![]() |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » جدة
يا مَغانِي الجَمالِ والسِّحرِ والفِتْنَةِ يا حُلْوَةَ الرُّؤى والمَخائِلْ! حَضَنَ البَحْرُ دُرَّةً. وحَنا البَرُّ عليها.. بِرَوْضِهِ والخمائِلْ! فَهْيَ فَيْحاءُ بَيْنَ بَرٍّ وبَحْرٍ.. تَتَهادى .. وتزْدَهي بالجَلائِلْ! بالقُلُوبِ التي يُتَيِّمُها الحُبُّ فَتَشْدو طرُوبَةً كالعنادِلْ! والعُقُولِ التي تُهَلِّلُ لِلفَنّ تَجَلَّتْ غاياتُهُ والوسائِلْ! فَبَدَتْ لِلْعُيُونِ حُسْناً وفَنّاً جاوَزَتْ فيهما الثُّغُورَ الحَوافِلْ! ما أَرى في مَدائِنِ العالَمِ الرَّحْبِ كمِثْلَيْهِما . سوى في القلائِلْ! ما أُحَيْلى بواكِرُ الفَجْرِ يا جِدَّةُ فِيكِ.. وما أُحَيْلي الأَصائِلْ! *** قال لي مَن يَلُومُني في هَواها فَتَنْتكَ العَرُوسُ ذاتُ الجَدائِلْ؟! قَلْتُ بَلْ كُنْتُ في هَواها أنا الظَّامِىءُ. لاقي مِنْها كَرِيمَ المَناهِلْ! وأنا الكاسِبُ القَوافِيَ تَطْوِي سَيْرَها لِلنُّجُومِ شُم المنازِلْ!! ولقد يُدْرِكُ الأَواخِرُ بالشِّعْر وبِالفَنِّ ما يَرُوعُ الأوائِلْ! *** أنا يا جِدَّةُ الحَبِيبُ المُعَنَّى بِحَبِيبٍ ما إنْ له مِن مُطاوِلْ فاذْكُريني كَمِثْل ذِكْرايَ يا جِدَّةُ يا مَوْطِنَ النَّدى والشَّمائِلْ! رُبَّ ذِكْرى تُؤَجِّجُ الفِكْرَ والحِسَّ وترضي المنى وترضي الدَّخائِلْ! أَفَأَشْكو الهوى شِفاهاً وإلاَّ أكْتَفي منه قانِعاً بالرَّسائِلْ؟! أَيُّ ما فِيكِ أَزْدَهى وأُغَنِّي وهو شَيءٌ مِن العُلا والفَضائِلْ؟! مِن عُلُومٍ. ومِن فُنُونٍ تَأَلقْنَ وأَشْعَلْنَ في حِماكِ المشاعِلْ! وازْدِهارٍ فاقَ التَّصَوُّرَ فاخْضَرَّتْ قِفارٌ بِهِ وماسَتْ جَنادِلْ! حَقَّقَتْهُ الجُهودُ جَلَّلَتِ الثَّغْرَ بِأَبْهى الحُلى. وأَبْهى الغَلائِلْ! قال عَنْها الرَّاؤونَ كانَتْ فَعادَتْ. رَوْضَةً ذاتَ خُضْرَةٍ وجَداوِلُ! ولقد يُذْهِلُ التَّطَوُّرَ أَحْياناً ويَحلُو بِهِ سَرِيرُ الحَناظِلْ! *** إيهِ يا جِدَّةُ اطْمَأَنَّ بِنا العَيْشُ وَقرَّتْ بِنا لَدَيْكِ البَلابِلْ! فانْعَمي بالحيَاةِ.. لا مَسَّكِ الضُّرُّ ولا غَالَتِ الهناءَ الغوائِلْ! وسَقاكِ الحَيا بِوابِلِهِ العَذْبِ وندَّاكِ بالسَّحابِ الهواطِلْ! *** بَيْنَ أُمِّ القُرى وطَيْبَةَ مَثْواكِ وعَزَّا فَرائِضاً ونَوافِلْ! فهي مجدنا الأثيل.. هما النجدة أن أعيت الخطوب الكواهِلْ! لم أُجَغْرِفُ هُنا.. ولكنَّكِ الثَّغرُ لأقْداسِنا . ومَرْسى الأماثِلْ! وسواءٌ كُنْتِ الجَنُوبَ أَمِ الشَّمألَ.. فالفضل للجدا والنَّوائِلْ! *** جَلَّ هذا التُّراثُ مَنَّ به الله عَلَيْنا. يَرُدُّ عَنَّا النَّوازِلْ! ويَقِينا مِن الخُطُوبِ إذا نَحُنُ حَرِضْنا عليه حِرْصَ البواسِلْ! فهو الجِدُّ حينَ يَخطُو إلى الرُّشْدِ وتَخْطُو إلى الضَّلالِ المهازِلْ! *** رُبَّ ماضٍ يَرْنو إلى الحاضِرِ الماثِلِ يَرْجو مِنهُ اتِّقاءَ المباذِلْ! فهي تُفْضِي به إلى الدَّرْكِ تَعْوِي في دَياجِيه عاتِياتُ الزَّلازِلْ! فاتَّقُوهُ.. فهل نَقُولُ اتَّقَيْناهُ؟! ونَسْعى إلى الذُّرى.. ونُناضِلْ؟! النِّضالَ الذي يَعِيشُ به النَّاسُ كِراماً.. ويَحْصِدُونَ السَّنابِلْ؟! أَيُّهذا الغَدُ الذي يَتَراءى شامِخاً. نحن في ارْتِقابِ الفَواضِلْ! حاضِرٌ آمِلُ . ومُسْتَقْبَلٌ رَحْبٌ وماضٍ نَزْهو به. ونُطاوِلُ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » الجسد .. والروح
كيف أَلْقاكِ غداً يا حُلْوتي وأنا مُعْتَكِفٌ خَلْفَ الوَصيدْ؟ كيف .. والدَّمْعَةُ تَتْلو آهَتي والمنى تَنْثالُ في خَصْرٍ وجِيدْ؟! *** أَفَتَغْدوا واقِعاً تلك المُنى؟! فأَراني راكِضاً فوق السَّحابْ؟! وأَرى الطَّلْعَةَ مِن ذاتِ السَّنا فَأَرى الوابل مِن بَعْدِ السَّرابْ؟! *** يا لَ قَلْبي من جَرِيحٍ نابِضٍ بِهَوىً يَقْسُو عليه.. ويَلِينْ! يتراءى كسحابٍ عارضٍ ثم يَنْأى .. وهو بالَغوْثِ ضَنِينْ! *** غائِباً بِضْعَ سِنِينٍ يا لَهُ من هَوىً يَشْغَفُني ثم يَشيحْ! غالَ.. والقَلْبُ يَرى مَن غالَهُ بَلْسَماً يُشْفِي. وحُباً يَستَبِيحْ! *** قلْتُ يا قَلْبُ .. أما يَثْنِيكَ ما راعَ ما أَسْقاكَ مِن مِلْحٍ أُجاجْ؟! هو نَصْلٌ ما اشْتَهى إلاَّ الدَّما مِنْكَ . وانْسَلَّ وما ترْجو العِلاجْ؟! *** قال ما أَرْجُوهُ.. إنَّ الأَلَما هو نَجْوايَ . وإِلْهامي .. وَوَحْيي! شَحَذَ الفِكْرَ.. وأَذْكى القَلَما.. فهو بَعْد الظَّمَأ الحارِقِ رِبِّي..! *** كنْتُ أَهْذي حِينَما أَمَّلْتُ وَصْلي مِنْه. كُنْتُ الطِّفْلَ يَهْفُو للرَّضاعْ! هو قد يحلو. وقد يُثْمِلُ عَقْلي.. ثُمَّ يَتْلُو ثَملي منه الصُّداعْ! *** تشْتَهي نَفْسي القِلا راضِيةً وهو يُصْلِيها بِسُهْدٍ وعذَابْ! وتُجافي وَصْلَها مُغْضِيَةً عن لُهىً آلاؤُها تُخْفي التَّبَابْ! *** هي نَفْسٌ أَلِفَتْ أن تَمْتَطي صَهْوَةَ المَجْدِ. وإن كانَ حَرُونا..! قالَتِ الشُّهْبُ لها لا تَقْنَطِي وارْكَبي الصَّعْبَ. ولا تَخْشِي المَنوُنا! *** فاسْتَجابَتْ . وارْتَأَتْ أَنَّ الهَوى أَلَمٌ يُشْجِي. وفَنٌّ يَسْتَجِيبْ! وهي في الأَوْجِ اشْتَطَّ النوَّى تَتَملىَّ جَوْهَرَ الكَوْنِ العَجِيبْ! *** وهي في الدَّرْكِ إذا الحُبُّ ارْتَوى مِن رُضابِ الحُسْنِ ما يَنْدَثِرُ..! يا لَهُ مِنْ َمْنهَلٍ يَشْفي الجَوى ثم يُغْثِي .. ويَسُوءُ الصَّدَرُ! *** قال لي .. إنَّ حَبِيبي قَمَرٌ قُلْتُ قد يَسْخَرُ مِنْكِ البَصَرُ! فَتَراهُ بعد حين تائِهاً حينما يَخْسِفُ هذا القَمَرُ..! *** عَرَكَ الدَّهْرُ شُعوري والحِجا فَرَأَيْتُ الجَسَدَ الحالي.. رُفاتا! حُسْنُهُ ضَوْءٌ يُغَشِّيهِ الدُّجى وهو صَحْوٌ نَرْتَجَي منه السُّباتا! * * * ولقد يَحْلُو لنا سُلْوانُهُ حينَ ما نَبْلُغُ مِنْه الوَطَرا! ولقد تبدو لنا أفْنانُهُ عَوْسَجاً نَأْخُذُ مِنْه الحَذَرا! * * * ورأَيْتُ الرُّوحَ رَوْضاً عابِقاً بِزُهُورٍ .. وثِمارِ.. ومَناهِلْ! كُلَّما جِئْتُ إليه طارقاً قُلْتُ ما أَحْلاكِ يا هذي الشَّمائِلْ! *** فيه نَهْرٌ أَرْتَوِي مِنْه.. ونَخْلٌ أَجْتَنِيهِ.. ونَسِيمٌ وبَلابلْ! ههُنا الحُسْنُ الذي يخبو ويَحْلُو وهُنا العِزِّةُ تَغْلُو.. والجَلائِلْ! *** بَعْد هذا الحُسْنِ يُشْجي بالرُّؤى والأمانِيِّ .. أَراني ثَمِلا! ما أُبالي مَن دَنا.. أَوْ مَن نأى فلقد عُفْتُ الهوَى والغَزَلا! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » صراع .. وإذعان
انتهتْ لُعْبَةُ الحياةِ التي ظلت طويلاً.. إلى خُواءٍ رهيبِ! كنْتُ فيها الجَنِينَ في المَهْبلِ المُظُلِمِ يَحُنو فيها عَلَيَّ حَبِيِبْي! هي أُمِّي التي تَجَشَّمَتِ الهَوْلِ وعانَتْ مِن وعْكَةٍ وطبيبِ! وأنا نُطْفَةٌ بِصُلْبٍ عَطُوفٍ يَتَمَنَّى قُدُومَ طِفْلٍ نَجيبِ! *** وتَحدَّرت مِن مَعينين صُلْبٍ عَلَويِّ.. ومَهْبَلٍ عَرَبِيِّ! وتّلَفَّفْتُ بالقِماطِ .. فما يُدْفيءُ مَهْدي غَيْرُ الحنَانِ الشَّجِيِّ! لّسْتُ أَدْرِي أأسْتَوي في حياتي كَرَشيدٍ. أَمْ أَسْتَوي كَغَوِيِّ؟! كيف يَدْرِي الطِّفْلُ العمِيُّ بِما يُفْضي إلَيْه.. مِن عاطِلٍ وسوِيِّ؟! *** وتَدَرَّجْتُ في الحياةِ صَبِيّاً وفّتىً ساهِماً .. وكَهْلاً حرِبيا! كان صَدْرِي كالأرض تَرْتَقِبُ القَطْرَ ليَغْدو الجدِيبُ مِنْها خصِيبا! ويَشِحُّ القَطْرُ السَّخِيُّ ولو جادَ لأمْسىَ اليَبِيسُ منها رطيبا! وتراهُ يَهْمي على غَيْرِها .. الرّوض وما احْتَاجُهُ .. فَتَشْكو النَّصيبا! *** وأَراني غَدَوْتَ مِن شَجَنِ الدُنْيا حَكِيماً.. يَرى من البُؤْسِ ُنعْمي! بَعْد أَنْ كنْتُ شاكِياً .. أَنْدُبُ الحَظَّ.. وأَطْوي غَمّاً. وأُنْكِرُ ظُلْما! عادَ غُرْمي الذي تخيَّلْتُ بالأَمْسِ بِرُوحي الذي تَرَفَّعَ.. غُنْما! وبَدَتْ لي الخُطُوبُ . وهي تُناغِيني وتَكْسو العِظامَ لَحْماً وشَحْما! *** كانَ وَهْماً ما خِلْتُه قَبْلُ مَجْداً وحُطاماً .. والماءُ كانَ سرابا! فَهُما يُشْقِيانِ إنْ لم يكونا عَمَلاً مُسْعِداً.. ورأْياً صَوابا! والكَثيرُ.. الكثيرُ مِنَّا شَحِيحٌ وعَنِيفٌ.. إذا اسْتَقَلَّ السَّحابا! في يَدَيْهِ الحُطامُ والمَجْدُ ما عاش على النَّاسِ.. أَسْهُماً وحِرابا! *** وتَفَكَّرْتُ فاسْتَبانَ لِيَ الَأمْرُ وقد كان خَلْفَ شتَّى السَّتائِرْ! رُبَّ تِبْرٍ هو التُّرابُ.. وما يُغْني فَتَيلاً .. ولا يَصُدُّ الفَواقِرْ! إنَّه كالهباءِ يُرخِصُهُ الشُحُّ ويُشْقي بحجزه في الغَرائِرْ! رَبُّهُ لا يَحُوزُ منه سوى الفقْرِ سوى المَقْتِ. واحْتِواءِ المآثِرْ! *** أيُّ فَقْرٍ أَنْكى من الجَشَع المُزرِي وَجَمْع الحُطامِ .. لا إنْفاقِهْ! بِئْسَما المَرْءُ وهو يَلْهَثُ في السَّقي لئيماً .. يَخافُ مِن إمْلاقِهْ؟! وهو في ذُرْوَةِ الثَّراءِ. فَلَوْ أغْدَقَ لاقى المزيد من إغْداقِهْ! رُبَّ جَدْبٍ يَعودُ خَصْباً بَعْدَ تَشْذِيبِهِ. وبعد احْتراقِهْ! *** يا عَبِيدَ المَجْدِ الحَقِيرِ تَرَخَّصْتُمْ فلم تَسْلكُوا السَّبِيلَ القَوِيما! لم تَنالُوا المَجْدَ اللُّبابَ وهَيْهاتَ فإنَّ القُشُورَ تُرْضي اللَّئيما! ورَضِيتُمْ بِها. وخُضْتُم إِليْها لُجَجاً واصْطَفى الرَّميمُ الرَّمِيما! رُبَّ مَجْدٍ يَقُول سُحْقاً لِراعِيهِ فَإنِّي وأَنْتَ نَصْلى الجحيما! *** إنَّ في اثنَيْكُما .. حُطاماً ومَجْداً ما يُزَكِّي الضَّمِيرَ.. أَوْ ما يَغُولُ! ما يَرى النَّاسُ فيه خَيْراً وشَرّاً من نُفُوسٍ تَطْغَى عَمًى وتَصُولُ! ونُفُوسٍ أَوَّابةٍ تَشْتَهي العَوْنَ فَتَروِي به الصَّدى .. وَتَعُولُ! كم تُضِيءُ الحُلُولُ سَودَ الدّياجِير وكم تَنْشُرُ الظَّلامَ الحُلُولُ! إنَّ نَفْسي ما بَيْنَ تلْكَ وهذي فهي نَفْسٌ غَوِيَّةٌ. وبَتُولُ! فَصُعُوداً حِيناً إلى النَّجْم بالخَيْرِ وحيناً يحْلُو لَديْها النّزُولُ! آهِ مِمَّا عانَيْتُ مِنْها فأجْهشتُ ولكنَّها العليمُ.. الجَهُولُ! طال ما بَيْنَنا الصِّراعُ ولَمَّا تؤْثِر السَّلْمِ فَهي حَرْبٌ تَطُولَ! *** يا إلهي لو أَنَّني كنْتُ مُخْتاراً.. لما اخْتَرْتُ غَيْرَ نَهْجِ الرَّشادِ! غَيْرَ أنِّي مِن بَعْدِ عَجْزي تَنَوَّرتُ سَبِيلَيَّ في الذُّرى والِوِهادِ! فَتَطَلَّعْتً لِلسَّماءِ.. وأَلْقَيْتُ إلى رَبِّها العلِيِِّ قِيادي! فإذا بي قَلْبٌ شَجِيٌّ.. وفِكْرٌ عَبْقَرِيٌّ طابا بِطِيبِ المعَادِ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » اعترافات؟!
يهدِّدني الماضي بِأَشْباحِ أغوالِ فأشْقى بِسيَّاف . وأشْقى بِنَبَّالِ! وأَنْظُر للماضِيَ فأطْوِي على القَذى ضُلوعي وأَخْزى من غُدُوِّي وآصالي! مَضَتْ كلُّها بالمُخْزياتِ . وخَلَّفَتْ على غَيْرِ ما أَهْوى.. غَرِيقاً بأَوْحالِ! لقد كنْتُ أَيَّامَ الشَّبابِ مُغامِراً أَتِيهُ بأقْوالٍ سُكارى. وأَفْعالِ! وما زِلْتُ حتَّى اليَوْم أُصْغي لِصَبْوَتي وإِن كنْتُ لا أَلْقى لَدَيْها سوى الآلِ! ولو جَرَفَتْني لِلْحَضيض لما ارْعَوَتْ ولو كبَّلَتْني مِن قَذاها بِأَغلالِ! فحّتَّى متى أنْساقُ للإثْمِ خَلْفها ولِلْعارِ يُشْفيني لَدى الصَّحْبِ والألِ؟! أَبِيتُ بِهَمٍّ في لَيالِيَّ مُعْضِلٍ وأَصْحُو على خِزْيٍ يُجَلِّلُ سِربالي! ويَحْسَبُني صَحْبي النَّقِيَّ من الخنى فَأَبْكي بِسِرِّي مِن حَقارَة أَعمالي! أَأَبْدُو أنا المِفْضال في أَعْيُنِ الورى وما كنْتُ يَوْماً في الخَفاءِ بِمِفْضالِ؟! يعَفُّ السَّراةُ النَّابِهُونَ وَأنْطَوِي على نَفسِ مَوْتُورٍ مِن الطُّهْرِ مُغْتالٍ؟! ويُسْدُونَ آياتٍ من الخَيْرِ والنَّدى إلى النَّاسِ تَطْوِي كُلَّ ضِيقٍ وإقْلالِ! وأُسْدِي . وما أُغْضِي إِليْهِمْ جَوارِحاً تُخَدِّشُ مِن شَوْكٍ عَتِيٍّ ومن ضالِ! تباركْتَ رَبِّي إنَّني مَتَطَلِّعٌ إلى مَجْدِكَ، السَّامي.. إلى عَطْفِكَ الغالي! لعلِّي أنالُ الصَّفْحَ منك واسْتوِي على الدرب لا المُسْتَرِيبِ. ولا القالي! أسِيرُ به مُسْتَيْقِناً غَيْرَ صادِفٍ عن الرُّشْدِ في حِلِّي الأمين.. وتَرْحالي! وقال أُصَيْحابي وقد شَفَّني السُّرى إِلى غايةٍ شمَّاءَ في الأُفُقِ العالي! إلى غايةٍ لم تَحْلُ يوماُ لخاطري ولم يَسْتَطِبْها لا ضَميري ولا بالي! ولم يَسْتَطِيبُوها – كَمِثْلي – فَعَطْعَطُوا عَلَيَّ. وقالوا هل تَهيمُ بأَطْلالِ؟! وكُنْتَ وكُنَّا من الفَرادِيسِ نَجْتَني بها الزَّهَرَ المِعْطارَ.. والثَّمَرَ الحالي! لقد كُنْتَ في الدِّيباج تَخْطُرُ في الحِمى فكيف تَبَدَّلْتَ الحَرِيرَ بأَسمال ؟! فقلت لهم كُفُّوا الملام فإنَّني.. تَباعَدْتُ عن نارِي فَلَسْتُ بها الصَّالي! تَحَوَّلْتُ عن تلكَ الحفائِر للذُّرى فطابت بكوري بالمُقامِ وآصالي..! وما عُدْتُ بالدَّنِّ المُعتَق لاهِجاً ولا بفتاةٍ بَضَّةٍ ذاتِ خِلْخالِ! فَما مِنْهما جَدْوى ولا بِهِما غِنًى وما اخْتَلَبا إلاَّ مَعاشِرَ جُهَّالِ! ولكنَّني أصبو لِمَجْدٍ مُؤَثَّلٍ على قِمَمٍ لا تَصْطَفي غَيْرَ رِئْبالِ! وغَادَرْتُهُمْ مُسْتَوْحِياً من زَهادَتي بِما كانَ وحْياً فيه طبِّي وإبْلالي! وكم من ضَلالٍ في الحياةِ يُذيِقُنا أُجاجاً.. فَيخْلُو في اللَّهاةِ كسَلْسالِ! ولكنَّه يُذْوِي النُّهى ويُذيبُها فيا رُبَّ مَعْسولٍ مِن العَيْشِ. قَتَّالِ! وقد ينتهي بالنَّهْرِ جاش نَمِيرُهُ وأَرْوى. فما يُبْقِي به غَيْرَ أَوْشالِ! *** أَرى من حَياتي عِبْرَةً أَسْتَعِيدُها فأُجْفِلُ من سَوْءاتِها شَرَّ إِجْفالِ! وأَطْوِي على جَمْرٍ ضُلُوعاً مَهِيضةً تَئِنُّ بآلامٍ . وتَشْقى بآمالِ! وأَعْقُدُ عَزْمي أَنَّني لن أُثيرَها فَحَسْبي رَزايايَ الجِسام وبَلْبالي! ولكنَّها السَّوْطُ الذي يُلْهبُ الحَشا ويَجْلِدُني جَلْداً يُمَزِّقُ أَوْصالي! ويُلْهِمُني رُشْدي وقد عِشْتُ طائِشاً ويصرفني عن حَمأَةِ الزَّمَنِ الخالي! لقد عاد إِيلامي عَلَيَّ بِلَذَّةٍ وأَخْصَبَني – يا للغرابةِ – إِمْحالي! تَمَجَّدْتَ كم مِن نِعْمَةٍ بَعْد نِقْمَةٍ أَطَلَّتْ. وكم من عِزةٍ بَعْدَ إِذْلالِ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » أطوار
أحِسُّ بأنّي كنْتُ في غابِرِ الدَّهْرِ هِزازاً يُغَنِّي للثِّمارِ وللزَّهْرِ! وللنَّاسِ كانوا الطِّيِّبِينَ بِلا هَوىً يُضِلُّ وكانُوا الأوْفِياءَ بلا غَدْرِ! وللنَّهْرِ يجْرِي بالعُذُوبَةِ صافِياً نَميراً ولِلَّيْلِ البَهيمِ.. ولِلْبَدْرِ! ولِلْبَحْرِ والشَّمْسِ المُنِيرَةِ في الضُّحى وحِينَ الأَصيلِ الحُلْوِ. والأَنْجُمِ الزُّهْرِ! * * * وعِشْتُ كذا حِيناً من الدَّهْرِ شادِياً ولكنَّني طُورِدْتُ من جَارحِ الطَّيْرِ! فخفت من الصقر المحلق ضاريا.. فَقُلْتُ أَلا يا لَيْتَني كنْتُ كالصَّقْرِ! فأمْسَيْتُ صقرا يَسْتَبِيحُ فرائِساً ويَفْتِكُ بالمِنْقار منه وبالظُّفْرِ! ولا يَنْثَنِي حتى عن الأُمِّ طُورِدَتْ فلاذَتْ بأَفْراخ وزُغْبٍ إلى الوَكْرِ! وأَزْعَجَني صَوْتُ الضَّمِير فَشَدَّني إلى الحِسَّ يَهْفو للْحنَانِ ولِلْفِكْرِ! فَحَوَّلَني دَهْري. وبُورِكَ صنْعُهُ من الطَّيْرِ للوَحْشِِ البَرِيءِ من الوِزْرِ! إلى الظَّبْي ذي الحُسْنِ المُضوِّىء والرِّضى وذِي الرَّكْضِ يُنْجبه من الخَتْل والغَدْرِ! فَطارَدني لَيْثٌ وذِئْبٌ فَأَخْفَقا ولم يُخْفِقِ السَّهُمُ المُسَدَّدُ لِلصَّدْرِ! فأَخْطَأني.. لكنَّني صِرْتُ راجِفاً ويا رُبَّ فَتْكٍ كانَ خَيْراً من الذُّعْرِ! أَخافُ على نَفْسي وظِئْرِي فَأَنْزَوِي عن النَّاسِ حتَّى لو تَرَدَّيْتُ في بِئْرِ! أَهِيمُ على وَجْهي فما أَنا مُنْتَم إلى الرَّوضينِ مِثْلَ الآمِنَينَ ولا الَقفْرِ! ويُسْلِمني خَوْفي إلى السُّهْدِ تارَةً.. وأُخْرى إلى النَّوْمِ المُفزَّعِ بالشَّرِّ! وقُلْتُ لِنَفْسي ما الذي تَرْتَجِينَهُ من البَرِّ يُخْفي القاتِليك أَوِ البَحْرِ؟! من الوَحْشِ.. والطَّيْر الجَوارح.. والورَى فما شِمْتِ مِمَّا عِشْتِ فيه سِوى الخُسْرِا فقلتْ لقد أَسْلمْتُ أَمْرِيَ لِلَّذي يقَيني من اليُسْرِ المُبرِّحِ. والعُسْرِا كِلانا ضَنِينٌ بالحَياةِ. ولو سَطَتْ عَلَيْنا.. فما لِلْمَرْءِ فيها سِوى الصَّبْرِ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » الشقي السعيد
ماذا وراءَ الأُفُقِ هذا؟! إنَّه شَيْءٌ مُخِيفْ! إِلاَّ لمن كانَ العَفِيفَ وقِلَّةٌ مِنَّا العَفِيفُ! الشَّهْوةُ العَمْياءُ تُغْرِينا وتَعْمينا فَأَكْثَرُنا كفيف! فإذا تَضَرَّجَ بالسِّهامِ وصَوَّحَ الرَّوْض .. الخَرِيفْ! ورأى النَّزِيفَ يكادُ يُسْقِطُهُ فّروَّعَهُ النَّزِيفْ! أَنَّتْ جَوارِحُهُ .. وضَجَّ بِقَلْبِهِ الدَّامي.. الوَجِيفْ! فَبَكى وقال لِنَفْسِهِ يا ليْتَني كنْتُ الشَّرِيفْ! *** لن يَشْفَعَ الدَّمْعُ الغَزِيرُ له ولا النَّدَمُ الكَبِيرْ! فلقد دَجا اللَّيْلُ البَهِيمُ وأَدْبَرَ القَمَرُ المُنِيرْ! وسَرَتْ سُمُومٌ في العُروقِ .. فما لَهُ مِنْها مُجيرْ! ما يَنْفَعُ المَرْءَ الحُطامُ وقد يكُونُ به الفقِيرْ! والمَجْدُ ما أَخْزاهُ حِين يُلَوِّثُ المجْدُ الضَّمِيرْ! إِنِّي لأَبْرَأُ مِنْهما بُرْءَ الجَليلِ من الحقيرْ! أَنْ كُنْتُ مِنْ قَبْلُ البَصيرَ فَصِرْتُ مِن بَعْدُ الضريرْ! *** ماذا سَيَصْنَعُ ضائِعٌ يَطْوِي اللَّيالي في سُهادْ؟! أَخْفَتْ عَلَيْهِ صُرُوفُهُ ورَمَتْهُ في قاعِ الوِهادْ؟! يَنْوِي المَتَابَ .. وفي الطَّرِيقِ إليه أَهْوَالٌ شِدادْ! لم يَشْفِهِ خَطَأُ المَسِيرِ ولم يُطَمْئِنْهُ السَّدادْ! جَنَفُ الصِّراعِ أَقامَهُ بَيْنَ الضَّلالَةِ والرَّشادْ! لا يَسْتَرِيحُ .. وكيْفَ وهْوَ على فِراشٍ مِن قَتادْ؟! بَذَرَ الغِواية واسْتَهانَ وخافَ مِن مُرِّ الحَصادْ! *** رِيعَتْ دَخائِلُهُ .. ورَغْمَ سُرُورِهِ خَافَ المصائِرْ! فَتَخبَّطَتْ قَدَمَاهُ.. فَهْوَ بِخَطْوِهِ دَام وعاثِرْ! وَيْلاهُ قَالَ وخَلْفُهُ وأَمامُهُ النُّوَبُ والهَواصِرْ! ماذا سأَلْقَى؟! والمآثِمُ أوْقَعَتْني في المخاطِرْ؟! فإِذا بصَوْتٍ هامسٍ عَذْبٍ تَطِيبُ به الخَواطِرْ! أَشْجاهُ وهو يَقُولُ إنَّ اللهَ يَغْتَفِرُ الكبائِرْ! ويُفَرِّجُ الكُرُباتِ فَضْلاً لِلْعُقولِ ولِلْمَشاعِرْ! إنَّ السَّماءَ يُضِيئُها بَدْرٌ فَتَنْقَشِعُ الدَّياجِرْ! *** لا تَأْسَ فَهْوَ يَرى ضَمِيرَكَ إنْ صَدَقْتَ .. يَرى الطَّوايا! فَلَرُبَّما شَقِيَتْ بَواكِرُ ثم قد سَعِدَتْ عَشَايا! سِرْ في طَرِيقِكَ واسْتَمِرَّ بها فقد تَلْقى السَّجايا! ولَسَوْف َإنْ صَمَّمْتَ تُسْعِدْكَ الظَّواهِرُ والخَفايا! جَلَّ الذي بَرأَ النُّفُوسَ وجَلَّ مَن شَرَعَ الوَصايا! يَهْدي بها المَفْتُونَ حتى لا يَزِلَّ مِن الخَزايا..! وَلأَنتَ مِنْ بَعْدِ المَتابِ غَدَوْتَ مِن خَيْرِ البَرايا! *** إنِّي لأَرْنُو لِلسَّماءِ إذا دَجا اللَّيْلُ البَهِيمْ! فأَرى النُّجُومَ الوامِضاتِ كأنَّهُنَّ عُيُونُ رِيمْ! تَطْوِي الظَّلامَ ولا تَمُنُّ فما أَضِلُّ ولا أَهِيمْ! والبَدْرُ يَسْطَعُ فالسَّماءُ تَظَلُّ صافِيةَ الأَدِيمْ! فأرى بِها وبِما يُحَيِّرُنا بِه الكَوْنُ العَظِيمْ! يَدَ خالِقٍ .. يَحْبُو التَّقِيَّ ولا يَضِنُّ على الأَثَيمْ! آياتُهُ تُعْيِي البَيانَ فَما النَّثِيرُ وما النَّظِيمْ؟! *** فَأَخِرُّ أَسْجُدُ ضارِعاً وأَظَلُّ أَنْشُجُ بالبُكاءْ! وأقول.. يا ربي استطلت وما أنا إلا هَبَاءْ! وأقولُ.. يا رَبِّي أَثِمْتُ وضَلَّ صُبْحِيَ والمَساءْ! وأَقُولُ رَبِّي أَبِقْتُ وما اهْتَدَيْتُ إلى النَّجاءْ! وأَقُولُ يا رَبِّي مَرِضْتُ وما أُرِيدُ سِوى الشِّفاءْ! واليَوْمَ أصْحُو من سُباتِيَ أَسْتَفيقُ مِن البَلاءْ! واليْوْمَ أَهْتِفُ بالدُّعاءِ فهل سَيُسْعِدُني الدُّعاءْ؟! أَنِّي لأَشْعُرُ بَعْدما.. بَيَّنْتَ لي الدَّرْبَ السَّواءْ! وسَكَبْتَ في قَلْبي السَّكِينَةَ والتَّطَلُّعَ.. والرَّجاء! أَنِّي نَجَوْتُ فَلاَ نُكُوصَ ولا رُجُوعَ إلى الوَراءْ! جَلَّتْ أَيادِيكَ السَّخِيَّةُ واسْتَفاضَتْ بالعَطاءْ! فَأَنا السَّرِيُّ بما حَبَوْتَ وكنْتُ أَجْدَرُ بِالرِّثاءْ! قد كُنْتُ في الدَّرْكِ السَّحِيقِ فَصِرْتُ في القِمم الوِضاءْ! أَشْدو بِحَمْدِكَ ما حَييتُ فقد غَدَوْتُ كما تَشَاءْ! يا للْجُدوبَة تَستَحِيلُ بِفَضْلِ غَوْثِكَ لِلرُّواءْ..! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » قلت لروحي
قلْتُ لِرُوحي .. أيُّهذا الشَّرِيدْ ماذا تُلاقي بعد هذى الحياةْ؟! عِشْتَ – وما تَهْدَأُ – عَيْشَ الحَرِيدْ لم تَرْضَ بالرَّوْضِ . ولا بالفُلاةْ! حارَبَكَ النَّاسُ فكُنْتَ العَنِيدْ ولم تَلُذْ مِن حَرْبِهمْ بالنَّجاةْ! أَنِفْتَ أَنْ تَحْيا حَياةَ العَبيدْ ولو تَحَدَّتْك الخُطُوبُ العُتاةْ! لم تَجْنِ مِمَّا قد بَذّرْتَ الحَصِيدْ كأنَّما أَرْضُكَ كانت رُفاتْ! *** وكم شَرَعْتَ القَلَمَ الصَّارِما وما تَخاذَلْتَ فَعَزَّ المِدادْ! فَعُدْتَ تَرْثِي رَبْعَكَ النَّائِما لا باليراعِ الفَذِّ بل بالفؤادْ هذا الفؤادُ المنزوي راغماً يَنْشُدُ في العُزْلَةِ بَعْضَ الضِّمادْ! يَنْشُدُ لكنْ يَسْتَوي قائِماً.. رَغْمَ الشجا.. رَغْمَ النَّوى والبعادْ! لأَنَّه يَأْبَى لَذيذَ الكرى.. وَيرْتَضِي مُنْتَشِياً بالسُّهادْ! *** العالَمُ اسْتَشْرَى سوى بَعْضهِ واسْتَسْلَم الأَرْنَبُ للضَّيْغَم..! واسْتَيْقَظَ النائمُ من غمْضِهِ على زئِيرٍ ظامِىءٍ للدَّمِ..! يَخْشاهُ لا يقُوى على رَفْضِهِ فهو وسيفٌ غَيْرُ مُسْتَعصِمَ! يُمْعِنُ منْ بلْواهُ في رَكْضِهِ من جَنَفَ يَرْميهِ في مأتَمِ رَنا بِتَهْيامٍ إلى أَرْضِهِ ثم جلا من خَشْيَةِ الأَرْقَمِ *** فهل سأَجْلو أَنا. أم أنْبَري بِكُلِّ ظَلاَّم شَدِيد المِراسْ؟! بالقَلَمَ الجبَّارِ.. بالمِنبرِ حتى أرى الأَجمةَ مِثْلَ الكِناسْ؟! لا أَرْهَبُ البَغْيَ. ولا أَمْتَرِي فيه ولو لاقَيْتُ كُلَّ ابْتِئاسْ؟! يا لَيْتَني هذا.. فما اشتري مَجْدِي بِذُلٍّ مُتْرَفٍ. وانْتِكاسْ؟! بل أُنْقِذُ المِنْقارَ مِن مِنْسَرٍ فلا يَخافُ الضَّعْفُ أيَّ افْتِراس؟! *** إنَّ جِراحي نازِفاتٌ على عَجْزي أَنا الطَّامِحُ لِلمكْرماتْ! أَرْجو فلا أَقْوى.. فأَصْبُو إلى أَنْ أُصْبحَ الأَقْوى على النَّائِباتْ! أَنْ أُصَبِّحَ الرَّوْضَ. فإنَّ الفلا تَبْخَلُ.. أمَّا الرَّوْضُ فهو الهِباتُ! يُعْطي. ولا يَبْخَلُ.. مِمَّا حَلا من ثَمَرٍ يُرْضِي الطَّوى. أو فُراتْ! ومِن زَهُورٍ نَفْحُها كالطِّلى لِكن بلا غَوْلٍ بِها .. أُوْشَكاة! *** يا آهَتي .. لو كنْتِ .. دُوَن اليدِ دُوَن الفَمِ المِنْطيق . دُوَن القَلَمْ! بَلْسَم يَوْمٍ نازِفٍ .. أَوْغَدِ يشفيه مما مَسَّهُ مِن أَلَمْ! نُصْرَةَ مَظْلومٍ .. على المُعْتَدَى صَفْعَةَ مَوْثُورٍ على ما اجْتَرمْ! يَبُوءُ بالخِزْيِ بها.. يفتدي هَوانَهُ منها.. يُطِيلُ النَّدَمْ لَكُنْتُ ذا فَضْلٍ وذا سُؤددِ وكنْتُ أَجْنِي الوَرْدَ بَعد السَّلَمْ! *** وكانتِ الدُّنْيا.. وكانَ الورى أَدْنَى إلى السَّعْدَ بما يَفْعَلُون! لا يَسْتَوِي الطُّغْيانُ فوق الثَّرى إِلاَّ قَليلاً.. ثم يَلْقَى المَنُون! ما نحن إلاَّ عالَمٌ مُفْتَرى عليهِ من رَهْطٍ شَدِيدِ الجُنُونْ! لكنْ سَيَطْوِيهِ رَهِيبُ السُّرى طيّاً.. ويَبْقى عِبْرةً لِلْقُرون! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » يا ابنتي .. يا ابنتي
يا ابْنَتي. يا ابْنَتي أبوكِ سَقِيمٌ نالَ مِن رُوحِه عذابٌ أليمُ! كانَ يَمْضي إلى العظائِمِ ما يَلْقى لُغُوباً.. وخَطُّه مُسْتَقيمُ! فَتَهاوى الصُّلْبُ الحديدُ من الدَّهْرِ وأَمْسى في القاعِ وهو هَشِيمُ! فَذَريهِ يَنامُ في قاعِهِ الرَّطْبِ فما يَنْفَعُ الحَبِيبَ الرَّميمُ! *** يا ابْنَتي .. يا ابْنَتي أَبُوكِ غَرِيبٌ وهو في دَارهِ وبَينَ لِداتِهْ! جامِدُ الحِسِّ. والهُمومُ تُناغِيه وتُقْصِيهِ عن لَذِيذِ سُباتِهُ! ساهمُ الفِكْرِ تَسْتَبِدُّ به الخِيـ فةُ من دّرْبِهِ. ومن ظُلُماتِهُ! فهو يَمْشي به كئيباً فَيُعييهِ ويُدْمي الكَسُولَ من خَطَواتِهْ! *** يا ابْنَتي يا ابْنَتي. أبُوك جَدِيبٌ بَعْد أنْ كان مُخْصِباً فَيْنانا..! جفَّ يَنُبوعُهُ. وقد كَان يَرْوي وارِديه . فما جفا ظَمآنا! لِلطَّوى . والصَّدى مِنْهُ ما شاءَا لمن كانَ صادياً .. جَوْعانا! فاسْتحلَى الرَّوْضُ الأَغَنُّ إلى قَفْرٍ فَخَلِّيهِ عانِياً غَصَّانا! *** يا ابْنَتي .. يا ابْنَتي. أَبُوكِ غَرِيمٌ لِعَديدٍ من الورى دُونَ ذَنْبِ! يَنْقُمون الأَفْكارَ مِنِّي على الظُّلْمِ وما أَسْتَطيعُ غَيْرَ التَّأَبِّي! وعلى المَيْنِ والخِداعِ وما أَنْكى لِعَقْلي السُّكُوتَ عَنْها .. وقَلْبي! فأَنا مِنْهموا الغَرِيمُ ومالي عِنْدهمُ – يا لَشَقْوتي – غَيْرُ حَرْبِ! *** يا ابْنَتي . يا ابْنَتي. أبُوكِ لَهِيبٌ جَمَراتٌ قد اسْتَحَلْنَ رمَادا! ولقد كُنْتُ عَبْقرِيَّ شَبابٍ وشَدِيدَ القُوى أَرُدُّ الكِيادا! يَتفَادى الأَنامُ طَوْلي فَيَنأَوْنَ هُرُوباً مِنِّي.. ولا أَتَفادى ! ومَضى الدَّهْر راكِضاً فَتَحوَّلْتُ أَسيراً يُجَرِّرُ الأَصْفاد! *** يا ابْنَتي.. يا ابْنَتي . أَبُوكِ حَرِيبٌ شَفَّهُ الحُبُّ مِن سُعادٍ وهِنْد! كانَ يَغْزُو قُلُوبَهُنَّ . فَيُقْبِلنَ عليه مِن دُون دَلِّ وصَدِّ! ولقد يَمْلأُ الغُرورُ حَناياهُ فَيُشْقي قُلُوبَهُنَّ بِبُعْدِ! ثم أَمْسى الصَّيَّادُ صَيْداً. وقد عادَ ضَعِيفاً.. فما يُعِيدُ ويُبْدِي! *** يا ابْنَتي.. يا ابْنَتي . أَبُوكِ حَسِيبٌ يَنْتَمي عِرْقُهُ لأَكْرَم عِرْقِ! مازَها. غَيْرَ أَنّه لَقِي الزَّهْوَ من المُنْتَمِي لأَوْضَعِ رِقِّ! وعَجِيبُ أَمْرُ الصَّفاقةِ هذي غَيْرَ أَنِّي أَشَحْتُ عن كُلِّ مَذْقِ! حَسَبُ المَرْءِ في تقاه وإِنْ كنْتُ فَخُوراً أَشْدو بِآباءِ صِدْقِ! *** يا ابْنَتي.. يا ابْنَتي . أَبُوكِ نَجِيبٌ لم يُلاقِ الحَظَّ الذي يَسْتَحِقُّ ! وشَأهُ مَنْ دَونَهُ فَتَغاضى وتَسامى فَلِلضَّفادِعِ نَقُّ! إنَّهم كالجهامِ ما فيه دَفْقُ وفيه كالسَحاب الجون ارْتِفاعُ ودَفْقُ! أَيُّها الغَرْبُ ما أَضَأْتَ الدَّياجِيرَ فإِنَّ الضِّياء للنَّاسِ. شَرْقُ! * * * يا ابْنَتي.. يا ابْنَتي . أَبُوكِ ضَرِيبٌ لِذَكاءِ الوَضِيئَةِ. النَّفَّاعَهْ! فإذا ما أدلَهَمَّ لَيْلٌ رأى النَّاسُ لَدَيْهِ انْهِزامَهُ وانْقِشاعَهْ! غَيْرَ أَنَّ الأَحْقادَ تَفْعَلُ في الأَنْفُسِ ما لا يَطِيقُ حُرٌّ سَماعَهْ! وأَنا قد أَطَلقْتُهُ وتَغَافَلْتُ وقد يُؤْثِرُ الحُسامُ الْتِماعَهْ! *** يا ابْنَتي.. يا ابْنَتي . أَبُوكِ عَجُوزٌ شاخَ فاسْتَلْهِمي الهُدى من مَقالِهْ! وتَعالَيْ إليه قَبْلَ تَوَلِّيهِ وطُلِّي إلى كرِيمِ فِعالهْ! أَنْتِ بِضْعٌ منه فَكُوني له الوَارِثَ لا مِنْ حُطامِهِ ونَوالِهْ! بَلْ مِن الطَّبْعِ. بَلْ من الخُلُقِ السَّا مِي كُونِي وَرِيثَةً لِخِلالِهْ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » صدام
اضرِبُوهُ بِخْنجَرِ بَيْن عَيْنَيْه وقُولوا له.. تَبارَكْتَ رُكْنا! قد رفَعْتَ العِراق مَيْناً إلى النَّجْم فأَمْسى لِجارحِ الطَّيْرِ وَكْنا! وتَدَجَّجْتَ بالسِّلاح فأَرْداكَ وبالْ جيْشِ فَأَخْزى.. ولَم يكُنْ لكَ حِصْنا! وادَّخَرْتَ السُّمومَ تُخْفِي مناياها لِمن كانَ في خُطُوبِكَ.. عَوْنا! قدَّموا ما الْتَهَمْتَه مِن سلاح وحُطام جَزْلٍ.. أَعَزَّ وأغْنى! دُونَ مَنٍّ عَلَيْكَ.. يا أيُّها الباغي فإِنَّ الكِرامَ يَأْبَوْنَ مَنَّا! أَفَكُنْتَ المُمْتّنَّ مِنْهم؟! وحاشاك فقد كنْتَ تَمْلأُ الصَّدْرَ ضَغْنا! ولقد كنْتُ تُضْمِرُ الغَدْرَ لِلْمُحْسِنِ منهم وكنْتَ تُضْمِر طَعْنا ..! وترى فَضْلَهُمُ عليْكَ أَذاةً وتَرى مِنْهُمُ السَّواطِعَ دَجْنا! إنَّ مَغْناكَ لا العراق فما كان لَيَكْفِي .. بَلْ كلهم لَكَ مَغْنى! فَلَدَيْهِمْ خَيْرٌ وَفِيرٌ وأَوْلى أَنْتَ مِنْهم بِهِ ولَنْ تَتَجنَّى! كيف تَرْضى يا سَيِّدَ القَدْرِ والخِسَّةِ هذا وكان ظُلْماً وغَبْنا؟! فَتَوثَّبْتَ بالجِحافِلِ تُزْجِيها إِليْنا تُمَزِّقُ الشَّمْلَ مِنَّا..! تَسْتَبِيحُ العِرْضَ الطَّهُورَ وما يُخْزِيك هذا.. ولا تَرى فيه لَعْنا! ثم تَزْهو بالسَّطْوِ والنَّهْبِ مُخْتالاً عَلَيْنا. وما تَرَى فيه جُبْنا! الضَّحايا .. يا أَيُّها الفاتِكُ الوَغْدُ سَتُرْدِيكَ دِماها فَتَسْتَذِلَّ وتَفْنى! ما الَّذي نِلْتَهُ من الغَزْو تَيَّاهاً ظلوماً إلاَّ انْخِذالاً وَوَهْنا! والعِراقُ المَوْتُورُ ما كانَ يُرْضِيه اعْتِسافٌ.. صَيَّرتَهُ أَنْتَ دَيْنا! ناءَ منه لكنَّه كان مَغْلوباً هَلُوعاً يَخافُ قَيْداً وسِجْنا! أنْتَ صَيَّرْتَهُ تِباباً .. وقد كانَ جِناناً تَرِفُّ طِيباً وحُسْنا! دَجْلَةُ والفُراتُ.. والنَّخْلُ والغَرْسُ اسْتَحالَتْ بِأعْيُن النَّاسِ حَزْنا! فإذا مَا تَرَكْتَها عادَتِ البَهْجَةُ واليُسْرُ إِليها لَفْظاً شَجِيّاً ومَعْنى! وشَدا الطَّيْرُ في المناهِلِ مِن بَعْدِ حُرُوبٍ أَدمَتْ وأَشْجَتْ.. وغَنَّى! عَجِبَ النَّاسُ مِن تَمَسُّكَ الأحْمَقِ بالحُكْمِ.. أكانَ العراقُ عِنْدَكَ رَهْنا؟! دَعْ لأهْلِ العراق أرْضاً وأَمْناً.. بَعْدَ إِرْهابِهِمُ .. ولِلطَّيْرِ وَكْنا! كلُّهُم ناقِمٌ وحُرٌّ كَرِيمُ فَأَحَلْتَ الجَميعَ عَبْداً وقِنَّا! لَعَنَتْكَ البِحارُ والجَوُّ والطَّيْرُ وصاغَتْ مِن لَعْنِها لكَ لَحْنا! شادِياً بالنُّضُورِ منْك.. وبالخَيْبَةِ حتَّى تَغِيبَ عَنْها وعَنَّا! وتمنَّتْ لكَ الحرائِقُ أَنْ تَدْخُلَ في نارِها.. وأَنْ تَطْمَئِنَّا..! فاقْرَعِ السِّنَّ نادِماً.. واتْرُكِ الرَّبْعَ إلى غَيْرِ رَجْعَةٍ. فهو مُضْنى! مَسَّهُ الضُّرُّ.. فاسْتَعِنْ بالشَّياطين ودَعْهُ يَفيضُ سلْوى ومَنَّا! سَتُلاقي بَيْنَ الشَّياطِين إخوانِكَ دَرْكاً يُرْضِي الضَّلالَ.. وخِدْنا! سَتُلاقي هُناكَ يَوْماً عَصِيباً مُسْتَطِيلاً كأَنَّهُ عادَ قَرْنا..! ونُلاقي نحن السَّلامَةَ والأَمْنَ ونَجْني غُصْناً رَطِيباً.. وغُصْنا! *** إِنَّ في هذه الحياةِ دُرُوساً كُنْتَ مِنْها دَرْساً إلى الكُفْرِ أَدْنى |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » نحن نتغير؟!
كلَُ شيءٍ في حَياتي يا رفاقي.. يَتَغَيَّرْ! وحياةُ النَّاسِ مِثْلي كلُّ حِينٍ تَتَكرَّرْ! إنَّ قلْبي مِن شُجوني وسُرورِي يَتَحرَّرْ! فَغَدِي يضْحَكُ من أمْسِ كَئيبٍ يَتَعَثَّرُ! * * * ولقد أُصْبِحُ مسْكِناً وأَمْسي مِثلِ قَيْصَرْ! ولقد يَحْدُثُ عَكْسُ الأَمْر. إنْ كانَ مُقَدَّرْ! ولقد يَنْتَصرُ الجُبْنَ على الشَّامِخ عَنْتَرْ! شَبِعَ الطَّاوِي الذي عاش طويلاً يَتَضَّوَّرُ! وغدا الأَرْنَبُ كالضَّيْغَمِ يَسْتَشِْري ويَزْأَرْ! وغدا العُصْفُورُ صَقْراً جارحاً بالطير يَسْخَرْ! أَنْذَرَ اليَوْمُ فأَبْكى وأَتى اليَوْمُ فَبشَّرْ! فإن قلبي مُطْمئِنٌ لِلذَي قد كنْتُ أحْذَرْ! * * * إزْدَهى اليَوْمُ بِوادي السِّحْرِ والإلْهامِ. عَبْقَرْ! فلقدَ جادَ على الفِكْرِ بما شادَ وضَفَّرْ! ولقد أَجْزَلَ لِلْحسّ فزكَّاهُ وعَطَّرْ! فإذا باليابسِ المُضْفَرِّ منه عادَ أَخْضَرْ! * * * وإذا بي أنا والشِّعْرُ حَلِيفانِ وأَكْثَرْ! كلَّما نادَيْتُه لّبَّى وأرْغى كَغَضَنْفَرْ! ولقد كان إذا ناديْتُهُ أَكْدى وأَدْبَرْ! ولقد أَوْرَدَ ما أَرْجُوهُ مِن لَحْنٍ.. وأًصْدَرْ! * * * سوف لا أَطْمَعُ مِن بَعْدِ لُهاهُ في حُطامْ! لا ولا في المَجْدٍ.. لو أَرْكَبَني مَتْنَ الغَمامْ! هو أَغْلا ما أُرَجِّيهِ هو الخُلْدُ التَّمامْ! وهو حُلْمِي مُنْذُ أن كنْتُ صَبِياً وغَلامْ! * * * إنَّني أَشْدو بِهِ في الصَّحْوِ أَشْدُو في المَنامْ! وهو أَحْلا مِن رُؤى الحُورِ ومن نَشْوى المُدامْ! وهو أَزْكى من أَرِيجِ الزَّهْرِ في نَضْرِ الكِمامْ! وهو نَسْغُ الحُبِّ يَجْرِي في تَجاويفِ العِظامْ! * * * ما أُعاني بَعْدَهُ مِن مَسِّ فَقرٍ وسِقامْ! فهو النَّشْوةُ والمُتْعَةُ في أَعْذَبِ آلاءِ الغَرامْ! أَوْ أُبالي أجَلِيدٌ حَفَّ رُوحي. أوْ ضِرامْ فهو العاصِمُ والحائِلُ ما بَيْني وما بَيْنَ السَّوامْ! * * * يا هَوى النَّفْسِ.. لقد وَدَّعْتُ في يَوْمِي هَواكي! لم أَعُدْ أخْشى من الحُبِّ ولا مَكْرَ الشِّباكِ! فَخَميلي من الفَرادِيسِ وفي عالي السِّماكِ! فاذْكُرِيني مِثْلَ ذِكْراكِ لِقُرْبي.. في نَواكي! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » مكة؟!
شَجانا مِنْكِ يا مَكَّةُ ما يُشْجى المُحِبِّينا! فقد كُنْتِ لنا الدُّنيا كما كنْتِ لنا الدِّينا! وكنْتِ المَرْبَعَ الشَّامخَ يُرْشِدُنَا ويَهْدِينا! وكنْتِ الدَّارةَ الشَّمَّاءَ تُكْرِمُنا وتُؤْوِينا! وكنْتِ الرَّوضَةَ الغَنَّاء تُلْهِمُنا وتُعْلِينَا! فما أَغْلاكِ يا مكَّةُ أَنْجَبْتِ المَيامِينا! وما أَحْلاكِ يا مكَّةُ ما أحلا القرابينا! نُقَدِّمُها لِمجْدِ الله يُسْعِدُنا ويُدْنينا! * * * أيا مَوْطِنَ مِيلادي لقد شَرَّفْتِ مِيلادي! كأَنِّي وأنا النُّطْفَةُ كُوشِفْتُ بِأعْيادي! وكانَ صِبايَ تغريداً كأَنِّي البُلبُلُ الشَّادي! يَرى في الرَّوْضِ والغُدْرانِ ما يَنْشُدُه الصَّادي! وما كانت سوى الأَّقْداسِ أَوْدَعَها بِها الهادي! فَسُبْحانَ الذي كَرَّمَ منها الطَّوْدَ والوادِي! فكانا سادةَ الأَرْضِ بأغوارٍ وأَنْجادِ! فَهَلِّلْ يا صِبايَ الغَضَّ أَنْتَ سَلِيلَ أَمْجادِ! * * * وكانَ شَبابيَ المَجْدُودُ بين ظِلالِها يًنْمُو! ويَمْرَحُ بَيْنَ أَتْرابٍ شمائِلُهم هي الغُنمُ! فَكلُّ سِماتِها شَمَمٌ وكُلُّ لِداتِها شُمُّ! هي الأُمُّ التي احْتَضَنَتْ فبُورِكتِ النَّدى. الأُمُ! فَلَيْس لَنا بِها هَمٌّ سِواها فهي الهَمُّ! يُزيدُ لها حياةَ المَجْد وهي المَجْدُ والكَرَمُ! سَقَتْها السُّحْبُ ما يَخْضَرُّ منه القاعُ والأكَمُ! فما أَكْرَمَ ما أَشدَتْهُ ما يَسْمو به القلم! * * * أَلا يا مَكَّةُ العَصْماءُ يا حب الملايين! وذات المَجْدِ في الدُّنيا وذات المجْدِ في الدِّينِ لقد أَنْجَبتِ من أَنْجَبْتِ من غُرِّ المَيامِين فَكانُوا النُّورَ لِلْعالَمِ في كُلِّ الميَادينِ! وكانوا الخُلُق السَّاِميَ يَعْلُوا بالمَساكينِ! فَيَرْفَعُهم إلى الذُّرْوَةِ تَصْبو لِلْمضَامِين..! فما يَعْنُونَ بالأَشْكالِ تَسْخَرُ بالمجانِين! كُفينا بِكِ يا مَكَّةُ مِن شَرِّ الشَّياطِينِ! * * * يا حَنِيني لِمًكَّتي رَغْمَ بُعْدي عن ثراها الزَّكِيِّ.. عن أَبنائِهْ! أنا مِن ذلك الثَّرى قد تكَوَّنْتُ وفي ظِلّهِ وظِلِّ سَمائِهْ! كيف لا أَسْتَعِرُّ مِن حُبِّه الهادِي ولا أَسْتَطيلُ مِن إطْرائِهْ؟! هُولِي خَيْرُ ما أَسْتَحِلُّ من الحُبِّ وما أَسْتَطيبُ من آلائِهْ! ذِكْرياتي مُنْذْ الصِّبا عَنْه حَتَّى شِبْتُ. كانَتُ لِلقلبِ خيْرَ غّذائِهْ! لًيْتَني ما ارْتَحَلْتُ.. ولا غَابَ عَنِ العَيْنِ سَرْمَدِيُّ سَنائِهْ! تِلْكَ كانَتْ مَرَابعُ العِزِّ والصَّبْوةِ في ناسه. وفي أندائِهْ! أَتمَنَّى البَطْحاءَ تِلْكَ لِمَثْوَايَ ندِيّاً في صُبْحِه ومَسائِهْ! بّيْن أَهْلي وَبَيْن صَحْبي فما أَطْيَبَ هذا الرُّقادَ في بَطْحائِهْ! رَبِّ إنَّ اللِّقاءَ أَمْسى قَريباً فأَرِحْنِي بِمَنِّه وعطائِهْ! إنَّ رُوحي مِن الآثامِ تَلَظىَّ فهو يَخْشى مِن جُرْمِهِ واجْتِرائِهْ! فَعَساهُ يَلقى بِعَفوِكَ عَنْه ما يُرِيحُ الأَثيمَ مِن بُرَحائِهْ! كانَ إيمانُهُ قَوِيّاً نَقِيّاً.. لم يُعَكِّرْ جُنُوحُهُ مِن صَفائِهْ! أّنْتَ تَدْرِي به.. وتَعْرَفُ نَجْواهُ فَخَفِّفْ عنه شَدِيدَ بَلائِهْ! * * * أَيُهذا الإيمانُ.. يا بَلْسَمِي الشَّافي شَفَيْتَ السَّقيمَ مِن أَدْوائِة! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » آلام وآمال
"مَنازِِلُ أَياتٍ خَلَتْ من تِلاوَةٍ ومَنْزِلُ أُنْسٍ مُقْفِرُ العرصَاتِ!" وَقَفْتُ بِها أسْتَنْشِدُ الرَّبْعَ ماضِياً كئيباً.. فلم أَسْمَعْ سوى الزَّفَراتِ! فقلتُ له.. يا رَبْعَ مالَكَ مُوحِشاً.. شَجِيّاً .. فلم أُبْصِر سوى العَبَراتِ! فقال.. وكَلاَّ لم يَقُلْ.. إنَّهُ احَتَمى بِصَمتِ بَلِيغ غامِضِ النَّبرَاتِ! ويا رُبَّ صَمْتِ كانَ أَسمَعَ للورى من الصَّوْتِ يَعْلُو.. أو من الهَمَسَاتِ! لقد كانَ لي أَهْلَونَ شَوسٌ تَرحَّلوا وأَبْقَوْا صَدّى يَهْوِي إلى الدَّرَكاتِ! فما تَمَّ لي مِن مُتْعَةٍ أَسْتطيبُها.. ولا ثَمَّ لي حُلْوٌ مِن الضَّحِكاتِ! شَجاني الأَسى مِن بَعْدِهم. وتَأَلَّبَتْ عَلََيَّ الرَّزايا.. من نَوًى وشَتاتِ! وكيف.. وقد كانوا البُطُولَةَ والنَّدى وكنْتُ بهم في أّرْفَعِ الدَّرَجاتِ..! يَخافُ الخُصومُ اللٌّدُ مِن سَطَواتهم فَيَنأَوْنَ عنِ حَيْفٍ بهم.. وأذاةٍ! ويَهْفو إلى ساحاتِِهم كُلُّ بائِسٍ ضَعِيفٍ. فَيْلقى يانِعَ الشَّجَراتِ! يلُوذُ بها طَعْماً وظلاًّ.. ويَرتوي من العَذْبِ يُطفىء لاعِجَ الجَمَراتِ! وقد رَحَلوا عَنِّي.. إلى غَيْرِ رَجْعَةٍ.. ولم يبق مِمَّا كان عَيْرُ فُتاتِ! أتَعْجَبُ منِّي.. مِن دُمُوعي ولَهْفَتي.. على ذلك الماضِي.. ومِن حَسَراتي؟! فَقُلْتُ له.. يا رَبْعُ ما أنا لائِمٌ ولكنَّني راثٍ لِكَسْر قَناةِ! فما أنا إلاَّ مِنْكِ بضعٌ يرُوعُني ويُفْزِعُني رَوْضٌ غدا كَفَلاةِ! به العذبُ مِلْحٌ بَعْدما كانَ جارياً زُلالاً كَنِيل سائِغٍ.. وفُراتِ! يُدِلُّ ويَزْهو بالكُماةِ وَ.. وأَيْنَهُمْ؟! فما عَزَّتِ الدُّنيا بِغَيْرِ كُماةِ! وما طابَ عَيْشٌ يَحْتمي بِظَلامِهِ ولا ضاءَ إلاّ مِن شُمُوسِ حُماةِ! وها هو يُقَِْصيهِ السُّباتُ عن العُلا فهل سوف يَصْحُو بَعْد طُولِ سُباتِ؟! لٍيفَتَرعَ الأَوْجَ الرَّفيعَ. ويَسْتَوِي عليه كريماً دُونَ خَوْفِ جُناةِ! لقد كانت الأَسْلافُ مِنَّا أماجِداً.. ولكنَّهم بِالْمْجدِ غَيْرُ عُتَاةِ! جَنى غَيْرُهم. واسْتَأسَدوا بِسُيُوفِهمْ بما حَصَدَتْ من سُوقَةٍ وسَراةِ! وما وَجَدَ النَّاسُ الأمانَ بِقُرْبِهِمْ ولا أَخْصَبت المَرْعى بِشرِّ رُعاةِ! وهم أَخْصَبوا الإجْدابَ دُونَ تَطاولٍ ولا طمع في طَيِّبِ الثَّمراتِ! فَطَابَ الجَنَى.. واسْتَمْتَعَ النَّاس بالْغِنَى وعادَتْ سُفُوحُ الأرْضِ كالسَّروَاتِ! لَشَتَّانَ ما بَيْن الفَرِيقيْن.. راشدٌ وآخَرُ غادٍ عاثِرُ الخَطَواتِ! وحَدَّجَني الرَبْعُ الحَزينُ بِنظْرَةٍ تفيض أسىً أَعْيا بَليغَ لُغاتِ! وقال. لقد واسَيْتَني وَتَرَكْتَني.. على غِبطَةٍ مِن مُقْبِلِ السَّنَواتِ! كِلانا يُريدُ الخَيْرَ.. لا أنا يائِسٌ ولا أَنْتَ مِن بُشْرى بِما هو آتى! شَكاتُكَ ما تُجْدِي عَلَيْكَ بِلا صَدًى مُجِيبٍ ولا تجدي عَلَيَّ شَكاتي! سأَصْبِر حتَّى أطمَئنَّ بصَحْوةٍ تُبَلِّلُ بالعَذْبِ الفُراتِ لَهاتي! فقد أَيبَسَتْها الحادثات فَأَصْبَحَتْ كَشَنِّ.. وما يَلْقى حَنانَ أُساةِ! عَسانا نَرى مِن مُقْبِلِ الدَّهْر آتياً كماضٍ مُخصِبِ الجَنَباتِ! أيا صَبْوَةً أَدْمَتْ حَشاي.َ وأَرَّقَتْ عُيُوني.. وكانَتْ أَكْرَمَ الصَّبواتِ! لقد أَجَّجَتْ مِنِّي الشُّعُورَ فَألْهَمَتْ وقد أَيقَظَتْني مِن عَميقِ سُباتي |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » أنا والشعر
أعاني وما يَدْرِي الورى عن مُعاناتي ولم يَسْمَعِ النَّشْجَ الأليمَ وآهاتي! وكيف وبَوْحُ الحُرِّ يَجْرَحُ رُوحَهُ فيَطوِي على الدَّامي المُؤَرِّقِ.. والعاتي! ويُسْعِدَه الكِتْمانُ حتى كأّنَّهُ ضَرِيحٌ يُوارِي بُؤْسَه في الغَياباتِ! ويَبْتسِمُ والأَضْلاعُ مِن وَقْدة الحَشا تُحِسُّ بِإزميلٍ يَقُدُّ لِنَحَّاتِ! ويَحْسَبُني الرَّاؤون شَخْصاً مُرَفَّها سعيداً بِماضِيَّ الحفيلِ.. وبالآتي! يَظُنُّونَ أن المالَ والمجْدَ جَنَّةٌ وأَنَّهما مِرْقاتُنا للسَّماواتِ! وأنَّهما لُبُّ السَّعادِةِ.. والمُنى لِطُلاَّبها تَأْتِي على غَيْرِ مِيقاتِ! شَجاني الأَسى مِمَّا يَظُنُّونَ جَهْرَةً وقد هَتَفوا من جَهْلِهِمْ بِالعَداوات! ولو عَلِموا أَنِّي الشَّقِيُّ بِكُلِّ ما يَظُنُّونَهُ سعْداً يُضِيءُ بِمِشْكاةِ! لَكَفُّوا عن اللَّغْوِ المَقِيتِ. وأَقْلَعوا عن الظَّنِّ يُلْقي رَهْطَهُ في المَتَاهاتِ! فما السَّعْدَ إلاَّ في الرّضا فهو نِعْمَةٌ مُبَرَّأَةٌ تٌفْضِي بِنا لِلْمسَرَّاتِ! فما مالُ قارُونِ.. ولا مَجْدُ قَيْصّرٍ بِمُغْنٍ عن الباغي – إذا طاش – والعاتي! ولن يَضَعا في البالِ ذَرّةَ راحةٍ سوى راحةِ الذِّئْبِ المُتَيَّم بالشاةِ! ولو أَنَّني خُيِّرتُ لاخْتَرت فاقتيْ إذا منَحَتْني بالرِّضا.. رِفْعَةَ الذَّاتِ! فما المالُ والمجْدُ لِلْورى إذا اسْتَأْذَبَا واسْتَشْريا غَيْرُ آفاتِ! ألا لَيْتَ أَهْلي الأقْرَبِينَ ورُفْقَتي بَصائِرُ تسْتهْدي بِرُشْدٍ وإخْباتِ! فلا تَنْحَني إلاَّ إلى الله وَحْدَهُ ولِلْمَجْدِ مَجْلُوّاً بأَصْدَقِ آياتِ! فقد تٌهْلِكُ الأطماعُ مَن شُغِفوا بها وتَهوِي لٍلْقاع مِن دون أَقْوَاتِ! أّنِلْني الرِّضا – يا رَبِّ – غَيْرَ مُبارحٍ حَنايايَ إنّي بالرَِضا خَيْرُ مُقْتاتِ! وبارِكُه بالإِلهامِ يَهْدى قَريحتي إلى قممٍ شُمٍّ تَضُوعُ بأَبْياتي! قَصائِدُ غُرُّ ليس فيها تَمَلُّقٌ ولا جَشَعٌ يُفْضِي بِها لِلْغوايات! فما الشِّعْرُ إلاَّ حِكْمةٌ وتَرَفُّعٌ وإلاَّ سُمُوٌّ ما يَجِشُ بِسَوْءاتِ! ولكنَّه يَهْدي ويُعْلي ويَرْتَقي إلى ذُرْوَةٍ تَشْفي الورى بالمُناجاةِ! إلى ذُرْوَةِ تَشْدو بِشِعْري وتَنْتَشِي وتَهْتِفُ بالمُصْغِينَ والصَّخَراتِ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » الملهى والمحراب
اسْمِعيني لا أَسْمَعَ الله أُذْنَيْكِ حديثَ الصِّبا. ونَجْوى الشَّباب! يَوْمَ كُنَّا طيرين نمرح في العُشِّ.. ثمالى من خَمْرةٍ ورُضابِ! يَوْمَ كنَّا عَفَّيْنِ ما نَعْرفُ العِهْرَ ونُفْضي عَمَّا وراءَ الثِّيابِ! لا نُبالي بالقَوْلِ يَجْرَحُ.. والنَّظْرَةِ تُدْمِي. ولا بِسُوءِ الحِساب! فَلَنا مِن رَفارِفِ الطُّهْرِ مأوى ليس يَخْشى نَقاؤُه من عِقابِ! وتعالى العُواءُ حَوْلي فما ارْتَعْتُ ولا أَنْتِ مِن عُواءِ الذّئابِ! كيف يَرْتاعُ عاشِقانِ طَهُورانِ بَرِيئانِ مِن خَنًى ومَعابِ؟! هكذا هكذا دَرَجْنا على الحُبِّ خَلِيّاً من شِقْوةٍ وعَذابِ! وتَخيَّلْتُ أَنَّني العاشقُ الفَرْدُ وأَنّي أختْالُ فَوْق السّحابِ! وتَبَدَّيْتِ لي حصاناً رَزَاناً فهي ماءٌ.. وغَيْرُها من سرابِ! كَمَلاكٍ مِن الفرادِيسِ لا عَيْبَ به غَيْرُ فِتْنَةِ الألْبابِ! والورى حَوْلَه نِشاوى فمن حُسْنٍ وَضِيءٍ: ومن عَبِيرِ مَلابِ! * * * وتَخَيَّرتِني فلاقيتِ مِنِّي غيْرَ ذي مَخْلَبٍ.. وذي أَنْيابِ.. غَيْرَ ذي شَهْوةٍ يَطِيحُ بها الجِسْمُ عَشِيقاً مُزَعْزِعاً.. للتُّرابِ! هو قَلْبٌ من الحنانِ رقيقٌ وهو عَقْلٌ مُلاَلِىءً كالشِّهابِ! واسْتَويْنا نِدَّيْنِ يَحْسِدُنا الخَلْقُ فمن واثِقٍ.. ومن مُرْتابِ! فَحَسِبْنا. والأَمْرُ غَيْرُ الذي نَحْسبُ والعيشُ كلُّه ذُو اضْطِرابِ! أنَّ هذا الهوى سيمْتَدُّ مُخْضَراً مدى عُمْرِنا.. مدى الأحقابِ! يا لها من سذاجةٍ وغباءٍ هَوَّنا بالكِذابِ كلَّ الصِّعابَ! وأنا دُونَكِ الأحْمقُ الغِرُّ فقد كنْتِ نِقْمةً في إِهاب! نِقْمةً تَخْتَفي وَراءَ حِجابٍ هو أَعْتى من الصُّخُورِ الصِّلابِ! يا لَرُوحي مِمَّا اعْتَرَاها من الغَفْلةِ دَهْراً.. ويا له من عُجابِ! إنَّ هذا هو العُجابَ وما أكْثَر مَا في حياتِنا من عُجابِ أُيُّهذا المَلاكُ يَرْتَدُّ شّيطاناً مَرِيداً ويَزْدَهِي بالمآبِ! بِئْسَ هذا الجزاءُ مِنْكِ فأغْصانُكِ عادتْ عَلَيَّ مِثْلَ الحِرابِ! ضَرَّجَتْني لكنَّها أَنقْذتني من خِداعٍ مَضَلِّلٍ.. وكِذابِ! عَلَّمَتْني.. وما أُحَيْلى هدى العلمِ عَليْنا يَرُدُّنا للصَّوابِ! ربَّما كان خَيْرُنا في عَذابٍ مُنْضج. صارِفٍ عن الأَوْشابِ! وأراني أَراهُ يعد تماديَّ سِفاهاً وبعد فَصْلِ الخِطابِ! واضِحاً.. واضِحاً.. جَلِيّاً .. جَلِيّاً في كِليْنا من رِفْعَةٍ وتَبابِ! * * * لم تَعُودِي يا بُلْبُلي الصَّادِحَ بالمَطْرِباتِ.. غَيْرَ غُرابِ! فارْقُبي يَوْمَكِ وقُولي يا لَنَفْسي من وَحْشَةٍ وخَرابِ! واسْكُبي دّمْعَكِ الغَزِيرَ على الماضي لَئِيماً يَضجُّ بالأوْصابِ! وارْجعي للرَّشادِ.. حتَّى وإِن كان فَقِيراً ولَيْس بالوهَّابِ! كيف يَحْبو وما لَهُ من سناءٍ يَتَصَبَّى.. وما لَهُ مِن رِحابِ؟! فَلَعلَّ المتابَ كفَّارَةُ العُمْرِ ورَضْوى تِلكَ القُلوبِ الغِضابِ! هل تُطيِقينه؟ عَسى أن تُطِيقيهِ وأَن تَدْخُلي إلى المِحْرابِ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » الطائر الحزين
عُدْتُ بلا حِسَّ ولا خاطِرِ.. كأنًّني عُشٌ بلا طائِرِ! عُشٌّ كَثيبٌ نالَ منه الِبلَى يَفِيضُ بالبؤسِ على الناظِر! واهٍ على ماضٍ قطفتُ المُنَى ريَّانَةً مِن رَوْضِهِ النَّاضِرِ! وَلَّى فلم يَبْقَ سوى مُهْجَةٍ .. غابِرُها يَبْكِي على الحاضِرِ.. ! يَبْكي عليه.. ثم يَرْضى البِلى كلاهما.. من أَلَمٍ صاهِرِ! ولا يَضيقانِ بَلاُوائِهِ ولا يًثُورانِ على الواتِِرِ! فرُبَّما كانتْ بِطَيَّاتهِ نُعْمى تُعيدُ الرِّبْحَ للخاسِرِ! مُضاعَفاً يَنْسى بآلائِهِ ما كانَ من ناهٍ.. ومن آمِر! ورُبَّ حَظِّ عاثِرٍ يَنْتَهي بِرَبِّهِ لِلأَمَلِ الزَّاهِرِ! خواطِرٌ هذي جَلاها الأَسى بعد الدُّجى الحالِكِ للشّاَعِرِ! لكنَّهُ صابَرَ حتى اسْتَوَتْ وضَّاءَةَ الباطِنِ والظَّاهِرِ! حقائِقاً عادَ بِها ناعِماً باللاَّبِنِ المُغْدِقِ والتَّامِرِ! يا ذاتَ أَمْسى.. يا جَلاَل الهوى يا ذاتَ حُبِّي الوامقِ الطاَّهِرِ! يا رّبَّةَ السِّحْر الذي قادني إلى الذُّرى ذاتِ السَّنا الباهِرِ! ثُمَّ إلى الدّرْكِ.. إلى شِقْوَةٍ أوَّلُها يَعْثُرُ بِالآخِر! كيف طَوى ذاك الجمالَ الرَّدى وانْقَلَبَ السِّحْرُ عَلى السَّاحِرِ؟! عاد به المَهْجُورُ في جَنّةٍ ولَيْسَ بالباكي ولا السَّاخِرِ وليس بالتَّاعِسِ من جَوْرِهِ وليس بالآسِي على الجائِرِ! وأَنْتِ ما عُدْتِ سوى لِلأسَى بعد الخَنى. بعد الضُّحى العابِرِ! ما أَرْوَعَ القِصَّة هذي الَّتي تَرْوِي عن المَهْجُورِ والهَاجِرِ! * * * وسأَلْتُ نَفْسي. ما الذي يُجْدي الهوى في حالّتيْه.. بِوَصْلِهِ وبِصَدِّهِ؟! هل لو سَعِدْتُ بِقُرْبِهِ ونَوالِهِ أغدْو الرَّفِيعَ بِمَجْدِهِ. وبِرَغْدِهِ؟! أغْدو أَسيرُ وما أخافُ من الرَّدى ولو استطال بِبَرقِهِ. وبِرَعْدِهِ؟! أم أَنَّني أغْدُو الهَلُوعَ لأنَّني بِعْتُ الحياةَ على الحَبِيبِ ورِفِدِهِ؟! فَغَدَوْتُ مَمْلوكاً يُفَزّعُهُ النَّوى فيَوَدُّ أن يَبْقى الحُسامُ بِغِمْدِه؟! لَنَجَوْتُ مِن طَيْشِ الغَرامِ وهَزْلهِِ وخَرَجْتُ منه بِصَدِّه.. وبِجِدِّه! لو أَنَّني اسْترسَلْتُ فيه لَرَدَّني بِحُسامِهِ عن مَطْمَحي.. وبِجُنْدِهِ! وّلكُنْتُ في يَوْمي الأَسيرَ.. وبِئْسَما يَلْقى الأسِيرُ من الهوانِ بِوَجْدِهِ! وأنا الطَّلِيقُ بما اسْتَخْرَتُ. أنا الذي ناوَأْتُهُ.. فَنَجا الكريمُ بجِلدِه! ولقد يُحَلِّقُ عاشِقٌ بِتَرَفُّع عن دَعْدِهِ.. وتَمَنُّع عن هِنْدِه! ولقد يَظَلُّ بسَفْحِهِ. ولو أنَّهُ شَحَذَ العَزِيمةَ لاسْتَوى في نَجْدِهِ! الحُرَّ لا يَرْضَى بِرَغْمِ شُجُونِهِ حتى ولو نَخَرَتْ حَشاهُ بِقيْدِهِ! شَتَّانَ بَيْنَ مُنافِحٍ عن حُبِّهِ يهْوِي بهِ.. ومُنافِحٍ عن مَجْدِهِ! * * * مُدِّي يَدَيْكِ.. فَإنَّني من عَنْصُرٍ زاكٍ. وشافٍ صَدْرَهُ مِنْ حُقْدِهِ! ما إنْ شَمِتُّ بٍفاخرٍ مُتَنفِّجٍ بالحُسْنِ.. بعد سُقُوطِهِ في لَحْدِهِ! فلقد بَرِئْتُ من الشَّماتِ وعَسْفِهِ ولقد بَرِئْتُ من الغَرُورِ وكَيْدِهِ! ليْتَ الجمالَ إذا اسْتوى في عَرْشِهِ لم يَسْتَبِدَّ على ضراغِمَ أُسْدِهِ! أَوْ يَطْغَ.. فالعُشَّاقُ في حُسْبانِهِ كحِجارةٍ يَلهوَ بهمْ في نَرْدِهِ! فلقد يَوَدَّ إذا هَوى عن عَرْشِهِ أنْ لو أَنالَ بِجَزْرِهِ وبِمَدِّهِ! لو أنَّه جَذَبَ المشَاعِرَ والنُّهيَ المُسْتَهامَةَ. لاسْتَعَزَّ بِخَلْدِهِ! دُنْيا.. فهذا رابِحُ من غَيِّهِ فاعْجَبْ. وهذا خاسِرٌ مِن رُشْدِهِ! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» محمد حسن فقي » الشاعر .. وليلاه
ليْلايَ. إنَّ الدَّهْرَ بالأحياءِ يَحْصِدُهُم ويَمْضي! وأنا أعِيشُ مُسَهَّداً.. مِن دُونِ إغفاءٍ وغَمْضِ! أمْسَيْتُ أزْحَفُ بَعْد إسراعي العَنِيفِ. وبَعْدَ رَكْضي! وغَدَوْتُ لَيْلاً مُدَلَهِمّاً. بَعْدَ إشْعاعِي وَوَمْضي! والنَّاسِ تَسْأَلُني فَأُعْرِضُ عن تَساؤُلِهِم وأُغْضي! * * * ماذا أقُولُ لهم. وهُمْ عن صَبْوَتي يَتَساءَلُون؟! أَفَيَعْرِفُونَ حِكايتي لَيْلايَ.. أَمْ هم يَجْهَلُون؟! أَفَيُشْفِقُونَ على المُضَرَّجِ.. أَم تُراهُم يَشْمَتُونْ؟! لا. لن أَقُولَ ولَنْ أُحَدِّثَهُم بأَسْرارِ السُّجُون! فهي الحَبِيسَةُ من القُيُودِ الدَّامياتِ وفي السُّجون! * * * أَتَذَكَّرُ الأَيَّامَ تِلْكَ. وما أُحَيْلاها فأَشدو! بالشِّعْرِ مُخْتَنِقاً يَنُوحُ.. يَرُوعُه وَجْدٌ وصَدُّ! قد كانَ يَرْفِدُهُ الوِصالُ. فَعَيْشُهُ زَهرٌ وَوَرْدُ! واليَوْمَ صَوَّحَ رَوْضُهُ. والنَّبْعُ جَفَّ. فكيف أَحْدُو؟! كلاَّ سأَحْدو. فالْهوى غَيٌّ ضَلُولٌ ثم رُشْدُ! * * * سَتَرَيْنَ يا لَيْلايَ أَنِّي لا أَذِلُّ ولا أَخُورْ! سَتَرَيْنَ أنِّي أتْرُكُ الفِرْدَوْسَ إِنْ كانَ يَجُورُ! فَأَنا المُعْرِضُ عنه. وأنا القالي. ومَرْحًى لِلْحَروْرْ! فهو أَنْدى الشُموخِ الحُرِّ مِنْ حُسْن هَصُورْ! رُبَّما عُفْتُ نَسِيمي العَذْبَ. واخْتَرْتُ الدَّبورْ! * * * وسَتَبْكينَ على الحُبِّ تَوارى عَنْكِ واسْتَخْفى نَداهْ! كانَ مَجْداً لكِ يُعْليكِ.. وتُؤْويكِ رُؤاهْ! ونَوالاً كُلَّ ما جِئْتِ. له.. امْتَدَّتْ يَداهُ! فَتَزَوَّدْتِ مِن الرَّوْضِ جَناهْ.. وَتَذَوَّقْتِ من الزَّهْرِ شَذاهْ! ثم فَدَّاكِ. ولكِنَّكِ ما كُنْتِ فِداهُ! * * * قال أَتْرابُكِ. ما أغْبى التي عَقَّتْ فتاها! لَيْتَهُ اخْتارَ هَوانا.. قَبْلَ ما اخْتارَ هواها! لِيَرَى الفِتْنَةَ تَعْتَزُّ.. وتُولِيهِ جَداها! بل جَداهُ.. إنَّ مَنْ يَمْلِكُهُ اعْتَزَّ وتَاها! خَسِرَتْ تِلكَ التي صَدَّتْهُ طَيْشاً وسِفاها! * * * وتَقَاطَرْنَ إليه.. بَعْدما أَقْفَلَ بابَهْ! وتَوارى خَلْفَهُ.. ضاعَفَ مِنْهُنَّ حِجابَهْ! طارِداً أشْجانَهُ تِلْكَ التي كُنَّ عَذابَهْ! واسْتخارَ المُزْنَ يَرْوِينَ. فما أَصْدى سرابَهْ! واسْتَوى مُنْتَصِباً يَتْلو على المَجْدِ كِتابَهْ! فَتَراجَعْنَ وما ضِقْنَ.. بَلى قُلْنَ سلاما! إنَّها النَّفْرَةُ من قَلْبٍ عن الذُّلِّ تُسامى! عَشِقَ الحُسْنُ فأشْقاهُ.. فَوَلىَّ وتَحَامَى! فإذا الحُسْنُ. وقد وَلىَّ.. عليه يَتَرامى! فانْزَوى. وانْقَلَبَ الحُسْن مُهِيضا وحُطاما! * * * أيُّها الشَّاعِرُ في مِحْرابِهِ الوَادِعَ.. إحْساساً وفِكرا! رَتِّلِ الشِّعْرَ على أحْلامِنا.. أَكْرِمْ به حُلْواً ومُرَّا! إنَّه المِهْمازُ يَقْسو لَيِّناً.. كَسْراً وجَبْرا! الرُّؤى تَمْلأُ جَنْبَيْكَ حَناناً مُسْتَسِرَّا! أَنِرْ الدَّرْبَ وحَوِّلْ قَفْرَهُ المُجْدِبَ نَضْرا! |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
عبد العزيز بن صالح العلجي
الشيخ عبد العزيز بن صالح بن عبد العزيز العلجي، فقيه وشاعر وصاحب تجارة سعودي، ولد بالهفوف في منطقة الأحساء سنة (1289هـ/1827م) ينتمي إلى قبيلة من قريش يقال لهم العلجان. حفظ القرآن الكريم، وتعلم الكتابة والقراءة ومبادئ العربية والفقه، واشتغل في التجارة بين الكويت والأحساء، ولكنه تركها واتجه إلى طلب العلم فأخذ عن عدد كبير من علماء الأحساء. مدح الملك عبد العزيز آل سعود، والأمير عبد الله بن جلوي، والشيخ عيسى بن علي آل خليفة. له: نظم كبير في الفقه ( فقه الإمام مالك)، (مباسم الغواني في تقريب عزية الزنجاني). (منظومة كاملة في الأخلاق الإسلامية تبلغ 200 بيتًا)،(منظومة قصيرة في ختم القرآن)، (منظومة في فن الصرف تبلغ 450 بيتًا، وهي نظم لعزية الزنجاني التي شرحتها) توفي في ضحوة يوم (1362هـ/ 1943م) في الهفوف وقد بلغ من العمر 72 سنة. » عبد العزيز بن صالح العلجي » كذا الرزء إذ أودى فتى العلم والذكرى كذا الرُزءُ إِذ أَودَى فَتَى العِلمِ والذِّكرَى فَهَل حِينَ عَزَّ الصَّبرُ مِن بائِعٍ صَبرا عَهِدتُ اصطِباري في الحُروبِ أَخاوفاً فإِذ خانَنِي ذا اليَومَ أَوسَعتُهُ عُذرا وَما لِيَ لم أُوسِعهُ عُذراً وَقَد مَضَى أَبُو الفَضلِ في الدُنيا إِلى مَنزِلِ الأُخرى هُوَ الشَّيخُ إبراهِيمُ شَمسُ بِلادِنا ضُحَى المُهتَدي فيها وَبَدرٌ لِمَن أَسرى تَنَكَّرَتِ الأَحساءُ يَومَ وفاتِهِ فسُكّانُها حَيرَى وَأَرجاؤُها غَبرا إِمامٌ إذا فَخَّمتُهُ شَهِدَت لَهُ أَياديهِ فِينا وَالمَعالي التي تُدرى وَأَهلُ العُقولِ الراجِحاتِ مِنَ الوَرى وَكلُّ حَليمٍ يَشتَري المَجدَ إِذ يُشرى فَلِلَّه حَبرٌ حِينَ تُجلَى صِفاتُهُ تأَرَّجَتِ الآفاقُ مِن نَشرِها عِطرا مَواعِظُهُ فَوقَ القُلُوبِ زَواهِرٌ تَراءى عَلى أَرجائِها أَنجُماً زُهرا مَوَاعِظُ حَبرٍ عَن كِتاب إِلهِهِ وَعَن سُنَّةِ المُختارِ يَنشُرُها نَشرا فآراؤُهُ حَزمٌ وَسِيرَتُهُ هُدىً وَأَلفاظُهُ نُور وَرُؤيَتُهُ ذِكرَى حَلِيمٌ وَلَكِن حِينَ لَم يلقَ مُنكَراً فإِن يَلقَهُ أَلفَيتَهُ ضَيغماً بَحرا مَواقِفُهُ في نُصرَةِ الدِّينِ جَمَّةٌ فِخامٌ فَسَل مَن قَد أَحاطَ بِهِ خُبرا عَلى أَنَّهُ مِن آلِ بَيتٍ تَعَوَّدُوا إِذا أُمَّةٌ مِنهُم خَلَت سارَتِ الأُخرى فَسَل سالِفَ الأَيامِ عَن سالِفِيهِمُ تَرَى منهُمُ الساداتِ مِن نَسلِهِم تَترَى وفِينا بِحَمدِ اللَّهِ منهُم جَهابِذٌ حُماةٌ هُداةٌ لا تَمَلُّ وَلا تَكرَى مَعاليهِمُ في سَابِقِ الدَّهرِ غُرَّةٌ تُجَمِّلُ مِنهُم كلَّ آوِنَةٍ عَصرا جَمالُ وجُوهٍ مَع فَصاحَةِ أَلسُنٍ وكِبرُ نُفُوسٍ عَن مُلابَسَةِ الصُّغرى مَخائِلُهُم تُنبيكَ قَبلَ اختِبارِهم عَلى أَنَّهُم أَهلُ العُقُولِ ولا فَخرا هُمُ جَمَعُوا عِلماً وحِلماً وعِفَّةً سِماحُ أَكُفٍّ لا تُلِمُّ بِهم عَورَا فَقُل لِلكِرامِ الغُرِّ آلِ مُبارَكٍ لَقَد كنتُمُ في كلِّ نادٍ عَلا صَدرا بِخِدمَتِكُم شَرعَ الإِلهِ وَمَن يَقُم بِخِدمَةِ شَرعِ اللَّه سادَ الوَرى طُرّا فأَبدُوا مَزِيداً من تَنافُسِكُم بِهِ وَجِدُّوا لهُ حِفظاً وَجِدُّوا لهُ إِقرا أَلا واجعَلُوا التَقوى السَّبيلَ إِلى المُنى فلَيسَ إِليهِ غيرُ تَقوى الفَتى مَجرى هِيَ العَيشُ في الدُّنيا هِيَ النُورُ وَالهُدى هي الأمنُ يَومَ النَّشرِ والفَوزُ والسَّرا وَراعُوا خِلالاً كُنَّ في مَكرُماتِكُم لكُم سَلِمَت فيها السَعادَةُ والبُشرى حَقارَةُ دُنياكُمُ وَحِفظُ اجتِماعِكُم وَرَعيكُمُ الشُورى مَتى تُبرِمُوا أَمرا وَإِعطاءُ أهلِ السِّنِّ مِنكُم حُقُوقَهُم بِطاعَتِهِم أَمراً وَتَعظِيمِهِم قَدرا فَهَذِي وَصايا العاقِلينَ وهذِهِ تِجارَةُ أَهلِ الفَضلِ أَنتُم بِها أَحرى |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» عبد العزيز بن صالح العلجي » أفتيان قومي وجهوا الهم كله
أَفِتيانَ قَومِي وَجِّهُوا الهَمَّ كُلَّهُ إِلى العِلمِ مَعمُولاً بِهِ وَذَرُوا الكَسَل فَمَا العِزُّ في الدَارَينِ إِلا مَدِينَةٌ مُشَيَّدَةُ الأَركانِ بالعِلمِ وَالعَمَل |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» عبد العزيز بن صالح العلجي » ثم تقرب لمولاك العلي
ثم تَقرَّب لِمَولاكَ العَلِي بِالمُنجِيَاتِ مِن صِفاتِ الكُمَّلِ مِن تَركِ ضِحكٍ مُفسِدٍ لِلعَقلِ وَمُذهِبِ الهَيبَةِ مِن ذِي فَضلِ كَذاكَ إِكثارُ الكَلامِ الساقِطِ فهوَ قَبيحٌ جالبُ المَساخِطِ وَلازمِ الفِقهَ مِنَ العُلُومِ يُقِمكَ في مَنهَجِهِ القَويمِ مُلتَزِماً أَربَعةً قَد عُرِفُوا بالعِلمِ والإِيمانِ مِمَّن سَلَفُوا أَحمَدُ وَالنُّعمانُ ثُمَّ الشافِعي وَمالِكٌ شَيخُ الجَميعِ الأَلمَعِي أُولَئِكَ الهُداةُ وَالنُّجُومُ نَهجُهُمُ عَلى الهُدى قَويمُ أَعلامُ حَقٍّ لِلمُرِيدِ السَّارِي داعِيَةٌ لِسُنَّةِ المُختارِ وَاتلُ كِتابَ اللَّهِ في أَوقات مُلاحِظاً تَدَبُّرَ الآياتِ تَهدِيكَ لِلبَاري فَتَرجُو رَحمَتَه حيناً وَحِيناً مُذ تَخافُ سَطوَتَه فَهوَ العُلُومُ وَالكَمَالُ وَالشَّرَف لا يَعتَرِيهِ باطِلٌ وَلا جَنَف وَالحَظ إِلَى الجَنَّةِ في القُرآنِ تَزِدكَ في عِبادَةِ الرَّحمنِ وَالحَظ إِلى النار تَجِدها ناهِيَه عَن طُرُقٍ إِلى الفَسادِ غاوِيَه وَانظُر إِلى نَفسِكَ في دُنياكَا تَجِدكَ منقُولاً بِها لِذاكا فابذُل مِنَ الأَسبابِ ما يُنجِيكا فَتُدرِكَ الرَّحمَةَ مِن بارِيكا وَاعلَم بِأنَّ الرِّزقَ رَبِّي قدَّرَه فالسَعيُ فِيهِ سَبَبٌ ما كَثَّرَه فَكَم ضَعيفٍ سَوَّدَتهُ الدُّنيا وَكَم قَوِيٍّ سَعيُهُ مَا أَغنَى لَكِنَّما الأَسبابُ كَالحِجابِ لِيَحصُلَ الإِيمانُ بِالغِيابِ وَلا تَكُن أَيضاً مُضيعاً للسَّبَب فَبَذلُهُ بِالشَّرعِ رُبَّما وَجَب وَلازِمِ التَّقوى تَكُن أَنتَ الأَجَلّ فَهيَ الَّتي تُنجِيكَ مِن بَينِ العَمَل وَهيَ امتِثالُ ما إِلهُنا أَمَر وَالكَفُّ عَن كُلِّ الَّذي عَنهُ زَجَر وَباشِرِ المُسلِمَ بِالتَّحِيَّه أَو كَلِماتٍ عِندَهُ مَرضِيّه وَانصَح لهُ نُصحَ الصَديقِ الصادِقِ ولاقِهِ في الأَمرِ كالمُوافِقِ إِلا إِذا أَتَى الرَدى أَو قالَ بِه فَرُدَّهُ بِاللطفِ حتّى يَنتَبِه ولا تَرُدَّ مِن جَلِيسِكَ الخَبَر وَلا تُضَعِّفهُ فَذا لَهُ ضَرَر وَإِن أَتى بِهَفوةٍ في المَجلِسِ فَاستُر عَلَيهِ سَترَ خِلٍّ مُؤنِسِ وَلا تُعَقِّبهُ بِذِكرَاها أَبَد فالحُرُّ لَم يَشمَت وَلَم يَفضَح أَحَد وَجاهِدِ النَّفسَ عَلَى حَملِ الأَذى مِن مُسلِمٍ تَكُن إِماماً يُحتَذى وَاجهَر إِذا لَقِيتَ بالسَلامِ بِذاكَ وَصَّى سَيِّدُ الأَنامِ لا تَجعَلَن إِشارَةً تَحِيَّه تكُن عَدُوَّ السُنَّةِ السَنِيَّه إنَّ السلامَ هَيئَةُ الأَبرارِ وَمَن يُشِيرُ تابِعُ الكُفّارِ وَاحذَر مِنَ التَصفِيقِ بَعدَ الخُطَبِ كَهَيئَةِ الإِماءِ عِندَ اللعِبِ فَقَد نَهَى الرجالَ سَيِّدُ البَشَر عَن فِعلِهِ فَذاكَ شَيءٌ مُحتَقَر وَاعرف كَراماتِ الرِّجالِ باللحى سودا وَبيضا كالصَباحِ اتَّضَحا فَهيَ لَهُم فَضلٌ عَلَى النِّساءِ ميزاً وَحُسناً عِندَ كُلِّ رائِي وأَمرَ الرَسُولُ أَن تُوَفَّرا فَحَلقُها يُعَدُّ قُبحاً مُنكَرا وَالحَلقُ لِلِّحيَةِ مَع ضِيقِ السَلَب يَعتَادُهُ أهلُ الضَلالِ وَالرِيَب وَمِثلُهُ اللهوُ بأنواعِ اللعِب حاشَا لِعاقِلٍ إِلَيهِ يَنتَسِب لأنَّهُ مُضَيِّعُ الأَوقاتِ وَمُذهِبٌ لأَشرَفِ الصِّفاتِ وَهادِمٌ لِلدِّينِ وَالمَرُوءةِ وَيَسِمُ الإِنسانَ بالسَّفاهَةِ وَاحذَر مِنَ القُبعَةِ لُبسُ المَرَدَه فَدِينُ مَن يَلبَسُها قَد أَفسَدَه فقَد أَتانا في الحَدِيثِ المُسنَدِ عَن سَيِّدِ الرُّسلِ الكَريمِ الأَمجَدِ فَمَن بِقَومٍ فاعلَمَن تَشَبّها فَذاكَ مِنهُم فاعلَمن وانتَبِها فَتابِعِ الكِرامَ في الأَفعالِ ذَوِي النُّهى وَالمَجدِ وَالكَمالِ وَلا تَكُن مُشابِهَ الطَّغامِ مَن قالَ فيهِ اللَّهُ كالأنعامِ وَشُربُكَ التُنباكَ شَينٌ وَقَذر وَاللَّه بالتَطهيرِ في الشَرعِ أمَر وَقَد أَتى السّواكُ عَن نَبِيِّنا وَقالَ إِنَّ اللَّه يَرضاهُ لَنا وَفضلُهُ التَنظِيفُ وَالطُّهرُ الحَسَن فَكَيفَ تُفسِدُهُ بِذَلِكَ النَّتَن وَاحذَر حُضُوراً في مَجالِسِ البِدَع فَهوَ مُضاهاةٌ لِما اللَّهُ شَرَع وَقَد نَهاكَ عَنهُ رَبُّكَ العَلِي فَلا تُخالِف أَمرَهُ فَتَبتَلِي وَاصحَب إِذا صَحِبتَ كُلَّ فاضِلِ مُستَكمِلاً للدِّينِ وَالفَضائِلِ إِنَّ الجَلِيسَ يَغرِسُ الأَخلاقا وَإِن يُنافِق أَورَثَ النِفاقا إِنَّ الجَلِيسَ عِندَ كُلِّ الحُكَما يَغرِسُ في جَلِيسِهِ ما أَحكَما |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» عبد العزيز بن صالح العلجي » حمدا لرب قاهر منان
حَمداً لِرَبٍّ قاهِرٍ مَنّانِ يُعطِي وَيَمنَع ما لَهُ مِن ثانِ وَهَبَ الحَياةَ لِقَلبِ عَبدٍ مُؤمنٍ وَأَماتَ قلبَ مُنافِقٍ بِالرّانِ وَلَقَد بُلِينا وَهوَ وَعدٌ ثابِتٌ بِأَراهِطٍ في سائِرِ البُلدانِ حَلُّوا البِلادَ وَأَفسَدوا في حَيِّها لِمَجالِهِم في ساحَةِ الأَديانِ إِمّا مَسِيحِيٌّ عَرَفنا حالَهُ أَو جاهِلٌ جاراهُ فِي الإِفتانِ وَإِذا الفَسَادُ أَلَمَّ فِي أَجنادِهِ وَجَبَ الدِّفاعُ عَلى ذَوي العِرفانِ وَلَقَد أَبانَ كِتابُ رَبِّي أَنَّهُ أَخَذَ العُهودَ عَلَيهِمُ لِبَيانِ فَلِذا أَقُولُ مُحَذِّراً لأخِي نُهىً قَبِلَ النَّصيحَة غايَةَ الإِمكانِ عُذ بِالمُهَيمِن مِن هَوىً فَتّانِ ما تِلكَ إِلا فِتنَةٌ الشَّيطانِ مِن كُلِّ عَصرِيٍّ هَواهُ مُرسَلٌ ما قَيَّدتهُ رِبقَةُ الإِيمانِ نَعَقَت شَياطينٌ فَلَبَّت صَوتَها بِسَخافَةِ الأَحلامِ وَالأذهانِ نَبَذُوا كِتابَ اللَّهِ خَلفَ ظُهُورِهِم وَلِسُنَّةِ المُختارِ مِن عَدنانِ وَلِسائِرِ النُّجَبَاء مِن أَصحابِهِ البالِغِينَ مَراتِبَ الإِحسانِ وَالذَّاكِرِ الرَّبُّ العَظيمُ صِفاتِهِم في سابِقِ الإِنجيلِ والفُرقانِ وَالتَّابِعِينَ نَبِيَّهُم فِي هَديِهِ مُتَبَتِّلِينَ بِطَاعَةِ الرَّحمنِ المُكثِرينَ صِيامَهُم وَصَلاتَهُم لَمّا دَعاهُم واعِظُ القُرآنِ لَمّا رَأَوا أَنَّ النَّبِيَّ المُصطَفَى مُتَوَرِّمُ الأَقدامِ في ذا الشَّانِ النَّاصِرينَ الشَّرعَ فيمَا بَينَهُم إِذ نَصرُهُم في نُصرَةِ الدَّيانِ لَكِنَّما هَذِي المَراتِبُ صَعبَةٌ تَبغِي كِراماً مِن بَنِي الإِنسانِ لَمَّا رَأَى حَمقَى الوَرَى في عَصِرِنا فِي طَبعِهِم عَنها نُفُورَ تَوَانِ صَدُّوا صُدُودَ المُعجَبِينَ بِرَأيِهِم وَتَكَبَّرُوا كَتَكَبُّرِ السَّكرانِ هُم شابَهُوا فِي حالِهِم جُعلاً إِذا أَردَاهُ طِيبٌ عاشَ بِالإِنتانِ وَحَكَوا خَفافِيشاً تَطِيرُ بِظُلمَةٍ إِذ كَانَ يُعشيها سَنا النِّيرانِ فَاستَبدَلُوا عَنها لِسُوءِ حُظُوظِهِم بِمُؤَلَّفاتٍ مِن ذَوي الطُّغيانِ قَومٌ هُمُ عجمُ القُلُوبِ وَإِن دَعَوا أَتباعَهُم بِفَصاحَةٍ وَبَيانِ مُتَجَبِّرِينَ عَلَى الكِرامِ بِأَلسُنٍ أَبذَى وَأَخبَثَ مِن أَذَى الثُّعبانِ مُتَلَبِّسِينَ بِدَعوَةٍ مَرضِيَّةٍ لَكِنَّها مَرضِيَّة الشَّيطانِ هُم يَحمِلُونَ عَلَى الجَميلِ بِزَعمِهِم لَكِنَّما حَمَلُوا عَلَى الحِرمَانِ يا فِرقَةً لَعِبَت بِغَيرِ عقُولِهِم أَعداءُ دِينِ اللَّهِ بِالعُدوانِ هُم حَسَّنُوا لَكُم الفَسادَ فَقُلتُم هَذَا الصَّلاحُ المُستَجِدُّ الدَّانِي وَاللَّه يَدعُوكُم إِلى جَنَّاتِهِ وَبِما أَتَى فِي مُحكَمِ التِّبيانِ وَهُمُ دَعوكُم لِلهَوَى فَأَجَبتُمُ أَينَ الهُدى يا مُدَّعِي الإِيمانِ هُم أَورَثُوا تُبّاعَهُم في دِينِهِم كَسَلاً يُؤَدِّيهِم إِلى خُسرانِ هُم زَندَقُوهُم شكَّكوهُم في الهُدى هُم أُولِعُوا بِالزُّورِ وَالبُهتانِ هُم سَدَّدُوا طُرُقَ الصَّلاحِ عَلَيهِمُ هُم رَغَّبُوهُم فِي الحَقِيرِ الفانِي وَاللَّهُ لَم يَمنَع تَطَلُّبَ عِيشَةٍ لَكِن مَعَ الإِجمال وَالتُّكلانِ مَلأُوا المَسامِعَ وَالدَّفاتِرَ دَعوَةً لِصَنائِعِ الدُّنيا وَلِلعُمرانِ أَوَ ما دَعَونا مَرَّةً لِرِعايَةٍ لِحُدُودِ دِينِ اللَّهِ وَالإِيمانِ أَحكامُ رَبِّي قَد أُضِيعَت بَينَهُم وَهُمُ عَلَيها جامِدُوا الأَذهانِ لَكِنَّما يَدعُونَنا لِهَواهُم حُبٌّ لِدُنياهُم بِلا بُرهانِ وَهُمُ عَلَى ذَا زاعِمُونَ بِأنَّهُم رامُوا نُهُوضَ الدِّينِ في البُلدانِ فَهُمُ كَذِي ستٍّ سَمَت في زَبلِها وَدَعَت لِمَسٍّ أَيُّها القَمَرانِ وَفَخامَةُ الآلاتِ لَيسَت وَحدَها تُغنِي مَعَ التَفرِيطِ وَالخِذلانِ بَل كُلُّ قُوَّةِ دافِعٍ مِن غَيرِ ما حِفظَ الشَّريعَةِ في الحَضيضِ الدَّانِي اللَّهُ أَخبَرَ إِن نَصَرَنا دِينَهُ يَنصُر لَنا بِالنَّصِّ في القُرآنِ أَنتُم تَنَوَّرتُم بِقَولٍ باطِل لا بَل تَدَمَّرتُم عَلَى خُسرانِ صِرتُم إِذاً أُضحُوكَةً بَينَ الوَرى تَتَقَلَّدُونَ الفَخرَ بِالهَذَيانِ أَتُرَى أُرُبّا عَلَّمَت أَمثالَكُم آلاتِ حَرب أَم عُلُوم هَوانِ إِنِّي أَخافُكَ إِن بُلِيت بِعِلمِهِم أَن تَخدِمَ الدَّهرِيَّ وَالنَّصرانِي وَتُمَدِّحَ الكُفّارَ تَفخِيماً لَهُم لَمّا بُلِيتَ مِنَ الضَلالِ بِرانِ فَتَبينُ عَن حِزبِ الفَلاحِ وَأَهلِهِ وَتَكُونُ من حِزبِ الفَريقِ الثانِي ما بالُكُم لا تَعقِلُون رَشَادَكُم تُلقُونَ لِلأَعداءِ كُلَّ عِنانِ هَل مِثلُ أَصحابِ النَّبِيِّ مُقَلَّدٌ صِدِّيقٍ أو فارُوقٍ أو عُثمانِ وأَبي الحُسَينِ وَتابِعِيهم فِي الهُدى وَالتابِعِي الأتباعِ بِالإِحسانِ هَل مِثلُ أحمَدَ والمُقَدَّمِ مالِكٍ وَالشافِعِيِّ الشَّهمِ وَالنُّعمانِ هَل فيكُمُ مِمَّن تَبِعتُم عَن هُدىً مِن جهبذٍ جالٍ عَنِ الأَذهانِ كالعَسقَلانِي أَو فَتى تَيمِيَّةٍ أَعنِي أَبا العَبّاسِ عالِي الشانِ أَو كَعياضِ الحَبرِ في تَحقيقِهِ وَالناقِدِ العَينِي لَدى الإِتقانِ هَذا وكَم أمثالُهُم مِن جهبذٍ مَلأ البَسيطَةَ بِالهُدى رَبّاني مَن يَبغِ مِنكُم غَيرَ أربابِ الهُدى يَردِ الضَّلالَةَ في عَمَى الحَيرانِ هَديُ المُشَفَّعِ هَديُنا وَشِعارُنا حَمدُ الإِله وَعلمُنا رَحمانِي ............................... إِن حَصَّلُوا سرجَ السِّياسَةِ قبلَنا وَاللَّهِ لَو قُمنا بِها كَكِرامِنا خَضَعَت لِهَيبَةِ عِزِّنا الثَّقلانِ لَكِنَّنا جُرنا اتِّباعاً لِلهَوَى وَلِمُتبِعِ الأَهواءِ كُلّ هَوانِ يا حامِلِينَ عَلَى الشَّريعَةِ فَاحمِلُوا مِن قَبل أَن تَدعُوا لِعِلمٍ ثانِ فَهُناكَ نَعلَمُ صِدقَكُم وَنَراكُم أَهلاً بِأَن تَدعُوا إِلَى الإِحسانِ أَولا فكُفُّوا أَلسُناً ما عُلِّمَت إِلا خُرافاتٍ عَنِ العُميانِ وَدَعُوا السَّفاهَةَ وَاترُكُوا أَربابَها وَجدِي فَرِيداً ناعِقَ الشَّيطانِ مَع كُلِّ عَصرِيٍّ يُضاهِي عِلمُهُ مَدَنِيّةَ الإِفرِنجِ عَن عُدوانِ يا أَيُّها المِسكِينُ نَفسَكَ فارعَها لا تُلقِها في هُوَّةِ الخُسرانِ فالعِلمُ يُؤخَذُ عَن تَقِيٍّ تابِعٍ لِلشَّرعِ لا عَن ذِي هَوىً بَطرانِ قَد قالَ رَبُّ العالَمينَ وَسارِعُوا فأَجِب وَجَنِّب حالَةَ الكَسلانِ وَاسمَع مَواعِظَ عَن إِلهِكَ جَمَّةً تُتلَى عَلَيكَ بِمُحكَم التِّبيانِ وَخُذِ الصِّفاتِ المُنجِياتِ جَميعَها عِندَ التَهَجُّدِ عَن سَنا القُرآنِ وَاترُك سَفاهاتِ الأَسافِلِ إِنَّها تَرميكَ يَومَ البَعثِ بِالحرمانِ وَاعمَل لِدارٍ لا يَزُولُ نَعِيمُها قَد خابَ مَن باعَ المُقِيمَ بِفانِي أَتُحِبُّ أَن تُعطى الفَخامَةَ هَهُنا وَتُصِيبَ يَومَ الحَشرِ حالَ هَوانِ وَاحرِص عَلَى عِلمِ الشَّريعَةِ إِنَّها حِفظُ البَرِيَّةِ عَن هَوى الشَّيطانِ أَصحابُها هُم وارِثُونَ نَبِيَّهم أَنعِم بِذاكَ الإِرثِ لِلإِنسانِ هَذا وَخُذ نُوراً أَتَى عَن حِكمَةٍ يَمحُو ظَلامَ الجَهلِ وَالطُّغيانِ |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» عبد العزيز بن صالح العلجي » ولقد عجبنا والعجائب جمة
وَلَقَد عَجِبنا وَالعَجائِبُ جَمَّةٌ مِن فِريَةٍ جاءَت عَنِ الرَّيحانِي زَعَمَ الجَهُوُلُ بأَنَّ إِخفاءَ النِّسا مِن مُوجِباتِ الذَّمِّ وَالنُّقصانِ فَإِذاً أَقُولُ مُخاطِباً هَذا الَّذي يَروِي خُرافاتٍ عَنِ الشَّيطانِ وَأصُونُ آياتِ الكِتابِ وَقَدرَها مِن أَن أُجِيبَ بِها ذَوِي الطُّغيانِ لَكِن بِمَعقُول أَتَى عَن فِطرَةٍ قَد نُوِّرَت بِالشَّرعِ وَالبُرهانِ إِنَّ النِّساءَ مَواضِعٌ لِوَدائِعٍ نُطَفٍ تَكُونُ لأَشرَفِ الأَكوانِ فَإِذا بَرَزنَ وَخالَطَت مَن تَشتَهِي ضَاعَت لَدَيها نِسبَةُ الإِنسانِ فَافهَم لِحِكمَةِ مُحسِنٍ صُنعَ الوَرَى لا ما تَقُولُ بِجَهلِكَ الفَتّانِ وَاسمَع مِثالاً واعتَبِر فَلَرُبَّما أَبدَى المِثالُ غَرائِبَ الإِحسانِ نُلفيكَ إِن أَودَعتَ حَصبا لُؤلؤاً تَختِم عَلَيها خِيفَةً مِن جانِ أَتُضاعُ كُلُّ كَريمَةٍ في قَومِها وَيُصانُ ذَيَّاكَ الحَقِيرُ الداني ما كانَ أَشبَهَ جَهلَكُم بِطِباعِكُم وَطِباعُكُم وَعُلُومُكُم سِيّانِ أَنتُم خَفافِيشٌ وَجُعلانٌ عَلَى طِيبِ الرَّوائحِ أَو سَنا النِّيرانِ فَعَلى الظَّلامِ مَسِيرُكُم وَحَياتُكُم تَنمُو عَلَى الأَقذارِ والأَنتانِ |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» عبد العزيز بن صالح العلجي » كذبت أربا حين أنكرت السما
كَذَبَت أُرُبّا حِينَ أَنكَرَتِ السَّما كشَّافُها لِقُلُوبِها ذاتِ العَمى إِنَّ السَّماءَ لِلُطفِها كَزُجاجَةٍ تَخفَى لَدَى الجارِي فَجرِّب تَعلَما واقرَأ لِتُهدى آيَةَ الصَّرحِ الَّذي سَوَّى سُلَيمانٌ عَلى حُوتٍ وَما وَانظُر إِلى الصَّرحِ اختَفَى مَعَ قُربِهِ فكَيفَ لا تَخفَى عَلى بُعدٍ سَما لَكِن غُبارُ الجَوِّ يُخفِي لُطفَها فَلِذا أُرِيناها إِراءً مُحكَما وَاعلَم إِذا قَد سُلِّمَت هَذِي لَهُم فالدِّينُ قَد جَثُّوهُ جَثّاً مُعظَما وَانظُر وَراجِع بَعدَما قَد حَرَّفُوا آيَ الكِتابِ تَعَنُّتاً وَتَعَظُّما بَل كَذَّبُوا الرُّسلَ الكِرامَ وَجَهَّلُوا خَيرَ الأَنامِ مُحَمَّداً ما أَعظَما هَل كانَ يُدعى واحِدٌ مِنهُم عَلَى هَذِي الجَرائِمِ في الشَّريعَةِ مُسلِما سُحقاً لَها مِن فِرقَة خَدَّاعَةٍ سَحَرُوا غَبِيّاً مُؤمِناً مُستَسلِما مَه لا تُعَظِّم زُخرُفاً خَدَعُوا بِهِ قَد كانَ نَقضُهُمُ الشَّريعَةَ أَعظَما باعُوا الشَّريعَةَ لِلأَعادِي بِالدُّنا وَاستَبدَلُوا عاراً بِها والمَأثَمَا جاهِدهُمُ إِن كُنتَ عَبداً مُؤمِناً إِنَّ الدِّفاعَ عَنِ الشَّريعَةِ حُتِّما |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» عبد العزيز بن صالح العلجي » أيا نجل الأماثل آل بكر
أَيا نَجلَ الأَماثِلِ آلِ بَكرٍ وَمَن نالَ الفَخارَ بِغَيرِ نُكرِ تَفَنَّنَ في العُلُومِ فكلُّ فَضلٍ حَواهُ العلمُ في بَرٍّ وَبحرِ ولا تَسأم وَلا تطلُب سِواهُ وقابِلهُ بِتَقريرٍ وفِكرِ وجانِب جاهِلاً عنهُ تَلاهى بِأَنواعِ المَكاسِبِ خَوفَ فَقرِ فَإِنَّ الرِّزقَ قَدَّرَهُ إِلَهي فَللأسبابُ تَغطِيةٌ لِسِرِّ فإِن نَنظُر لأسبابِ البَرايا لِجَلبِ مَعيشَةٍ أَو دَفعِ ضُرِّ وَجَدنا العلمَ أَقواها لِدَفع وَأَحظاها بِمَكرُمَةٍ وَيُسرِ فَقَد سَجَدَ المَلائِكُ حينَ أَربَى عَليهِم آدمٌ بالعِلمِ فادرِ وَكَم بالعلمِ نالَ العِزَّ قَومٌ وَكَم بِالعِلمِ أَثرَى بَعدَ عُسرِ وَأَعنِي عِلمَ شَرعِ اللَّهِ فينا وَلا أَعنِي بهِ عِلماً لِعَصرِ فإِنَّ تَعَلُّمَ العَصرِيِّ جَهلٌ يُوافِقُ كُلَّ مَفتُونٍ وَدَهرِي فَلا تَطلُب بِعِلمِ اللَّهِ دُنيا فَفِي هَذا الهَوانُ وكلُّ خُسرِ وَدُنياكَ الَّتِي لا بُدَّ نُطها بِأمثَل مَن تَرى يَسعَى بأَجرِ ولا تَحزَن عَلى ما فاتَ مِنها وَقَد عُوِّضتَ عَنها بِالأَبَرِّ وَما قَد فاتَ لَم يَذهَب وَلَكن تَراهُ في الصَّحيفَةِ يَومَ نَشرِ وَإِن تَعفُ فَإِنَّ العَفوَ خَيرٌ وَخَيرُ الناسِ ذُو عَفوٍ وَصَبرِ وَإِن تُضطَرَّ في حالٍ لِشَيء فَسَل أَقوَى وَأَرحَمَ كُلِّ بَرِّ قَريبٌ مِنكَ إِن تَدعُوهُ يَسرِي لَهُ التَّصريفُ في خَلقٍ وَأَمرِ وَحَسِّن بِالإِلَهِ البَرِّ ظَنّاً تَجِدهُ عِندَ ذاكَ لِكُلِّ برِّ وَعظِّم أَمرَهُ في كُلِّ حالٍ تُعَظَّم في الأَنامِ بِكلِّ قَدرِ وَقَرِّب نَفسَكَ الدُّنيا إِلَيهِ بأَخلاقٍ يَراها كُلُّ حَبرِ تَراها في الكِتابِ عَلَيكَ تُتلَى فَحَقِّقهَا وَراقِبها بِحَصرِ وجاهِد نَفسَكَ الدُّنيا عَلَيها لِتَحظَى بِالكَمالِ وَطِيبِ ذِكرِ وَجانِب لِلفُضُولِ وَكُلِّ لَغوٍ فَفِي هَذا إِضاعَةُ كُلِّ حُرِّ وَأَعطِ الجارَ وَالقُربَى حُقوقاً قَضاها اللَّه في آياتِ ذِكرِ وَصَفِّ النَّفسَ مِن حَسَدٍ وَبَغيٍ ولاقِ الناسَ في لُطف وَبِشرِ وبِالمَعرُوفِ فأمُر لا تُبالِ وَقُم بِالنَّهيِ عَن فُحشٍ وَنُكرِ وَتِلكَ نَصِيحَةٌ جاءَت إِلَيكُم دَعاها حُبُّكُم يا آلَ بَكرِ فأنتُم قُرَّةٌ لِلعَينِ دُمتُم عَلى نَهجِ الرَّشادِ بِكُلِّ عَصرِ |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» عبد العزيز بن صالح العلجي » أيا نجل إبراهيم تطلب واعظا
أَيا نَجلَ إِبراهيمَ تَطلُبُ وَاعِظاً ولا وَعظَ كالقُرآنِ وَالسُنَّةِ الغَرّا تَدَبَّر كِتابَ اللَّهِ عِندَ تَهَجُّدٍ وَلا سيَّما وَالناسُ في نَومِهِم سَكرَى يُلاقِكَ مِن مَولاكَ أَكبَرُ وَاعِظٍ عَلى قَلبِكَ المُشتَاقِ أَنوارُهُ تَترَى وَأَقبِل عَلى الفِقهِ المُعَظَّمِ قَدرُهُ هُوَ المَنهَجُ المأمُونُ وَالحُجَّةُ الكُبرَى تَكُن نافِعاً لِلمُسلِمينَ وَحَيثُما تَحِلُّ عَلى قَومٍ تَكُن فيهِمُ صَدرا وَلا تُضِعِ الأَوقاتَ في غَيرِ صالحٍ فَمن ضَيَّعَ الأوقاتَ نالَ بِها خُسرا فَعُمرُ الفَتَى ما عاشَ مَزرَعُ سَعيِهِ فَمَن لَم يُراعِ الوقتَ لا يَعمُرُ الأُخرى وَلا تَصحَبَنَّ الناسَ إِلا بِحالَةٍ تُصِيبُ حَلالَ الرِّزقِ أَو تَكسِبُ الأَجرا وَفي كُلِّ عَقدٍ أَنتَ مُجريهِ فابنِهِ عَلَى الشَّرعِ حَتَّى لا تُصِيبَ بِهِ وِزرا وَلا تَتَخِذ مِن دُونِ رَبِّكَ مَقصِداً فَإِنَّ إِليهِ العِزَّ وَالفَتحَ وَالنَّصرا |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» عبد العزيز بن صالح العلجي » دع الناس إن الناس توسي وتؤلم
دَعِ الناسَ إِنَّ الناسَ تُوسِي وَتُؤلِمُ وَرَبُّكَ يَقضِي ما يَشاءُ وَيَحكُمُ يَرى عَبدُهُ إِحسانَهُ مُتَنَوِّعاً شَهِيّاً ولا يَشهَى وَرَبُّكَ أَعلَمُ فكَم حالَةٍ بالعَبدِ ظُنَّت خَسارَةً فلَمَّا تَعَدَّتهُ إِذا هِيَ مَغنَمُ وَلاحِظ كِراماً سالِفِينَ هُمُ هُمُ عَلى فَضلِهِم في الناسِ رِيعُوا وَأُولِمُوا عَلى أَنَّ بعضَ الصالِحِينَ مُفَضِّلٌ خِلافَ هَواهُ حُكمُهُ وَمُقَدِّمُ ولِلَّهِ أَلطافٌ بِطَيِّ قَضائِهِ أَخو الفَهمِ في أَسرارِها يَتَفَهَّمُ فمُوسى بِقَذفِ اليَمِّ تَمَّ عُلُوُّهُ تَرَقَّى إِلى أَعلَى الذُّرا وَهوَ مُكرَمُ وَيُوسُفُ بعدَ الجُبِّ وَالسِجنِ حِقبَةً حَوَى المُلكَ وَهوَ المُستَفادُ المُعَظَّمُ وبِالصَّبرِ وَالتَّقوى تَنالُ هِباتِهِ وَأَتقَى الوَرى عِندَ المُهَيمِنِ أَكرَمُ فعبد العَزيزِ بنَ الفَتَى عُمَرَ الذي إِلى آلِ عَكّاسٍ نَماهُ المُتَرجِمُ عَهِدناكَ ذا فَهمٍ ذَكِيٍّ وَذا حِجاً وَأَنتَ بِحَمدِ اللَّهِ حَبرٌ مُقَدَّمُ فَلا تَكتَرِث مِمّا قَضى اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الذُّخرُ وَالباغِي سِوى اللَّه يُعدِمُ |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» عبد العزيز بن صالح العلجي » أيا فاضلا فضله بين الأنام جلي
أَيَا فاضِلاً فَضلُهُ بينَ الأَنامِ جَلِي كَنارِ لَيلٍ عَلى عالٍ مِنَ الجَبَلِ أَهدَيتَ نَظماً مَليحاً في تَناسُقِهِ أَغنَت نَضارَتُهُ عن أَمثَلِ الحُلَلِ ما كانَ أَشهَى عِتاباً فيهِ دَلَّ عَلى إِخلاصِ وُدٍّ عظيمٍ غيرِ مُنتَحَلِ فاعلَم هُدِيتَ بأَنِّي ما قَصَدتُ جَفاً فإِنَّكُم قُرَّةُ الأَلبابِ والمُقَلِ لكِنَّما قَدَرٌ مَع حاجَةٍ عَرَضَت وَعَزمِ عَودٍ لَكُم يا غايَةَ الأَمَلِ وَالقَلبُ عِندَكَ مَأنُوسٌ وَمُغتَبِطٌ بكلِّ وَصفٍ لكُم بين الأَنامِ جَلِي لا زِلتَ يا صاحِبي مُستَرشَداً لِهُدى وَمُستَعاناً عَلى ما حادِثٍ جَلَلِ |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» عبد العزيز بن صالح العلجي » أيا سيدا مازال يولي جميله
أَيا سَيِّداً مازالَ يُولِي جَمِيلَهُ وَمِن فَضلِهِ أَن خَصَّنِي مِنهُ بِالتُحَف سَلَكتَ مِنَ الإِحسانِ بِي كلَّ وجهَةٍ سِوى خَصلَةٍ كَمَّلتَها الآنَ بالظَرَف تَنازَلتَ إِحساناً بِها وَتَفَضُّلا كَما هِي عاداتُ الكِرامِ ذَوِي الشَرَف فَزِن بِقَبُولٍ ما بِها من طَرافَةٍ فَلا زالَ لِي مِن بَحرِ عَلياكَ مُغتَرَف |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» عبد العزيز بن صالح العلجي » ديار اللوا عادت
دِيارُ اللِوا عادَت بِمَقدَم هذا الليثِ والقَمَرِ الساري سَحابٌ أَتى بالرِيِّ يَروِي جديدَها وبالبَأسِ يُفنِي كلَّ أَظلَمَ جَبّارِ وَإِنَّا حَمِدنا اللَّه ثُمَّ إِمامنا مَنارَ الهُدى عبدَ الحَميدِ يَدَ الباري خَليفَةَ دينِ اللَّه حامِي شِعارِهِ مُؤَيَّدَةٌ منهُ بجُندٍ وَأَنصارِ فقَد خَصَّنا بابنِ الأكارِمِ طالِبٍ لِيَرفَعَ ظُلماً مِن طُغاةٍ وَفُجّارِ أَيا هاشِميّاً من قديمٍ جُدُودُهُ غِياثُ الوَرى في حِينِ ضِيقٍ وإِعسارِ لقَد عَفَتِ الأحساءُ حتَّى أَعَدتَها بِرَأيٍ وَعَزمٍ مِنكَ لَيسَ بِخَوّارِ وَشَرَّفتَها مِن بَعدِ طُولِ خُمُولِها وَخلَّصتَها من وَصمَةِ الذُلِّ وَالعارِ ومِمّا عَلاها مِن وَقارٍ وهَيبَةٍ أُعِيدَت عَواديها نَواكِسَ أَبصارِ ولا عَجَبٌ إِذ أَنتَ مِن أَشرَفِ الوَرى ولا شَرَفٌ إِلا ومِن عِندِكُم طارِي وكلٌّ سَعى لِلمَجدِ مِن نَهجِ سَعيكُم وكلٌّ بِنَهجِ الفَضلِ مِن فَضلِكُم سارِي لنا مِنكَ أهنا مَنزِلٍ حِينَ نَلتَجي وأَكرَمُ أَخلاقٍ وأَطيَبُ أَخبارِ وَأَحسَنُ وَجهٍ بالسِيادَةِ مُشرِقٍ وَأَبسَطُ كَفٍّ بالفَواضِلِ مِدرارِ فلا زِلتَ في كلِّ المَساعِي مُظَفَّراً مُعاناً مِنَ المَولى بِجَبرٍ وَإِبصارِ |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» عبد العزيز بن صالح العلجي » فخرت بباهر مجدك الأقطار
فَخرَت بِباهِر مَجدِكَ الأَقطارُ وَتَزَّيَنَت بِوُجُودِكَ الأَمصارُ ظَهَرَت بِسَعدِكَ أُمَّةُ الإِقبالِ وَانـ ـتَعَشَ الوُجُودُ وَزالَتِ الأَكدارُ ما سَيفُكَ المَسلُولُ إِلا المَوتُ قَد أَردَى الكُماةَ وَإِنَّهُ البَتّارُ صَقَعَ البُغاةَ فَأَصبَحَت فُرسانُهُم صَرعَى كَزَرعٍ صابَهُ إِعصارُ وَأَطاعَكَ الجَمُّ الغَفِيرُ مَخافَةً وَتَباعَدَت عَن خَطِّنا الأَشرارُ وَبَلَغتَ غايَةَ كلِّ مَجدٍ إِنَّما الـ ـإِقبالُ خَيلُكَ وَالعُلا مِضمارُ ماذا تَقُولُ الشاعِرونَ وَأَنتَ لِلـ ـعَلياءِ وَالمَجدِ الأَثِيلِ شِعارُ كَفٌّ وَوَجهٌ لا يَزالا مِنهُما تَتَهَلَّلُ الأَنواءُ وَالأَنوارُ فلتسعَدِ الفُقَراءُ مِنكَ لَها يَدٌ تُجلَى بِغُرَّةِ سَعدِها الأَكدارُ فاحكُم عَلى رَغمِ الحَسودِ فإِنَّما صَفوٌ لَكَ الإِيرادُ والإِصدارُ وَالعيشُ رَغدٌ وَالعَدُوُّ لَعاثِرٌ وَالنَجمُ سَعدٌ وَالسُرُورُ جِوارُ بُشرى لكُم أهلَ الحِساءِ أَتاكُمُ لَيثُ الوَغى وَلِكَسرِكُم جَبّارُ شَهمٌ لهُ في آلِ هاشِم نِسبَةٌ وَأَبُوهُ ذاكَ الضَيغمُ الكَرّارُ يا سَيِّداً قد حازَ مِن بَينِ المَلا شَرَفاً بِهِ غَنّى الحُداةُ وَسارُوا فانعَم وَجُد فيما تُحِبُّ فَإِنَّما إِقلالُ نَيلِكَ لِلوَرى إِكثارُ لا زِلتَ في هَذا الزَّمانِ مُنعَّماً تَفدِيكَ مِن جَمعِ العِدا أَعمارُ |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» عبد العزيز بن صالح العلجي » ديار لوا نجد أتاها سعودها
دِيارُ لِوا نَجدٍ أَتاها سُعُودُها وعادَ لَها بالأَروَعِ الشَّهمِ عِيدُها هُمامٌ أَتى الأحساءَ وهيَ مَريضَةٌ يُظَنُّ بِها أَنَّ الشِّفا لا يَعُودُها فَعادَ شِفاها مُذ أَتاها وَأصبحَت مُنعَّمَةً يَربَدُّ غَيظاً حَسُودُها وَصارَت شَياطِينُ اللوَى مِن مَخافَةٍ أَجَلُّ مُناها أَن تُزادُ قُيُودُها فَنَشكُرُ بعدَ اللَّهِ قَرماً مُتَوَّجاً أَيادِيه بادٍ كلَّ يَومٍ جَديدُها إِمام الهُدى عبدَ الحَميدِ الَّذي بِهِ وَصَولَتِهِ الكُفَّارُ بادَت جُنُودُها خَليفَةَ دِينِ اللَّهِ أَيَّانَ يَمَّمَت عَساكِرُهُ باللَّهِ تَعلُو حُدُودُها إماماً يُوالِي أُمَّةً أَحمَدِيَّةً ظِلالاً تَقِيها أَو غِياثاً يَجُودُها وقَد خَصَّنا بابنِ الأكارِمِ طالِبٍ يَذُبُّ العِدا عن أَرضِنا وَيَذُودُها أَيا هاشِمِيَّ الأَصلِ من خيرِ عِترَةٍ هُمُ الصِّيدُ ساداتُ الوَرى وَأُسُودُها رَمَى بِكَ سُلطانُ البَرايا مُهِمَّةً عَلَى غيرِكَ اشتَدَّت فَهَانَ شَدِيدُها وَما الأَكرَمُونَ استَكثَرُوهُ مِنَ العُلا قلِيلٌ إِذا يُنمى إليكُم وجُودُها ومَن ذا يُضاهِي عِترَةً هاشِمِيَّةً عَلِيٌّ وَسِبطاهُ الكِرامُ جُدُودُها ويا طالِبَ العَليا وَقد ظَفِرَت بِها يَدٌ مِنكَ صِدقاً وَعدُها وَوَعِيدُها رَجَوناكَ تَكسُو المُلكَ عِزّاً وَبَهجَةً ومِثلُكَ مَن يُرجى لِجُلّى يُفِيدُها فإِنَّ ضِعافَ الحلمِ حَطُّوا سَماءهُ عَلَى الأَرضِ حَتى نالَ مِنهُ قُرُودُها وَلَيسَ يَحُوطُ المُلكَ إِلأ مُسَوَّدٌ أَخُو عَزَماتٍ لَيسَ تَنبُو حُدودُها أَبِيٌّ فلم تَظفَر عِداهُ بِرِقَّةٍ ولا أَلزَمَتهُ خُطَّةً لا يُرِيدُها وهذِي بُيوتُ المَجدِ سَهلٌ بِناؤُها عَليكَ وَشُمُّ العِزِّ سَهل صُعُودُها وَإِن كانَ أَهلُ البيتِ ما شَيَّدُوا العُلا فَأَيُّ رِجالِ العالَمِينَ يَشِيدُها فَجَرِّد سُيوفَ البَأسِ واجعَل غِمادَها لِئاماً طَغَى مِن طُولِ أَمنٍ عَنِيدُها قَبائِلُ سُوءٍ بالإِهانَةِ عُوِّدُوا وَقَد طالَ عَن لُقيا الهَوانِ عُهُودُها وَغَرَّهُمُ الإِكرامُ مِنكَ وهكَذا يَجورُ بإِكرامِ الكِرامِ عَبيدُها وَظَنُّوا بأَنَّ المُلكَ لَيسَ لِرَعيِهِ أُسُودٌ ولا يَحوِي رِجالاً تَسُودُها فَهانَ مُوَلَّى الحُكمِ فيهِم وَقَدرُهُ وَلَم يَحتَرِمهُ وَغدُها وَرَشِيدُها وقادُوا إِليهِ كلَّ يَومٍ بَلِيَّةً قَوافِلَ تَسبيها وَقَتلَى تَقُودُها وَمِن عَسكَرِ السُلطانِ خَمسِينَ غادَروا عَلى وَهَدَاتِ الرَّملِ يَجرِي صَدِيدُها وما رَدَّهُم عَهدٌ وَثِيقٌ ولا يَدٌ عَلَيهِم مِنَ الإِنعامِ يُرجَى مَزِيدُها وقَد خَتمَ الإِحسانُ فيهِم لَوَ اَنَّهُ يَهُونُ بِهِ طُغيانُهُم وَجُحُودُها فَلا بُدَّ فيهِم مِن عَظِيمِ نِكايَةٍ تَذُوبُ احتِراقاً مِن لَظاها كُبُودُها سَحابَةِ جُندٍ صَبَّحَتهُم بِصيحَةٍ وَهُم وَبَنوها عادُها وَثَمُودُها ولا تَرضَ مِنهُم باليَسِير تَعَطُّفاً وَعَفواً فَإِنَّ العَفوَ مِمّا يَزيدُها وَأَجِّج بِهَذِي الدارِ ناراً عَظيمَةً مِن الحَربِ أَشلاءُ الأَعادِي وَقُودُها وَأَخِّر جَبَانَ القلبِ إِنَّ لِرَأيهِ مَناهِجَ سُوداً تُفسِدُ المُلكَ سُودُها وَجازِ جَميعَ الناسِ إِلا مُجَرِّباً لهُ هِمَّةٌ ما لانَ في الحَربِ عُودُها وَذا نَجدَةٍ آراؤُهُ وَحُسامُهُ سَواءٌ عَلى حَوضِ المَنايا وُرُودُها وَأَشرَفُ إرسالِ المُلوكِ إِلى العِدا خَمِيسٌ تَكَدَّى مِن مَجارِيهِ بِيدُها فإِن كُنتَ حَقّاً مُرسِلاً فكتائِباً يَرُوعُ الأَعادي بأسُها وحَديدُها وَخُذ ما بأَيديهِم وَأَجرِ دِماءَهُم فيا طالَما أَجرَى الدِّماءَ شَديدُها وَأَبقِ لَهم مِنهُم مَواعِظَ يَنتَهي بِها عَن فَسادٍ كَهلُها وَوَليدُها وَأَنتَ لكَ الرَّأيُ السَّديدُ وهِمَّةٌ مَوارِدُها تَأبَى عَلى مَن يُرِيدُها وَأَنتَ سَحابٌ مُمطِرٌ غيرَ أَنَّهُ غِياثٌ عَلى قَومٍ وَقَومٍ تُبيدُها لَنا مِنكَ كَفٌّ أَهلَكَت كُلَّ ظالِمٍ وَكَفٌّ يُداوِي مُشتَكِي الضُّرِّ جُودُها وَبِالحالِ هَذي الدارُ تَشكُوكَ ضَعفَها لَعلَّكَ بالرِّفقِ العَمِيمِ تَقُودُها فَعَطفاً عَلَيها يا ابنَ هاشِمٍ إنَّها لَها قَدَمٌ بالحقِّ قامَت شُهُودُها فَهُم لِرسُولِ اللَّهِ سارُوا مَحَبَّةً وَذَلِكَ قَبلَ العُربِ تَأتِي وُفُودُها فأكرَمَ مَثوَاهُم لَدَيهِ وَوافَقُوا بِطَيبَةَ أُولى جُمعَةٍ حانَ عِيدُها وَأَوَّلُ دارٍ بَعدَ طَيبَةَ شُيِّدَت مَنابِرُها فيها وَشاعَت حُدُودُها وَفيها هُداةٌ كلَّما حانَ لَيلُهُم تَقاسَمَهُ تَسبيحُها وَسُجُودُها وَمن عُلَماءِ الشَّرعِ فيها جَهابِذٌ تَصَدَّت لِطُلابِ العُلُومِ تُفِيدُها وَمُنذُ شُهُورٍ لازَمَتها حَوادِثٌ أَقَلُّ نَصِيبٍ من أَذاها يُبيدُها وَقَبلَ وُقُوعِ الحادِثاتِ فلَم تزَل قلِيلَةُ يُسرٍ وَالقَليلُ يُؤُودُها وَثَمَّ لَها شَكوى سِوى الضَّعفِ وَالعدا وَجَدوَاكَ بحرٌ لَم يَخِب مُستَزِيدُها وَإِنَّا لَنَرجُو أَن تكونَ لها أَباً وَيَعلُو بِمَسعاكَ الحَمِيدِ سُعُودُها وَذِي بِنتُ فِكرٍ أَورَدَتها مَحَبَّةٌ وَعَزَّ عَلى غَيرِ الكَريمِ وُرُودُها وَلَستُ كَمَن قالَ القَريضَ تَعَرُّضاً لدُنيا سَيَبلى جَدُّها وَجَدِيدُها وَلَكِنَّني أَهوى فَتىً دَأبُهُ العُلا وَأَنتَ الذي تَسعى لَها وَتَرُودُها |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» عبد العزيز بن صالح العلجي » ديار لوا نجد أتاها سعودها
دِيارُ لِوا نَجدٍ أَتاها سُعُودُها وعادَ لَها بالأَروَعِ الشَّهمِ عِيدُها هُمامٌ أَتى الأحساءَ وهيَ مَريضَةٌ يُظَنُّ بِها أَنَّ الشِّفا لا يَعُودُها فَعادَ شِفاها مُذ أَتاها وَأصبحَت مُنعَّمَةً يَربَدُّ غَيظاً حَسُودُها وَصارَت شَياطِينُ اللوَى مِن مَخافَةٍ أَجَلُّ مُناها أَن تُزادُ قُيُودُها فَنَشكُرُ بعدَ اللَّهِ قَرماً مُتَوَّجاً أَيادِيه بادٍ كلَّ يَومٍ جَديدُها إِمام الهُدى عبدَ الحَميدِ الَّذي بِهِ وَصَولَتِهِ الكُفَّارُ بادَت جُنُودُها خَليفَةَ دِينِ اللَّهِ أَيَّانَ يَمَّمَت عَساكِرُهُ باللَّهِ تَعلُو حُدُودُها إماماً يُوالِي أُمَّةً أَحمَدِيَّةً ظِلالاً تَقِيها أَو غِياثاً يَجُودُها وقَد خَصَّنا بابنِ الأكارِمِ طالِبٍ يَذُبُّ العِدا عن أَرضِنا وَيَذُودُها أَيا هاشِمِيَّ الأَصلِ من خيرِ عِترَةٍ هُمُ الصِّيدُ ساداتُ الوَرى وَأُسُودُها رَمَى بِكَ سُلطانُ البَرايا مُهِمَّةً عَلَى غيرِكَ اشتَدَّت فَهَانَ شَدِيدُها وَما الأَكرَمُونَ استَكثَرُوهُ مِنَ العُلا قلِيلٌ إِذا يُنمى إليكُم وجُودُها ومَن ذا يُضاهِي عِترَةً هاشِمِيَّةً عَلِيٌّ وَسِبطاهُ الكِرامُ جُدُودُها ويا طالِبَ العَليا وَقد ظَفِرَت بِها يَدٌ مِنكَ صِدقاً وَعدُها وَوَعِيدُها رَجَوناكَ تَكسُو المُلكَ عِزّاً وَبَهجَةً ومِثلُكَ مَن يُرجى لِجُلّى يُفِيدُها فإِنَّ ضِعافَ الحلمِ حَطُّوا سَماءهُ عَلَى الأَرضِ حَتى نالَ مِنهُ قُرُودُها وَلَيسَ يَحُوطُ المُلكَ إِلأ مُسَوَّدٌ أَخُو عَزَماتٍ لَيسَ تَنبُو حُدودُها أَبِيٌّ فلم تَظفَر عِداهُ بِرِقَّةٍ ولا أَلزَمَتهُ خُطَّةً لا يُرِيدُها وهذِي بُيوتُ المَجدِ سَهلٌ بِناؤُها عَليكَ وَشُمُّ العِزِّ سَهل صُعُودُها وَإِن كانَ أَهلُ البيتِ ما شَيَّدُوا العُلا فَأَيُّ رِجالِ العالَمِينَ يَشِيدُها فَجَرِّد سُيوفَ البَأسِ واجعَل غِمادَها لِئاماً طَغَى مِن طُولِ أَمنٍ عَنِيدُها قَبائِلُ سُوءٍ بالإِهانَةِ عُوِّدُوا وَقَد طالَ عَن لُقيا الهَوانِ عُهُودُها وَغَرَّهُمُ الإِكرامُ مِنكَ وهكَذا يَجورُ بإِكرامِ الكِرامِ عَبيدُها وَظَنُّوا بأَنَّ المُلكَ لَيسَ لِرَعيِهِ أُسُودٌ ولا يَحوِي رِجالاً تَسُودُها فَهانَ مُوَلَّى الحُكمِ فيهِم وَقَدرُهُ وَلَم يَحتَرِمهُ وَغدُها وَرَشِيدُها وقادُوا إِليهِ كلَّ يَومٍ بَلِيَّةً قَوافِلَ تَسبيها وَقَتلَى تَقُودُها وَمِن عَسكَرِ السُلطانِ خَمسِينَ غادَروا عَلى وَهَدَاتِ الرَّملِ يَجرِي صَدِيدُها وما رَدَّهُم عَهدٌ وَثِيقٌ ولا يَدٌ عَلَيهِم مِنَ الإِنعامِ يُرجَى مَزِيدُها وقَد خَتمَ الإِحسانُ فيهِم لَوَ اَنَّهُ يَهُونُ بِهِ طُغيانُهُم وَجُحُودُها فَلا بُدَّ فيهِم مِن عَظِيمِ نِكايَةٍ تَذُوبُ احتِراقاً مِن لَظاها كُبُودُها سَحابَةِ جُندٍ صَبَّحَتهُم بِصيحَةٍ وَهُم وَبَنوها عادُها وَثَمُودُها ولا تَرضَ مِنهُم باليَسِير تَعَطُّفاً وَعَفواً فَإِنَّ العَفوَ مِمّا يَزيدُها وَأَجِّج بِهَذِي الدارِ ناراً عَظيمَةً مِن الحَربِ أَشلاءُ الأَعادِي وَقُودُها وَأَخِّر جَبَانَ القلبِ إِنَّ لِرَأيهِ مَناهِجَ سُوداً تُفسِدُ المُلكَ سُودُها وَجازِ جَميعَ الناسِ إِلا مُجَرِّباً لهُ هِمَّةٌ ما لانَ في الحَربِ عُودُها وَذا نَجدَةٍ آراؤُهُ وَحُسامُهُ سَواءٌ عَلى حَوضِ المَنايا وُرُودُها وَأَشرَفُ إرسالِ المُلوكِ إِلى العِدا خَمِيسٌ تَكَدَّى مِن مَجارِيهِ بِيدُها فإِن كُنتَ حَقّاً مُرسِلاً فكتائِباً يَرُوعُ الأَعادي بأسُها وحَديدُها وَخُذ ما بأَيديهِم وَأَجرِ دِماءَهُم فيا طالَما أَجرَى الدِّماءَ شَديدُها وَأَبقِ لَهم مِنهُم مَواعِظَ يَنتَهي بِها عَن فَسادٍ كَهلُها وَوَليدُها وَأَنتَ لكَ الرَّأيُ السَّديدُ وهِمَّةٌ مَوارِدُها تَأبَى عَلى مَن يُرِيدُها وَأَنتَ سَحابٌ مُمطِرٌ غيرَ أَنَّهُ غِياثٌ عَلى قَومٍ وَقَومٍ تُبيدُها لَنا مِنكَ كَفٌّ أَهلَكَت كُلَّ ظالِمٍ وَكَفٌّ يُداوِي مُشتَكِي الضُّرِّ جُودُها وَبِالحالِ هَذي الدارُ تَشكُوكَ ضَعفَها لَعلَّكَ بالرِّفقِ العَمِيمِ تَقُودُها فَعَطفاً عَلَيها يا ابنَ هاشِمٍ إنَّها لَها قَدَمٌ بالحقِّ قامَت شُهُودُها فَهُم لِرسُولِ اللَّهِ سارُوا مَحَبَّةً وَذَلِكَ قَبلَ العُربِ تَأتِي وُفُودُها فأكرَمَ مَثوَاهُم لَدَيهِ وَوافَقُوا بِطَيبَةَ أُولى جُمعَةٍ حانَ عِيدُها وَأَوَّلُ دارٍ بَعدَ طَيبَةَ شُيِّدَت مَنابِرُها فيها وَشاعَت حُدُودُها وَفيها هُداةٌ كلَّما حانَ لَيلُهُم تَقاسَمَهُ تَسبيحُها وَسُجُودُها وَمن عُلَماءِ الشَّرعِ فيها جَهابِذٌ تَصَدَّت لِطُلابِ العُلُومِ تُفِيدُها وَمُنذُ شُهُورٍ لازَمَتها حَوادِثٌ أَقَلُّ نَصِيبٍ من أَذاها يُبيدُها وَقَبلَ وُقُوعِ الحادِثاتِ فلَم تزَل قلِيلَةُ يُسرٍ وَالقَليلُ يُؤُودُها وَثَمَّ لَها شَكوى سِوى الضَّعفِ وَالعدا وَجَدوَاكَ بحرٌ لَم يَخِب مُستَزِيدُها وَإِنَّا لَنَرجُو أَن تكونَ لها أَباً وَيَعلُو بِمَسعاكَ الحَمِيدِ سُعُودُها وَذِي بِنتُ فِكرٍ أَورَدَتها مَحَبَّةٌ وَعَزَّ عَلى غَيرِ الكَريمِ وُرُودُها وَلَستُ كَمَن قالَ القَريضَ تَعَرُّضاً لدُنيا سَيَبلى جَدُّها وَجَدِيدُها وَلَكِنَّني أَهوى فَتىً دَأبُهُ العُلا وَأَنتَ الذي تَسعى لَها وَتَرُودُها |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» عبد العزيز بن صالح العلجي » لقد طال لبثي بالحمى لم أكلم
لَقد طالَ لُبثِي بالحِمى لم أُكَلّمِ وَعِيلَ اصطِبارِي في الهَوى وَتَكَتُّمِي وفي ذلكَ المَغنى فتاةٌ كريمَةٌ إِلى خَيرِ أَصلٍ في العَشِيرَةِ تَنتَمي هِيَ الشَّمسُ في نُورٍ وَرِفعَةِ مَنصبٍ وَتَفقِدُ مِنها الشَّمسُ حُسنَ التَبَسُّمِ وَتَسقِي بِعَينَيها وَرِقَّةِ لَفظِها عَتيقَةَ خَمرٍ لا تُدارُ عَلى فَمِ وَتِلكَ الَّتي لا تُمسِكُ العَينُ دَمعَها عَلى فائِتٍ مِن عَهدِها المُتَقَدِّمِ وَقد طالَما أَرجُو الليالي تَرُدُّ لِي مَعاهِدَ أُنسٍ طالَ مِنها تَنَعُّمِي أَأَشكُو الليالي أَم نِكايَةَ قَومِنا فَليسَ أذاها مِن أَذاهُم بأعظَمِ ولمّا رَأَينا قومَنا وَسُراتنا سِراعاً إِلى غِرّاتِنا بالتَهَجُّمِ وَأَيقَنَ أَصحابِي بِأَنَّ مُقامَنا عَلى مِثلِ هَذا مَحضُ عَجزٍ مُوَهَّمِ وَبالبَصرَةِ الفَيحاءِ قَومٌ نَعُدُّهُم لَنا مَعقِلاً نأوِي إِلَيهِ وَنَحتَمِي رَحَلنا عَلى مُستَحسَنَاتٍ سَوابِقٍ مَطايا وَأَلواحِ السّفينِ المُنَظَّمِ فَجِئنا إِلى أَكنافِ قَومٍ أَعِزَّةٍ مَتى جاءَ نادِيهِم أَخُو البُؤسِ يَنعَمِ فَرُوعُ الهُداةِ الغُرِّ مِن آل هاشمٍ فهل مِثلُ هذا الأَصلِ أَصلٌ لِمنتَمي بِهِم يَستَقِرُّ المُلكُ إن خَفَّ عَرشُهُ فأَعظِم بِهِم لِلمُلكِ طَوداً وَأَكرِمِ وَهُم لِفُرُوعِ المجدِ أَصلٌ مُؤَثَّلٌ وَإِنعامُهُم جَارٍ عَلى كُلِّ مُنعِمِ أَتيناهُمُ كَي نَستَجِيرَ وَنَحتَمِي لِوَقعٍ عَظيمٍ هائِلِ الخَطبِ مُؤلِمِ فقابَلَنا مِنهُم بَشيرٌ وَنَجدَةٌ هُمامٌ أَبى في المَجدِ غيرَ التَقَدُّمِ تَصاغَرَ ما جِئنا لَهُ وهوَ لَم يَكُن صَغِيراً لدى غيرِ الهُمامِ المُفَخَّمِ وَلِم لا يُهِينَنَّ العَظائِمَ سَيِّدٌ كرِيمٌ نماهُ أَكرَمٌ بَعدَ أَكرَمِ أَخُو هِمَّةٍ تَأبى الفَواضِلَ مَغنَماً وَلكن تَرى العَلياءَ أَكبَرَ مَغنَمِ يكادُ يَذُوبُ الخَصمُ مِن هَيبَةٍ لَهُ إِذا ما جَلا مِن غَيرَةٍ عَينَ أَرقَمِ وَيَذهَبُ هَمُّ الوَفدِ مِن نُورِ وَجهِهِ لِما راقَ فيهِ مِن حَياً وَتَكَرُّمِ أَقَرَّ الأَعادِي بَعدَ جَهدٍ بِأَنَّهُ فَريدٌ فَعَضُّوا أصبعَ المُتَنَدِّمِ بآرائِهِ تَلقى الأُمُورُ نَجاحَها ويَبشِرُ وَجهُ المُلكِ بَعدَ التَجَهُّمِ وَمُذ شَكَتِ الأَحساءُ عِندَ إِمامها وكانَ لَهُ عَطفٌ عَلى كُلِّ مُسلِمِ خليفَةُ دِينِ اللَّهِ فِينا وَظِلُّهُ عَلَى مُنجِدٍ في أَيِّ أَرضٍ وَمُتهِمِ تَدارَكَها مِنهُ بِأَشهَمَ باسِلٍ هُمامٍ لأَخطارِ العُلا ذِي تَجَشُّمِ فأَصبَحَ وادِيها خَصِيباً وَوَجهُها صَبيحاً وَمَن فيها بِبالٍ مُنَعَّمِ أَيا طالِبَ الفَضلِ الَّذي كُنتَ نِلتَهُ بِسَعي أَغَرٍّ لَم يَكُن بِمُذَمَّمِ هَنيئاً لَكَ القَدرُ الجَليلُ لأَنَّهُ أَتى عَن أَميرِ المُؤمِنينَ بأنعُمِ رضاهُ وَأَعطاهُ السِيادَةَ أَهلها وَإِن لم يُقَدِّم غيرَ قَرمٍ مُقَدَّمِ فَإِن يُعطِكِ السُلطانُ رُتبَةَ سَيِّدٍ تَدُوسُ عَلى هامِ الثُّرَيّا بِمَنسِمِ فلم يُعطِها إِلا حقيقاً مُسَوَّداً بفِعلٍ كريمٍ أَو بِجَدٍّ مُكَرَّمِ فكم لَكَ مِن جَدٍّ كَريمٍ وَمِن أَبٍ تَمَنَّى البرايا مَسَّ نَعلَيهِ بِالفَمِ أَقَرَّ البَرايا أَنَّ إِدراكَ فَضلِكُم مُحَالٌ فلم يَخطُر وَلَو بِالتَوَهُّمِ وَمَن ذا يُساوي أَهلَ بَيتِ نُبُوَّةٍ شَهِدنا ثَناهُم بِالكِتابِ المُعَظَّمِ وَلِي فِيكَ حُبٌّ صادِقٌ لَستُ أَبتَغِي عليهِ جَزاءً غيرَ قُربِكَ فاعلَمِ وَفِيمَن سِواكُم لا أُحَبِّرُ مِدحَةً أَبَت ذاكَ آبائِي وَيَأبَى تَكَرُّمِي وَفِيكُم إِذا أَنشَدتُ شَرَّفتُ مَنطِقي وَشَرَّفتُ أَقلامِي وَكَفِّي وَمِعصَمِي |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» عبد العزيز بن صالح العلجي » ما للمحب على الصدود قرار
ما لِلمُحِبِّ عَلى الصُّدُودِ قَرَارُ فهَلِ الأَحِبَّةُ آذَنُوا فَيُزَارُوا ما بالهُم جَهِلُوا عُهُوداً بالحِمى شَهِدَت بِها مِن بَعدِنا الآثارُ رَعياً لِناسٍ بعدَ عِلمٍ أَنكَرُوا عَهدِي وَلمّا يَحسُنِ الإِنكارُ هُم وَجَّهُوا قَلبِي إِلى سُبُلِ الهَوى حتَّى استَقامَ عَلى الطَّريقِ وَجارُوا آهاً لأَيّامٍ مَضَت لي عِندَهُم في القَلبِ مِن وَجدٍ بِها إِعصَارُ أَيّامَ يَظهَرُ لي مَلِيحٌ أَحوَر الصُّبحُ مِن طَلَعاتِهِ إِسفارُ مُستَطرِقٌ ما عِيبَ إِلا أَنَّهُ بِطِباعِهِ عَن عاشِقيهِ نِفَارُ غَنِجُ الدَّلالِ كأنَّ في أَجفانِهِ خَمراً عَلى شَبحِ القُلُوبِ تُدارُ يا لَيتَ شِعرِي هَل لِعَودِ وِصالِهِ سبَبٌ وَتَجمَعُ بَينَنا الأَقدارُ أَتُراهُ ما نَسِيَ العُهودَ وَإِنَّما أَلهَاهُ عَن آرابِهِ الأَغيارُ وَالدَّهرُ قد يُثنِي الفَتَى عَن عَزمِهِ وَتَجيشُ في كَرّاتِهِ الأَكدارُ أَشكُو مُصارَمَة الزَّمانِ وَما رَمى بِيَدِ الحَوادِثِ جَيشُهُ الجَرّارُ كَشِكايَةِ الأحساءِ عِندَ مُسَوَّدٍ جَمعُ العَظائِم في يَدَيهِ صِغارُ قَرمٌ إِذا ما حَلَّ داراً حَلَّها ال إِقبالُ وَالإِعظامُ وَالإيسارُ جَمَعَ السَّعادَةَ وَالمَهابَةَ وَالبَها جُنداً فهُنَّ لِجُندِهِ أَنصارُ مِن آلِ هاشِمٍ الذينَ تَمَوَّلُوا ال كَرَمَ الأَصِيلَ وَلِلكِرامِ أَعارُوا البَأسُ فيهم وَالنَّدَى فَعِقابُهُم تَلَفٌ وَنائِلُ جُودِهِم مِدرَارُ يَتَجَمَّلُ الملكُ الخِضَمُّ بفضلِهِم وَبِذكرِهِم تَتَجَمَّلُ الأَخبارُ وَإِذا عَرَى عَرشُ المَمالِكِ خِفةً فَلَهُ ثَباتٌ مِنهُمُ وَقَرارُ أَمِنَت بِهِ نَجدٌ وكانَت قَبلَهُ رَوعَاءَ مِلءُ أَدِيمِها أَخطارُ نَجمٌ تَجَلّى في مَطالِعِ سَعدِهِ مِن خَلفِهِ وَأَمامِهِ الأَنوَارُ رَجَمَ الإِمامُ بِهِ شَياطِينَ الوَرى فَالكلُّ مِنهُ لِوَجهِهِ خُرّارُ يا ابنَ النَّجابَةِ وَالنَّقابَةِ إِنَّما أَنتُم نُجُومُ الأَرضِ وَالأَقمارُ فإِذا العُصَاةُ تَعَصَّبَت وَتَمَرَّدَت فَلَها نَكالٌ مِنكُمُ وَدَمارُ يا ابنَ الأَكارِمِ قَد مَلَكتَ رِقابَنا وَبِمِثلِ سَعيكَ تُملَكُ الأَحرارُ فَعَلامَ تَترُكُها وَأَنتَ أَمِيرُها مَن لا يُبالِي إِن عَرَاهُ العارُ قَد عادَ لِلأَحساءِ داءٌ مُعضِلٌ حارَت بِهِ الآراءُ والأَنظارُ وَبَغَى عَلَيها مِن وُلاةِ أُمُورِها مَن لا يُبالِي إِن عَرَاهُ العارُ كُنَّا نَخافُ مِنَ البُغاةِ خَرابَها وَالآنَ قادَ خَرابَها العُمّارُ في كلِّ يَومٍ لِلنِّكايَةِ وَالأَذَى يَبدُو بِها مِن حالِهِم أَطوَارُ حُكَّامُها رَجُلانِ إِمَّا مُسلِمٌ وَاهٍ وَإِمَّا مُسرِفٌ جَبّارُ إِن دامَ هَذا فَالحِساءُ مَصِيرُها خَبَرٌ تَقُومُ بِنَقلِهِ السُّمارُ يا سَيِّداً تَشقَى العِداةُ بِخَوفِها مِنهُ وَيَسعَدُ في حِماهُ الجارُ يا نِعمَةَ السُّلطانِ أَنتَ عَلى الوَرى تَحيَى بِسَعيِكَ أَنفُسٌ وَدِيارُ حاشاكَ أَن تَرضَى عَلَى بَلَدٍ لَها نَظَرٌ عَلى حُسناكَ وَاستِبشارُ وَإِذا دَهَتها الحادِثاتُ فَما لَها إِلا إِلَيكَ تَلَفُّتٌ وَقَرارُ وَالحُبُّ أَكسَبَها لِفَضلِكَ نِسبَةً فَلَها بِذاكَ تَشَرُّفٌ وَفَخارُ أَوَ ما علِمتَ بأنَّ مُعظَمَ أَهلِها لمّا أَذاعَت سيرَكَ الأخبارُ ما بينَ كاظِمِ غيظِهِ مُتَقَطِّعٍ أَسَفاً وَحُرٍّ دَمعُهُ مِدرارُ فاغضَب لَهَا يا ابنَ الأَكارِمِ غَضبَةً تَنأى بِها عن سُوحِها الأَكدارُ إِن لَم تَكُن لِمقامِها ذا غَيرَةٍ تَحمي حِماها مِن أَذى وَتَغارُ فَمنِ الَّذي يُرجَى لِدَفعِ كُرُوبِها عَنها وَأَنتَ السَّيِّدُ الأَمّارُ هُم أَرسَلُوني شافِعاً وَمُقدِّماً جاهِي وَأَنتَ المَقصِدُ المُختارُ إِذ كُنتَ أَنتَ أَخا النَّجابَةِ وَالعُلا وَسِواكَ فيهِ عَنِ العُلا إِقصَارُ وَلَقَد أَتيتُكَ وافِداً بِنَجِيبَةٍ شُهَداؤُها بِوِدَادِكُم أَبرَارُ حَسناءُ لا تَبغِي سِواكَ مِنَ الوَرى وَلَها النَزاهَةُ وَالعَفافُ شِعارُ وَمُرادُها الأَسنَى قَبُولُكَ وَالرِّضا فَإِذا رَضِيتَ انقادَتِ الأَوطارُ |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» عبد العزيز بن صالح العلجي » أبى الهم إلا أن يكون معي معي
أَبى الهَمُّ إِلا أَن يَكُونَ مَعِي مَعِي وَيَبقَى سَميري فِي مَسِيري وَمَضجَعِي وَإِنِّي لأَرضى الهَمَّ إِذ كانَ داعِياً إِلَى سَعيِ مَرضِيِّ الفِعالِ سَمَيدَعِي وكم هِمَّةٍ لَو تَحمِلُ الشُّمُّ بَعضَها لَعادَت بِحالِ الخاشِعِ المُتَصَدِّعِ أَو البَحرُ تَيّاراً لعَادَت سَفِينُهُ رَواكِدَ فِي وَجهٍ مِنَ الأَرضِ بَلقَعِ تَحَمَّلتُها حَتّى لَوِ اسطَعتُ كَتمَها عَنِ القَلبِ لَم يَشعُر بِها بَينَ أَضلُعِي نَزاهَةُ أَخلاقٍ وَغَيرَةُ ماجِدٍ عَلى السِّرِّ أَن يُبدى إِلَى غَيرِ أَلمَعِي يَقُولُونَ أَوحَشتَ البلادَ وَأَهلَها وَرَوَّعتَها بالبَينِ كُلَّ مُرَوَّعِ وَلَو عَلِمُوا مَن ذا تُشَدُّ لِقَصدِهِ مَطايايَ قالُوا قَد أَصَبتَ فأَسرعِ أَلَيسَ إِلَى خَيرِ المُلوكِ وَفَخرِهِم وَمُحِيي لنا شخص النَدى بَعدَ ما نُعِي إِلى مَلِكٍ يُنمَى لآلِ خَلِيفَةٍ سُراةٌ لَهُم فِي المَجدِ أَشرَفُ مَوضِعِ تُراثُهُمُ الفِعلُ الجَميلُ وَهِمَّةٌ يَذِلُّ وَيَخزَى عِندَها كُلُّ مُدَّعِ أُسُودٌ إِذا خاضُوا الغِمَارَ وَإِنَّهُم بدُورٌ إِذا حَلُّوا الصُّدُورَ بِمَجمَعِ إِذا الناسُ باعُوا واشتَروا في حُطامِهِم عَلوا فاشتَروا حمداً عَلى كُلِّ مَسمَعِ وَإِن غَيرُهُمُ باهَى بِكُلِّ سَفاهةٍ وَسابَقَ في مَيدانِها غَيرُ مُقلِعِ تَباهَوا بِأَحلامٍ ثِقَالٍ وسابَقُوا إِلَى أَدَبٍ كالعَنبَرِ المُتَضَوِّعِ بِآدابِهِم يَرتَاضُ كُلُّ مُهَذَّبٍ وَعِندَ نَداهُم يَنتَهِي كُلُّ مَطمَعِ وَلا سِيَّما عِيسَى الهُمامُ الَّذي بِهِ أَوَالٌ تَناهَت فِي العُلا وَالتَّرَفُّعِ تَطاوَلَتِ الشِّعرَى عُلُوّاً وَرِفعَةً وَباهَت بِهِ فَخراً عَلَى كُلِّ مَوضِعِ هُوَ الجَبَلُ الرَّاسِي وَقاراً وَهَيبَةً وَحَزماً وَعَزماً مَع سِياسَةِ أَلمَعِي تُذَكِّرُنا أَوصافُهُ حِلمَ أَحنَفٍ وَبأسَ كُلَيبٍ فِي جَلالَةِ تُبَّعِ بَنُوهُ لَدَيهِ كَالبُدُورِ كَوامِلاً مَتى تَرَهُم عَينٌ تَذِلّ وَتَخشَعِ أَقُولُ وَقَد مَتَّعتُ قَلبِي بِذِكرِهِم يُنازِعُ هَمِّي هِمَّتِي وَتَمَنُّعِي متَى لثَمَت أَقدامُنا تُربَ دارِهِم أَيا هِمَّتي زِيدِي وَيا هَمُّ أَقلعِ أَبَا حَمَدٍ أَلقَى بِنَا الشَّوقُ إِنَّنا رَأَينَاكَ فَرداً فِي الفَضائِلِ أَجمَعِ أَبا حَمَدٍ لَولاكَ لَم يَبقَ مُرشِدٌ إِلَى شِيَمِ السَّادَاتِ مِن كُلِّ أَروَعِ رَأَيناكَ حُرّاً هامِعَ الجُودِ كلِّهِ وَحُبُّ الجَوادِ الشَّهمِ شِيمَةُ مَن يَعِي |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» عبد العزيز بن صالح العلجي » ثناء عظيم في علاك قليل
ثَناءٌ عَظيمٌ في عُلاكَ قلِيلُ لأَنَّكَ فَردٌ ما لَدَيكَ مَثيلُ أَيا مَلِكاً أَحيَت مَعالِيهِ سالِفاً مِن المَجدِ حَتّى عادَ وَهوَ يَقُولُ رجعتُ بِعبدِ اللَّه فيكُم لأنَّهُ قَؤولٌ لِما قالَ الكِرامُ فَعولُ فَتى جَلَوِيٍّ عابد اللَّهِ ذا العُلا لِذكراكَ شأنٌ في الأَنامِ جَليلُ مَعالِيكَ أَمثالُ النُّجومِ سَوابقٌ لَها غُرَرٌ مهما بدَت وَحُجُولُ أَجَلُّ رِجالِ الصِيدِ مَجداً وَعِفَّةً وَأَصدَقُهُم لِلقَولِ حينَ يَقُولُ وَأَقواهُمُ صَبراً عَلَى كلِّ حادِثٍ ولِلشَرِّ عِندَ النائِباتِ حَمُولُ فعدلُكَ عدلٌ قامَ في أَوجُهِ الوَرى يَخِرُّ لهُ الجَبّارُ وهوَ ضَئيلُ لكَ المجلِسُ العالِي وَقاراً وَهيبَةً تباعَدَ عَنهُ هُجنَةٌ وفضُولُ رَعَى اللَّه لِلأَوصافِ مِنكَ فَإِنَّها تَرُدُّ حَسُودَ الطَّرفِ وَهوَ كَليلُ شَكَرناكَ إِذ طَهَّرتَ بلدَتَكَ الَّتي لَهَا مِنكَ ظِلٌّ بِالأَمانِ ظَليلُ نَفَيتَ ذَوِي الإِلحادِ مِنها فأَفصَحَت بِشُكرك مَنزُولٌ بِها وَنَزيلُ فَلا زِلتَ لِلدِّينِ الحنيفِيِّ ناصِراً تَقُومُ عَلَى أَعدائِهِ وَتَصُولُ لَنا كُلَّ يَومٍ مِن مَعاليكَ مَطلَعٌ يَسِيرُ كَسَيرِ الشَّمسِ وَهوَ جَليلُ شَكرنا إِمامَ المُسلِمينَ فإِنَّهُ بَصِيرٌ إِذا اختَارَ الرِّجالَ دَليلُ أَقامَكَ حِفظاً لِلبِلادِ وَأَهلِها فآمَنَ مِنها خائِفٌ وَسَبيلُ |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» عبد العزيز بن صالح العلجي » دعوا سالفا من ذكر ليلى ومن هند
دَعُوا سالِفاً من ذِكرِ لَيلَى وَمِن هِندِ وَذِكرى أَحاديثِ الرُّصافَةِ والرَّندِ وَلَكن تَعالَوا عَطِّرُوا مَجلِسَ الهَنا بِعَودِ أَبِ الأَحساءِ أَعنِي أَبا الحَمدِ فَتىً جَلَويٍّ مَن نُقَرِّعُ باسمِهِ قلُوبَ الأَعادِي مِثلَ قارِعَةِ السَّدِّ فَهَيبَتُهُ العُظمَى هَدَت كلَّ ظَالِمٍ فَداعِي أَذاهُ لا يُعيدُ وَلا يُبدِي وَأَظهَرَ عَدلاً في الأَنامِ كأنَّهُ جِبالٌ أَحاطَت كلَّ مُستَضعَفِ الجُهدِ فَتىً هَمُّهُ نَصرُ الشَّريعَةِ وَالهُدى وَحِفظُ حُدودِ اللَّهِ في القُربِ وَالبُعدِ وَكانَت حُدودُ اللَّهِ قَبلُ مُضاعَةً كَأن لَم يَكُن لِلَّه في الشَّرعِ مِن حَدِّ كأنَّ كِتابَ اللَّهِ لا يَدرُسُونَهُ وما كانَ فيهِ مِن وَعيدٍ وَمِن وَعدِ فمُذ قامَ عَبدُ اللَّهِ لِلَّهِ ناهِضاً بِنَهضَةِ ضِرغامٍ عَظيمٍ مِنَ الأُسدِ أَعادَ حُدودَ اللَّهِ في أُفُقِ العُلا تُضِيءُ نُجُومُ الأُفقِ عَنها وَتَستَهدِي وَمَدَّت هناكَ الصَّالِحُونَ أَكُفَّهُم دعاءً لِهَذا السَّيِّدِ المَاجِدِ الفَردِ وَوَلَّت جنُودُ الفِسقِ عَنّا ضَئِيلةً أَذَلَّ وَأَخزَى في الأَنامِ مِنَ القِردِ إِذا فَاسِقٌ أَغوَاهُ مِن نَفسِهِ الهَوى تَغَشَّاهُ خَوفٌ مِنهُ يُثنِيهِ لِلرُّشدِ فيا ماجِداً مُذ غابَ عَنَّا لَطِيفُهُ فَهَامَت بِهِ الأَحساءُ وَجداً عَلَى وَجدِ طَلَعتَ عَلَيها طلعَةَ الشَّمسِ لِلوَرى فظَلَّت تُغَنِّي فيكَ بِالشُّكرِ وَالحَمدِ عَلَى أَنَّ فَرعاً مِنكَ فينا أَقَمتَهُ فأَعظِم بهِ من ماجِدٍ مُشرِقِ السَّعدِ شَأى شأوَكَ العالِي بحُسنِ سِياسَةٍ وَعَزمٍ مُلُوكِيٍّ وَهَيبَةِ ذِي مَجدِ سُعُودٌ أَدامَ اللَّه طالِعَ سَعدِهِ وَصَيَّرَهُ ما عاشَ يَجرِي عَلى رُشدِ وَلا عَجَبٌ إِذ نالَ ما نالَ مِن عُلاً فَقَد كانَ يَسعَى في مَساعِيكَ لِلمَجدِ فَيا ضَيغَماً بَل يا شِهاباً إِذا اِنجَلَى تَنَحَّت شَياطِينُ الضَّلالِ عَلَى كَدِّ أَلا إِنَّ لِلشَيطانِ جُنداً مِنَ الوَرى فحافِظ عَلى التَمزيقِ في ذَلِكَ الجُندِ وَناصِرُ دِينِ اللَّهِ يُولِيهِ رَبُّهُ فُتُوحاً وَنَصراً جاءَ عَن أَصدَقِ الوَعدِ وَناصِرُ دينِ اللَّهِ يَحيى مُبَشَّراً لَهُ العِزُّ في الدُّنيا وفِي جَنَّةِ الخُلدِ وَنَحنُ بِحَمدِ اللَّهِ عِندَكَ لم نَزَل نُسَرُّ بِعَزمٍ مِنكَ ماضٍ وَلا يُكدِي وَنَشكُرُ إِحسانَ الإِمامِ بِفَضلِهِ فَوَلَّى عَلَينا سَيِّداً عالِيَ الجَدِّ وَقُورٌ عَلَى الشِّدّاتِ أَمضَى عَزائِماً إِلَى حَلَبات المَجدِ مِن مُرهَفِ الحَدِّ وَكَم للإِمامِ مِن أَيادٍ عَظيمَةٍ إِذا قُوبِلَت بالعَدِّ جَلَّت عَن العَدِّ وَأَنتُم بحَمدِ اللَّهِ بَيتٌ مَعَظَّمٌ فَضائِلُكُم فِي المَجدِ سابِقَةُ العَهدِ وَأَقوى مُلُوكِ الأَرضِ في نُصرَةِ الهُدى وَفِي الأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَالحِفظِ لِلحَدِّ وَأَعظَمُهُم حِلماً وَعَفواً وَهِمَّةً وَأَخلاقُ أَملاكٍ أَلَذُّ مِنَ الشّهدِ |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» عبد العزيز بن صالح العلجي » زيادة مجد كل يوم لكم تجري
زِيادَةُ مَجدٍ كُلَّ يَومٍ لَكُم تَجرِي وَنَحنُ لَكُم نَزدادُ شُكراً عَلَى شُكرِ أَخا المَجدِ عبدَ اللَّه لا زالَ حافِظاً شَرِيعَةَ رَبِّ الناسِ بِالنَّهيِ والأَمرِ تَذُبُّ بِبَأسٍ مِنكَ عَنها مُسَوِّراً حِماها بنَفي الخاطِئِينَ وبِالأطرِ فَتَى جَلَوىٍّ حُبُّنا فيكَ صادِقٌ لأنَّكَ فِي أُفقِ المَمالِكِ كالبَدرِ فَنَسأَلُ رَبَّ الناسِ طُولَ حَياتِكُم وَتأييدَكُم بالعِزِّ وَالحِفظِ والنَّصرِ سَبَقتَ مُلُوكَ الأَرضِ حِفظاً لِبَلدَةٍ لَها بِكَ فَخرٌ باهِرٌ أَيَّما فَخرِ شَكَرنا إِمامَ المُسلِمينَ لأنَّهُ أَقامَكَ فيها وَهوَ عن فضلِهِم يَدرِي دَرَى أنَّكَ الفَردُ الَّذي لَيسَ مِثلَهُ مُهابٌ جَليلاً في المَهابَةِ وَالقَدرِ قَوِيماً عَلَى حِفظِ المَمالِكِ قائِماً مَقامَ زِيادٍ في السِّياسَةِ أَو عَمرِو |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» عبد العزيز بن صالح العلجي » ليهن بني الإسلام فجر من الهدى
لِيَهن بَنِي الإِسلامِ فَجرٌ مِنَ الهُدى مَحا نُورُهُ لَيلَ المَكارِهِ مُذ بَدا وَيَهنِيهُمُ حِفظُ الثُغورِ وَطيبَةٍ وَأُمِّ القُرى لا عانَقَتها يَدُ الرَّدى بعَزمِ إِمامٍ ثَبَّتَ اللَّه أمرَهُ وَأَورَثَهُ حِلماً وَرَأياً مُسَدَّدا وَقَلَّدَهُ المَولى رِعايَةَ خَلقِهِ فَأَعطاهُ عِلماً كافِياً ما تَقَلَّدا فَكانَت مُلُوكُ الأَرضِ شاهِدَةً لهُ بأَن كانَ في فَنِّ السِّياسَةِ أَوحَدا إِذا رَاعَتِ الأَعداءَ هَيبَةُ جُندِهِ عَلاهُم بِرَأيٍ كانَ أَمضَى وَأَجوَدا يكادُ لِحُسنِ الرَّأيِ يُدرِكُ يَومَهُ بِظَنٍّ صدُوقٍ مُنتَهى أَمرِهِ غَدا حكيمٌ بِأطرافِ الأمورِ إِذا التَوَت يَفُكُّ بِحلمٍ ما التَوَى وَتَعَقَّدا فأَعداهُمُ طاشَت وَحارَت عُقُولُهُم فكُلُّ جِهاتٍ مِنهُ تُهدِي لَها الرَّدى عَلَى أَنَّهُ أَحلَى المُلُوكِ لَطافَةً وَأَحسَنُهُم بِشراً وَأَجزَلُهُم نَدى وَأَوصَلُهُم رَحماً وَأَشرَفُهُم سَناً وَأَوسَعُهُم عَفواً وَأَقدَرُهُم يَدا وَأَعظَمُهُم عِندَ الحِفاظِ حَفِيظَةً وَأَكثَرُهُم عِندَ الإِلهِ تَعَبُّدا وَأَنصَرُهُم لِلشَّرعِ مِن غَيرِ مِريَةٍ وَأَقوَمُهُم سَيراً عَلَى سُنَنِ الهُدى وَأَعلاهُمُ هَمّاً وَقَدراً وَهَيبةً وَأَقوَاهُمُ دَفعاً لِقارِعَةِ العِدا مآثِرُ عن آبائِهِ الصيِّدِ نالَها وقَد زادَهُ الرَّحمنُ فَضلاً وَسُؤدَدا بهِ حَرَسَ اللَّه الجَزِيرَةَ فاغتَدَت أَعَزَّ عَلَى الأَعداءِ نَيلاً وَأَبعدا وَكانَت يَدُ الإِفرنجِ مَدَّت لأَهلِها مِنَ البَغيِ كَيداً يُشبِهُ اللَّيلَ أَسوَدا فأَشرَقَ كالبَدرِ المُنيرِ بأُفقِهِ فأَصبَحَ ليلُ البَغيِ عنها مُشَرَّدا فقُل لبَنِي الإِسلامِ يَهنِيكُمُ بِهِ مَساعِي إِمامٍ أَثبَتَت فوقكُم يَدا فأَدُّوا لَهُ شُكراً وَقُومُوا بِنَصرِهِ بكُلِّ سَبيلٍ وَارتَضُوه المُقَلَّدا وَقُولُوا لَهُ أَنتَ المُسَوَّدُ وَالَّذي يكُونُ لَهُ التَّقديمُ وَصفاً مُخَلَّدا وَقولُوا لِعُبّادِ الصَّليبِ تَقَهقَرُوا وَكُفُّوا عَنِ الإِسلامِ كَفّاً مُؤَبَّدا فَذِي أُمَّةٌ رَبُّ البَرِيَّةِ لَم يَزَل يُقيمُ لها مِنها إِماماً مُجَدِّدا وَلَيسَت خُرافاتُ التَّمَدُّنِ بينَكُم خَدَعتُم بِهَا الحَمقى غَبِيّاً وَأَنكَدا وَلَكِنَّها آياتُ حَقٍّ بِأَمرِها نُعِيدُ عَلَيكُم بأسَ قَتلٍ مُجَدَّدا بأَيدي كِرامٍ مُخلِصينَ لِرَبِّهم يَبيعُونَ دُنياهُم بأَعلَى وَأَبعَدا وَأَنتُم عَلِمتُم ما لكُم في مِثالِنا مُصابَرَةٌ إِذ يُجعَلُ الشَّرعُ مَقصِدا وَأُنهِي سَلاماً للأمامِ مُبَتَّلا أَلَذَّ مِنَ الشّهدِ الصَّريحِ وَأَجوَدا نُهَنِّيكَ شُكراً بَل نُهَنِّي نُفُوسَنا بِحِفظِ بِلادِ اللَّهِ مُستَنزِلِ الهُدى وَعَالَجتَها عَن حِكمَةٍ وَسِياسَةٍ فَنَحَّيتَ عَنَها داءَها المُتَجَسِّدا فلا زِلتَ تُهدِي كُلَّ يَومٍ مُؤَثِّراً وَدَولَتُكَ العُظمى تَزِيدُ عَلَى المَدى فيَا أَيُّها الشَّهمُ الكَريمُ تَعَطُّفاً عَلَى أَهلِ بَيتِ اللَّهِ شُكراً لِمَن هَدى كَذَلِكَ سُكَّانُ المَدِينَةِ إِنَّهُم لَهُم حَرَمٌ يَرعَاهُ كلُّ مَن اهتَدى تَعَهَّد بإِحسانٍ فَقِيراً وَعالِماً فأَكرَمُ جَذبِ الناسِ ما كانَ عَن نَدى وَإِنَّا لَكُم دَاعُونَ بالغَيبِ خِفيَةً مَحَبَّةَ دِينٍ لا لِنَحظَى وَنُحسَدا وَنَهوى بأَنَّ الأَرضَ تُعطِيكَ حُكمَها وَيُجمَعُ شَملُ المُسلِمين كَما بَدا وَإِنَّكَ ذُو عَطفٍ عَلَيهِم وَرَأفَةٍ تُرَبِّيهِمُ بالبَأسِ وَالعَطفِ والنَّدى وَتَهجُرُ غَمضَ النَّومِ والناسُ نُوَّمٌ لِتَدفَعَ عَنهُم وارِدَ الخَوفِ وَالرَّدى وَتَأبى لَذيذاً مِن طَعامٍ وَمَشرَبٍ لِتَضرِبَ بالغاراتِ في أَوجُهِ العِدا حَبيبيَ هَل أَبقَيتَ لِلنَّاسِ مَشغَلاً سِوى دَعَواتٍ قائِمينَ وَسُجَّدا وَإِنَّكَ قَد وُلِّيتَ فِينا مُوَفَّقاً مُهاباً جَليلاً ذا وَقارٍ مُسَدَّدا فتىً عَمَّ كلَّ النَّاسِ إِنصافُهُ بِهِم فَما أَحَدٌ إِلا عَنِ البَغيِ أَخلَدا فَأَدناهُمُ أَعلاهُمُ عِندَ حَقِّهِ وَأَعلاهُمُ أَدناهُمُ إِن تَمَرَّدَا جَرى جَريُكَ العَالِي بوافِي سِياسَةٍ وَحِكمَةِ ذِي عِلمٍ وَهَيبَةِ أَمجَدا وَلَم نَكُ نَدرِي قبلَهُ أَنَّ وَقتَنا حَوَى مِثلَ هَذا السَّيدِ الشَّهمِ سَيِّدا وَثَمَّ لَنا شَكوى مِنَ الوَقتِ فارعَهَا تكُن بِدُعاءِ المُسلمينَ مُؤَيَّدا خَدائِعُ أَعداءٍ تُسَمّى تَمَدُّنا تَبُثُّ عَلَى الإِسلامِ شَرّاً مُفَنَّدا مَدارِسُ قامَت فِتنَةً وَخَديعَةً فَتَعلِيمُها زُورٌ وَتَهذيبُها رَدى فَغَرُّوا بها الحَمقَى إِلى أَن تَجاذَبَت وَعَمَّت عُمُوماً لا يُقاسُ لَهُ مَدى فَنأملُ بَسطَ السَّيفِ حَتّى تُزِيلَها وَتَقطَعَ مِنها أَصلَها المُتمَدِّدا وَتَحرقَ تَأليفاتها فَهيَ قَد سَرَت وَتَزجُرَ عَن تَقويمِها وَتُهَدِّدا أَنالَكُمُ النَّصرَ المُبينَ إِلهُكُم وَأَلزَمَكُم ما دُمتُمُ سُبُلَ الهُدى |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» عبد العزيز بن صالح العلجي » الحمد لله الحكيم المانح
الحَمدُ لِلَّهِ الحَكيمِ المانِح مُصَرِّف السّحابِ وَاللَّواقِح صَرفها بِأَحسَن المَقاصِد مِن أَجلِ أَن يمن بِالفَوائِد وَالناسُ بَينَ شاكِر وَجاحِد وَكُلّهم مُفتَقِر للواحِد ثم الصَّلاة مَع سَلام دائِم لسَيد تَمَّت بِهِ المَكارِم أبدِي مَعان بِجَوامِع الكَلِم مُختَلِفات وَحلاها مُنتَظِم رَسوله إِلى جَميعِ الناسِ وآله أَهل النَّدي وَالباس وَصَحبُه ساداتنا الأَبرار هُم المُهاجِرونَ وَالأنصار وَبعد لَما كانَت العزيه مفردَة في فَنِّها سنيَّه فَهيَ إِلى التَّصريفِ نعم الموصلَه مَدنية لِبُعدِه مسهلَه وكانَت الإخوان بِالأحساءِ بِشَأنِ حِفظِها ذوي اعتِناء نَظَمتها لأن حِفظَ الشِّعر يَفوقُ في الغالِب حِفظ النَّثر وافعَلَّ كاحمرَّ احمراراً خدها من خجل حتى تبدي عقدها هَذي الذي وعدت أني أنظمه في فَن صَرف واللَّبيب يغنمه تَم بِعَونِ رَبِّنا اللَّطيف عَلَى لِسان عَبده الضَّعيف مَن مِن ذُنوبه إلَيه يلتَجي عَبد العَزيزِ القرشِي العلجِي سَمَيته مباسِم الغَواني مقرباً عزية الزّنجاني عَن أَربع مِن المِئاتِ يَنجَلي وعشرة وأَربَعينَ كمل ثُم صَلاة اللَّهِ مَع سَلامه ما لاحَ ضَوءُ البَرقِ في غَمامِه عَلَى نَبِي لِلنَّبِيينَ ختم مُحَمَّد سَيِّد عرب وعَجَم منور الكَونِ بِأَنوارِ الهُدى وَصاحِب المقام في يَوم الندا وَآله الكِرام مَع أصحابِه من مَدحِهم نَتلوه في كِتابِه وَجاءَ في التَّوراةِ والإِنجيل تَبجيلهم عَن رَبِّنا الجَليل |
رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️
» عبد العزيز بن صالح العلجي » هنيئا لأرض الصالحية كلما
هَنيئاً لأَرضِ الصَّالِحية كُلَّما سَمَت مَنزِلاً بِالفَضلِ فازَت بِأَرفَعا فَبَينا نُجومِ التّمِ مِنها طَوالِع تَبَوَّأها بَدر المَكارِمِ مطلَعا فَلا فضل إِلا حلّها حينَ حلّها فقُل لمعاديها عثرت فلا لَعا فَيا سَيدي إِن فاتَ حَظي موضع بِقُربِك فاجعَل لي بِقَلبِكَ مَوضِعا فَإنِّي أَنا الرق الذي إن بلوته تجد شاهِداً منه عَلَى صِدقِ ما ادَّعَى |
الساعة الآن 11:14 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية