منتديات قبائل شمران الرسمية

ماذا حدث في يوم الإثنين السابع من
شهر شعبان 1436هجري عندما جلست
المرأة الصالحة المقعدة لؤلؤة بنت عبد الله
العمر زوجة إبراهيم الثنيان رحمه الله في
مصلاها بعد صلاة الظهر؛ تذكر ربها
وتدعوه وحيث أنها صائمة فاليوم
الإثنين وقد تجاوز عمرها الثمانين
عاماً فقدت بصرها آخر عمرها .
فقبيل أذان العصر أخذها النعاس قليلاً
وابنها البار عبدالعزيز الذي تسكن
معه نائماً وأحد أحفادها بقربها لكنه
انصرف لبعض شأنه والصغار يلعبون
حولها لكن لأمرٍ يريده الله ﷻ وعلى
حين غفلة من أهلِ المنزل اشتعل
الجريد (الحضار) ُ ناراً وكان لصيقاً
بالدار وكانت تمكث فيه فترة الظهيرة
التهم كلّ شيء ! هرول الأبناء وأبناؤهم ؛
أصابهم الذهول فجدّتهم بين النيران !
ألسنةُ النيران تزداد ،
فهل ما زالت على قيد الحياة ؟
كيف يلقون نظراتهم على الجسد
النحيل بعد الحريق.
فالنخيلُ المحيطة بالمكان ، احترق جزء
كبير منها مع ارتفاعها.
حضر رجال الدفاع المدني ثم أخمدوا
النار ؛ احترق كل شيئ المكيف ،
الدولاب الخشبي ، المجلس العربي،
لم تذر النار شيئًا أتت عليه إلا جعلته
كالرميم .
سمع الحضور صوت خرير الماء من
دورة المياه التي تُطلّ على المكان
المحترق ؛
فنادى أحدهم فإذا الجدة بداخله .
كبروا هللوا.. صرخوا صوتوا ..
انطلق الحفيد سلطان يطأ الأرض
المحترقة بقدميه رغبة في مشاهدة
ما مدى الأثر الذي لحق بجدته فلله
العجب أخرجها من دورة المياه لم
يصبها لسعة واحدة .
ما الخبر أيتها الجدة قالت:
لما أحسست بحرارة النار زحفت على
الأرض لا تستطيع المشي بمفردها
هربا من الحرارة أتحسس الطريق
فوقعت يديه على المكيف وعلمي أنه
مجاور لباب الحمام فدخلته وعندما
زادت الحرارة فتحت الماء على
جسمي من أجل تخفيفها.
زرتها وهنأتها على السلامة وباركت
لأبنائها وأحفادها.
وشكرت حفيدها سلطان على مغامرته
من أجل جدته المقعدة وأن الحريق
الذي أصاب قدميه يشعره بالرضا
والسرور.
ومن عجيب ما سمعته من هذه المرأة
الكبيرة الكفيفة العفيفة قولها :
قبل أن يدخل النوم عيني قلت :
أعوذ بكلمات الله التامات
من شر ما خلق.
وقلت على غير عادتي :
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء
في الأرض ولا في السماء وهو
السميع العليم.
ما أعظم أثر الأذكار في حفظ العباد.
ما ألطف اللهﷻ في حماية عباده
الصالحين أهل التوكل واليقين.
وما أجمل بر الوالدة من الأحفاد قبل
الأولاد.

كتبه/ خالد الجعيثن
بريدة 8 / 8 / 1436هـ