منتديات قبائل شمران الرسمية

غشيم ومتعافٍ

https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...3923241239.gif

اليوم في تصنيف الشخصيات من حيث المهارات الاجتماعية هناك ما يسمى بالشخصية التوكيدية، وهي الشخص الذي يتمتع بثقة في نفسه ويواجه الآخرين ويحاورهم بأدب واحترام دون المساس بكرامتهم ونفسياتهم، ويقول ما يريد بشكل مباشر دون لف ودوران، وعلى الضفة الأخرى هناك الشخصية السلبية أو غير التوكيدية، وهذه الشخصية خائفة "لا تهش ولا تنش... ومع الخيل يا شقراء" ولكنها تعاني من القلق الدائم والخوف من الآخرين، وتحاول أن تتجنبهم ويتكره أو تتجنب المواجهات والحوارات ولا تستطيع أن تقول (لا) للآخرين، وهناك شخصية تجمع المتناقضات وهي الشخصية السلبية العدوانية التي نطلق عليها "ميه من تحت تبن"، وهذه أخطر الشخصيات وأكثرها أذى، ويمكن أن توصف بالشخصية (السنيكي) أي الأفعى أو الثعبان، هذه الشخصية لا تواجه، وتحمل من الحقد والحسد الكثير، ولكنها تطعن من الخلف، فيضحك في وجهك، وعادة ما تكون ثقافتها ضحلة وتعاني من نقص ما، وهي بعيدة كل البعد عن المهارات الاجتماعية الإيجابية التي ذكرتها سابقاً في الشخصية التوكيدية، تخيلوا عندما تكون تلك الشخصية مسؤولة وبيدها سلطة؟!
اليوم المسؤول عندما يكون من تلك الشخصيات يعتبر حجر عثرة لأي مؤسسة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نطلق عليه شخصية قيادية، خاصة عندما تتاح له الفرصة ليطلق العنان لسلوكه على الناس، وفي الوقت نفسه يكون جاهلاً بالأنظمة والحقوق والقوانين والأعراف والتقاليد سواء الإدارية أو الاجتماعية، وقد يدفعه جهله وصفاقته وشعوره بأنه في مأمن من المحاسبة إلى ارتكاب الكثير من الأخطاء والهدر المالي والمعنوي.. ولأنه غشيم وعنيد تنخفض لديه الكثير من المهارات الحوارية والأخذ والرد والنظر إلى الأمور من أبعاد مختلفة، والتي عادة لا يجيدها إلا حكيم أو عاقل، فحماقة هذه الشخصيات قد تطال المصالح العليا لأي مؤسسة إلى جانب الأذى للآخرين، ومع أنه وفي يوم من الأيام سيقع في شر أعماله، فالموضوع موضوع وقت، ولكن حتى يقع ويحاسب أو لا يحاسب، ما حجم الكوارث والآثار التي نتجت من أفعاله السلوكية طيلة حياته المهنية أو الاجتماعية؟ ومن يحاسبه بأثر رجعي ويرجع الآثار التي ارتكبها في حق الآخرين وحق الوطن؟!.
اليوم قد نكون أمام من يعانون من تلك المهارات وسمات الشخصية العدوانية السلبية والنرجسية في أي مؤسسة، وهم في الحقيقة من يخلقون ما يسمى بالإدارة العميقة التي قد تعيق التغيير والإصلاح وإدارة الوقت والبشر، كونهم يغردون خارج السرب بطريقة فيها تمحور حول الذات والإغراق في الذاتية، وقد يصعب كشفهم لأنهم يتحدثون عن المصلحة العامة كثيراً، ويروجون لمخاوف وأخطار تقليدية عفى عليها الدهر ولا تتناسب مع الواقع ولا تحقق المنافسة المشروعة التي مصلحتها في آخر الأمر للجميع.
د . عبدالله الحريري
https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...3923241239.gif