منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   بـوح الـقـصيد للشعراء الأعضاء (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=7)
-   -   ديوان قصائد لشعراء المملكة العربية السعودية (متجدد)☘️☘️ (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=58640)

ريحانة شمران 06-19-2024 04:40 AM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » ابتهل

ابتهلْ، فالسَّماءُ تفتَحُ باب
ومضيقُ الأسى يَصير رحابا
ابتهلْ صادقاً، تَرَ النورَ يَهمي
وترى ما طلبتَه مُستجابا
أنتَ لا تسألُ العبادَ، ولكنْ
تسألُ الله رازقاً وهَّابا
تسألُ اللهَ قادراً، حين يقضي
بقضاءٍ يطوِّع الأَسبابا
لا تَخَفْ سَطْوَةَ البُغَاةِ، إِذا م
أشعلوا النارَ فتنةً واضطرابا
جَبَروتُ العبادِ ضَعْفٌ، وإل
فلماذا لا يَغلبونَ ذُبابا؟!
ولماذا لا يدفعون المناي
حين تأتي، ويكشفون الحجابا؟!
ولماذا لا يصمُدون، إذا م
حرَّك البحرُ موجَه الصَّخَّابا؟!
أيُّها الشاعر الذي بات يَبكي
ما لعينيكَ تُخْجِلانِ السَّحابا؟!
كَفْكِفِ الدَّمعَ، واطرد اليأسَ حتى
لا ترى منه أسْهُماً ورِهَابا
كيْفَ تهفو إلى القشور، وعهدي
بك لا تَستطيب إلاَّ اللُّبابا؟
أيُّها السائلُ الحبيبُ، تمهَّلْ
قبل أنْ تُلْبِسَ السُّؤالَ العتابا
آهِ، لو أنَّ ما بقلبي تجلَّى
لك حِسَّاً ولوعةً واكتئابا
لو تأمَّلْتَ ما حَوَى الصَّدْرُ مني
لرأتْ مقلتاكَ قلباً مُذَابا
ورأيتَ الذي يقوم بعذري
في زمانٍ يفرِّق الأَحبابا
آهِ من أمتي، أَلَسْتَ تراه
صَيَّرَتْ قصرَها المُنيفَ خرابا
تتضاغى السِّباعُ حَوْلَ حِمَاه
وهي تبكي لأنَّ قيساً تصابى
ولأنَّ الغرامَ أصبح نار
بين أضلاعه تزيد الْتهابا
لم تزلْ أمتي، ترى السيفَ غمد
وترى جَيْئَةَ العدوِّ ذَهَابا
وترى أَنْجُمَ السّماءِ ثقوب
وترى حُمْرَةَ الأصيلِ خضابا
لم تزلْ ترقب الضَّيَاعَ بعين
وبأخرى تراقب السِّردابا
جَلَّ قَدْرُ المهديِّ عن حالِ قومٍ
جعلوا الشَّتْمَ ذكرَهم والسِّبابا
لم تزل أمتي تجِّهز جيش
.عربياً يُغلِّق الأَبوابا
وتلاقي أعداءَها وهي حَيْرَى
حَسِبَتْهم من جهلها أصحابا
جهزَتْ مِزْهَراً وناياً وبُوق
لتُلاقي سيوفَهم والحِرابا
طائراتُ العِدَا تَسُدُّ فضاءً
وأساطيلُهم تشقُّ العُبابا
وهي في شاطئ التردُّد ترنو
.بعيونٍ لا ترفَع الأَهدابا
حمل المعتدي إليها المناي
والرزايا وسنَّ ظُفْراً ونابا
رَجموها بكلِّ دعوى، فلمَّ
خضعتْ، صدَّروا لها الإِرهابا
وهي تستعطف الذين رموه
كرعاةٍ يستعطفون الذِّئابا
أيُّها السائل المعاتب، مهل
فوجوه الأحداثِ تبدو غِضَابا
لا تَلُمْني إذا رأيتَ القوافي
لابساتٍ من الأسى أَثوابا
أين قومي؟ تلفَّتَ المجدُ يوم
فرآهم يقدِّسون القِبَابا
ورآهم يصافحون عدوَّ
لم يزلْ يشرب الدِّماءَ شرابا
لا تسلني عنهم، فَرُبَّ سؤالٍ
حار في شأنه الحليمُ جوابا
ما رمانا وراءَ ظهر المعالي
غيرُ قومٍ يُطاردون السَّرابا
قوَّضوا خيمة الإِباءِ، وباعو
للأعادي الأَوتادَ والأَطنابا
آهِ يا أمَّةَ الإِباءِ رماني
منكِ سَهْمٌ ما اهتزَّ حتى أَصابا
أنا يا أمتي أحبكِ حُبَّ
لو تأمَّلْتِه، رأيتِ عُجابا
كم سؤالٍ مُعاتبٍ فيكِ، لمَّ
كشفت وجهَه الصَّبابةُ غابا
آهِ يا أمتي، لديكِ كتابٌ
فلماذا تخالفينَ الكتابا؟
ولماذا لا تَتْبَعين رسول
مَلأَ الأرضَ حكمةً وصوابا؟
آهِ يا أمتي، لديكِ صيامٌ
.وصلاةٌ تبدِّد الأَتعابا
منبع الطُّهْر في رحابِك يجري
فلماذا لا تغسلين الثِّيابا؟!
أيُّها الشاعر الحزينُ، ترفَّقْ
بقوافيكَ، لا تَزدْها اغترابا
كم صوابٍ في ظَنِّنا، لو رجعن
للموازين، ما رأينا صَوابا
لو نظرنا لحكمةِ الدَّفْنِ فين
.ما ذَمَمْنَا من الطيور الغُرابا
عَلَّم الناسَ كيف تَحفر قبر
وعلى لحده تُهِيلُ التُّرابا
تُحْسِنُ الرَّكْضَ كلُّ خيلٍ، ولكنْ
.لا تُباري المهجَّناتُ العِرابا
أيها الشاعر المغرِّد، زِدْن
من قوافيكَ ما يَعِزُّ خطابا
في ضمير الدُّجى، إذا الليلُ أَرْخى
سِتْرَه، وجِّه الدعاءَ احتسابا
مُدَّ كفَّاً إلى السماءِ، تَجدْه
أخصبتْ من عطائِه إِخصابا
ابتهلْ، يقتربْ إليكَ بعيدٌ
لم تكنْ قبله تظنُّ اقترابا
سترى أنَّكَ الأَجَلُّ مكان
.وترى أنَّك الأَعزُّ جنابا
علِّمِ الكونَ كلَّه، أنَّ سَهْم
من دعاءٍ يَصُدُّ عنكَ العذابا
في سهامِ الدُّعاءِ، والليلُ دَاجٍ
قُوَّة، تجعل التَّقيَّ مُهابا

ريحانة شمران 06-19-2024 04:40 AM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » أنا وريشتي

طلبتُ من ريشتي أنْ ترسم القمر
فأبدعتْ وقضتْ من حاجتي وَطَرا
طمعتُ فيها، فقلت: النَّجمُ يُعجبني
فصوَّرتْ ريشتي من حُسْنِه صُوَرا
فزاد مما أرى في ريشتي طمعي
والمرءُ يَطْمَعُ فيما حُسْنُه ظَهَرا
فقلت: هيَّا ارسمي روضاً ورابيةً
خضراءَ تُعْجبُ في تنسيقها النَّظَرا
وأبدعي صورةً للنَّخل باسقةً
وصوِّري النَّبْعَ والأزهارَ والشَّجرا
وصوِّري سُحُباً في الجوِّ سابحةً
وصوِّري البرقَ فيها وارسمي المَطَرا
فأبدعتْ ريشتي في كلِّ ما رسَمَتْ
حتى رأيت لها في خاطري أَثَرا
طَمِعْتُ في ريشتي، قلت: ارسمي حُلُم
فصوَّرتْ صورةً، عقلي بها انبهَرا
قلت: ارسمي وَمْضَةَ الإحساس فانطلقتْ
تصوِّر البَرْقَ لمَّا يَخْطَفُ البَصَرا
قلتُ: ارسمي لَوْعَةَ المشتاق، لَهْفَتَهُ
حنينَهُ، دَمْعَهُ الرَّقْراقَ حين جَرَى
وصوِّري ليلَه ما زالَ يُرْهِقُه
طولاً، وَيُسْكِنُ في أهدابه السَّهَرا
وصوِّري فَرَحَ المشتاقِ حين يَرَى
وجهَ الحبيبِ وينسى الهمَّ والكَدَرا
ولم تَزَلْ ريشتي في كلِّ ما رسمَتْ
تُبدي لعينيْ من الإبداعِ ما استترا
وزادَ من طمعي فيها تَأَلُّقُه
فَرُحْتُ أطلبُ بالإسهابِ ما اختُصِرا
يا ريشتي، أنتِ في الإبداعِ رائدةٌ
كبَّرْتِ من لَمحَاتِ الفَنِّ ما صَغُرا
هيَّا ارسمي وَجْهَ مَنْ أهوى وبسمتَه
وناظرَيْنِ، إذا ما صُوِّبا سَحَرا
توقَّفَتْ ريشتي طال الوجومُ به
حتى تخيَّلْتُ رأسَ الرِّيشةِ انكسرا
ماذا دهى ريشتي، ما بالُها وَجَمَتْ
ما بالُ إبداعها في رسمها انحسرا؟!
قالت: أتطلبُ مني رسمَ فاتنةٍ
لو أبصر الفجر عينيها لما انتشرا
ولو رأى الزَّهْرُ في الواحاتِ بَسْمَتَه
لَمَا حَبَانا الشَّذا يوماً ولا ازدهَرا
ولو رآها نسيمُ الفجر حاضرةً
على ضِفافِ الرَّبيعِ الطَّلْقِ ما حَضَرا
هنا، رأيتُ يَدَ الإبداعِ راجفةً
كأنَّ ريشتَهُ قد أصبحتْ حَجَرا
فقلتُ: سبحانَ من صاغَ الجمالَ لن
حتى ظننَّا بأنَّا لا نرى بَشَرا

ريحانة شمران 06-19-2024 04:41 AM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » تلاميذ النبوة

دعوا عنكم صحابتنا الكرام
فكلٌ في مراتبه تسامى
وكلٌ عظّم الإسلام حتى
عرفناهم عمالقة عظاما
وكلٌ نال في الأمجاد سهم
فما أسمى وما أغلى السِّهما
نجوماً بعد خير الناس كانو
وما زالوا, يُزيحون الظَّّلاما
تلاميذ النبوة, خير صحبٍ
لمن كانت نبَّوته ختاما
رأتهم صافنات المجد جُند
وقد نصبوا من النَّقع الخياما
فردّدت الصهيل لهم تحاي
وألقت في أكفّهم الزِّماما
مُهاجِرهم, له شرفٌ عظيمٌ
وأنصارّيهم حمل الوساما
رجالٌ سجلوا التاريخ عنهم
بطولاتٍ تبُصّر من تعامى
نجومٌ في السماء فكيف يرقى
إليها من أبى إلا الحطاما ؟
ألا يا من تعلقتم بوهمٍ
وحولتم شريعتنا خصاما
وكوّنتم لكم قاموس شتمٍ
صديد حروفه يؤذي الكراما
وخضتم بالهوى مستنقعاتٍ
من الأحقاد, زادتكم سقاما
دعوا عنكم أبا بكرٍ صَدِيق
وصدّيقاً ومِقداماً هُماما
رفيق المصطفى في الغار, أكرِم
بها من صحبة رفعت مقاما
دعوا الفاروق صرحاً من شموخٍ
أضاء بعدله مصراً وشاما
دعوا عنكم حبيبة مصطفان
ولا تستسهلوا فيها الكلاما
كتاب الله برّأها, فسحق
لكل منافقٍحسر اللّثاما
دعوا قمم الصحابة فهي أعلى
وأنّى يبلغ الخُفُّّ السّناما ؟
ألا يا من شربتم كأس حقدٍ
وأحدثتم عن الصف انقساما
أعوذ بخالقي من سوء فعلٍ
يصوّره ضلالكم التزاما
لآل البيت أرسلت القوافي
تزفُّ لهم فؤاداً مستهاما
منحناهم على الإسلام حب
وقدمنا التحية والسّلاما
لنا من ديننا شمس ضحاه
يفّرق ليلكم مهما ترامى
نفضنا ما أثرتم من غبارٍ
ومن نفضى الغبار رأى الغماما
" عليٌّ " رابع الخلفاء, إن
لنمنحه مشاعرنا " احتراما "
نحبك يا أبا السّبطين حب
لو اصطبغ الجماد به لهاما
ولو شمّت روائحه الروابي
لما احتفلت بوردٍ أو خزامى
نحبك ما شعرنا أنّ حب
يعلمنا التناحر والصّداما
بخير الناس فيك قد اقتدين
فما نرضى لعروتنا انفصاما
ولا نرضى الغُلُوّ فقد وضعن
على فمٍ كلِّ إفراطٍ لجاما
ألا يا من رفعتم للتّجنّي
شعاراً يحمل الموت الزُّؤاما
شريعتنا لضوء الشمس, لكن
جعلتم ضوءها فيكم قتاما
نصبتم حب آل البيت جسر
لدعواكم, فضلّلتم أناما
وكيف يحبّهم من لا يراعي
مبادءهم ولا يراعى الذّماما
نقول لكم, وأعيننا تراكم
كما أنتم, سراباً أو جهاما:
بعيدٌ عن شريعتنا, مُكِبٌ
على بدعٍ, وإن صلى وصاما
تكشّفتِ المواقف عن جموعٍ
تُكشّف حول خيبتها الزّحاما
تُعلمنا النوازل حين تأتي
دروساً تُوقِظُ الشهم الهمام
وما الفتن العظام سوى اختبارٍ
يُبيّن من هوى ومن استقاما

ريحانة شمران 06-19-2024 04:41 AM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » نتسامى به

نتسامى به ونعلو مقاما
ونُباري الأَفْلاك والأجراما
نتسامى به بنورٍ مبينٍ
وبترتيل آيه نتسامى
إنه الوحيُ قولُ ربٍ عظيمٍ
أنزل الوحيَ منهجاً ونظاما
هو شمسٌ لا تنثني عن طلوعٍ
وهو فجرٌ لا يعرف الإحجاما
هو كونٌ من الضياء فسيحٌ
من مشى فيه لا يخافُ الظلاما
هو أفقٌ من البلاغةِ رحبٌ
وبيانٌ يحيِّرُ الأفهاما
منهجٌ للحياةِ ديناً ودُنيا
وكمالاً في شرعه وتماما
هو قرآنُنا وسامٌ عظيمٌ
يا لبشرى من يحملون الوساما
يلهثُ الناس في الحياة ويبقى
أهلُ هذا القرآنِ أعلى مقاما
كل ما في الحياة يغدو صغيراً
حين يبقى القرآنُ فينا إماما

ريحانة شمران 06-19-2024 04:42 AM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » في ليل دافوس

في ليل دافوس كنا نبصرُ القمر
وفي طريق المعالي نلمح الأثرا
حكايةٌ بدأت من حرب غزّتن
لما تمادى عدوّ الله فانكسرا
لما رأينا صموداً من أحبتن
سلاح أعداءنا في ناره انصهرا
من ذلك الوقت لاحت في السماء
لنا شمسٌ رأها ظلام الليل فانحصرا
شمسٌ تأمّلها البسفور ساطعةً
فسرّه وجُهها الميمون وانبهرا
في تركيا شدتّ الأمجاد مئزره
وأيّنعت ثمرات الرّوض وازدهرا
ما زال للفاتح المغوار في دمه
نهرٌ أعاد إليها الخصب حين جرى
وما يزال أبو أيّوب شاهدنا أمام
أسوارها لا يكذب الخبرا
حكايةٌ بدأ التاريح يكتبه
في دفتر المجد والإقدام مفتخرا
إني أرى في سماء الحق ألويةً
تعيد من ذكريات المجد ما اندثرا
روحٌ تعود إلى ما كان من ألقٍ
وهمةٍ وإباءٍ يدفع الخطرا
تقول للمعتدي كنّا نهابك من ضعفٍ
لدينا ؟ وأما الآن سوف ترى
يا أوردغان تحيانا معطرةً
أما الدعاء فما استخفى ولا فـتـرى

ريحانة شمران 06-19-2024 04:42 AM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » خوضوا البحار


خُوضوا البحار وعانقوا الأمواج
فلقد أضأتم للوفاء سراجا
ولقد رسمتم للتّضامن لوحةً
عظمى وشيّدتم له الأبراجا
أسعدتم البحر الأجاج فلم يعد
من بعد ما أسعدتموه أجاجا
وأضئتم الليل البهيم بشمسكم
ومنحتموه سراجها الوّهاجا
علمتم الدنيا دروس فضيلةٍ
كسرت عن الأمل الكبير رتاجا
أحرجتم الدول الكبار وإن تكن
ماتت فما تستشعر الإحراجا
يا خير أسطولٍ رأته عيونن
لما رآه البغي هاج وماجا
يا خير أسطولٍ سرى بعزيمةٍ
كبرى ليمنح مُعدِماً محتاجا
ولينبي الدار التي هدمت بل
حقٍ ويحمل للمريض علاجا
ولينّصر المظلوم والمحروم في
عصرٍ تمادى الظلم فيه وراجا
لله دّر المدلجين لغاية
كبرى يهوّن لنيلها الإدلاجا
لما رأوا أن القضية أصبحت
أوراقها لا تبرح الأدراجا
ساروا لفك حصار غزةَ بعدم
ضرب النّظام العالمي سياجا
كسروا جدار الصمت منذ تسنّمو
متن الصعاب وأقبلوا أفواجا
يا أيها المتضامنون وفاؤكم
هزّ البحار وماؤها الثّجاجا
أنتم طليعة أمةٍ لا تنحني
ذُلاً ولا تتنكبُ المنهاجا

ريحانة شمران 06-19-2024 04:43 AM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » حينما يكون البحر شاهداً


يا بحر!! هذه الليلة الليلاءُ
ظلاماؤها لملدّلجين تضاؤء
خاضوا غمارك والظلام يلّفهم
والصاحبان بطولةٌ وفداء
ما أبحروا إلا وفي أرواحهم ألقٌ
تهاوت عنده الظلماء
جاءوا بما يشفي الصدور لأنهم
بالمكرمات وبالتضامن جاؤوا
جاؤوا إلى أكناف مقدسنا التي
في أرضها يتطاول الدخلاء
لما رأوا آلآم غزة ما له
في عُرف تجّار الحروب دواء
رحلوا إليها رحلةً ميمونةً
متضامنين وفي القلوب سخاء
يا بحر !! كم شرفٍ عظيمٍ حزته
لما التقى بعبابك الشرفاء
جاؤك من شرق البلاد وغربه
تتعدد الأجناس والأسماء
رسموا لأسطول التضامن غايةً
كبرى تهون أمامها الأعباء
هي نُصرة المظلوم ساقتهم
فهل يدري الغفاة ويدرك الجبناء
أرأيتهم يا بحر لما أقبلو
في جنح ليل الصبر كيف أضاؤوا
أرأيتهم لما تلاقى عزمهم
وهدير موجك حادياً والماء
صف لي بربك كيف صار إباءهم
ليلاً وصارت رحمةٌ ووفاء
أُسطولهم يا بحر كان رسالةً
للواهمين حروفها بيضاء
أُسطولهم يا بحر أصبح مَعلم
حراً تطير بفضله الأنباء
هو مَعلم الإنصاف في الزمن الذي
لعب الطغاة بأهله وأساؤوا
يا بحر !! أنت الآن راويةُ لم
ستر الظلام وقارف الأعداء
فاسرد حكاية ما جرى وارفع
بها صوتاً لتسمعَ صوتكَ الأرجاء
قُلها مقالة صادقٍ واشهد به
فقلوبنا وعقولنا إصغاء
والحق يبقى ظاهراً متألق
في الناس لمّا يصدق الشهداء
لما روى البحر الرواية كله
سطعت أمام العالم الأضواء
سقط القناع عن الوجوه فلم يعد
يخفى العدوُّ وُروحه الهوجاء
هي دولة الإرهاب أهون فعَلةٍ
ممّا جنته جريمةٌ نكراء
هي دولةٌ قانونها إرهابه
ودليلها في حكمها الأهواء
لا بيت أبيضهم يُداري ما جرى
منها ولا الوسطاء والعملاء
يا بحر !! أنت وكائناتك والمدى
بعد المدى والموجة الزرقاء
وجميع حبّات الرمال وما حوى
قاع المياه وما احتواه فضاء
نعم الشهود على العدوِّ وإنه
لشهادةٌ موثوقةٌ بلقاء
حقٌ كساطعة الضحى ما ضرّه
ألا تراه المقلة العمياء

ريحانة شمران 06-19-2024 04:43 AM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » إيقاعات على نيل مصر


هو الحبُّ يربَحُ من يَبْذُلُ
ويخسر في الحبِّ مَنْ يبخَلُ
ويسعد مَنْ بَابُه مشرَعٌ
لأحبابه، كلَّما أقبلوا
ويشقى به كلُّ مَنْ بابُه
أَمام أحبَّتِه مُقْفَلُ
هو الحبُّ يمنحنا راحةً
إلينا نسائمها تُقْبِلُ
يمدُّ إلينا الحبالَ التي
بها كلُّ منقطعٍ يُوصَلُ
ويرقى بأرواحنا طُهْرُه
فتسمو وتعلو ولا تنزِلُ
هو الحبُّ يا مصرُ إيقاعُه
جميلٌ وأنفاسُه أجمَلُ
بعيدُ المدى، مالَه آخرٌ
إذا سكن القلبَ أو أَوَّلُ
هو الصَّقْرُ في جوِّ أشواقنا
وفي روض أحلامنا البُلْبُلُ
هو الليلُ في بُعْدِ أحبابنا
وفي قُرْب أحبابنا المشعَلُ
أتيتكِ يا مصر في مهجتي
حنينٌ، وفي مقلتي جَدْوَلُ
وبين حناياي من حسرتي
على حال امتنا مرجل
أتيت، ترافقني قريتي
عَرَاءُ، بأزهارها تَرْفُلُ
ترفرف فوقي عصافيرها
ويُطربني شَدْوُها المُذْهِلُ
أمامي الحجازُ وأنوارُها
وتاريخها المشرقُ الأَمْثَلُ
وصحراء نجدٍ وواحاتها
وغيث الشموخ الذي يهطلُ
تزفُّ الرياض معي نخلَها
دليلاً على الحبِّ لا يُجْهَلُ
أتيتُكِ قافلتي أحرفي
وشعري حصاني الذي يَصْهَلُ
وليس مجيئي رحيلاً، وهل
إلى بيته ساكنٌ يَرْحَلُ
أيا مصرُ، تاريخنا حافلٌ
ونحن بتاريخنا نَحْفَلُ
ففسُطَاطُ عمروٍ له صورةٌ
حقيقتها فوقَ ما ننقلُ
وللأزهر الصَّرح إشراقةٌ
من الشمس أضواؤها تُصْقَلُ
وفي عين جالوتَ أعجوبةٌ
من النَّصر تُرْوَى ولا تُغْفَلُ
وفي خطِّ بَرْليْفَ ما دونه
جميعُ الأباطيل تُسْتَرْذَلُ
وربِّكِ يا مصرُ لولا أَسَىً
على أمتي نارُه تُشْعَلُ
ولولا جبال الهموم التي
على خافقي لم تَزَلْ تُثْقَلُ
ولولا الحروب وتجَّارُها
وليل جراحاتها الأَلْيَلُ
ولولا سياسات عصرٍ لها
رجالٌ تقول ولا تَفْعَلُ
لا سيقت نيلكِ من فرحتي
رحيقاً، به ماؤُه يُذْهَلُ
أيا مِصْرُ، مازال إيمانُنا
هو النَّبْعَ مِنْ فَيْضِه نَنْهَلُ
أخوَّتُنا لم تَزَلْ جدولاً
به كلُّ أوهامنا تُغْسَلُ
إذا كان للعصرِ ظَلْمَاؤُه
فأقمارُنا فيه لا تَأْفُلُ
وانْ كان للعصرِ بيداؤُه
فَزَمْزَمُنا فيه مسترسِلُ
أخي، في الكنانةِ، في خافقي
مكانُك مهما نَأَى المنزِلُ
أتيت وفي القلب من كعبتي
ربيعٌ ومن زمزمي مَنْهَلُ
وفي طيبةِ المصطفى روضةٌ
بها القلب عن غيرها يُشْغَلُ
ويبقى الفراغ الكبير الذي
بمسجدِ مَقْدِسِنا يكْمَلُ
تَواصُلُنا يا أخي شامخٌ
برغم الفواصلِ لا يُفْصَلُ
يؤلِّفنا منهجٌ واحدٌ
أتانا به المصطفى المُرْسَلُ

ريحانة شمران 06-19-2024 04:44 AM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » وقفة أمام خيام المبعدين

مضى ليلي وأعقبه الصباح
وما رحلت عن القلب الجراح
أرى عصفور أحلامي أمامي
وما غنى ولا خفق الجناح
أشاهد من وراء الغيب وجه
تجلى في ملامحه ارتياح
وأطمح للقاء به ولكن
متى هذا اللقاء به يتاح
كأني والقوافل ماضيات
طريد مات في فمه الصياح
تلفت يمنة فرأى سراب
وعن يسراه وافاه النباح
فأرخى طرفه وبكى وأبكى
ودمع الحر في الشكوى مباح
وقفت على مشارف ذكرياتي
أراقب من غدوا عنا وراحوا
خيول الراحلين لها صهيل
وقد ضاقت بمن رحلوا البطاح
أسائلهم ولو نطقوا لقالو
من الأحياء موتانا استراحوا
أرى نخل المشاعر باسقات
عليها من مهابتها وشاح
أراها لا عذوق لها ولكن
لها سعف تغاض به الرماح
وكيف تريد ثمرا من نخيل
إذا لم يجر في دمها اللقاح
تسائلني الحبيبة كيف أشدو
بأحزاني أفي الحزن انشراح
فقلت لها لأن الحزن شعر
وبينهما انغلاق وانفتاح
وما كل الذين بكوا حزانى
وإن نطقوا بشكواهم وباحوا
بكاء البلبل الشادي غناء
وشدو حمائم الدوح النواح
ولو أني أبوح بما أعاني
لما وفى الأساس ولا الصحاح
رأيت المبعدين ولو رآهم
كرؤيتنا لأنجدهم صلاح
لدى رابين مدفأة وبيت
يظلله وريحان وراح
وحراس يروح بهم ويغدو
وساحات ممهدة فساح
وهم فوق الجليد ولا قريب
يناصرهم ولا أمل متاح
إذا سكنوا الخيام شكوا صقيع
وتلطمهم إذا خرجوا الرياح
أحبتنا لكم منا سلام ، لكم
من بلبل الشوق الصداح
لكم من وزن شعري ما تسام
ومن ألفاظه الغرر الفصاح
رأيناكم فما للحزن حد
ولا للهيبه عنَّا براح
على أحزاننا نمسي ومنه
يكون إذا بدا الفجر اصطباح
تراكم أمتي بعيون حيرى
يعطلها عن السير الكساح
تتوق شعوبها للذود عنكم
ولكن ما بأيدهم سلاح
شعوب تكره الباغي ولكن
من الحكام للباغي السماح
تسائلني فلسطين المآسي
وقد دارت بحسرتها القداح
متى تصحو ربوعي ذات يوم
على صوت يُفك به السراح
متى أصحو على تكبير جند
وتهليل يطيب به الكفاح
حبيبتنا اعذرينا إن فين
خضوعا لا يروق له (الطماح)
تصاغ من السلام لنا دعاوى
وفي الأقصى ولبنان اجتياح
إذا باع الفتى للوهم عقل
ففكرته التي ولدت سفاح
ولولا أن في الدنيا انتكاس
لما عشقت مسيلمةً سجاح

ريحانة شمران 06-19-2024 04:44 AM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » بك اللهم أصبحنا

بك اللهم أصبحنا يقينً
وإيمانًا بفضلك يحتوينا
بك اللهم أصبحنا قلوبً
تتوق لربها دنيا ودينا
بك اللهم أصبحنا ,غسلن
بذكرك كل هم يعترينا
غرسنا يومنا بالذكر غرسً
فما أحلى ثمار الغارسينا
جنينا التمر والرمان منه
ونلنا خيرها عنبا وتينا
بك اللهم أصبحنا نفوسً
وأفئدةً تحب الصالحينا
وجدنا راحةً في النفس لمَّ
تلقينا الصباح مكبرينا
ذكرنا الله فابتسمت زهورٌ
وأرسلت الشذى بوحًا دفينا
ورددت البلابلُ ذكر ربي
على أغصان دوحتنا لحونا
رأينا الطير حين غدت خماصً
وراحت بعدما ملئت بطونا
رأينا الأفق مبتسمًا بشوشً
ضحوك الثغر حين بدى رضينا
رأينا الشمس تنسجُ للروابي
خيوط شعاعها تاجًا ثمينا
بك اللهم أصبحنا ,وقفن
أما جلال وجهك خاضعينا
شربنا من معين الذكر حتى
شعرنا بالرضا لما رَوينا
وعانقنا الفضاء الرحب لمَّ
سجدنا للمهيمن خاشعينا
بك اللهم أصبحنا ,لقين
من الأمل المغردِ ما لقينا
نُؤمل فيك آمالا عِظامً
نعلق فيك قلبًا مستكينا
بك اللهم أصبحنا فعشن
يقينًا مشرقًا يجلو الظنونا
وأطربنا المؤذن حين نادى
نداءً يسكبُ الإيمان فينا
أرحنا يا بلالُ بها أرحن
فديتك يا ختام المرسلينا
بمنهجك الكريمِ قد اقتدين
و أركضنا العزائمَ مقبلينا
طلبنا الراحة الكبرى ففاضت
علينا راكعين وساجدينا
بك اللهم أصبحنا قلوبً
ترى في ربها الركن الركينا
رفعنا بالسجود لنا مَقامً
رفيعًا مشرقُ المعنى مكينا
وأرفع ما يكونُ الناس قدرً
إذا وضعوا الجباه مسبحينا
بك اللهم أصبحنا ستبقى
كتغريد البلابل ما حيينا

ريحانة شمران 06-19-2024 04:44 AM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » يا قبة المسجد الأقصى

أقوى منَ الشَّمسِ في الآفاقِ إشراق
دينٌ حنيفٌ يُرينا الحقَّ برَّاقا
أقوى منَ الوَهمِ في عقلٍ بلا رشدٍ
حقٌّ يزيدُ مع الأيامِ إحقاقا
أقوى منَ الظالم المقطوعِ دابرُهُ
شعبٌ تحمَّلَ في مولاهُ ما لاقى
شعبٌ بأكنافِ بيت القدسِ مسكَنُهُ
مازال في ساحةِ الإقدام سبَّاقا
إنِّي أبجِّلُ هذا الشَّعبَ ، أحملهُ
في القلبِ حُبًّا وإحساساً وأشواقا
أراهُ في غمراتِ الحربِ مُمْتَشِق
سيفَ البطولةِ مثلَ السَّيل دفَّاقا
شعْبٌ يوجِّهُ للدُّنيا رسالته
ما لانَ في قَبْضَة الباغي ولا انساقا
أَلْقى على مسْمعِ الدُّنيا انتفاضتَه
وَأَطلَقَ الحُلُم المحبوسَ إطلاقا
لاقى عدوًّا بلا وعيٍّ ولا خُلُقٍ
فكانَ أحسنَ في الميدانِ أخلاقا
صارتْ فلسطينُ رَمزاً للإباءِ ، وم
زالتْ تُواجِهُ ضُلاَّلاً و فُسَّاقا
في قلبها ساحة الأقصى وقبَّتُهُ
وبيرقٌ للهُدى مازالَ خفَّاقا
شعْبُ البطولاتِ في أكنافِ مقدِسن
مازال أَطْوَل بينَ النَّاسِ أعناقا
لو استطاعتْ نجومُ الليلِ لا نسكَبتْ
عِطْراً على ثوبهِ الفضفاضِ رقْراقا
لانتْ صخورٌ وما لانتْ عزيمتهُ
ولمْ يُفاوضْ خبيثَ الطَّبعِ أفَّاقا
في كفِّهِ قَلَمٌ تختالُ ريشتُهُ
مازال يكتب للعلياءِ ميثاقا
لو استطاع شُعاع الشَّمس،صار لِم
يَخُطُّ من قِصص الأبطال أوراقا
يا قبَّة المسجِدِ الأقصى أراكِ على
مرمى الحَصاةِ،وقدْ أُحْكِمتِ إغلاقا
نُشاهِدُ المسجد الأقصى بأعينن
وقدْ ملأنا بهِ قلباً وأحداقا
تراهُ أعيُنُنا ، والعجزُ يقتلُن
غمَّا ، ويؤلِمُنا حُزْناً وإرْهاقا
إلى متى ؟ أَإلى أنْ نستفيقَ على
تطاوُلِ المُعتَدي هَدْماً وإحراقا
كأنَّنا ما نرى طوْقاً يُحاصِرُهُ
منَ العدوِّ ، وتحتَ الأرضِ أنفاقا
يا ضيْعَةَ الأمَّةِ الغرَّاءِ يَسْجُنُه
ذُلٌّ ، فتطرُقُ للأعداءِ إطْراقا
أمامها المسجدُ الأقصى الأسيرُ وم
مدَّتْ لإنقاذِه كفًّا ولا ساقا
كأنها لمْ ترَ الفاروقَ حين مشى
يقودُ بحراً منَ الأبطالِ صفَّاقا
وحينَ أَلْقى رِحالاً عند جابيةٍ
قد أبرقَ العزمُ في عينيهِ إبراقا
وحينَ لاحتْ على الأقصى بشائرهُ
وأغدق العدلُ بينَ النَّاسِ إغداقا
لمَّا رأتهُ بلادُ الشَّامِ راقَ له
مقامَ هيبتهِ الكُبرى كَمَا راقا
جاءَ التَّواضُعُ يمشي في براثِنهِ
ويُزهِقُ الكبرَ و التَّطبيلَ إزهاقا
يمشي و يركب لا كبرٌ ولا بطرٌ
قد أشرق الحبُّ في جنبيهِ إشراقا
مشى إلى المسجد الأقصى يُحرِّكهُ
إيمانُ قلبٍ حوى عطفاً وإشفاقا
ما جاءَهُ عمرُ الفاروق في صلفٍ
بلْ جاءَه مؤمناً بالله توَّاقا
كادتْ مفاتيحُ أقصانا وقد أمِنتْ
في راحتيهِ ، تُرينا الدَّمع مهْراقا
دمعَ البشَارةِ أنَّ الله أعتقَه
من قبضةِ الكفرِ والإلْحادِ إعتاقا
إنِّي أقولُ وإنْ طار العدوُّ بمن
وَالَاهُ من أمَّةِ الإسلامِ ، و اَسْتَاقا
وإنْ رأينا خياناتٍ تؤرِّقُن
من بعضنا ، ورأينا خائناً عَاقَا
يا شعبَ مقدسنا هذي بلابلُن
تشدو فلا تخش نعَّاباً ونعَّاقَا
الحقُّ في القُدسِ محْفوظٌ وإنْ كذبو
وأطْلقوا لاختلاسِ الوعْيِ أبواقا
الحقُّ في القُدْسِ محفوظٌ لأمَّتن
ديناً ، وعقْلاً وتاريخاً ، وأعرَاقَا

ريحانة شمران 06-19-2024 04:45 AM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » أغلى الهدايا


أغلى هدايا حاكمٍ ونظامِ
للناس ، حُكْمُ شَريعَةِ الإسْلامِ
أغلى الهدايا للشُّعوبِ ، حمَايةٌ
للمالِ ، والأعراضِ ، والأَفْهامِ
إغلاقُ أبوابِ المفاسِدِ والهوى
ومنافِذِ التَّضليلِ و الإيهَامِ
أغلى الهدايا للبلادِ وأهْلهَ
تطبيقُ شرع الله في الأحكامِ
أغلى منَ الدُّنيا ، ومن لذَّاتِه
وبرِيقِ ما فيها منَ الأوهامِ
رَفْعُ الملامةِ عنْ دُعاةِ فضيلَةٍ
نشروا الهُدى وأئمَّةٍ أعْلامِ
هُمْ يحرسُونَ الدَّارَ من مُتسلِّلٍ
يرْمي بحربتِهِ صُدورَ نِيامِ
كمْ أطْفأوا نيرانَ هتْكِ فضيلةٍ
وحموا بعونِ الله عِرْضَ كِرامِ
أغْلى الهَدَايا حِسْبَةٌ محمُدَةٌ
بينَ الأنامِ ، تشُدُّ أزْرَ نِظامِ
يا خادِمَ الحرمينِ ، دولتنا التي
قامتْ على الإسلامِ خيرَ قيامِ
مدَّتْ يديها للموحِّدِ حينم
نادى بشرع الواحِدِ العلاَّمِ
لمَّا رأتْهُ إلى المؤذِّنِ مُصغي
ومُصلِّياً للهِ خلفَ إمامِ
ركضتْ إليهِ بنَخْلِها وبسدرِه
وبِشِيحِها وعَرارها وخُزامِ
ركضت بعزمِ رجالِها ونسائِه
وبشَيْخهَا وبِكهْلِها وغُلامِ
ميزانُها قُرْآنُها ، وحديثُه
و المَسْجِدانِ وقوَّةُ الإلْهامِ
و الأمرُ بالمعروفِ،مهما حاولو
منْ يُفْلِتونَ القولَ دونَ زِمامِ
إنِّي لأسمعها تقولُ لكاتبٍ
مُستغْربٍ ، ومُفكِّرٍ " خَمْخَامِ "
ولمَنْ تشبَّهَ بالغُرابِ ، فما مشى
مَشْيَ الغُرابِ ، ولامشَى كحمامِ
وتقولُ للمُتَنطِّعينَ ، ومنْ غلو
في دينهم ، وتشبَّعوا بِخِصامِ
وتَقولُ للمُتطرِّفينَ جميعهمْ
ولكُلِّ مَنْ جَنَحوا إلى الإجْرامِ :
لا يلْتَقي سَيْفانِ في الغِمْدِ الذي
عَشِقتْ سريرتُهُ برِيقَ حُسامِ
شتَّانَ بينَ ضياءِ نجمٍ باهتٍ
سخِرَ الظلامُ بهِ ، وبدْرِ تمامِ
شتَّان بينَ مساجِدِ الله التي
تُبْنى وبينَ شواهِقِ الأهرامِ
قدْ يُصبحُ البُنيانُ صرْحاً، وهو في
ميزانِ شرعِ الله مثلُ رُكامِ
أسمى البناءِ ، بِناءُ نفسٍ حُرَّةٍ
سَلِمتْ سرِيرَتُها منَ الأسْقامِ
وأعزُّ من مليونِ بُرْجٍ شاخِصٍ
أبراجُ همَّةِ عالمٍ وإمامِ
أبراجُ جيلٍ مُؤمنٍ مُتطلِّعٍ
يرْقى بهِمَّتِهِ أعَزَّ مقامِ
يلْقى الحياةِ بدينِهِ وبعلْمِهِ
لُقْيا زهورِ الرَّوضِ قَطْرَ غَمَامِ
وكذلِكَ النَّفْسُ الأبيَّةُ تُبْتَنى
بالعِلْمِ و الإيمَانِ و الإكْرامِ
إنِّي لأَسْمعُ كُلَّ شبْرٍ شَامخٍ
منْ أرْضِنا المرْفوعة الأعْلامِ
يُلْقي بألفِ تحيَّةٍ وتحِيَّةٍ
ويقولُ لي قولَ الفتى المِقْدامِ :
للشَّمسِ أطْوارٌ ، صباحٌ مُشرقٌ
وظَهيرةٌ ، وغُروبها المُترامي
وتَظَلُّ شمسُ الحقِّ ذاتَ توهُّجٍ
يرْتدُّ عنها جيشُ كلِّ ظلامِ
كمْ ناطِقٍ ذَرِبِ اللِّسانِ ، وقَلْبُهُ
يَغْلي بجمْرٍ للضَّغينَةِ حامِ
قُل ما تَشاءُ عن الحياةِ وحُسْنه
وجمالِ ما فيْها مِنَ الأحْلامِ
فالأمرُ بالمعروفِ خَيرُ هديَّةٍ
لبيوتنا ، تحمي مِنَ الآثامِ
أرأيتَ ذا عقْلٍ يَرُدُّ هديَّةً
منْ رحمةٍ ومودَّةٍ وسَلامِ ؟!

ريحانة شمران 06-19-2024 04:45 AM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » مأساة التاريخ

مدخل
ذاتَ يوم وشتاءٌ قارًسٌ
ينشر في الجوِّ غيومَهْ
وهواءٌ باردٌ يلسع وجه الشمس
والسُّحْبُ عقيمهْ
وجبين الفجر مسجونٌ وراءَ الغيمِ يجترُّ همومهْ
كنت استمطر آمالي وأستقبل فجري
بسؤالٍ وسؤالْ : أيُّها الفجرُ لماذا تتوارى؟
لماذا تطرد اللَّيل وترتدُّ وراءَ الغيمِ مهزوما ًكسيرا؟
وتمطَّى الفجرُ من خلف الغيومِ
وبدا نصفُ جبينَ الشمس ياروعتهُ
مثلما.. يفترُّ ثغرُ الغادةِ الحسناءِ عن نصف ابتسامهْ
وغناءُ البلبلِ الصدَّحِ ينساب إلى أعماقنا
مثلما ينسابُ صوتٌ ناعمٌ في هدأةِ الليلِ
إلى سمع محبٍّ
ونداءٌ غارق في الأُفُقٌِ سكبته الريح في أسماعنا
مثلما..تسكب صوتاً لشريدٍ تاه في وسط مغارهْ
أو.. كما تسكب صوتاً لغريقٍ شهـِد الموجُ احتضارهْ
وسجنَّا الأُفق في اعيننا علنا نلمح في صفحتِهِ
صورةً تُنبئنا عن ذلك الصوتِ العميق
واحتبت لحظاتُنا بالصمتِ لم تنطق شَفَهْ
وصياح الريح يُفضي بنوايا ذلك اليوم الشتائي ويحكي صلفه
أين ذاك الصوتُ؟
هل أرهبهُ منظرُ الشمس بدتْ ملتحفه؟
أم تراهُ.. تاه عن آذاننا بين أكوام السحاب؟
لحظةٌ مرتْ وعاد الصوتُ أقوى وأشدَّا
ظلَّ يدعونا ألى أُفقٍ بعيدٍ
فمضينا وسمعنا ووعينا
الصوت
أيها اللاهون..والأيام جدُّ
ان يكن في الروضِ عصفورٌ شدا
وزهورٌ ضحكتْ ونسيمٌ..يبعث النشوةَ في أنفسكم
فاعلموا أنَّ الربيع الطلق يأتي بالخريف
ورياح الصيف تأتي بالشتاء
أصوات
أيُها الصوتُ تمهَّل
نحن قومٍ لنا في كُلَّ ميدان بطولهْ
لا تنل منا فإنا أهل عزمً ورجولهْ
سل بنا تاريخنا الحرَّ المجيدا
فلنا في كلَّ شبرٍ من أراضينا حكايهْ
الصوت:ساخراً
أيَّ عزم تقصدون؟
ما أرى..
إلا بطوناً شبعتْ ونفوساً خضعتْ
ما أرى
إلا عقولاً شغلتها لذَّةُ الأحلامِ عن تفكيرها
أنا لا أسألُ عن تاريخكم
إنما أسألُ عن أعمالكم
"صمت"
الصوت
لم هذا الصمتُ يلتفُّ على أفواهكم؟
الأصوات: " في هدوءٍ له معنى"
أترانا..
قد نبتنا فوق وجه الأرضِ من غير جذور؟
الصوت "بلهجةٍ جادة"
إنّ للتاريخِ ياقومُ حكايا
لم أزلْ احملها في جعبة الشك وأمضي
الأصوات
أيُها الصوتُ تدبَّر ما تقولُ
إنّ للتاريخ في أنفسنا منزلاً ما أعظمهْ
هل ينال العزَّ قومٌ جهلو تاريخهم
الصوت
أيُها القوم رويداً
لا تلوموني فقد..جاوز التاريخ حدَّهْ
حينما.. أذعن للطغيانِ
يُملي ويدُ التاريخِ يا ويل يدِ التاريخ تكتبْ
تجعل الخائن شهْما تلبسُ الباطل حقا
جاوز التاريخ حدَّهْ
جعل الزلة عزَّا ودماءَ الناسِ للطاغين خمرا
أين يغدو ذلك التاريخُ عنّا؟
قد كشفنا كلَّ زيفهْ
كلُ سطرٍ فيه يُخفي ألف سطرٍ
ووراء الحرفِ أشتاتُ حروفٍ
علَّمتنا..أنّ مايخفيه أعظمْ
فلماذا أُذُنُ التاريخ تصغي لنداء الظالمين؟
ولماذا يستجيب؟
"تتجه الأنظار إلى الأفق حيثُ ترى شبحاً قادماً يظل يقترب حتى يصل"

ريحانة شمران 06-19-2024 04:46 AM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » رجوتك يا حبيب

دَعِ الرَّشَّاشَ خَلْفَكَ يا حبيـبُ
وصافِحْنِي فأنـتَ أخٌ قريـبُ
رصاصتُكَ التي أطلقْتَ نحوي
تُصيبُكَ مثلما قلبـي تُصيـبُ
وقاتِلُنا هـو المقتـولُ فينـا
وأَسْعَدُنا هو الأشقى الكئيـبُ
لماذا يا أخـي ترتـدُّ نحـوي
ووجهُكَ في مقابلتي غَضُوبُ؟!
ألم نَسْكُـنْ مُخيَّمَنـا جميعـاً
تُشارِكُنا طُفُولَتَنا الخُطُـوبُ؟!
ألم نَشْرَبْ مَوَاجِعَنـا صِغَـاراً
وَنَرْضَعْهَا كما رُضِعَ الحليبُ؟!
دَعِ الأعداءَ لا تَرْكَـنْ إليهـم
فما يُعطيكَ إلاَّ الغَـدْرَ (ذِيـبُ)
إذا امتدَّتْ يدُ الباغـي بمـالٍ
إليكَ فَخَلْفَـهُ هـدفٌ مُرِيـبُ
لنـا أرضٌ مُبارَكـةٌ دَهَـاهَـا
منَ الأعداءِ عُـدْوانٌ رَهِيـبُ
ألم يُدْفَنْ أبـي وأبـوكَ فيهـا
وفي عَيْنَيْهِمَا دمعٌ صَبِيـبُ؟!
ستَشْقَى ثم تَشْقَى حينَ تَنْـأَى
بنا عن طَرْدِ غاصِبِها الدُّروبُ
أخي ورفيقَ آلامـي وحُزْنـي
وأحلامي، رَجَوْتُكَ يا حبيـبُ
رَجَوْتُكَ أنْ تكونَ أخـا وفـاءٍ
لِئَلاَّ يَدْفِنَ الشمـسَ الغُـروبُ
كأنِّي بالرَّصاصِ يقـولُ: كـلاَّ
ويَحْلِـفُ أنَّـهُ لا يستجيـبُ
يقولُ لنا: دَعُوا هذا التَّجَافِـي
وكُفُّوا عن تَنَاحُرِكُـم وتُوبُـوا
أخي، إنِّي رأيْتُ الحقَّ شمسـاً
يُلازِمُها الشُّروقُ فمـا تَغِيـبُ
فلا تَتْرُكْ يدَ الأحقـادِ تُدْمِـي
جَبِيناً لا يَلِيقُ بـهِ الشُّحُـوبُ
سَمِعْتُ مآذنَ الأقصى تُنـادِي
وفي البيتِ الحرامِ لها مُجِيـبُ
وصَوْتُ عجائبِ الإسراءِ يَدْعُو
وفي أَصْدَائِـهِ نَغَـمٌ عَجِيـبُ:
إذا دَعَـتِ المـآذِنُ بالتَّآخِـي
فحُكْمُ إجابَةِ الدَّاعِي الوُجُـوبُ
أخي، بيني وبَيْنَكَ نهرُ حُـب
وإخلاصٍ بهِ تَـرْوَى القُلُـوبُ
لِقَلْبَيْنَا مـنَ الإحسـاسِ دِفْءٌ
أرى جبلَ الجليدِ بـهِ يَـذُوبُ
كِلانَا لا يُريدُ سوى انتصـارٍ
يعودُ لنا بهِ الوطـنُ السَّلِيـبُ
كِلانَا فـي فلسطيـنَ الْتَقَيْنَـا
على هَدَفٍ، لِيَنْهَـزِمَ الغَريـبُ
لِنَرْفَعَ رايـةً للحـقِّ تُمْحَـى
بها من صَدْرِ أُمَّتِنَا الكُـرُوبُ
أخا الإسراءِ والمعراجِ، بينـي
وبَيْنَكَ حَقْـلُ أزهـارٍ وطِيـبُ
بِحَبْلِ العُرْوَةِ الوُثْقَى اعْتَصَمْنَا
فلا عاشَ المُخَالِفُ والكَـذُوبُ

ريحانة شمران 06-19-2024 04:47 AM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » إشراق الغروب


يُشرِقُ الحبُّ من غروب المآسي
وتلوح الأفراحُ مِمَّا نُقاسي
ومنَ اللَّيل تخرجُ الشمس وجه
ضاحكَ الثَّغر بعدَ طول احتباسِ
ومنَ الطينِ تضحك الأرض شيح
وخُزامى وعطر وردٍ وآسِ
ومنَ الوجْدِ تستمدُّ القوافي
ما يُغنِّي به فمُ الإحساسِ
ومنَ البعدِ حين ينأى حبيبٌ
عن حبيبٍ ، يطيبُ قولُ المواسي
لا تقولي : جاء الظَّلام ، ولكن
جاءَ ضوءُ النجومِ بالإيناسِ
وأتى البدرُ زورقا منْ ضياءٍ
يمنح الليلَ بهجةَ الأعراسِ

ريحانة شمران 06-19-2024 01:10 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» السعودية » عبدالرحمن العشماوي » غريب


غريب ، وأوطاني تُداس وأمتي
تعاني وموج الظلم يشتد صائله
غريب، وهل في هذه الدار منزل؟
لمن في سواها تستقر منازله
ألا ليت شعري يا بلادي متى أرى
خميساً من الأبطال سارت جحافله
يجَّمعنا شرع حكيم وسنّة
فيبدوا لنا زيف الضلال وباطله
أقافلة الإسلام هيا تحفزي
وسيري فإن الشر سارت قوافله
أيا أمتي،قد يأنس المرء بالهوى
ويشتاق للدنيا وفيها مشاغله
ويمضي مع الأيام يشدو بحبها
وفيها ولو يدري تقيم مقاتله
غريب، أنختار الحياض، وماؤها
غثاء وحوض الدين تصفو مناهله
وكم من صديق تحسب الخير قصده
فتبدو على مر الليالي مهازله
ومن سار في الدنيا بغير طريقة
* فقد بات والأوهام سم يداخله
تناول من الأغصان ما تستطيعه
* ودعك من الغصن الذي لا تطاوله

ريحانة شمران 06-19-2024 01:10 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » سيل أشواقي


مُقِلٌ ولكن بهمَّتي الأغنى
فما أشتكي نقصاً ولا أشتكي غَبْنا
أميرةَ قلبي لستُ بالشاعرِ الذي
يُقدِّمُ باليُسرى ويأخُذُ باليُمنى
ولستُ الذي أصغي لكلِّ ناعقٍ
إذا سمعَ الأبواقَ أصغى لها الأُذُنا
ولستُ الذي يخلو من الحبِّ قلبُهُ
ويطعنُ ظهرَ الواثقينَ بهِ طعْنا
تعلَّمتُ من صفو الحياةِ وبؤسه
دروساً عليها ظهرُ طالبها يُحنى
فَطِنتُ إليها منذُ أنْ غرَّد الصِّب
وحرَّكَ أشواقاً غدوتُ بهام ُضنى
وأجرى بحارالشوقِ في نبضِ خاطري
فلا تسألي ، ماذا رأينا وما ذُقنا
أُحبُّكِ لو أنَّ البلابلَ أدْركتْ
حقيقةَ هذا الحبِّ ما ادَّخرتْ لحْنَا
ولو أنَّ حبي مدَّ للكونِ كفَّهُ
لما قدَّرتْ ليلى هواها ، ولا لُبنى
ولو أنَّ تياراً منَ السيلِ جارف
تحدَّرَ منْ أعلى الجبالِ إلى الأدْنى
ووطَّأ أكنافَ الهضابِ وساقه
وحوَّلها من بعدِ شدَّتها عِهْنا
وسارَ إلى طول البلادِ وعرْضه
ولمْ يُبقِ سقفاً للبيوتِ ولا رُكنا
ولم يُبقِ للأقدامِ فيها مواضِع
ولمْ يُبقِ للناجينَ من سيلِهِ سُكْنى
وحوَّلَ آثار البلادِ ولم يدعْ
لأحْسنها في مُقْلتيّ ناظرٍ حُسْنا
وغيَّرها سهلاً وتلاًّ وروضةً
ولمْ يُبقِ للأشجارِ جِذعاً ولا غُصنا
وشرَّدَ من فيها وشتَّتَ شمْلَه
و لم يُبقِ لا إنساً عليها ولا جِنَّا
رأى سيلَ أشواقي إليكِ لأصبحتْ
حقيقتُهُ مِمَّا رآهُ بلا معنى
وأدركَ أنَّ القلبَ بالصَّبر شامخُ
تصبَّرَ حتَّى لمْ يُقِمْ للأسَى وزْنا
كذلكَ قلبُ الحرِّ يسمو بحبِّهِ
ويُشرقُ نبضاً حينما يشتكي حُزْنا
أميرة قلبي لا تخافي ألمْ تري
شوامِخَ آمالي على همَّتي تُبنى
أوجِّهُ للمولى جميعَ حوائِجي
فما ألطف المولى الكريمَ وما أحْنى
هو الأمنُ للإنسانِ ممَّا يُخيفُهُ
ومن لاذَ بالمولى الكريمِ رأى الأمْنَا

ريحانة شمران 06-19-2024 01:11 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » شموخ الصابري


لحقَ الشيخُ بركبِ الصالحين
فلماذا يا جراحي تنزفين؟
ولماذا يا فؤادي تشتكي
ولماذا يا دموعي تَذرفين؟
رحل الشيخ عن الدنيا التي
كلُّ ما فيها سوى الذِّكر لَعين
فارقَ الدنيا، وما الدنيا سوى
خيمةٍ مَنصوبةٍ للعابرين
فارقَ الدنيا التي تَفَنَى إلى
منزلٍ رَحبٍ وجناتٍ، وَعِين
ذاكَ ما نرجو، وهذا ظنُّن
بالذي يغفر للمستغفرين
رحل الشيخُ على مِثلِ الضُّحَى
من صلاحٍ وثباتٍ ويقين
فلماذا أيُّها القلبُ أرى
هذه اللَّوعَةَ تسري في الوَتين؟
ولماذا يا حروفَ الشعر عن
سرِّ آلام فؤادي تكشفين
أتركي الحسرةَ في موقعه
تتغذَّى من أسى قلبي الحزين
وارحلي بي رحلةً مُوغلةً
في حياةِ العُلماءِ الأكرمين
واسلُكي بي ذلكَ الدَّربَ الذي
ظِلُّه يحمي وجوهَ السالكين
يا حروفَ الشعر لا تَصطحبي
لغةَ الشعر الى جُرحي الدَّفين
ربماأحرقها الجرحُ، فم
صار للشعر فَمٌ يَروي الحنين
واتركي لوعةَ قلبي، إنَّه
تارةً تقسو، وتاراتٍ تَلين
وادخلي بي واحةَ العلم التي
فُتحت أبوابُها للوافدين
عندها سوف نرى النَّبعَ الذي
لم يزل يَشفي غَليلَ الظامئين
شيخُنا ما كانَ إلاَّ عَلَم
يتسامى بخشوع العابدين
عالمُ السنَّةِ والفقهِ الذي
هَزَمَ اللهُ به المبتدعين
لا نزكّيه، ولكنَّا نرى
صُوراً تُلحِقُه بالصادقين
في خيوط الشمس ما يُغني، وإن
أنكرتها نظراتُ الغافلين
راحلٌ ما غاب إلا جسمُه
ولنا من علمه كنزٌ ثمين
ما لقيناه على دَربِ الهوى
بل على دَربِ الهُداةِ المهتدين
ل َكأني أُبصر الدنيا التي
بذلت إغراءَها للناظرين
أقبلت تَعرض من فتنته
صوراً تَسبي عقول الغافلين
رقصَت من حوله، لكنَّه
لم تجد إلا سُموَّ الزَّاهدين
أرسل الشيخُ إليها نَظرةً
من عُزوف الراكعين الساجدين
فمضت خائبةً خاسرةً
تتحاشى نظراتِ الشَّامتين
أخرجَ الدنيا من القلبِ، وفي
كفِّه منها بلاغُ الراحلين
لم يكن في عُزلةٍ عنها، ولم
يُغلقِ البابَ عن المسترشدين
غيرَ أنَّ القلبَ لم يُشغَل به
كان مشغولاً بربِّ العالمين
أوَ ما أعرض عنها قَبلَه
سيِّدُ الخلقِ، إمامُ المرسلين
أيُّها الشيخُ، لقد علَّمتن
كيف نرعى حُرمَةَ المستضعفين
كيف نَستَشعِرُ من أمَّتن
صرخة الثَّكلَى ودَمعَ الَّلاجئين
كيف نبني هِمَّةَ الجيل على
منهج التقوى، ووعي الراشدين
كنتَ يا شيخ على علمٍ بم
نالنا من غَفلةِ المنهزمين
قومُنا ساروا على درب الرَّدَى
فغدوا ألعوبةَ المستعمرين
شرَّقوا حيناً وحيناً غرَّبو
واستُبيحت أرضهم للغاصبين
هجروا الصَّالحَ من أفكارهم
فتلقَّتهم يدُ المستشرقين
وارتموا في حضن أرباب الهوى
من ذيول الغاصب المستعربين
ضيَّعوا الأقصى وظنُّوا أنَّهم
سوف يحظون بِسِلمِ المعتدين
فإذا بالفارس الطفل على
هامة المجد ينادي الواهمين
صاغها ملحمةً قُدسيَّةً
ذكَّرتنا بشموخ الفاتحين
قالها الطفلُ، وقُلنا معه
إنَّ بيعَ القدس بَيعُ الخاسرين
أيُّها الشيخُ الذي أهدى لن
صُوَراً بيضاءَ من علمٍ ودين
لم تكن تغفل عن أمَّتن
وضلالاتِ بَنيها العابثين
كنتَ تدعوها إلى درب الهُدَى
وتناديها نداءَ المصلحين
قلتَ للأمةِ، والبؤسُ على
وجهها الباكي غبارٌ للأنين:
إنما تغسل هذا البوسَ عن
وجهكِ الباكي، دموع التائبين
أيها الشيخُ الذي ودَّعَن
عاليَ الهمَّةِ وضَّاح الجبين
نحن نلقاك وإن فارقتَن
في علومٍ بقيت للرَّاغبين
أنتَ كالشمسِ إذا ما غَربَت
أهدتِ البَدرَ ضياءَ المُدلجين
أنتَ ما ودَّعتَنا إلاَّ إلى
حيث تُؤويكَ قلوبُ المسلمين
إن بكيناكَ فإنّا لم نزل
بقضاء الله فينا مُوقنين
في وفاةِ المصطفى سَلوَى لن
وعزاءٌ عن وفاةِ الصالحين
ذلك الرُّزءُ الذي اهتزَّ له
عُمَرُ الفاروقُ ذو العقل الرزين
ماتَ خيرُ الناس، هذا خَبَرٌ
ترك الناسَ حيارى تائهين
طاشت الألبابُ حتى سمعو
ما تلا الصدِّيقُ من قولٍ مُبين
لا يعزِّينا عن الأحبابِ في
شدَّةِ الهول سوى مَوتِ الأمين
إنها الرُّوح التي تسمو بن
ويظلُّ الجسم من ماءٍ وطين
يحزن القلب ولكنَّا على
حُزنه نَبني شموخ الصابرين
كلُّنا نفنَى ويبقى ربُّن
خالق الكون ملاذُ الخائفين

ريحانة شمران 06-19-2024 01:11 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » الأمل المورق

أجملَ من إشراقةِ المشرِقِ
يكون وجه الليل إذْ نلْتقي
وتُصبحُ الأنجمُ أُنشودةً
ليْليَّةً ، و البدر كالبيذقِ
تُختصرُ الأرضُ على راحتي
باقة وردِ ناضرٍ مورقِ
كأنَّما أطرافُها جُمِّعتْ
تشهدُ ما أُبرمَ من موثقِ
لم تكن الأحلامُ موسومةً
بالقُربِ في تاريخِها الأسبقِ
كُنَّا على شاطئ أحلامن
نبحثُ كي نبحر عن زورقِ
وكانَ بحرُ الخوفِ مُسترسل
في رُعبِهِ يدعو إلى الأعمقِ
وكان صمتُ الليل أُسطورةً
موغلةً في صمتها المُطبقِ
لكنَّنا كنَّا ، بآمالن
نرْقى ، ولا نيأْسَ أنْ نرتقي
حتى إذا نلْنَا الذي نبتغي
من فتح باب الأملِ المغلقِ
تحوَّل الليلُ إلى واحةٍ
مشحونةٍ بالوردِ و الزَّنبقِ
وأٌقبلتْ أفواجُ أفراحن
مزْهوَّةً رافعةَ البيرقِ
ياربِّ ، قوليها معي دعوةً
توصِلُنا للأمل المُشرِقِ

ريحانة شمران 06-19-2024 01:11 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » كنيس الخراب


أبشروا بالخراب بعد الخراب
يا عقولاً مسلوبة الألبابِ
يا قلوباً تمكن الحقد منه
فهي مجبولة على الأرهابِ
يا عيوناً مطموسة ليس فيه
ما يجلّي لها طريق الصوابِ
أنا مسرى النبي, ما زال يجري
منه نور الإسراء فوق قبابي
حين صلّى بالأنبياء تجلّى
في سمائي تآلف الأحبابِ
وتجلّت مآذني, وأذاني
وسؤالي عن الهدى, وجوابي
وتجلّى الدين الحنيف بعيد
عن دعاوى المدلّس الكذّابِ
كل شبر ٍ في ساحتي, فيه نقشٌ
من شموخي برغم طول عذابي
يا يهود الأوهام, أنتم نشازٌ
في سياقي, ودمّلٌ في إهابي
أنتم الداء سارياً في عروقي
أنتم الصفر تائهاً في حسابي
أنتم الليل حالكاً مدلهمّ
فمتى يُبهج الضياء رحابي ؟
ومتى البدر يزدهي في سمائي
ومتى تغسل النجوم اكتئابي ؟
ومتى تفرح النوافذ مني
بنسيمي وتنتشي أبوابي ؟
ومتى أستعيد منكم ردائي
وكسائي, وأسترد ثيابي ؟
ومتى تشرب القناديل زيت
من خلاصي, يرضى به محرابي ؟
ومتى ترفع المآذن صوتي
دون خوفٍ من عاديات الذئاب ؟
ومتى يعبر الحواجز نحوي
لأداء الصلاة فيَّ شبابي ؟
كيف تنجو طهارتي ونقائي
من قرودٍ تدوسني وكلابِ ؟
كيف أنجو من الخنادق صارت
سرطاناً من غدرهم في ترابي ؟
يا يهود القتل والتشريد, أنتم
لغة العنف في قوانين غابِ
شهد العجل, أنكم ما ارتفعتم
عن سجايا وعن صفات الدوابِ
منذ موسى ومنذ هارون كنتم
تتساقون أقبح الأكوابِ
يا يهود الأوهام, أنتم حروفٌ
من ضياع ٍ لم يدرِ عنها كتابي
أنتم الموت, واليقين حياتي
أنتم الجدب, والإباء سحابي
كالشياطين تسرقون حروفي
من لساني, فلتصطلوا بشهابي
أبشروا بالخراب صار شعار
يتعالى على "كنيس الخرابِ"

ريحانة شمران 06-19-2024 01:12 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » يا مسجد الإسراء







من بابِكَ المفتوح للشَّمسِ

أروي ليومي قصَّةَ الأمسِ

وإلى غدي يمضي بلا وجلٍ

قلبي، وتعرف دربَها نفسي

بك يحتفي جهري إذا نطقتْ

شَفَةُ القصيد ويحتفي همسي

يا مسجدَ الأقصى, أراكَ على

هامِ السَّحاب، وأنتَ في القُدْسِ

وأراكَ ضوءَ الفجرِ مُصْطَبِحً

وأراكَ بَدْرًا حينما أُمسي

وأراك في ثَغْرِ الصَّباحِ ندى

تهفو إليه منابتُ الغَرْسِ

وأراكَ في قلبي، وإنْ رفعو

جُدْرانَهم، وأراكَ في حِسِّي

يا مسجدَ الأقصى أراكَ على

وَجْهِ الحقيقةِ دونما لَبْسِ

لا تَبْتَئِسْ من حالِ أُمَّتن

مهما ترى فيها من البُؤْسِ

فلأمتي من دينها قِمَمٌ

تبْقَى بها مرفوعةَ الرَّأسِ

إنْ كان قد أزرى بها نَفَرٌ

منها، وقادوها إلى النَّحسِ

مَلَؤُوا لها كأسَ انتكاسَتِه

فتضلَّعتْ بمرارةِ الكأسِ

وتدنَّسوا بعناقِ مغتصبٍ

متجاهلينَ عواقبَ الدَّرْسِ

فلسوف ترفع ثوبَ عِفَّتِه

عن موطنِ الآثامِ والرِّجْسِ

يا مسجدَ الإسراءِ يا شَفَةً

تدعو إلى صلواتنا الخمسِ

ما زلتَ أكبرَ من تآمُرِهم

مهما أطالوا مُدَّةَ الحَبْسِ

لا تبتئِسْ منهم فلن يقفو

إلا على جُرُفٍ من اليَأسِ

كم أطلقوا دَعْوَى عروبتهم

ولها أقاموا حَفْلَةَ العُرْسِ

ولكم سعوا نحو العدوِّ بل

وَعْيٍ ولا رأيٍ ولا حَدْسِ

قُلْ أيُّها الأقصى لمَنْ وَهِمُوا:

هل تلجأُ الأغصانُ للفَأْسِ؟

قُلْ للعروبةِ في تعلُّقه

بالوهم، والتشويه والدَّسِّ:

أنا لا أرى لعروبتي شرفً

في حَرْبِ ذُبْيَان ولا عَبْسِ

شَرَفُ العروبةِ أنْ تسير على

صوتِ الأذانِ وآيةِ الكُرْسي

ريحانة شمران 06-19-2024 01:12 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » أنوار القرآن

أرسل فديُتك هذا الصوتَ أنوار
وأبعث إلينا به نبعاً وأنهارا
كـوّن به سُحباً في الأفقِ مفعمةً
تُهدي إلى الأنفس الجدباء أمطارا
وأمدد إلينا به جسر اليقين على
أرض العقيدة وأجعل منه تذكارا
حلّق بنا في تلاواتٍ مرتلةٍ
ترقــى بأنفسنا حُباً وإيثارا
إقرأ فديُتك فالقرآن يمنحن
في لجّة العصر تثبيتاً وإصرارا
هو الضياء لنا في كل حالكةٍ
تُخفي غياهبها السوداءُ أشرارا
هو السحاب الذي تهمي بوادره
غيثاً من الحق الإيمان مدرارا
أمطر علينا شئابيب التلاوة في
عصرٍ تشرّب إعراضاً وإنكارا
عطّر مسامعنا ممّا ترتله
فالناس قد عشقوا دَفّاً ومزمارا
لله درّك تتلو وحي خالقن
مجوّداً فنرى للفجر إسّفارا
وحيُ السماء هو الحصنُ المنيع
إذا ما حرّكت صبوات الناس إعصارا
أيا أمير رياض الخيرِ أحسبكم
ممّن سيترك في الإحسان أثارا
تحيةً من قوافي الشعر تبعثه
إليك واحاته فلً وأزهارا
ويا محبّون فعل الخير لا تَدَعَو
قرآن خالقكم دعماً وإكثارا
فنحن أحوج للقرآن في زمنٍ
نرى أباطيله تزدادُ إبهارا
ترمي وسائله فينا قذائفه
ناراً وسيلاً من التضليل موّارا
حتى الثوابت ألقى المرجفون على
حصونها الشمِّ أشواكاً وأحجارا
فكم نرى قلماً في كفّ صاحبه
غدا بأفكاره السوداءِ منّشارا
تشكوا صحائفنا من جوقة سخرت
بالدين لم ترعى للقرآن مقدارا
هم يسرقون البساتين التي غُرست
بالحق والصدق والإيمان أشجارا
ولو تغافل عنهم كُل ذي رشدٍ
لهدّموا بفوؤس الغدر أسوارا
فينا الينابيع من قرآن خالقن
وسنة المصطفى علماً وأذكارا
قد يفتح اللص ثقباً في الجدارا فإنّ
لم يُردع اللص هدّ الركن والدّارا
لله مملكةُ الإسلام راعيةً للوحي
علماً وترتيلاً وإكبارا
هنا مقامات عزٍّ لا نظير له
وحياً وهدياً سماوياً وإقرارا

ريحانة شمران 06-19-2024 01:13 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » في جوف الكعبة


دعوني، بأهدابي، وبالدَّمع يَهْمِلُ
وبالحبِّ من قلبي المتيَّم، أَغسِلُ
دعوني بخدِّي أمْسَحُ الأرض إنني
أرى مسحَها بالخدِّ مَجْداً يُؤثَّلُ
هنا الكونُ، إني أبصر الكونَ ها هنا
كنقطةِ ضَوْءٍ في الشرايين تُشْعَلُ
هنا أُبصِرُ الآفاقَ من حولِ مُهجتي
خيوطاً من الأشواقِ والحبِّ تُفْتَلُ
هنا تصغر الدنيا، هنا يَقْصُر المدى
هنا كلُّ ما نرجو من الخير يُقْبِلُ
هنا أصبح التاريخُ في حَجْمِ مقلتي
أقلِّبهُ في راحتيَّ، وأَحْمِلُ
يحدِّثُ أخبارَ الزمانِ الذي مضى
فيُوجِزُ أحيانا وحينا يفصِّلُ
دعوني أُصَافحْ ها هنا كفَّ عزَّتي
وأروي رواياتِ الشموخِ وأُرْسِلُ
دعوني أقلِّبْ ها هنا دفتر المدى
ففيه من الآياتِ ما سوفَ يُذْهِلُ
هنا كان (إبراهيمُ) كانَ هُنا (ابنُه)
بكفَّيْهما يعلو البناءُ ويكْمُلُ
وكان هنا خيرُ البرايا محمدٌ
يناجي وفي ثَوْبِ التعبُّدِ يَرْفُلُ
هنا انسكبتْ أَنْوارُ خيرٍ ورحمةٍ
وطابَ مقامٌ للمحبِّ ومَنْزِلُ
فضاء فسيحٌ طِرْتُ فيه محلِّقاً
أصلِّي إلى كلِّ الجهاتِ وأَقْبِلُ
أليس هنا قَلْبُ الحياةِ ونَبْضُها
ومَنْهَلُها الصافي الذي منه نَنْهَلُ
هنا فُتِحَتْ كلُّ الجهاتِ، فحيثما
توجَّهْتَ، وافاكَ المقامُ المفضَّلُ
دخلتُ إلى جَوْفٍ كريمٍ مُطَهَّرٍ
فعشت من الإحساسِ مالا يُعَلَّلُ
كأنِّي على نَجْمٍ تألَّقَ وَحْدَه
ومن دونه كلُّ الكواكبِ تَأْفُلُ
صَعدتُ إليها، سلَّم اللهُ قلبَها
فلا تسألوا عن غيثها كيف يَهْطِلُ
وَلَجتُ فأنساني الحياةَ وأهلَها
شعورٌ عميقٌ في فؤاديَ يُوْغِلُ
ومن حولها الساحاتُ أَفْياءُ رحمةٍ
وأغصانُ إيمانٍ وأَمْنٍ تُظَلِّلُ
دقائقُ عَشْرٌ كالقرونِ مكانةً
وأَعْظَمُ في الميزان شأناً وأَثْقَلُ
وكالبرقِ في ميزانِ شوقي ولهفتي
يَلُوحُ سريعاً للعيون ويَرْحَلُ
هي الكعبةُ الغرَّاءُ رَمْزٌ ومَعْلمٌ
نقدِّر معناها، ولا نتوسَّلُ
كأني بخيرِ الأنبياءِ أمامَها
يقول لها قولاً، عليه المُعَوَّلُ
لها حُرْمةٌ عند الإله عظيمةٌ
ومقدارها عند الإلهِ مَبَجَّلُ
وأعظمُ منها حُرْمةً دَمُ مسلمٍ
إراقتُه ظُلْمٌ وجُرْمٌ مُؤَصَّلُ
هي الكعبةُ الغرَّاء، ما أَضْوَعَ الشَّذا
وما أطهرَ الجُدْرانَ بالنُّور تُغْسَلُ
وَلَجْتُ إليها، والصَّباحُ قصيدةٌ
بأوزانِها البيضاءِ يَصْدَحُ بُلْبْلُ
فللهِ ما لا قيتُ فيها من الرِّضا
وللهِ معناها الذي لا يُؤَوَّلُ

ريحانة شمران 06-19-2024 01:13 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » الجدار الفولاذي


مادامَ ربِّي ناصري وملاذي
فسأستعينُ بهِ على الفولاذِ
وسأستعينُ بهِ على أوْهامهمْ
وجميع ما بذلوهُ لاستحواذِ
قالوا : الجدارُ،فقلتُ أهونُ عندن
من ظُلمِ ذي القربى وجوْرِ مُحاذي
قالوا: منَ الفولاذِ ، قلتُ : وما الَّذي
يعني ، أمام بطولةِ الأفذاذِ ؟
أنا لا أخافُ جدارهم ، فبخالقي
منهم ومِمَّا أبرموهُ عِياذي
أقسى عليَّ منَ الجِدارِ عُرُوبة
ضربتْ يديَّ بسيفها الحذَّاذ
رسمتْ على ثغر الجراحِ تساؤل
عنْ قدْسنا الغالي وعنْ بغداذِ
عن غزَّةَ الأبطال كيف تحوَّلتْ
سجْناً تُحاصرهُ قلوبُ جَلاَذي
ما بالُ بعضُ بني العروبةِ ، قدَّمو
إنقاذَ أعدائي على إنقاذي
عهدي بشُذَّاذ اليهودِ هم العِد
فإذا بهم أعْدَى منَ الشُّذَّاذِ
أوَما يخاف الله من يقسو على
وهنِ الشِّيوخِ ورقَّةِ الأفلاذِ ؟
أينَ القرابةُ و الجوار ، وأينَ منْ
يرعى لنا هذا ، ويحفظُ هذي ؟
يا أُمَّةَ الإسلامِ ، يا ملياره
أوما يجودُ سحابكمْ برذاذِ
قولوا معي للمعتدي وعميلِهِ
ولمنْ يعيش طبيعةَ الإخناذِ :
يهوي الجِدارُ أمامَ همَّةِ مُصعبٍ
وأمامَ عزمِ معوَّذٍ ومُعاذِ

ريحانة شمران 06-19-2024 01:13 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » لله در بلادنا


تبقى الحصون منيعةً أسوارها
مادام يرفع باليقينِ شعارُها
وتظلُّ تهنأ بالربتيع رياضُها
وتزفُّ أشذاء الرضا أزهارها
تجري سواقي الحبِّ في ساحاتها
وتهُّز أشواق الثرى أمطارُها
تتمايلُ الأغصان تنثر طَلَّها
وبها تميل إلى الأكفِّ ثمارُها
للهِ دركِ يا رياضَ محبَّةٍ
غنَّت بلحن جمالها أطيارُها
زحفتْ إلى الحلم الجميل رمالها
وتشبثت بجبالها أحجارها
وتقاربت أطرافها حتى شدا
بفم الإخاءِ كِبارُها وصغارُها
فيها محجَّتُها المضيئة ، ليلها
مستبشرٌ بضيائها ونهارها
بالعلمِ والإيمانِ يرفع شأنها
وبهمَّة الأبطال تحمى دارها
علماؤها وولاتُها ، وقضاتها
ودعاتُها جمُلَتْ بهم أخبارها
في قصة الشيخين حين تعاهدا
تبدو معالمُ أشرقت أنوارُها
لمَّا تحالف شيخُها وإمامُها
خرجت إلى نور الهدى أقطارها
وتجمعت بعد الشتات ، فضمَّها
عبد العزيز وقد أُقيل عثارُها
بوابةٌ فتحت على واحاتنا
فسرى إلينا شيحُها وعرارُها
من حول كعبتنا يتمُّ طوافُها
ويعيشُ نعمة أمنِها عُمَّارُها
وربوعُ طيبتنا تمدُّ غصونها
ليسير تحت ظلالها زوَّارُها
إرْثٌ عظيمٌ ورَّثتهُ شريعةٌ
مازال يحمل عبئَها أنصارُها
أأَخا العقيدة ، و السعادةِ كلُّها
في ديننا تجري به أنهارها
شكرا لخدمة شِرعةِ الهادي التي
ما زال يرفع في الوجودِ منارُها
تهُدي إليكَ قصيدتي من أحرفي
لغةً عى معنى الوفاءِ مدَارُها
جاءتكَ ترفلُ في ثيابِ مشاعري
ومن الوفاءِ رداؤها وإزارُها
في ليلة التكريمِ أشرقَ لحنُها
لِمَ لا ، وقادَةُ علمها أقمارُها
يامن منحت العلم همَّةَ مصلحٍ
حتَّى يطيب لأرضنا استقرارُها
دعني أبُح لك بالهموم فلم يزل
يجري بها فوق الظلوع قطارُها
في عصرنا يا ابن الكرامِ كما ترى
ونرى ، شؤونٌ لا يقرُّ قرارُها
فتنٌ تعالى في الفضاء ُخانُها
وتأجَّجتْ في كلِّ أرضٍ نارُها
فتنٌ يطوف في البلاد لهيبُها
وبها يدورُ على الورى ديَّارُها
لكأنَّني بالأرض في دوَّامةٍ
من حزنها مما جنى كفَّارُها
مَنَحتْ بإذنِ اللهِ خير كنوزها
حتى تيسر للورى إعمارُها
أيكونُ نكرانُ الجميل جزاءها
منا ، فنرضى أن يسيء شرارُها ؟؟
إني لأسمتتعها تقولُ مقالةً
تفضي بها واحاتُها وقفارُها
ماذا أقول عن العراق وغزةٍ
و النَّاطقانِ ركامُها ودمارُها ؟
وعيونُ أقصانا دموعٌ لم يزل
يجري على ساحاتها مدرارها
سُرقتْ عباءتُها ، ومزِّق ثوبها
وأضيعَ في يوم الزفافِ سِوارُها
مالي وللأمم التي يُزري بها
أيزيسها ، ويضلُّها عِشتارُها ؟
مالي وللأمم التي تقتادُها
أطماعُها ويسوقُها دولارُها ؟
أنَّى أسير وراءها وهي التي
ما زال يقطع دوحتي منشارُها ؟!
أيُعالَجُ الجرح العميقُ بمثلِهِ
أتصونُ بائعة الهوى أطمارُها ؟!
طَرَفانِ مذمومانِ حينَ تطرَّفا
تعبت مراكبنا وزادَ عِثارُها
طَرَف التَّنطُّعِ في التَّديُّنِ لم يزلْ
لغةٌ من الإرهابِ ثارَ غُبارُها
وتطرُّفٌ جلَبتهُ علمانيَّةٌ
تُغوي العقول، غريبةٌ أطوارُها
وكأنَّني بهما حليفا فتنةٍ
ثقلت على أوطاننا أكدارُها
بئس الغلوُّ فإنَّهُ لَسجيَّةٌ
للمارقينَ ، خيارُها أشرارُها
بئس التنطُّعُ لا مكانَ لأهلهِ
في أمَّة درْبُ الرَّشادِ مسَارُها
بئس التقدِّم حين يسرق حرَّةً
من حِرْزِها حتى يضيعَ خِمارُها
بئسَ التَّقدُّم حين يصبحُ نكسةً
في الدينِ تنشُرُ بيننا أفْكارُها
تشقى المبادئ حينَ يصبِحُ أهلُها
تَبَعاً ، وحين يبيعها تجَّارُها
للمُلْكِ أركانٌ تُثبتُ صرحهُ
مهما دهاهُ من الخطوبِ سُعارُها
دينٌ ، وأخلاقٌ ، وعلمٌ راسخٌ
وعدالةٌ تبدو لنا آثارُها
إنَّ الممالِكَ كالرِّجالِ يصونُها
ويعزها في العالمينِ وقارُها
تبقى البلادُ عزيزةً بثباتِها
وبحبِّ ما يدعو إليهِ خيارُها
يحمي حماها حاكمٌ متمرِّسُ
وبطانةٌ تصفو لهُ أفكارُها
ويصونُها العلماءُ من نزقِ الهوى
فيعزُّ ساكنها ويأمنُ جارُها
يرقى بأنفسنا اليقينُ إلى الذُّرى
ويظلُّ يرفع شأنها إيثارُها
تبقى الشَّواطئ للسفينةِ مأمناً
إن كان في بحر الردى إبحارُها
للهِ درُّ بلادنا ، مِنْهاجُها
قرآنُها ، ودليلُها مُختارُها
هي دولةٌ بنيتْ على إسلامها
وبهِ سيبقى عزُّها وفخارُها

ريحانة شمران 06-19-2024 01:14 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » فمتى تعلمني ؟!


قالتْ : لقد علَّمتني الحبَّ العميق
وفتحتَ لي باباً ومهَّدتَ الطَّريقا
علَّمتني طُرق الحنينِ إليك حتَّى
بلَّغتني في لُجَّةِ الحبِّ المضيقا
علَّمتني أرْقى لُغات الحبِّ حتَّى
أحببتُ في لغةِ الهوى اللَّفظَ الأنيقا
أخرجتني من عزلتي وكسرتَ باب
لولاكَ لمْ يكسَرْ ، ولم أجدِ البريقا
أنت الذي أشعلتَ نيران اشتياقي
وأَثَرْتَ منها بين أضلاعي الحريقا
وغرستَ لي أزهار أشواقٍ وحبٍّ
وملأتَ كأس ترقُّبي منها رحيقا
سافرتَ بي حتى رأيتُ غروبَ حزني
ينأى ، وحتَّى صرتُ أحتضن الشروقا
علَّمتني ما لذَّ من همسٍ رقيقٍ
وجعلتني أَتَعَشَّقُ الهمس الرَّقيقا
علَّمتني ما كنتُ أجهل من جنونٍ
حتَّى تمنى خافقي ألاَّ يُفيقا
علَّمتني في الحبِّ درساً كنتَ فيهِ
أنتَ الحبيبَ ، وكنتَ لي الصَّديقا
فمتى تعلِّمني بربكَ حينَ تنأى
صبراً وعزماً صادقاً حتَّى أُطيقا؟!
ومتى تعلِّمني السُلُوَّ إذا ابتعدْن
عن بعضنا،ومتى تكون بي الشَّفيقا؟!
فأجبتها ، دَرْسُ السُّلُوِّ عليِّ صعبٌ
لمْ أستطعْ أنْ أفهم الدَّرس العميقا

ريحانة شمران 06-19-2024 01:14 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » وأضأت ليلي


ليل المعاناة ادلهمّْ
و الحزن في قلبي احتدَمْ
لكنَّني أرْضيتُ قلبي
بالإله وما قسمْ
ورميتُ خلف مبادئي
أوهام من خانوا القلَمْ
أرسلتُ شعري للسحا
ب ، فعادَ بالغيثِ العَمَمْ
وطردْتُ بالصبر القنوطَ
فما شكوت وما أَلَمّْ
وأضأتُ ليلي باليقينِ
فما استقرَّ و لا وجمْ
بيني وبين المجد را
بطةٌ ، بلغتُ بها القممْ
صافحتُ فيها الخيرَ مُبْ
تهجا ، وعانقتُ القيمْ
وبنيتُ صرحاً للمحبَّـ
ـةِ ، والمودة و الكرمْ
أقسمتُ بالله الذي
خلق الوجود من العدمْ
ما طاف بي يأس ، ولا
غطَّى على أملي الألمْ
أنا مسلم من أمَّةٍ
وسطيَّةٍ بينَ الأممْ

ريحانة شمران 06-19-2024 01:16 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » رسالة معايدة من شيخ فلسطيني


دعني فإنّكَ غافلٌ متشاغِلُ
والسَّرج فوق حصان عزمك مائل
أنا لا أراك لأن دمعي كُلَّما
حاولتُ أن أرنو إليكم هاطلُ
عندي جراحي والأنين ودمعتي
وتسلط الباغي، وظلمٌ هائلُ
في غزة الأبطال خطوي مسرع
أملاً، وخَطْوُ مواجعي متثاقلُ
دعني فعيدك لعبة نارية
فيها على فرح الصغار دلائل
أمَّا أنا فسمَاءُ أرضي حينَمَا
يبدو الهلالُ، قذائفٌ وقنابل
العيد جاء مكبَّلاً بحصارنا
تغلي عليه من الخُطُوب مراجلُ
فرحي بعيدي سُنَّةٌ محمودةٌ
وأنا لِمَا أمَرَ المُهيمنِ فاعلُ
ما زالَ يُفرحُنا قدوم هلالِهِ
فرحاً بهِ، لمَّا يُطلُّ نُقابلُ
ونظلُّ في ألم الحصار وجورهِ
من أجلِ بشرى المسلمين نناضلُ
فرحٌ وحزنٌ يصنَعانِ حكاية
للعيدِ، ليس لِمَا حوتهُ مثائلُ
في أرضنا المحتلة العيد الْتَقى
بصمود شعبٍ أثْخَنَتْهُ قَلاقِلُ
شعبٌ يرابطُ في الثغور ولمْ يزلْ
يَلْقَى العّدوَّ بهمَّةٍ ويقاتلُ
تتكالبُ الدُّنيا عليهِ ولم يزلْ
طوداً يناطحه الشقيُّ الجاهلُ
يا من يسائلني عن العيد الذي
يأتي إلى الأقصى وفيه نوازلُ
عجباً، أتسألني وفي شاشاتكم
عَرْضٌ بأنواعِ المصائبِ حافِلُ
عن غزَّة الأبطال في نَشراتِكُم
صورٌ يضيقُ بما حوتهُ النَّاقِلُ
وعنِ الخليلِ ومسجد الأقصى، وعن
أرضٍ تُقَّاوِمَ لصّهُا وتناضِلُ
دعني وحالي لا تسلني، ربَّما
بعثَ الجراحَ الساكناتِ السائلُ
أنا لنْ أُجيبكَ، كمْ سؤالٍ دونهُ
وخْزٌ منَ الألم المُبرِّح قاتِلُ
عذراً إذا ما قلتُ إنَّ سعادتي
بالعيدِ يَرْصُدُها الأسى ويُخَاتِلُ
بيني وبين سعادتي بالعيد في
أكنافِ مسجدنا تَحُولُ حوائلُ
زفَّته قنبلة إليَّ، تصبَّحتْ
بلهيبها داري وابني الراحلُ
فبأِّي إحساسٍ يقابل عيدَه
شيخٌ على دَرْبِ الجراح يُواصِلُ؟
عيديَّتي فكُّ الحصار ونُصْرةٌ
تأسو الجراح، فهل لديكَ بدائلُ؟!

ريحانة شمران 06-19-2024 01:17 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » للحب قلب نابض


للحبِّ قلبٌ نابضٌ ولسانُ
وله حسامٌ صارمٌ وسنانُ
للحبِّ وردته التي في عطره
سرٌ به أوراقُها تزدانُ
للحبِّ خيمته الكبيرة تحته
تلقى الأمانَ وتسعدُ الأوطانُ
الحب بستان الحيـاة وروضهـا
بجمالـه تتـألـق الأكــوان
ما قصة الحب التي هتفـت به
شفة القصيـد وغنـت الأوزان
هي قصة الوطن الكبير تعانقت
في ظلـه الواحـات والكثبـان
وطن تجمـع بالعقيـدة شملـه
وأقيم منه على الهـدى البنيـان
وطن عباءته الشمـوخ وثوبـه
ثوب الإبـاء ودرعـه الإيمـان
وطن تبادله النجـوم ضياءه
ألقاَ ويسقـط دونـه العدوان
وطن له الربح الكبيـر بدينـه
ولحاسديه البـؤس والخسـران
وطن حبـاه الله خدمـة بيتـه
شرفا له كـل الزمـان زمـان
في راية التوحيـد منـه حقيقـة
كبرى عليها تثبـت الأركـان
وطنٌ أتاك اليوم يرفـع رأسـه
ويمد كف الحـب يـا سلطـان
بأبيـك بعـد الله قـام كيانـه
نعم الأب الباني ونعـم كيـان
وافاك خادم مسجديك مرحب
وتسابق الإخـوان والأعـوان
وبك احتفى رجل المواقف نايف
وشعـاره التقديـر والعرفـان
حيـاك منـه وفــاؤه وولاؤه
وعطـاؤه الميمـون والإتقـان
لله موكبـك الكريـم يـزفـه
بإخائـه ووفـائـه سلـمـان
ماجئت أنت وإنما جاء الرضـى
لما أتيـت وغابـت الأحـزان
فرحت بمقدمك الكراسي التـي
في كـل جامعـة لهـا عنـوان
ترعى العلوم بها وتلـك رعايـة
فيها على إحسانـك البرهـان
واستبشرت موسوعـة عربيـة
لبهائها فـي المكتبـات مكـان
واستبشرت لغة العروبة لم تـزل
بين اللغات بما بذلـت تصـان
خذها إليك مع المـودة دعـوة
أن يستقـر بعدلـه المـيـزان
عد حيث كنت ولي عهدٍ قلبـه
مستبشر يسمو بـه اطمئنـان
عد حيث كنت فإنهـا لأمانـة
كبرى لها عند المهيمـن شـان
والعصر بحـر هائـج متلاطـم
تقتات فيه بمن هـوى الحيتـان
والمركب الميمون يعبـر سالم
لمـا يحكـم عقلـه الـربـان
عد حيث كنت مع المليك مبارك
لكما من الدين الحنيـف بيـان
فجميع ما في الأرض يصغر شأنه
لمـا يجـود بنصـره الرحمـن
ما أجمـل الدنيـا وأحلاهـا إذ
.صفت الرؤى وتكاتف الإخوان

ريحانة شمران 06-19-2024 01:17 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » يا قلب جدة

يا قلبَ جدة ما أدماك أدماني
وما تخطّاك من شكواك وافاني
أشجاك تيار سيلٍ جارفٍ وأنا
سيلُ المواجعِ والآلامِ أشجاني
لما رأيت وجوهاً كنتُ أعرفه
فيّاضةً بالرضا، بالبؤس تلقاني
شعرتُ أن جراحَ القلبِ نازفةٌ
وأن صوتاً من المأساةِ ناداني
يا قلب جدة يا نبضاً يبادلني
وجداً بوجدٍ وحرماناً بحرمان
ما زال يذرفُ شعري دمع أحرفه
ولم تزل تتساقى الدمع أوزاني
لما سمعتُ فتى يروي حكايتهُ
روايةً قرّحت بالدمعِ أجفاني
كان الفتى عند بابِ الدار تلفحهُ
من المواجعِ والآلامِ نارانِ
كان الحزينُ ينادي كل زاويةٍ
في الدار يرسلُ فيها طيفَ ولهانِ
يا دارُ، يا قبر أحلامي التي غرقتْ
في سيل جدة يا موجي وطوفاني
ويا لهيب الأسى في قلبِ منزلن
أراك تحرق أوراقي وأغصاني
هذي (قويزةُ) قلبي صار يُنْكره
وعبَّرتْ هي عن رفضي ونكراني
ضيَّعتُ فيها عناويني فلا عجبٌ
إن ضيّعتْ هي بعد السيلِ عنواني
بالأمس يملأ داري أنسُ ساكنه
أبي وأمّي وأخواتي وإخواني
واليوم وحدي نعم وحدي تلاحقني
أشباحُ همّي ويكوي الحزنُ وجداني
بالأمسِ بتْنا وشمل البيتِ مجتمعٌ
وراحةُ البالِ والبشرى رفيقانِ
بتنا نتابعُ أخبارَ الحجيج وفي
آمالِنا صورةٌ من يومِنا الثاني
بتنا نصوغُ ليومِ العيد بهجتهُ
ما بينِ أهلٍ وأحبابٍ وجيرانِ
غداً سنجلبُ بعد العصرِ أضحيةً
غداً سألقى بروحِ البشرِ أقراني
غداً، غداً، هكذا الإنسانُ يطلقُه
بصوتِ أحلامهِ في كل ميدان
وما أتاني غدٌ إلا بفاجعةٍ
لولا يقيني لهدّتْ كل أركاني
كان الفتى غارقاً في بؤسِ حالتِه
كطائرٍ كُسرتْ منهُ الجناحانِ
واسيتُهُ وبقلبي مثلُ لوعتِهِ
وحسرةٌ لو درى عنها لواساني
قلتُ: احتسبْ يا أخي واصبرْ وكنْ رجُل
لهُ من الصبرِ والإيمانِ درْعانِ
كُنْ شامخَ الصبر وارفع للسماء يد
فالصبْرُ والراحةُ الكبرى قرينانِ
لو كان من قدَّرَ الله الفناءَ لهُ
على رؤوسِ جِبالٍ ذاتِ أكنانِ
أو في حصونٍ وأبراجٍ مشيدة
محروسةٍ بسياجاتٍ وحيطانِ
لنالهُ ما قضى الرحمن من قدرٍ
يُفْني فقيراً وذا جاهٍ وسلطانِ
يا من وقفتُمْ على أفواهِ أوديةٍ
سدّتْ بردمٍ وترصيفٍ وبنيانِ
لا تجزعوا فلنا في ربّنا عوضٌ
إذا رآنا على صبرٍ وإذعانِ
يكفي مواجعنا فضلاً نسرُّ بهِ
ما يمنحُ الله من عفوٍ وغُفرانِ

ريحانة شمران 06-19-2024 01:18 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » وهج الحب





وَهَجَ الحُبِّ لا تزدْني حَنين

لا تزدْني فوق الأَنين أَنينا

أنا مازِلْتُ أَسْتَدِرُّ القوافي

وأُداري بهنَّ شوقاً دَفينا

لم أزل أستظلُّ بالصبر حتى

لا تراني عَيْنُ الحياةِ حزينا

لو رأى المعجبون بالشِّعر نار

أنضجتْ فَنَّه لَمَا عَذَلُونا

إنَّما الشعر لوحةٌ، لوَّنَتْه

يَدُ أحلامنا بما يُشجينا

هو منّا، ونحنُ منه، ولكنْ

هو يُصْلَى بنا، كما يُصلينا

ومن الشعر ما يكون لهيب

ومن الحبِّ ما يكون جنونا

وَهَجَ الحُبِّ لا تسلني فإني

في زمانٍ يُثير فينا الظنونا

في زمانٍ تخطَّفَتْه الدَّعاوى

وشكا من وسائل المرجفينا

لا تسلْني عن لُجَّةِ البحر لَّم

روَّع الموجُ في مَداهُ السَّفينا

لا تسلني عن حالِ قومي فإن

قد مشينا في البِيدِ حتى حَفِيْنا

ورأينا السراب يسخر مِنَّ

ورأينا رَمْضاءَها تزدرينا

وَهَجَ الحُبِّ، لا تكرِّرْ سؤال

يُشعل القلب، يستثير الشُّجونا

حينما تُبصر التخاذُلَ من

فستدري بأيِّ سَهْمٍ رُمينا

وستدري بأننا قَدْ تَعِبن

وعَطِشْنا، والماءُ في أيدينا

وبأنا إلى الخضوع جنحن

ووقَفْنا، وضَعْفُنا يَعترينا

كلُّنا في مدائن الصَّمْت صرن

بانكساراتنا نُدير الشُّؤونا

وضَعُفْنَا، وُلاةَ أمرٍ، وجَيْشَ

وشعوباً، ودائناً وَمِدينَا

وَهَجَ الحُبِّ، لا تَسَلْ عن ضعيفٍ

لا تَراه الأحداثُ إِلاَّ مَهينا

يُكْرمُ الذُّلَّ بالخضوع، ويَبْقى

بالمُروءات والإِباءِ ضَنينا

ضَعْفُنا، قُوَّةُ العدوِّ، ولول

ضَعْفُ قومي، ما حالَفوا التِّنِّينا

وَهَجَ الحُبِّ، لا تَدَعْني وحيد

حين أدعو مَنْ أَمرُهم يَعنينا

رُبَّ صوتٍ، يزيل عنَّا غبار

ويجلِّي أحلامَنا، ويُرينا:

يا وُلاةَ الأمور فينا، سلامُ

يجعل القولَ بيننا موزونا

فالسلام السليم من كلِّ زورٍ

وادِّعاءٍ يؤمِّن الخائفينا

سامحونا، إِذا نسجنا القوافي

من شظايا آلامنا سامحونا

صبرتْ أُمَّتي عليكم زمان

فجميلٌ لو أنَّكم تصبرونا

نحن والله، طيِّبون، لأنَّ

لو شرحتم صدروكم، لنسينا

اسمعوا ما نقول، فالحبُّ يَسري

في شرايين قولنا، اسمعونا:

ما منعنا أرضَ القداساتِ ممَّن

أَسْكنوا الرُّعْبَ غَزَّةً وجِنينا

ما حمينا أطفالَ حيفا وياف

والثَّكالى مِنْ حولهم يَبْكينا

ما سمعنا صوتَ المساجد تَدْعو

أنْقِذُونا من قبل أنْ يَهْدمونا

كم رأينا قَتيلةً وقتيل

ما منعنا مِنْ قتلهم شارُونا

كيف نحمي العراق أرضاً وشعب

دونَ صَفٍ موحَّدٍ يحتوينا؟

كيف نَسطيع صدَّ ذاتِ قرونٍ

زرعت رأَسَها العنيدَ قُرونا؟

كيف نلقى العِدَى برأيٍ هزيلٍ

ودروبٍ تَحيِّر السالكينا؟

اسمعونا فنحن نحمل حُبَّ

لو فقدناه، لم نكنْ ناصحينا

لم تكونوا كما يُحبُّ التآخي

كان جسمُ الخلافِ جسماً بَدينَا

بين شرقٍ وبين غربٍ مكثتم

تَتْبَعُون العَنْقَاءَ والحَيْزُبَونَا

إنْ نسيتم بعضَ الذي كان منكم

فاسألوا حالَ أمتي واسألونا

يا وُلاةَ الأمورِ، إنَّا عرفن

ما عرفتم، فكلُّنا عارِفُونا

أَوَ لَسْنا أهلاً نرى ما تَوارى

عن سوانا، ونعرف الأَقربينا؟

بعضُنا، باعَ نفسَه للأعادي

وجَفَا حينَ باعَها المسلمينا

أبعدَ المُصلحين عنه وأَدْنَى

كلَّ غاوٍ، وقرَّب الملحدينا

مدَّ كفَّيه للضلال، وأَغْضَى

طَرْفَ أخلاقه، وأَرْخَى الجبينا

وعصى ربَّه جهاراً نَهار

وتمادَى مكابراَ مُستهينا

وتجافى عن الكتاب، وأَلْغَى

بعضَ آياته، وغَشَّ المُتونا

صاغ من جهله كتاباً تراءَى

فيه إِبليسُ صاحباً وقَرينا

يَقْذِفُ الوَهْمَ للعقول، وَيُلْقي

رَحْلَه عند وَهْمِه مُستكينا

ظلَّ يَهذي عن التقدُّم جيل

بعد جيلٍ، ويدَّعيه سنينا

وانجلتْ ساحةُ الخداعِ لتُبدي

لضحايا الأَوهام ذئباً خَؤُونا

قد عرفنا معنى التقدُّم لمَّ

جاءَ بالحقِّ سيِّدُ المُرسلينا

عندنا راية العقيدةِ، فيه

كلماتٌ تزيدُنا تمكينا

إنَّها الشمس تنشُر النورَ حتى

يعجزَ الوَهْمُ أنْ يَغٌشَّ العيونا

ليس مَنْ يجعل الشريعةَ نَهْج

كالذي يجعل القوانينَ دينا

ما جَهِلْنا قَدْرَ الرِّجال، فإن

قد عرفنا أَصيلَهم والهَجينا

يا أولاةَ الأَمْرِ اسمعونا، فإنَّ

ما جَهلناكمو، ولم تَجْهَلُونا

لو رفعنا معاً شعارَ هُدان

لجعلنا حَبْلَ التَّآخي متينا

قد رأيتم كما رأينا جميع

خُلْفَ أعدائنا بما وعدونا

ورأيتم كيف امتطوا كلَّ ظهرٍ

غيرَ ظَهْرِ الوفاء، مستأسدينا

ورأيتم كيف استداروا علين

بقلوبٍ تأبى لنا أنْ تَلينا

جرَّدونا من الدُّروع، فلمَّ

جرَّدونا، بسهمهم صوَّبونا

كلُّ ما كانَ من دعاوى تَهاوى

وتلاشى ما كان يستهوينا

ووقفنا معاً أَمام الأعادي

وبنيرانهم جميعاً صُلينا

خندق واحدٌ كبيرٌ، وقفن

فيه، نرجو الخلاصَ ممَّآ ابتُلينا

نحن كُنَّا، وما نزالُ، ولكنْ

غايةُ المعتدين ألاَّ نكونا

يا وُلاةَ الأمور، هيَّا أقيمو

من صَفاءِ القلوبِ حصناً حصينا

ارفعوا رايةَ العقيدةِ حتى

تُبصروا الفجر ضاحكاً مُستبينا

حينما تُصبح الحقائقُ شمس

يشهد الفجرُ صحوةَ النَّآئمينا

لن تروا أَلْفَ خُطبةٍ وبيانٍ

دونَ فعلٍ، تَنيلُ ما تَطلبونا

هذه الأمة العظيمةُ عاشت

بخلافاتنا، أَسىً وفتونا

فامنحوها بعد التخاذُل عزم

لترى فيكم القويَّ الأمينا

أمتي حينما تمدُّ يديه

نحونا لا تريد إلاَّ اليقينا

غايةُ الأمر عنَدها، وهي تدعو

أنْ ترانا أمجادُها صامدينا

هي تَشْتاق أنْ ترى الصدقَ من

مُشْرقَاً كالضُّحى النَّقيِّ مُبينا

أمتي شيَّدتْ قِلاعاً وترجو

أنْ نُداري عنها العِدَى ونَصونا

يا قِلاعَ الأَمجادِ، إنَّا شُغِلْن

بخلافات قومنا فاعْذرينا

واطمئنِّي، فإنَّنا سوف نأتي

بقلوب تأبى لنا أنْ نَهُونا

بين قومي وبين دَرْبِ المعالي

خَيْطُ وَهْمٍ، لو جاوَزوه كُفينَا

يا قِلاعَ الأمجادِ، بٌشْراكِ، إنَّ

قد مَدَدْنا إلى الصَّباحِ اليَمينا

إِنَّها رَجْعَةٌ إِلى اللّه تمحو

عارَ قومي، وتْرْشِدُ التَّائهينا

ريحانة شمران 06-19-2024 01:18 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » هو الأمر بالمعروف


مواكب خيرٍ، موكب إثرَموكب
ومَشْرِقُ حَق لم يدنسْ بمغربِ
ودوحةُ حب ظلتْ كلَّ راحلٍ
من الشمس في قيظ الأسى المتلهبِ
مواكبُ، سارتْ من حراءٍ، مجاله
مع البدءِ مكيٌّ، وفي الختم يثربي
تألقت البطحاءُ لما تنسمتْ
شذاها وألقتْ نظرةَ المتوثبِ
مواكبُ، آياتُ الكتابِ دليلها
ومؤنسها في دربها سنةُ النبي
سرتْ في عروق الكون منها بشائرٌ
وهزَّتْ لها الآفاقُ أشرفَ منكبِ
ترقى بها في المجد كلُّ مصدقٍ
وخابتْ مساعي كلُّ غاوٍ مكذِّبِ
مواكب لم تحملْ سوى كل عاقلٍ
رشيدٍ خبيرٍ بالأمور مجرِّبِ
تخلفَ عنها كل مستهزئٍ بها
وقصَّر عنها سعي كل مذبذب
لها في رحاب البيتِ دعوةُ ساجدٍ
ودمعةُ مشتاقٍ، وصوتُ مرحبِ
وفي طيبةِ الهادي البشير لها يدٌ
تمدُّ بريحانٍ إلى المتطيِّبِ
وتنبتُ في نجدٍ بواسقُ نخلها
ويخصبُ في صحرائها كلُّ مجدبِ
وتسري إلى الآفاقِ منها نسائمٌ
تقرب أربابَ الصلاحِ وتجتبي
على الأمر بالمعروفِ شادتْ حصونها
حصوناً على أسوارها الغيمُ يحتبي
وتلقى ذُراها الأنجم الزُّهرُ في الدُّجى
ويلقي إليها البدرُ نظرةَ معجبِ
وترسمُ عينُ الشمسِ منها شعاعها
فيهربُ من أضوائها كلُّ غيهبِ
كأني أرى الأمجادَ من شرفاتها
تطلُّ، تنادينا نداءَ تحببِ:
خذوا من لساني اليومَ حكمةَ ناصحٍ
بغير معاني الحقِّ لم يتشربِ
من الأمر بالمعروف والخير أشرقتْ
على الناس شمسٌ وجهها لم يغيَّبِ
نعم يا نداءَ المجد في أذنِ المدى
نفضتَ غبارَ الوهم عن ذهن متعبِ
هو الأمر بالمعروف يرشدُ لاهياً
وينقذه من طبعهِ المتقلَّبِ
هو الأمر بالمعروف يصرف منكر
ويكشف دعوى كل ذئب وثعلبِ
رسالةُ كل الأنبياءِ، فما الذي
دها القومَ حتى أبرزوا وجهَ مغضبِ؟!
وما الأمر بالمعروف إلا شعيرةٌ
لها مطلبٌ يسمو على كلِّ مطلبِ
وقد سرَّنا في مهبط الوحي أنها
تميزنا في الواقع المتغربِ
لنا دولةُ التوحيد عزَّ مقامه
بمنهجها، لا بالهوى والتمذهبِ
حماها كتابُ الله من سوءِ منطقٍ
ومن فكرِ إلحادٍ وسوءِ تعصُّبِ

ريحانة شمران 06-19-2024 01:18 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » ماذا يظن المعتدي؟

ما كلٌّ من بدأ المكارم تمَّمَا أو كلٌّ من حفظ العلوم تعلَّما
ما كلٌّ من ألقى أمامك خطبة عصماء عن معنى الشجاعة أقدَما
من قال خذها باليمين وردَّها بشماله، كان البخيلَ الأشأما
كم عثرةٍٍ ذهبت بقيمة عاثرٍ فقدَ الكرامة بعدها وتحطَّما
كم أبصرتْ عيناك ثوبَ إهانةٍ قد لفَّ صاحبَهُ، وكان مكرَّما
ولكم رأينا جاهلاً متذبذباً يلقى الجموع مجَبَّباً ومُعمَّما
إن المكارم لا تتم لخائنٍ أبداً، وإن بذل الكثير وقدَّما
إن الكريم إذا أفاض عطاءَه مدَّ اليدين كريمتين وسلَّما
ويكون أكرم إن أفاض عطاءه للناس، مبتهجاً به وتبسَّما
أما الذي يعطيك وهو مقَطِّبٌ بجبينه، ويريك وجهاً مظلما
فهو البخيل بماله وبجاهِهِ مهما ادَّعى جاها، وأعطى درهما
عذراً أخا الإسلام في الوطن الذي أضحى بكعبتنا الشريفة معلما
عذراً أخا الإسلام في الأرض التي في عزها اشترك الإباءُ وأسهما
عذراً إليك إلى الحجيج، إلى الذي لبَّى وكبَّر للإله وعظَّما
عذراً إلى هذي البقاع ومن مشى فيها، ومن عرف العقيدة وانتمى
عذراً إلى من يحزمون أمورها بالدِّين، حتى صار أمراً محكما
عذراً تَزُفُّ به الزهور عبيرَها وبلحنهِ طيرُ الوفاء ترنَّمَا
عذراً إذا التهبتْ حروف قصيدتي وإذا غدا شعري لظَىَ وتضرَّما
فأنا أرى الأحداث تشعلُ نارَهَا في عالمٍ جعل الأمانةَ مغْنَما
وأنا أرى فتناً يؤجِّج نارها من لا يخاف الله أو يرعى الحمى
وأنا أرى متطاولاً متجاوزاً أسرى به الليلُ البهيمُ ملثَّما
جمعَ انحرافين: انحراف عقيدةٍ وسياسةٍ، وعلى انحرافهما ارتمَى
إنِّي لأعجب والعجائبُ جمَّةٌ للعقل، حين يرى الغزالة غَيْلما!!
ماذا يريد بمهبط الوحي الذي شربت منابت أرضِه وحيَ السَّما؟
هي دُرَّة الأوطان بالدين الذي أهدى لها عزَّ المقامِ وأكرما
من سار فيها بالضلالة والهوى والبغْي، سار إلى الضياع وأجرما
هي دُرَّة الأوطان، خارطة المدى تغذو القلوب هدى، وتسقي زمْزَما
هي من تقول: استعصموا بكتابكم ما خابَ من حمل الهدى واستَعصَمَا
هي كالأصيل من الخيول إذا رأى إحجام فارِسِه، شكاهُ وحمْحَما
ماذا يظن المعتدي، أيظنها ستمدُّ كفَّاً بالزهور، إذا رمى؟!
من حقنا المشروع صدُّ مكابرٍ ظنَّ الظنونَ بنفسِه فتقدَّما
لو كان ذا رأيٍ لقدَّر أمره ولعادَ عن إرهابه وتأثَّما
أَوْ كان ذا عقلٍ لصانَ لجارِهِ حقاً وبادله الوفاء وعظَّما
أتراه يجهل قدر مهبط وحينا سبحان من مَنَح العقولَ وقسَّما؟!!
قدْ تقلِبُ العينان صورةَ ما ترى لمَّا يُصيبُ بصيرةَ الرائي العَمَى
لله درُّ مرابطين بذكرهم قد أنجَدَ الخبرُ الصحيحُ وأتْهمَا
أبناؤنا لم يجبنوا لما رأوا وجه البغاةِ على الحدودِ تجهَّما
أهدتهموا جازان من واحاتِها فُلاًّ، من الحُبِّ الكبير مُنظَّما
بسطتْ لهم بُسُطَ الوفاءِ، وهكذا جازانُ تغدو بالوفاء الأكرما
ورأتهم الشُّمُّ الرواسي مثلَها فرمتْ إليهم بدْرَها والأنجُما
إني لأرجو أن يَنَال شهادةَ منْ قدَّم النفس العزيزة والدَّما
أما الذي ما زال في ساح الوغى فرعاه من يرعى العبادَ وسلَّمَا
إني أقول لكل صاحب بِدعةٍ في الدين، يشرب من هواها علقما:
لن يثبت الإيمان في قلب امرئٍ إلا إذا اتَّبع الكتاب وحكَّما
ميزان شرع الله يمنحُنا الرِّضا فلكم رعى حقاً وصان وقوَّمَا
من أضرم الفتنَ العظامَ مكابراً فلسوف يلقى الموتَ فيما أضرما

ريحانة شمران 06-19-2024 01:19 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » يا مقدسيون

يا مقدسيّون، يا رمزَ البطولاتِ في مسجد القدسِ، في مهْد الرسالاتِ
أنتم رسمتم دروبَ المكرماتِ لنا لما اعتكفتم بإيمانٍ وإخباتِ
ونحن ما زالت الدنيا تحاصرُنا بلهْوِنا، وبأنواعِ الملذَّاتِ
أسعدتم المجدَ حتى صار يكتبكم في أول السطر في كل السجلاتِ
نعم، وقفتم وقوفَ الصامدين، بلا مالٍ، ولا فضلِ أعدادٍ وقواتِ
كان الوقوفُ وقوفَ المؤمنين بما في وعدِ خالقهم من نصره الآتي
هذا اعتكافٌ عظيمٌ يا أحبّتنا عبادةٌ شرُفتْ بين العباداتِ
أنتم قليلٌ، فعلتم ما يشرفنا نعم القليل كثيراً في العطاءاتِ
وقفتم اليوم أبطالاً، يواجهكم جيشٌ تمرس في نشرِ الضلالاتِ
جيشٌ رأى أمةَ الإسلام واجمةً أمام كيدِ الأعادي والخياناتِ
تقابل المعتدي في كل مؤتمرٍ بما نرى من خضوعٍ للإهاناتِ
فمدَ كفاً إلى الأقصى مخضّبةً بما تجمّع فيها من نجاساتِ
يا مقدسيّون، يا كُحلَ العيونِ، ويا تاجَ الرؤوس، ويا فجرَ الطموحاتِ
أخجلتمونا وربِّ العالمينَ، فوا حُزني علينا، غرقنا في المتاهات
يا مقدسيّون لا يأسٌ ولا جزعٌ برغم هذي المآسي والجراحاتِ

ريحانة شمران 06-19-2024 01:19 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » الآن تسمع صرخة الأيتام ؟

الآن تسمع صرخة الأيتام ؟
وترى مدامع مصرنا والشام ؟

الآن تبصر ليبيا وجراحها؟
ورئيسها المسكون بالإجرام ؟

الآن تشعر بالشعوب وما جرى
من ظلمها في سالف الأعوام؟

أولم تزر مصر الجريحة حينما
كانت مكبلة بشر نظام؟

ألقيت فيها خطبة فضفاضة
ما كان فيها غير زيف كلام

أولم تعانق حينذاك رئيسها
وتعده من أفضل الحكام؟

عانقته متشاغلا بمقامه
عن بؤس شعب يصطلي بضرام؟

هل كنت تجهل ظلمه أم أنها
لغة المصالح في أذل مقام؟

حسنا، سنقبل منك دعواك التي
طيرتها بوسائل الإعلام

سنقول:إنك قد فطنت لحالنا
ونفضت عن عينيك كل قتام

ورأيت آلام الشعوب فأيقظت
فيك الضمير الحي بعد منام

ورأيت من أحوالنا ما لم تكن
ترنو إليه بطرفك المتعامي

سنقول :إنك قد رأيت حقيقة
كان الغطاء لها من الأوهام

حسنا،سنحسن بادعائك ظننا
متجاهلين حقائق الأرقام

سنقول: إن ضمير أمريكا غدا
متعافيا من اسوأ الأسقام

سنقول: إنك قد حزنت لحالنا
ورأيت حرقة أدمع الأيتام

فمتى ترى باللهظلمك أنت في
أفغاننا وعراقنا المقدام؟؟

ومتى ترى ظلم اليهود لأهلنا
في المسجد الأقصى الجريح الدامي؟؟

ومتى ترى اطفال غزة أصبحوا
ما بين أشلاء وبين حطام؟؟

أرئيس أمريكا. خطابك كله
وعد يحقق رغبة الحاخام

(أتظن أن الوعي فينا عاجز
عن فهم سر خطابك ( الأوبامي

القول سهل باللسان وإنما
بالفعل نرسم لوحة الإقدام

ريحانة شمران 06-19-2024 01:19 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » زمان الذل

في زمان الذل تغدو الهرولة

صورة للمهزلة
حينما يسكت من يعرف أن الحق له
ويرى أولمرت أو ليفني فيهتز ويدني منزله
ويريهم رقصة المذبوح يستحسن صوت القنبلة
في زمان الذل تشكو الأسئلة ؟؟
من إجابات الخضوع المذهلة
وإنكسارات الرجال المخجلة
وبقاء الحل وهماً في خيال المشكلة ؟؟
في زمان الذل تبدو المعضلة ؟؟
في وجوه كلما أقبلت المأساة جاءت مقبلة
لم تكن صامدةً يوما ولا مستبسلة
كلما نعرف عنها أنها أصبحت في غيّها مسترسلة
ولدينا لو أردنا الأمثلة ؟؟
في زمان الصمت تغدو الجلجلة ؟؟
صورة للقصف في أرض الرباط المهملة
صورة للظلم في عصرٍ يجيد العرقلة
يقتل الطفل ويستطعم جرح الأرملة ؟؟
في زمان الذل ذل الجبناء ؟؟
يصبح الفجر حزيناً وتصير الشمس أشلاء ضياء ..
ويصير الليل مسكونا بغدر العملاء ..
وبآهات الثكالى ودموع الضعفاء ..
في زمان الذل يغدو الدخلاء
عند بعض القوم فينا أصدقاء
يشربون الشاهي والقهوة !!
والشيء الذي منه ينفر من العقلاء ..
ولهذا لايبالون بأنهار الدماء ..
ودموع الأبرياء !!
وانهيارات بيوت الفقراء !!
واستغاثات النساء !!
في زمان الذل تغدو غزة المجد رهينة ؟؟
في قوانين الطواغيت سجينة !!
مالها والله ذنب يعرفونه ...
ذنبها الإيمان بالله الذي يستثقلونه
ولهذا يكرهونه ؟؟
حاصروها !!
حـرّك الباغي عليها الجيش أهداها جنونه ..
خسر الباغي فلن يستسلم الشهم الذي يحفظ دينه ؟؟
والذي يعلن بالله يقينه ..
ومن الله !!
تعالى الله !!
يستمنح في الخوف السكينة ؟؟
أبشروا بالنصر ؟؟
ياأبطالنا في غزة المجد
غدا تستقبلونه ؟؟
وغدا نعلنه للكون !!
كل الكون لما تعلنونه ؟؟

ريحانة شمران 06-19-2024 01:20 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» عبدالرحمن العشماوي » مواكب خير ، موكب إثرموكب


مواكب خيرٍ، موكب إثرَموكب
ومَشْرِقُ حَق لم يدنسْ بمغربِ
ودوحةُ حب ظلتْ كلَّ راحلٍ
من الشمس في قيظ الأسى المتلهبِ
مواكبُ، سارتْ من حراءٍ، مجالها
مع البدءِ مكيٌّ، وفي الختم يثربي
تألقت البطحاءُ لما تنسمتْ
شذاها وألقتْ نظرةَ المتوثبِ
مواكبُ، آياتُ الكتابِ دليلها
ومؤنسها في دربها سنةُ النبي
سرتْ في عروق الكون منها بشائرٌ
وهزَّتْ لها الآفاقُ أشرفَ منكبِ
ترقى بها في المجد كلُّ مصدقٍ
وخابتْ مساعي كلُّ غاوٍ مكذِّبِ
مواكب لم تحملْ سوى كل عاقلٍ
رشيدٍ خبيرٍ بالأمور مجرِّبِ
تخلفَ عنها كل مستهزئٍ بها
وقصَّر عنها سعي كل مذبذب
لها في رحاب البيتِ دعوةُ ساجدٍ
ودمعةُ مشتاقٍ، وصوتُ مرحبِ
وفي طيبةِ الهادي البشير لها يدٌ
تمدُّ بريحانٍ إلى المتطيِّبِ
وتنبتُ في نجدٍ بواسقُ نخلها
ويخصبُ في صحرائها كلُّ مجدبِ
وتسري إلى الآفاقِ منها نسائمٌ
تقرب أربابَ الصلاحِ وتجتبي
على الأمر بالمعروفِ شادتْ حصونها
حصوناً على أسوارها الغيمُ يحتبي
وتلقى ذُراها الأنجم الزُّهرُ في الدُّجى
ويلقي إليها البدرُ نظرةَ معجبِ
وترسمُ عينُ الشمسِ منها شعاعها
فيهربُ من أضوائها كلُّ غيهبِ
كأني أرى الأمجادَ من شرفاتها
تطلُّ، تنادينا نداءَ تحببِ:
خذوا من لساني اليومَ حكمةَ ناصحٍ
بغير معاني الحقِّ لم يتشربِ
من الأمر بالمعروف والخير أشرقتْ
على الناس شمسٌ وجهها لم يغيَّبِ
نعم يا نداءَ المجد في أذنِ المدى
نفضتَ غبارَ الوهم عن ذهن متعبِ
هو الأمر بالمعروف يرشدُ لاهياً
وينقذه من طبعهِ المتقلَّبِ
هو الأمر بالمعروف يصرف منكراً
ويكشف دعوى كل ذئب وثعلبِ
رسالةُ كل الأنبياءِ، فما الذي
دها القومَ حتى أبرزوا وجهَ مغضبِ؟!
وما الأمر بالمعروف إلا شعيرةٌ
لها مطلبٌ يسمو على كلِّ مطلبِ
وقد سرَّنا في مهبط الوحي أنها
تميزنا في الواقع المتغربِ
لنا دولةُ التوحيد عزَّ مقامها
بمنهجها، لا بالهوى والتمذهبِ
حماها كتابُ الله من سوءِ منطقٍ
ومن فكرِ إلحادٍ وسوءِ تعصُّبِ

ريحانة شمران 06-19-2024 01:25 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
محمد حسن فقي

https://www.aldiwan.net/public/image...6751048981.png
الشاعرمحمد حسن فقي

محمد حسن بن محمد بن حسين فقي،أديب وكاتب وشاعر سعودي. ولد في مدينة مكة المكرمة سنة 1914م، تلقى علومه بمدرستي الفلاح بمكة المكرمة، وجدة، وتخرج من مدرسة الفلاح بمكة المكرمة.وثقف نفسه بنفسه ووسع معارفه بالاطلاع على شتى كتب الأدب القديمة والحديثة، وكتب التاريخ والفلسفة، وغيرها.ودخل عالم الأدب من باب الهواية، وبدأ نظم الشعر وكتابة المقال الأدبي وهو في سن الثانية عشرة، وكانت أول قصيدة نشرت له بعنوان (فلسفة الطيور) في مجلة (الحرمين) القاهرية. أعماله: عمل أستاذًا للأدب العربي والخط بضعة أشهر بمدرسة الفلاح. ساهم في تحرير جريدة صوت الحجاز, ثم جريدة البلاد. كان أول مدير عام لمؤسسة البلاد الصحفية. ثم عين رئيسًا لتحرير جريدة (صوت الحجاز). ثم انتقل للعمل بوزارة المالية والاقتصاد الوطني فقضى شطرًا كبيرًا من حياته متنقلًا في وظائفها. ثم عين مديرًا عامًا بها، وبعد ذلك عين سفيرًا للملكة في أندونيسيا أيام مؤتمر (باندونج)، ثم نائبًا لرئيس ديوان المراقبة العامة بالرياض، ثم طلب الإحالة للتقاعد للتفرغ لأعماله الخاصة. مؤلفاته: له مؤلفات منها: نظرات وأفكار في المجتمع والحياة «في جزئين». وهذه هي مصر. فيلسوف. مذكرات وأفكار حول الحياة. الأجيال. مجموعة قصصية. بحوث إسلامية. ملحمة شعرية في رحاب الأولمب. ترجمة حياة مذكرات رمضانية دواوينه الشعرية: قدر ورجل. رباعيات. صدرت أعماله الكاملة في ثمانية مجلدات عام 1985 . رحل عن عالمنا سنة 2004م.

قصائد محمد حسن فقي

» محمد حسن فقي » انحراف .. وانعطاف


طباعة

يا هذه أَوَّاهِ لو تكْشِفينْ
عن قَلْبيَ الصادي!
لكُنْتِ عن أجوائه تَهْرُبينْ
من صُفْرةِ الجادي!
عَدَتْ عليه عاديات السِّنينْ
من كلِّ مِرْصادِ..!
يُخْفى الجوى الكاوِي. ويخفى الأنينْ عن الورى الرَّائحِ والغادي!
***
فسائليه علَّه يَسْتَجِبْ
وعاتِبيه علَّه يَسْتَبِينْ!
وعلَّه بعد الجفا يستطيب
رَجْعَةَ ماضِيهِ. ونَجْوى الحَنينْ!
وَيْحَ الهوى. وَيْحَ الفُؤادِ الحريبْ
من وحْشَةِ الهجر. ونأُي القرينْ!
هما بلاءٌ. ما له من طبيبْ
وكيف للطِّبِّ بقطع الوتينْ!
***
وساءلْتهُ فاسْتوى واجماً
كمُسْتفيق بعد طُولِ السُّهادْ!
أو كجريحِ لم يَزَلْ نازِفاً..
من سهْمهِ الغاَئِصِ وسْطَ الفُؤادْ!
فمن رآهُ ظَنَّه خائِفاً ..
من سطوَة الهجْرِ وظُلْم البِعادْ!
ظَنَّ الصِّبا يا وَيْحَه عاصفا..
لِطُولِ ما عانى. وسوء الحصادْ!
***
قالت له. يا أنْتَ يا هاجِري
وهو يَظُنُّ منِّي. افْتِئاتْ!
كيف تريَبْتَ بلا زاجِر..
بمن سقَتْ حُبَّك عّذْبِ الفُراتْ؟!
كيف؟! وما طَرْفُك بالسَاهرِ؟!
في حِينِ طَرْفي يتَمَنى السُّباتْ؟!
في حيِنِ قلبي لم يَزَلْ قاهري
على هَوىً عِنْدكَ أَمْسى رُفاتْ؟!
***
لا تَنْسَ يا هذا فأنت ارْتَويْتْ من مَنْهَلي العذْبَ. ولم تِشْكُرِ!
أمَّا أنا الظّمآى فإِنِِّي اكتَوَيْتُ
وأنْتَ لم تُحفَلْ. ولم تَشْعُرِ!
ظَمْآى.. فما الوَهْمُ بأنِّي اجْتَوَيْتُ؟! من قَلْبِكَ النَّاهِلِ من كوْثَري؟!
يا لَيْتَني أَشْعُرُ أنِّي انْتَهَيْتْ
من صَبْوتي هذي. ولم أَسْكَرِ..!
***
قال. وقد أَذْهَلَه قَوْلُها.
والآهُ. والدَّمْعُ. وطَيْفُ الحَنينْ!
يالَ فَتاةٍ.. راعَني عَذْلُها..
الصّادِقُ. الصّادِقُ. يُخْزي الظّنينْ!
أَدْمى ضميري عاتِياً نُبْلُها..
وأَظْلَمَ اللَّيْلُ على المُسْتَهِينْ!
ما كنت أَدْرِي أَنَّني ظالِمٌ..
لها. وأنِّي كنت بِئْسَ الخدينْ!
***
وقال يا هِنْدُ. أيا صَبْوتي..
قد كنْتُ أَعْمى سادِراً في ضلالْ!
يا ليْتَني لم أَقْتَرِفْ شِقْوتي
ولم أعِشْ مُكْتَئِباً في خبال!
أَوَّاهِ كَفِّي نَسَجَتْ كُرْبتي
وصَيَّرتْني نادِماً في اعْتِلالْ!
يا ليَْتَها تُطْفِىء من وَقْدَتي
فأسْتَوِي بعد اللَّظى في ظِلالْ!
***
وأَطْرَقَتْ هِنْدٌ. وقد زَلْزَلَتْ
ذِلَّتُه من قلبها المُسْتَهامْ!
كانت له نَعْماءَ فاسْتَهْولَتْ
شِقْوَتَه. وهو الهوى والمرامْ!
فَسالَ منها دمْعُها واشْتَكَتْ
بآهةٍ حَرَّى.. دفينَ الغَرامْ!
قالت له. أَنْتَ الذي ما اشْتَهَتْ
نَفْسي سواه. فعليكَ السّلامْ!
***
وانْطَلَقَا بَعْد طويلِ النَّوى
طَيْرَيْنِ في جَوِّ الفضاء الرّحيبْ!
بعد اعتكار راقَ صَفْوُ الهوى
وراقتِ البَسْمَةُ بعد النَّحيبْ!
ما أَعْذَبَ الألْفَةَ بعد الجوى
والنَّسْمةَ الحُلْوةَ بعد اللَّهيبْ!
قد شّبْعَ السَّاغِبُ بعد الطوَّى
وسكَنَ الخافِقُ بعد الوجِيبْ!


ريحانة شمران 06-19-2024 01:27 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» محمد حسن فقي » الضمير

سأدْخُلُ ذلك البَرْزَخ
ما أَدْرى الذي أَلْقى؟!
أَأَلْقى العُنْفَ يُدْميني؟!
أمْ ألْقى به الرِّفْقا؟!
وأّبْقى الجَنَّةَ الفَيْحاءَ
أَمْ أَلْقى به الحَرْقا؟!
عسى الرَّحْمنُ أنْ يُسْعِدَ
ضَرَّائي فما أَشْقى!
***
عَساهُ فإنَّني المَوْتُورُ
من شَيْطانِه الجاني!
أحاوِلُ تَوْبَةً عَصْماءَ
تنقذ رُوحِيَ العاني!
فَيُغْريني بما يَخْلبُ
ما يُثْمِلُ وُجْداني!
فلا أَمْلِكُ أَفْراحي
ولا أْمْلِكُ أَحْزاني!
متى أَسْلُكُ دَرْبَ الرَُشْدِ
ما أُصْغِي لِشَيْطاني؟!
***
لقد أَوْغَلْتُ في شَيْخُوخَةِ المُسْتَهتِرِ الظَّامي!
فما أَرْوى من الآثامِ
ما أسْلُو عن الجامِ!
لَبئْسَ الشَّيْبُ يُسْلِمُني
لما يُغْضِبُ إِسْلامي!
متى أَرْجِعُ عن غيِّي؟!
متى يا قَلْبيَ الدامي؟!
***
وقال القلْبُ وهو يَضِجُّ
لِلْعَقْلِ الذي سَكِرا؟
لماذا لم تُنِرْ دَرْبي؟!
ولم تَحْفَلْ بما انْكَسَرا؟!
فلو نبَّهْتَني ما كنْتُ أَرْكبُ مَرْكبي الخَطِرا؟!
ولاسْتَيْقَظْتُ.. واسْتَنْكَرْتُ كَيْما أَتَّقي الضَّررّا
فأنت اللَّعْنَةُ الكُبْرى
وأنْتَ بِشِقْوتي أَحْرى!
***
وكان العَقْلُ ذا زَهْو
وذا مَكْرِ.. فما احْتَفَلا!
ولا أَرْبكَهُ القَوْلُ
من القَلْبِ الذي اخْتبلا!
فقال له. لقد زَلْزَلْتَ قَصْراً.. فاغْتَدى طَلَلا!
وقد حاوَلْتُ.. لكِنْ كنْتَ تَهْوى الإِثْمَ والزَّلَلا!
***
وكنْتَ تَظُنُّني الحاسِدَ
لا يَرْضى لَك الأُنْسا!
فرحْتَ تَعُبُّ في اللَّذَّاتِ عَبَّا يُهْدِرُ البأْسا!
وما كانَتْ سوى الفْأْسِ
الذي يَخْتَرمُ الرَّأْسا!
لقد كانَ اليَقينُ التَّمُّ
في عين الهَوى حَدْسا!
***
فماذا يَصْنَعْ العَقْلُ
إذا الحِسُّ اجْتَوى العَقْلا؟!
إذا ناصَبَهُ العُدْوانَ
واسْتَكْبَرَ واسْتَعْلى؟!
وآثَرَ أن يكُونَ الفَضْلُ.. يَسْتَجْدي المُنى.. الجَهْلا؟!
أَلَمْ تَقْطَعْ.. وقد حاوَلْتُ أن أُنْقِذَكَ.. الحَبْلا؟!
***
كان هناك مَنْ يَسْمَعْ ما قالاهُ.. فانْتَفَضَا..!
لقد كان الضَّمِيرَ الحُرَّ
وهو النَّجْمُ إنْ وَمَضا!
وقال كِلاكُما في الغِشِّ والبهتانُ.. قد رَكَضا!
فلا الحُسْنُ الذي تابَ
ولا العَقْلُ الذي رَفَضا!
***
فأمَّا الحِسُّ. فالهائِمُ في أجْواءِ شَيْطانِ!
حَليفُ الدَّنَّ بيْن الغِيدِ
بِئْسَ الخانِعُ الجاني!
فما تَلْقاه إلاَّ الذّاهِلَ المَخْمورُ.. إلاَّ المُوجَعُ العاني!
فما هو غَيْر شِلْوِ الإِثْمِ
وَحْشاً غَيْرَ إنْسانِ!
***
وأمَّا العَقْلُ .. ما أَحْراهُ بالخِزْيِ لِما اقْتَرَفا!
لِما مَانَ.. وما خانَ.. وما غَشَّ. ولا اعْترفا!
هو الُّلؤلُؤُ.. قد كانَ.. فعاد بِزَيْفِه صَدَفا!
أَرى في اثْنَيْهِما جُرْحاً
سَيُشْقينا إذا نَزَفا!
***
فما أحْلا الضَّميرَ الحُرَّ
ما أغْلاهُ.. ما أَسْمى!
ألا لَيْتِي أعِيشُ به
فما أَسْغَبُ أَوْ أَظْما!
ألا لا يَسْتَوي المُبْصِرُ بين الناس. والأَعْمى!
هو النُّعْمى فَهَبْنيهِ.. إلهي.. وهو الرُّحْمى!

ريحانة شمران 06-19-2024 01:27 PM

رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
 
» محمد حسن فقي » كنت .. فصرت

سَرْمَدِيَّ الظلامِ قد شفَّني السُّهْدُ.. أما للظَّلامٍ هذا انْقِشاعُ؟!
أنا منه في غَمْرةٍ عزَّني الرُّشْدُ بِبأُسائِها .. وعزَّ الصِّراعُ!
وَيكأنِّي في مَرْكَبٍ تزْأَرُ الرِّيحُ بأَرْجائهِ.. ويَهْوى الشِّراعُ!
وكأَنِّي أَغوصُ في اليَمِّ.. لا البأْسُ وَلِيِّي.. ولا وَلِيِّ الخِداعُ!
***
سَرْمَدِيَّ الظَّلامِ هذي لياليكَ
تُدَجِّي عَقْلي. وتُظْلِمُ حسِّي!
صِرْتُ لا آلفُ الرِّفاقَ.. وقد كانُوا كِراماً.. ولَسْتُ آلفُ نَفْسي!
ما الذي فِيَّ غَيْرُ ما في الأناسِيِّ
فأغدو في مأْتَمٍ يَوْمَ عِرْسي؟!
هِمْتُ بالطِّرْسِ واليراعِ
فما عاد يراعي الهوى. ولا عادَ طِرْسي!
***
سَرْمَدِيَّ الظَّلامِ ما عادَ مائي
النَّميرُ.. النَّميرُ يَرْوِي أُوامي!
ليسَ يَرْوِي الأُوامَ هذا سوى الحُبِّ.. وقد عاد ثاوياً في الرِّغام!
كيف يَرْوِي الرُّفاتُ قَلْباً شّجِيَّا
كان ثم اجْتَوى شُجونَ الغَرامَ؟
واجْتَوى الحُسْنَ بعد ما كانَ صَبّاً
بِنَسيمِ الغرامِ أو بالضَّرام!
***
سَرْمَدِيَّ الظَّلامٍ.. إنِّي غَرِيبٌ
بين أُهْلي. ومَرْبَعي ورِفاقي!
قد شَرِبْتُ الكأَسَ الدِّهاقَ من المُرِّ.. فهل بعد شُرْبها من دِهاقِ؟!
ولقد كان لي عرائِسُ أمْشاجٌ.. حِسانٌ.. فَراعَهُنَّ طَلاقي..!
هل خَسِرْتُ السِّباق.. أم فُزْتُ بالسّبْقِ.. كِلا اثِنَيْهِما ابْتُلي بالمِحاقِ؟!
***
لم أَعُدْ أَشْتَهي. وهل يَشْتَهي الصَّخْرُ؟! وكلاَّ فَمْرْحَباً بالفَناءِ..!
فلعلي أَرى حياةً نقيضاً
لِحياتي هذي الَّتي كالهباءِ..!
فأرُودُ الفضاءَ أَرْنو إلى الشُّهْبِ
وأشدو بِنُورِها الوضَّاءِ..!
وهي تَرْنو إليَّ غَيْرَ مُسيئاتٍ. فأنْسى بِهِنَّ دُنْيا الشَّقاءِ!
***
سَرْمَدِيَّ الظَّلام لو كنْتَ تَدْري
بسُهادي لَكُنْتَ أَحْنى ضَمِيرا!
ولَنَوَّلْتَني القَليلَ من النَّوْمِ.. من الأُنْسِ.. كيْ أَعُودَ بصيرا!
كُنْتُ فيك الضرِيرَ يعْثُرُ في الحَظْو
ويَخْشى من المسير المَصيرا!
وارْتَضَيْتُ المسِيرَ رَغْمي. وهل يَمْلِكُ مِثْلي إلا جَناحاً كَسِيرا؟!
***
سَرْمَدِيَّ الظَّلام. مُنْذُ يفاعي
كنْتُ أَرْنُو إلى المَصَير هَلُوعا!
كانَ أَهْلي يَرَوْنَ حُزْني وما أَعْجَبَ حُزْناً يَقُدُّ مِنّي الضُّلوعا!
عَجِبوا منه واسْترابُوا وقالوا
لِم تُذْرِي يا طِفْلُ هذى الدُّموعا؟!
قُلْتُ مُسْتَضْحِكاً.. رأيْتُ مَناماً
مُفْزِعاً.. فاسْتَفَقْتُ منه جَزُوعا!
***
هكذا كنْت. واسْتَحَالَ يَفاعي
لِشبابِ تَحْلُو به النَّزَواتُ!
ورأَيْتُ الرِّفاقَ صَرْعى من النَّشْوةِ.. تَسْطُو عَلَيْهِمُ الشَّهواتُ!
لا يَفيقُونَ مَن غَرامٍ وسُكْرٍ في دِياجيرَ.. ما لَها مِشْكاةُ..!
ولقد كنْتُ مِثْلَهُمْ فَتَهاوَيْتُ إلى الدَّرْكِ مَهِيْضاً وغاضَ مِنِّي الفُراتُ!
***
سَرْمَدِيَّ الظَّلامِ هذي حياتي
صَفَحاتٌ مُسْوَدَّةٌ لا تَشُوقُ!
سادَ فيها الغُرُوبُ فاللَّيْلُ أَهْدى.. مِن نَهارٍ. وارْتَدَّ عَنْها الشُّروقُ!
فَهِيَ تَهْفُو إلى الضَّلالِ.. وما يَعْرِفُ مِنْها إلا التٍّرَدِّي.. السُّموقُ!
كيف عاف البُرْدَ السَّلِيمَ شَقِيٌ
فَتَعرَّى.. وتَيَّمَتْهُ الخروق؟!
***
يا إلهي. إنِّي أُحِسُّ دَبِيباً
بين جَنْبَيَّ.. هامِساً لضميري!
آنَ لِلنَّفْسِ أنْ تَفِيءَ إلى الرُّشْدِ. وأنْ تَتَّقِي عّذابَ السّعير!
فَتَباشَرْتُ بالهدايةِ والتَّوْبِ.. وما عُدْتُ بالغوِي الغرِيرِ!
أَنْتَ . أَنْتَ الذي يَمُنُّ فيَرْقى
لِلذُّرى الشُّمِّ من ثَوى بالحفير!


الساعة الآن 03:34 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية