منتديات قبائل شمران الرسمية - بالتوكل على الله نستمد القوة والمثابرة🍀

بالتوكل على الله نستمد القوة والمثابرة

أصالة المطيري

https://blogger.googleusercontent.co...e069af1415.jpg

عجبًا لأمر امرئٍ خضعَ وتذلَّلَ لربِّهِ -سبحانه وتعالى- من أجل أنْ يعطيه مراده، ويحقق أمانيه، ثم بعد أنْ أنعمَ اللهُ عليه بتحقيقها، ومنَّ عليه بفضله وكرمه اغترَّ بها، وعجب بنفسه.. سائرًا بين النَّاس متفاخرًا بما لديه من نعم، ناسيًا أنَّه عبدٌ فقيرٌ لا يملكُ مثقالَ ذرَّةٍ من علمٍ ولا مالٍ ولا قوَّةٍ دون ربِّه سبحانه وتعالى.

ففي لحظة الحاجة والضَّعف يصبحُ العبدُ ضعيفًا ذليلًا معترفًا ومقرًّا بعجزه أمام الله، وبعد أنْ ينعمَ اللهُ عليه ينسى فضلَ خالقه ويتفاخر بنفسه، معتقدًا أنَّ الفضلَ له وحده، وهذا من جحود فضل الله وعطائه.

يغفلُ الكثيرُ وينسُونَ أنَّ اللهَ تعالى قد يبتلي عبادَه بالنعم التي يمتلكونها، وقد يكون البلاءُ في أنْ ينعمَ اللهُ عليك بنعمةٍ ثمَّ يجعلك تعصيه بها، ومن أنواع العصيان الغرورُ بالنعمةِ والإعجابُ بالنفسِ أثناء نَيلها وتحقيقها، والتفاخرُ بها أمام مَن يفتقر إليها.

يجب على العبد المؤمن أنْ يتقبَّل حقيقةَ أنَّه إنسانٌ ضعيفٌ لا يستطيع أنْ يعتمد على نفسه في أمور حياته، وفي أمور دينه دون صدق التوكُّل على خالقه، بالتوكُّل على الله، واللجوء إليه نستمدُّ القوَّةَ والمثابرةَ، ونتبرَّأُ من حولنا وقوَّتنا، ونلجأُ إلى حوله وقوَّته في السَّعي لأمور ديننا ودنيانا، فبدون عونه وإرادته وقدرته لن يحصلَ الإنسانُ على الخير والقوَّة، ولن يتيسَّر سعيه دون عون الله.

لا أعلمُ مَن قائل هذه العبارة، ولكن نقلها الشيخ الفاضل عمر عبدالكافي: (مَن اعتمدَ على مالِهِ قلَّ، ومَن اعتمدَ على عقلِهِ اختلَّ، ومَن اعتمدَ على النَّاسِ ملَّ، ومَن اعتمدَ على عزِّه ذلَّ، ومَن اعتمدَ على اللهِ -سبحانه وتعالى- ما ذلَّ، وما قلَّ، وما ملَّ، وما اختلَّ).

لا تغترَّ ولا تتفاخرَ بما تملكه من قوَّة وعلم ومال، فالذي أعطاك أمرَكَ بالحمدِ والشكرِ والتَّواضعِ، فإنْ لم تخضع لأمره ابتلاكَ بما تملك، والذي يُعطي قادرٌ أنْ ينزعَ.

يقول الله سبحانه وتعالى: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلَا فِي أنْفُسِكُمْ إلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ، لِّكَيْلَا تَأْسَوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللهُ لَا يُحِبُّ كًلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ).

فالأصلُ هنا أنْ يؤمنَ العبدُ أنَّ أقداره مكتوبةٌ من قَبل أن يُولد، وأن يرضى بما قسمَه اللهُ له من نعيم وبلاءٍ، وأنْ لا يحزن على ما أصابه أو ما فاته من نصيب ورزق ونعم، وأنْ لا يغترَّ بما أتاه من نصيبٍ ورزقٍ ونعمٍ.

أصالة المطيري