلِّ نَدْبِ؟! فَأَدَارُوا لها الظُّهُورَ.. وغابوا عن حِماها. ولَيْس سِرْبٌ كَسِرْبِ! أَفعادَ الحِمى المُنيرُ ظلاماً بعد أَنْ غادَرَتْهُ شُهُبٌ وشُهْبُ؟! أَم تُراها. تَضِجُّ بالشَّكْوِ مِمَّا بدَّدَتْ مِن سحائِبٍ ذات سكْبِ؟! إنَّ هذى الحياةَ تُذْهِلُ أحْياناً بِسَهْلٍ مُمَنَّعِ.. وبِصَعْبِ! قَزَماً تائِهاً.. قَمِيئاً مُدِلاًّ يَزْدَهِي اثْناهُماَ بِكِبْرٍ وعُجْبِ! وعماليقَ سائِرينَ الهُوَيْنى من اجْتِبابٍ عن الأَنامِ.. كجُرْبِ! ولَنَحْنُ العُمْيُ الحَيارى وما نُدْرِك إلاَّ القَلِيلَ.. يَهْدِي ويُنْبي..! إن عدلاً خلف المساتير يرضى بوجوب لو استبان. وسلب! لو رَأَى الخَلْقُ ما وَراءَ الأَعاجِيبِ لَقالُوا.. تَباركَ الله رَبِّي..! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة الثمانون
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,152 مشاهدة بعْد الثَّمانِينَ خَبَتْ جَذْوتي وآدَني السُّقْمُ. وطاب الرَّحيلْ! بعد الثمانين أَبَتْ صَبْوَتي إلاَّ انْحساراً عن جبيني الأَثِيلْ! إلاَّ ابْتِعاداً عن هوًى قاتِلٍ يَرْمِي به ثَغْرٌ وطَرْفٌ كحِيلْ! عِشْتُ حَياتي مُصْغياً لِلْهوى فَكانَ لي –أُوّاهِ بِئْسَ الدَّليلْ! كنْتُ حُساماً مُنْتَضًى فاخْتَفى بِغِمْدِه ما إنْ له من صَلِيلْ! عَهْدُ الصَّبا وَلَّى. ومِن بَعْدِه وَلىَّ شبابي راكِضاً من السَّبيلْ! يا لَيْتَني كنْتُ تَوَقَّيْتُهُ هذا الهوى. هذا الضَّلالُ الوبيلْ! ما كنْتُ أَدْرِي أْنَّني سابِحٌ في حَمْأَةٍ أَحْسَبُها السَّلْسَبيلْ! لكنَّها كانَتْ فَفرَّتْ وما أضَلَّنِي بالخادِعِ المُسْتَطِيلْ! كانتْ حُساماً فَوْقَ رأْسي إذا عَصَيْتُه كنْتُ الصَّرِيعَ القَتِيلْ! وَيْلي من الرَّمْضاءِ هَلاَّ اسْتَوَتْ رِجْلايَ منها بالخَمِيلِ الظَّلِيلْ؟! لكِنَّني كنْتُ الفَتى سادِراً في الغَيِّ يروى من قَذاةِ الغَلِيلْ! يَلُومُني الصَّحْبُ فما أَرْعَوِي.. بل أَسْتَوِي مُنْتَشِياً بالصَّهِيلْ! أَشْعُرُ مِن بعد المَشِيبِ الذي أنَهكَني.. أَشْعُرُ أَنِّي العلِيلْ! عَلِيلُ جِسْمٍ راعِشٍ يَنْحَنِي على عَصاهُ. في الضُّحى والأَصِيلْ! يَنْشِجُ في صَمْتٍ لِئَلاَّ يرَى منه الوَرى الدَّمْعَ. ويُخْفي العَوِيلْ! وَيْلي من النَّارِ الَّتي اكْتَوَى بها. ومن شجوى وسُهدي الطَّويلْ! ومِن ضَمِيرٍ لم أُطِعْ نُصْحَهُ كأَنَّما يَطْلُبني المُسْتَحِيلْ! يَخِزُني وخْزاً تسيل الحشا به دَماً يجري. وما من مُقِيلْ! فيا لَعِصْيانٍ مَضى يَبْتَلي.. حاضِرَهُ منه بِهَمٍّ ثَقِيلْ! أَيا ضَمِيري.. إنَّني نادِمٌ فيا لِعِزٍّ يَشْتَهِيهِ الذَّلِيلْ! قد كنْتُ بُوماً ناعِباً من الدُّجى فكيف أَشْدُو في الضُّحَى بالهَدِيلْ؟! والشِّعْرُ كم أَرْسَلْتُهُ شادِياً فَصاغَ دُرّاً في الأَثيث الأَسِيلْ! من الحَوَرِ السَّاجي يُذِيبُ الحَشا والقَدِّ يختال طَرِيداً.. نَحِيلْ! وكادني الحبُّ كما كِدْتُهُ ورُبَّما بَزَّ النَّشِيطَ الكَليلْ بالشِّعْرِ كنْتُ الشَّامِخَ المُعْتَلِي الكاسِب الحَرْبَ بِسَيْفٍ صَقِيلْ! كم دانَ لي الحُسْنُ فأكْرَمْتُهُ من بَعْد أَنْ دانْ. وكان البَخِيلْ! ذلك عَهْدٌ كنْتُ ذا مِرَّةٍ به. ولم يَبْق لها من قَلِيلْ! كم أتَمنىَّ أنَّها لم تَكُنْ وأنَّني كنْتُ الضَّعيفَ الهَزِيلْ! فقد يكونُ الضَّعْفُ لي عِصْمَةً من جَنَفٍ كنْتُ به أَسْتَطِيلْ! واليَوْمَ إنَّي هَيْكَلٌ راعِشٌ يَبِسُهُ راحَ. وراحَ البَلِيلَ! يَدِبُّ.. يَسْتَنْشِقُ بَعْضَ الشَّذا من رَوْضِهِ الذاوِي ورَطْب النَّجيلْ! مِنْ بَعْدِ أَنْ كانَ كثيرَ النَّدى بالثَّمَرِ الحالِي.. زاهي النَّخِيلْ! أسْتَغْفِرُ الله. وأرجو الهُدى منه يُوافِيني بِصَفْحٍ جَمِيلْ! هُناكَ ما أَجْمَلَ تِلْكَ الصُّوى تَهْدِي. وما أَسْعَدَ فيها النَّزِيلْ! ويا أُهَيْلي ورِفاقي الأُلى كانوا هَوايَ المُسْتطابَ الحَفِيلْ! من كانَ مِنهُمُ لم يَزَلْ بالحِمى يَزِينُه.. يَشْرُفُ منه القَبِيلْ! ومَن تَناءى. فهو في دارِهِ تِلْكَ التي تُكْرِمُهُ بالجَزِيلْ! كم طَوَّقُوني بالمُنى حُلْوَةٌ وبالرُّؤى رفَّافَةً تَسْتَمِيلْ! وكنْتُ لا أَشْكو الوَنى مَرَّةً إلاَّ وجاءوا بالمُثِيبِ. المُنيلْ! أَسْتَنْزِلُ الرَّحْمَةَ لِلْمُنتَأي وأَنْشُدُ النُّعْمى لباقي الرَّعِيلْ! وارْتَجي الغُفْران مِنْهُم على.. ما كانَ مِنِّي قَبْلَ يَوْمِ الرّحَيلْ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
تسلمين ريحانتنا قصيدة إلى الحاضرة الغائبة يا هذه أَوَّاهِ لو تَعْلمينْ.. ما كُنْتِ روَّعْتِ الحبيبَ الحَميمْ.. بطَعْنةٍ أَدْمَتْ حَشاهُ الكليمْ.. فعادَ ما بَيْن الورى كالرَّميمْ.. عاد كَشِلْوٍ تَتَّقٍيهِ العُيونْ؟! كان هواهُ صادقاً يَكْتَوى.. بنارِهِ ظمآنَ ما يَرْتَوى.. لكَّنَّهُ ما يَلْتَوى.. عَنْكِ. ولو أَسْلَمْتِهِ لِلْمَنُونْ؟! *** يا هذه أَوَّاه لو تَذْكُرِين.. تذكَّري الحُبَّ الذي وَثقَّا.. ما بَيْن قَلْبَيْنا.. وما أَطْلقا.. كان كروْضٍ أَوْرَقا كُنْتِ فيه. وأَنا أَحْلى الغُصُونْ؟! *** الرَّوضُ هذا قد غدا بَلْقَعا.. لاقى به بُلْبُلُه المَصْرَعا.. وآنَ لِلبُومَةِ أَنْ تَنْعَقا.. به. فقد صَوَّحَ فيه الفُتُونْ؟! *** يا هذه أَوّاهِ لو تَسْمَعِينْ.. منِّي. فإني كنْتُ جَمَّ الهوى.. لا أَشْتكي مِنك لهيبَ الجوى.. ولم يَرُعْني مِنْكِ مُرُّ النَّوى وكنْتُ أَلقى مِنْكِ قَلْباً حَنُونْ؟! *** وكنْتِ تُدْنِيني. وتُقْصي العُجُولْ.. كنْتُ أَنا الصَّرْحُ. وكانوا الطُّلُولْ.. كأَنَّكِ السَّكْرى. وانِّي الشَّمُولْ.. فأّيْنَ راحت كُلُّ هذي الشُّجُونْ؟! *** يا هذه أَوّاهِ لو تَشْعُرينْ.. بذلك الدَّرْكِ الدُّجيِّ السَّحِيقْ.. ما فيه إلاَّ مُدْمِنٌ ما يَفَيقْ.. أَغْرَقَهُ اليَمَّ. وعاف الغَرِيقْ.. ورُبَّما اغْتالَ الشًّعورَ الجُنُونْ.؟! *** لم تَشْعُري. فالزَّهْوُ يَطوِي النَّهى.. حتى تَرى الدَّرْكَ يَفُوقُ السُّهى.. فَتَتَردَّي. ساءَ مِنْ مُنْتَهى.. هذا الذي خَيَّبَ مِنْكِ الظُّنُونْ؟! *** يا هذه.أَوَّاهِ لو تَدْرُسينْ.. لَكُنْتُ أَوْعى أن يَسُوءَ المصِيرْ.. وكنتِ أَخْرى بالنَّدى والعَبِيرْ.. من الضَّنى الرَّامِي بهذا الحَفيرْ.. ومن صَدىً عالٍ. بغيث هَتُونْ؟! *** ما أنا بالشَّامِتِ أو بالحَقُودْ.. كَلاَّ فإِنِّي مُشْفِقٌ. فاللُّحودْ.. تُحْزِنُني. تَسْلِبُ مِنَّي الرُّقُودْ.. على التي شَاهَتْ بِهذي الغُضُونُ؟! الشاعر: محمد حسن فقي |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة عمالقة وأقزام الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي أشْتَهي.. أشْتَهي ولستُ بِقادِرْ ما الذي تَبْتَغِيه ِمنِّي المقادرْ؟! ما الذي تَبْتَغِيه مِن نازفِ الرّوحِ طَريحٍ بين الظُّبا والكواسرْ؟! ما أُبالي بما يكونُ وما كانَ وأَسرِي ولا أُبالي المعابِرْ..! والمُنى تَسْتَوي أَمامي فتغريني فأنْأى عنها وأَجفوا الذَّخائرْ! ليس في خاطِري يَدورُ سوى الرُّعْب من الرَّاقِصين فوق المقابِرْ! فإذا بي أَرى المنائِرَ تَنْهارُ وتَهْوِي إلى سحيقِ الحفائِرْ! وإذا بي أرى الحفائرَ تَعْلو ساخراتٍ بِكلِّ آي المنابِرْ! وإذا بي أرى المرابِحَ تَشْكو بانْدِحارٍ من قَهْقهاتِ الخَسائِرْ! يا لَها من نَقائض تَتَحدَّى بمقاييسها النُّهى والمشاعِرْ! وتُغُولُ الأًحْرارَ إن أَعْلَنوا الحرْب عليها.. كما تَغُولُ الحرائِرْ! ولقد ساءَني حقيرٌ تعالى مُسْتًهِيناً على الرِّجالِ الأكابِرْ! كان يطوي أّيَّامه ولَيالِيهِ بِكُوخ. كأنَّه عُشُّ طائِرْ! جائِعاً..ظامِئاً.. يُقيِضُ بِشَكْواهْ فَيَحْنو عليه بَعْضُ الضمائرْ!! ساخِياتٍ بمأكَلٍ وشاربٍ ولباسٍ يُرْخِي عليه السَّتائِرْ! وهو يَطْوي على الجُحُودِ.. على النَّقْمةِ صَدْراً.. على السَّخاءِ المُبادِرْ! أَمْهَلَتْهُ الأيَّام حِيناً من الدَّهْر فما كانَ بالكريم المُؤازرُ! فَجَنى جَهْلَه عليه فأَرْداهُ بما سَرَّ رَبْعهُ والعَشائِرْ! عادَ لِلْبُؤْرَةِ التي أَفْسَدتْه والتي زَيَّنَتْ لهْ ركوبَ الكبائِرْ! غدا اليوم والحناجِرُ تُدْميهِ بِقَوْلٍ يَشُقُّ منه المَرائِرْ! إنَّ في صَدْرِه الخناجِرُ تَقْريهِ وينْوي غَدْراً بهذي الخَناجِرْ! فَتَجَلى لِلنَّاسِ استِتَارٍ عاتِياً.. عابِثاً. بِكُلِّ المآثِرْ! يَتَمنَّى.. وما أَعَقَّ أمانِيهِ اللَّواتي يُدْمي قذاها المحاجِرْ! كانَ يَنْوي شَرّاً جزاءً على الخَيْر فَدارتْ عليه سُوءُ الدَّوائِرْ! فَتَلَوَّى غَمّاً وقال ألا لَيْتَ مَصيري ما كانَ أَشْقى المصائِرْ! أنا سَطَّرْتُه فما يَنْفَعُ الدَّمْعُ وسِفْرِي مُجَلَّلٌ بالدَّياجِرْ! ولقد فَاخَرَ الكثيرون بالفَضْل وفاخَرْتُ.. وَيَلَتا- بالمَناكِرْ! جاهَرَتْني بالبغْضِ مِن بَعدما طِحْتُ جريحاً.. عَمائِمٌ وأَساورْ! فَتَجلْبَبْتُ بالمآزِرِ تخفيني فما أَخْفَيتِ العُيوبُ المآزِرْ! فَنَرى في أرانِبٍ وثَعالٍ ما نَرى من ضَراوةٍ في غَضافِرْ! فإذا بِهِمْ مِن بَعْدِ حِين خَفافِيشُ دَياجٍ تَخافُ نُورَ البواكِرْ! أُذْكُريني يا رَبّة الحُسْنِ قَلْباً عَبْقَرِيّاً يَصُوغُ أَغلى الجواهِرْ! واذْكُريني فكْراً وضيئاً أطا عَته قَوافٍ مُسْتَعْصِياتٌ نوافِرْ! فسأغْدو بِكِ السَّعيدَ.. بِذِكْراكِ وأَعْلُو فَوْقَ النُّجوم الزَّواهِرْ! إنَّ مَجْدي هذا.. إذا اخْتَال بالمَجْدِ كذُوباً.. شُوَيْعِرٌ مُتَشاعِرْ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة الطائر الحزين عُدْتُ بلا حِسَّ ولا خاطِرِ.. كأنًّني عُشٌ بلا طائِرِ! عُشٌّ كَثيبٌ نالَ منه الِبلَى يَفِيضُ بالبؤسِ على الناظِر! واهٍ على ماضٍ قطفتُ المُنَى ريَّانَةً مِن رَوْضِهِ النَّاضِرِ! وَلَّى فلم يَبْقَ سوى مُهْجَةٍ .. غابِرُها يَبْكِي على الحاضِرِ..! يَبْكي عليه.. ثم يَرْضى البِلى كلاهما.. من أَلَمٍ صاهِرِ! ولا يَضيقانِ بَلاُوائِهِ ولا يًثُورانِ على الواتِِرِ! فرُبَّما كانتْ بِطَيَّاتهِ نُعْمى تُعيدُ الرِّبْحَ للخاسِرِ! مُضاعَفاً يَنْسى بآلائِهِ ما كانَ من ناهٍ.. ومن آمِر! ورُبَّ حَظِّ عاثِرٍ يَنْتَهي بِرَبِّهِ لِلأَمَلِ الزَّاهِرِ! خواطِرٌ هذي جَلاها الأَسى بعد الدُّجى الحالِكِ للشّاَعِرِ! لكنَّهُ صابَرَ حتى اسْتَوَتْ وضَّاءَةَ الباطِنِ والظَّاهِرِ! حقائِقاً عادَ بِها ناعِماً باللاَّبِنِ المُغْدِقِ والتَّامِرِ! يا ذاتَ أَمْسى.. يا جَلاَل الهوى يا ذاتَ حُبِّي الوامقِ الطاَّهِرِ! يا رّبَّةَ السِّحْر الذي قادني إلى الذُّرى ذاتِ السَّنا الباهِرِ! ثُمَّ إلى الدّرْكِ.. إلى شِقْوَةٍ أوَّلُها يَعْثُرُ بِالآخِر! كيف طَوى ذاك الجمالَ الرَّدى وانْقَلَبَ السِّحْرُ عَلى السَّاحِرِ؟! عاد به المَهْجُورُ في جَنّةٍ ولَيْسَ بالباكي ولا السَّاخِرِ وليس بالتَّاعِسِ من جَوْرِهِ وليس بالآسِي على الجائِرِ! وأَنْتِ ما عُدْتِ سوى لِلأسَى بعد الخَنى. بعد الضُّحى العابِرِ! ما أَرْوَعَ القِصَّة هذي الَّتي تَرْوِي عن المَهْجُورِ والهَاجِرِ! وسأَلْتُ نَفْسي. ما الذي يُجْدي الهوى في حالّتيْه.. بِوَصْلِهِ وبِصَدِّهِ؟! هل لو سَعِدْتُ بِقُرْبِهِ ونَوالِهِ أغدْو الرَّفِيعَ بِمَجْدِهِ. وبِرَغْدِهِ؟! أغْدو أَسيرُ وما أخافُ من الرَّدى ولو استطال بِبَرقِهِ. وبِرَعْدِهِ؟! أم أَنَّني أغْدُو الهَلُوعَ لأنَّني بِعْتُ الحياةَ على الحَبِيبِ ورِفِدِهِ؟! فَغَدَوْتُ مَمْلوكاً يُفَزّعُهُ النَّوى فيَوَدُّ أن يَبْقى الحُسامُ بِغِمْدِه؟! لَنَجَوْتُ مِن طَيْشِ الغَرامِ وهَزْلهِِ وخَرَجْتُ منه بِصَدِّه.. وبِجِدِّه! لو أَنَّني اسْترسَلْتُ فيه لَرَدَّني بِحُسامِهِ عن مَطْمَحي.. وبِجُنْدِهِ! وّلكُنْتُ في يَوْمي الأَسيرَ.. وبِئْسَما يَلْقى الأسِيرُ من الهوانِ بِوَجْدِهِ! وأنا الطَّلِيقُ بما اسْتَخْرَتُ. أنا الذي ناوَأْتُهُ.. فَنَجا الكريمُ بجِلدِه! ولقد يُحَلِّقُ عاشِقٌ بِتَرَفُّع عن دَعْدِهِ.. وتَمَنُّع عن هِنْدِه! ولقد يَظَلُّ بسَفْحِهِ. ولو أنَّهُ شَحَذَ العَزِيمةَ لاسْتَوى في نَجْدِهِ! الحُرَّ لا يَرْضَى بِرَغْمِ شُجُونِهِ حتى ولو نَخَرَتْ حَشاهُ بِقيْدِهِ! شَتَّانَ بَيْنَ مُنافِحٍ عن حُبِّهِ يهْوِي بهِ.. ومُنافِحٍ عن مَجْدِهِ! مُدِّي يَدَيْكِ.. فَإنَّني من عَنْصُرٍ زاكٍ. وشافٍ صَدْرَهُ مِنْ حُقْدِهِ! ما إنْ شَمِتُّ بٍفاخرٍ مُتَنفِّجٍ بالحُسْنِ.. بعد سُقُوطِهِ في لَحْدِهِ! فلقد بَرِئْتُ من الشَّماتِ وعَسْفِهِ ولقد بَرِئْتُ من الغَرُورِ وكَيْدِهِ! ليْتَ الجمالَ إذا اسْتوى في عَرْشِهِ لم يَسْتَبِدَّ على ضراغِمَ أُسْدِهِ! أَوْ يَطْغَ.. فالعُشَّاقُ في حُسْبانِهِ كحِجارةٍ يَلهوَ بهمْ في نَرْدِهِ! فلقد يَوَدَّ إذا هَوى عن عَرْشِهِ أنْ لو أَنالَ بِجَزْرِهِ وبِمَدِّهِ! لو أنَّه جَذَبَ المشَاعِرَ والنُّهيَ المُسْتَهامَةَ. لاسْتَعَزَّ بِخَلْدِهِ! دُنْيا.. فهذا رابِحُ من غَيِّهِ فاعْجَبْ. وهذا خاسِرٌ مِن رُشْدِهِ! الشاعر: محمد حسن فقي |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة أيها الشعر
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,149 مشاهدة وما الشِّعْرُ حُبٌ شاغِفٌ وصَبابةٌ فَحَسْبُ. ولكنْ حكمةٌ وتأمُّلُ! جذبْتُ به نَحْوي الفَواتِنَ فَتْرَةً من العُمْرِ. ثم انْجابَ عَنِّي التَّدَلُّلُ! فقد أَطْفَأَت دُنْيايَ مِن وقْدَةِ الصِّبا وَوَلَّى شَبابٌ كان يَسْطو ويَجْهَلُ! وأَصْبَحَ شِعْري يَنْشُدُ الحَقَّ جاهراً وما عادَ يُشْجِيهِ الهوى والتَّغَزُّلُ! أراني. وما أَرْضى لِشِعْري تَدَلُّهاً ولا ظَمَأً لِلْكأْس. فالْكأْسُ يَسْطِلُ! وحُسْنُ الغَواني يَسْتَطِيلُ على الوَنى ويُعْرِضُ عنه.. وهو شِلْوٌ مُجَدَّلُ! وقد صِرْتُهُ فالشِّعْرُ عِنْدي مُقَدَّسٌ فما أَرْتَضِيهِ. وهو يَهْوِي فَيَسْفُلُ! ولا أَرْتَضِيهِ عانِياً مُتَزَلِّفاً.. ولا حاقِداً يَفْرِي حَناياهُ مِنْجَلُ! سَمَوْتُ به للنَّجْمْ أَغْشى مشارِفاً تُطِلُّ على كَوْنٍ به الحَقُّ فَيْصَلُ! تُطِلُّ به غُرُّ المَشاعِرِ والنُّهى عليك بِسَلْسالٍ زُلالٍ فَتَنْهَلُ! وتَرْوِي غَليلاً كَانَ لِلْمَجْدِ ظامِئاً.. فَلاقاهُ لا يُكْدِي. ولا يَتَبَذَّلُ! فَقُلْتُ هُنا طابَ المُقامُ لِوامِقٍ إلى كلِّ ما يُسْدي. ولا يَتَعَلَّلُ! ولاقَيْتُ فيه مَعْشَراً مُتَرَفِّعاً فما فِيهِ أَوْحالٌ. ولا فيه جَنْدَلُ بَلى فيه إِبْرِيزٌ نَقِيٌّ.. ولُؤْلُؤٌ سنِيٌّ. ورَوْضٌ عَبْقَرِيٌّ.. وجَدْوَلُ! وحَفُّوا بِرُوحِي فاسْتَجابَتْ فإِنَّهُمْ كِبارٌ بِما يَبْدو وما يَتَغَلْغَلُ..! بَهالِيلُ. هذا حاتِمٌ في سَخائِهِ وعَنْتَرَةٌ هذا. وهذا السَّمَوْأَلُ! وقالوا. لقد آنَسْتَ رَبْعاً مُرَحِّباً بمن جاءه واسْتَكْرَمُونِي.. وأَجْزَلوا! فطِبْتُ بِهم نَفْساً.. وطِبْتُ بِهِمْ نَدىً فقد ضَمَّني صَحْبٌ كِرامٌ.. ومَنْزِلُ! وأَلْفَيْتُ إِلهامِي بِهِمْ مُتَأَلِّقاً.. تَعَزُّ بِهِ مِنْهُمْ جَنُوبٌ وشَمْأَلُ! فَلَوْ أَنَّني أَطْرَيْتُ لم أَكُ كاذِباً ولا مادِحاً مَنْ غابَ عنه التَّفَضُّلُ! ولم أَتَمَرَّغْ في الرِّياءِ وأَغْتَدِي بما قُلْتُ.. بِئْسَ المادِحُ المُتَوسِّلُ! ألا ساءَ مَنْ يُزْجِي القَوافِيَ حُلْوَةً إلى قَزَمٍ جَدْواهُ شَوْك وحَنْظَلُ! هنا الشِّعْرُ مَجْدٌ.. لا رِياءَ ولا هَوىً مَقِيتٌ. فما يَخْزى. ولا يَتَسَوَّلُ! سما مِنْهُ رَهْطٌ لِلنُّجومِ فَهلَّلُوا وأَهْوى بِه للدَّرْكِ رهْطٌ فَأَعْوَلُوا! تَبارَكْتَ لاقي مِنْكَ مَجْداً وعِزَّةً مُحِقٌ. ولاقى الخِزْيَ والهُونَ مُبْطِلُ! سَجَدْتُ امْتِناناً لِلنَّدى مِنْكَ والعُلا فما كُنْتُ مِمَّنْ خالَفُوكَ فَزُلْزِلُوا! وما كُنْتُ مِمَّنْ جَدَّفُوا.. فَتَعَثَّروا وما مِنْهموا إلاَّ العَمِيُّ المُضَلَّلُ! وأَغْراهُموا الزَّيْفُ الرَّخِيصُ فَأَوْغَلوا بِهِ من قِفارٍ لَيْس فيهِنَّ مَوْئِلُ! فما الوَفْرُ إلاَّ الآلُ ما فِيهِ مَشْرَبٌ ولا المَجْدُ إلاَّ الجَدْبُ ما فِيهِ مأْكَلُ! كلا اثْنَيْهما يُرْدِي إذا كانَ سَيِّداً على رَبِّهِ.. والسَّالِمُ المُتَبَتِّلُ! ولكنَّ مَجْداً أَبْتَغِيهِ.. وثَرْوَةً.. لَدَيْكَ هُما مَجْدِي وَوَفْرِي المُجَلِّلُ! ستَعْتَزَّ نَفْسي بالمُعَجَّلِ مِنْهُما.. ويُرْضي رُفاتي من المَعادِ.. المُؤَجَّلُ! تَمَجَّدتَ رَبَّي.. إنَّي مُتَطَلِّعٌ.. إلى اثْنَيْهما.. أَنْتَ الكَرِيمُ المُؤَمَّلُ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة الراعية
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,150 مشاهدة أراعِيتَي لقد أَخْطَأْتُ دَرْبي فَرُدِّي الدَّرْبَ. واسْتَدْني المزارا! شقيتُ وكنتُ أرْتَعُ من رِياضٍ فعادت بعد نَضْرتِها قِفارا..! فما أنا واجِدٌ فيها زُهوراً ولا أنا واجِدٌ فيها ثِمارا..1 وما أَدْرِي لعلَّ غَدي يُوافِي بما أَلْقى به المِنَنَ الكِبارا..! أراعِيَتي لقد أَمْسَيْتُ عَبْداً لأَهْوائي.. وقد أَلْقى التَّبارا! إذا ما شِئْتُ إذْعاناً لِرُشْدي تَباعَدَ وانْثنى عنِّي فِرارا! وكيف وقد رأى حُوباً مُخِيفاً.. يُعَرِّيني ويَسْلِبُني الإِزرا؟! فما أَقْوى على صَدِّ نَفُورٍ له بَلى وأُطِيعُه فأَزِيدُ عارا! أَراعِيَتي. وإنَّ المالَ يَطْوي كَمِثْلِ المجْدِ لِلْخُسْرِ الضَّميرا..! أُطِيعُ جَداهُما رَغَباً فأَهْوِي إلى دَرَكٍ. وما أَخْزَى الحَفِيرا! ولكنِّي أعِيشُ به قَرِيراً فَلَيْتَني كنْتُ في الدَّرَكِ الحَسِيرا! ولوْ كنْتُ البَصِيرَ لما احْتَوانِي ولكنِّي اسْتَوَيْتُ. ضَرِيرا..1 أراعِيَتي. وصارَ هَوايَ مَوْلًى يُسَيِّرُني فما أَشْكو المَسيرا! فيَسْلِبُني الحِسانُ نُهًى وحِسّاً وأَرْضاهُنَّ لي سِجْناً ونِيرا! وأُبْدِلُهُنَّ بِالبأْساءِ نُعْمى فَيَلْقَيْنَ العَسيرَ بها يَسيرا! وأُهْدِرُ بَيْن أَيْدِيهِنَّ رُشْدي بلا وَعْيٍ. فقد كنْتُ الغَرِيرا! أراعِيتي. وكانَ الحِقْدُ يُغْرِي حَشايَ على الذين فَرَوْا أَدِيمي! وما كنْتُ الحَقُودَ فَأَرْغَمَتْني مثالِبُهُم على الطَّبْعِ الذَّمِيم! وما يَرْتَدُّ ذو حِقْدٍ بِعَفْوٍ فما كان الحَقُودُ سوى اللَّئِيمِ! فَأَبْرَأَني بِصَفْعِ قَفاهُ حتى رأيْتُ مَدامِعَ العَبْدِ الزَّنِيمِ! أَراعيتي. ولولا الغَيُّ يُفْضي بِصاحِبِه لِمَرْتَعِهِ الوَخِيمِ..! لَكُنْتُ عَفَوْتُ عن شَرٍّ حَقُودٍ وأَصْدُرُ فيه عن طَبْعي القدِيمِ! ولكنِّي انْقَلَبْتُ إلى عَتِيٍّ يَرى نُعْماهُ في قَهْرِ الغَرِيمِ! لقد كنْتُ المَلاكَ فكيف أغدو وقد دَهَمَ المشِيبُ إلى رَجِيمِ؟! أراعِيَتي. وقد عادَتْ خِلالي مَباذِلَ حَيَّرَتْ أَهْلي وصَحْبي! فما عادَتْ أَشِعَّتُها بِعَقْلي تُضَوِّئُهُ. ولا عادَتْ بِقَلْبي! لماذا يَسْتَحِيلُ التِّبْرُ يَغْلُو.. إلى صَخْرٍ يُجَرِّحُني.. وتُرْبِ؟! لماذا لا يَحُولُ الضِّيقُ يُدْمي ويُرْمِضُ مُهْجَتي الحَرَّى لِرَحْبِ؟! أراعِيَتي. وقد أَحْنُو وأَقْسُو وأَسْلُكُ مَنْهَجيْ سَهْلٍ وصَعْبِ! وأَفْتَرِعُ الذُّرى صَعَداً. وأَهْوِى بِدُونِ تَحَرُّجٍ بقَرارِ جُبِّ! وقد أَدْنو لِسِربي ثم أُنْأى خَؤُوفاً منه. وهو يرِيدُ قُرْبي! وما أَدْرِي أكنْتُ على ضَلالٍ وإلاَّ كنْتُ ذا صَفْوٍ وحُبِّ؟! أراعِيَتي. وأَنْتِ ملاذُ رُوحي وأَنْتِ المَجْدُ لي بِذُرًى عَوالى! فَكُوني لي كما كنْتِ قَبْلاً.. أَعُدْ لِحياةِ طُهْرٍ وامْتِثالِ! فإِنِّي نُؤْتُ من ثِقَلِ الخطايا وحَسْبُكِ بالخطايا من ثِقالِ! وقد عَوَّدْتِني أَنْ تَنْشُلِيني مِن الأَدْراكِ. مِن جَنَفِ الضِّلالِ! عَمِيتُ فَلسْتُ أُبْصِرُ ما أَمامي ولا خَلْفِي. وأَعْياني كَلالي! فَرُدِّيني لأَمْسِيَ. إنَّ يَوْمي يُجَرِّحُني بِأَشْتاتِ النّصالِ! تبارَكَ ذو الجلال. فقد بدا لي نَهارِي بَيْن أَسْدافِ اللَّيالي! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة الحفيدة الشاعرة
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,148 مشاهدة أَحَفِيدتي. ولأَنْتِ رَوْضٌ ناضِجٌ.. ثمراً وزَهْرا! تُهْدِي به الطَّعْمَ اللَّذيذَ لنا وتُهْدي النَّفْحَ عِطْرا! فَيَزِيدُنا بِكِ فَرحَةً ويَزِيدُنا عِزّاً وفَخْرا..! وتَكُونَ ذِكْراكِ الحبيبةُ بين رَبْعِكِ. خَيْرَ ذِكْرى! في رَيِّق العُمْرِ المُبَكِّر أنْتِ والأيَّامُ تَتْرى! سترين منها ما يَزِيدُك حِكْمةً حِسّاً وفِكْرا! وتَرَيْنَ مُخْتِلفِ الطَّبائِعِ مِنْهُمُوا.. خَيْراً وشَرَّا! والضُّرُّ نَفْعاً يَستَحِيلُ ويَسْتَحِيلُ النَّفْعُ ضُرَّا! واسْتَنْطِقي عَبَرَ الحياة فإِنها تُعْطِيكِ خُبْرا! وتَرُدَّ عَنْكِ الدّاجِيَاتِ المُنْكِراتِ عَلَيْكِ فَجْرا! لم يَسْتَطِعْنَ به اهْتِداءً أَوْ يَطِقْنَ عليه صَبْرا! فَتَمَيَّزوا حَسَداً وغَيْظاً ثم قالوا عَنْكِ هُجْرا! لا تَسْخَطي مِمَّا تَرَيْنَ فَلَنْ يَحُطُّوا مِنْكِ قَدْرا! ضاقُوا بِما لاقُوْهُ صَدْراً وانْشَرَحْتِ وطِبْتِ صَدْرا! هذى هي الدُّنْيا تَمُوجُ بِأَهْلِها.. طُهْراً وعِهْرا! أَحَفِيدتي.. إِنِّي كَبَرْتُ وعادَ مَدِّي اليَوْمَ جَزْرا! أَحْنى الزَّمانُ.. وما اسْتَطَعْتُ غلابَهُ.. رأْساً وظَهْرا! وغَدَتْ عَصايَ تَشُدُّ مِن أَزْرِي. وكنْتُ أَشُدُّ أَزْرا! كنْتُ المَشِيقَ.. كما الرِّماح .. المُسْتَعِزَّ.. المُسْبَطِرَّا! ومَضى الزَّمانُ يَحُثُّ خَطْواً لا يَكِلُّ.. ونحن أَسْرى! وهو الطَّلِيقُ.. وما يَجُوزُ.. المُسْتَطِيلُ.. وما أَضَرَّا..! أَوْلى بنا أَنْ لا نَضِيق بِحُكْمِهِ.. ونَقُولَ شُكْرا! أَحَفِيدتي وعَسايَ أَحْيا كي أَراكِ بِجانِبِ الجَوْزاءِ بَدْرا! وأُصِيخُ سَمْعي لِلرَّوائِعِ مِنْكِ شِعْراً.. ثم نَثْرا! كيْما أَقُولَ تَبارَكَ الرَّحْمنَ إِنَّكِ تَنْثُرِينَ عَلَيَّ دُرَّا! كَمْ كنْتُ أَرْجو اليَوْمَ هذا فاسْتَبانَ وما اسْتَسَرَّا! هذا الصِّبا.. هذا الجمَالُ .. يَرُوعُنا سِرّاً وجَهْرا! ويَخُطُّ في سِفْرِ الخُلُوฯِ مُسَجِّلاً سَطْراً فَسَطْرا! كانَتْ له بُشْراً أَزالَ بِما حَباهُ اليَوْمَ عُسْرا! أَحَمَامتي الوَرُقاءَ.. تَفْتَرِعُ الذُّرى شُمّاً. لقد أَسْعَدَتِ صَقْرا! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة هذا أنا وهذه أنت
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,149 مشاهدة كم تعذَّبْتُ في الحياةِ.. وكم صِرْتُ رسيفاً ما بين شتَّى القُيودِ وتعَذَّبْتُ بالرَّفاء. وبالشَّدَةِ فالوصْلُ كان مِثْلَ الصُّدودِ! يالَ هذي النَّفْسِ العجيبةِ مما كانتْ سوى شَوْكةٍ بِدُنيا الوُرُودِ! يَجْتَوِيها المُرفَّهون بلا ذَنْبٍ كَخَصْمٍ من الأُباة لدُودِ الورى كلُّهمْ سوى النَّزْرِ لاقوا مثلها في قيودهم والسُّدودِ رَبَطَتْنيِ بهم أواصِرُ شَتَّى من شقاء مُسَلَّطِ.. وكُنُودِ عَرَفوا أنَّهم. وإنْ بَذلوا الجُهْدَ وما بعد جُهْدِهم من جُهودِ! فَسَيَلْقَوْنَ من نَكيرٍ. ومن سُخْطٍ عليهم مُدَلَّلٍ الجُحودِ! فاستكانوا كما اسْتكنْتُ إلى العُزْلةِ. خوفاً من اعْتِسافِ الحَقُودِ! وتطلَّعتُ للسَّماء. وقد ضاقت بيَ الأرض مثل ضيق اللَّحودِ! واسْتضاقَ المدىَ الرَّحِيبُ فأَحْسَسْتُ كأّني مُسَمَّرٌ الحُدُودِ! في الدُّجى الحالِكِ الرَّهيبِ تَنَوَّرْتُ شُعاعاً لِطَرْفِيَ المكْدُودِ! فرأَيْتُ الُّعُودَ بعد نُحوسٍ عايَشَتْني دَهراَ وأَصْلَتْ جُلُودي! صِحْتُ في نشوة تباركت ربي حين أكرمتني بهذا الصُّعودِ! حين أكْرَمَتْني وقد عِشْتُ أَهْوِي لِحضيضٍ داج بهذا السُّعودِ! وتَبَدَّي رهْط قَليلٌ من الخَلْقِ وما كان بَيْنَهم من حَسُودِ! فَكأَنَّي بهم شُهُودٌ.. وما أَسْعَدَ نَفْسي بهؤُلاءِ الشُهود! شِمْتُ منهم نَدى الوِدادِ فأشجاني فما شِمْتُ قَبْلَهم من وَدُودٍ! ما أحَيْلى الوُجُودَ في هذه الدُّنْيا إذا كان مِثْلَ هذا الوُجودِ! وكأَنَّي وُلِدتُ أُخرى بُدُنْيا غَيْر تشلكَ الدنيا. وذاكَ الكُنُودِ! صِرْتُ في الذُّرْوَةِ العَليَّةِ من بَعْد مُقامي بِظُلْمَةِ الأُخدُودِ! يا رِفاقي. ما أَكْرَمَ العَيْشَ إنْ كان طَمُوحاً يَرْنُو لِمَجْدِ الخُلُودِ! والكِفاحُ المَرِيرُ أَجْدَرُ بالمَرءِ وأَولى من الوَنى والرُّقُودِ! واللُّغوبُ المُضني أجَلُّ من الراحةِ عُقْبى تَحُطُّ فوق النُّجودِ ردَّني الغابرُ السَّحيقُ إلى الرُّشْدِ فَلَم أَخْشىَ من دَوَّي الرُّعُودِ! فَسَلَكْتُ المُخِيفِ منها. وما خَفْتُ فَلَيْس المَسِيرُ مَثلَ القُعُودِ! ولقد تُثْقِلُ الحُظُوظُ الموازينَ فَيَغْدُو المُحِسُّ كالجُلْمودِ! كم قرودٍ ساءَتْ أُسُوداَ فعَزَّتْ وغَدَتْ سادَةً لِشُمَّ الأُسودِ! إيهِ يا فِتْنَتي. ويا رَبَّةَ الطُّهرِ أَطِلَّي بكل مَعْنًى شَرُودِ! أَلْهِميني بما يَرُوعُ من الشَّعْرِ لأِشْدُو بِفاتِناتِ القُدُودِ! بِعُيُونٍ تذيبنا.. وثُغُورٍ وخُصُورٍ ضَوامِرِ ونُهُودِ..! أنا أَهْوى الأُمْلُودَ منها. فمَرْحى بِعُيونٍ تهِيمُ بالأُمْلُودِ! ولأَنْتِ السَّنامُ منها.. وما تَمَّ سنامٌ سِواكِ بالمَشْهُودِ! إِكْتَسي بالُبرُودِ. أو فاخْلَعيها باحْتِشامٍ. فَأنْتِ مَجْدُ البُرُودِ! أًَنْتِ. يا أًَنْتِ من أَجِلُّ وأَهْوى وسواءٌ أَنْ تَبْخَلي أَو تَجُودي! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة أيها الإسلام أواه
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,147 مشاهدة تفكَّرْتُ في الإسلامِ وهو مُحَلِّقٌ وفكَّرْتُ في الإسلامِ وهو كسيرُ! صُقُورٌ يَجُبْنَ الجوَّ غَيْرُ جَوارحٍ ويَبْدو بِهِنَّ الجوُّ وهو قَرِيرُ! تَناءيْنَ عن ظُلْمٍ وخِيمٍ. وعن خَنًى وأَلْهَمَهُنَّ الصّالِحاتِ ضَمِيرُ! وجاءتْ على أَعْقابِهِنَّ حمائِمٌ كَثُرْنَ ولكنْ ما لَهُنَّ هَدِيرُ! كَثُرْنَ ولكنْ ما لهنَّ تَوَثُّبٌ ولا هِمَمٌ كالغابِرينَ تُثِيرُ! فأَغْرَى بِهمْ هذا الخُمولُ طوائِفاً مَطامِعُهُمْ لِلْخامِلينَ سعيرُ! ولو أَنَّهم كانوا كَمِثْلِ جُدودِهِمْ لما كانَ منهم خانِعٌ وحَسِيرُ! رَضُوا بِسَرابٍ خادِعٍ فَتَساقَطوا إلى حُفْرَةٍ فيها الهوانُ خفيرُ! حُطامٌ ومَجْدٌ كاذبٌ وتَفَرُّقٌ مُشِتٌ.. له الحُرُّ الأَبِيُّ أسيرُ! وَنًى وانْحِدارٌ واخْتِلافٌ مُمَزِّقٌ حِراءٌ بكى من وَيْلِهِ وثَبِيرُ! تَذكَّرْتُ أَمْساً كانَ فيه رِجالُهُ لُيُوثاً لهم في القارِعات زَئِيرُا! ولَيْسوا طغاةً بل حُماةً لِرَبْعِهِمْ ولِلنَّاسِ إنْ خطْبٌ أَلَمَّ عسيرُ! فَمالَ إلى الحُسْنى. وألقى قِيادَهُ إلَيْهِمْ فلا قَيْدٌ يَشُدُّ.. ونيرُ! تذكَّرْتُ عَهْداً للنَّبِيِّ محمَّدٍ.. وأَصْحابِهِ يَهْدِي النُّهى ويُنِيرُ! كبَدْرٍ أضاءَ الأَرْضَ بعد ظَلامِها فما ثَمَّ إلاَّ راشِدٌ وبَصِيرُ! وما ثَمَّ إلاَّ قانِعٌ بحياتِهِ وراضٍ بها.. بالمُوبِقاتِ خبيرُ..! لقد ذاقَ مِن ماضِيه خُسْراً وذِلَّةً وحاضِرُهُ رِبْحٌ عليه وَفِيرُ..! وكانَ له مِن حُكْمِهِ ما يَسُومُهُ من الخَسْفِ ما يطوى المنى ويُبِيرُ..! وما عاق عن حُرِّيَةٍ وكرامَةٍ ففي كلِّ يَوْمٍ مِحْنَةٌ ونَذِيرُ..! وها هو مّنْذُ اليَوْمِ بعد انْدِحارِهِ بدا في مَغانِيهِ الطُّلُولِ. بَشِيرُ! فعادَ قَرِيراً بالغُزاةِ تَوافَدُوا إليه. وقد يَرْضَى الغُزاةَ.. قَرِيرُ! وكيف. وقد جاءُوا إليه بِعِزَّةٍ ومَيْسَرَةٍ يَهْفو لَهُنَّ فَقِيرُ؟! فَصارَ نَصِيراً لِلَّذينَ تَكَفَّلوا بِعَيشٍ كريمٍ لَيْس فيه نكيرُ! ولا فيه غَبْنٌ من ضَراوةِ ظالِمٍ وما فيه إلاَّ زاهِدٌ ونَصِيرُ! فيا سلَفاً أَفْضى إلى خَيْرِ غايةٍ بِأيمانِهِ.. فارْتاحَ منه ضَمِيرُ! يَسِيرُ إليها راضياً بِمَصيرِهِ.. فَيَلْقاهُ بالأَجْرِ الجَزِيلِ مَصِيرُ! خَمائِلُ خُضْرٌ حالِياتٌ بِنَضْرَةٍ غَدَتْ فَدْفَداً لم يَبْكِ فيه مَطِيرُ! وآياتُ عِمْران شَوامِخُ شُرَّعٌ خَوَرْنَقُها عالي الذُّرى. وسَدِيرُ! وفي هذه الدُّنْيا نُهىً وشاعِرٌ ومنها جَليلٌ شامِخٌ. وصَغيرُ! ومنها هَزيلٌ ضامِرٌ مُتنفِّجٌ ومِنْها –وإن أخْنَى الزَّمانُ- طَريرُ! أيا ابْنَ الأُباةِ الصَّيدِ هُبَّ من الكرى فَأَنْتَ بِهذا الصَّحْوِ.. أنْتَ جَدِيرُ! شَبِعْنا سُباتاً كانَ خُلْفاً وفُرْقَةً ومِن حَوْلِنا للطَّامِياتِ هَدِيرُ! وقد يَجْمَعُ الله الشّتاتَ فَإنَّه على جمعه –رَغْمَ الصِّعابِ- قَدِيرُ! ولكِنْ عَلَيْنا السَّعْيُ فهو ضَرِيبَةٌ عَلَيْنا كَبِيرٌ دَفْعُها.. وصَغِيرُ! سنَدْفَعُها حتى نَفُوزَ وَنَنْتَهِي إلى غايَةٍ نَعْلو بها ونَطِيرُ! إلى غايةٍ شَمَّاءَ كان جُدُودُنا حَبِيبٌ إليهم نَيْلُها.. ويَسِيرُ! حَدِيثٌ بِه أَمْلى الفَرَزْدَقُ شِعْرَهُ وشايَعَهُ فيه النَّطُوقُ جَرِيرُ! وما هو إلاَّ نَفْثَةٌ عَبْقَرِيَّةٌ لها مِن يَراعِ العَبْقَرِيِّ صَرِيرُ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة بطرت فزلت
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,145 مشاهدة ساءلَتْني عن تَباريحِ الهوى في مَجاليهِ.. صُدوداً ووِصالْ! وهي تَرْنو لي بِطَرْفٍ ساحِرٍ يَصْطَفي. أو يجتوي شُمَّ الرِّجالْ! ساءَلَتْني فَتلعْثَمْتُ ولم... أَجِدِ الرَّدَّ على هذا السُّؤالْ! هي تَدْري بالذي تَسْألُني عنه.. تدريه عُيُوباً وخلالْ! وهي من طُغْيانِها في طَنَفٍ تَشْتَهي سُفْلاهُ رَبَّاتُ الحِجالْ! مُشْرِفٍ يَجْعلُها في نَجْوَةٍ عن يَمِينٍ تَحْتَويها أَوْ شِمالْ! تَتَجلىَّ من دَلالٍ قاهرٍ.. يَدعُ الفِكْرَ مَهيضاً والخَيالْ! وبَدا في وَجهِها ما شَفَّني.. فَتَهاوَيْتُ وأَوْجَزْتُ المقالْ! قُلْتُ يا فاتِنَتي إنِّي هَوَى.. ضَلَّ في الدَّرْبِ وأعْياهُ الكلال! سار في رَكْبِكِ حِيناً واسْتَوى فَتْرَةً ثُمَّ هَوى بَيْنَ النِّصالْ! ضَرَّجَتْهُ دُونَ أَنْ تُدْرِكَهُ رأْفَةٌ مِنْكِ.. وما أَشْقى الضَّلالْ! ولقد شاهَدْتِهِ جُرْحاً نَأى عنه مَن يَضْمدُه قَبْلَ الوبالْ! فَتَبَسَّمْتِ وأعْرَضْتِ رِضىً مِنْكِ بالوَيْل اعْتَراني والخبالْ! فَتَمالكْتُ ولم أَشُكُ الضَّنى والهَجِيرَ الحارِقِي بَعْد الظِّلالْ! جَبَرُوتٌ يَشْتَفي مِن هالِكٍ كانَ يُولِيهِ اعْتِلاءً ونَوالْ! ما الذي تَبْغِينَهُ يا فِتْنَتي بعد أن ساء بِمُضْناكِ المآلْ؟! أَنْتِ من جَرَّعَه الكَأْسَ الَّتي صَرَعَتْهُ.. فهو سُقْمٌ واعْتِلالْ! كانَ مَرْمُوقاً فَحاوَلْتِ الذي سَوْف يُبْدِيه لَقىً بيْن الرِّمالْ! لا. فما أَخْسَرَها مِن رغبة لم تَنَلْ مِنِّي.. والحَرْبُ سِجالْ! أنا يا فاتِنَتي رَغْمَ الأَسى جَبَلٌ ما خَرَّ يَوْماً في النِّزالْ! ولقد عُدْتُ لرشدي فاجْتَوَتْ مُهْجَتي الحَرَّى ترانيم الجمال! لم أَنَلْ منه سوى أَرْزائِهِ وهي أرْزاءٌ على الحُرِّ ثِقالْ! صِرْتَ في عَيْنَيَّ. صِرْتي شَبحاً مَلَّهُ القَلْبُ. وما أَحْلى المَلالْ! وَتَنوَّرْتُ سَبيلي في الدُّجى بعدما كان الدجى يخفي النِّمالْ! أَنْتِ. ما أَنْتِ سوى أحبولة وأنا الكارِهُ أَوْهاقَ الحِبالْ! وأنا الشَّامِتُ في الحُسْنِ الذي شاخَ في قَلْبي صِباهُ واسْتَحالْ..! وأنا السَّالي فما يُرْجِعُني.. لِلْهوى الماجِنِ شَوْقٌ وابْتِهالْ! فَهُما منها.. وما أكْذَبَها حِينما تُقْسِمُ.. مكْرٌ واحْتِيالْ! إنَّما أقْدارُنا يا فِتْنَتي عادِلاتٌ. وهي أَغْلالٌ ثِقالْ! حرَّرتْني مِنْكِ ثم اسْتَحْكَمَتْ فيكِ لَمَّا أَنَسَتْ مِنْكِ السَّفالْ! فاصْبِري وامْتَثِلي يا طالَما كنْتِ لِلأَحْرارِ سِجْناً واعْتِقالْ! ولقد كنْتِ سُهاداً قاتِلاً.. لِعُيُونٍ كابَدتْ هَوْلَ اللَّيالْ! فاذْكُرِيها.. فهي لم تَنْسَ الذي كانَ مِن عَسْفِكِ كالداء العُضالْ! فَسَيلْقاكِ سهادٌ مِثْلَها.. وعُضالٌ لا يُعافِيكِ بِحالْ! فَتَسامِي رُبَّما تَلْقاكِ في غَدِكِ الحالِكِ أنْوارُ الهِلالْ! رُبَّما كانَ التَّسامي عِصْمةً بِدُمُوعِ غالِياتٍ كالَّلالْ! فاذْرِفيها.. إنَّها قَنْطَرَةٌ لحياةٍ طَهُرَتْ بعد انحِلالْ! إنّها البَلْسَمُ للجرح الذي قِيلَ أَنْ لا بُرْءَ منه وانْدِمالْ! يالَ مَجْدِ الله في عَلْيائِهِ إنه فَكَّ عن العَقْلِ العِقالْ! فَتَعَزِّي.. أنْتِ أَوْلى من فُؤادي بالعزاءْ! إنَّ لي من كِبْريائي ما يُذِلُّ الكِبْرياءْ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة الشاعر وليلاه
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,146 مشاهدة ليْلايَ. إنَّ الدَّهْرَ بالأحياءِ يَحْصِدُهُم ويَمْضي! وأنا أعِيشُ مُسَهَّداً.. مِن دُونِ إغفاءٍ وغَمْضِ! أمْسَيْتُ أزْحَفُ بَعْد إسراعي العَنِيفِ. وبَعْدَ رَكْضي! وغَدَوْتُ لَيْلاً مُدَلَهِمّاً. بَعْدَ إشْعاعِي وَوَمْضي! والنَّاسِ تَسْأَلُني فَأُعْرِضُ عن تَساؤُلِهِم وأُغْضي! * * * ماذا أقُولُ لهم. وهُمْ عن صَبْوَتي يَتَساءَلُون؟! أَفَيَعْرِفُونَ حِكايتي لَيْلايَ.. أَمْ هم يَجْهَلُون؟! أَفَيُشْفِقُونَ على المُضَرَّجِ.. أَم تُراهُم يَشْمَتُونْ؟! لا. لن أَقُولَ ولَنْ أُحَدِّثَهُم بأَسْرارِ السُّجُون! فهي الحَبِيسَةُ من القُيُودِ الدَّامياتِ وفي السُّجون! * * * أَتَذَكَّرُ الأَيَّامَ تِلْكَ. وما أُحَيْلاها فأَشدو! بالشِّعْرِ مُخْتَنِقاً يَنُوحُ.. يَرُوعُه وَجْدٌ وصَدُّ! قد كانَ يَرْفِدُهُ الوِصالُ. فَعَيْشُهُ زَهرٌ وَوَرْدُ! واليَوْمَ صَوَّحَ رَوْضُهُ. والنَّبْعُ جَفَّ. فكيف أَحْدُو؟! كلاَّ سأَحْدو. فالْهوى غَيٌّ ضَلُولٌ ثم رُشْدُ! * * * سَتَرَيْنَ يا لَيْلايَ أَنِّي لا أَذِلُّ ولا أَخُورْ! سَتَرَيْنَ أنِّي أتْرُكُ الفِرْدَوْسَ إِنْ كانَ يَجُورُ! فَأَنا المُعْرِضُ عنه. وأنا القالي. ومَرْحًى لِلْحَروْرْ! فهو أَنْدى الشُموخِ الحُرِّ مِنْ حُسْن هَصُورْ! رُبَّما عُفْتُ نَسِيمي العَذْبَ. واخْتَرْتُ الدَّبورْ! * * * وسَتَبْكينَ على الحُبِّ تَوارى عَنْكِ واسْتَخْفى نَداهْ! كانَ مَجْداً لكِ يُعْليكِ.. وتُؤْويكِ رُؤاهْ! ونَوالاً كُلَّ ما جِئْتِ. له.. امْتَدَّتْ يَداهُ! فَتَزَوَّدْتِ مِن الرَّوْضِ جَناهْ.. وَتَذَوَّقْتِ من الزَّهْرِ شَذاهْ! ثم فَدَّاكِ. ولكِنَّكِ ما كُنْتِ فِداهُ! * * * قال أَتْرابُكِ. ما أغْبى التي عَقَّتْ فتاها! لَيْتَهُ اخْتارَ هَوانا.. قَبْلَ ما اخْتارَ هواها! لِيَرَى الفِتْنَةَ تَعْتَزُّ.. وتُولِيهِ جَداها! بل جَداهُ.. إنَّ مَنْ يَمْلِكُهُ اعْتَزَّ وتَاها! خَسِرَتْ تِلكَ التي صَدَّتْهُ طَيْشاً وسِفاها! * * * وتَقَاطَرْنَ إليه.. بَعْدما أَقْفَلَ بابَهْ! وتَوارى خَلْفَهُ.. ضاعَفَ مِنْهُنَّ حِجابَهْ! طارِداً أشْجانَهُ تِلْكَ التي كُنَّ عَذابَهْ! واسْتخارَ المُزْنَ يَرْوِينَ. فما أَصْدى سرابَهْ! واسْتَوى مُنْتَصِباً يَتْلو على المَجْدِ كِتابَهْ! فَتَراجَعْنَ وما ضِقْنَ.. بَلى قُلْنَ سلاما! إنَّها النَّفْرَةُ من قَلْبٍ عن الذُّلِّ تُسامى! عَشِقَ الحُسْنُ فأشْقاهُ.. فَوَلىَّ وتَحَامَى! فإذا الحُسْنُ. وقد وَلىَّ.. عليه يَتَرامى! فانْزَوى. وانْقَلَبَ الحُسْن مُهِيضا وحُطاما! * * * أيُّها الشَّاعِرُ في مِحْرابِهِ الوَادِعَ.. إحْساساً وفِكرا! رَتِّلِ الشِّعْرَ على أحْلامِنا.. أَكْرِمْ به حُلْواً ومُرَّا! إنَّه المِهْمازُ يَقْسو لَيِّناً.. كَسْراً وجَبْرا! الرُّؤى تَمْلأُ جَنْبَيْكَ حَناناً مُسْتَسِرَّا! أَنِرْ الدَّرْبَ وحَوِّلْ قَفْرَهُ المُجْدِبَ نَضْرا! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة الحسن والشاعر
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,143 مشاهدة رُبَّ حُسْنٍ راعَنا ثم اسْتَوى غَدَقاً نَنْهَلُ منه ما نَشاءْ! وإذا الحُسْنُ بدا مُقْتَرِساً فَسَيحْني رَاْسَهُ للشُّرفاءْ! ذلك الحُسْنُ الذي يَرْنوا إلى نَجْدةِ الفَنِّ.. حُنُوَاً.. وعطاءْ..! وهو يَحْبوه. وَيدْرِي أَنَّه سوف يَجْزِيهِ خلوداً وإعلاء! أيُّها الحُسْنُ لقد أَثْملَتْني من يَفاعي. فأنا العاني الأَسيرْ! وأنا الضَّارعُ. إن كرَّمْتَني ما أُبالِي كيف ما كانَ المَصِيرْ! فإذا ما رُمْتَني مُسْتَعْبَداً.. عُفْتُ مَغْناكَ. وآثَرْتُ المَسِيرْ! فأنا المُعْطِيكَ حُسْناً وسَناً وأنا الكاسيكَ تِبْراً وحَريرْ! سوف يَبْكي الحُسْنُ. لو طال المَدَى وسيَبْقى الفَنُّ يَلْهو بالسِّنينْ! يَتَحدَّاها.. فما تَلْوي به فهو في حُصْنٍ مِن الدَّهْرِ حَصِينْ! وهو يَحْمي الحُسْنَ في ذُرْوَتِهِ حينما يَهْوي إلى السَّفْح الحَزينْ! كانَ يَحْبوهُ فما ضَيَّعَهُ.. بل حَباهُ الخُلْدَ في السِّفْرِ الأَمِينْ! فإذا بالنَّاسِ لا يَنْسُونَه حينما كان شِعاعاً ونَدى! كيف يَنْسَوْنَ الذي كان شّذىً والذي كانَ عفافاً وهًدى؟! فهو كالبلسم يَشفِي مُهَجاً شّفَّها البُؤْسُ. فكان الرَّغَدا! واسْتَوى ما بَيْنَهم يُرْضى الهوى راشداً عَذْباً فما أَحْلى الصَّدى! ولقد جَرَّبْتُ من أَطْهارِهِ ولقد جَرَّبْتُ من أَقْذارِهِ! فّذا الحُسْنُ وَضِيءٌ في الذُّرى تَسْتَشِفُّ الرُّوحُ من أَسْرارهِ! ليس يَطْوِي قَلْبَه إلاَّ على عِفَّةٍ تُقْصيهِ عن أّوْزارِهِ! فهو لا يَخْشى الورى أَنْ يَهْتِكوا بِشَتِيتِ القَوْلِ عن أَسْتارهِ! ما الذي يَخْشاهُ مِمَا اخْتَلَقوا وهو حُسْنٌ زانَه عَذْبُ الرُّواءْ؟! يَزْدَهي بالطُّهْرِ لا يَخْدِشُهُ بَصَرٌ عَفٌ. شَغُوفٌ بالنَّقاءْ! شّدَّ ما أَلْهَمني حُلْوَ الرُّؤى فَتَغَنَّيْتُ بما يَرْوي الظِّماءْ! وتَطَلَّعْتُ فأَفْضَيْتُ إلى كَنَفٍ عالٍ بأَجْوازِ الفَضاءْ! حاورَتْني فيه أَمْلاكٌ سَمَتْ وتَلاقَيْنَا.. فَنَحْنُ الخُلَصاءْ! ههُنا الشِّعْرُ عَرِيقٌ سَيِّدٌ وهنا الفِتْنَةُ جَنْبَ الشُّعراءْ! فِتْنَةٌ تَهْدي. وشِعْرٌ رائِعٌ بِمَعانيهِ. تَجِيٌّ للسَّماءْ! يا لها من أُلْفَةٍ مَحْبُورَةٍ.. ليس فيها غَيْرُ مَنْحٍ وعَطاءْ! عِشْتُ لا أَمْلِكُ إلاَّ قَلَماً ذَا مِدادٍ من دمٍ مُحْتَدِمِ! وسَطَوراً سُطِّرَتْ مِن أَلَمِ يَدْفَعُ الرُّوحَ لأَعْلا القِمَم! وشُوراً لم يَزلْ مَضْطَرِماً مِن يَفاعي.. راضِياً بالضَّرَمِ! ولقد أَزْهُوا بِفِكْرٍ شامِخٍ مُسْتَنِيرٍ.. كاشِفٍ لِلظُّلَمِ! حِينَما يَزْهُو الورى إلاَّ الأُلى عَشِقوا المَجْد بِطرْسٍ ويَراعْ! فَهمُوا الصَّفْوَةُ لا تَرضى سِوى بِمَتاعٍ ليس يُشَرى ويُباعْ! فهو مَجْدٌ وحُطامٌ خالِدٌ ليس يُغْنِيهِ ولا يُبْلى الضَّياعْ! وأرى الدُّنْيا بِعَيْنَيْ شاعِرٍ من سباعٍ ضارِياتٍ.. وضِباعْ! لَسْتُ من هذَيْنِ. لكِنْ طامِعٌ أَنْ أَرى في الحَلَكِ الرَّاجي شُعاعْ! فَيُريني الدَّرْبَ سَمْتاً لاحِباً أَستَوى فيه مع الحقِّ. الشُّجاعْ! أنا لا أَطْمَعُ إلاَّ في العُلاَ لم يَشُبْها مِن هَوى النَّفْسِ اتِّضاع! فأنا المُسْفِرُ لا يَحْجُبَني كأُولي السُّوءِ. عن العَيْنِ قِناعْ! إٍيهِ. يا تَوْأَمَ رُوحي إنَّني في سِبيلِ الحَقِّ لا أَخْشى الصِّراعْ! أَلهميني. إنّّ إلْهامَكِ لي هو زّادِي. وهو لي نِعْمَ المتاعْ! أَنْتِ رَوْضٌ وأنا الغَيْمَةُ في ذُرْوَةِ الجَوِّ.. حُنُوّاً. والْتِياعْ! نَوِّلِيني لأُجازِيكِ هَوىً.. لا يُدانيهِ هَوىً.. قبل الوداع! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة الحسن الطهور
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,142 مشاهدة تخَيَّلتُها حُسْناً وطُهْراً تَمازَجا فَعادا إلى لَوْنٍ من الحُسْنِ مٌفْرَدِ! وأبْصَرْتُها فارْتاعَ قَلْبي بِمَشْهَدِ يَرُوعُ ويَطْوى دُونَه كلَّ مَشْهَدِ! سلامٌ عليها وهي تِشْدو كبُلْبُلٍ سلام عليها. وهي تبْدو كَفَرْقَدِ! تَمثَّلْتُها توحي وتلهم شاعراً فَيَسْمُوا إلى أَوْج القَصيدِ المُردَّدِ! ويَحْسِدُها أَتْرابُها فهي غادَةٌ تَتِيهُ بِحُسْنِ اليَوْمِ والأَمْسِ والغَدِ! فما تُنْقِصُ الأَيَّامُ مِنْها غَضارةً إذا لم تَزِدْها مِن سَناً مُتَجدِّدِ! لعلَّ لها من شَجْوِها وشُمُوخِها أَماناً.. فَتَبْقى فِتْنَةَ المُتَوَجِّدِ! وقُلْتُ لها. وقد جارَ حُسْنُها عَليَّ فلم أَعْقَلْ ولم أَتَرَشَّدِ! متى سَتَفُكِّينَ الإِسارَ فإِنَّني أُرِيدُ انْطِلاقي في طريقٍ مُعَبَّد؟! إلى الحُسْنِ لا يَطْوِي المشاعرَ والنُّهى ولا يَتَخَلىَّ عن أَسيرٍ مُصَفَّدِ..! فقالَتْ وفي أَعْطافِها الغَيُّ والهُدى يَجِيشانِ في قَلْبٍ عَصيٍّ مُهَدِّدِ! أتَقْوى على هَجْري. وأَنْتَ مُتَيَّمٌ؟! وتَهْفوا إلى حُسْنٍ رَخيصٍ مُعَرْبِدِ؟! أَتَرْضى بِأَنْ تَهْوى النُّحاسَ وقد صبا فُؤادُكَ للحسن الوضي كَعَسْجَدِ؟! إذا كان هذا كنْتَ أَفْدَحَ خاسِرٍ بِرَغْمِ الهَوى الجاني عليْكَ. المُنَدِّدِ! لَشَتَّانَ ما بَيْنَ الهوى يَنْشُدُ اللُّهى وبَيْنَ الهوى يَرْمي إلى خَيْرِ مَقْصِدِ! غُلِبْتُ على أَمْري. وما كنْتُ عاجِزاً عن الرَّدِّ لكِنَّ الهوى كانَ سَيِّدي! وكنْتُ له عَبْداً مُطِيعاً ولو قَسا ظَلوماً. فما يُجْدِي على تَمَرُّدي! وما كان يُجْدِيني اعْتِزامي وسَطْوتي ولا كان يُجْدِيني حطامي وسُؤْدَدِي! وما حَفَلْت يَوْماً بِشَجْوي وصَبْوَتي بَلى أَفكانَتْ ذاتَ قَلْبٍ كَجَلْمَدِ؟! قضاءٌ يَرُدُّ الحُسْنَ في النَّاسِ سَيِّداً وعاشِقَهُ المُضْنى به غَيْرَ سَيِّدِ! ولو كانَ فيهم عَبْقَرِياً مُسَوَّداً وإلاَّ كَمِيّاً ضارِباً بِمُهَنِّدِ..! دَعَتْني إلى الرَّوْضِ النَّضِيرِ ثِمارُهُ وأَزْهارُهُ.. كَيْ يَسْتَقِرَّ تَشَرُّدي! وثَنَّتْ يَنابِيعٌ تَجِيشُ بِسَلْسَلٍ زُلالٍ وقالَتْ مَرْحَباً أيُّها الصَّدي! هُنا العُشُّ والإِلْفُ الطَّرُوبُ مُغَرِّداً يَحِنُّ إلى إِلْفٍ طَرُوبٍ مُغَرِّدِ! هَلُّمَّ إلَيْنا عاجِلاً غَيْرَ آجِلٍ وطَرِّبْ وأَسْعِدْنا بِشَدْوِكَ نَسْعَدِ! إلى العَيْشِ يَصْفُو لا يُكَدِّرُه الورى فأغدو به نَشْوانَ غَيْرَ مُحَسَّدِ؟! أُناغي به رَوْضاً وطَيْراً وجَدْوَلاً وإلفاً وَفِيّاً ما يُسَهِّدُ مَرْقَدي! فَلَيْسَ بِخَوَّانٍ. ولَيْسَ بناكِثٍ ولَيْس بِصَخَّابٍ. وليْس بِمُعْتَدي! نَعيشُ. وما نَشْقى بِرَبْعٍ مُشَيَّدٍ على الحُبِّ.. من أَمْنٍ نَرُوحُ ونَغْتَدي! لقد كانَ حُلْماً يُسْتطابُ به الكرَى ويسْعَدُ منه ناعِسٌ غَيْرُ مُسْعَدِ! ونَنْعَمُ بالآلاءِ فيه سَخِيَّةً ونَحْظى بِشَمْلٍ فيه غَيْر مُبَدَّدِ..! صَحَوْتُ فأشْجَتْني الحياةُ كئِيبَةً بِصَحْوٍ.. فما أَشْقاكَ يا يَوْمَ مَوْلِدي! فَحَسْبي بِذِكْراها جَزاءً.. وحَسْبُها بِشِعْري خُلوداً عَبْرَ شِعْرٍ مُخَلَّدِ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة الوحي والجمال الطهور
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,141 مشاهدة لا تَلومي على هوايَ. فقد كنتُ طَهُوراً. وأنْتِ مِثْلي طَهورُ ولقد لُمْتُهُ فَعاصى ولم يُضْعِ إلى اللَّوم.وازْدهاهُ الغُرورُ! فَدعِيه يَحُمْ حَواليْكِ يا بَدْرُ وهيهَاتَ أَن تنُيلَ البُدورُ! قُلتُ يا قَلْب ما أراكَ بصاحٍ فاسْتَفِقْ فاللَّسانُ عنها حَصُورٌ! فهي حُورِيةٌ إذا ملا تَبَدَّتْ بانَ منها نُورٌ وفاحتَ عُطورٌ! أَتُرَاها من عالَمِ الخُلْدِ جاءَتْنا فَتَشْفِي قُلوَبنا.. وتَحُورُ؟! كلُّ ما نَجْتِلَيهِ منها من الحُسْنِ أساطِيرُ تَسْتَبى وتُثِيرُ! فتْنَةٌ صاغها الله لِلْعَيْنِ. ولِلْقَلْبِ. أَيْنَ مِنها النَّظِيرُ! ظَلَّ منها فِكْري الشَّغوفُ يُناجِيها بإلهامِها. وظَلَّ الشُّعُورُ! يالَ هذا الإِلْهام ظَلَّ فُتُوحاَ لِلْقوافي كأنَّهُنَّ طُيورُ! سابِحاتٍ في الجَوَّ تَشْدو بألْحانٍ عذاب تَذُوبُ منها الصُّدورُ! فهي حِيناً بَلابِلٌ شَجْوٍ عَبْقَرِيَّ الصَّدى. وحِيناً صُقُورُ! هذِهِ. هذِهِ التي تَصْقُلُ الرُّوحَ فَيَعْلو مُحَلّقاً لا يَغُورُ! نَفَثَتْ فِيَّ ما أَصُوغُ من الشَّعرِ لُباباً.. تَنُوحُ منه القُشُورُ! فَسُطورٌ منه تُعادِلُ أسفاراً ثِقالاً.. وتَقْتفَيها سُطُورُ! وإذا الحُسْنِ كانَ فِينا كهذا كان شِمْساً تُنِيلُنا وتُنِيرُ! راعَني ما أَراه منها وأَعلانِي مَقاماً. فكِدت منه أَطِيرُ! يا جَمالاً لدى الغَواني رَخيصاً غاصَ في الدَّرْكِ فهو عانٍ حَسِيرُ! فالغَواني يَنْفُرْنَ حِيناً. وإنْ كانَ كِذاباً صُدودُهُن الغَرُورُ! إنَّما يَصْدُقُ النُّفُورُ مِن الحُسْنِ أَبِيّا.. يَزْدانُ مِنه النُّفُورُ! والعَفَافُ، العَفافُ يُغْلِيكَ لو كنْتَ حَصِيفاَ لا يَزْدهِيكَ السُّفُوْرُ! والفَتُنُ المُثِير لَيْس ثُغُوراً حالياتِ تَهوِىْ عليها الثُّغورُ! أوْ قُدُوداً كُلَّ هذا. فما أَجْدَرَ هذا أَنْ تَحْتَويِه الخدُورُ! ما عدا أنْ يَكُن بَرْزاً إذا كانَ طَهُوراً يزْدانُ منه الحُضُورُ! مِثْلَ ما كُنَّ سيَّداتٌ جَليلاتٌ بِماضِ تَعْتَزُّ منه الذُّكورُ! كُنَّ نوراً يهدي. وعلماً يجلي في ذُرَىً لم يَصِلْ مَداها النُّسورُ! لم يَزَلْ ذِكْرُهُّنَّ فَخراً.. وما أَخْلَدَ ذِكْراً يطيب منه الفَخُورُ! يا فَتاتي.. يا رَبَّةَ الحُسْنِ والطُّهْرِ عَداكِ الجَوى. عَداكٍ الثَّبُورُ! أنا في الرَّوضِ. والغَيارى من الرَّوضِ كِثارٌ.. جَنادِلٌ وصُخُورُ! وبِعالي الصُّروح تَشْمَخُ بالعِزَّ وتؤْوى المُشَعْوذينَ الجُحُورُ! ما اعْتراني الفُتُورُ يَوماً عن الشَّعرِ بِوَحْى ما يَعْتَرِيهِ الفُتُورُ! كيف أَجزِيك؟! كيف أَطرِيِكِ يا هذي.. عَساهُ يُطيعُني المَقدُورُ! ما أَراني بالخُلْدِ هذا جَدِيراً إنْ عَصاني فَنال مِنَّي القُصُورُ! ليس إلاَّ الكَفُورُ من يَجْحَدُ الفَضْلَ لِراعِيهِ. لَيْسَ إلاَّ الكَفُورُ! إنَّني الضَّارعُ الحَفِيُّ. ومَغْناكِ وما فيه.. نِعْمَتي والحُبُورُ! طابَ يَوْمي وطاب أَمْسي بما نِلْتُ وطابَتْ مَعابِري والجُسُورُ! فاذْكُريني فإنَّ ذِكْراكِ قُوتٌ يَتَغَذَّى مِنْه الحِجا والضَّميرُ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة الراحل المقيم
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,141 مشاهدة رحلْتَ وخلَّفْتَ الرّفاقَ بواكياً عليك وكانوا بالقوافي شوادِيا! وكانوا وما زالوا إليك صوادِياً فَمَنْ ذا الذي يَسْقي ويَرْوِي الصَّواديا؟! ومَن ذا الذي يُرْضِي الحواضِرَ كلَّهم ومَن ذا الذي من بَعْدُ يُرْضي البواديا؟! لقد كنتَ في دُنْيا المَشاعِر صاحياً وما كنْتَ في دُنْيا المشاعِر غافيا! وكنتَ المُجَلِّي في السِّباقِ وإنَنِّي سأَغْدو والمُصَلِّي أَيْنَما كنْتُ ثاوِيا! كفَرْعَيْنِ كنَّا دوْحُنا مُتَطاوِلٌ بِرَوْضٍ نضيرٍ لم يَكُنْ قَطُّ ذاوِيا! إلى أن دعا داعي المنية مُرْجِفاً فَلبَّيْتَ ما أقْسى وأَحْنى المُنادِيا! وسوف ألَبِّيه قريباً وانْثَنى إليك كنَجْمَيْنِ الغداةَ تَواريَا! أَرَبَّ القَوافي العُصْمِ. أَصْبَحْتَ خالِداً فما كنْتَ مِهذاراً ولا كنتَ لاهِياَ ولكنَّه الجِدُّ الذي شَرُفَتْ به معانِيكَ حتى نَوَّلتْكَ المعاليا! فَجُبْتَ الذُّرَى حتى افْتَرَعْتَ سنامَها وجابُوا سُفوحاً أَمْحَلَتْ وفيافيا! إذا العبقريُّ الحقُّ غاب تطاولتْ مآثِرُهُ بين الأنام حوالِيا! وغاب أُناسٌ قبله ثم يعده فكانوا فَقاقيعَ الشَّرابِ الطَّوافِيا! وكنْتَ كَمِثْلِ النَّجْم يَسْطَعُ سَرْمَداً فَيًسْعِدُ أيَّاماً لنا وليالِيا! وقد كنتَ فَذّاً في الرجال مُسَوّداً بِفِكْرٍ إذا جَلَّى أضاء الدواجيا! وكان عَصِيُّ الشِّعرِ يُلْقي قِيادَه إليك ويَدْنو منه ما كان نائيا! ونَعْجَزُ عن بعض القريض ويَسْتَوِي لديك مُطِيعاً أحْرُفاً ومعانِيا! فَتَخْتارُ منه ما تشاء قصائداً تَسُرُّ حنايانا وتُذْرِي المآقِيا! وها كنتَ مِجداباً وما كنت مُصْفياً كما زعموا بل كنتَ كالنَّهر جاريا! ولكنَّكَ اخْتَرْتَ السَّكوتَ تَرَفُّعاً عن الهَزْل يُزْجِيه الشَّعارِيرُ هاذِيا! ولَيْتَكَ لم تَسْكُتْ فأنَّى لِبُلْبُلٍ سكوتٌ فقد يُدْمي السكوتُ الحوانيا! لقد كان بالشَّدْوِ الرَّخيم مُداوِياً وكان به نَجْماً إلى الدَّرْبِ هادِيا! رعاكَ الذي أَسْدَى إليك ولم تكُنْ جَحُوداً فأسْدَيْتَ الأماني الغواليا! لَشَتَّانَ ما بَيْنَ الثَّرى مُتَطامِناً وبَيْنَ الثُّرَيَّا.. حِطَّةً وتعالِيا! تَذَكَّرْتُ ما كُنَّا بِه من تآلُفٍ حَبِيبٍ ولم أَذْكُرْ قِلًى وتَجافِيا! وكيف وما كنْتَ العَزوفَ عن الهُدى ولا المَجْد يوماً فَاسْتَبَنْتَ الخوافِيا! وما كُنْتُهُ يوماً فَعِشْنا. تآخِياً كريماً يُمَنِّينا وعِشْنا تَصافيا! وما كنْتُ أَرجو أَنْ تَرُوحَ وأَسْتَوِي بِرَبْعي حزيناً دامِعَ العيْنِ راثِيا! ولكنَّه حُكْمُ القضاءِ.. وما لنا سوى الصَّبْرِ مِعْواناً. سوى الصَّبْرِ آسِيا! يُخَبِّرُني أَنَّني. سأَلْقاك في غَدٍ فيَلْقى كِلانا مِنَّةً وأَياديا! ونَلْقى مِن الله الكريمِ تَجاوُزاً ونَلْقاهُ رحْماناً.. ونلْقاه راضيا! تباركْتَ رَبِّي.. ما أَجَلَّكَ حانِياً علينا.. وإنْ كُنَّا غُواةً ضوارِيا! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة الراحل المقيم
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,140 مشاهدة رحلْتَ وخلَّفْتَ الرّفاقَ بواكياً عليك وكانوا بالقوافي شوادِيا! وكانوا وما زالوا إليك صوادِياً فَمَنْ ذا الذي يَسْقي ويَرْوِي الصَّواديا؟! ومَن ذا الذي يُرْضِي الحواضِرَ كلَّهم ومَن ذا الذي من بَعْدُ يُرْضي البواديا؟! لقد كنتَ في دُنْيا المَشاعِر صاحياً وما كنْتَ في دُنْيا المشاعِر غافيا! وكنتَ المُجَلِّي في السِّباقِ وإنَنِّي سأَغْدو والمُصَلِّي أَيْنَما كنْتُ ثاوِيا! كفَرْعَيْنِ كنَّا دوْحُنا مُتَطاوِلٌ بِرَوْضٍ نضيرٍ لم يَكُنْ قَطُّ ذاوِيا! إلى أن دعا داعي المنية مُرْجِفاً فَلبَّيْتَ ما أقْسى وأَحْنى المُنادِيا! وسوف ألَبِّيه قريباً وانْثَنى إليك كنَجْمَيْنِ الغداةَ تَواريَا! أَرَبَّ القَوافي العُصْمِ. أَصْبَحْتَ خالِداً فما كنْتَ مِهذاراً ولا كنتَ لاهِياَ ولكنَّه الجِدُّ الذي شَرُفَتْ به معانِيكَ حتى نَوَّلتْكَ المعاليا! فَجُبْتَ الذُّرَى حتى افْتَرَعْتَ سنامَها وجابُوا سُفوحاً أَمْحَلَتْ وفيافيا! إذا العبقريُّ الحقُّ غاب تطاولتْ مآثِرُهُ بين الأنام حوالِيا! وغاب أُناسٌ قبله ثم يعده فكانوا فَقاقيعَ الشَّرابِ الطَّوافِيا! وكنْتَ كَمِثْلِ النَّجْم يَسْطَعُ سَرْمَداً فَيًسْعِدُ أيَّاماً لنا وليالِيا! وقد كنتَ فَذّاً في الرجال مُسَوّداً بِفِكْرٍ إذا جَلَّى أضاء الدواجيا! وكان عَصِيُّ الشِّعرِ يُلْقي قِيادَه إليك ويَدْنو منه ما كان نائيا! ونَعْجَزُ عن بعض القريض ويَسْتَوِي لديك مُطِيعاً أحْرُفاً ومعانِيا! فَتَخْتارُ منه ما تشاء قصائداً تَسُرُّ حنايانا وتُذْرِي المآقِيا! وها كنتَ مِجداباً وما كنت مُصْفياً كما زعموا بل كنتَ كالنَّهر جاريا! ولكنَّكَ اخْتَرْتَ السَّكوتَ تَرَفُّعاً عن الهَزْل يُزْجِيه الشَّعارِيرُ هاذِيا! ولَيْتَكَ لم تَسْكُتْ فأنَّى لِبُلْبُلٍ سكوتٌ فقد يُدْمي السكوتُ الحوانيا! لقد كان بالشَّدْوِ الرَّخيم مُداوِياً وكان به نَجْماً إلى الدَّرْبِ هادِيا! رعاكَ الذي أَسْدَى إليك ولم تكُنْ جَحُوداً فأسْدَيْتَ الأماني الغواليا! لَشَتَّانَ ما بَيْنَ الثَّرى مُتَطامِناً وبَيْنَ الثُّرَيَّا.. حِطَّةً وتعالِيا! تَذَكَّرْتُ ما كُنَّا بِه من تآلُفٍ حَبِيبٍ ولم أَذْكُرْ قِلًى وتَجافِيا! وكيف وما كنْتَ العَزوفَ عن الهُدى ولا المَجْد يوماً فَاسْتَبَنْتَ الخوافِيا! وما كُنْتُهُ يوماً فَعِشْنا. تآخِياً كريماً يُمَنِّينا وعِشْنا تَصافيا! وما كنْتُ أَرجو أَنْ تَرُوحَ وأَسْتَوِي بِرَبْعي حزيناً دامِعَ العيْنِ راثِيا! ولكنَّه حُكْمُ القضاءِ.. وما لنا سوى الصَّبْرِ مِعْواناً. سوى الصَّبْرِ آسِيا! يُخَبِّرُني أَنَّني. سأَلْقاك في غَدٍ فيَلْقى كِلانا مِنَّةً وأَياديا! ونَلْقى مِن الله الكريمِ تَجاوُزاً ونَلْقاهُ رحْماناً.. ونلْقاه راضيا! تباركْتَ رَبِّي.. ما أَجَلَّكَ حانِياً علينا.. وإنْ كُنَّا غُواةً ضوارِيا! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة الراحل المقيم
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,140 مشاهدة رحلْتَ وخلَّفْتَ الرّفاقَ بواكياً عليك وكانوا بالقوافي شوادِيا! وكانوا وما زالوا إليك صوادِياً فَمَنْ ذا الذي يَسْقي ويَرْوِي الصَّواديا؟! ومَن ذا الذي يُرْضِي الحواضِرَ كلَّهم ومَن ذا الذي من بَعْدُ يُرْضي البواديا؟! لقد كنتَ في دُنْيا المَشاعِر صاحياً وما كنْتَ في دُنْيا المشاعِر غافيا! وكنتَ المُجَلِّي في السِّباقِ وإنَنِّي سأَغْدو والمُصَلِّي أَيْنَما كنْتُ ثاوِيا! كفَرْعَيْنِ كنَّا دوْحُنا مُتَطاوِلٌ بِرَوْضٍ نضيرٍ لم يَكُنْ قَطُّ ذاوِيا! إلى أن دعا داعي المنية مُرْجِفاً فَلبَّيْتَ ما أقْسى وأَحْنى المُنادِيا! وسوف ألَبِّيه قريباً وانْثَنى إليك كنَجْمَيْنِ الغداةَ تَواريَا! أَرَبَّ القَوافي العُصْمِ. أَصْبَحْتَ خالِداً فما كنْتَ مِهذاراً ولا كنتَ لاهِياَ ولكنَّه الجِدُّ الذي شَرُفَتْ به معانِيكَ حتى نَوَّلتْكَ المعاليا! فَجُبْتَ الذُّرَى حتى افْتَرَعْتَ سنامَها وجابُوا سُفوحاً أَمْحَلَتْ وفيافيا! إذا العبقريُّ الحقُّ غاب تطاولتْ مآثِرُهُ بين الأنام حوالِيا! وغاب أُناسٌ قبله ثم يعده فكانوا فَقاقيعَ الشَّرابِ الطَّوافِيا! وكنْتَ كَمِثْلِ النَّجْم يَسْطَعُ سَرْمَداً فَيًسْعِدُ أيَّاماً لنا وليالِيا! وقد كنتَ فَذّاً في الرجال مُسَوّداً بِفِكْرٍ إذا جَلَّى أضاء الدواجيا! وكان عَصِيُّ الشِّعرِ يُلْقي قِيادَه إليك ويَدْنو منه ما كان نائيا! ونَعْجَزُ عن بعض القريض ويَسْتَوِي لديك مُطِيعاً أحْرُفاً ومعانِيا! فَتَخْتارُ منه ما تشاء قصائداً تَسُرُّ حنايانا وتُذْرِي المآقِيا! وها كنتَ مِجداباً وما كنت مُصْفياً كما زعموا بل كنتَ كالنَّهر جاريا! ولكنَّكَ اخْتَرْتَ السَّكوتَ تَرَفُّعاً عن الهَزْل يُزْجِيه الشَّعارِيرُ هاذِيا! ولَيْتَكَ لم تَسْكُتْ فأنَّى لِبُلْبُلٍ سكوتٌ فقد يُدْمي السكوتُ الحوانيا! لقد كان بالشَّدْوِ الرَّخيم مُداوِياً وكان به نَجْماً إلى الدَّرْبِ هادِيا! رعاكَ الذي أَسْدَى إليك ولم تكُنْ جَحُوداً فأسْدَيْتَ الأماني الغواليا! لَشَتَّانَ ما بَيْنَ الثَّرى مُتَطامِناً وبَيْنَ الثُّرَيَّا.. حِطَّةً وتعالِيا! تَذَكَّرْتُ ما كُنَّا بِه من تآلُفٍ حَبِيبٍ ولم أَذْكُرْ قِلًى وتَجافِيا! وكيف وما كنْتَ العَزوفَ عن الهُدى ولا المَجْد يوماً فَاسْتَبَنْتَ الخوافِيا! وما كُنْتُهُ يوماً فَعِشْنا. تآخِياً كريماً يُمَنِّينا وعِشْنا تَصافيا! وما كنْتُ أَرجو أَنْ تَرُوحَ وأَسْتَوِي بِرَبْعي حزيناً دامِعَ العيْنِ راثِيا! ولكنَّه حُكْمُ القضاءِ.. وما لنا سوى الصَّبْرِ مِعْواناً. سوى الصَّبْرِ آسِيا! يُخَبِّرُني أَنَّني. سأَلْقاك في غَدٍ فيَلْقى كِلانا مِنَّةً وأَياديا! ونَلْقى مِن الله الكريمِ تَجاوُزاً ونَلْقاهُ رحْماناً.. ونلْقاه راضيا! تباركْتَ رَبِّي.. ما أَجَلَّكَ حانِياً علينا.. وإنْ كُنَّا غُواةً ضوارِيا! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة حلق ثم هوى
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,140 مشاهدة أَذْكَرْتِنيهِ ماضِياً مُشْرِقاً يُضِيءُ بالحُسْنِ ودَلَّ الحِسانْ! كنْتُ به الغِرْنيقَ أَمْشِي على زَهْوٍ.. وأَشْتَمُّ شذى الأُقْحُوانْ! يدِينُ لي الحُسْنُ. وما يَنْثَني عنِّي. ولا يَمْلِكُ منِّي العِنانْ! أنا الذي أَمْلِكُهُ لاهِياً.. به. وما تَنْدى له المُقْلَتانْ! تَقولُ هِنْدٌ وهي أَحْلا المُنَى بَيْنَ الغَوانِي.. وهي أَغْلا الجُمانْ! تَقولُ لي وهي على سَطْوَةٍ مِن حُسْنِها العاتِي.. إِلامَ الحِران؟! أما تَرى العُشَّاق حَولي وما أَطْوَعَ منهم يَفُتُّ مِنِّي العِنان؟! أَلَسْتَ ذا قَلْبٍ يُحِبُّ اللُّهى من الشَّوادِي. ويُحِبُّ الدِّنانْ؟! قُلْتُ لها يا هِنْدُ إنِّي الفَتى أَصْبُو إلى العِزِّ. وأُغْلي الرِّهانْ! أعْنُو إلى الحُسْنِ. وأَهْفُو لَهُ وأَشْتَهِي منه الجَنى والحنانْ! ما لم يَشَأْ مِنِّي إذا ما اسْتَوى بَيْنَ الحنايا الخافِقاتِ.. الهوانْ! فإِنَّني حِنَئِذٍ أجتوي.. ولا أُبالي منه بالصَّوْلَجانْ! كم غادَةٍ يا هِنْدُ لم أَسْتَجِبْ لِسِحْرِها. فاسْتَنْجَدَتْ بالدُّموعْ! ثم اسْتَجابَتْ هي لِلْمُجْتَوَي لتَسْتَوِي بَيْن الحَشا والضُّلوعْ! كُنْتُ أنا يَوْمَئِذٍ باذِخٌ أَشْدو بِشِعْري فَتَمُوجُ الرُّبوعْ! أَجْمَعُ ما بَيْنَ السَّنا والصِّبا وأَرْتَوِي رِيَّ الطَّموح الوَلُوعْ! مِن كُلِّ يَنْبُوعٍ. فما أَنْثَني عنه.. وأَسْلُوهُ وأَطْوِي القُلُوعْ..! لكِنَّه يَنْظُرُ لي في أَسًى لأَنَّني آثَرْتُ عنه النُّزُوعُ! هذا أنا يا هِنْدُ قَبْلَ الونى والحُزْنِ يَكْوِى. وانْطِفاءِ الشُّمُوعْ! الواغِلُ المِقْدامُ أَمْسى لَقاً والوامِقُ الجَبَّارُ أَمْسى الهَلُوعْ! فيا لَهُ مِن زَمَنٍ خادِعٍ وما لَنا يا هِنْدُ إلاَّ الخُضُوعْ! ما يَنْفَعُ السُّخْطُ ولكِنَّني سَخِطْتُ وَيْلي من ألِيمِ الوُقُوعْ! فأَمْعَنَ الدَّهْرُ. وزادَ الكَرى عَنِّي فلم أهْنَأْ بطيب الهُجُوعْ! أَوَّاهِ مِن هَوْلِ نُزُولي إلى.. قاعِي. وأَوَّاهِ لِحُلْوِ الطُّلُوعْ مَكَثْتُ في القاعِ وقد صَدَّني عن الهوى شَيْخُوخَتي الضَّاوِيَهْ! واسْتَنْكَرَ الغِيدُ رُؤى شائِبٍ تَدِبُّ رِجْلاهُ إلى الهاوِيَهْ! يَهْرِفُ بالحُسْنِ. وقَدْ هَالَهُ منه عُزُوفٌ يُؤْثِرُ العافِيهْ! يَحْلَمُ بالأَمْس.. أَلَمْ يَنْتَهِكْ في أَمْسِهِ الأفْئِدَة الباكِيَهْ؟! فكيف يَرْجُو اليَوْمَ مِنْه النَّدى؟! وكيف يَرْجُو الدَّمْعَةَ الآسِيَهْ؟! كَلاَّ. فما أَجْدَرَهُ بالْقِلى.. والصَّدِّ.. بل بالضَّرْبَةِ القاضِيَهْ! وأَذْعَنَ الشَّيْخُ لأَقْدارِهِ مُسْتَسْلِماً لِلْحِكْمَةِ الهادِيهْ! رَدَّتْهُ لِلرُّشْدِ الذي خانَهُ بالأَمْسِ. في أَيَّامِهِ الخالِيَهْ! الشَّاعِرُ الموهوب أَصْفى فَما يَشْدو رِضاً.. واسْتَقْصَتِ العَافِيَهْ! وانْفَضَّ عنه الحُسْنُ لا مُلْهِماً قصائِداً.. حانِيَةً.. ضارِيَهْ! رَأَيْتُهُ مُسْتَعْبِراً نادِماً في قاعِهِ.. من الظُّلْمَةِ الداجيهْ! فَقُلْتُ يالَ النَّاسِ من غايَةٍ كهذِهِ.. ناضِرةٍ.. ذاوِيَهْ! يَسْتَعْصِمُ الغَيْبُ بِأَسْتارِهِ فما نَرى أَسْرارَهُ الخافِيهْ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة ويختلف الحبان
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,140 مشاهدة أشعريني بأنَّ يوْمَكِ كالأمْسِ حناناً ورِقَّةً وفُتونا! إنَّني لا أطيقُ مِنْكِ ازْوِراراً إنَّه يُورِثُ الضَّنى والجُنونا! ما أُحَيْلى الأيَّامَ تلك وأَشْجاها فقد شَيَّدَتْ لحُبِّي حُصُونا! ما أُبالي لا بالحُطامِ ولا المَجْدِ وأَرْضى قَيدي وأَرْضى الشُّجُونا! إن حُرِّيتي لَتَشْرُفُ بالرِّقِّ يَراعاً ومَمْطَراً مَكْنُونا..! هو يُفْضي إليَّ جَهْراً وهَمْساً بالذي يُذْهِلُ العُقُولَ ويَشْفِي! بالَّذي يَرْفَعُ الضَّميرَ إلى الأَوْج ويبدي لها الذي كان يخفي..! ما يَرى منه كُلُّ قَلْبٍ حَفِيٍّ أَوْ مِن جَلالِه كُلُّ طَرْفِ! ما تَخيّرْتُ دُونَ القِمَمَ الشُّمَّ وأَخْتارُهُ بِدَيْجور كَهْفِ! إنَّ بَعْضَ الدَّيْجُورِ نُورٌ يُغَشِّيكَ بِمَرْأىّ يَجِلُّ عن كَلِّ وَصْفِ! ولقد بانَ ساطِعاً فَتَخَشَّعتْ فَسَفْحي غَدا رفيِعاً كسقفِ! يا سمائي التي أَنَرْتِ سِبيلي إجْعَلي النور صاحبي ودليلي! واجْعَليه إذا سَرَيْتَ نَجِيِّيَ واجْعَليه إذا لَغِبْتُ خليلي! هو نُورٌ كأنَّه المُزْنُ يَرْوي ظَمَأِي في السُّرى ويَشْفي غَليلي! وهو الرَّوْض بالثِّمارِ وبالزَّهْرِ غِذاءٌ ونَشْوَةٌ لِلْعَليلِ..! وهو سِفْرٌ مُجَلَّلٌ بالتَّرانِيمِ أَراهُ في بُكْرَتي وأَصِيلي! يا فَتاتي لقد جَنَحْتُ إلى الحُسْ نِ وَضيئاً يَنْأى عن الأَوْهاقِ! كنْتُ فيه أَسْعى إلى الجَسَدِ البالي. وأَصْبُو لِضَمَّةٍ وعناقِ! كان فيه الفِراقُ يَدْعو إلى الذُّلِّ مَهِيضاً.. مُتَيَّماً بالتَّلاقي! لَيْس إلاَّ العُتُوٌّ فيه ذلك الحُسْنِ فَمرْحىً لِعِزَّتي وانْعِتاقي! ولَشَتَّانَ بَيْن حُسْنٍ يُواليكَ طَهُوراً. وبَيْن حُسنٍ عَصُوفِ! ذاك يَحْنو عليك غَيْرَ مُدِلٍّ ويُفَدِّيكَ بالرَّؤى والطُّيُوفِ! مُلْهِمٌ. فاليراعُ منه نَدِيٌّ.. بِمعانٍ تَزَيَّنَتْ بالحُروفِ! وعذارى من الطَّرائِفِ تَشْفِي عاشِقَ الفَنِّ مِن بلاءِ الصُّرٌوفِ! هي مَجْدٌ مَؤَثَلٌ لِمُعَنَّى.. بِهَواها – مُغامِرٍ مَشْغُوفِ! ما يُبالي إذا احْتَوتْهُ وناجَتْهُ بآياتِها بِوَشْكِ الحُتُوفِ! والمُدِلُّ القصُوفُ تَسْطَعُ حيناً ثم يَخْفو ويَنْتَهي بالمِحاقِ! كم تَعالى به الفُتُونُ فأشْجى ثم أَهْوى به إلى الأَنْفاقِ! فإذا بالنَّميرِ منْه سَرابٌ عادَ لغَيِّ لعْنَةَ الأَحداقِ! ظَنَّ أَنْ يَخْلُدَ الفُتُون. فأَشقاهُ غُروبٌ أَطاحَ بالإِشْراقِ! يال هذا العرس الشهي ازدهته فرحة. ثم أفزعت بالطلاقِ! يا حَياةً يُغْرِي اللِّقاءَ بها النَّاسَ وتَطْوِي إغْراءهَا بالفِراقِ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
قصيدة فتاتان
الشاعر: محمد حسن فقي محمد حسن فقي #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,139 مشاهدة عداكِ الأسى. إنَّي لَمْحْتَرِقِ الحشا ومازِلْتُ أَشْدو في هواكِ وأَطرَبُ! وما زِلتِ عندي فِتْنَةً عَبْقَرِيَّةً لها كلَّ حينِ في حَنايايَ مَأُرَبُ! وما زِلْتُ أَصْبُو للْهيام مضى بِنا نَشاوى. فما نَشْكو ولا نَتَعذَّبُ! حياة تناءَتْ واسْتَقَرَّتِ بِحُفْرَةٍ مُفَزَّعةٍ.. نِيرانُها تَتَلهَّبُ.. فأَمَّا أنا.. فالصَّرْمُ كانَ فَجِيعةً مُزَلْزِلَةٍ يَطْوِي بِها اللَّيْثَ أَرْنَبُ! وأمَّا التي أَشْقَتْ فَظَلَّتْ سعيدةً بِشِقْوةِ قَلْبِ.. وهي تَلْهو وتَلْعَبُ..! عَجِبْتُ لها كانَتْ تَذُوبُ صبابَةً وتَشْدو بَحُبُّ مُشْرِقٍ غَيْرِ مُغُرِبِ! أكانَ لديها الحُبُّ زَيْفاً وخُدْعَةً؟! وكانتْ لَعُوباً تَسْتَهِيمُ فَتكْذِبُ؟! لها الوَيْلُ أدْمَتْ. واسْتَحَلَّتْ. وغادَرتْ وفي القَلْبِ منها جَذْوةُ تَتَلهَّبُ ولو كنتْ ذا ذَنْبٍ لَهَانتْ. بَلِيَّتي عليَّ. ولكن أكُنْ قَطُّ أُذْنِبُ! أيا حُبُّ مالي عَنْكَ في الأّمْسِ مَهْرَبُ ويا حُبُّ مالي عَنْكَ في اليَوْم مَهْرَبُ! كِلا اثْنَيَهْما كانا شجُوناَ عَصُوفةً عَلَيَّ. وما أجْدى عَلَيَّ الَتَّنكبُ! تَجَلَّدْتُ أَطْوي الحُبَّ عن كل شامِتٍ فَهَلْ سوف يُجْدِ يني ويُخْفي التّنَقُّبُ؟! وقالت فتاةٌ ذاتُ حُسْنٍ وعِفَّةٍ وزانَهُما مِن بعيد ذاكِ التَّحجُّبُ! عَرَفْتُ التي تهْوى. وكَانَتْ تَبَطُّراً وكِبْراً ومَكْراً.. فهي ذِئْبٌ وثَعْلَبُ! أَضَلّتْ كثِيراً. فاسْتَبَدَّتْ ودَمَّرَتْ وما كان يَثْنيها عن الغَيَّ مَعْطَبُ! فَقُلْتُ لها يا هذِهِ رُبُّ كَوْكَبٍ وَضِيءٍ طَواهُ بَعْد ذِلِك غَيْهَبُ! فَلَمْ يَلق قَلْباً مُشْفِقاَ. فَهْوَ قَسْوَةٌ ولم يَلْق قَلْباً ثابتاً.. فَهْوَ قُلَّبُ! ويا رُبُّ حُسْنٍ مُخْصِبٍ. وثِمارُهُ وأَزْهارُهُ سُمٌّ سَقَتْناهُ عَقْرَبُ! إذا كُنْتِ تُغْوينَ الُّسراةَ إذا رَنَوْا إِلَيْكِ لِيَسْتَهْدوا. فما أَنْتِ كَوْكبُ! فقالتْ دَعي عَنكِ الهُراءَ فإِنَّني بِمَمْلَكتِي هذى أَتِيهُ وأَعْجَبُ..! وقد يَسْتَوي عِنْدي المُدِلُّ بِنَفْسِه بِراعٍ حَقيِرٍ. كلُّ دُنْياهُ سَبْسَبُ! أُذِيقُهُما سوءَ العَذابِ فَناشِجٌ ومُبْتَسِمٌ مما يُلاِقِي.. ومُغْضَبُ! يقودُ لَدَيَّ المِخْلَبُ الصَّانِعُ الرَّدى فما هو فَتَاكٌ. ولا هو مِخْلَبُ! ولكِنَّه العُصْفُورُ يُدْمِيهِ صَقْرُهُ فَمأْكَلُهُ مِنْه الهَنِىءُ.. ومَشْرَبُ! وما الحُسْن إلاَّ سَطْوَةٌ وتَنَمُّرٌ وما هُو إلاَّ مَغْنَمٌ وَتَكَسُّبُ.! فللعاشِقِ المُرْتاعِ يَوْمٌ مُرَفَّهٌ ولِلْوَاغِلِ المَفْتُونِ يَوْمٌ عَصَبْصَبُ! رَبِيعي رَبيعٌ لا خَرِيفَ وراءَهُ فما أنا أخْشاهُ. ولا أَتَهَيَّبُ! ومَرَّتْ بنا الأيامُ فانْهارَ رُكْنُها وما عادَ يَلْقاها الهوى والتَّشَبُّبُ! وما عادَ يُجْديها الشموخُ مُنَدَّداً عَصُوفاً.. وبَزَّتْها الرَّبابُ وزَينَبُ! بَكَتْ وانْحَنَتْ تَبْكي.. ويا رُبَّ مَدْمَع يَسيلُ فَيَشْفي رَبَّهُ حِين يُسْكَبُ! ومَجَّدْتُ رَبَّي يَوْمها مُتَزَلَّفاً إليه فإنَّي ضاحِكٌ. وهي تنْدُبُ! أأُسطورَةٌ هذى.. وإلاَّ حَقِيقَةٌ؟! وهَلْ أَنا لاهٍ في الهوى.. أَمْ مُجَرَّبُ؟! |
الساعة الآن 11:38 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية