رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 

والسهم يقتل مجبورا على القتل
إنَّ الفريسةَ والصَّيادُ يتْبَعُها


في لَهْوِهِ بسهامِ الموتِ والنَّبْلِ
لمْ تلعنِ السَّهمَ حينَ النَّصل مزَّقَه


فالسَّهمُ يَقتلُ مَجبُوراً على القَتْلِ
عبده فايز الزبيدي

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 

سُكَارَى

https://poetsgate.com/img/divider_1.png
لا تَسْألِ المَاءَ مِنْ طُهْرٍ عَنِ الصَّخَبِ


فَالذَّنْبُ في سُكْرِ قَوْمٍ لابْنَةِ العِنَبِ
نَادَوا كُؤُوْسَ الطِّلَى في غَيْبِ خَلْوَتِهِمْ


فَنَادَمُوا الإِثْمَ واشْتَمُّوا شَذَى الحَبَبِ
وَآذَنُوا العَقْلَ أَنَّ الغَيَّ غَايَتُهُمْ


فَفَارَقَ القَوْمَ نُوْرُ العَقْلِ في عَجَبِ
بَاعُوْا بِخَمْرَةِ طَيْشٍ هَدْيَ عَقْلِهِمُ


والعَقْلُ أَغْلَى مِنَ الأَلمَاسِ والذَّهَبِ
مَاتُوْا عَنِ الشُّغْلِ والَأوْهَامُ تُشْغِلُهُمْ


لَمَّا جَرَتْ خَمْرَةٌ في عِرْقِ مُطَّرِبِ
خَرُّوْا سُكَارَى وَقَدْ شُلَّتْ مَفَاصِلُهُمْ


وَأَصْلَبُ القَوْمِ لا يَقْوَى عَلَى طَلَبِ
فَلا الشَّمَالَ شَمَالٌ عِندَ شَارِبِهِمْ


ولا الجَنُوْبَ جَنُوْبٌ عِنْدَ مُضْطَرِبِ
تَرَاهُ مُبْتَسِمَاً في غَيرِ مَا عَجَبٍ


يَهْذِي طَوِيْلَاً وَقَدْ يَبْكِي بِلَا سَبَبِ
يَمْشُوْنَ مَشْيَ سَجِيْنٍ في سَلَاسِلِهِ


مَشْيَ التَّتَايُعِ في قَيْدٍ مِنَ الحُجُبِ
يَحْبُوْنَ شِيْبَاً وشُبَّانَاً لِسَكْرَتِهِمْ


كَالطِّفْلِ يَحْبُوْ عَلَى الكَفَّيْنِ والرُّكَبِ
إِلَى سَرَابٍ سُرُوْرٍ سَارَ سَيْرُهُمْ


بِئْسَ المَطَايَا الَّتِي تَجْرِي إِلى اللَّغَبِ
زُوْرَاً يَقُوْلُوْنَ عَنْ خَمْرٍ وَشَارِبِهَا:


مَشْرُوْبُ رُوْحٍ لِأَرْوَاحٍ مِنَ النُّخَبِ
تَسْطُوْ عَلَى الدِّيْنِ والَأمْوَالِ تَنْهَبُهَا


وتُهْدِرُ الوَقْتَ في الأَوْزَارِ وَ الوَصَبِ

عبده فايز الزبيدي

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 

مالي وللشعر؟
ماليْ وللشِّعْرِ لا يُبْقي على ذاتِي


قدْ صادر َالشِّعرُ مِنِّي كلَّ حالاتِي
أُخْفي الغرامَ وبَيْتُ الشِّعرِ يُظهرُهُ


فالشِّعرُ أضْحى لروحيْ مِثلَ مِرآةِ
أرضى وأغضبُ والأشْعارُ تَرمُقُني


والشِّعرُ يَصدُقُ في رَصْدِ انْفِعالاتِي
أُمْلي عليهِ حياتيْ ثُمَّ يكتُبُني


ففي القصائدِ مَخْطُوْطَاتُ أَوقاتِي
جَمْعي تَراهُ بِصَدرِ البيتِ مُجْتَمِعاً


وقدْ تُلاقي قُبَيْلَ الضَّرْبِ أشْتاتِي
فالشِّعْرُ أشغلَ فكْريْ في عجائبهِ


قدِ استباحَ بمَكْرٍ منهُ ساعاتي
لِذَا تَراني بدِيوانيْ الذي طَبَعَتْ


مطابعُ النَّشْرِ، فيهِ بَوحُ ناياتِي
كَمِتْحَفِ الشَّمْعِ شِعْرِيْ قامَ يَعْرِضُنِي


كأنَّنِي مَاثِلٌ في كُلِّ أبْياتِي
عبده فايز الزبيدي

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 

ذات موصدة
أحرجتَ ذاتاً في قميصِكَ مُجهدَةْ


وسللتَ أسئلةً قُبَيْلكَ مُغمدَةْ
قَلَّلْتَ من شأنٍ لذاتكَ مُجْحِفاً


لوْ قد فَطنتَ رأيتَ ثَمَّ زمردَةْ
للنّورِ أعمدةٌ يُشقُّ بها الدُّجَى


وكذاك لليلِ المُغّيِِّبِ أعمدَةْ
والعُجْبُ صومعةٌ يَضلُّ بها الفتى


والكِبْرُ حادٍ مَنْ حدا بهِ أَبْعدَهْ
وسَريتَ في ليلٍ يُلَمْلِمُ ظُلمةً


فأتى الصباحُ على الظلامِ وبَدَّدَهْ
ورأيتَ آثاراً لسَيرِكَ في الدُّجى


فبدتَ خُطاكَ على الطريقِ مُعربدَةْ
وجَحدتَ خارطةَ الوصولِ لغايةٍ


وهجرتَ درباً للإيابِ مُعَبَّدَةْ
وصنعتَ رأياً مِنْ عِنادِكَ مَرَّةً


فمضيت في تيه وكبرك أبده
كلُّ الجِهاتِ إلى جِهاتكَ وُجْهَةٌ


لكنَّ ذاتَكَ في الحقيقةِ مُوصدَةْ
عبده فايز الزبيدي

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 

مارس حياتك لا تكن متكلفا
‏مارسْ حَيَاتَكَ لا تَكُنْ مُتَكَلِّفَاً


إنّ التَّكلُفَ قائدٌ لِلْحَيْرَةِ
أظْهِرْ ثِقافَتَكَ الّتِي أُورِثْتَها


مِنْ والدَيكَ ومِنْ رِفاقٍ خَيْرَةِ
واحذرْ تُقارِنْ بينَ نَفسِكَ والوَرَى


فَهُوَ السَّبيلُ إلى جَحِيمِ الغَيْرَةِ
عبده فايز الزبيدي

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 

عَقِيْقَةْ
مَجَازُكَ جَاءَ مِنْ رَحِمِ الحَقِيْقَةْ


لِذَاكَ عَلَيْكَ يا شِعْرِيْ عَقِيْقَةْ
تُكَثِّفُ ما تُكَثِّفُ في القَوافِي


لِتَهْطِلَ والتَّخَيُّلُ كالحَدِيْقَةْ
تُوَلِّدُ كُلَّ بِكْرِ الفِكْرِ شِعْرَاً


وتَبْعُثُ فِيَّ مَوْؤُوْدَ السَّلِيْقَةَ
تُعَضِّلُ في المَجَازِ على جَرِيءٍ


رَأَى الإبْداعَ في وَعْرِ الطَّرِيْقَةْ
يُحَرِّضُ لَفْظُكَ الأَسْمَى فُهُوْمَاً


وتُظْمِئُهُمْ مَعانِيْكَ الدَّقِيْقَةْ
وتُرْسِلُ دَلْوَ إِدْلاءٍ بِرَأيٍ


لِتَسْبُرَ غَوْرَ أَخْيِلَةٍ سَحِيْقَةْ
تُحابي سُؤْلَ نُقَّادٍ خَوَاصٍ


ولا تَنسى مُدَارَاةً لِسُوْقَةْ
تُقَدِّمُ دُرَّ عَقْلِكَ في قَوَاٍف


قَوَاٍف مِثْلِ مَا العُلَبُ الأَنِيْقَةْ
مَعَاٍن مِنْ حَيَاةِ العَصْرِ تُهْدِيْ


بِألفاظٍ مِنَ العُصُرِ العَتِيْقَةْ
عبده فايز الزبيدي

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 

إنِّيْ وإنْ كُنْتَ كُلِّيْ
إنِّيْ وإنْ كُنْتَ كُلِّيْ


فإنَّ كُلّيَ بَعضُك
والظَّنُّ مِنكَ يَقِينيْ


كمَا يَقِيْنيَ ظَنُّكْ
يا هاجِريْ دُونَ ذنبٍ


ذنبيْ بأنِّيْ أحِبُّكْ
فاظلمْ فُؤادَ مُحِبٍّ


يقولُ: ظُلمُكَ عَدْلُكْ
وامضِ كمَا شِئْتَ بُعداً


فإنَّ رُوحِيْ تَدُلُّكْ
وحيثُ ولَّيْتَ عنِّي


فإنَّ وجهيَ وجْهُكْ
وعُدتَ منْ بعدِ هَجْريْ


تقولُ ليْ: الذَّنبُ ذنبُكْ
أضْنَيْتَ في الحُبِّ قلبي


فليتَ قلبيَ قلبُكْ
عبده فايز الزبيدي

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 

الفَنْقَلَة
هُوَ لَنْ يظلَّ مُحاصراً بالأسئلةْ


كيما يجيب مدافعاً عنْ مسألةْ
سَيزيلُ تدليسَ السؤالِ ذكاؤهُ


ويُعيدُ تشكيلَ الإجابةِ أسئلةْ
قَطَفَ السؤالَ وراحَ يزرعُ رَدَّهُ


فهُوَ الخبيرُ بسرِّ حَقْلِ الفَنْقَلَةْ *
ولسوفَ يفتِلُ حبلَ بئرِ تشككًّ


حتَّى يُدَلِّيَ خَصمَهُ في مُعضِلَةْ
الجابِذُونَ رِشاءَ سرِّ طَوِيَّةٍ


مَلأوا الجِرارَ بِفِريَةٍ وبِبَلبَلَةْ
عادُوا إلى شَفَةِ المَدَائِنِ يَأفِكُوْ


نَ وفي المَدَائِنِ مَنْ يُجِيْدَ الصَّلصَلَةْ
وَهُناكَ مُعْضِلَةٌ يُجِيْدُ جَوابَها


ومِنَ المُفِيدِ بأنْ تَظَلَّ مُؤَجَّلَةْ
جَلَسَ الكلامُ على أرِيْكةِ صَمتِهِ


والرَّدُّ أقربُ مِنْ مَسافةِ أُنْمُلَةْ
أهْدى المُحاورَ تَمْرَ نخْلِ مشاعرٍ


سكتَ المُنافسُ ثُمَّ رَدَّ بِحَنْظَلَةْ
عبده فايز الزبيدي

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 

الكلام يشوق

https://poetsgate.com/img/divider_1.png
إنَّ الكلامَ عنِ الحَبيبِ يَشُوقُ


قلبَاً تَعلَّقَ والفُوأَدُ عَلوقُ
خُلُقُ التَّصَبُّرِ دُونَ لَوعَةِ عاشِقٍ


وأراهُ بالصَّبِ الحَسِيْبِ يَلِيقُ
كمْ فَاِتٍن أَوْدَى بِأربَابِ الحِجَا


والحُبُّ صَعْبٌ لا أراكَ تُطِيْقُ
فهُناكَ مَأمُورٌ ويأمرُ غيرَهُ


مِثلُ الرِّياحِ مَسُوقَةٌ وتَسُوقُ
وهُناكَ مَعنىً في القصائدِ أمْرَدٌ


وهناكَ معنىً شاخَ وهْوَ سَحِيْقُ
والشِّعْرُ بَاحَاتٌ يُقامُ لِمَاجِدٍ


فيها احْتِفَاءٌ والوفاءُ حُقُوقُ
لا زالَ مَظْهَرُهُ أَنِيْقَاً طَاهِرَاً


وحَشَا حَشَاهُ العِلْمُ فَهْوَ أنِيْقُ
وتَرَاهُ مَألُوْفَاً ويَألَفُ غَيْرَهُ


يَحيَى* لكلِّ الصَّادِقِيْنَ صَدِيْقُ
مَأمُونُ سرٍّ لا يُذِيعُ ودِيْعَةً


وهُوَ الرَّفِيْقُ أذا أَلَّحَ طَرِيقُ
مُتَخَفِّيَاً يأْبَى الظُّهورَ وعِلْمُهُ


بَادٍ وفكْرُ الحَرفِ منهُ شُرُوقُ
ويَمْدُّنا سِرَّاً بكلِّ مُفِيْدَةٍ


كالنَّبْتِ سِرَّاً كمْ غَذَتْهُ عُرُوْقُ
شَتَانَ يَحيى* إنْ أتَيْتَ مُقارِناً


وسِواهُ، يا هذا عَلاكَ عُقوقُ
والنَّهْرُ يُظلَمُ حِيْنَ يُجْعَلُ نِدَّهُ


مِقْدارُ ما قَدْ يَحْمِلُ الإِبْرِيْقُ

عبده فايز الزبيدي

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 

تَبْعِيْضٌ

https://poetsgate.com/img/divider_1.png
ها قدْ رحلتَ إليكَ مِنكَ وحرَّضَكْ


بَعضٌ على بَعضٍ، فبَعضُكَ بَعَّضَكْ
وحَزمْتَ أمتعةَ المشاعرِ مُسرعاً


وفَتاءُ طيْشِكَ بالبدايةِ أقْرَضَكْ
ومضيتَ تطوي الدَّربَ نَحْوَ نِهايةٍ


لمسافةٍ كَبُرَتْ وسيرُكَ أرْمَضَكْ
وصنعتَ في أُفقٍ شموسَ نصيحةٍ


يا ليتَهُ عندَ التَّساؤل محَّضَكْ
وحَداكَ حُلْمٌ والقوافلُ هِمَّةٌ


وتبِعْتَ رأيَاً للمخاطرِ عَرَّضَكْ
ومضيتَ نحوَ الأَيْنَ أيْنُكَ ما ترى


وأبى عليكَ السَّهْلَ أيْنُكَ رَوَّضَكْ
في مِثْلِ دائرةٍ وقُطْبُكَ قُطْبُها


تسعى إلى لا شيءَ تِيْهُكَ أمْرَضَكْ
ومُراهقٍ قدْ كانَ فيكَ مُشاغِبَاً


ثُمِّ استوى كَهْلَاً فتابَ وأبغَضَكْ
قدْ كانَ شِعرُكَ في سَوادِكَ مُغرَمَاً


وهَجاكَ سِرَّاً حينَ أبْصَرَ أبْيَضَكْ
ثُمَّ اتْكَأْتَ على مَشُوَرَةِ عاذِلٍ


لكنَّهُ عنْ غَيرِ قَصْدٍ أنْهَضَكْ
وَأتاكَ نورٌ لا يُشابُ ضِياؤهُ


فحَنَى عليكَ وبالتَّفاؤلِ مَضْمَضَكْ

عبده فايز الزبيدي