كيف نستثمر المدح في بناء الإنسان ؟
كيف نستثمر المدح في بناء الإنسان ؟
إن المدح حاجة نفسية تتطلبها الطبيعة الإنسانية التي تحب أن يثني الناس على أدائها وصفاتها، فهو يعطي الإنسان الثقة بأنه على الطريق الصحيح.وذلك من خلال إعجاب الناس به سلوكا وفكرا وعملا، وللمدح أوقاته المختلفة فقد يكون قبل الفعل أو أثناءه أو بعد الانتهاء منه، والإنسان في جميع مراحل حياته رجلا كان أم امرأة يحتاج إلى المدح، وتزداد أهمية المدح بين الزوجين إذ يجعل العلاقة الزوجية أكثر دفئاً وهدوءًا واستقرارا، لكن المدح قد ينقلب إلى صفة سلبية في حالات معينة لذا علينا أن نستثمر المدح في تقويم سلوكيات المراهقين بتوظيفه التوظيف الأمثل. حول المعاني السابقة دار حوارنا التالي مع الدكتور كاظم أبل الاستشاري والمعالج النفسي ومدير مركز الرازي للاستشارات: كيف نستثمر المدح ؟ د.كاظم: مما لاشك فيه أن كل إنسان له حاجات نفسية واجتماعية عندما يشبعها يشعر بمكانته الاجتماعية، ويشعر بالتقدير والثقة بالنفس ومن أهم هذه الحاجات للإنسان المدح فالمدح يساعد على بناء الثقة بالنفس ويدفع الفرد إلى الإنتاجية وإلى العمل الجاد وكذلك يساعد على بناء الإنسان الإيجابي من هذه المنطلقات أود أن أؤكد أن المدح حاجة نفسية مهمة جداً في حياة الإنسان وفي إشباع غرائزه وإبراز دوره كفرد فعال يتحمل المسؤولية ويؤدي واجباته على أكمل وجه فيجب استثمار هذه الوسيلة الفعالة والعمل على استخدامها استخداما جيداً دون إفراط، وخصوصاً في المناسبات التي تتطلب تطبيقها حتى تساعد الشخص ليكون إنساناً إيجابياً يؤدي دوره المطلوب منه في المجتمع. ما أهمية المدح بالنسبة للمراهقين؟ د.كاظم: إن المراهقة في نظر الكثيرين وخاصة أولياء الأمور تعتبر مشكلة وذلك نظراً لما يطرأ على المراهق من تغيرات جسدية ونفسية ويصبح أكثر حيوية ونشاطا مما كان عليه في مرحلة الطفولة ففي هذه الفترة الحرجة التي يمر بها المراهق يعجز الآباء عن التعامل الإيجابي معه، وبالتالي يحتاج المراهق إلى أن يقوم الآباء بتغيير نوعية تعاملهم لأن ما يحدث في هذه الفترة خارج عن قدرة المراهق على تقييم تصرفاته وسلوكياته فنحن نؤمن بأن المراهق في هذه المرحلة بحاجة إلى التوجيه والإرشاد والتوعية وكذلك المدح ولكن في حدود المعقول بمعنى أن استخدام أسلوب العقاب والثواب والذي أحياناً يتضمن المدح لاشك في أنه سيساعد على ضبط سلوك وتصرفات المراهق ويدخل هذا ضمن المدح الإيجابي للمراهق، وفي كثير من الأحيان يتصرف المراهق بتهور وهنا يجب توجيه اللوم إليه في إطار من المودة واحترام مشاعره وفي المقابل عندما يقوم المراهق بعمل جيد أو التفوق في دراسته أو القيام بمسؤولياته وواجباته اليومية على أكمل وجه فيجب أن يمتدح وذلك هو بعينه المدح الإيجابي. أما إذا كان المدح في غير محله وفي ظل عدم الإنجاز أو الأداء الجيد فإنه بذلك يؤثر تأثيراً سلبياً في المراهق فعلى سبيل المثال لو طلب من المراهق القيام بعمل ولم يقم به أو لم ينجزه كاملا فعلى الأب ألا يمدحه بل يستطيع أن يقول له على سبيل المثال: لم يحالفك الحظ في أداء هذا العمل لكن إن شاء الله في المرة القادمة سوف تؤديه على أكمل وجه. ما الأوقات الأنسب للمدح؟ د.كاظم: أرى أن أفضل الأوقات للمدح هي بعدما يؤدي الشخص أو المراهق عملاً جيداً ويقوم بإنجازه بحيث يكون المدح جزء من المكافأة المقدمة له على هذا الجهد المميز، كذلك يجب أن يكون المدح في جو من الود والارتياح بمعنى ألا يكون هناك ضغط على الأب أو الأم في تقديم المدح، وأن يكون معبراً عن مشاعر صادقة للأبويين بهذا الشأن، وأرى أن التهيئة النفسية ضرورة ملحة في تحريك الدافع للعمل أو الإنجاز عند المراهق وبالتالي من الأفضل أن يهيأ نفسيا بأنه سيحصل على مكافأة إذا قام بهذا العمل وأنجزه وثم بعد ذلك عند قيامه بإنجاز العمل يمتدح، ويعني ذلك أن يمتدح قبل الفعل وبعده ولكن بحجم مقدار الإنجاز الذي قام به. كيف نجعل مدحنا إيجابياً؟ د.كاظم: يكون مدحنا إيجابياً عندما تختار الوقت المناسب والمكان المناسب وفي اللحظة التي يشعر فيها المراهق بنشوة الإنجاز وسعادة إتمام المهام وكذلك في لحظات جهده المميزة وقبل الانتهاء من العمل كان يمدح الطالب الذي يبذل كل جهده للتفوق وذلك قبل الامتحان ونتائجه الآن من شأن ذلك أن يعطيه حافزا معنويا على الاستمرار. ما الحالات التي ينقلب فيها المدح إلى صفة سلبية؟ د.كاظم: لا شك أن أي إنسان يفتخر بذكائه وقدراته، وعندما يرى أن هناك من يحاول استغلاله والاستهانة بذكائه من خلال مدح غير واقعي أو مبالغ فيه فإنه يشعر بالاشمئزاز من الشخص الذي يمتدحه دون وجود مبرر وهنا ينقلب المدح إلى صفة سلبية، كذلك عندما يمتدح الأب مثلاً طفله على فعل عمل خاطئ فهذا المدح سيجعل الطفل يفعله دائما لأنه قد امتدح عليه وبالتالي ينقلب إلى صفة سلبية. هل هناك ارتباط بين عطاء الإنسان ومدحه من قبل الآخرين؟ د.كاظم: لاشك أن لكل إنسان قدرات وإمكانات يستطيع أن ينميها ويصل إلى درجة الإبداع والابتكار والإنجاز الرائع، وفي اللحظة التي يقوم فيها الإنسان بعمل ما يستحق المدح فأعتقد أن عطاءه سيكون أفضل. فالعطاء يتناسب طردياً مع المدح بمعنى أنه كلما ازداد عطاء الإنسان كلما كان بحاجة إلى مدح أكثر ومكافأة أفضل وكلمة طيبة تدفعه إلى مزيد من الإنجاز والإبداع، لكن عندما يجد العكس أي التجاهل من قبل الآخرين لما قام به وأنجزه فإن الإحباط سوف ينتابه ويجعله يتوقف عن العطاء. كذلك هناك أشخاص لا يعطون ولا يقومون بعملهم على أكمل وجه إلا إذا امتدحوا من قبل الآخرين. المصدر: مجلة الفرحة/العدد (77) فبراير 2003 ـ ص: 26 http://www.balagh.com/youth/ux0xu3fj.htm |
الله يعطيك العافيه على هذا النقل
لاهنت وتسلم ننتظر المزيد |
في هذه الحياه صفه جربتها واستعملتها فما خاب فيها ضني
وهي ان المدح المؤدب المقتصد يؤثر في النفس ومهما كان ورع الانسان وزهده الا انهم عن كلمة شكر وثناء لانت عريكتهم وصفت سرائرهم وتبلجت اسارير وجوههم ان الكلمه اللينه تفعل فعلها في القلوب وتنزل الناس مكانهم من التكريم وهي موهبه ربانيه أن تسعد الناس وأن تسعد نفسك بحسن تعاملك ولكن بشرط عدم الاسراف في الثناء والمدح بل الاقتصاد والاعتدال {قد جعل الله لكل شئ قدرا } فلا تملق مكشوف ولا جفاء مفتعل انما خلق وسمو واريحه اشكرك على الموضوع المتميز كما عودتنا تقبل مداخلتي دانـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــه الشمراني |
الله يعطيك العافيه اخوي
مشكور ع النقل الرائع تقبل مروري المتواضع تحياتي لك |
اقتباس:
ومرورك أسعدني يعطيك ألف عافية |
اقتباس:
أشكرك أختي دانة شمران على مرورك الكريم وابداء رأيك يعطيك العافية |
اقتباس:
يعطيك العافية |
يعطيك العافيه على هذا النقل الجميل
|
موضووووووووووع جميل ... تقبل مروري... |
اقتباس:
شاكر مرورك الكريم |
الساعة الآن 02:41 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية