منتديات قبائل شمران الرسمية - البيت الذي أيقظ إحساس شاعر..

البيت الذي أيقظ إحساس شاعر
قم سو يارع المعاميل فنجال
وكثر بهار الهيل يغدي عماسه

هذا هو البيت الذي أيقظ إحساس شاعر وأثاره حتى أكمل قصيدته بعدما استعاره من صاحبه ورفيقه.

البيت بيت (عيادة) والشاعر هو (خلف).

أحسب أن تأثير الشعر بعدما يتعود الشاعر على التعبير به يهيمن على كل طرق التعبير لديه، فلا يتمكن الإحساس من الظهور بصورته المرضية عند الشاعر إلا بواسطة الشعر، أما بدونه فلا، أو ربما هو إحساس أنه يبرع في تصوير إحساسه بالشعر أكثر وبصورة يرضى عنها ولعلي أورد قصة لبيت مستعار كان السبب في ظهور إحساس صادق من أحد الشعراء، وإراحة له من معاناته، ففي ترجمة للشاعر: خلف بن زويد الشمري، التي أوردها الأخ الزميل والصديق: عبدالعزيز سلطان المرمش الشمري في كتاب عن (موقق) المدينة المعروفة في الشمال، يذكر موقفاً من المعاناة للشاعر وفي الوقت نفسه التأثير الفجائي بعد سماع بيت من الشعر. فقد كان الشاعر: خلف بن زويد، رفيقاً وصديقاً ل (عيادة بن محمد الشمري) المعروف أيضا والمشهور بالكرم.

وقد لاحظ، عيادة بن محمد أن رفيقه خلف بن زويد شارد الذهن، في نفسه مايشغله، والذهول بادياً عليه، ومن السهل على الرفيق المهتم برفيقه معرفة مدى حضور الذهن لرفيقه أو معاناته وغيابه في هواجس خاصة.

قال عيادة: ما بك يا أبا زويد؟ ماالذي تفكر فيه وما الذي يشغل بالك فرد عليه أنه لاشيء فيه، فظن أن به عماس فقط، ولعل القهوة توسع الصدر وتطرد العماس، فقال عيادة هذا البيت من الشعر:

قم سو يارع المعاميل فنجال

وكثر بها الهيل يغدي عماسه

فأحدث هذا البيت من الشعر تغيراً مفاجئاً في الشاعر: خلف، وانتبه وكأنما يستيقظ من غفوة ويقول في دهشة: ماذا تقول؟

قال ما سمعت. قال: لمن هذا البيت ياعيادة؟!

قال: هولي! وقد قلته الآن!

فقال أبوزيد (قصدتك إياه)، طلبتك البيت، فقد كان صدري يجيش بما فيه منذ ساعة وقد أعجبتني قافيته وأطربني.

فقال عيادة: هو لك.

فقال أبو زيد قصيدته التي عبر فيها عن كل ما كان سبباً في شروده وغيابه في تفكير عميق، وتغيرت حاله من الشرود إلى الحضور والهواجس إلى مشاركة عيادة في حديث طويل وفرح:

يقول في قصيدته المعبرة:

قالوا تسير قلت ما من فضا بال

ووقت على الأجواد ما به وناسه

(قم سو يارع المعاميل فنجال

وكثر بهار الهيل يغدي عماسه)

هذا زمان مقبل منه أنا ذال

ناس كلت ناس بخبث ونجاسة

قامت بصاع المنكر الناس تكتال

ودلت تباع الجوهرة بالنحاسة

وأشوف أنا الأسود خشع وذلال

وقت به الحصني يدور الفراسة

راع الجحش شره على جدع خيال

متحزم فوقه بدرع وطاسه