لقاء ات مع أعلام



لقاء مع علم من اعلام شمران


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد ،،
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، ثم أما بعد:

فضيفنا في هذا اللقاء رجل من رجال الكفاح والمثابرة ، والصبر والجد والاجتهاد ، تحمل المشاقّ في سنّ مبكره ، حتى استطاع - بعد توفيق الله سبحانه - أن يغير مسار حياته من فلاح ٍ صغير مع أهله ، وراع ٍ صغير للغنم إلى مربّ ٍ للأجيال - برز كثير منهم في التعليم ، وحصل بعضهم على أعلى الدرجات العلميه ، ومنهم من تولى القضاء ، أو وصل إلى مناصب عليا في الدوله ، وآخرون بلغوا أعلى الرتب العسكريه ، ثم استطاع - بتوفيق الله - أن يتحول من مساعد سائق ، وهو ماكان يعرف باسم ( معاون) إلى رجلٍ أكاديمي حاز أعلى الشهادات العلمية ، إنه :

الدكتور: صالح بن هادي بن محمد آل قحاز الشمراني. أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميه كلية أصول الدين بالرياض

http://shmran.net/200/files/ajnvfksz2h6puanyyq1a.gif

وقد تحاورنا معه وسألناه عدة أسئلة نهدف منها - بجانب التعريف به لمن لايعرفه – إلى معرفة المعاناة التي اعترضت حياته لنأخذ منها العبرة ، خصوصا ً الشباب الذين نشأوا في رغد من العيش ، ومع ذلك نسمع بعضهم يندب حظه ، وقد رغبنا إلى ضيفنا أن يستطرد في الإجابة بعض الشئ ، لتتضح لنا المعاناة ، ويتحقق الهدف ، فأجاب مشكوراً بالآتي :

[motfrk]أولا ً :الولادة والنشأة :-[/motfrk]

قال – حفظه الله- : وُلِدت في قريتنا العامرة ( قرية قرن ابن ساهر )

الواقعة في وادي باشوت الواقع على طريق الطائف – أبها ، على قمم
جبال السروات ، وكان ذلك سنة /1370 للهجرة ، ونشأت كما ينشأ
أمثالي من القرويين في تلك السنين ، تنقصنا بعض الضروريات ،
فضلا ًعن الكماليات ، وكان الطفل لايكاد يبلغ الرابعة من عمره إلا
ويشارك أهله أعمالهم ، ويوكلون إليه ما يناسبه من الأعمال مثل
رعي البهم (وهو صغار الغنم) ونحو ذلك ، حتى يبلغ سن الدراسة ، ثم
يتغير عنده نمط الحياة بعض الشيء .

[motfrk]ثانيا ً :الحالة الاجتماعية :[/motfrk]

عدد الزوجات / زوجة واحدة ، هي أم أولادي ، أمدّ الله في عمرها
على طاعته ، ومتعها بالصحة والعافية ، فكانت نعم الزوجة ،ونعم
المعينة – بعد الله – سبحانه .

[motfrk]عدد الأولاد / [/motfrk]

رزقني الله أربعة أبناء ، وست بنات .

1- عبد الهادي : متخرج من كلية أصول الدين ، ويعمل معلما ً في
الهيئة الملكية بالجبيل .

2- محمد : متخرج من كلية طب الأسنان / جامعة الملك سعود ،
ويعمل طبيبا ً في مستشفى القوات المسلحة بالرياض / جراحة
الوجه والفكين .

3- عبد العزيز : طالب في السنة التحضيرية بكلية الحاسب الآلي /
جامعة الإمام محمد بن سعود الإ سلامية .

4- عبد الله : طالب في آخر سنة بالمرحلة الثانوية .

[motfrk]ثالثا ً :الحياة الدراسية والعمليه :[/motfrk]

http://shmran.net/200/files/n8zejoz639ld6rxjse18.gif

بعد أن بلغت سن الدراسة ألحقني والدي – رحمه الله –بمدرسة شمران
الإبتدائيه ، في القرية ، وكانت تعرف بهذا الاسم ، وغُيّر اسمها الآن
إلى مدرسة محمد بن القاسم ، وقد أسست عام /1366للهجره ،ولم تكن
في المنطقة سوى مدرستين ،كانت هي إحداهما , والثانية : مدرسة
العلاية الإبتدائيه ، وكان يومنا يبدأ من أذان الفجر , نصلي الفجر ، ثم
يرسلنا أهلنا إلى المزارع قبل طلوع الشمس نحميها من الطير ، حتى
إذا حان وقت الطابور الصباحي عُدنا إلى البيوت , فنأخذ حقائبنا ونذهب
إلى المدرسة ، وكانت الوسيلة لإعلامنا ببدء الطابور،أو ابتداء الحصة
وانتهائها هي الصافرة،إذ لا توجد كهرباء آنذاك،وما كنا نستضيء إلا
بالسرج ، فإذا خرجنا من المدرسة في نهاية اليوم الدراسي لحقنا بأهلنا
في أماكن تواجدهم ، فأما عند المزارع فنقوم بمساعدتهم ،أو نرعى الغنم
، أو نحضر الحطب للتدفئة وصنع الطعام إذ لم يكن عندنا غاز ولا
كهرباء ، فإذا عدنا إلى المنزل ليلا اجتمعنا حول السراج للمذاكرة وحل
الواجبات ، ثم نصلي العِشاء ، ونتعشى ، ثم ننام ، وهكذا كان برنامجنا
اليومي .
وبعد إتمام المرحلة الابتدائية وحصولي على الشهادة سنة /1384
للهجرة– وكانت في حينها تساوي شهادة الدكتوراه اليوم في وزنها
وقيمتها – لم أستطع مواصلة الدراسة لسببين هما :

1- عدم وجود مدرسة متوسطة أو ثانوية في المنطقة بكاملها ,فمن يرغب
في مواصلة الدراسة لابد أن يسافر إلى المدن لإتمام دراسته ، وكنا في
حينها لا نزال في سن الطفولة ، إذ لايتجاوزعمر الواحد منا الثالثة عشرة والبعض أصغر من ذلك ، ولا بد أن يتغرب عن أهله .

2- أن والدي – رحمه الله – كان غير راض ٍ عن مواصلتي للدراسة لأني
أكبر إخواني ، وكان – رحمه الله – يحتاج إلى مساعدتي له أحيانا ً في
مزرعته في تباله ، أو أكون في باشوت لمساعدة الوالدة – حفظها الله –
وبقيت كذلك مدة سنتين ، وكان والدي – رحمه الله – خاف أن أسافر
بغير علمه ، فعمل على تغيير روتين العمل عندي ، فأقنعني أن أعمل
مساعد سائق ( معاون بلغتنا الدارجة في حينها ) لدى أحد أفراد قبيلتنا
رحمه الله – وكان الوحيد الذي يمتلك سيارة في القرية، وهي
شاحنه لوري – من صنع شركة فورد موديل 1966
فعملت معه براتب شهري مقداره خمسون ريالا ً لمدة سنة كاملة ،
وكانت طبيعة عملنا السفر من القرية إلى جدة لجلب مايحتاج إليه أهل القرية والقرى المجاورة
من بعض المواد الغذائية وغيرها ، وكانت الطرق وعرة جدا ً، وكان الإسفلت
لايتجاوز مدينة الطائف القديمة ،وكنا نستغرق في السفر من القرية
إلى جدة يومين وليلتين ، ونقضي هناك يوما ً للتحميل ، ثم نعود إلى القرية ،
وكانت المعاناة شديدة ، فكنا نقوم بعمل البنشروالتشحيم وتغيير الزيت وإصلاح أي
عطل طارئ بأنفسنا ، وكانت المعاناة تزداد في مواسم الأمطار , وذلك بسبب
ما يلحق الطرق من الأضرار ، إذ نقوم بإصلاحها بأنفسنا ،وكان في طريقنا بعض الأودية الكبيرة،
مثل وادي : شواص ، ورنيه ، والعقيق ، وبيده ، وتربه ، وغيرها ،
فإذا هطلت الأمطار سالت تلك الأودية ، ويستمر سيلانها عدة أيام ،
وأحيانا ً تكون نسبة السيل عالية مما يضطرنا للانتظار أياما ً إلى أن يهدأ السيل ،
لأنه لاتوجد جسور أو عبارات كما هو الحال اليوم ، وكنا نضطر
في كثير ٍ من الأحيان إلى السير على الأقدام أمام السيارة لنصلح بعض ما دمرته السيول ،
وبعد مضي تلك السنه ، توقف صاحب السيارة عن السفر ، فرغب إليّ صاحب سيارة أخرى،
من قرية مجاورة لقريتنا ، أن أعمل معه ، وزادني في الراتب
عشرين ريالا ً ، ليصبح سبعين ريالا ً ، فعملت معه مايقارب السنه ،
حتى جاء اليوم الذي كنت أحلم به ،
وكان أحد أخوالي –حفظه الله – يعمل في جده ، فالتقيت به ،
وكان يعلم رغبتي في مواصلة الدراسة ، فأخبرني أن المعهد العلمي
بجده فتح باب القبول لذلك العام ، وكنا نحرص على المعاهد أو المدارس
التي يكون فيها مكافآت أمثال المعاهد العلمية ،ودار التوحيد ،
ومعاهد إعداد المعلمين ، لنستعين بتلك المكافآت حال غربتنا وبُعدنا عن أهلنا ،
فعدت مع صاحبي إلى الديره ، ولم يكن يعلم بما عزمت عليه ،
فأخذت شهادتي بغير علم أهلي ، وسافرت الأسبوع التالي ،
فلما وصلنا إلى جدة وفرغنا من التحميل أخبرته بما نويت وأني أرغب مواصلة الدراسة ،
فتكدّر خاطره ، وحاول أن يثنيني عن ذلك ، وجعل لي
بعض المرغبات والحوافز ،ولكن دون جدوى ، وافترقنا في باب مكة بجدة،
و في اليوم التالي اتجهت أحث الخُطى إلى المعهد ، فلما وصلت وقدمت
أوراقي كانت الصدمة حين قال لي الموظف القائم على التسجيل :
إنهم لايقبلون من مضى على شهادته أكثر من ثلاث سنين ،
وقد مضى على شهادتي أربع سنين ، فحاولت معه واستعطفته ولكن جدوى ،
فأظلم نهاري والشمس ساطعة ، وجلست جلسة المكلوم عند باب مكتبه ،
وغلبتني العبرة ، فمرّ بي رجل لاأعرفه ، ولكن تظهر
عليه سمات الخير – عرفته فيما بعد -إذ كان يعمل مراقبا ً في المعهد ،
فأشفق عليّ ، وسألني ، فأخبرته بما جرى لي ، فدخل على المسئول
عن التسجيل وقال له : اكسب أجر هذا المسكين واقبل أوراقه فقد لايجتاز الاختبار والمقابلة ،
وكان من شروط القبول في المعهد آنذاك اجتياز الاختبار التحريري والشفهي في عدد
من مقررات الصف السادس الابتدائي ، واجتياز المقابلة الشخصية ،
فقبل أوراقي بسبب شفاعة ذلك الرجل الذي لاأنسى له ذلك الموقف ماحييت ،
ودعائي له بأن يجزيه الله خيرا ً على حسن صنيعه معي ، تقدمت بعد ذلك للاختبار،ثم المقابلة ،
وكان العدد المقرر للقبول ذلك العام سبعين طالبا ، في حين بلغ عدد المتقدمين ثلاثمائة طالبا ،
وبتوفيق الله كنت أحد السبعين المقبولين ، وكانت الفرحة التي أنستني كل معاناتي السابقة ،
ونظام الدراسة في المعاهد كان مدة خمس سنين تشمل المتوسط والثانوي ،
ثم زيد فيها سنة سادسة وشملتنا تلك الزيادة ، فدرست في معهد جدة سنتين ،
ثم انتقلت إلى المعهد العلمي في الطائف ،فأتممت به مابقي من المتوسطة
مع الثانوية كلها ، وفي عام /1394 للهجرة حصلت على الثانوية ،
وفي نفس العام التحقت بكلية الشريعة بالرياض ، وفي ذلك العام أنشئ قسم أصول الدين ،
تابع لكلية الشريعة ، فكنت أحد الطلاب الذين انتخبوا لذلك القسم ،
وبعد سنتين من إنشائه أصبح كلية مستقلة باسم ( كلية أصول الدين ) وصار مقرها في حي الملز ، وكانت الدراسة على نظام السنة ، فالدراسة ستمر طيلة العام الدراسي ،إذ لم يكن فصل دراسي
أول ولا ثاني ، ولا إجازة في منتصف العام ، ولم تكن هناك أعمال فصلية ، فلم يكن لنا إلا اختبار واحد في نهاية العام من أول المقررات إلى آخرها، ولابد أن نحصل على درجة النجاح في هذا الاختبار الوحيد ,
وفي عام /1398 للهجرة حصلت على درجة البكالوريوس ، وكنت من الخمسة الأوائل ،
فكنت من المرشحين للإعادة ، وتم تعييني معيدا ً بالكلية ، وفي عام / 1404 للهجرة
حصلت على درجة الماجستير في السنة وعلومها ، وفي عام /1413 للهجرة
حصلت على درجة الدكتوراه ، وقد كُلفت بالتدريس في الكلية من أول عام عينت
في الإعادة ، فكنت مع البحث في مرحلتي الماجستير والدكتوراه أقوم بالتدريس ،
وما زلت في هذه المهنة حتى يومنا هذا ولله الحمد والمنة .

http://shmran.net/200/files/gcww15alnqrquopacj9z.gif

[motfrk]رابعا ً :الرسائل والبحوث :-[/motfrk]

1- المعجزات النبوية في السنة (جمع وتخريج ودراسة ) رسالةماجستير .
2- الأحاديث والآثار الواردة في طبقات ابن سعد ، من أول الكتاب
إلى آخر الوفود / تحقيق ودراسة وتخريج ، رسالة دكتوراه .
3- الثلاثيات عند المحدثين .
4- تحقيق بعض مخطوطات الأجزاء الحد يثية ، مثل : حديث صلاةالليل مثنى مثنى .

http://shmran.net/200/files/gnma82achsw2dbzpjp0t.gif

[motfrk]خامسا ً :كلمة توجهها لمنتديات قبائل شمران الرسميّة:[/motfrk]

1-بعد شكر الله تعالى أشكر القائمين على المنتدى والمشاركين والمتصفحين له على ما يقومون به لخدمة دينهم ثم مجتمعاتهم ووطنهم .
2- عليهم مراقبة الله تعالى في كل ما يكتبون وليتذكر كل واحد أن أنامله تشهد عليه يوم القيامة بما كتب.
3- عليهم أن يبتعدوا عن العصبية القبلية التي لم نجن منها إلا التأخر والتخلف والدمار.
4-عليهم الابتعاد عن الغيبة والنميمة وعدم ذكر الناس بما يكرهون ، فذكر الإنسان بما يكره قد يكون غيبة أو بهتان ، ومصداق ذلك قوله صلى الله عليه وسلم " أتدرون ما الغيبة ؟ هي ذكرك أخاك بما يكره
قال أحد الصحابة إن رأيت إن كان في أخي ما أقول قال صلى الله عليه وسلم
" إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقولفقد بهته ".
5-علينا أن لا ننسى أن الدعوة إلى الله هي أشرف وظيفة ، فهي وظيفة
الرسل صلوات الله وسلامه عليهم فلنجعل ولو جزءاً من كتاباتنا
ومشاركاتنا في مجال الدعوة إلى الله ، قال نبينا صلى الله عليه وسلم
( لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم ), ولعل كلمة
يكتبها الإنسان أو يتكلم بها لا يلقي لها بالاً يجعل الله فيها خيراً كثيراً
ويكتب له بها أجراً كثيراً.


هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هكذا ختمنا لقائنا مع الدكتور صالح حفظه الله

واتمنى ان يتحقق الهدف المنشود .
وترقبوووووووووووووووووووووووالمفاجئة القادمة
إنشاء الله تعالى مع الشخصية الثالثة في المرة المقبله
انتظرووووووووووووووووووووونا وتقبلوا تحيتي

[fot1]فكرة واعداد وتقديم / علي سعد آل رائد[/fot1] ودمتم في رعاية الله