منتديات قبائل شمران الرسمية

بسم الله الرحمن الرحيم

دعاني الوالد ــ حفظه الله وأطال عمره وأعماركم على طاعته ــ ذات يوم وأبلغني وشاية وشى بها أحدهم عني وأشترط أن لا أسأله عنه وهذه ــ كما تعلمون ــ لا تخلو من أحد أمرين إما غيبة أو بهتان وكان أولى بالواشي أن يسدي لي النصيحة مباشرة فلعلها أبلغ وأنجع ولكن ربما ينطبق عليه قوله تعالى {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }فاطر8
أو قول الشاعر :
يقضى على المرء في أيام محنته == حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن

وهذا بلا شك خور في الفهم ونقص في الإدراك وهذه النوعية من البشر موجودة في كل مكان ،بالطبع لم أسأل الوالد عنه ولعل الأيام تظهره ،، فقلت حينها عدة قصائد هذه إحداها وأسميتها (( مرضى القلوب)):

أنا ما ارضى ميلة الأصحاب كيف أرضى قلوبهم

واتكدَّر كل ما يبدي صفار الأرض والبهتان

وادري إن أهل الحكم قالوا يحول الكف دون الزور

والقريب إذا تكبَّر صايرة قرباه مثل الغيبة

والحكيم إذا أخلص النية يفيد ولا نصح تلي

وانت قبل تقوٍِّم المبنى لزوم تعز ساسه وابنه

وإن تجوب الأرض فاعرف كيف قلت وكيف جبتها

والجبال أم الحصى لو قلت بارقى ما قدرت حصاها

وانحرف ساقي معوِّد ماقدرت أرقاه واذِّنب

والوباء لا طب في ديرة غدا من غير حق يبيدي

ياخذ الطيب على البطَّال واللي لا يسام حك

والذي همَّته عليا ما يوطِّي هامته في الدنيا

والمصاعب والمتاعب عند بعض الناس ما تحب

والذي خاض المنايا ما تعيقه قولة(ن) في الماء أحشر

يأخذ الأولى ويعطيها شعاره من ذا نوبنا

وان تفوته الأولة ما هو مبدِّلها بالآخـــــــــرة

=======

يا الله إنك فكَّنا من عالم(ن) مرضى قلوبهم

فيهم الغيبة وفيهم من سواها الزور والبهتان

يحقدون ويحسدون و يكذبون ويشهدون الزور

حطوا المعروف منكر والنصيحة جات مثل الغيبة

ليتك ما كلَّفت نفسك يا فهيم ولا نصحت لي

كيف تمشي بالوشاية والنميمة بين والد وابنه

تعتبر هذي نصيحة كيف قلت وكيف جبتها

أنا عندي ذنب ما انكر، بل ذنوب(ن) ماقدرت إحصاها

وانت بافعالك جمعت اليوم بين الذنب والذَّنب

إن عرفتك ما صبرت وجيت لك وأخذت حقي بيدي

وان جهلتك لين يوم البعث فالله لا يسامحك

واسأل الله ينتقم لي منك قبل الآخرة في الدنيا

وانه يورِّيك ما تكره ويصرف عنك ما تحب

هذا لك منا في الدنيا وباقي نلتقي في المحشر

ثم ورِّد حجتك والا تحمَّـــل من ذنوبنا

لو حسبت حسابها ما تشــري الدنيا بالآخــرة