بعضُ المشاعرِ ذنبٌ لا يكفِّرُهُ
إلا التثامُ شفاهٍ منكِ والوَجَنَا
تدَلَّلتْ ثمَّ قالتْ لنْ أكفِّرَهُ
وكيفَ أمنعُ حِبَّاً مَا أراهُ جَنَى

يا وِلْدَ جهلٍ للضَّياع رضيعُ
يا نسلَ كِبْرٍ أنتَ أنتَ وضيعُ
أتذمُّ قَوْماً ما بلغتَ رميَّهُمْ
وتردُّ رأيَاً قِيْلَ عنهُ رفيعُ
وتبيعُ ماءً عند زمزمَ تبتغي
ربحاً وهذا في البُيوعِ فظيعُ
الناسُ تعرفُ في الظلامِ طريقَها
وأراكَ في وَضَحِ النهارِ تَضيعُ

ومَشَيْتُ خَلْفَكَ في الهوى
كالشَّمْسِ يَتْبَعُهَا القَمَرْ
لكنْ ركنتَ إلى العِدِا
وأسأتََ قولَكَ والنَّظَرْ
وأطلتَ أسئِلتي وإحْ
رَاجي بمَاذا؟ ما الخَبَرْ!
وبكيتَ حينَ سببتني
كالرّعدِ أعقبهُ المَطَرْ
وصبرتُ صَبْرَ الرَّاسِيّا
تِ على كلامِكَ والهَتَرْ
قدْ كَان عقْلُك خالِيَاً
كالكفِّ ليسَ بها شَعَرْ

أتانِي بليلٍ طارقٌ يطرقُ الجَدَا
على ظهرِ تِرحالٍ لضيفيَ أجْهَدَا
فلمَّا وصَلْتُ الشَّبْكَ شَبْكَ حَظِيرتِي
سمِعْتُ كَلامَاً مِنْ "ثَنِيٍّ" كمَا الحِدَا
على جِذْعِ أثْلٍ قامَ يخْطبُ قومَهُ
بكلِّ بديعٍ من بيانٍ له صَدَى
إذا كانَ ذَبْحِيْ سُنَّةً أوفَريضَةً
بحجٍّ ونَذْرٍ أو مُباحَاً على المَدَى
فإنِّي جَديْرٌ أنْ أكونَ مُعَاوِنَاً
على الجُودِ أربابَ المَكارِمِ والنَّدَى
فَوَدَّعَ أصْحاباً طَوِيْلاً وجاءني
وألقى إليَّ الجِيْدَ والسَّاقَ واليَدَا
بِسِكِّينِ أَهْلِ الجُودِ تَشْقَى حَظِيْرةٌ
وأغنامُ أهلِ البُخْلِ لا تَعرِفُ المُدَى

عبده فايز الزبيدي

أضحى لسانُكَ في بنانِك فاستعذ
من شاشة تفشي بسرِّ بنانِ
ومجالسُ السُّمَّارِ أضحتْ قَفْرةً
من جفوةِ الأصحاب والإخوان
والحرفُ في الشاشاتِ تاهَ مفاخراً
الجيلُ جيلي والزمانُ زماني

إنِّي على تَلِّ الشَّبَاب ومن يصلْ
مثلي هناكَ يرى الدروبَ مشيبا
هذا جواب مُسائلٍ حفيتْ حرو
فُ سؤالهِ خَلفِي تُريدُ مُجِيْبَا
والرمز عندي في الجواب تقيَّةٌ
ومجالُ إبداعٍ أراهُ عَجيبَا

حاولتُ ترتيبَ المشاعرِ جاهداً
‏لكنِّها تأبى على الترتيبِ
‏فوضى المشاعرِ مثلُ حالِ قصائدي
‏جَحَدَا لأجلكِ مَسْلَكِ التَّهذيبِ

لوْ كانَ هذا الماءُ رمزا لم أجدْ
شرحاً لرمزِ الماءِ كالأشجارِ
فاللفظُ فردٌ والمعاني أمَّةٌ
في الماءِ آلافٌ من الأسرارِ

سعدت باطلالتكم جميعا
ودمتم في احسن حال
http://www.karom.net/vb/../up/uploads/132809046912.gif