![]() |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » ما كان أشقاه
يال قُيودي من قُيودٍ ثِقالْ أَرْسُفُ منها في لُغُوبٍ شديدْ! كأَنَّني أَحْمِلُ منها الجِبالْ ولَيْسَ لي عن حَمْلِها مِن مَحِيدْ..! *** كأَنَّني أَحْمِلُ منها الرِّثاءْ لعالَمٍ يَشْقى بما يَصْنَعُ..! ما كانَ أَحْرَاهُ بِصُنْعِ الهَناءْ فالرَّوْضُ لا يَفْضُلُه البَلْقعُ..! *** قُلتُ لِنَفْسي وهي تّذْرِي الدُّمُوعْ وما تَرى في جَنبِها مِن رَفِيقْ..! تَبَصَّري في كلِّ هذي الرُّبوعْ أَثَمَّ فيها غَيْرُ هذا الطَّريقْ؟! *** هذا الطَّريقُ الوعر ما يَسْتَوِي عليه.. رَغْمَ الدّجْنِ يَلْوي المَسِيرْ! إلاَّ الذي غامَرَ ما يَنْتَوِي إلاَّ التَّسامي. وشُموخَ المَصِيرْ! *** ما أَرْهَبَ الدَّرْبَ على أنَّه دربوإنْ أَظْلَمَ– دَرْبٌ قَوِيمْ! مَشى به قَوْمٌ فَأَلْفَيْنَهُ يُفْضي –وإنْ أَضْنى– بهم للنَّعِيمْ! *** سَلَكْتُهُ والنَّاسُ حَوْلي تَرى أنِّي عَمِيٌّ.. وهُمُ المُبْصِرون! يا لَيْتَني أَرْقى لِشُمِّ الذُّرى به.. ولّوْ كانَ شَمُوساً حَرُون! *** أُحِسُّ في غَوْرِ ضَمِيري هَوىً إلى نَقاءٍ من ضروب السَّوادْ! كانتْ رُكاماً من أَثامٍ ثَوى به. فأشْقَتْني وخِفْتُ المَعادْ! *** قامَ صِراعٌ بَيْنَنا عاصِفٌ ما بَيْن نَصْرٍ وانْهِزام مُخِيفْ! أَنا به مُنْطَلِقٌ.. راسِفٌ وَطِربٌ حِيناً. وحِيناً أسيفْ! *** وقُلْتُ. هل أَغْدو بهذا الصِّراعْ شلْواً.. وإلاَ فأَنا الظَّافِرُ! هذا مَصِيري.. وَيْلَ صَرْعى النَِزاعْ من حُفْرَةٍ يَثْوِي بها الخاسِرُ! *** وقُلْتُ.. يا رُبَّتَما خاسِرٍ.. .. أَحْظَى من الرَّابِحِ في بَعْضِ حينْ! إنْ كان لا يَيْأَس من حاضِرٍ يَنالُ منه الرِّبْحَ. رِبْحَ اليَقينْ! *** فَرُبَّ رِبْحٍ كان فيه الطَّوى لِلرُّوح. والتخمَةُ للهَيْكَلِ ومَا أَرَى فِيه لِمثْلِي اعتلاءْ .. بَلَ إنّه المُفْضِي إلى الأَسْفَلِ فَلَيْس رِبْحُ الأرْضِ مِثْلَ السَّماءْ وليْسَتِ البُومةُ كالأَجْدَلِ! *** مَنْ أنا يا نَفْسي. لقد هالني مما أُقاسِيهِ شُواظُ اللَّهيبُ! لَشَدَّ ما يَقْسُو الذي نالَني من حَيْرةٍ تَدْفَعُني لِلْقَلِيبْ! *** فهل أَنا وَحْدِي الَّذي أَنْتَهي دُونَ سِوائِي لِلْعماءِ الرَّهِيبْ؟! أَعْرِفُ ما يَنْفَعُ.. ما أَشْنَهِي وأَنْثَنِي عنه إلى ما يُرِيبْ! *** يالَ قضاءِ القادِرِ العاجزِ مِن يَوْمِهِ.. من غّدِهِ المُلْتَوى! فَليْس بالرِّاضي ولا النَّاشِز وليس إلا الواهِمَ المُكْتَوى! *** هل ثمَّ في الدُّنيا كهذا الجوى يُذِيبُ مَن لم يحْتَفِلْ بالهوى؟! ما ذاقَه لُقْيا.. وذاقَ النَّوى فما اهْتَدى يَوْماً.. ولكنْ غوى! *** أَحْسَبُني لُغْزاً فما يَهْتَدي لِحَلِّه بَرُّ ولا فاجِرُ.. ..! أَوَّلُه يَسْدُرُ في غَيْهَبٍ وما لَهُ في مَشْمِسٍ آخِرُ..! *** فهل له في مُلْهِمٍ يَسْتَوِي بِفِكْرِهِ فَوْقَ مَسارِ النُّجومْ؟! يَشْفِي الفُؤادَ اللاغب المُنطوِي على كُلُومٍ فَتَّحَتْها السُّمومْ! *** لو أَنّني أَلْقاهُ أَعْطَيْتُهُ.. .. نَصْفَ حَياتي. وهو شِعْرٌ هَزِيلْ! وإنْ أَبى الصَّفْقَة أَغْرَيْنُه بها جميعاً. فهي حَمْلٌ ثَقِيلٌ! *** رُبَّ حياةٍ أصْبَحَتْ نِقْمَةً على الذي عانى بها شِقوَتَيْنْ! عانى بها نَبْذَ الهوى مَرَّةً والغَيِّ أُخْرى فَهوى مَرَّتَيْنْ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » ارتفاع .. وانحدار
أمَّا أنا. فقد انْتَهَيْتُ وما أُؤَمِّلُ في الرُّجوعْ! فلقد سَئِمْتُ من النَّزُولِ كما سَئِمْتُ من الطُّلوعْ! ولقد سَئِمْتُ من الظَّلامِ كما سَئِمْتُ من السُّطُوعْ! حتى الحياة سَئِمْتُها وسَئِمْتُ من حُلْوِ الرُّبُوعْ! الخَوْفُ من هَوْلِ المصِيرِ يَدِبُّ ما بَيْنَ الضُّلُوعْ! لا لِلأُصُولِ أحِنُّ من سئمي الكئيبِ. ولا الفُروعُ! أطْفِىءْ شُموعَكَ إنَّني أَطْفَأْت يا زَمَني الشُّمُوعْ! جاءَ الحَبيبُ فَقُلْتُ يا جُنَّي لقد ماتَ الوَلُوعْ! فأنا العَيُوفُ من الهوى ومن الفُتُونِ. أنا القَنُوعْ! فإذا رأيْتُ الفاتِناتِ فلا أَنِينَ. ولا دُمُوعْ! وأَشْحْتُ عن دُنْيا الغَرامِ فلَنْ تَرَى مِنَّي الخُضُوعْ! فَقَدِ احْتَمَيْتُ من السِّهامِ المرهفات بما اقْتَنيْتُ من الدُّروعْ! *** لَمَّا رأَتِني قد أَشَحْتُ توهَّمَتْ أَنِّي الكَذُوبُ! هذا المُشِيحُ أّلأَمْ يكُنْ بالأَمْسِ تُثْخِنُهُ النُّدوبْ؟! أَوَ لمْ يكُنْ يجري وراء الغانياتِ ولا يُنَهْنِهُهُ اللُّغوبُ؟! ويَظَلُّ يَجْري. لا يكُفُّ عن المخازي المُوبِقاتِ. ولا يَثُوبُ؟! قد كنْتُ أصْفَعُهُ بإِعْراضي. فَيَرْ ضى بالهوانِ. ولا يَطيبُ له الهُروبُ! ماذا اعْتَراهُ؟! وكانَ شَيْطاناً تروق له المباذِلُ والعُيُوبُ؟! لا. لَيسَ يَخْدعُني تَبَتُّلُهُ وهل تَلِدُ التَّبَتُّلَ والتَّرانِيمُ. الذُّنُوبُ؟! ذِئْبٌ تَزَمَّلَ ثَوْبَ أَطْلَسَ تَسْتَطِيلُ به المخالِبُ والنُّيوُبُ! هَلْ تابَ عن ماضِيهِ؟! كلاَّ فالمُتَيَّمُ بالخطايا لا يَتُوبْ؟! قَهقَهْتَ حِينَ أرادَ وَثْباً لم يُطِقْهُ وَنىً. وأعياه الوثوبُ؟! أَيكُونُ من عَجْزٍ تنكَّرَ واسْتَبانَ كزاهِدٍ. وهو اللَّعُوبَ! ما عادَ تَفْتِنُه الرِّياضُ وعادَ تَفْتِنُه المفاوِزُ والسُّهوبُ! *** أَأَنا الكذُوبُ؟! أنا المرائي؟! أمْ هي المِغْناجُ سكْرى؟! سَكْرى من الحُسْنِ المُمَرَّغُ في الرغام. وما ترى في ذاك خُسْرا! وتَراهُ رِبْحاً تَسْتَقِيم به حياةً لا ترى في الطُّهْرِ فَخْرا..! أجَرِيحةَ الحُسْنِ المَضَرَّج لسْتُ أَهْوى الحُسْنَ عُهْرا! الحُسْنُ إنْ لم يَسْتَعِزَّ فإِنَّه بالقَبْرِ أَحْرى! وأنا الذي طَلَّقتُ أيام الصَّـ بابةِ واقْتًنَيْتُ الحُبَّ سِفْرا! صَدَّقْتِ. أَم كذَّبْتِ ما أبْدَيْتُهُ.. سِرّاً وجَهْرا! فَهُناكَ سِرْبٌ من لِداتِكِ قد طَعِمْنَ به الأَمَرَّا! ظَنُّوا كَمِثْلِكِ ويْلَهُنَّ بأنَّني أَمْسَيْتُ صِفْرا! أهْلاً بما قالوا. وقُلْتِ وقد يكُونُ القَوْلُ هُجْرا! ما قُلْتُهُ يَوْماً فقد أَرْخَيْـ تُ دون الهَجْرِ سِتْرا! فِكْري وقَلْبي هَنَّآني أَنْ غَدَوْتُ اليَوْم حُرَّا! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » صبوة الشيخ
ما أراني من بعد ما شِخْتُ إلاَّ طَلَلاً بالِياً جَفَتْهُ العُيُونُ! كان رَوْضاً تَرْعى الحسانُ مَجالِيه شّذِيّاً تَرِفُّ فيه الغُصُونُ! صَوَّحَتْهُ الأَيَّامُ. واستشرت الرِّيحُ عليه. فَراحَ عنه الفُتُونُ! وأراني أشِيحُ عن رُؤُيَةِ الغِيدِ وقد كانَ لي بِهنَّ جُنُونُ! يال حُزْني على الصِّبا ومغانيه فقد أجْهَزَتْ عليه السِّنونُ! ولقد قالتِ الصبايا. وقد كُنَّ بِمَنْاىً عنِّي.. عَدَتْه المَنُونُ! كانَ فينا الوَرِيقَ.. هل صَوَّحَ الرَّوضُ. وقد عَطْعَطَتْ عليه الحُزُونُ؟! ولَئِنْ كانَ فهو ماضٍ وَضِيءٌ فيه راياتُهُ. وفيه الحُصونُ! لا نطيق العُزُوفَ عنه ولو شاخَ فإن العِقْدَ الثَّمِينَ. ثَمِينُ! لن يَهُونَ الكريم فينا.. ولن نَجْحَدَ كَلاَّ. فهو السَّريُّ المَصُونُ! وتَنادَيْنَ فانْتَهَيْنَ إلى النَّجْوى وفيها مِنِّي الهوى والشُّجُونُ! وإذا بي أرى ويا طيبَ مَرْآيَ لِمَغْنىً تَرِفُّ فيه اللُّحونُ! من نَشِيدٍ ومن غُناءِ شَجِيٍّ فأنا مِنْهم الغَوِيُّ الرَّصِينُ! *** أَيُهذا الفاني العَجوزُ تحامَقْتَ فما أنْتَ بالغَرامِ قَمِينُ! لم تَعُدْ بالهِزَبْرِ. فالغاب أَهْوى بعد كان َ عامراً.. والعَرينُ! هذه صَبْوةٌ تُرَدِّيكَ لِلْقاعِ فأنت المُصَفَّدُ المسجونُ! ماجِنٌ أًنْتَ إنْ صَبَوتَ. وقد يَسْخَرُ منكَ الهوى. ويَلْهُو المُجونُ! *** وَيْ كأَنِّي بين الأنامِ غَرِيبٌ ليس لي بَيْنَهُمْ فْؤادٌ حَنونً! قلتُ للدَّهْرِ وهو يُسْرعُ في الخطو تمادّيْتَ أيّهذا الطَّحُون راعَني ما لَقِيتُه من سِنيني فكأَنَّ السِّنين! مِنْكَ قرونَ! وكأَنِّي مَجَلَّلٌ بالسَّمادِيرِ يَقيني أجَلُّ منه الظُّنُونُ! قِيلَ عَنِّي أنٍّي بما كانَ فَوَيْلي إذْنْ بما سَيَكُونُ! أيكُونُ الجُنونُ؟! كلاَّ فإِنِّي عَبْشَمِيٌّ يَرْتاعُ منه الجُنُونُ؟! *** وبدا لي الصَّوابُ فانْصَعْتُ إليه.. بعد الضَّلالِ المُبِينِ! كنْتُ في غَفْلةٍ نسِيتُ بها الشَّيْبَ فأفْلَتُّ مِن عذابٍ مَهِينِ! كيف يَرْضَيْنَ بالثَّعالِبِ يَزْحَفْنَ ويَنْأَيْنَ عن ليوثِ العَرِينٍ! رُبَّما جِئْتُهُنَّ يَوْماً فَقَهْقَهْنَ وأرجعنني بِقَلْبٍ حَزِينِ! ولقد يَرْتَجي العجوز بمَجْدٍ وحُطامٍ نَوال حُسْنٍ مَشِينِ! لَسْتُ هذا أنا. فإِنَّ شبابي فاز بالحُسْنِ خاضِعاً. والحَنِينِ! لم أَكُنْ بالرهين يَوْماً فَعِنْدي من سَراةِ الحِسان ألفُ رَهينِ! حَسَدُوني الرِّفاقُ.. حتى لقد كِدْتُ غرُوراً.. أَقُولُ. أَيْنَ قَرِيني؟! آهِ من هذه الحياة فَكَمْ مَنَّتْ وضّنَّتْ.. بِشَدْوِها والأَنِينِ! كم سقَتَنْي الأُجاج صَبَاحاً فَتَجرَّعْتُه مَشُوباً بطين! ثُمَّ جاء المساءُ مِنها بما لم أَتخَيَّلْهُ مِن زُلالٍ مَعِينِ! لَسْتُ وَحْدِي. وما أَلُومُ فقد عِشْتُ سعيداً بِشَكّها واليَقِينِ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » المصباح المكسور
لا.. لستُ أَقْوى يا فتاتي أنْ تَحولي.. أو تَصُدِّي.. مِن بعد عُمْرٍ عِشْتُ فيه .. وعاش في الفِرْدَوْسِ وَجْدي.. قد كنْتِ فيه معي.. وما كنْتُ الأثيرَ به لِوَحْدي.. فَتَرفَّقي أو سوف تَغْترِبين في دُنْياكِ بعدي.. *** لا.. لسْتُ أَرْضى. لا بِدَمْعي المُسْتَفِيضِ ولا بِسُهْدي.. مِن بَعْد أنْ أَصْبَحْتِ مِنِّي.. كوكبا في الجَوّ يَهْدي.. وغَدَوْتِ بَيْن الغِيد سِحْراً في طَيالِسِهِ. وفتنةَ مُسْتَبِدِّ.. وغَدَوْنَ هن.. على طلاوتهن عيشاً غير رَغْدِ.. *** لا.. لسْتُ أَقْوى بعد تضحيتي وإيثاري وشَجْوي.. أَنْ تَحْتَفي بعدي بِنِسْناسٍ. وأَنْ تَرْضَيْ بِجرْوِ.. وأنا الذي أختْالُ ما بَيْنَ النُّجومِ بِمَحْتدِي وبِحُلْو شَدْوي.. هل صِرْتِ سِلْعةً مُشْتَرِينَ بِلُؤلُؤٍ رُطْبٍ وفَرْوِ؟.. *** لا.. لَسْتِ أَنْتِ من اشْتَهيْتُ وصالَها تلْكَ الطَّهُورْ.. أنا لَسْتُ أهْوى غَيْرَ مُحْصَنَةٍ. بِعفَّتِها فَخُورْ.. حَسْبي بِذلك مِن جَمالٍ تزدهي منه السُّتُورْ.. شَتَّانَ ما بَيْن النَّسِيمِ. وبَيْن عاصِفةٍ دَبُورْ.. *** لا.. إنَّني الشِّعْرُ المُرَفْرِفُ بَيْن هاماتِ الكواكبْ.. لن أَرْتَضِي الحُبَّ المُدنَّسَ. تَستَحي منه المناقِبْ.. لا تَرْتَجِي الرُّجْعى. فإنَّ شمائِلي تَأَبى المثالِبْ.. نَأْبى الغَوانِيَ راقصاتٍ فوق أَشْلاءِ المناكبْ.. *** لا.. فَتّذكَّري كم كُنْتِ تُغْريني بِعاريةِ المفاتنِ واللُّحون. ولَكمْ عَفَفْتُ. وكم عَزَفْتُ بِرَغْمِ ملتهب الشُّجُونُ. فَأَراكِ غاضِبَةً تدمدم. لا تكف عن الجُنُونُ.. كَلاَّ. أنا في هَوايَ أضِيقُ ضّرْعاً بالمُجونْ.. *** لا.. إنَّني أَجِدُ الهوى المَسْعُورَ هاوِيةً يخيف ضِرامُها.. فَتَرُوغُ عنه إلى الهوى الحاني على.. حَشاشَتي وأُوامُها.. ظَمْأى إلى الرِّيِّ الطَّهورِ. فما يجور ولا يحيف غَرامُها.. تَشْدو وتَشْغَفُ بالسَّلامِ. ولا تَطِيشُ سهامُها.. *** لا.. فاسْمَعِيني. واهْجُريني. إنَ هَجْرَكِ لا تَضِيقُ بهِ الضُّلوعْ.. أنا.. إنْ أَرَدْتِ الحَقَّ هاجِرُكِ العَزُوفُ عن الخُضُوعْ.. لا أَنْتِ.. كلاَّ فاذْكُري تلك الضَّراعةَ والدُّموعْ لا. لسْتُ بالرَّجُلِ الجَزُوعِ من الذُّيوعِ. ولا الهَلُوعْ.. *** لا.. وإذا الوَداعُ أخاف مَشْغُوفاً. فإِنِّي لا أخافُ مِن الوَداعْ.. فلقد نَبَذْتُ هواكِ إذْ كَشَفَ الهوى عَنْكِ القِناعْ.. فإِذا بِكِ الولهى.. بِلا حَرَج.. بمَوْفُورِ المَتاعْ.. وإذا أنا السَّالي عن اللَّيْلِ البَهِيميِ بِلا شعاعْ *** لا.. فاسْتَمْتِعي بِهواكِ ما بَيْنَ الزَّعانِفِ والنَّدامى.. مَرحىً لهم ولَكِ التَّبِذُّلُ. فارفعوا عنه اللِّثاما.. أنا مُنْتَشٍ في الرَّوْضٍ ما بين البَلابِلِ والجَداوِلِ والخُزامى.. ولقد عَلَوْتُ به فجاوزت السَّحائِبَ والغماما |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » أيها الحفل الكريم
ما أراني على البيان بقادرْ بين أهل النُّهى وأهل المشاعرْ! أنا ما بيْنكم حمامة تغْشى مَجْلساً يزدهي بِشُمِّ الغضافر! كيف يَشْدو بَيْن الصقور حمامٌ؟! أَو يُغَنِّي مع النُّسور عصافِرْ؟! ولقد كنتُ من صبايَ شغوفاً بالذّرى.. مِن مَواردٍ ومصادرْ! أقرأ الشِّعْرَ للبهاليلِ مِن مِصْرَ حفيلاً بما يَسُرُّ الخواطرْ! ويُمِدُّ النُّهى بِنُورٍ فيطوي بالذي ضَمَّهُ قتامَ الدَّياجرْ! يال روحي مِمَّا انْتَشَتْ وتغذَّتْ منه بالعذْبِ من سَخيِّ المواطرْ! وسمعتُ الرٍّفاق حَوْلي يقولون وقد فُوجِئوا بِغُرِّ الجواهرْ! إنَّ هذي الأَسفارَ تَحْفَل بالعلْم وبالفَنِّ. والمعاني السَّواحِرْ! ما رأينا كَمِثْلِها.. فإِلى مِصْرَ نَحُثُّ الخُطا.. ونَبْني المعابِرْ! وأقامُوا بِمِصْرَ حيِناً من الدَّهر وعادوا منها بِأَغْلا الذَّخائرْ! فَنشُدُ الرِّحالَ.. لا يَخْذَلُ الأَيْنُ خُطانا.. ولا تَروُعُ المخاطِرُ! في الدِّيارِ المُقدَّساتِ حَنِينٌ لِلحجى والرُّؤى وحُلوِ المخاضِرْ! كلُّها فيه ماثلاتٌ. فما أكْرَمَ هذا الحِمى. وهذي العناصرْ! مِن لَيوثٍ. وما تميلُ إلى البَطْشِ وإن كانتِ الضَّواري الكواسِرْ! وظِباءٍ تَشًمُّ مِنْهنَّ نَفْحاً مِن عَبير النُّهى. ومَجْدِ المآثِرْ! جَلَّ ربِّي فههُنا غَيْرُ هذا تَتَجلَّى مَجامِعٌ ومَنابِرْ..! فالسِّياسيُّ واضِحٌ من مَجالِيه فما دسَّ في الظّهورِ الخناجِرْ! غَيْرَ نَزْرٍ من الرِّجالِ وما ثَمَّتَ رَبْعٌ إلاَّ وفيه الغوادرْ! وإذا كانت النوادِرَ في النَّاسِ قليلاً.. فَفيهِ كُثْرُ النَّوادرْ! وحُمادى القَولِ الوجيز هُنا الدَّوْحُ تَراءتْ أغصانُه كالغدائِرْ! فيه شَتَّى من الأزاهيرِ تَخْتالُ فَتُشجي أبصارَنا والبصائِرْ! وثِمارٍ يَحْلو جَناها. فما نَقْطُفُ مِنْها إلاَّ الشَّهِيَّ المُخامِرْ! يالَ هذا الحٍمى تَميَّز بالمجِدِ بَنَتْه لُيوثُهُ والجآذِرْ! رَبَطَتْ بَيْتَنا الأَواصِرُ حتى صَيَّرتْنا الأخْوانَ هذى الأواصِرْ! *** يا رِجالاً عَرَفْتُهمْ ونِساءً تَيَّمَتْهُمْ مآثِرٌ ومَفاخِرْ! فَتَخيَّلْتُ أَنَّني في الذُّرى الشُّمِّ تَكَلَّلْنَ بالنُّجومِ الزَّواهِرْ! فاعْذُروني إذا عَجَزْتُ عن القَوْلِ فَأَنْتُم صروحه والمنائِرْ! ولقد يَعْجَزُ البليغُ عن القَوْلِ وتَثْنيهِ عن مُناهُ الهواصْرْ! وإذا حَفَّتِ النَّسائِمُ بالرَّوْضِ فهل يَرْتَضي بِحَرٌ الهواجِرْ؟! لتَمنَّيتُه فقال وهَيْهاتَ فحاذِرْ من الجُدٌودِ العَواثِرْ! إنَّ بَعْضَ الأقْوالِ رِبْحٌ على النَّاسِ وبَعْضٌ منها عليهم خَسائِرْ! ولَشَتَّانَ ما الصغائِرُ في الوَزْنِ وإن كابَرَتْ كَمِثْلِ الكبائِرْ! *** فسلامٌ لكم كعَذْبِ سجاياكم كحُلْوِ المُنى.. كطِيبِ السَّرائِرْ! وسلامٌ على الأَوائِلِ منكم وسلامٌ على كريم الأواخِرْ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » الحسن .. والشاعر
رُبَّ حُسْنٍ راعَنا ثم اسْتَوى غَدَقاً نَنْهَلُ منه ما نَشاءْ! وإذا الحُسْنُ بدا مُقْتَرِساً فَسَيحْني رَاْسَهُ للشُّرفاءْ! ذلك الحُسْنُ الذي يَرْنوا إلى نَجْدةِ الفَنِّ.. حُنُوَاً.. وعطاءْ..! وهو يَحْبوه. وَيدْرِي أَنَّه سوف يَجْزِيهِ خلوداً وإعلاء! *** أيُّها الحُسْنُ لقد أَثْملَتْني من يَفاعي. فأنا العاني الأَسيرْ! وأنا الضَّارعُ. إن كرَّمْتَني ما أُبالِي كيف ما كانَ المَصِيرْ! فإذا ما رُمْتَني مُسْتَعْبَداً.. عُفْتُ مَغْناكَ. وآثَرْتُ المَسِيرْ! فأنا المُعْطِيكَ حُسْناً وسَناً وأنا الكاسيكَ تِبْراً وحَريرْ! *** سوف يَبْكي الحُسْنُ. لو طال المَدَى وسيَبْقى الفَنُّ يَلْهو بالسِّنينْ! يَتَحدَّاها .. فما تَلْوي به فهو في حُصْنٍ مِن الدَّهْرِ حَصِينْ! وهو يَحْمي الحُسْنَ في ذُرْوَتِهِ حينما يَهْوي إلى السَّفْح الحَزينْ! كانَ يَحْبوهُ فما ضَيَّعَهُ.. بل حَباهُ الخُلْدَ في السِّفْرِ الأَمِينْ! *** فإذا بالنَّاسِ لا يَنْسُونَه حينما كان شِعاعاً ونَدى! كيف يَنْسَوْنَ الذي كان شّذىً والذي كانَ عفافاً وهًدى؟! فهو كالبلسم يَشفِي مُهَجاً شّفَّها البُؤْسُ. فكان الرَّغَدا! واسْتَوى ما بَيْنَهم يُرْضى الهوى راشداً عَذْباً فما أَحْلى الصَّدى! *** ولقد جَرَّبْتُ من أَطْهارِهِ ولقد جَرَّبْتُ من أَقْذارِهِ! فّذا الحُسْنُ وَضِيءٌ في الذُّرى تَسْتَشِفُّ الرُّوحُ من أَسْرارهِ! ليس يَطْوِي قَلْبَه إلاَّ على عِفَّةٍ تُقْصيهِ عن أّوْزارِهِ! فهو لا يَخْشى الورى أَنْ يَهْتِكوا بِشَتِيتِ القَوْلِ عن أَسْتارهِ! *** ما الذي يَخْشاهُ مِمَا اخْتَلَقوا وهو حُسْنٌ زانَه عَذْبُ الرُّواءْ؟! يَزْدَهي بالطُّهْرِ لا يَخْدِشُهُ بَصَرٌ عَفٌ. شَغُوفٌ بالنَّقاءْ! شّدَّ ما أَلْهَمني حُلْوَ الرُّؤى فَتَغَنَّيْتُ بما يَرْوي الظِّماءْ! وتَطَلَّعْتُ فأَفْضَيْتُ إلى كَنَفٍ عالٍ بأَجْوازِ الفَضاءْ! *** حاورَتْني فيه أَمْلاكٌ سَمَتْ وتَلاقَيْنَا.. فَنَحْنُ الخُلَصاءْ! ههُنا الشِّعْرُ عَرِيقٌ سَيِّدٌ وهنا الفِتْنَةُ جَنْبَ الشُّعراءْ! فِتْنَةٌ تَهْدي. وشِعْرٌ رائِعٌ بِمَعانيهِ. تَجِيٌّ للسَّماءْ! يا لها من أُلْفَةٍ مَحْبُورَةٍ.. ليس فيها غَيْرُ مَنْحٍ وعَطاءْ! *** عِشْتُ لا أَمْلِكُ إلاَّ قَلَماً ذَا مِدادٍ من دمٍ مُحْتَدِمِ! وسَطَوراً سُطِّرَتْ مِن أَلَمِ يَدْفَعُ الرُّوحَ لأَعْلا القِمَم! وشُوراً لم يَزلْ مَضْطَرِماً مِن يَفاعي.. راضِياً بالضَّرَمِ! ولقد أَزْهُوا بِفِكْرٍ شامِخٍ مُسْتَنِيرٍ.. كاشِفٍ لِلظُّلَمِ! *** حِينَما يَزْهُو الورى إلاَّ الأُلى عَشِقوا المَجْد بِطرْسٍ ويَراعْ! فَهمُوا الصَّفْوَةُ لا تَرضى سِوى بِمَتاعٍ ليس يُشَرى ويُباعْ! فهو مَجْدٌ وحُطامٌ خالِدٌ ليس يُغْنِيهِ ولا يُبْلى الضَّياعْ! وأرى الدُّنْيا بِعَيْنَيْ شاعِرٍ من سباعٍ ضارِياتٍ.. وضِباعْ! لَسْتُ من هذَيْنِ. لكِنْ طامِعٌ أَنْ أَرى في الحَلَكِ الرَّاجي شُعاعْ! فَيُريني الدَّرْبَ سَمْتاً لاحِباً أَستَوى فيه مع الحقِّ. الشُّجاعْ! أنا لا أَطْمَعُ إلاَّ في العُلاَ لم يَشُبْها مِن هَوى النَّفْسِ اتِّضاع! فأنا المُسْفِرُ لا يَحْجُبَني كأُولي السُّوءِ. عن العَيْنِ قِناعْ! *** إٍيهِ. يا تَوْأَمَ رُوحي إنَّني في سِبيلِ الحَقِّ لا أَخْشى الصِّراعْ! أَلهميني. إنّّ إلْهامَكِ لي هو زّادِي. وهو لي نِعْمَ المتاعْ! أَنْتِ رَوْضٌ وأنا الغَيْمَةُ في ذُرْوَةِ الجَوِّ.. حُنُوّاً. والْتِياعْ! نَوِّلِيني لأُجازِيكِ هَوىً.. لا يُدانيهِ هَوىً.. قبل الوداع! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » حواء.. وحواء
أَتَظُنِّين أنني سوف أَسْلو بعد طُول النَّوى وطول التَّجنِّي؟! كيف هذا الظَّنُّ المُريبُ ومالي من حياةٍ إذا تَباعَدْتِ عنِّي؟! أَفما تعرفين أنَّكِ يا أَنْتِ هوايَ الذي يُؤَرِّقُ عَيْني؟! وهوائي الذي أَشُمُّ فأحيا إن تَنَشَّقْتُه. وِريِّي ودَنِّي؟! فَدَعيني يا ربَّةَ الحُسْنِ والدَّلِّ دَعيني من بعد حُزْني أُغَنِّي! *** أنا في غَمْرةٍ من اليأْسِ تُذْوِي من حَياتي جَوىٌ. وتَهْدِم رُكْني! غير أنِّي جَلدٌ. ولا أقبل الذلَّ ولو كانَ في مباهِجِ عَدْنِ! أنا كالمُزنِ في الصَّفاءِ وفي البذْلِ وفي الرَّوْعِ كالحُسامِ المُرنِ؟! لا تَظُنِّي الهوى هَواكِ وإن كانَ عَصُوفاً يَطْوي الكرامةَ مِنِّي! لا. فإنِّي أطيق من صَبْوَتي الدَّلَّ يُناغِي. ولا أطيقُ التَّجنِّي! *** أنا لا أُنْكِرُ الصَّبابَةَ تَطْويني وتُغْري بِيَ الجوى والسُّهادا! فإذا بي الكئيبُ بين الأناسِيِّّ نَشاوى.. الشَّجِيُّ يَشكو البِعادا! وكانِّي مُزارعٌ بدَّدَ الدَّهْرُ أمانِيَّهُ فَأفْتى الحَصادا..! هم يُناجُونَ زيْنَبا تَتَجلَّى فِتْنَةً تَسْلِبُ العُقولَ الرَّشادا! فَتُناجي.. ولا تَغُولُ الأحاسيسَ وتُبْدي.. ولا تَمُنُّ.. الودادا! ولقد تَعْجَبُ الرَّبابَ وهِنْداً يَتَأَلَّقْنَ بالنَّدى.. وسُعادا! إنَّهُنَّ الظِّباءُ لا ساخِراتٍ بالهوى العَفِّ يَسْتَمِيلُ الفُؤادا! ويُضِيءُ النُّهى فَتَشْدوا بما راعَ وما يَسْتَرقُّ حتى الجَمادا! باحْتِشامٍ يَطِيبُ للشَّاعِرِ الشَّادي بهذا الهوى. فلا يَتمادى! لَتمَنَّيْتُ أَنْ تسيري على النَّهْجِ قَويماً.. فَتَمْلِكينَ القِيادا..! *** لا تَظُنِّي الأنِينَ يَبْدو ولا الشَّكْوَى فإنِّي جَلْدٌ على البُرحَاءِ! قادِرٌ أَنْ أُجَمِّدَ الدَّمْعَ في العَيْن. وأّطْوِي عَنِ الأَنامِ بُكائي! وإذا عَزَّني الوُصًولَ فإنِّي أَكْتَفي بالعَزاءِ دَونَ الشِّفاء! إنَّ في هذه الرُّبوعِ كثيراتٍ يُرَجيِّن صَبْوتي وإبائي! ولقد تّنْدَمِينَ أّنَّكِ بالَغْتِ فأدْمَيْتِ بالنَّوى كِبْرِيائي! فَتَنَاءَيْتُ باعْتِزازٍ عن الحُبِّ وما أكْرَمَ الهوى بالتَّنائي! هل تَطِيقينَهُ؟! وقد آثَرَ النَّأيَ حَبيبُ السَّرَّاءِ والضَّراءِ؟! واسْتَوى عِنْدَكِ المُراؤونَ في الحُبِّ. وما أَتْعَسَ الهوى بالرِّياءِ! بَعْد حِين سَيَصْدِفُونَ إلى الحُبِّ الذي لا يَلِيقُ بالشُّرَفاء! لِلْغواني الأُلى يتاجِرْنَ بالحُبِّ وما يَبْتَغِينَ غَيْرَ الثَّراءِ! ولقد تَعْصفُ النَّدامةُ بالحُسْنِ ويَلهُو بلاؤُها بالرُّواءِ! فاذْكُري الماضِيَ الوَضِيءَ تَوَلَّى عن حَضيضٍ. وراكِضاً للسَّماءِ! واذْكُري الحاضِرَ الدَّجِيِّ وما فيه سوى كلِّ حِطَّةٍ واجْتِواءِ! النَّسيمُ العليلُ راحَ وخلاَّكِ لِقَفْرٍ تجِيشُ بالرَّمضاءِ..! فأنا منه في انْتِشاءٍ وأَمَّا أَنْتِ فلْتَنْعمي بِنُعْمى الجَفاءِ! لَسْتُ بالشَّامِتِ الجَرِيحِ من الدَّرْكِ. فإنِّي كالقِمَّةِ الشمَّاءِ! قد تَركْتُ الهوى الظَّلومَ وأَفْضَيْتُ بِقَلْبي إلى الهوى الوضَّاءِ! تَتَسامى به النُّهى ويَسْتَشْرِفُ الحِسُّ بأشواقِه إلى العَلْياءِ! *** رُبَّ طُهْرٍ يَرْنُو لِحواءَ حُبّاً ثم يَرْنُو سُخطاً إلى حوَّاءِ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » مقطوعة شعرية لم تتم
أَسْمِعيني من أغاني الحُبِّ ما يُشْجي. وما يَرْوي ويَحْلو! أَسْمعينيها. فإنِّي لستُ أَدرِي كيف أَسْلو! كيف أَسلو. وأنا الهائمُ.. ظلمي مِنكِ عَدْلُ؟! كيف أسلو. وأنا الشِّعْرُ الذي كُنْتِ به نَجْماً يُطلُّ؟! كيف؟ يا مَن كنْتِ من حَرِّ الجَوى دَوْحاً يُظِلّ؟! هل تَوَلَّتْكِ أباطيلٌ؟! وهل شامكِ مُلْتاثٌ ونَذْلُ؟! إنْ يكُنْ ذلك. فالهَجْرُ من الغادِرِ للمغْدوِرِ وَصْلُ! وأنا العازفُ. لا أَنْتِ.. فما يُرْضي فؤادَ الحُرِّ صِلٌّ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » إلى البلبل الغريد
يا مُقْبِلَ الشِّعْرِ.. ما أحْلاكَ مِن وَتَرٍ غَنَّى. فَلِلسَّمْع تطريب. ولِلْبَصَرِ! كيف الهٌروبُ؟! وهذا الروض يَفْتِنُنا نَضْراً بما فيهِ من زَهْرِ ومِن ثَمَرِ! لأَنْتِ لِلشِّعْرِ رَمْزٌ طالَما طَمَحَتْ إليه شَتَّى من الأَرْواحِ والفِكَرِ! دَعِ الهُروبَ. وأسْعِدنا بِرائعةٍ مِن بَعد أُخْرى بما تَحْوي من الدُّرَرِ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » عمالقة .. وأقزام
أشْتَهي .. أشْتَهي ولستُ بِقادِرْ ما الذي تَبْتَغِيه ِّمنِّي المقادرْ؟! ما الذي تَبْتَغِيه مِن نازفِ الرّوحِ طَريحٍ بين الظُّبا والكواسرْ؟! ما أُبالي بما يكونُ وما كانَ وأَسرِي ولا أُبالي المعابِرْ..! والمُنى تَسْتَوي أَمامي فتغريني فأنْأى عنها وأَجفوا الذَّخائرْ! ليس في خاطِري يَدورُ سوى الرُّعْب من الرَّاقِصين فوق المقابِرْ! فإذا بي أَرى المنائِرَ تَنْهارُ وتَهْوِي إلى سحيقِ الحفائِرْ! وإذا بي أرى الحفائرَ تَعْلو ساخراتٍ بِكلِّ آي المنابِرْ! وإذا بي أرى المرابِحَ تَشْكو بانْدِحارٍ من قَهْقهاتِ الخَسائِرْ! يا لَها من نَقائض تَتَحدَّى بمقاييسها النُّهى والمشاعِرْ! وتُغُولُ الأًحْرارَ إن أَعْلَنوا الحرْب عليها .. كما تَغُولُ الحرائِرْ! *** مَسَّنِي الضُّرُ .. كيف أّقْوى على العَيْشِ وحولي تختال هذي الجرائر؟! ولقد ساءَني حقيرٌ تعالى مُسْتًهِيناً على الرِّجالِ الأكابِرْ! كان يطوي أّيَّامه ولَيالِيهِ بِكُوخ. كأنَّه عُشُّ طائِرْ! جائِعاً ..ظامِئاً .. يُقيِضُ بِشَكْواهْ فَيَحْنو عليه بَعْضُ الضمائرْ!! ساخِياتٍ بمأكَلٍ وشاربٍ ولباسٍ يُرْخِي عليه السَّتائِرْ! وهو يَطْوي على الجُحُودِ.. على النَّقْمةِ صَدْراً.. على السَّخاءِ المُبادِرْ! أَمْهَلَتْهُ الأيَّام حِيناً من الدَّهْر فما كانَ بالكريم المُؤازرُ! فَجَنى جَهْلَه عليه فأَرْداهُ بما سَرَّ رَبْعهُ والعَشائِرْ! عادَ لِلْبُؤْرَةِ التي أَفْسَدتْه والتي زَيَّنَتْ لهْ ركوبَ الكبائِرْ! غدا اليوم والحناجِرُ تُدْميهِ بِقَوْلٍ يَشُقُّ منه المَرائِرْ! إنَّ في صَدْرِه الخناجِرُ تَقْريهِ وينْوي غَدْراً بهذي الخَناجِرْ! *** واسْتَوى عُودُهُ .. وأَخْصَبَتْ بالنَّعْمةِ .. وارْتاحَ من كَريهِ الخَواطِرْ! فَتَجَلى لِلنَّاسِ استِتَارٍ عاتِياً .. عابِثاً . بِكُلِّ المآثِرْ! يَتَمنَّى.. وما أَعَقَّ أمانِيهِ اللَّواتي يُدْمي قذاها المحاجِرْ! كانَ يَنْوي شَرّاً جزاءً على الخَيْر فَدارتْ عليه سُوءُ الدَّوائِرْ! فَتَلَوَّى غَمّاً وقال ألا لَيْتَ مَصيري ما كانَ أَشْقى المصائِرْ! أنا سَطَّرْتُه فما يَنْفَعُ الدَّمْعُ وسِفْرِي مُجَلَّلٌ بالدَّياجِرْ! ولقد فَاخَرَ الكثيرون بالفَضْل وفاخَرْتُ .. وَيَلَتا بالمَناكِرْ! جاهَرَتْني بالبغْضِ مِن بَعدما طِحْتُ جريحاً .. عَمائِمٌ وأَساورْ! فَتَجلْبَبْتُ بالمآزِرِ تخفيني فما أَخْفَيتِ العُيوبُ المآزِرْ! *** رُبَّما تَصْرِفُ النُّفوسَ عن الرشُّدِ.. نَواهٍ مَشْؤُومةٌ وأوامرْ! فَنَرى في أرانِبٍ وثَعالٍ ما نَرى من ضَراوةٍ في غَضافِرْ! فإذا بِهِمْ مِن بَعْدِ حِين خَفافِيشُ دَياجٍ تَخافُ نُورَ البواكِرْ! *** أُذْكُريني يا رَبّة الحُسْنِ قَلْباً عَبْقَرِيّاً يَصُوغُ أَغلى الجواهِرْ! واذْكُريني فكْراً وضيئاً أطا عَته قَوافٍ مُسْتَعْصِياتٌ نوافِرْ! فسأغْدو بِكِ السَّعيدَ .. بِذِكْراكِ وأَعْلُو فَوْقَ النُّجوم الزَّواهِرْ! وسَتَشْدو بالشِّعْرِ مِنِّي.. يُناغِينَ هَوانا.. فواتِنٌ وسَواحِرْ! *** إنَّ مَجْدي هذا .. إذا اخْتَال بالمَجْدِ كذُوباً.. شُوَيْعِرٌ مُتَشاعِرْ!\ |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » إلى الحاضرة .. الغائبة
يا هذه أَوَّاهِ لو تَعْلمينْ.. ما كُنْتِ روَّعْتِ الحبيبَ الحَميمْ.. بطَعْنةٍ أَدْمَتْ حَشاهُ الكليمْ.. فعادَ ما بَيْن الورى كالرَّميمْ.. عاد كَشِلْوٍ تَتَّقٍيهِ العُيونْ؟! كان هواهُ صادقاً يَكْتَوى.. بنارِهِ ظمآنَ ما يَرْتَوى.. لكَّنَّهُ ما يَلْتَوى.. عَنْكِ . ولو أَسْلَمْتِهِ لِلْمَنُونْ؟! *** يا هذه أَوَّاه لو تَذْكُرِين.. تذكَّري الحُبَّ الذي وَثقَّا.. ما بَيْن قَلْبَيْنا.. وما أَطْلقا.. كان كروْضٍ أَوْرَقا كُنْتِ فيه . وأَنا أَحْلى الغُصُونْ؟! *** الرَّوضُ هذا قد غدا بَلْقَعا.. لاقى به بُلْبُلُه المَصْرَعا.. وآنَ لِلبُومَةِ أَنْ تَنْعَقا.. به. فقد صَوَّحَ فيه الفُتُونْ؟! *** يا هذه أَوّاهِ لو تَسْمَعِينْ.. منِّي. فإني كنْتُ جَمَّ الهوى.. لا أَشْتكي مِنك لهيبَ الجوى.. ولم يَرُعْني مِنْكِ مُرُّ النَّوى وكنْتُ أَلقى مِنْكِ قَلْباً حَنُونْ؟! *** وكنْتِ تُدْنِيني . وتُقْصي العُجُولْ.. كنْتُ أَنا الصَّرْحُ. وكانوا الطُّلُولْ.. كأَنَّكِ السَّكْرى . وانِّي الشَّمُولْ.. فأّيْنَ راحت كُلُّ هذي الشُّجُونْ؟! *** يا هذه أَوّاهِ لو تَشْعُرينْ.. بذلك الدَّرْكِ الدُّجيِّ السَّحِيقْ.. ما فيه إلاَّ مُدْمِنٌ ما يَفَيقْ.. أَغْرَقَهُ اليَمَّ. وعاف الغَرِيقْ.. ورُبَّما اغْتالَ الشًّعورَ الجُنُونْ.؟! *** لم تَشْعُري . فالزَّهْوُ يَطوِي النَّهى.. حتى تَرى الدَّرْكَ يَفُوقُ السُّهى.. فَتَتَردَّي. ساءَ مِنْ مُنْتَهى.. هذا الذي خَيَّبَ مِنْكِ الظُّنُونْ؟! *** يا هذه .أَوَّاهِ لو تَدْرُسينْ.. لَكُنْتُ أَوْعى أن يَسُوءَ المصِيرْ.. وكنتِ أَخْرى بالنَّدى والعَبِيرْ.. من الضَّنى الرَّامِي بهذا الحَفيرْ.. ومن صَدىً عالٍ. بغيث هَتُونْ؟! *** ما أنا بالشَّامِتِ أو بالحَقُودْ.. كَلاَّ فإِنِّي مُشْفِقٌ. فاللُّحودْ.. تُحْزِنُني . تَسْلِبُ مِنَّي الرُّقُودْ.. على التي شَاهَتْ بِهذي الغُضُونُ؟! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » مشاوير
عدد الابيات : 40 طباعة أَجَلْ. أنا لَيْلايَ من عاشَرَ البَلوى سِنيناً. ولم يُبْدِ الدُّموعَ ولا الشَّكْوى! أَجَلْ أنا هذا المُسْتَوي بِضَمِيِرِهِ... بِذَرْوةِ صَبْرٍ لا يَضِيقُ بها المَثْوى! أَجَلْ أنا هذا فاذْكري ذلكَ الذي رآك فلم يَمِلِكْ هُداهُ ولا التَّقْوى! وكْنْتِ له نَبْضَ الحياة ورَاحَها ورَيْحانِها . والمَجْدُ والشِّعْرُ والنَّجْوى! وكانت زِياراتُ. وكانتْ مَواثِقٌ تَعَهَّدْتِ فيها أَنَّكِ السَّعْدُ والرَّضوى! وضَحَّيْتِ من أَجْلى بِشَتَّى أًَواصرٍ وآثَرْتِ عَنْها كلَّها ذلكَ المأْوى! نعِمْنا به حِيناً من الدَّهْر حالياً نَعِيشُ به كالطَّيْرِ يَسْتَعْذِبُ الجَوَّا! يداعِبُنا شَجْوٌ فَيَطوٍي جَوانِحاً عليه. ونَأْبى أَنْ تُخامِرَه السَّلوى! وما كانَ أَحْلاهُ هَوًى وطَراوَةً فَكُنَّا به النَّشْوانَ يَثْمَلُ والنَّشوى! تقَمَّصَ رُوحَيْنا فكُنَّا كَتوْأَمٍ يَراه الورى فَرْداً .. فما أكْرَمَ الشّجوا! فكيف هَوى النَّجْمُ الوَضيءُ إلى الثَّرى؟! وكيف غَدا العِملاقُ يا حُلْوتي شِلْوا؟! قدِرْتِ على هذا المُحال فَرُعْتِني بِهَوْلِ فِراقٍ كان أَنْكى من البّلْوى! فجِعْتُ به كالرُّزْءِ يَحْطِمُ.. كالرَّدى يُمِيتُ. فلم أَمْلِكْ سُلُوّاً. ولم أَقْوى! فللَّه أَمْسٌ كانَ حُبّاً مُدَلَّلاً يُناغِي . فَيُغْرِيني بأنْ آكُلَ الحَلْوى! ولله يَوْمٌ دامسٌ مُفْزعٌ الحَشا رُؤاهُ .. غدا اللَّيْثٌ الهَصُورُ به نِضْوا! وكانَ له الصِّنْوَ الحَبِيبَ فخانَهُ وعَذَّبَهُ.. ما كانَ أَشْأَمَهُ صِنْوا! وأوْرَدَهُ المِلْحً الأُجاج تَجَنِّياً وقد كانَ يَسْقِيه النَّمِيرَ الذي أَرْوى! تمَنَّيْتُ أَنَّ الحُبَّ لم يَكُ جَذْوةً بِصَدْري. فقد أَوْدى بِصَبْري . وقد أَلْوى ! وأنِّي رأّيتُ النَّخْلَ تُغْرِي ثِمارُهُ بِقَطْفٍ . فَلَمْ أَقْطِفْ به أبَداً قِنوا! لقد كادَني حتى كَرِهتُ رِحابَهُ ولُمْتُ بِما قد ذُقْتُهُ كُلَّ مَن يَهْوى ! فَمَن كان مَزْهُوّاً بِحُبِّ فَقُلْ له تَمَهَّلْ. فما أحْراكَ أَنْ تَتَركَ الزَّهْوا! فقد سَوْفَ تَلْقى في غِدٍ منه شِقْوَةً فَتَعْرِفَهُ جِدّاً . وتَعْرِفَهُ لَغْوا! لقد كنت أمشي في مغانيه ناعماً إلى أن غَدا مَشْيي البَطِيءُ بع عَدْوا! نَجَوْتُ بِجِلْدي مِن مآسِيهِ زاهداً بِنُعْمى غَدورٍ لا أرى بَعْدها الصَّفْوا! ولم أَجِدِ الحُسْنى به غَيْرَ فَتْرةٍ تَولَّتْ. فما أوْهى جَداهُ. وما أغْوى! فلا تَلْتَمِسْ جَدْواهُ إنَّي اخْتَبَرتُهُ طَويلاً. فلم أَلْقَ السَّلامَ ولا الجَدوى! ففي القَلَمِ الشَّادي . وفي الكُتْبِ مُتْعَةٌ تمُنَّ ولا تُشْقِي لمن يَطْلُبُ اللَّذْوى! رَضِيتُ بها عن عالَمِ الحُسْنِ والهوى فألْهَمْنَني فَوْزي . واكْسَبْنَنِي الدَّعْوى! وأغْنَيْنَني عن حُبِّ هِنْدٍ وزَيْنَبٍ وعن حُبِّ لَيْلى المُسْتَطيلَةِ أوْ فَدْوى! فما عُدْوتُ أَحْبُو كَي أَفُوزَ بِصَبْوَتي لدى الغِيدِ. إنَّ الحُرَّ يَسْتَنْكِفُ الحَبْوا! أسالِكَةً قَصْدَ السَّبِيل بِناشِدٍ هُداهُ.. لقد عَلَّمْتِني اللَّحْنَ والشَّدْوا! وعَلَّمْتني أَنْ أَتْرُكَ الهَجْرَ كُلَّما.. دُعِيتُ إلى قَوْلٍ. وأَنْ أتْركَ اللَّغوا! فَلِلْمَجْدِ دُنْياه وقُصْواهُ. والمُنَى أَقَلَّ بِدُنْياهُ.. وأَكْثَرُ بالقُصْوى! وما أَجْدَبَ الفَتْوى على كُلِّ قاِعِدٍ وأمَّا على السَّارِي. فما أَخْصَبَ الفَتْوى! تبارَكَ من سَوَّى. تَبارَكَ من رَعى فَأَغْنى الذي ما كانَ يَمْتِلِكُ الشَّرْوى! لقد كانَ بَحْري هائِجاً فَركِبْتُهُ بِعَزْمٍ. فأمْسى البَحرُ مِن بَعْدِهِ رَهْوا! فما عُدْتُ أَطغى إنْ قَدِرْتُ وسَّولتْ لِيَ النَّفْسُ طُغْياناً. فما أشَأَمَ الطَّغْوى! فقد يُوُبِقُ السَّطْوُ الظَّلومُ على امْرِىء ضَعِيفٍ فَيُرْدِيهِ إن اسْتَمْرأَ السَّطْوا! بَرِئْتُ فما أُعْدِي امْرَءاً مُتَخوَّفاً ولا أنا ذو قَلْبٍ خَؤُوفٍ من العَدْوى! فَما كانَ من فَضْلٍ فَلِلَّه وحْدَه تَمَجَّدَ واسْتَعْلى .. والتمس العفوا! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » اصطبار .. وانتحار !!
ماذا حلا لكِ بَعدي بعد القِلا والتَّصدِّي؟! أمَّا أنا فِحَلاِ لي أَنِّي حَظِيتُ بِجُنْدِ! من المِلاحِ شَذِيٌّ أَعِيشُ منه بِرَغْدِ! وحيدةٌ أنْتِ.. شِلْوٌ من بعد عِزَّ ومَجْدِ! لا يَشْتَهِيها فَيَصْبو إلى القَذى غَيْرُ وَغْدِ قد كنْتِ نَجْماً وَضِيئاً لِكُلِّ غَوْرٍ ونَجْدِ! حَسَدْنَكِ الغِيدُ وَجْداً كَمِثْلِ حَدَِّ الفِرِنْدِ! وقُلْنَ لْيسَتْ بِنِدَّ فأنْت أعْظَمُ ندِّ! ونحن نَجْزِيكَ وُدّاً إذا أَرَدْت بِوُِدِّ ! بل سوف نَجْزِيكَ وَصْلاً وقد جُزِيتَ بِصَدِّ! نَحْن الحِسانُ اللَّواتي في الرَّوْضِ أَنْضَرُ وَرْدِ! وقد شُغِفْنا بِشِعْرٍ يشفي الصُّدورَ ويُسدي! كأَنَّه شَدْوُ طَيْرٍ كأنَّه طَعْم شَهْدِ! وقد يكونُ نَذِيراً كَمِثْلِ بَرْقٍ ورَعْدِ! خُذْ قِمَّةَ الحُسْنِ واتْرُكِ ما كانَ منه كلَحْدِ! المُلْهِماتُ كَسَوْنَ القَريضَ أَجْمَل بُرْدِ! وقد كَساهُنَّ بُرْداً فَرُحْنَ منه بِخُلْدِ! فاصْدَحْ بِشِعْرِكَ فينا يا شاعراً مِن مَعَدِّ..! فإنه لِسُمُوَّ يَقُودُ .. لا لِتَردِّي! والشاعِرُ الحُرُّ يأْبَى إلاَّ قَبُولَ التَّحَدِّي! وقد تَحَدَّتْكَ يوماً فَجاوزَتْ كُلِّ قَصْدِ! فأَلْقِها في حفير فإِنَّه خَيْرُ حَدِّ...! ما مَنْ يَتِيهُ بِمَجْدٍ كمن يَتِيه بِنَهْدِ! وقد سَمِعْنا حَدِيثاً يُشْقي النُّفُوسَ ويُرْدى! يَقُولُ كانت غزالاً فأَصْبَحَتْ مِثْلَ قِرْدِ! فلا اسْتَقامَتْ بِهَزْلٍ ولا استقامَتْ بِجِدِّ! فَصَدَّ عنها هُواةً.. من كُلِّ حُرِّ وَعَبْدِ! قالت لهم ما اعْتَراكُمْ مِن بَعْد حُبِّ وَوَجْدِ! كُنْتُمْ لدَيَّ جُنوداً يَخْشَوْنَ صَدِّى وبُعْدي! صَرْعى هَوايَ جُثِيّاً ما تَسْتَطيلون عِنْدي! تَرَكْتُموني ورُحْتُمْ عَنِّي. فأصْبَحْتُ وَحْدي! كُنْتُمْ خِرافاَ ضِعافاً فكيف عُدْتُمْ كأُسْدِ؟! قالوا لها. قد وُقِينا من شَرِّ ذاك التَّعَدِّي! من شَرِّ حُسْنِ هَصُورٍ ما إنْ له مِن مَرَدِّ! عِشْنا نُفَدِّيه دَهْراً وما نَراهُ يُفَدَِّي! وقد بُلِنا بِنَحْسِ وما بُلِينا بِسَعْدِ..! قالت خَسِئْتُمْ فأنْتُمْ بُغاةُ مَكْرٍ وكَيْدِ! وسال دَمْعٌ غَزيرٌ منها على كُلِّ خَدِّ! قالَتْ تَمَنَّيْتُ أنِّي قد لُذْتُ يَوْماً برُشْدي! فلم أَرُعْهُ بِصَدٍّ ولم أرُعْه بِحَصْدِ! قد كان سَدّاً مَنِيعاً وقد عَبَثْتُ بِسَدِّي! وكان وعْداً جَميلاً فما وَفَيْتُ لِوَعْدي! هذي حكايةُ سَيْفِ لم يَسْتَقِرَّ بِغِمْدِ! فَغِمْدُه كان هَشّماً ولم يكُنْ بالأَشَدِّ! والسَّيْفُ كانَ رَهِيفاً يَسْطُو بكفِّ وزِنْدِ! وما يَقُومُ وِفاقٌ ما بَيْن ضَعْفٍ وأَيْدِ! ولم أكُنْ بِغَوَيِّ أوْ كُنْتُ أَزْهو بِجدِّي! بل كنْتُ أزْهو بِرُشْدي وشيمتي. وبرفْدي! ولم أُضِلِّ فأُشْقِي لكِن أُعِينُ وأَهدي! يا غادتي. لن تُراعِي مِنِّي بِكَيْدٍ وحِقْدِ! لن تَسْمَعي غَيْرَ شُكْرٍ على الصُّدودِ وحَمْدِ! فَلِي لِسانٌ عَفِيفٌ فيما يُعِيدُ ويُبْدي! ولي يَراعٌ طَهْورٌ.. سَما بِجَزْرٍ ومَدِّ! لم يَسْط يَوماً بِسَهْوٍ أَوْ يَسْطُ يَوْماً بِعَمْدِ! فَعُنْصُري مِن عَبِيرٍ زاكٍ بِعُودٍ ونَدِّ..! قد كانَ وِرْدي فُراتاً عَذْباً.فَطِبْتُ بِوِرْدي! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » هذا أنا .. وهذه أنت !
كم تعذَّبْتُ في الحياةِ .. وكم صِرْتُ رسيفاً ما بين شتَّى القُيودِ وتعَذَّبْتُ بالرَّفاء. وبالشَّدَةِ فالوصْلُ كان مِثْلَ الصُّدودِ! يالَ هذي النَّفْسِ العجيبةِ مما كانتْ سوى شَوْكةٍ بِدُنيا الوُرُودِ! يَجْتَوِيها المُرفَّهون بلا ذَنْبٍ كَخَصْمٍ من الأُباة لدُودِ الورى كلُّهمْ سوى النَّزْرِ لاقوا مثلها في قيودهم والسُّدودِ رَبَطَتْنيِ بهم أواصِرُ شَتَّى من شقاء مُسَلَّطِ.. وكُنُودِ عَرَفوا أنَّهم. وإنْ بَذلوا الجُهْدَ وما بعد جُهْدِهم من جُهودِ! فَسَيَلْقَوْنَ من نَكيرٍ . ومن سُخْطٍ عليهم مُدَلَّلٍ الجُحودِ! فاستكانوا كما اسْتكنْتُ إلى العُزْلةِ . خوفاً من اعْتِسافِ الحَقُودِ! *** وتطلَّعتُ للسَّماء. وقد ضاقت بيَ الأرض مثل ضيق اللَّحودِ! واسْتضاقَ المدىَ الرَّحِيبُ فأَحْسَسْتُ كأّني مُسَمَّرٌ الحُدُودِ! في الدُّجى الحالِكِ الرَّهيبِ تَنَوَّرْتُ شُعاعاً لِطَرْفِيَ المكْدُودِ! فرأَيْتُ الُّعُودَ بعد نُحوسٍ عايَشَتْني دَهراَ وأَصْلَتْ جُلُودي! صِحْتُ في نشوة تباركت ربي حين أكرمتني بهذا الصُّعودِ! حين أكْرَمَتْني وقد عِشْتُ أَهْوِي لِحضيضٍ داج بهذا السُّعودِ! وتَبَدَّي رهْط قَليلٌ من الخَلْقِ وما كان بَيْنَهم من حَسُودِ! فَكأَنَّي بهم شُهُودٌ.. وما أَسْعَدَ نَفْسي بهؤُلاءِ الشُهود! شِمْتُ منهم نَدى الوِدادِ فأشجاني فما شِمْتُ قَبْلَهم من وَدُودٍ! ما أحَيْلى الوُجُودَ في هذه الدُّنْيا إذا كان مِثْلَ هذا الوُجودِ! وَيْكَأَنَّ الفِرْدَوْسَ عاد لعَيْنَيَّ وروحي فَلُذْتُ بالمَفْقُودِ! وكأَنَّي وُلِدتُ أُخرى بُدُنْيا غَيْر تشلكَ الدنيا. وذاكَ الكُنُودِ! صِرْتُ في الذُّرْوَةِ العَليَّةِ من بَعْد مُقامي بِظُلْمَةِ الأُخدُودِ! *** يا رِفاقي . ما أَكْرَمَ العَيْشَ إنْ كان طَمُوحاً يَرْنُو لِمَجْدِ الخُلُودِ! والكِفاحُ المَرِيرُ أَجْدَرُ بالمَرءِ وأَولى من الوَنى والرُّقُودِ! واللُّغوبُ المُضني أجَلُّ من الراحةِ عُقْبى تَحُطُّ فوق النُّجودِ ردَّني الغابرُ السَّحيقُ إلى الرُّشْدِ فَلَم أَخْشىَ من دَوَّي الرُّعُودِ! واسْتَبانَتْ لِيَ الدروب. فَهذي.. بوَعيدِ. ولهذهِ بِوُعُودِ! فَسَلَكْتُ المُخِيفِ منها. وما خَفْتُ فَلَيْس المَسِيرُ مَثلَ القُعُودِ! ولقد تُثْقِلُ الحُظُوظُ الموازينَ فَيَغْدُو المُحِسُّ كالجُلْمودِ! كم قرودٍ ساءَتْ أُسُوداَ فعَزَّتْ وغَدَتْ سادَةً لِشُمَّ الأُسودِ! *** إيهِ يا فِتْنَتي . ويا رَبَّةَ الطُّهرِ أَطِلَّي بكل مَعْنًى شَرُودِ! أَلْهِميني بما يَرُوعُ من الشَّعْرِ لأِشْدُو بِفاتِناتِ القُدُودِ! بِعُيُونٍ تذيبنا .. وثُغُورٍ وخُصُورٍ ضَوامِرِ ونُهُودِ..! أنا أَهْوى الأُمْلُودَ منها. فمَرْحى بِعُيونٍ تهِيمُ بالأُمْلُودِ! ولأَنْتِ السَّنامُ منها.. وما تَمَّ سنامٌ سِواكِ بالمَشْهُودِ! إِكْتَسي بالُبرُودِ. أو فاخْلَعيها باحْتِشامٍ. فَأنْتِ مَجْدُ البُرُودِ! *** أًَنْتِ . يا أًَنْتِ من أَجِلُّ وأَهْوى وسواءٌ أَنْ تَبْخَلي أَو تَجُودي! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » أطوار .. وأطوار
وأَصْغَيْتُ لِلَّريح المَدَ مْدِم في الدُّجى وقد نامَت الدَّنيا سوى مَعْشَرٍ مِثْلي فأسْمَعَني هَمْساً يكادُ رَسِيسُهُ يَكُونُ سكُوناً لا يُبِينُ ولا يُمْلى! ولكنَّه يَخْتارُ من صَفْوَةِ الوَرى قليلاً .. قليلاً من أُولي الحَمْدِ والفَضْلِ! ويُفْضي بِسرِّ من أُلُوفٍ تَحَجَّبَتْ عن الخَلْق ما بَيْن الغياهِبِ تَسْتَعْلي! وقد رِاعَني السَّرُّ الذي خِلْتُ أَنَّني تكشَّفْتهُ بالرَّغْم من شِدَّةِ الجَهْلِ! وأَنْذَرني أَنْ لا أَبُوحَ بِبَعْضِهِ وإلاَّ دَهاني بالعمى . ودَها أَهْلي! فما يَصْطَفي الغَيْبُ المُنِيفُ لِسرِّه سوى كلَّ ذي قَلْبٍ سليم. وذي عَقْلِ! وهل أنا هذا؟! إنَّني كنْتُ حائِراً أَأَنَّي على طَوْدٍ.. أَو أنِّي على سهلِ؟! أَأَنَّي طَوْدٌ شامِخٌ في فَدافِدٍ وإلاَّ حَضِيضُ يَسْتَقرُّ به رَحْلي؟! فأيْقَنْتُ أنَّ سادِرٌ في عمايَةٍ.. وأنِّي من الأّهْواءِ أَرْسُفُ في غُلَّ؟! وأَّنيَ لو طَهَّرْتُ رُوحي مِن القذى لأخْرَجْتُها للْجِدَّ من جَنَفِ الهزْلِ! فحاوَلْتُ ما أَدْري أَأَسْتَنْفِرُ الهُدى فأَفْلِحُ؟! أم أهْوِي إلى دَرَكِ الوَحْلِ!؟ وأصْغَيْتُ لِلصَّوْتِ المُدَمْدِم ثانِياً لَعَلَّي أرى المُشْتارَ من عَسَلِ النَّحْلِ! فأَلْفَيْتُ أَّني تارةً فَوقَ قِمَّةٍ وأخْرى بوادٍ مُجْدِبٍ. مُخْصِبِ الرَّمْلَ! وأَوْمضَ نُورٌ من دُجُنَّةِ مُقْلَي إلى الطُّهِرِ يَدْعُو هامِساً . وإلى الغُسْلْ! فما يرْتَضي للنَّجْم قَلْبٌ مُدَنَّسٌ وفِكْرٌ قَميءٌ يَخْلِطُ العِلْمَ بالجَهْلِ! وخِفْتُ فقد أَهْوِي إلى الأَرضِ من عَلٍ وقد أسْتوي فَوْق السَّحابِ وأسْتَجْلي! تَراوحَ قَلْبي بَيْن خَوْفٍ وغِبْطَةٍ وفاءَ إلى النُّورِ المُرَفْرِفِ من حَوْلي! عسانِي أرى فِكْري وحِسَّي كِلْيهما قَريَبيْنِ من فَرْضٍ وضِيءٍ ومن نَفْلِ! فقد عِشْتُ في الحَضِيضِ مُضَلَّلاً فَخِفْتُ العَمى يُشْقِي وَيُنْقِضُ من غَزْلي! وقد كنْتُ أعدو راكضاً ثم راعني من الشيب ضَعْفٌ سِرتُ فيه على مَهْلِ! ونادَيْتُ رَبَّي في الدُّجى يُوسِعُ الخُطا إلَيَّ. فمالي من أَبي العُذْرَ أَوْ نَجْلي! كَلا اثْنَيْهِما يُؤْذِيه دَركي فَيَنْثَنِي عَليَّ بِحُبٍّ ضارعٍ شِيبَ بالعَذْلِ! يقولان لي أخطأت. ياليت أنَّني سَمٍعْتُ لما قالاهُ فانعَطَفَتْ رِجْلي! *** تمَنَّيْتُ أَنَّي ما خُلِقْتُ فَرَدَّني إلى أَمَلي في الله .. ما رَدَّ مَن قَبْلي..! نَدائي له سُبْحانَه رَغْم شِقْوتي حَماني من السَّجن الرَّهِيبِ. ومِن غُلَّي! وها أنا لا أَرْجُو بدُنْيايَ غَيْرَ ما يُكَرِّمني من قَوْلِ خَيْرٍ. ومن فِعْلِ! إذا سِرْتُ في أَرْضِ القداساتِ طَهَّرَتْ يدِي جَسَدي حتى تُطَهَّرَ من نَعْلي! زَهِدْتُ فما أَبْغِي الحُطامَ ولا العُلا ولا المَنْصِبَ السامي يقود إلى العَزلِ! وسِرْتُ بِدَرْبٍ لا حِب ما يُخِيفُني به أَسَدٌ ضارٍ يَتُوقُ إلى القَتْلِ! ولا الدَّجْنُ أخْشى أَنْ أَضِلَّ بِليْلِهِ سبيلي . وأخشى أن يجِفَّ به نَخْلي! *** تَمَجَّدْتَ رَبَّي كم أَنَلْتَ من النَّدى بسُؤْلٍ مُلِحَّ ضارع . أَوْ بِلا سُؤْلِ! فأنْتِ هو السٍّرَّاءُ والجُودُ والغِنى لمنا . رَغْم أنَّا دارِجون على البُخْلِ! فما البَذْلُ إلاّ مِنْكَ يَشْفي جِراحَنا وإلاَّ فما يَشْفي سِواهُ من البَذلِ! أنِلْني الرِّضا. إنَّي إليه لَتائِقُ وقد عشت أَشقى بالفِعالِ وبالقَوْلِ! سألْقاكِ في الأُخْرى فَأَسْجُدُ ضارعاً إلَيْكَ . فَهِبْنِيهِ لأَنْجُو مِن العَدْلِ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » الوحي .. والجمال الطهور
لا تَلومي على هوايَ. فقد كنتُ طَهُوراً. وأنْتِ مِثْلي طَهورُ ولقد لُمْتُهُ فَعاصى ولم يُضْعِ إلى اللَّوم .وازْدهاهُ الغُرورُ! فَدعِيه يَحُمْ حَواليْكِ يا بَدْرُ وهيهَاتَ أَن تنُيلَ البُدورُ! قُلتُ يا قَلْب ما أراكَ بصاحٍ فاسْتَفِقْ فاللَّسانُ عنها حَصُورٌ! فهي حُورِيةٌ إذا ملا تَبَدَّتْ بانَ منها نُورٌ وفاحتَ عُطورٌ! أَتُرَاها من عالَمِ الخُلْدِ جاءَتْنا فَتَشْفِي قُلوَبنا .. وتَحُورُ؟! كلُّ ما نَجْتِلَيهِ منها من الحُسْنِ أساطِيرُ تَسْتَبى وتُثِيرُ! فتْنَةٌ صاغها الله لِلْعَيْنِ. ولِلْقَلْبِ. أَيْنَ مِنها النَّظِيرُ! ظَلَّ منها فِكْري الشَّغوفُ يُناجِيها بإلهامِها. وظَلَّ الشُّعُورُ! يالَ هذا الإِلْهام ظَلَّ فُتُوحاَ لِلْقوافي كأنَّهُنَّ طُيورُ! سابِحاتٍ في الجَوَّ تَشْدو بألْحانٍ عذاب تَذُوبُ منها الصُّدورُ! فهي حِيناً بَلابِلٌ شَجْوٍ عَبْقَرِيَّ الصَّدى . وحِيناً صُقُورُ! هذِهِ. هذِهِ التي تَصْقُلُ الرُّوحَ فَيَعْلو مُحَلّقاً لا يَغُورُ! نَفَثَتْ فِيَّ ما أَصُوغُ من الشَّعرِ لُباباً.. تَنُوحُ منه القُشُورُ! فَسُطورٌ منه تُعادِلُ أسفاراً ثِقالاً.. وتَقْتفَيها سُطُورُ! وإذا الحُسْنِ كانَ فِينا كهذا كان شِمْساً تُنِيلُنا وتُنِيرُ! راعَني ما أَراه منها وأَعلانِي مَقاماً. فكِدت منه أَطِيرُ! *** يا جَمالاً لدى الغَواني رَخيصاً غاصَ في الدَّرْكِ فهو عانٍ حَسِيرُ! فالغَواني يَنْفُرْنَ حِيناً. وإنْ كانَ كِذاباً صُدودُهُن الغَرُورُ! إنَّما يَصْدُقُ النُّفُورُ مِن الحُسْنِ أَبِيّا .. يَزْدانُ مِنه النُّفُورُ! والعَفَافُ، العَفافُ يُغْلِيكَ لو كنْتَ حَصِيفاَ لا يَزْدهِيكَ السُّفُوْرُ! والفَتُنُ المُثِير لَيْس ثُغُوراً حالياتِ تَهوِىْ عليها الثُّغورُ! أوْ قُدُوداً كُلَّ هذا. فما أَجْدَرَ هذا أَنْ تَحْتَويِه الخدُورُ! ما عدا أنْ يَكُن بَرْزاً إذا كانَ طَهُوراً يزْدانُ منه الحُضُورُ! مِثْلَ ما كُنَّ سيَّداتٌ جَليلاتٌ بِماضِ تَعْتَزُّ منه الذُّكورُ! كُنَّ نوراً يهدي. وعلماً يجلي في ذُرَىً لم يَصِلْ مَداها النُّسورُ! لم يَزَلْ ذِكْرُهُّنَّ فَخراً.. وما أَخْلَدَ ذِكْراً يطيب منه الفَخُورُ! *** يا فَتاتي .. يا رَبَّةَ الحُسْنِ والطُّهْرِ عَداكِ الجَوى. عَداكٍ الثَّبُورُ! أنْتِ كرَّمْتِني فأوْرَثْتِني المَجْد خَصِيباً تَمِيسُ فيه الزُّهُورُ! أنا في الرَّوضِ . والغَيارى من الرَّوضِ كِثارٌ .. جَنادِلٌ وصُخُورُ! وبِعالي الصُّروح تَشْمَخُ بالعِزَّ وتؤْوى المُشَعْوذينَ الجُحُورُ! ما اعْتراني الفُتُورُ يَوماً عن الشَّعرِ بِوَحْى ما يَعْتَرِيهِ الفُتُورُ! كيف أَجزِيك؟! كيف أَطرِيِكِ يا هذي.. عَساهُ يُطيعُني المَقدُورُ! ما أَراني بالخُلْدِ هذا جَدِيراً إنْ عَصاني فَنال مِنَّي القُصُورُ! لَسْتُ يا فِتْنَتِي جَحُوداَ ولكِنَّي مُقِرُّ بما أَنَلْتِ قَريرُ! ليس إلاَّ الكَفُورُ من يَجْحَدُ الفَضْلَ لِراعِيهِ. لَيْسَ إلاَّ الكَفُورُ! إنَّني الضَّارعُ الحَفِيُّ. ومَغْناكِ وما فيه .. نِعْمَتي والحُبُورُ! طابَ يَوْمي وطاب أَمْسي بما نِلْتُ وطابَتْ مَعابِري والجُسُورُ! فاذْكُريني فإنَّ ذِكْراكِ قُوتٌ يَتَغَذَّى مِنْه الحِجا والضَّميرُ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » القمة والحضيض
ذكْرياتُ أكادُ منها أّذوبُ وهي في القَلبِ غِبْطةُ ونُدوبُ! كيف لي بانتزاعها من حَنايايَ وفيها حَدائقٌ وسُهوبُ؟! وسلامٌ يُضْفي على الحِسَّ والفِكْر هناءٍ مُناغِياً.. وحُروبُ! منذ أَنْ كنْتُ يافِعاً .. وأنا الصَّبُّ.. شُروقٌ في المُشْتهى. وغُروبُ! ما أرى في الحياةِ طَعْماً إذا لم يَكُ فيها مَفاتِنٌ وطُيوبُ! كلُّ حَسْنَاءَ تَسْتَثيرُ وتُشْجي.ز فَتْرَةً .. ثم أَجْتَوِي وأتُوبُ! ثم أَصْبُو إلى سواها. فَما انفْكَّ فؤادي تَجْني عَلَيْه الثُّقوب! ورأني الحِسانُ أَصْبُو وأَسلُو فَتَاَلَّبْنَ. وابتلتْني الخُطوبُ! فَنَزَتْ مِنَّيَ الجِراحُ فَزَغْ رَدْنَ فهذا المُتَيَّمُ المنْخوب! وتَجَلَّدْتُ فارْعَوَيْنَ .. فقد كانت لُحوني تَهْتَزُّ مِنْها القُلوبُ! وتُذِيعُ الجمالَ حِيناً.. وتَطْوِيِهِ فَتُشْقِيه صُفَرَةٌ وشٌحوبُ! ولقد تُصْبِحُ العُيوبُ خِلالاً من قَوافِيه.. والخِلالُ عُيُوبُ! رُبَّما راقني وراع الذي كانَ فإِنَّي أنا الجَرِيحُ الطَّروبُ! ولقد أَسْتَوي بِلَيْلٍ بَهيمٍ.. فيه لي راحةٌ .. وفيه لُغُوبُ! بَيْنَ وَصْلٍ يَسْخُو به عَلَيَّ غَزالٌ وصُدُودٍ يَقْسو به يَعْسُوبُ! *** وتحَولَّتْ من شَبابي إلى الشَّيْبِ وفي القَلْبِ جَنَّةٌ وسَعِيرُ! قُلْتُ عَلَّ المشِيبَ يُطفِىءُ مِنَّي لَهَباً .. فهو راشِدٌ وقَرِيرُ! فلقد كنْتُ في الشَّبابِ. وحَوْلي كُلُّها طَلِيقٌ.. أَسِيرُ! راكِضٌ للْهوى .. سَريعٌ إلى اللَّهْوِ خَبِيرٌ به .. عَلَيه قَديرُ! ومَضى الدَّهْرُ راكِضاً .. فإذا الشَّيْبُ عَلَيهم بما أساؤوا.. نَذيرُ ولقد يُصْبحُ النَّذِيرُ بَشِيراً إنْ أفاؤوا .. واهْتَزَّ منهم ضَمِيرُ! أَو هُو الَخَسْفُ والعذابُ.. فلن يَحْنُو عليهم . ولن يَجُودَ مَصِيرُ! *** وتَلَفَّتُّ لِلرِّفاقِ.. فما بانَ صغيرٌ بِجانِبي .. أَوْ كَبيرُ..! أَيْنَهُم .. أَيْنَهًم.. ؟!فلم يَبقَ في الدَّرْبِ سوائِي. والطَّرْفُ مِني حَسِيرُ! فَارَقُوني . والدَّرْبِ مِنَّي ظلامٌ وجَفَوْنِي. والدَّرْبُ منهم مُنِيرُ صاحَ فِيهِم من الرَّشادِ نَفيرٌ فاستجابُوا له . فَنِعْمَ النَّفِيرُ يا رفاقي .. ألَيْسَ فيكم حَفيٌّ.ز بالمُعَنَّى ..أَلَيْس مِنكم مُجِيرُ؟ إنَّ طَوْق النَّجاةِ فيكم فَهاتُوهُ فإني هنا القَعِيدُ.. الضَّرِيرُ *** واذْكروا الأَمسَ حينَ كُنَّا سَويّاً في غُرُور. وفي ضَلالٍ مُبينِ! فَسَعِدْتُم.. وما أَزالُ شَقِيّاً أشْتهِي مِثْلكُمْ وُرُودَ المَعِينِ! إنَّنا إخْوَةٌ.. فإنْ أَظْلَمَ الأَمْسُ وأَضْنى بِمثَلِ قطْع الوَتِينِ! فإذا كنْتُ بَيْنكم ثُبْتُ لِلرُّشْدِ.. وأفضيت لِلْهُدى بحَنِيني! فَتَحَرَّرْتُ من قُيُودي .. ومن سِجْني وما عُدْتُ بالرَّسيفِ السَّجِينِ! وكأَنَّي خَرَجْتُ من رحِمِ الغيْبِ إلى النَّاسِ طاهِرا كالجَنِينِ! *** وتَخَيَّلْتُ أَنَّني في عَماءٍ.. حالِكٍ .. حالِكٍ بِغَيَّ سِنيني! فَذَرَفتُ الدَّمع السَّجِينَ فناجاني هَتُوفٌ أَصْغى لِطُولِ أنِيني! قال . لا تَبْتِئِسْ .فقد يَرْحَمُ الله غَريقاَ فَيَهْتَدي للِسَّفِيِنِ! كم تبعت الشَّيطانَ حتى تَمَزَّقْتَ وما كان لِلورى من خَدِين! ولقد كِدْتَ أَنْ تكونَ جُذَاذاً من شَباهُ. فيا له مِن لَعِين! فَحماك الرَّبُّ الكريمُ فحاذِرْ بَعْدَها أنْ تكُونَ بالمُسْتَهِينِ! سرْ مَعَ الرَّكبِ.. إنَّهم في اشْتِياقٍ لك . ما أَنْتَ بَعْدها بالغَبِينِ! فَقَد أعييْتُ .. ثم أَهَوَيْتُ لِلأرْضِ سُجُوداً يَشْدو بِرَبّي المُعِين..! حَوَّلَ الغَيَّ لِلرَّشادِ. فما أّكْرَمَ هذا من القوِيَّ المتِينِ *** رُبَّما كانَت الضَّلاَلَةُ لِلمَرْءِ صِراطاً إلى الهُدى مُسْتقِيما! والشَّقاءُ المَرِيرُ يَغَدو على الـ مَرْءِ اغْتِباطاً. وجَنَّةً ونَعيما |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » حكاية هند .. وليلى
كَرَّمِني يا حُلوتي _ كرَّم الله نَداكِ_ بالصَّدَّ لا بالوصالِ! إنَّ في الصدَّ حِكْمتي وانْبِعاثي لِقَوافٍ تُعيي كبارَ الرِّجالِ! وأرى فيه نَشْوتي وانْصِهاري بِعذابٍ يُفْضي لشُمَّ العواليِ! لّذَّتي في العذاب هذا .. فَكُوني لي عَذاباَ يَقُودُني لِلمعالي! *** يَا فَتاتي .. ما أَعْذَبَ الأَلَمَ الصاهِرَ أَطوى به كريمَ اللَّيالي! إنَّ حُسْنٌ مُجَلَّلٌ بالأساطيرِ اللَّواتي يُلْهِبْنَ مِني خَيالي! أَتَمَلَّى به الزَّمان الذي وَلَّى وأَعطى به كريمَ النَّوالِ! كُنْتِ لي بَلْسماً إذا انْتَفَضَ الجُرْح حَباني الشَّفاءَ قَبْلَ السُّؤالِ! وأنا اليَوْمَ ذو جراحٍ شَتيتاتٍ وفِيهنَّ قُوَّتي وصيالي! لم أعُدْ بالوصال أَحْفَلُ إلاَّ حينما أجْتلَي به القوافِي الغَوالي! قَلَّما أَجْتَلي .. ولكِن صَدَّي يَتَجلى يَومَ الخُطوبَ الثَّقالِ! *** ما أُحَيْلى كرامتي فهي بالوَصْلِ تُعاني من اتَّقاءِ النَّضالِ! وهي بالصَّدَّ لا تُعاني .. وتَجْني من بَساتِينِهِ شَهِيَّ السَّلالِ! *** فاذْكُريني يا هِنْدُ إنْ ضَمَّكِ الحُبُّ بِمَجْلىً مُزَيَّنٍ بالجَمالِ! ما أَراني أَظُنَّه مِثْلَ مَجْلايَ فَهَيْهاتَ مِثْله من مَجالي! *** وإذا رَتَّلَ النَّدامى العَواني آيَ أَشْواقِهم لِحُلوِ الدَّلالِ! فاذْكُريني . فَلَن يكُون كَتَرْتِيلي فَلَيْس الضَّرغامُ مِثْلَ السَّخالِ! كُنْتِ مِثْلَ الفِعالِ غُرّاً تُوالِينَ ثَناءً على كريم المقالِ! وتَقُولِينَ.. أَنتَ يا نَجِييَّ فَريدٌ من مزاياكَ رِفْعَةً. والخِلالِ! لم أَكُنْ يَوْمها أرى الغيدَ إلاَّ عِفَّةً تَزْدهي بِخَيْرِ عقالِ! فهو من الأَوْجِ إنْ يَكُنْ طاهِرَ الذَّيل فَطُوبى لطاهري الأَذْيالِ وهو في الدَّرْكِ إنْ يَكُنْ قَذِرَ الذَّيْلِ لَعُوباً يَخُوضُ في الأَوْحالِ! *** شَدَّني في الشَّبابِ لِلْحُسنِ طَبْعٌ ما يرى في هَواهُ غَيْرَ الضَّلالِ! يَتَصَدَّى له حَراماَ .. حَلالاَ.. والهوى خَيْرُ زادِهِ في الحَلالِ! كنْتُ فيه رِئْبالَهُ ما أُبالي بنصال منه .. ولا بِنِبالِ! وجِراحي به تَنِير فما أَشكو كيف تَشْكو ضَراوةُ الرِّئْبالِ؟! والغَواني حَوْلي يُؤَجَّجْنَ لَهْوِي ويُبارِكْنَ_ وَيْلَهُنَّ_ خبالي! وَتَمَرَّسْتُ بالخلاعَة حتَّى ضِقْتُ ذَرعاً بِصَبْوتي وانْتِهالي! فَهُما السَّجْنُ في الهوى ودَواعِيه وأَنْكى مَن أَْوثَقِ الأَغْلالِ! وتَبَدَّى الهُيامُ لي كالحَ الوَجهِ كشَيْطانِهِ شَدِيدَ المِحالِ! وَتبَدَّتْ لَيْلى كَبدْرٍ وَضِيءٍ دعِياً لِلسَّلامِ. لا لِلْوبالِ! داعِياً لِلْوصالِ أَحْلى من الشَّهْدِ بَرِيئاً من الخَنَى والسَّفالِ! كالزّلالِ العَذْب اسْتوى بَيْن رَوض عَبْقَريَّ. وبَيْن بَرْدِ ظِلالِ! فيه شَتَّى من الأزاهيرِ تَسْخُو بِعَبير يَشْفي من الاعْتِلالِ! وثمار يَحْلو جَناها ولكِنْ هي أغْلا من نادِرات الَّلألي! *** قُلْتُ.. يا قَلْبُ ههُنا الحُبُّ والحُسْ نُ تسامَتْ عن جَفْوةٍ ومَلالِ! وتسامَتْ عن اللُّغُوبِ.. فلن تَلْقى وَنىً من رِحابِهِ.. أَو كَلالِ! جَلَّ رََّبي.. ففي البُكور أُلاقي وَحْيَ رُشْدي منه. وفي الآصالِ! أنا مِنْه في جَنَّةٍ وَشْيٍ وظِلالٍ تُحِي بِسِحْرٍ حلالِ! إنَّ لي في الأواخِرِ اليَومَ ما لَم أَلْقَهْ قَبْلُ في السنين الأَوالي! فالعَصِيُ .. العَصِيُّ أَمْسى مُطِيعاً من قوافٍ رَطيبَةٍ كالدَّوالي! وحَياتي شِعْرٌ وحُبٌ. فإنْ زالا فإِنَّي أَعُودُ كالتَّمثالِ! لا تَزُولا عَنَّي. فقد تُؤْثِرُ الرُّوحُ إذا زُلْتما بِوَشْكِ الزَّوالِ! وأراني في نَجْوةٍ منه فالنُّورُ يُغشَّي فدافِدي وجِبالي! *** هو فَضْلٌ من صاحِبِ الحَولْ والطَّوْلِ وعَوْنٌ من رَّبنا ذِي الجَلالِ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » الملهمة
لمَّا رأّيْتُك في المَنام رأَيْتُ أحْلامي الغَوالي! تلك التي كانتْ تُريني جَنَّتي بَيْن الرِّمالِ! كانتْ حياتي كالرّمالِ جَديبةً جَدْبَ الخَيالِ! فلقد حُرِمتُ من الخيالِ كما حُرِمْتُ من الوِصالِ! كالجَلْمَدِ المُتَحَجَّرِ المَنْحُوتِ مِن صُمَّ الجِبالِ! يَطْوِي اللَّياليَ في عَمَاوَتِهِ وتَطْويهِ اللَّيالي! أَدْمَتْه أَشتاتُ المقادِرِ بالسَّهام وبالنَّصالِ! ورأى الرِّجال تُغادِرُ الدُّنْيا لأَشْباهِ الرِّجال! بَقِيَ الزَّعانِفُ يَمْرَحُونَ وراحَ أَصْحابُ الخِلالِ! ورأى الرَّشادَ يَغُولُه ويَصُدَّ عنه أُولوا الضَّلالِ! هذا . وقد كانتْ طُفُولَتُه تَئِنُّ من التَّيَتَّم والكَلالِ! فَحَبا إلى عَهْد الشَّبابِ حُطامَ أحمالٍ ثقالِ! أَبواهُ قد رَحَلا ولم يأْنَسْ بعَمَّ أو بِخالِ! فَمضَى يَشُقُّ طريقه شَقَّ المُؤَمَّلِ في المُحالِ! يَطْوِي الفيافيَ في الهَجِيرِ بلا غديرٍ أَو ظِلالِ! ويرى الرِّفاق.. عَنِ اليَمينِ طَرِيقُهُمْ .. وعن الشَّمالِ! فَرَشَتْهُ أَنْواعُ الأزاهِرِ والجداول والغِلالِ! يَتَرنَّمُونَ .. ويهزجون بلا لُغُوبٍ واعْتِلالِ! ما ساءَهُمْ حالٌ أراح ولن يُساؤوا بالمآلِ! وأَنا اللَّغُوبُ .. كأنَّما عَلِقتْ بأقدامي حِبالي! ما أَشَتْكِي.. ولَئِنْ شَكَوْتُ.. أماتَني شَرفُ النَّضَالِ! ولِمَنْ؟! وحَوْلي كالذَّبابِ الطُّلسِ مُطْلَقَةِ العِقال! يَطْوُونَ أَحقاداَ عَلَيَّ تَضِيقُ بالسَّحْر الحَلال! هذا هو السَّحرُ الذي سَحَرَ الأَواخِرَ والأَوالي! ويُنيلُه الغِيدُ الحِسانُ بِكُلَّ أَشْتاتِ النَّوالِ! يَهْوى الجَمالَ فَتَسْتَجِيبُ له أفانِين الجمَالِ! فالحُسْنُ يَسْعَدُ مِن قَصائِدِه القِصارِ أو الطَّوالِ! خَلَدَتْ به هِنْدٌ ولام تلْقَ الرَّبابُ سِوى المِطالِ! كم سُرَّ بالحُسْنِ الظَّهورِ وسِيءَ بالحُسْنِ المُذالِ! *** يا أَنْتِ .. يا لَيْلايَ يا أَلَقاً يُضِيءُ كما الهِلال! يا أَنْتِ.. يا حُلُمي السَّعيدُ وفَخْرُ رَبَّاتِ الحِجالِ! أَكْرِمْ بِلَيْلَتِة الهنيئةِ مَن غَدَتْ خَيْرَ اللَّيالي! أَسْعَدْتِ من بُؤْسي الطُّفُولَةِ والشَّبابِ. فما أُبالي! وغَدَوْتِ في شَيْبي السَّلاحَ المُنْتَضى يَوْمَ النَّزالِ! وحَلَلْتِ مَوْهِبَتي فَرُحْتُ أَجُودُ بالدُّررِ الغَوالي! مِن بَعْدِ دامِيةِ القيود وبَعْدِ ضائِقةِ الخَبَالِ! أَنتِ الجمالْ لنا وإلاَّ لَيْسَ نَحْفَلُ بالجَمالِ! فهو الجلاَلُ على ذُراهُ الشُّمُّ يَرْفُلُ.. في دَلالِ! لَغَدَوْتِ فِكْري والشُّعُورَ بخير ما تَحْوِي سِلالي! ثَمَرٌ وأزهارٌ وغدران يُفِضْنَ من الزُّلال أًَعْجَزْتِني . فأنا العَيِيُّ فَلَيْسَ يَجْزِيكِ مَقَالي! ماذا أَقُولُ؟! فلا جَوابَ لَدَيَّ عن هذا السُّؤال؟! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » تنفيس .. وتقديس
جراحٌ تَسِيلُ . وما مٍن طيبٍ ولا مِن دواءٍ يداوِي الجراحْ! وأُلْقى السَّلاحَ فَتَأْبى الخصومُ وقد دُجَّجوا بحديدِ السلاحْ! وقد هَتفوا بمريرِ العداءِ بِحُكْمِ السُّيوفِ. بِحُكْمِ الرِّماحْ! وظَنُّوا بأنِّي كرِيشِ الطُّيورِ يُقابِلُ في الجوَّ هُوجَ الرِّياحْ! بقد وَهَمُوا يا له من خسارٍ يُطاوِلُ بالجهلِ رَبَّ الرًِّياحْ! ساُّلْقِي بهمِ في مَهاوِي الرَّدى وليس على سطْوتي من جُناحْ! وسوف يَرَوْن المساءَ المُخيفَ ولا يُبْصرون وَضِىءَ الصًّباحْ! وسوف أُجَلَّلهُمْ بالشَّكيم فَيكَبَحُ منهم غَوِيّ الجِماحْ! إذا ما اسْتَبَدَّتْ بِعَقلِ الخصِيمِ حماقَتُهُ. غاب عنه الفلاحْ! وسار إلى حَتْفِهِ ما يَرِيمُ ولاحَ الفَسادُ له كالصَّلاحْ! لقد كنتُ أرجو السَّلامَ الكريمَ وما كنتُ أَرجو الخِصامَ الوَقاحْ! فما كانتِ الحرْبُ إلا الدَّمارَ ضروساً. وإلاَّ الدَّمَ المُسْتَباحْ! يُجانِبُها الفارِسُ المُسْتَعِزُّ فما جِدُّ وَقْدَتِها كالمِزاحْ ألا رُبَّ فاتِنةٍ كالشَّعاع إذا ما رأَتْني رمَتْ بالوِشاحْ! وما أنا بالعاشقِ المستهامِ لَهيفاً بدُنْيا الهوى والمِلاحْ! ولا بِرحيقِ الدَّنانِ الشَّذِيَّ ففقد طابَ بعد الغُدُوَّ الرَّواحْ..! ولكنَّني هامٌ باليراعِ يُدَبِّجُ شِعْراً يناجِي الطَّماحْ..! له عَبَقٌ كَعَبيرِ الرِّياض وأشْذى فما وَرْدُها والأَقاحْ؟! فكَم ظَبْيَةٍ ضاء منها الفُؤادُ وضاء الكِناسُ بِسِحْرِ الصُّداحْ! بِشِعْرٍ له شامِخاتُ الذُرى تَدِينُ. وتَهْفو له كالبِطاحْ! صَدُوقٍ يُقَدسُ مَجْدَ الحياةِ كما قَدَّسَ النَّاسُ مَجْدَ الصَّحاحْ! فما أَطْلَقَ الحُسْنُ مِنِّي السَّراحَ بَلى .. أنا أَطْلَقْتُ منه السَّراحْ! إذا فَشِلْتُ بِدُنْيا الحُطامِ فَكَم فَشلٍ غارَ منه النَّجاحْ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » جنت على نفسها براقش!
أسْعِديني.. بسلامٍ مِنْكِ من بعدِ الخِصامْ! بِوِئامٍ مِنْكِ مِن بعد الفِصامْ! بِهَوًى لاحَ. وأخفاهُ الغمامْ! أسْعِديني.. وامْنَحِني.. مِنكِ ما كان حناناً ووَفاءْ مِنْكِ ما كان شُمولاً واحْتِواءُ! وأمانِيَّ مِلاءً .. واحْتِفاءْ! إِمْنَحِني.. واجْذِبيني .. إنَّني أخْشى على الحُبَّ الذُّبُولْ! فالْهوى إن سامَهُ الصَّدُّ يَحولْ وأَنا حَولْي من الحُسْنِ فُلُولْ! فاجْذِبيني ... واحْتَوِيني.. قَبْلَ أن يَيْأَس قَلْبي مِن هَواكِ! قَبْلَ أن يَأْفَلَ نَجْمِي من سَماكِ! قبل أَنْ أَنأى. وَأَنْأى عن حِماكِ! إحْتَويني.. واصْطَفيني.. قَبْلَ أَنْ يَصْطَفيَ الغِيدُ فؤادي! هُنَّ حَوْلي واعداتٌ بالغَوادِي! غاضِباتٌ مِنْكِ أنْ خُنْتِ وِدادي! فاصْطَفيني.. واعْذُريني.. إنْ أنا اخْتَرْتُ على الغَيَّ الهُدى! فَلَدْ جاوَزْتِ في الصَّدَّ المَدى! واصْطَنَعْتِ البُخْلَ مِنْ بَعد النَّدى! واعْذُريني.. فاعْذُريني.. واسْمَعِيني.. إنَّ حَوْلي باقَةً تُخْصِبُ جَدْبي! وتُرِيني أنَّها دُونكِ سرْبي! رَضِيَتْ لِلشِّعْرِ .. لِلأَّلْحانِ حُبَّي! إِسْمَعِيني.. واسْتَبِيني.. هُنَّ في الذُّرْوَةِ حُسْناً وائْتِلاقا! قُلْنَ لي .. لا تَخْشَ بُعْداً وفِراقا! فَسَنَغْدو لكَ ما عِشْنا نِطاقا! فاسْتَبِيني.. *** آه يا لَيْلى .. ولَنْ تَسْمَعَ أذْناكِ سِواها.. فلقد ضِقْتُ بما أَلقاهُ مِن حُبَّكِ .. كِبْراً وسِفاها.. ولقد لاقيْتُ جَنَّاتٍ .. وما أَحْلى نداها وشَذاها!. إنَّ فيها ما تَشاءُ النَّفْسُ.. ما يُرْضِي هَواها! ثَمَرُ حالٍ .. وما أَشْهاهُ طَعْماَ واكْتِناها! وزُهورٌ عاطِراتٌ.. تَيَّمَتْ مِنَّا عُيوناً وشِفاها! هي أصْواتٌ شَجِيَّاتٌ. وما أَنْتِ لها إلاّ صَداها! وأنا الشَّاعِرُ يا ليلى. وما أُنْكِرُ إلْهامَ رُؤاها! إنَّها الْتَفَّتْ حَواَليَّ. وقالتْ لن تَراها! نحن نَهْواكَ . ولا تَهْوى هي الشَّمْسُ . ولا تهْوى ضُحاها! فاسْلَها . فَهي التي من جَهْلِها. اخْتارتْ عَماها! وسَتَبْكي نَدَماً .. أَنْ ضَيَّعَتْ مَجْداً وجاها! وسَنَرْعاكَ. وتَرْعانا. وتُغْنِيكَ لُهاناً عن لُهاها! وتَراءَت لي عُيون دامعاتٌ . ساهماتٌ مِن أَساها! *** أَيُّها الحُبُ.. لقد داوَيْتَ نَفْسي مِن جَواها! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » غواية .. ورشد
تردَّيْتُ في دَرْكٍ رهيبٍ مُعَسْعِسٍ فلم يَلقَني فيه سوى الشَّنآنِ! سوى زُمُرَةٍ تَطْوي على الشَّرِّ أضْلُعاً بكلَّ مكانِ في الدُّنَّى.. وزمانِ! ويبدو بها الشيطان جذلان راضياً فقد كَسِبَ الشَّيطانُ كل رَهَانِ! فقُلْتُ لِنَفْسي بعد أن ساءَ مَنْزِلي لِيَ الوَيْلُ مِمَّا يكَتُبُ المَلَكانِ! لي الوَيْلُ بالرَّهطِ الذين تَسَرْبَلوا بآثامِهمْ من شَهْوَةٍ ودِنانِ! أأَمْكُثُ في الدَّرْكِ المَهيَنِ مُجَلَّلاً بعاري . وفِكْري مُوثَقٌ وجِناني؟! وناَديتُ باسْم الله أُرْسلُ مَدمَعي.. شفيعاً إليه من قَذًى وهَوانِ! فأبْصرْتُ نُوراً أشَعَّ بَيْن دُجُنَّةٍ ومن خَلْفِهِ أَبْصَرْتُ طَيْفَ حَنانِ! يقول : ألا أصْعَدْ مِن هنا غَيْرَ خائِفٍ فأنْتَ بِمَنْأىّ عن أَذًى ولعانِ! نجَوْتَ بأيمانٍ رَكينٍ.. فلا تَعُدْ بِقَلْبٍ غَوِيٍّ للِهوى. ولِسانِ! وإلاَّ فما للرُّوحِ سوى اللَّظى سوى كلًّ سْيفٍ صارمٍ. وسِنانِ! فقُلْتُ معاذَ الله أَنْ أَدعَ الهوى يَقُودُ رِكابي في السُّرى . وعِناني! فَحَسْبي مِن البأْساءِ ما قد لَقِيتُهُ.. وحَسْبي الذي أَشْقى مِن النَّزَوانِ لقِيتُ من الشَّيطانِ كُلَّ غِواَيةٍ ولاقَيْتُ رُشْدي الصَّفْو من بارئي الحاني! فهذا ضَميري لاهِجٌ بِهِباتِهِ كَشَدْوِ يَراعي مُخْيِتاً.. وبَناني! دِنانٌ وما أَهفو لِشُرْبِ رَحِيقِها وقد شِبْتُ . أو أهفو لِحُسْن غَواني! عقَقْتُ الغَواني والحِسانَ. ورَدَّني عن الَّلهْوِ أنَّ الجِدَّ منه ثناني! شَجاني ضَلالي في الشَّبابِ فَساءَني وسَرَّ مَشِيبي الرُّشْدُ حِين شَجاني! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » فتاتان
عداكِ الأسى . إنَّي لَمْحْتَرِقِ الحشا ومازِلْتُ أَشْدو في هواكِ وأَطرَبُ! وما زِلتِ عندي فِتْنَةً عَبْقَرِيَّةً لها كلَّ حينِ في حَنايايَ مَأُرَبُ! وما زِلْتُ أَصْبُو للْهيام مضى بِنا نَشاوى. فما نَشْكو ولا نَتَعذَّبُ! حياة تناءَتْ واسْتَقَرَّتِ بِحُفْرَةٍ مُفَزَّعةٍ.. نِيرانُها تَتَلهَّبُ.. فأَمَّا أنا .. فالصَّرْمُ كانَ فَجِيعةً مُزَلْزِلَةٍ يَطْوِي بِها اللَّيْثَ أَرْنَبُ! وأمَّا التي أَشْقَتْ فَظَلَّتْ سعيدةً بِشِقْوةِ قَلْبِ .. وهي تَلْهو وتَلْعَبُ..! عَجِبْتُ لها كانَتْ تَذُوبُ صبابَةً وتَشْدو بَحُبُّ مُشْرِقٍ غَيْرِ مُغُرِبِ! أكانَ لديها الحُبُّ زَيْفاً وخُدْعَةً؟! وكانتْ لَعُوباً تَسْتَهِيمُ فَتكْذِبُ؟! لها الوَيْلُ أدْمَتْ. واسْتَحَلَّتْ. وغادَرتْ وفي القَلْبِ منها جَذْوةُ تَتَلهَّبُ ولو كنتْ ذا ذَنْبٍ لَهَانتْ . بَلِيَّتي عليَّ . ولكن أكُنْ قَطُّ أُذْنِبُ! أيا حُبُّ مالي عَنْكَ في الأّمْسِ مَهْرَبُ ويا حُبُّ مالي عَنْكَ في اليَوْم مَهْرَبُ! كِلا اثْنَيَهْما كانا شجُوناَ عَصُوفةً عَلَيَّ. وما أجْدى عَلَيَّ الَتَّنكبُ! تَجَلَّدْتُ أَطْوي الحُبَّ عن كل شامِتٍ فَهَلْ سوف يُجْدِ يني ويُخْفي التّنَقُّبُ؟! وقالت فتاةٌ ذاتُ حُسْنٍ وعِفَّةٍ وزانَهُما مِن بعيد ذاكِ التَّحجُّبُ! عَرَفْتُ التي تهْوى . وكَانَتْ تَبَطُّراً وكِبْراً ومَكْراً .. فهي ذِئْبٌ وثَعْلَبُ! أَضَلّتْ كثِيراً. فاسْتَبَدَّتْ ودَمَّرَتْ وما كان يَثْنيها عن الغَيَّ مَعْطَبُ! فَقُلْتُ لها يا هذِهِ رُبُّ كَوْكَبٍ وَضِيءٍ طَواهُ بَعْد ذِلِك غَيْهَبُ! فَلَمْ يَلق قَلْباً مُشْفِقاَ . فَهْوَ قَسْوَةٌ ولم يَلْق قَلْباً ثابتاً .. فَهْوَ قُلَّبُ! ويا رُبُّ حُسْنٍ مُخْصِبٍ. وثِمارُهُ وأَزْهارُهُ سُمٌّ سَقَتْناهُ عَقْرَبُ! إذا كُنْتِ تُغْوينَ الُّسراةَ إذا رَنَوْا إِلَيْكِ لِيَسْتَهْدوا. فما أَنْتِ كَوْكبُ! فقالتْ دَعي عَنكِ الهُراءَ فإِنَّني بِمَمْلَكتِي هذى أَتِيهُ وأَعْجَبُ..! وقد يَسْتَوي عِنْدي المُدِلُّ بِنَفْسِه بِراعٍ حَقيِرٍ. كلُّ دُنْياهُ سَبْسَبُ! أُذِيقُهُما سوءَ العَذابِ فَناشِجٌ ومُبْتَسِمٌ مما يُلاِقِي .. ومُغْضَبُ! يقودُ لَدَيَّ المِخْلَبُ الصَّانِعُ الرَّدى فما هو فَتَاكٌ. ولا هو مِخْلَبُ! ولكِنَّه العُصْفُورُ يُدْمِيهِ صَقْرُهُ فَمأْكَلُهُ مِنْه الهَنِىءُ .. ومَشْرَبُ! وما الحُسْن إلاَّ سَطْوَةٌ وتَنَمُّرٌ وما هُو إلاَّ مَغْنَمٌ وَتَكَسُّبُ.! فللعاشِقِ المُرْتاعِ يَوْمٌ مُرَفَّهٌ ولِلْوَاغِلِ المَفْتُونِ يَوْمٌ عَصَبْصَبُ! رَبِيعي رَبيعٌ لا خَرِيفَ وراءَهُ فما أنا أخْشاهُ. ولا أَتَهَيَّبُ! ومَرَّتْ بنا الأيامُ فانْهارَ رُكْنُها وما عادَ يَلْقاها الهوى والتَّشَبُّبُ! وما عادَ يُجْديها الشموخُ مُنَدَّداً عَصُوفاً.. وبَزَّتْها الرَّبابُ وزَينَبُ! بَكَتْ وانْحَنَتْ تَبْكي .. ويا رُبَّ مَدْمَع يَسيلُ فَيَشْفي رَبَّهُ حِين يُسْكَبُ! ومَجَّدْتُ رَبَّي يَوْمها مُتَزَلَّفاً إليه فإنَّي ضاحِكٌ. وهي تنْدُبُ! أأُسطورَةٌ هذى.. وإلاَّ حَقِيقَةٌ؟! وهَلْ أَنا لاهٍ في الهوى .. أَمْ مُجَرَّبُ؟! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » هي .. وهو
أَرْخَصَتْ من نَفْسِها يا وَيْحَها ذاتُ عِرْفانٍ وذَوْقٍ عَجَبِ! ذاتُ صَوْتٍ طَرِبٍ من نَشْوَةٍ في حَناياها. وشَوقٍ لَجِبِ! أنا من أَسْوائِها في رَهَبِ وهي من أَسْوائِها في رَغبِ! كلما أبْصَرْتُها رَوَّعَني حُسْنُها في صُورةٍ من لَهَبِ! مَسَّني من أَجلِها الضُّرُّ. وما مسَّها. فهي به في طَرَبِ! *** كيف يَثْوِي من كِيانٍ واحِدٍ شَهْوَةٌ تُشْقِي.. وعِلْمٌ يُسْعِدُ؟! ولقد فكَّرْتُ في هُجْرانِهَا.. وثَناني غَيُّها والرَّشدُ! فَلَها في القَلْبِ مِنَّي جَنَّةٌ ولها في القَلْبِ مِنَّي مَوْقِدُ! حاوراني مَرَّةً واصْطَرَعا فاسْتَوى أَرْنَبُهم والأَسَدُ! فاَنا في صَبْوَة مُنْكَرَةٍ فَرْحَةٌ فيها .. وفيها نَكَدُ! كيف أَسْلو وأنا مُرْتَهَنٌ في هَوًى ضَلَّ. ومالي سَنَدُ؟! *** كيف أَسْلُوا عن لَعُوبٍ سَخرَتْ بالتُّقى والأَدَب المُستَشْرفِ؟! يا لها من صَبَّةٍ غانِيةٍ ذاتِ طَبْع عابِثٍ مُقْتَرِفِ؟! بُلْبُلٌ يَشْدو بِلَغْوٍ مُتْرَفٍ لَيْتَهُ يَشْدو بَفَنَّ مُتْرَفِ؟! آهِ لو تَعْرِفُ ما قَدْرُ النُّهى عِفَّةً .. لكنَّها لم تَعْرِفِ! كم تَطَلَّعْتُ إليها هائِماً ثم أَغْضَيْتُ عن الدَّاءِ الخفي! *** لَيْس لي عَنْه مَحِيدٌ إنَّهُ قَدَرٌ يسْلِبُني عِزَّةَ نَفْسي..! ولقد حاولتُ أَنْ أعْصِيَهُ أَنْ يَقُودَ الطُّهْرُ وُجْداني وحِسِّي! فَتَراءى الصُّبْحُ في عَيْنَيَّ لَيْلاً وتراءَتْ سعَةُ الدُّنيا كحبْسِ! وتَحَسَّسْتُ طَرِيقي في الدُّجى فَتَعَّثًّرْتُ. وأَدمى الصَّخْرُ دَعْسي! كان أمْسِي قَبْلَهَا أَمْساً وَضِيئاً لَيْتَ يَوْمي.. وهو يُشْقيني .. كأَمْسي! *** أيُّها القَيْدُ الذي كبَّلَني أيُّها الجَرْحُ الذي أثْخَنني! ما أرى في صَفْحتي إلاَّ القَذى ذلك الشَّيءُ الذي يُثْمِلُني! وهو أَوّاهِ الَّذي أُسْلِمُهُ عُنُقي. وهو الذي يُسْلِمُني! كيف أَشكو من هَوًى طاوَعْتُهُ وتَهاوَيْتُ . وقد طَوَّعَني؟! أنا مَن هام فما أَظْلِمُهُ كذبا .. ثم غَدا يَظْلِمُني! *** حينما أحْبَبَتُهُ كنْتُ عَمِيّاً لم أكُن قَطُّ بَصيراً وسَوِيَّا! والهوى يَجْنِي على أقْدارِنا فَيُعيدُ الشَّامِخَ السَّامي زَريَّا! ويُعِيدُ الفَحْلَ يَنْزو ضارياً ليس يَكْبو في عَوادِيهِ .. خَصِيٍّا! ولقد أَوْهَنَنَي مُسْتَشْرِياً فتدلَّيْتِ إلى القاع .. هُويَّا! ورأيْتُ العِهْر طُهْراً مُحْصَناً ورأْيْتُ الطُّهْرَ في القاعِ.فَرِيَّا! *** أَفأَلقى بعد غَيَّي رَشَداَ؟! أم سأَقْضِي عُمُري في دَرَكِ؟! قُلْتُ للحْسَناءِ ما أَتْعَسني بِكِ.. قد ألْقَيتَني في شَرَك! فأنَا الشَيطانُ من هذا الهوى بَعد أَنْ كنْتُ كَمِثْلِ المَلِكِ! فاتْرُكي العِهْرَ إلى الطَّهْر فقد نَسْتوي من شَجْوِنا في فَلَكِ! وعسانا نَسْتَوِي في مَنْهَجٍ لاحِبٍ يُفْضِي بنا لِلنُّسُكِ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » قالت وقلت
عِشِيَّة لاقَيْتُ المليحةَ في الدُّجى فقالتْ أما يَخْفى عليك مَكاني؟! فقلتُ بلى لكنَّ لي بين أضلُعي عُيوناً تُرِيني جَدْولي وجِناني! وأَنْتِ هُما.. أنتِ التي لا تُرٍيحني بِوَصْلٍ . ولا تُشقْى بِقطْع عِناني! تَدَفَّق إِلهامي من شَكاةَ فحاوِلي تَدَفُّقَه بالحَمْدِ بِضْعَ ثَواني! فَقالتْ سَتلْقاني الحَفِيَّةَ بالهوى هَواكَ. ولا أصْبو إلى عاشِقٍ ثاني! أَلسْتَ الذي يُزْجِي القوافِي شُرَّعاً فَتَفْعَلُ ما لا يَفْعَلُ اللَّهْذَمُ القاني؟! أَلسْتَ الذي يُمْسي ويُصْبحُ شادِياً بِحُبَّي. ولو ألْقَيْتُه بَيْن نِيرانِ؟! أَلسْتَ الذي عافَ الحِسانَ وبرَّني بِحُبَّ شجاني .. واصْطَفاني بألْحانِ؟! فقلتُ رعاكِ الله . يا ذاتَ بَهْجَتي ويا سِرَّ إْلهامي. وصَبْوَةَ أشْجاني! فما أَنْتِ لي إلاَّ الحياةُ فإنْ نَأَتْ تَلاشَيْتُ واسْتَخْذى يَراعي وتَبْياني! وعادتْ بلا شَدْو طَرُوب بَلابلى بِقَفْرٍ مُخِيف ما بهِ غَيْرَ غِرْبانِ! فأنْتِ عُيوني أَسْتَشِفُّ بها الرُّؤى وأَنْتِ .. وقد أَسْمَعْتِني الحُلوَ .. آذاني! فقالت لقد مَجَّدْتَني وَرَفَعْتَني إلى قِمَّةٍ .. يا صِنْوَ مُسَّ وسَحْبان! فَتُهْت على كلَّ الحِسان . فَقُلْنَ لي لقد صِرْتِ عند الشَّعْرِ أَنْضَرَ بُسْتانِ! ولَمَّا نَعُدْ في فَكْرِه وشُعوِرِهِ سوى شَجَر ذاوِ يَلُوذُ بِقِيعانِ! نَراهُ كمجْنُونٍ بَلَيْلاهُ.. سادِرٍ بغَيَّ.. وما يُشْقِي الهوى غَيْرُ غَيَّانِ فقُلْتُ لها تيهي على الغيدِ وافْخَري عَلَيْهِنَّ.. حتى يَنْقِلَبْنَ بِخُسْرانِ! فإِنَّكِ بَدْرٌ يَسْتِثيرُ كواكِباً غَيارى حَوالَيْهِ. هَذَيْنَ ببَهتْانِ! هَذَيْنَ بهِ حِقْدا عليكِ ونِقْمَةً عَلَيَّ. وما أَشْقى . فَلَسْتُ بِشَيْطانِ! قد اخْتَرتُ ما أرْضى الضَّمِيَر وصانَهُ من العَبَثِ المُزرِي بِشِعْري وعِرْفاني! فقالت ولن أَشقى بِحُبَّكَ عاصِماً فما ضَلَّ أَنْ أَثَرْتَ حُبًّكَ وُجْداني! وما ضَلَّ إيماني بِهِ مُتَبَتَّلاً ولا ضّلَّ يا مَن يُسْعِدُ الحُبَّ حُسباني! وجَدْتُ به بعد الضَّلالِ هِدايتي إلى كلَّ ما يَطْوي الظُّنُونَ.. بإِيقان! وما خِفْتُ مِن حِقْدٍ عَلَيَّ فَرُبَّما.. تَنَوَّرْتُ مِنه في الدَّياجيرِ شُطْآني! فقُات لها هذا الحُبُّ فاسْعَدي وكََلاَ. فقد لاقَتْ بِه السَّعْدُ نًفْسانِ! أراه جَدِيراً بالرِّضا وهِباتِهِ وسوف أُوافِيِهِ بأَكْرَمِ قُرْبانِ! جَزاني بشِعْرٍ ثم ثَنَّى بِعِفَّةٍ وثَلَّثَ ما أَشْجاهُ بالشَّغَفِ الحاني! فإِن شاءَ قُرْباً لم أكُنْ عنه نائِياً وإنْ شاءَ بُعْداً كنْتُ منه أَنا الدَّاني! فقالت . وقد سَمت الدُّموعَ بعَيْنِها تُضِيءُ كنجم شَعَّ في عَيْنِ رُبّانِ! فَدَيْتُكَ. ما أَنقى هواكَ يَرُدُّني إلى الرُّشْدِ يَشْفينيِ من الشَّنآنِ! ولَسْتُ أبالي بالحِسانِ يَنُشْنَني فما هُنَّ في عَيْنَيَّ غَيْرُ قيانِ! وما أنا إلاَّ حُرَّةٌ طَهّرَ الهوَى حَشاها. فما عَاشَتْ كَعَيْشِ غَواني! فَقُلْتُ لها هذا هو العَيْشُ يزدري بكل مَتاعيْ عَبْقِ وجُمانِ..! ويَزْهُو بَلأْلاءِ الجَمالِ مُزَمَّلاً.. بِطُهْرٍ.. فما يَخْزى من النَّزَوانِ! أَبانَتْ لِيَ المِرْآةُ منكِ كريمةً حَصاناً تَجَلَّتْ في هُدى وحَنانِ! سأَشْدو. وتَشْدُو بالهوى وشُجُونِهِ وجَلَّ الهوى يَشْدُو به قَلَمانِ! أشادَتْ بِشَدْوِي واسْتجابَتْ لِجَرْسِهِ وقالتْ. لقد حَلَّقْتَ يا كَرَواني! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » أيام خلت
أين أَنْتِ .. أين أيَّامٌ تولت.. يا حياتي؟! كنْتُ في الفِرْدَوسِ أَشْدو ناعِماً .. بِصَلاتي! عانِياً لِلْحُسْنِ حوْلي طاهِراً.. كالفرات! والهوى يُسْعِدَني رَغْم الأَسى.. بالهِباتِ! *** قد نأى ذلك عَنَّي معرضاً.. وتَوَلَّى..! لِمَ يا نَبْضَ عُروقِي عَن شَجٍ.. يَتَخَلَّى؟! وهو يَطْوِي بَيْن جَنْبَيْهِ هَوًى.. يَتَجلَّى ؟! خاضعاً رَغْمَ إِباءٍ عارِمٍ ..يَتَدَلَّى؟! *** تَتَمنَّاهُ عُيُونٌ فاتِناتْ.. وثغُورْ! وَوجُوهٌ حالِياتٌ خالباتْ.. ونُحُورْ! وشُعُورٌ مُسدَلاتٌ غاسِقَاتْ.. وخُصُورْ! وَرُؤُوسٌ في ذُراها شامِخاتْ .. كالبُدُورْ! *** وهو لا يَصْبوا إلْيها راغبا..ً في التّوافي! غَيْرَ أَنَّي لم أَجِدْ إلاَّ النَّوى.. والتَّجافي! وأنا العافي .. وما أَلقى الرِّضى .. والتَّصافي! فَأَرى الدُّنْيا ظَلاماً في ظَلامْ.. في شِغافي *** فلماذا كُلُّ هذا الإِعْتِسافْ .. بِفُؤادي؟! وهو لا يَخْفِق إلاَّ بالهوى .. لِلْجَمادِ؟! للَّتي تصرعه في نَشْوَةٍ.. بالتَّمادي! للَّتي تَرمى به من مَعْطَشٍ.. وهو صادِي! *** يالَ هذا القَلْبِ في شِقْوَتِهِ.. بِهَواهْ! مِن هَوًى يظْلِمهُ من قَسْوَةٍ.. مِن عَماهْ! وهو لو أَبْصَرَ ما عَذَّبَهُ.. بِلَظاهْ! فهو ما أَنْقاهُ ما أكْرَمَهْ.. بِرُؤَاهْ! *** لو دَرَتْ تِلك التي تَهْوى بِهِ.. لِلدَّرَكِ! أَنَّه من أجْلِها باعَ السَّنا ..بالحَلَكِ! باعَ أَشْتاتَ حِسانٍ ناعِماتْ.. بالحَسَكِ ! يا لَها مِن صَفْقَةِ كانَتْ له .. كالشَّرَكِ! *** ولقد قَطَّعْتُه .. أَلْقَيْتهُ مُنْطَلِقاَ.. من أَساري! ورأَيْتُ الغِيدَ من أَوْجِ السَّنا.. كالدَّراري! مُلْهِماتٍ. شافِياتِ مِن ضَنًى.. من أُوارِ! دُون أنْ يَهْبِطْنَ للدَّرْكِ امْتَلا.. بالضَّواري! *** فأَنا اليَوْم بلَحْني وشِعارِي .. أَتَهادى! تارِكاً تِلكَ انْصِرافاً رابِحا.. وبِعادا! ندمت.. بُؤساً لها أَنْ ندِمَتْ.. وسُهاد! إنَّني في فَلكٍ مُسْتَشْرِفٍ .. وأنا فيه المُنادى! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » أطوار
تخَيَّلْتُ أَنَّي عِشْتُ مِن قَبلُ حِقْبَةً وأَنَّ حَياتي واقِعٌ يَتَكَرَّرُ! فقد كُنْتُ طَيْراً في الفضاءِ مُحَلَّقاً يَفِىءُ إلى إِلْفٍ به العُشُّ أَخْضَرُ! حَنُون. فما تَلْقاه إلاَّ مُغَرِّداً ومِن حَوْلِهِ الأَّشجارُ تُشْذِي وتُثْمرُ! ولكنَّه يَخْشى الجوارحَ تَرتَمي.. عليه . وتَنْقَضُّ انْقِضاضاً يُدَمِّرُ! ومَرَّتْ سنُونٌ أو قُرونٌ تَصَرَّمَتْ عَلَيَّ. وما أّدرِي. فَإِنِّي مُسَيَّرُ! فإِذْ أنا صَقْرٌ في الفضاءِ مُحَوِّمٌ له صَوْلَةٌ مُخْتالَهٌ تَتَبَخْتَرُ! يُفَتَّشُ في أَجْوائِهِ عن فَرِيسَةٍ بلاَ رَحْمَةٍ يَنْقَضُّ ثم يُسَيْطِرُ! يُصيدُ.. ويَطْوى جُوعَهُ غَيْرَ آبِةٍ بِشيءٍ. فإَنَّ الصَّيْدَ رِزْقٌ مُقَدَّرُ! ويأْوي إلى عُشَّ مُرِيحٍ مُنَعَّم بأفراخِهِ . وهو الحَصِينُ المُسَوَّرُ! وضِقْتُ بهذا العَيْشِ ذَرْعاَ فَرَدَّني قَضائِي إلى ما كنْتُ أَخشى وأَحذَرُ! غَدَوْتُ هِزَبْراً يسْتبِيحُ بِحَوْلهِ وقُوَّته ما شاءَ .. يَنْهى وَيأْمُرُ! كما المَلِك الجَبَّار تَعْنو لِحُكْمِهِ رَعِيَّتُهُ. لو غاصَ في الصَّدْرِ خَنْجَرُ! له مَأْكَلٌ منهم. لهُ خَيْرُ مَشْرَبٍ وهم طَوْعُ ما يُملي وما يَتَخَيَّرُ! وقد يَسْتوي ما بَيْنَهُم فَتَرُوهُمْ بَراثِنُ حُمْرٌ تَسْتذِلُّ وتُنْذَرُ! شَقِتُ فَناداني غَدٌ مُتَذَمِّرٌ خَسئْتَ فَبِئْسَ الظَّالِمُ المُتَجَبِّرُ! فقُلْتُ له مَهْلاَ فإِنِّي لَكارِهٌ حَياتي فإِني الخاسِرُ المُتَبَطَّرُ..! وأَسْدُرُ في غَيِّ الحياة وأَرْعَوي فَاَبْكِي.. وتَطْوِيني رُؤاها وتَنْشُرُ! وإنِّي على ما كانَ مِنِّي لَنادِمٌ فهل ندمِي يُجْدي.ويُجْدي التَّدَبُّرُ؟! فقال .. بَلى . إنَّ التَّدَبُّرَ نِعْمَةٌ عَلَيْكَ. وقد يَتْلُو.. فَيَهْدِي التَبصُّرُ! وأَغْضَيْتُ لا أّدْرِي أَقَرْناً صَرَمْتُهُ وإلاَّ قُروناً .. ثم كانَ التَّغَيُّرُ..! فَألْفَيْتُنِيِ ظَبْياً غريراً .. وظَئْرُهُ بِجانِبي . فارتْاحَ مِنَّي التَّصَوُّرُ! ولكِنَّني أَحْسَسْتُ خَوْفاً مُمَزَّقاً حَشاي . ولَوْلا الله ما كنْتُ أَصْبِرُ! فَلِلًّهِ ذِئْبٌ مُشْرَئِبٌ لِصَيْدِهِ ولّلِه ما يَلقى من الذَّئْبِ جُؤْذَرُ! ولكِنَّني رَغْمَ الرَّدى كنْتُ راضِياَ بضَعْفي. فَكَمْ أَشقى ودَمَّرَ عَنْتَرُ! وشاءَتْ مقاديري نَجاتي. ورُبَّما نجا الضَّعْفُ مِن كِسْرى. وحاباهُ قَيْصرُ! قُرُونٌ مَضَتْ ثم انْتَهَتْ بي لِصَحْوَةٍ مُغاضِبَةٍ.. تُبْدِي الأُمورَ وتَسْتُرُ! تراءى بها رُوحي العَجيبُ وهَيْكَلي كما كانَ إنساناً بَراهُ التَّطَوُّرُ! فَأَطْرَقْتُ ما أَدرِي. أَأَرْبِحُ بالَّذِي رَجَعْتُ إليه اليَوْمَ؟أَو سوْف أَخْسَرُ! أَرى في حَناياي الضَّلالةَ والهُدى خَصِيمَيْنِ من سَيْفَيْهما أَتَقَطَّرُ..! تَحَيَّرتُ ..أَطْواري العَدِيدَةْ كُلُّها سلامٌ وحَرْبٌ. نَعَجَةٌ وغَضَنْفَرُ! وأَنْكِرُ مِنْها حَالَتَيْها.. وأَنْثْني وقد مَسَّ أَعْصابِي الوَنى والتَّوَتُّرُ! فأَيُّ سَبِيلَهْا أَنُوءُ بِكَلْكَلٍ إذا سرْتُ فِيه . شَدَّ ما أَتَحَسَّرُ..! لقد كانَ يَلْوي من خُطاي تَرَدّدِي وعادَ فألوى من خُطايَ التَّهَوُّرُ! وأَتْخَمنَي مِن بَعْد مَخْمَصتي الغِنى ومِن بَعْد فَقْرِي نالَ مِنِّي التَّضَوُّرُ! كفَانيِ من العَيْش الرَّضِيَّ. وَضِدَّهِ كَفاني وإنْ لم يَسْتَذِلَّ التَّعَثُّرُ! متى أَهْتَدِي لِلرُّشْدِ دُونَ غِوايَةٍ وأَحْظى بِوِرْدٍ حِينَما شِئْتُ أَصْدُرُ؟! متى قَلِقِي هذا يَعودُ سِكِينَةً فَأَرْتَدُّ مِنْها بالحقيقةِ أَجْهَرُ؟! لقد كنْتُ قَبْلَ اليَوْم أَهْدى تَفَكَّرا فما لي بهذا اليَوْمِ لا أتفكَّرُ؟! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » ابتهال
ماذا يُجْديني البكاءُ على المرابِعِ والطُّلولْ؟! ماذا يُجْديني البكاءُ على السَّقامِ .. على الأُفولْ؟! ماذا يُجْديني البكاءُ على التَّفَاهَةِ والحُفولْ؟! إنَّ انتهَيْتُ . فَلَيْسَ عنْدي يا رِفاقي ماَ أقولْ! *** ماذا أُريدُ من الحياةِ وقد سَئِمْتُ من الحياةْ؟! فلقد لَقِيتُ بها المظالمَ من جَهابِذَةِ الجُناةْ! هم يَظْلِمونَ.. ويَحْسَبونَ بأنَّهم ضَرَبَوا العِظاتْ! ويطُالِبُونَكَ بالولاءِ وبالثَّناء على الحُماةْ! *** وأَرَى الكثيرَ من الأَنامِ يُمَجَّدونَ ويَخْضَعونْ! ويقول قائِلُهم صَحِيحٌ ما أتاه السَّيَّدون! فأقولُ وَيْلي .. وَيْلَهُمْ.. إنَّا لَنَحْن الضَّائعونْ! كيف الخُنُوع لمن يُضامُ فَيَصْبِرونَ ويَضْحكُونْ؟! *** ولقد أَخاف من الرِّعاعِ فَاُوثِرُ السَّلْمَ المهِيْن! فإذا ضَمِيري يَشْرَعُ السَّوطَ المُخِيفَ. فاسْتِلَينْ! وأَعُودُ.. لكِن بِهَمْس خَوْفَ بَطْشِ الباطِشينْ! فَلعَل مِنْهم واحِداً يَهْفو إلى الحَقِّ المُبِينْ! *** هذه الحياةُ قَسَتْ عَلَيَّ على الضَّمِيرِ الرَّاشِدِ! فأنا وإيَّاهُ على حَرْبٍ تُقِضُّ مَراقِدي! إنَّي أّخافُ . ولا يخافُ من القوِيِّ الرَّاصِدِ! فأَنُوءُ بالكْيدِ المُنِيخِ ولا يَنْوءَ بكائِدِ! *** ويَدُورُ فيما بَيْنَنا جَدَلٌ فَيَنْتَصِرُ الضَّمِيرْ وأَعودُ مُنْدحراً أُسِيلُ الدَّمعَ من طَرْفي الحَسِيرْ! فقد اسْتَبان مَصِيرَهُ وأنا عَمِيتُ عن المَصِيرْ! شَتَّانَ ما بَيْن الجَليلِ سما . وما بَيْن الحَقيرْ..! *** ولقد خَضَعْتُ له بقَوْلي . لا بِفِعليِ الشَّائِنِ فإذا أنا المَشْنُوءُ .ذُو الوَجْهَيْن.. أَحْقَرُ مائِنِ! تَجْري سفائِنُهُ بِرَهُوٍ ضِدَّ جَرْي سفائني! أَخشى بها غَرقي . وما يَخْشى .. فَلَيْسَ بِواهِنِ! *** هذي حَياتي .. كيْفَ لا أشقى بِها.. وأكُونُ ناعِمْ؟! عَيْشِي بها عَيْشَ الأَرانِبِ بَيْن أَشْتاتِ الضَّيَاغِمْ! أَصْبُوا إلى أَمْني .. وكَيْف الأَمْنُ في دُنْيا الأّراقمْ؟! وَيلي فقد أحْنَيْتُ ظَهْري واسْتَكَنْتُ إلى المغَارِمْ! *** أَفَبعْد هذا أسْتِنَيمُ إلى الحياة وأَسْتَرِيحْ؟! وأنا بها وَحدي الجَرِيحُ المُسْتَكِينُ.. المُسْتبِيِحْ! أشْكوى بها البَلْوى ولكِنَّي أُصِرُّ على القَبِيحْ! كيف الحياةُ بها؟! وكيف الرَّكضُ للِعاني الكَسِيحْ؟! *** إنِّي لأَخْجَلُ من شكاتي للذي بَرَأَ الحياةْ! وأنا الأثيمُ. وقد حباني الله ما يؤتى النَّجاةْ فَشَربْتُ مِن مُرِّ الأُجاجِ وقد حبا الله الفُراتْ! وأَشَحْتُ عن دَرْبي القَوِيمِ وكَرَّمَ الدَّرْبَ السَّراةْ *** يا رَحْمَةَ الله اسْتَبِيني لِلْغَوِيَّ. وقد تَهاوى! للدَّرْكِ.. والشَّيطانُ يُلهِمُه أباطِيلَ الفتاوى! لا تَتْرُكيه لَقاً .. فقد حَرَقَتْهُ نِيرانُ الدَّعاوى! أنْتِ الطَّبِيبُ.. فهل أكون إذا رَحِمْتِ أنا المداوي؟! *** إنَّ النَّشاوى يَنْقمُونَ فهل أكُونُ من النَّشاوى؟! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » تهاويم
إحْذَريني. فما أبالي وقد طالَ دلالُ الهوى .. انْصرافَكِ عنَّي! إحْذَريني. فقد سَئِمْتُ من الدَّلِّ وأَمْسَيْتُ لا أّطِيقُ التَجَّنِّي! إحذريني. فقد غَدَوُتُ عَيُوفاً يَضَعُ الزُّهْدَ في مكانِ التَّمَنِّي! إحْذَريني.فقد أعُودُ عَصَوفاَ بعد فَرْطِ الحَنانِ. ممن سُوءِ ظَنِّي! يا لَها مِن مَعاركٍ أَذَنَتْني بانْدِحارٍ في الحَرْبِ. مِنْكِ. ومِنِّي! كيف يَهْوي الحُبُّ المكينُ بِقبلبٍِ ضالِع في الهوى . إلى دَرْكِ ضَغْنِ؟! ضاعَ لَحْني الذي تَغَنىَّ زَماناً بهوانا.. فما أَطِيقُ التَّغَنِّي! وغدا حائِرا.. وكانَ قَويّاً ولأَنتِ التي ابْتَلَتِ بِوَهْنِ! *** إحْذَريني.غَداً فقد يُنْبِتُ الشَّوكَ تُرابي حِيناً. ويُنْبتُ زَهرا! واذكري أنَّكِ ارتَوَيْتِ.. وما زِلْتُ ظَمِئاَ. فَرُحْتِ بالنَّصْرِ سَكْرى! لا تَظُنِّي الرَّوْضَ النَّضِيرَ سَيَبْقى مُخْصِباَ. والسَّحابُ يَشفِيِهِ غَمْرا! لا تظني هذا . فقد يُصْبِحُ الرَّوضُ جَدِيباً.. ويُصْبِحُ الحُلْوُ مُرَّا! إنَّ حُبِّي الظَّمِىءَ بعد تَجَنِّيك سَيَبْني إلى الملاحِمِ جِسْرا! وسيَتْلُو من الملاحِم ما يُشْجِيِ نَثِيراً من الكلامِ وشِعْرا! وسيَغْدو فَوْقَ الذُّرِى وحوالَيْهِ أُلُوفٌ من المفاتِنِ تَتْرى! كُلُّها تَجْتَبِيهِ.. فالعَلَمُ الفَرْدُ جديرٌ بالحُبَّ صَفْواَ.. وَطُهْرا! *** وسَتَبْقِينَ بَيْنَ أَقْزامِكِ الغُلْفِ وقد أَصْبَحَ الخُلودُ بَعيدا! ولقد كانَ في يَدَيكِ فأمْسى نائِياَ.. نائِياً.. يَصُونُ القَصيِدا! واحْتَوَتْهُ الحِسانُ يُمْلِي عَلَيْهنَّ من الغَالِياتِ دُرّاً نَضِيدا! في ظِلالٍ من الخمائِلِ يَعْبقُن بعِطْرٍ.. ويَسْتَطِبْنَ النَّشيدا! رَدَّدَتْ زَيْنَبٌ وهِندٌ أغانِيَّ وقد نَهْنَهَ الهوى التَّغْرِيدا! قاَلتا في انْتِشائَةٍ أَطْرَبَتْني ليْتَ هذي الحياةَ تُعْطِي المَزِيدا! أَوْرَقَتْ في صُدورِنا ونَمَا الزَّهْرُ بها واسُتُحالَ عَيْشاً رَغيدا! ليْتَ هذا الفِرْدَوْسَ يبْقى مدى العُمْرِ. فما أَرْوَعَ الجَنى والحَصِيدا! *** وتَتَاَلتْ عليّ في الرَّوْضِ أسْرابٌ من الغِيدِ.. كلُّهُنَّ فُتُونُ! يَتَحَلَّيْنَ بالعَفَافِ وبالكِبْرِ اعْتِزازاً.. فالحُسنُ غالٍ مَصُونُ! رُعْنَني فانْبَرَيتُ أَطرِي فَصَفَّقنَ وأّذْكَتْ قُلوبُهُنَّ الشَّجونُ! قُلْنَ لي أيُّها الهزارُ تَرَنَّمْ بشَوادِيِكَ. لا طَوَتْكَ المَنُونُ! فارْتَوَيْنا مِن بَعْد طُولِ جَفافٍ واسْتَقامَتْ بعد الْتِواءٍ غُصُونُ! وسَمِعنا الشِّعْرَ الطَّرِيفَ ومِن قَبْلُ تَعاوتْ على السَّماع المُجُونُ! أفَسِحْرٌ هذا. وإلاَّ بَيانٌ رائعٌ؟أوْ شوامِخٌ وحُصُونُ؟ شَهِد الله أنَّ هذا يَقيِنٌ تتهاوى به. وتَشْقى الظُّنُونُ! *** قُلْتُ سُقْياً لَكُنَّ أّيَتُها الحُورُ ورَعْياً..فإنَّني لَسِعيدُ شاقَني تَالِدي فلمَّا بَدَوْتُنَّ توارى عن الطَّرِيفِ التَّلِيدُ ومن القُرْبِ من حِماكُنَّ أّحْسَسْ تُ بدِفْءٍ يَذّوبُ منه الجَلِيدُ ما أُحَيْلى هذه الحياةَ إذا طابَتْ فأقْصى الغَوِيَّ منها الرَّشِيدُ *** كم جَدِيدٍ من الحياةِ .. قَديمٌ وقَديمٍ مِن الحياةِ .. جَدِيدُ هو سِرُّ الغَيْبِ المُسَرْبَلِ بالحُجْبِ وسِرٌّ على العُقُولِ عَنِيدُ.. شَفَّني أَنْ عَجِزْتُ مِنه عَن الفَهـ مِ وما شَقَّهُ بَلائِي الشَّديدُ أيُّها الغَيْبُ . أَنَتْ نُعْمَى . وما نَدُرِي وأَوْلى أنْ يِسْتَعِزَّ الوَصيدُ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » صراع
تنْهَشُني الأَثامُ نَهْشَ الذَّئابْ وتَنْثَني عنَّي جياعاَ غِضابْ! يا نفس قد أَوْرَدْتني مَوْرِداً ذَهابُه يُصِدُ دُوني الإِيابْ! حاوَلتُ أَنْ أَرْجِعَ لكنَّني وَجَدْتُني أَشْتاقُ عَذْبَ الشَّرابْ! فكيف لي يا نفسُ أَنْ أَرعَوِي؟! كيف.. وأَنتِ الغَيُّ. أَنْتِ العَابْ؟! ظَمِئْتُ للماء فأَدْنَيْتِني لا لِلفُرات العَذْبِ. بل للسَّرابْ يا لَيْتَني عاصَيْتُ داعي الهوى حتى ولو أَدْمتْ جُنُوبي الحِرابْ! مضى شبابي واغِلاً في الخَنى وخَيْرُ ما نَمْلِكُ.. نحن .. الشَّبابْ! وها أنا اليَوْمُ بِشَيْخوُخةٍ وانِيةٍ تَسْلُكُ تِلْكَ الشَّعابْ! متى أَراني عائداً لِلْهُدى ما أَشْتَهي الكَأْسَ. وحُلْوَ الكِعابْ؟! أرى رِفاقي بعد ما أَمْعَنُوا في اللَّهْو عادُوا خُشَّعاً للصَّوابْ! فهل أنا وَحْدي الذي يَجْتَوي رَشادَهُ.. مُسْتَهْدِفاً لِلْعِقابْ؟! وهل أنا الغاوِي الذي يَسْتوي بِدَرْكِهِ المُظْلِم.. دُونَ الصِحاب؟! أمامَه الأخْرى .. ويا وَيْلَتا من سوء ما سَطَّرهُ في الكِتابْ! يا وَيْلهُ وهو الذَّكِيُّ الذي يَعرفُ ما يَلْقاهُ يَوْمَ الحِسابْ! كيف تَوارى عَقْلُهُ في القَذى؟! كيف تَوارى حِسُّهُ في التُرابْ! فَكّرَ في الرُّشْدِ.. ولكنَّهُ عاصاهُ.. ما أَوْحَشَ سُودَ الرِّحابْ! آثَرَ مِن ضَغْطِ الهوى قِشْرَهُ واختارَهُ دُون كريم اللُّبابْ! فَيا لهُ مِن بُلْبُلٍ عاثِرٍ بَدَّلَ بالشَّدْوِ نعِيقَ الغُرابْ! كانَ بِرَوْضِ مُونِقٍ حافِل بالثَّمَر الحالي .. بما يُسْتطابْ! من زَهْرٍ يَنْفَحُ عِطْراً.. ومِن جَداوِل تَحْلو كماءِ السَّحابْ! كانِ له شِعْرُ بَديعُ الرُّؤى مُحَلِّقِ ..مُسْتَشْرِفٍ كالشَّهابْ! يُضيءُ بالشِّعْر جميعَ الصُّوى فَيُرْشدُ السَّاري. ويَشْفي المصابْ! يُجلُّهُ الرَّبْعُ.. ويَعْلو بِهِ.. لأّنهُ يَرْفَع عَنْه الحَجابْ! لأَِنَّه يُسْدِي إليه المُنَى تَخْطُرُ بالحِلْيِ وغالي الثَّيابْ! مُهَنْدسِاً كانتْ له حِكْمةُ تُعِيدُ للْعُمْرانِ .. بعد الخَرابْ! كأَنَّما يَغْرفُ مِن عَلْيًم.. دُرَّا يُحَلِّي زَيْنَباً والرَّباتْ! وتَقْتَنِيهِ النَّاسُ ذُخْراً لهم لأَنَّه يَحْمِلُ فَصْلَ الخِطابْ! فَما لَهُ يَهوي إلى حفرة لَيْس بِها إلاَّ طَنِينُ الذُبابْ! مُظْلِمَة.. مُفْضِيَةٌ للِردَّى كالقَبْرِ ..يالَ الخِزْي . يالَ التَّبابْ! ماضِيةِ يَسْتَصْرِخُ مِن حاضِرِ هُداهُ.. والحاضِرُ يُخْفي الجَواب! لأَِنه اسْتَلًم في شِقْوَةٍ بِسَطْوَةِ أَلْوَتْ به فاسْتَجابْ! يَرْحَمْهُ الله.. وكم أَنْقَدَتْ رَحْمَتُه. كم أَخْصَبَتْ من يَبابْ! كم أَكْرمَتْ مِن خاسِرِ آبِقٍ فطابت العُقْبى. وطابَ المتابْ! لقد رَأىِ بَعْد العَمى نَيْزكاً يُضيءُ. فاسْتَأَنس بَعد اغْتِرابْ! قال.. لَعَلَّ النَّجمَ مِنَ بَعْدِهِ يَأْتي. ويَأتي البَدْرُ بَعْد الغِيابْ! فَيَرْجعُ الطَّيْرُ إلى رَوْضِهِ مُغَرِّداَ بعد طَويل النُّعابْ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » مغاني الشاعر
ظلَّليني.. فأنا من وَقْدَةِ الشَّمْس صَرِيعْ! وأنا من ثَدْي آلامي رَضيعْ! راحَ عن حِسَّي وعن فِكْري الرَّبيعْ! فتهاويْت إلى القاعِ وغَشاني من القاعِ الظَّلامْ! *** واجْذُبيني.. نحو هاتِيكَ المغاني الشَّيقَّاتْ! نحو رَوْض حافِلٍ بالمونِقاتْ! وغَديرٍ سال بالعذبِ الفُراتْ! وحياةِ طابَ من أًفْيائِها حتى الخِصامْ! *** وذَرِيني.. أجدُ اللَّذةَّ في حُلوِ الكرى! أَجدُ الرَّاحةَ مِن طُولِ السَّرى! أجِدُ الفَرْحَةَ ما بَيْنَ الوَرى! فلقد عُدْتُ من العُزْلًةِ. من فَرْطِ الجوى الضَّاري حُطامْ! *** واعْذُريني.. إن تَلَمَّسْتُ هَوَى مُسْتَعْذَباً يَطْوى شُجُوني! فلقد كِدتُ.. وقد رَوَّعْتِني.. أَلْقى مَنُوني! ولقد تُورثُنِي البَلوى . وما أَهْوَلَ طَغْواها جُنُوني! فأراني ويَراني النَّاسُ شِلْواً ورُفاتاً مُسْتضامْ! *** قد تَبَدىَّ لي من الغيدِ فُتُونٌ مِن سِواكي! لم أكُنْ أَحْسَبُ أنِّي سوفَ أَنْجُو مِن هَواكي! فلقد كنْتُ على الجَفْوةِ والصَّدَّ فتاكي! ما أبالي بالذي أَلقاهُ يا لَيْلايَ من عَسْفِ الغَرامْ! *** ورأَيْتُ الغيد يَشْجون جَمالاً وحَنانْ! عَرَفوا الشَّاعِرَ يَسْتَلْهمُ.. يَشْدو بالحِسانْ! فهو كالطَّيرِ.. بِحُورٍ .. يتغنى .. وجِنانْ! فاحْتَوَيْنَ الطَّيْرَ فاسْتحَلى وأَغراه المُقام! *** إنَّه الفِرْدّوْسُ يا لَيْلايَ. ما أَحلاهُ مِن بعد جَحِيمي! لم يكُنْ عِنْدَكَ ما يَفْضُل هذا مِن نَعِيم! لم يكُنْ عِنْدَكِ ما يعَصفُ باللَّيْل البَهيم! وَلَدَيْهُنَّ هُنا الفَجْرُ. لَدَيْهُنَّ الذي يُذْكى الغَرامْ! *** ولقد أَلْقَيْتُ رًحْلي ههُنا .. مُنْعَتِقا! مِن شجونٍ. من قُيُودٍ .. لم تُتِحْ مُنطَلَقا لم أَجِدْ في الرِّقِّ . يا ليْلاي . إلاَّ الحُرَقا! وهُنا حُرِّيتي .. حُبِّي اسْتطابا الرَّوضَ يَشقيِه الغَمام! *** ما أراني في مَجالي الحُسْن إلاَّ بُلْبُلا! شادِياً بالشَّعْرِ. باللَّحْنِ. وأَطوِي السُّبُلا! أَبْتَغِي لي .. لِلْورى .. أنْ يَنْهلا من رَحيقِ الحُبِّ ما يَطْوِي ضَبَاباً وقََتامْ! *** يا يَراعي .. كُنْ لآلام الأَناسِي بَلْسَما! كُنْ وَضيئاً .كُنْ قَوِيماً . كُنْ لِرُوحي مَغْنَما! لا تكُنْ لي يا صَديقي.. في حَياتي مغْرَما! بَل كُنِ السَّيفَ على الغَيَّ. ولا تَخْشَ الصِّدامْ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » الذكريات ..
ذكرياتي تُمزَّق من قلْبي وتُشْجي حِسِّي الرَّهيفَ ولُبَّي! أَيَّها اسْتعْرَض الضَّمِيرَ تَبَدَّى.. شَرِساً .. حانياً .. مُشيحاً .. مُلَبَّي يا لها من دَياجرٍ يَسْطعُ النُّورُ بأطْرفِها.. فأَبْصُر دَرْبي! ولقد تَطْمِسَ الدَّياجى سنا النُّورِ فأَسْري على ضَلالٍ ورعبِ! رُبَّما كنتُ مِن رُؤاها كَطْيرٍ وادِع. أو مُواثِبٍ مِثْلَ ذِئْبَ! قد يكون الحبيب منها كروض ويكون الرحيب منها كجُبَّ! أيُّها الفِكْرُ.. أيُّها الحِسُّ ماذا تَرَياني .. كُونا الخَدينَيْنِ جَنْبي! *** وارْعياني.فَرُبَّما دّغْدَغَتْني بخَيالٍ مَضى .. وخلَّف جَمْرا! قَرَّبَتْ لي به المَعاد إلى الحُسْنِ وَضِيئاً أَشْقى وأَسعَدَ دَهْرا! قابَ قَوْسَيْن عادَ مِنَّي فَصدَّقْتُ فَأَرْخى عليه دُونيَ سِتْرا! لمَ هذا العَذابُ يَفْتَحُ جُرْحاً ينزف الروح بادياً .مُسْتَسِرَّا؟! لا.. فما أعْذَبَ العذَابَ إذا ما بِلظاهُ سَمَوتُ حِساً وفكْرا؟! هو أّجْدى مِن المَسَرَّة إلْهاماً وأَعْلى منْها مَكاناً وقَدْرا! كان دَرْبي إلى النُّجوم . فما عاقت صِعابٌ عنها. وكان الأبَرَّا! رُبَّ وَصْلٍ يَثْني عِنانكَ إنْ سرْتَ. وهَجْرٍ يُجَرُّ للمجْدِ جَرّا! فَاكْوِني أيُّها العذابُ. فما كنْتُ لأَِشْكو وأَنْتَ تَمْنَح دُرَّا! *** مَيَّزَتْنِي هذي الملاحِمُ في الشعر كأَني بها المُمَلَّكُ كِسرى! وكأَنَّي إذا تَرنَّمْت بالشَّعْرِ أُجَلَّي رُؤى وأَنْفُثُ سِحْرا! *** يا نَجِيَّي.. أُرِيدُ جَزْراً من الحُبَّ سَخِيَّ اللُّهى لطَيفَ المَعاني! ولقد أَشْتَهِيه مَدّاً. ولكِنُ غَيْرَ مُثْنٍ عن السُّمُوِّ عناني! فإِذا شاء حُسْنُه العَسْفَ أنكرت عليْه ومنْه تلْو الأَمانِي! وتَنَكَّبْتُ دَرْبَهُ. فأنا الشَّادِي بِه الحُرُّ .. لا صَريعَ الغَواني! *** ولَئِنْ كُنْتُ يافِعاً أَتردَّى في مهاويهِ .. مُثْخَناً بِجِراحي! فأَنا اليَوْمَ بعد أَنْ شِخْتُ لا أَخْضَعُ إلاَّ لعِزَّتي وطِماحي! وجَناحي المَهِيضُ بالأمْسِ أَضْحى كجَناحِ الصُقُورِ أَقوى جَناح! فإذا ما اسْتَفَزَّ حُسْنٌ تَنادَيْتُ لِرَوْضٍ مُكَلَّلٍ بالمِلاحِ! *** خَلَّدَ الشَّعْرُ مُنْذُ أَنْ ضَوَّءَ الحُسْنُ وأَشْجى.. سناءَهُ وعَبِيرهُ! وَتَبَتَّلتُ أكْتَفى منه بالنَّظْرَة إنْ حاوَلَ الغُواةُ سَريرَهْ! فهو عِنْدي نَجْوى اليَراع. ما أَجْمَل عِنْدي فَوْق الطُّروسِ صَرِيرَهْ! وهو أَحْلى صَوْتٍ لَدَيَّ وأَنْداهُ ندى السُّحُبِ نَسْتطيبُ مَطِيرَهْ *** كانَ هذا الفُتُونُ مُذْ غَرَّذَ الشَّعْرُ وغَنَّى. فِرْدَوْسَه وسَعِيرَهْ كانَ يُشْجِيه ثم يُصْليْهِ ما أَرْأَفَ هذا . وما أَشَدَّ نَكِيرَهْ! ما الذي فِيَّ دُونَ غَيْرِي من الخَلْق؟! أَبِدْعٌ أنا يُحِبُّ نَذِيرَهْ؟! فيراه البَشِيرَ.. ما أَعْجَبَ القَلْبَ يَرى في النَّذِيرِ يُشْقي.. بَشِيرَهْ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » أنا .. والناس ، حوار مع النفس!
ليس لي أنْ أقولَ شعراً وهذي نَفَثاتٌ تَفُوقُ.. شعراً ونثرا! ومن العَدْلِ أَنْ أُمَتَّعَ سمعْي بالذي شاقَني فَجَلىَّ وأَغْرى! فأَمامَ المُبرِّزينَ أراني عاجزاَ أَنْ أقولَ شَهراَ أَغَرَّا! ولقد حاول اليراعُ فأَعْياه البليغُ الذي إذا قالَ سَرّاً..! ولقد حاول البيانُ فلاقى بَعْد يُسْرٍ من المَلاحِمِ عُسْرا! *** يا حُماةَ البَيان.. ما أَكرَم المرْءَ إذا ما أقامَ لِلْحقَّ جِسْرا! ولأَنْتُمْ بُناته فَذَروهُ يَرْفَعُ الرَّأْسَ بالمآثِرِ تَتْرى! إنَّ مِنَّا الكثيرَ صَرْعى الأباطِيل ومِنَّا الكثيرَ في القَيْدِ أَسْرى! فَعسانا بِما نَطِيِقُ من القَوْل رشيداً نَشُدُّ للحَقَّ أَزرا! إنَّه الرِّبْحُ للحياة وإلاَّ كان حَظُّ الحياةِ ذُلاً وخُسْرا! *** ما أراني بَيْن العَماليقِ إلاَّ.. قَزَماً .. ما يَطِيقُ نَفْعاً وضَرّاً! ولَوْ أنِّي اسْتطَعْتُ كنْتُ المُجَلي في سباقي . والفارِسَ المُسْبَطرَّا! غَيْرَ أَّني كنْت المُصَليَ في السبق وكان الرِّفاقُ بالسَّبْقِ أَحْرى! وحياةُ الورى حُظُوظٌ.. وحَسْبي مِن حَياتي .. ما حَوَّلَ الشَّرَ خَيْرا! *** ما حياةُ الأَنام إلاَّ هباءٌ إنْ تَكُنْ لا تُتِيحُ مَجْداً وفَخْرا! إنْ تَكُنْ بالقُشُورِ تَحْفَلُ..لا اللُّبَّ .وما بالقشورِ تَشْرُفُ ذِكْرا! إنَّما تَشْرُفُ الشُّعُوبُ بما بانَ مِن الذَّكْرِ حالِياً واسْتَسَرَّا! حدَّثَنْني نَفْسي بأنِّي غَرِيبٌ ما ترى لي بَيْن الوَرى مُسْتَقَرَّا! قُلْتُ يا نفس. أَنْتِ تَدْرينَ بالسَّرِّ.. وإنْ كنتِ لا تُقِيمين عُذْرا ! أَنْت من قَادني إلى العُزْلَة المُرَّة.. حتى سَلكْتُ دَرْباً أَمَرَّا! لمْ تَقُودي سُراتي في لاحِبِ الدَّرْب.. وما كُنْتِ في الدُّجُنَّةِ بَدْرا! لا تَلُومي مُرَزَّاً أَنتِ أَولى مِنْه باللَّوْمِ. أَنتِ أَعظَمُ وِزْرا! ضِقْتُ ذَرْعاً بِما أُلاقِى. فَكُوني من فَتاكِ الحَسِيرِ أَوْسَعَ صَدْرا! وذَرَفْنا دَمْعاَ سَخِيّاً.. فقد كُنَّا سواءً بما اقْتَرَفْناهُ نُكْرا..! هل يَرُدُّ الدُّمْع الغَوِيَّ إلى الرُّشُدِ؟ويَحْبُو على الرَّزِيَّةِ صَبْرا؟! أَمْ تُرانا مَعاً نَعيشُ مع الغُرْبةِ نَطْوِي الفَلا . ونَسْكُنُ قَفْرا؟! أَيُهذِي الأَقدارُ قد يُصبِحُ الشَّوْكُ على مُرْتَضِيه.. وَرْداً وزَهْرا؟ ارْتَضَيْنا به .. ويا رُبَّ راضٍ عادَ بعد الرِّقَّ المُسَخَّر حُرَّا..! كم رُفاتٍ يَغْدو بهِ القَبْرُ صَرْحاً وحياةٍ يَغْدو بها الصَّرحُ قَبْرا! *** فاعْذُرُوني إذا اقْتَضَبْتُ. فما أَقْوى على أَن أكُون في الجَوَّ صَقْرا! كم تَمَنَّيْتُ أّنْ أكُونَ فَأَعْيَتْ أُمْنياتِي . وكنْتُ في السَّفْرِ سَطْرا! ورأيْتُ اليَومَ السَّجِلَّ فأغْضَيْتُ فهذا سفْرٌ يُواكِبُ سِفْرا! قُلْتُ حَسْبِي أنِّي غَدَوْتُ من الطيْرِ وأَنَّي وَجَدْتُ في الرَّوْض وَكْرا! فَجَناحي المَهِيضُ أضْعَفُ من أَنْ .. يَسْتَوِي مِثْلَهُنَّ في الجَوَّ نَسْرا! *** يا نُحاسي الرَّخِيصُ .. لن تَخْدَعَ النَّاسَ . ولن يُبْصروك ماساً وتِبْرا! عَرَفَتْ قيمتي حَناياي سِرّاً ثُمَّ قالَتْ .. قُلها لِرَبْعِكَ جَهْرا! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » أينا الخاسر ؟
عدْني بِوصْلٍ منكَ يا فاتِني فأنْتَ لي مَصْدَرُ إلْهامي! وأنت لي دُونَ الورى مُتْعَةٌ تُشُعِلُ أَطْراسي وأَقْلامي! جاشَتْ بصَدْري ذِكْرياتٌ لها عِطْرٌ بأيَّامي وأَحلامي! أيَّامَ كنْتَ الفاتِنَ المُسْتوِي بِمُهْجتي. والمُغدِقَ إلهامِي! *** إنَّي أُكَنَّي عَنكَ مِن بَعْدِما لاقَيْتُ مِن هَجْرِكَ مَا أَسْقَما! شَقِيتُ منه. يا لَهذا الهوى شّرِبْتُ منه سَلْسَلاً .. عَلْقما! كانَ اللَّظى يَسْلِبُ ِّمنِّي الكرى حِيناً.. وحِيناً كانَ لي بَلْسَما! وكانَ لي في شَفَتَيْهِ اللَّمى يُسكَرني .. يَجْعَلُني المُلْهَما! *** وكنتُ لا أُبْصِرُ إلاَّ المُنَى مُشْرقةً.. تُورِدُني جَنَّتي! إلاَّ الطُّيورَ الشَّادِياتِ التي تُطْرِبُني.. تُشْعِلُ لي صَبْوَتي! لا فِكرتي تِشْغَلُني بالذي يُكْرِبُ كالأَمْسِ. ولا مُهْجَتي! أَوّاهِ كانَت سوى فَترةٍ حالِمةٍ .. ثم انْتَهَتْ فَتَرَتي! *** ودَهَمَتْني يَقْظَةٌ كالرَّدى قاسيةٌ.. جَفَّ بها جَدْوَلي! أَذهَلني منها عُزُوفُ الهوى عنِّي. كَسَهْمٍ حَطَّ في مَقْتَلي! ما كانَ أَقساهُ. فكيف ارْتَضى سفكَ دَمي؟! كيف لَوى مِفْصَلي؟! ما كنْتُ هائِماَ يَكْتويِ فَيَرْتَضِي باللَّهب المُشْعَلِ! *** وكانَ لِي النَّجْمَ الذي أَهتدي بِنُورِه في الحالِكِ المُظْلِمِ..! يَسْخو بْه من غَير ما مِنَّةٍ سخاءَ مَنْ يَحْنُو على المُلْهَمِ..! كانَ هو المُلْهْمُ هذي الرُّؤى كأَنَّما يَغْرِفُ مِن مِنْجمِ..! يَحُوطُني بالحُبَّ يَروِي به صَدايَ رِيَّ المانِحِ المُنْعِمِ..! *** وقال لي يَوْماً .. أَلا تَشْتَهي جَنايَ؟! إنَّي لا أُبِيحُ الجَنى! إلاَّ لمن كانَ شَدِيدَ الجوَى مُسْتَعْذِباً فيه الضَّنى والوَنى! فإِنَّه يَحْظى به ناعِماَ من شِقْوَةٍ يَشْتارُ مِنْها المُنى وأَنْتَ حتى الفَقْر تَرْضى به منه.. فَبَعْضُ الفَقْرِ بَعْضُ الغِنى! *** قد كُنْتَ هذا.. واصِلاً.. حانِياً فكيف ضَرَّجْت الهوى بالصُّدُودْ؟! كيف تَحَوَّلْتَ إلى عاصِفٍ أَهْوِي به للسَّفْح بعد النَّجُودْ؟! ما كُنْتُ أسَتَأْهِلُ هذا الأسى ما كُنْتُ أسْتَأهِلُ هذا الجُحُود! خَسِرْتَني .. قد كنْتَ تَعْلو الذُّرى مِنَّي. وقد كنْتَ تُلاقي الخُلُودْ! *** راوَدَني الغِيدُ .. فلم أَنْجَذِبْ لَهُنَّ.. لم أَحفَلْ بحور الجنانْ! كُنَّ على ما يَشْتِهيه الهوى حُسْناً ودَلاَّ من حَصانٍ رَزَانْ! يَشْغَفْنَ بالشَّعْرِ. وبالمُعْتَلي به إلى النَّجْمِ.. وَضِيءِ البَيانْ! وقُلْنَ لي .. دَعْ عَنْكَ تِلكَ الَّتي تُشْقِي .. وأَنْتَ الحُرّ تأْبى الهَوانْ! *** لسَوْف تَطْوِينَ الحَشا دامياً منِ بَعْد أَنْ بارَحْتُ ذاك الحِمى! فإِنَّني اليَومَ على صَبْوةٍ تَحْمي. ولا تَسْفِكُ ِّمنِّي الدَّما..! حَوْلي من الخُرَّدِ ما أَزْدَهي.. به. وما يَرْوِي شدِيد الظَّما..! وهُنَّ يَطْوِين نَقِيَّ الهوى فلا فؤاداً جائراً .. أَو فَما! *** الحُسْنُ لَوْلا الشَّهْرُ ما يَسْتَوي إلاَّ قَليلاً من حَنايا الوَرى! الطُّهْرُ يُعْلِيهِ .. ويَهْوي الخَنى به إلى الدَّرْكِ.. ويُغْوِي السُّرى! والخُلْدُ لِلشّعْر إذا ما سَما وعافَ بالعِزَّ خَسِيسَ القِرى! عَلَيْهِ. أَنْ لا يَنْحَني صاغِرا فالشاَّعِرُ. الشَّاعِرُ لن يَصْغَرا! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » مواجد .. وأشجان
سرَّبِتْ قُوَّتي السَّنونُ فَلَم تُبْقِ سوى عاجِزٍ أَسيفِ الحنايا! جَرَّحَتْه السَّهامُ مِن كل صَوْب وأطَلَّتْ عليِه سُودُ المنايا! يَوْمُه مِثْلُ أّمْسهِ فهو غَرْثانُ ولم تَرْوِهِ فَتَشْفي الرَّكايا..! مِن ضَحايا الحياةِ لا الأَمْسُ يُرْضِيه. ولا يَوْمُه. فَوَيلُ الضَّحايا! أَنكرتْني الرُّبُوعُ والأَهلُ والصَّحْبُ. فما لي منْهُنَّ غَيْرُ البَقايا! وهي نَزْرٌ على الذي يُنْفِقُ العُمْرَ على أّنْ يَنالَ بَعْضَ العَطايا! من مكانٍ يُقِلُّهُ.. وسماءٍ.. ظَلَّلَتْهُ .. فَكرَّمَتْها الحَنايا! ورَعيلٍ من أَهِلهِ.. ورِفاقٍ شَغَفُوه حُبّاً يِحُلْوِ السَّجايا! ظَلَّ حِيناً مُنَعَّماً يِغَوادِيهمْ سواءٌ بِجَهْرِها والخفايا! *** ثُمَّ أَمْسَيْتُ لا أَطيقُ سوى الوحْدةِ.. أَطْوِي بها الدُّجى وضَحايا! فأَشاحُوا عَنَّي بِحَقٍّ. فما أَشْقى وَحيداً مُطَوَّقاً بالرَّزايا! أَتُراني اشْتكَيْتُ ضَعْفاً مِن الوِحْدةِ؟! أنَّني اشْتَكَيْتُ الدَّنايا؟! رُبَّما كان في اعْتِزالي عن النَّاسِ رُضُوخٌ لِسطْوَةٍ مِن هَوايا! أَوْ عُزُوفٌ عن اللقاء؟! فكم أَخشى لِقاءً من حاقِدٍ مَوْتُورِ؟! نالَني مِنْهُمُ العَذابُ وما يَعْبأُ لُبَّي بِشائِهاتِ القُشُورِ! ولقد عَطْعَطُوا عَلَيَّ فقالوا كيف يَمْشي في المَنْهَجِ المَهْجُورِ؟! كيف نَمشي في النُّورِ يَهْدِي ويَمْشي عاثِراً في حَواِلكِ الدَّيْجورِ؟! أَفَمَسٌّ يِعَقْلِه .. أم ضَلالٌ؟! أم غُرُورٌ يَرْميِ بِه للثُّبُورِ؟! وَيْلًهُ يَتْرُكُ الصَّبا يُنْعِشُ الرُّوح ويهفو بِطَيْشِهِ لِلدَّبورِ! ضاقَ منه الهُدى . وسرَّ به الغَيُّ وضاقَتْ بما جَناهُ الصُّدورُ! يعْلَمُ الله أَنَّني أَسْلُكُ الدَّرْبَ سَوِيّاً .. وأَعْتَلي كالطَّيورِ! في فَضاءِ رَحْبٍ . وما مَسَّني الأَيْنُ ولا مَسَّني بِهِ مِن فُتُورِ! في العَشِيَّ المُضَمَّخاتِ بِأَنْسامٍ يُدَغْدِغُن مُهْجَتي. والبُكُورِ! فلَئِنْ ساءَهُم عُزوفى عن اللَّغْوِ وأشقاهُمُ الرَّشِيدُ.. عُبُوري! فَلَقَدْ سَرَّني . وهل يَشْتَكي المَرْءُ سَبيلاً يُفضي به للسُّرُورِ فدَعِ الهَجْرَ يا فُؤادِي مِن القَوْلِ. وسَجَّلْ منه كريمَ السُّطُورِ! *** إنَّ هذي السُّطُورَ كالثَّمر اليانِع كالزَّهرِ عابقاً بالطُّيوبِ! أسْعَدتْني بأُلْفَةٍ لَيْسَ فيها كَالأَناسِيِّ حفنة من عُيُوبِ! تتَبَدىَّ عَرائِسُ الشَّعْر فيها بجَمالٍ حالى السَّماتِ. طَرُوبِ! ومَهِيبٍ من غَيْر عَسْفٍ وطُغْيان . وما فيه وَصْمةٌ من دُنُوبِ! فالحِجا فيه مُطْمَئِنٌ إلى الوَصْل طَهُوراً بلا وَنىَ أَوْ لُغُوب! والقُلوبُ المُتَيَّماتُ قرِيراتٌ بما تَشْتَهِيهِ كُلُّ القُلوبِ! عدْتُ منه بَعْد التَّدَلُّل مَحْبوراً بِعِزَّ مِن الورى مَسلُوبِ! ليْتَهُمْ يَعْرِفُونَ ما أَرْتَعُ اليَوْم به بَيْنَ ماتعٍ وخَلُوبِ! يالَ هذا الشُّروقِ يُدْفِءُ أحْشَائي. ويَطْوي الظًّلامَ بعد الغُرُوبِ! لو رَأَوني.. رَأَوْا وُثُوبي إلى القِمَّةِ في حِينِ أنَّهُمْ في السُّهُوبِ! ورَأَوْني . وقد أَخَذْتُ من النُّجْح نصِيباً وأَمْعَنُوا في الرُسُوبِ! لَتَوارَوْا خَلْفَ الحِجابِ وعاَدُوا كَنِعاجٍ. ما إنْ لها مَن نُيُوبِ! يا ذُبابًا يطِنُّ يؤذي ويُقْذي أَيْنَكُم مِن فَواضِلِ اليَعْسُوبِ؟! امْعِنوا في الرُّسُوبِ.. يا أَيُها الرَّهْطُ.. ومُوتُوا غَيْظاً من الموهوب! *** رُبَّ نارٍ غَدَتْ رَماداً .. ونار تَتَلَظىَّ بجَمْرها المَشُبوب! يُخْطِىِءُ الحاسب الغَرِيرُ.. وما تُخْطِىءُ يَوْماً براعة الحَيْسُوبِ! لَيْتنَا نَسْتَفِيقُ.. فالخُلْدْ رَمْزٌ يتهاوى بلَطْمَةٍ من شَعُوبِ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » حورية .. وغانية
يا هِنْدُ عِشْتُ مُضَرَّجاً بِدَمٍ يكادُ يَصِيح ظُلْما! يا هِنْدُ عِشْتُ مُتَيَّماً ومُهَذَّباً رُوحاً وجِسْما! قد كنتُ أَحْسَبُكِ الوفيَّةَ في الهوى. وَصْلاٌ وغُنْما! عادَ اليَقينُ لَدَيَّ فيكِ وقد غَدْرْتِ اليَوْمَ وَهْما! ما كنْتُ أَحْسَبُ أنَّني سأعُودُ بعد التٍّبْرِ فَحْما! نأنا لَسْتُ صِفْراً إنْ أَرَدْتِ وإنْ أَرَدْتِ أكُونُ رَقْما! كلاَّ فإنِّي بعد غَدْرِكِ قد غَدَوْتُ أَشَدَّ عَزْما! *** يا هِنْدُ هل راجَعْتِ قَلْبَكِ قَبْل أَنْ تَعِمي السَّجايا؟! فارْتَحْتِ لِلْظُّلْمِ الرَّهِيبِ ولم تُرَوِّعْكِ الضَّحايا! ورأَيتِ أشْلاءً تَنِزُّ ولم تُخَوِّفْكِ المنايا؟ ولَهَوْتِ ما بَيْنَ النَّدامى العاطِلينَ مِن المزايا! وهُموا على جَذلٍ من الجّسَدِ المُلطَّخِ بالخَطايا! كنْتِ السَّبِيَّةَ بَيْنَهمُ وهُمُ العِطاشُ إلى السَّبايا! يا لَلْهَوانِ.. لقد تَرَكْتُ لكِ المباذِلَ والدَّنايا! *** يا هِنْدُ. والأَمسُ الوَفِيُّ يُطلُّ لِلأمْسِ الغَدُورْ! فَيَرى به القَسَماتِ شاهَتْ وَيْلُ يَوْمِكِ بالبُثُورْ! شَتَّانَ ما بَيْنَ الأَثِيْمِ هَوى وما بَيْنَ الطَّهُورْ! ويَرى ندَاماكِ الهياكِل كالأرانِبِ في الجُحُورْ! ويَراكِ في الأَمْسِ الوَضِيء وأّْنتِ لِلظُّلُماتِ نُورْ! زِنْتِ الِحجابَ مِن العَفافِ وفُقْتِ رَبَّاتِ السُّفورْ! أَفلا تَرَيْنَ الفَرْقَ بَيْن الأَمسِ واليَوْمِ الكَفُورْ؟! *** أَفَلا نَدِمْتِ على الكريم يرُوحُ عَنْكِ بلا ارْتِدادْ؟! قد كانَ في يَدِهِ القِياد وقَد عَدَوْتِ على القيادْ! وأَرَدتِ أَنْ يَبْقى الرَّهِينَ لَدَيْكِ مَسْلوُبَ الرَّشَادْ يَشْقى به العَقْلُ الرَّجِيحُ ويَسْتَطَيِرُ به الفؤادْ! كلاَّ. فَقَدْ عافَ اقْتِرابَكِ واسْتَراحَ إلى البِعادْ! بَعْضُ السُّهادِ يكُونُ أَحلى لِكريمٍ مِن الرُّقادْ! وَلَّى هَناؤُكِ فالْبَسي يا هِنْدُ أثْوابَ الحِدادْ..! *** إنَّي لأَشْتَفُّ النَّدامةَ في مَلاِمِحِكِ الجَمِيلةْ! وأرى بها الأَلمَ المُبَرحَّ يَسْتَبِدُّ على الكَلِيلَهْ! تَرْجو الرُّجُوعَ إلى المُهاجِرِ دُونَ أن تَجِدَ الوَسِيلَهْ! هَيْهاتَ أَنْ تَجِدي السَّبِيلَ وقد قَطَعْتِ له سبِيلَه! خَلَّي الظُّنُونَ الآمِلاتِ وَوَدَّعي نَفْحَ الخَمِيِلهْ! بَعْد الجَهامِ سقى رِياضي وَابِلُ السُّحُبِ الثَّقِيلَهْ! ما كانَ أنداها عَلَيَّ فلم تكن أَبَداً بَخِيلَهْ! *** إنَّي أقُولُ.. ولسْتُ أَشْمَتُ.. يا فَتاتي المُسْتَطِيلَهْ! لم يَبْقَ لِلْحُسْنِ المُدَلَّلِ غَيْرُ أيَّامٍ قَلِيلهْ! هلاَّ ارْتَقَبْتِ من الفُتُونِ وقد قَسَوْتِ به. رَحيلَهْ؟! هلاَّ رَعَيْتِ الطَّيْرَ .. ما أَحْلاهُ.. ما أَحْلى هَدِيلَهْ! والرَّوْضَ ما أَحْلى الزُّهُورَ به. وما أّحْلى نَخِيلَهْ! لو قد رَعَيْت لكُنْتِ خالِدةً بما يشْفِي غَلِيلَهْ! لكِنْ قَسَوْتِ فَطارَ. والعُشُّ الحَبِيبُ بِكى نَزِيلَهْ! أنا شاعرُ الخُلْدِ الطَّمُوحُ ولن ترَيْ أَبَداً مَثِيلهْ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » إدكار واجتواء
اُذْكريني.. إنَّ في الوِحْدة ما يكْوي ضُلُوعي! وهي نارٌ لَيس تُطْفيها دُمُوعي! ولقد تَجْمُدُ عَيْنايَ. ويَجْفوني هُجُوعي! وأرى الوِحْدةَ في صَحْبي. وأهْلي. ورُبُوعي! فاذْكُريني *** رُبّ ذِكْرى مِنْكِ كانت بَلْسَماً! لِجراحٍ نازِفاتٍ من حشايايَ دَماً! وغَدتْ شَهْداً لمن يَجْرَعُ فُوهُ عَلْقَماً! فارْتَوى الظَّمآنُ قَلْباً.. وضميراً. وفَماً! فَذْكريني *** واذْكُري ما كُنتِ من قَبْلِ سِنينٍ وسنِينْ! حينما كُنْتِ شجوناً وهَياماً وحَنِينْ! حينما كنْتِ فُؤاداً من بُكاءٍ وأَنينْ! وأنا كنْتُ صَرِيعَ الحُبِّ. مَقْطُوعُ الوَتينْ! فاذْكُريني! *** قُلْتِ لي يَوْماً. وقَلْبانا يَفيضانِ جَوى! ودُموعٌ في مآقينا تَلَظَّتْ بالهَوى! جارياتٍ بِدَمٍ خَوْفَ النَّوى! أَنْتَ رِبِّي. وأنا الظَّمْآنُ.. وقَلْبي ما ارْتَوى! فاذْكريني! *** إبْقَ جَنْبي. لا تُسافِرْ. فَتَخَيَّرتُ البَقاءْ! وبَقِينا حِقبَةً نَرْتَعُ في الجَنَّةِ.. رِيّاً وغِذاءْ! يا لها مِن حِقْبَةٍ باعَدني عَنْها الجَفاءْ! كيف جافَيْتِ. لقد أذهلتني أّوْجَعْتِني بالبُرحَاءْ؟! فاذْكُريني! *** ولقد غادَرْتُ رَبْعاً أَسْعَد القَلْبَ وأَشْقى! عادَ لي غُولاً مُخِيفاً. بَعْد أَنْ أَوْسَعَ رِفْقا! آهِ ما أَنْكَدَ عَيْشاً.. يُوسِعُ الأَحرارَ رِقا! عادَ ما أَمْطَرَ رَوْضي النَّضْرُ.. إعصاراً وحَرْقا..! فاذكريني! *** لا. فما أَنْكَد ذِكْراكِ. وما أَنْكَدَ أَمْسي! فَهُما ما مَزَّق القَلْبَ. وما أَرْهَقَ حِسِّي! وهُما كالرَّمْس إظلاماً ورُعْباً. وَيْلَ رَمْسي! ولقد عُدْتُ. وقد شُوفِيتُ تَوَّاقاً لأقْلامي وطِرْسي! أَلَمِي أَوْمى. فأهْداني لإِلْهامي وجِرْسي! فأنا اليَوْمَ بَليغاً مِثْلَ سَحْبانَ وقُسِّ! إنَّ يَوْمَ المأْتِمِ القاسي انْطَوى في يَوْمِ عُرْسي! يال هذا الدَّرْسِ بُورِكْتَ. فنِعْم الدَّرْسُ دَرْسي! وَرْدُكِ القاني تَراهُ اليوْمَ عَيْنايَ كَورْس! اِجْتَوى الهائِمُ ما كانَ. فَقُولي يا لَتَعْسي! واذْرُفي الدَّمْعَ وقُولي. لَيْتَ يَوْمي مِثْل أَمسي! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » الذكريات
طباعة ذكرياتي تُمزِّقُ مِن قَلْبي وتُشْجي حِسيِّ الرَّهيفَ ولُبِّي! أيَّها اسْتَعْرضَ الضَّمِيرُ تبدىَّ شَرِساً.. حانِياً.. مُشِيحاً.. مُلبِّي! يا لَها مِن دياجِرٍ يَبْزَغُ النُورُ بأطْرافِها.. فأُبْصِرُ دَرْبي! ولقد تَطْمِسُ الدَّياجي سنا النُّورِ فأسْرِي على ضَلالٍ ورُعب! ربما صِرْتُ من رُؤاها كطَيْرِ وادِع.. أو مواثِبا مِثْلَ ذِئْبِ! قد يكونُ الحبيبُ منها كَرَوْضٍ ويكونُ الرَّهِيبُ منها كجُبِّ! أسلمتْني حِيناً إلى الفَرَحِ الحاني وحينا إلى اكْتِئابٍ وكرْبِ! يالَ حِسِّي الذي يُؤَجِّجُ ناراً في حَناياي.. من بِعادٍ وقُرْبِ! لتَمنَّيْتُ أن أكونَ كصَخْرٍ ما تَلَظَّى ولا أنْتَشى بالتَّصبِّي! أَوْ كبَعْضِ مِمَّنْ أرى.. وهُمْ الكَثْرَةُ يَشْدُونَ من أُهَيْلي وصَحْبي! لَيْتَني مِثْلَهم. فما كنْتُ أَشْقى كَشَقائِي هذا يَشُقُّ كَعَضْبِ! إنَّ بعض الغَباءِ بَعْضٌ من النِّعْمةِ يا لَيْتَني أعِيشُ كَسِرْبي! فأنامُ اللَّيلَ الطَّويلَ ولا أَشْقى بِسُهدٍ. وإنْ أَكُنْ غيْرَ صَبِّ! كم تَخَيَّلْتُ والِدَيَّ.. يُحيلان خَسارِي إلى رَباحٍ وكَسْب! فَهُما يَسْبِقان طَرْفي إلى الخَيْرِ بإيثار عاطِفَيْن.. وحُبِّ! فإذا ما اشْتَكَيْتُ مَسّاً من الضُّرِّ شَكَوْا مِثْلَهُ.. وضاقُو بِرَحْبِ! وهَمَتْ مِنْهُما الدُّموعُ فَوَيْلي بالذي يّذْرِفان منه.. وحسبي! وتّذّكَّرْتُ إخْوَتي.. وكُنَّ . وكانُوا كنَميرٍ بَرْوِي الظَّمأ ويُسْبي! ما أُحَيْلى أَصْواتَهُمُ. وهي تَشْدُو بافْتِخارٍ إذا نَعِمْتُ. وعُجْبِ! فَكأَنِّي نعماؤهم.. رَحِمَ الله رَعيلاً مِنْهم. ولم أَفْضِ نَحْبي! *** وتَذكَّرْتُ ثُلَّةً مِن رِفاقٍ كلُّهمْ نِعْمَةٌ من الله رَبِّي! كالرِّياضِ التي تَضُوعُ بِنَفْحٍ مِن زُهُورٍ تَظَلُّ تَخْتالُ جَنْبي! وثِمارٍ تُغْنِيكَ عن كُلِّ رَطْبٍ مِن شَهِيِّ الطَّعام. أَوْ عَذْبِ شُرْبِ! عِشْتُ ما بَيْنَهُم سعِيداً.. وعاشُوا سُعداءً بِصَفْوِ وُدِّ وعَتْبِ! خَلَّفوني من بَعْدِهمْ في اشْتِياقٍ فَفُؤادي بِهِ حَزِينٌ. وهُدْبي! *** ذِكْرَياتي أَنْتُنَّ فِرْدَوْس نَفْسي حِين أَلْقى بِكُنَّ حُبِّي المُوّلِّي! وجَحِيمي إذا بِكُنَّ تَذكَّرْتُ بَلاءً أَزْرى بِحِسِّي وعَقْلي! غير أنّي أهْفو إلَيْكُنَّ باللَّيْلِ ففيه الشُّجونُ بالصَّدْر تَغْلي! إنَّ عِلْمي بالناس أصبح يغتال ضَميِري. فأشْتَهي اليوْمَ جَهْلي! رُبَّ ماضٍ ذَكرْتُهُ فتذكَّرْ تُ رِجالَ العُلا. ووَقْتَ التَّجلِّي! شَدَّ ما أَشْتَهي الرَّحيل فَبَعْدي لم يَعُدُ يَرْفَعُ اللِّواءَ كقَبْلي! ليس كُلُّ النَعْماءِ تُرْضي حًَنايايَ فَبَعْضُ النَّعماءِ حَظُّ العُتُلّ! وأَنا لَسْتُ بالعُتُلِّ وما أَرْضى بِعَيْشٍ يَطْوي المُضيءَ سِجِلِّي! إنَّني أَبْتَغِيهِ عَيْشاً كريماً ولَئِنْ كانَ في افْتِقارٍ ومَحْلِ! ربَّ عَيْشٍ على الرَّغادةِ والنُّعْمى كَرِيهٍ بِخِزْيِهِ والتَّدَلِّي! *** يا فتاتي التي تُضيءُ طَرِيِقي أَرْقِبيني فقد توسَّدتُ رَحْلي! مَجِّدِ اللهَ يا ضَميري. فقد عِشْتُ بِقَوْلي مُحَرَّراً. وبِفِعْلي! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » ويختلف الحبان
أشعريني بأنَّ يوْمَكِ كالأمْسِ حناناً ورِقَّةً وفُتونا! إنَّني لا أطيقُ مِنْكِ ازْوِراراً إنَّه يُورِثُ الضَّنى والجُنونا! ما أُحَيْلى الأيَّامَ تلك وأَشْجاها فقد شَيَّدَتْ لحُبِّي حُصُونا! كُنْتُ فيها أَنْسى اللَّذاذَاتِ سِواها.. ولا أَخافُ المَنُونا! ما أُبالي لا بالحُطامِ ولا المَجْدِ وأَرْضى قَيدي وأَرْضى الشُّجُونا! إن حُرِّيتي لَتَشْرُفُ بالرِّقِّ يَراعاً ومَمْطَراً مَكْنُونا..! *** هو يُفْضي إليَّ جَهْراً وهَمْساً بالذي يُذْهِلُ العُقُولَ ويَشْفِي! بالَّذي يَرْفَعُ الضَّميرَ إلى الأَوْج ويبدي لها الذي كان يخفي..! ما يَرى منه كُلُّ قَلْبٍ حَفِيٍّ أَوْ مِن جَلالِه كُلُّ طَرْفِ! ما تَخيّرْتُ دُونَ القِمَمَ الشُّمَّ وأَخْتارُهُ بِدَيْجور كَهْفِ! إنَّ بَعْضَ الدَّيْجُورِ نُورٌ يُغَشِّيكَ بِمَرْأىّ يَجِلُّ عن كَلِّ وَصْفِ! ولقد بانَ ساطِعاً فَتَخَشَّعتْ فَسَفْحي غَدا رفيِعاً كسقفِ! *** يا سمائي التي أَنَرْتِ سِبيلي إجْعَلي النور صاحبي ودليلي! واجْعَليه إذا سَرَيْتَ نَجِيِّيَ واجْعَليه إذا لَغِبْتُ خليلي! هو نُورٌ كأنَّه المُزْنُ يَرْوي ظَمَأِي في السُّرى ويَشْفي غَليلي! وهو الرَّوْض بالثِّمارِ وبالزَّهْرِ غِذاءٌ ونَشْوَةٌ لِلْعَليلِ..! وهو سِفْرٌ مُجَلَّلٌ بالتَّرانِيمِ أَراهُ في بُكْرَتي وأَصِيلي! بَعْدَه. بَعْد أَنْ شغُفْتُ بما ضّمَّ تحاشَيْتَ كل سِفْرٍ هَزيلِ! يا فَتاتي لقد جَنَحْتُ إلى الحُسْـ نِ وَضيئاً يَنْأى عن الأَوْهاقِ! كنْتُ فيه أَسْعى إلى الجَسَدِ البالي. وأَصْبُو لِضَمَّةٍ وعناقِ! كان فيه الفِراقُ يَدْعو إلى الذُّلِّ مَهِيضاً.. مُتَيَّماً بالتَّلاقي! كم تَدلَّيْتَ كم تَهاوَيْتُ لِلْدَّرْكِ وَضِيعاً كَمَعْشَرِ العُشَّاقِ! ويْد الحُسْنٍ فَوْقَ رأْسي كإزْميلِ ظَمىءٍ إلى الدَّمِ المُهْراقِ! لَيْس إلاَّ العُتُوٌّ فيه ذلك الحُسْنِ فَمرْحىً لِعِزَّتي وانْعِتاقي! *** ولَشَتَّانَ بَيْن حُسْنٍ يُواليكَ طَهُوراً. وبَيْن حُسنٍ عَصُوفِ! ذاك يَحْنو عليك غَيْرَ مُدِلٍّ و يُفَدِّيكَ بالرَّؤى والطُّيُوفِ! مُلْهِمٌ. فاليراعُ منه نَدِيٌّ.. بِمعانٍ تَزَيَّنَتْ بالحُروفِ! وعذارى من الطَّرائِفِ تَشْفِي عاشِقَ الفَنِّ مِن بلاءِ الصُّرٌوفِ! هي مَجْدٌ مَؤَثَلٌ لِمُعَنَّى.. بِهَواها – مُغامِرٍ مَشْغُوفِ! ما يُبالي إذا احْتَوتْهُ وناجَتْهُ بآياتِها بِوَشْكِ الحُتُوفِ! *** والمُدِلُّ القصُوفُ تَسْطَعُ حيناً ثم يَخْفو ويَنْتَهي بالمِحاقِ! كم تَعالى به الفُتُونُ فأشْجى ثم أَهْوى به إلى الأَنْفاقِ! فإذا بالنَّميرِ منْه سَرابٌ عادَ لغَيِّ لعْنَةَ الأَحداقِ! ظَنَّ أَنْ يَخْلُدَ الفُتُون. فأَشقاهُ غُروبٌ أَطاحَ بالإِشْراقِ! يال هذا العرس الشهي ازدهته فرحة. ثم أفزعت بالطلاقِ! يا حَياةً يُغْرِي اللِّقاءَ بها النَّاسَ وتَطْوِي إغْراءهَا بالفِراقِ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » حب وعرفان
رأيْتُ لعبد الله مَجْداً مُؤَثَّلاً تحدَّر من آبائِهِ الصِّيدِ واسْتَعْلى! فمن جَدّه عبد العزيز.. وفَيْصلٍ أبيه تَبَدَّى المجد مُمْتَنِعاً فَخَلا! ولله في عبد العزيز مآثِرٌ رأَيْنا بها الوَبْلَ المُبَشِّرَ والطَّلاّ! وكانتْ بِلادُ العُرْبِ شَمْلاً مُمَزَّقاً وخَوْفاً.. فلا وَعْراً أَميناً. ولا سَهْلا! فلا الحجُّ مأمُونٌ ولا المسجد الذي تَمَيَّز بالمُخُتارِ.. وانْتَزَعَ الجهلا! فكم مِن حَجِيجٍ راح يَقُصُدُ طَيْبَةٌ تَفَزَّعَ نَهْباً. أو تَرَدَّى بِها قَتْلا! طرائِقُ شَتَّى أفْزَعَتْ كُلَّ طارِقٍ وإنْ بَذَلوا من الله ما جَلَّ واسْتَحْلى! تَصَدَّى لها عبد العزيز فَصانَها من العَبَثِ المُزْري. وكانَ له أَهْلا! فما هي إِلاَّ جولة بعَدَ جوْلَةٍ فَراحَ بها الباغُونَ صَرْعى بِما أَصْلى! فمنهم أَطاعَ السَّيْفَ يَشْدخُ هامَهُ ومنهم رأى أَنَّ الرُّضوخ به أوْلى! فَلِله ما أَجْدى علينا جِهادُهُ فقد صَحَّ منه ما تَهافَتَ واعْتَلاَّ! يُشِيدُ به الشَّادُونَ في كُلِّ بُقْعَةٍ فكم مِنَّةٍ تُرْوى. وكم آيةٍ تُتْلى! وهذا هو الخُلْدُ الذي ظَلَّ شامِخاً مُشِعّاً على الدُّنْيا بآلائِهِ المُثْلى! ومِن بَعْدِه جاءَ الغَطارِيفُ.. كُلُّهُمْ شَغُوفٌ بِمَجْدٍ لا يَخيسُ ولا يَبْلى! بدا فَيْصَلٌ لِلنَّاسِ مَجْداً مُلألِئاً يُضِيءُ.. فلا حِسّاً يَضِلُّ. ولا عَقْلا! تأَلَّقَ في عَيْنَيْ أَبيهِ فَسَرَّهُ.. وكيف؟! وقد كانَ السَّبوق الذي جَلىَّ؟! فقال له كُنْ نائبِي.. وأَحَلَّهُ مَحلاًّ رَفِيعاً.. ما أَعَزَّ وما أَغْلى! فقد كانَ فيه المُصْطَفى سَيِّدُ الورى فكانَ به طِفْلاً.. وشَبَّ به كَهْلا! فَراسةُ مَوْهُوبٍ عَظِيمٍ مُسَوَّدٍ وفِطْنَةُ مَوْهُوبٍ. وكان له نَجْلا! ولَسْتُ بِمُسْطِيعٍ. ولا الشّعْرُ قادِرٌ على صَوْغِ ما كانا بِه. وله أَهْلا! فَفي البَحْرِ أَسْرارٌ. وفي الطَّوْدِ رِفْعةٌ تُحَيِّرُ قَوْلا.. أَنْ يُحاوِلَ.. أْو فِعْلا! وشاءَ يَراعي مَرَّةً فأَرابَني فَقُلْتُ له – لما رَثَيْتُ له – مَثلا! وقُلْتُ له أَبْصِرْ.. فَحَوْلَكَ ثُلَّةٌ كَوَاكِبُ.. كانُوا لِلَّذي سادَنا نَسْلا! أَشاوِسُ. لَو فَوْق النُّجُومَ مَنَابعٌ لَتاقُوا إليْها. واسْتَطابُوا بها النَّهْلا! ولم يَثْنِهمْ عَن قَصْدِهم غَيْرُ نيْلِهِ وكيْفَ.. وقد أَدُّوا له الفَرْصَ والنَّفْلا! وقد ناضَلُوا حتى اسْتَوَوْا فَوقَ هامِهِ فساروا وقد مَدّ الطُّمُوحُ لهم حَبْلا! تَذكَّرْ سعوداً وهو أوَّلُ عاهلٍ تَسَنَّم عَرْشاً يَنْشُدُ الحقَّ والعدْلا! تَسَنَّمه والنَّاسُ تحمد ما بَنى أبُوهُ.. ويَلْقى حَوْلَه الحَوْلَ والطَّوْلا! وحَسْبُكَ مِن هذه السُّلالِة خالِدٌ وفَهْدٌ. وقد كانَ السُّمُوُّ لهم شُغْلا! فَأَوْرَثَهم مَجْداً طَريفاً وتالِداً وأَوْرَثَنا نَحْن الكرمةَ والفَضْلا! لَك الله يا فَهْدُ الحَبِيبُ وخالدٌ فإنَّكُما الجُودُ الذي اسْتَأْصَلَ البخلا! وإنَّكُما الفَخْرُ الذي يَستَفِزُّنا إلى المَدْحِ.. لولا أنَّه لم يكُنْ جَزْلا! ويا شِعْرُ هل لي أَنْ أَبُوحَ بِمُضْمَرٍ من الحُبِّ أَصْلاني الذي لم أَكُنْ أصْلى! لَئن عَزَّني فيه الثّناءُ فَإِنَّني أراني بِحُبِّي أعْشّق الصَّدَّ والوَصْلا! وأعْذُرُ شِعْري إنْ تَقَاصَر واسْتَوى على العَجْزِ واسْتَخْذى بِقافيةٍ عَجْلى! فما هو إلاَّ الشِّعْرُ يَسْتَقْطِبَ النُّهى فَيَشْدو كما تَشْدُو مَشاعِرُهُ الجَذْلى! وما هو إلاَّ المَجْدُ.. إلاَّ رُسُوخُهُ وما هو إلاَّ أَنْ غَدَوْتَ له ظِلاَّ! عَشِقْتُ العُلا مَنْذُ الصِّبا فَوَجَدْتُها لَدَيْهِ. فَنَادَتْني أَلا كُنْ له خِلاَّ! |
الساعة الآن 05:35 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية