منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنتدي الاسلامي (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=13)
-   -   كيـــف تصبـــر على الـــبلاء .. للإمآم إبـــن قيــَم الجوزيــــة !! (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=27368)

محمد آل حزمي 11-13-2010 02:41 AM

كيـــف تصبـــر على الـــبلاء .. للإمآم إبـــن قيــَم الجوزيــــة !!
 
كيف تصبر على البلاء؟

: الإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله



الصبر على البلاء ينشأ من أسباب عديدة:



أحدها: شهود جزائها وثوابها.



الثاني: شهود تكفيرها للسيئات ومحوها لها.




الثالث: شهود القدر السابق الجاري بها، وأنّها مقدّرة في أمّ الكتاب قبل أن تخلق، فلا بدّ منها؛ فجزعه لا يزيده إلا بلاءً.





الرابع: شهوده حقِّ الله عليه في تلك البلوى، وواجبه فيها الصبرُ بلا خلاف بين الأمة، أو الصبر والرضا على أحد القولين. فهو مأمور بأداء حقِّ الله وعبوديته عليه في تلك البلوى، فلا بدَّ له منه، وإلا تضاعفت عليه.





الخامس: شهود ترتّبها عليه بذنبه، كما قال الله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى: 30]، فهذا عامٌّ في كلّ مصيبة دقيقة وجليلة، فشغله شهود هذا السبب بالاستغفار الذي هو أعظم الأسباب في رفع تلك المصيبة. قال علي بن أبي طالب: "ما نزل بلاءٌ إلاّ بذنب، ولا رُفِع بلاءٌ إلاّ بتوبة".


السادس: أن يعلم أنّ الله قد ارتضاها له واختارها وقسَمها، وأنّ العبودية تقتضي رضاه بما رضي له به سيّدُه ومولاه. فإن لم يُوفِ قدر هذا المقام حقَّه، فهو لضعفه؛ فلينزل إلى مقام الصبر عليها. فإن نزل عنه نزل إلى مقام الظلم وتعدّى لحق.





السابع: أن يعلم أنّ هذه المصيبة هي دواءٌ نافع ساقه إليه الطبيبُ العليمُ بمصلحته الرحيمُ به، فليصبرْ على تجرعه، ولا يتقيأْه بتسخّطه وشكواه، فيذهبَ نفعه باطلاً.




الثامن: أن يعلم أنّ في عُقبى هذا الدواءِ من الشفاءِ والعافية والصحة وزوال الألم ما لا تحصل بدونه. فإذا طالعت نفسه كراهية هذا الداءِ ومرارته فلينظر إلى عاقبته وحسن تأثيره. قال تعالى:{وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة:216]، وقال الله تعالى: {فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].



وفي مثل هذا القائل:


لعلَ عتَبك محمودٌ عواقبُه***وربّما صحّت الأجسامُ بالعِلَلِ





التاسع: أن يعلم أنّ المصيبة ما جاءَت لِتُهلِكَه وتقتلَه، وإنما جاءَت لتمتحن صبره وتبتليه، فيتبيّن حينئذ هل يصلح لاستخدامه وجعله من أوليائه وحزبه أم لا؟، فإن ثبت اصطفاه واجتباه، وخلع عليه خِلَع الإكرام، وألبسه ملابس الفضل، وجعل أولياءَه وحزبه خدَماً له وعوناً له. وإن انقلب على وجهه ونكص على عقبيه طُرِدَ، وصُفِع قفاه، وأُقصي، وتضاعفت عليه المصيبة. وهو لا يشعر في الحال بتضاعفها وزيادتها، ولكن سيعلم بعد ذلك بأن المصيبة في حقه صارت مصائب، كما يعلم الصابر أن المصيبة في حقه صارت نعماً عديدة. وما بين هاتين المنزلتين المتباينتين إلا صبر ساعة، وتشجيع القلب في تلك الساعة. والمصيبة لا بد أن تقلع عن هذا وهذا، ولكن تقلع عن هذا بأنواع الكرامات والخيرات، وعن الآخر بالحرمان والخذلان. لأن ذلك تقدير العزيز العليم، وفضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.





العاشر: أن يعلم أنّ الله يربي عبده على السرّاءِ والضرّاءِ، والنعمة والبلاءِ؛ فيستخرج منه عبوديته في جميع الأحوال، فإنّ العبد على الحقيقة من قام بعبودية الله على اختلاف الأحوال. وأما عبد السراء والعافية الذي يعبد الله على حرف، فإن أصابه خير اطمأنّ به، وإن أصابته فتنةٌ انقلب على وجهه؛ فليس من عبيده الذين اختارهم لعبوديته. فلا ريب أن الإيمان الذي يثبت على محكّ الابتلاءِ والعافية هو الأيمان النافع وقت الحاجة، وأما إيمان العافية فلا يكاد يصحب العبدَ ويبلّغه منازلَ المؤمنين، وإنّما يصحبه إيمانٌ يثبت على البلاء والعافية.





فالابتلاء كيرُ العبد ومحكّ إيمانه:


فإمَّا أن يخرج تِبراً أحمر، وإما أن يخرج زَغَلاً محضاً، وإما أن يخرج فيه مادتان ذهبية ونحاسية، فلا يزال به البلاءُ حتى يخرج المادة النحاسية من ذهبه، ويبقى ذهبا خالصا.



فلو علم العبد أن نعمة الله عليه في البلاء ليست بدون نعمة الله عليه في العافية لشغلَ قلبه بشكره، ولسانه بقوله



"اللّهم أعنِّي على ذكرك وشكر وحسن عبادتك".


وكيف لا يشكر مَن قيَّضَ له ما يستخرج به خَبَثه ونحاسه، ويُصيّره تِبراً خالصاً يصلح لمجاورته والنظر إليه في داره؟.



فهذه الأسباب ونحوها تثمر الصبرَ على البلاءِ، فإنْ قويت أثمرت الرضا والشكر.



فنسأل الله أن يسترنا بعافيته، ولا يفضحنا بابتلائه بمنه وكرم


ويجعلنا من الصابرين الشاكرين



(منقول من كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين)






تبريــــ د



عبير 11-13-2010 02:54 AM

رد: كيـــف تصبـــر على الـــبلاء .. للإمآم إبـــن قيــَم الجوزيــــة !!
 
اللهم امين مشكور اخوي ع الموضوع

وجزاك الله خير الجزاء

اسعد الله اوقاتك

محمد آل حزمي 11-18-2010 02:23 AM

رد: كيـــف تصبـــر على الـــبلاء .. للإمآم إبـــن قيــَم الجوزيــــة !!
 
شكرا لمرورك عبيــــر
وكل عام وأنتِ بخيــــر




تبريــــ د

أميرة الورد 11-19-2010 09:55 AM

رد: كيـــف تصبـــر على الـــبلاء .. للإمآم إبـــن قيــَم الجوزيــــة !!
 
شكراً لك ع هذا الطرح الرآئع

بارك الله فيك ,,

دمـتـ بحفظ الرحمن


http://forum.sofamido.net/imgcache/22258.imgcache.gif

أميرة الورد

حـــامـــد 12-01-2010 08:01 AM

رد: كيـــف تصبـــر على الـــبلاء .. للإمآم إبـــن قيــَم الجوزيــــة !!
 
اللهم إجعلنا
من الصابرين المحتسبين
موضوع كلنا بالحاجة له ولمثلك يالغالي
طرح جميل وقيم نفع الله بك وبه أتمنى لك التوفيق
تشكر على الجهود الكبير والطروح الجميلة دائما مبدع يا مبدع
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل
تحية سيدي

Abdullah 2010 12-01-2010 02:48 PM

رد: كيـــف تصبـــر على الـــبلاء .. للإمآم إبـــن قيــَم الجوزيــــة !!
 
كلام راااااااائع و جميل
تحياتي و تقديري لك | تبريد |

محمد آل حزمي 01-13-2011 06:24 PM

رد: كيـــف تصبـــر على الـــبلاء .. للإمآم إبـــن قيــَم الجوزيــــة !!
 
أشكر لكم مروركم





تبريــــ د

عبد الهادي 01-13-2011 06:36 PM

رد: كيـــف تصبـــر على الـــبلاء .. للإمآم إبـــن قيــَم الجوزيــــة !!
 
مشكور اخ تبريد على الموضوع
تحياتي لك

علي آل حــــازم 01-20-2011 12:20 AM

رد: كيـــف تصبـــر على الـــبلاء .. للإمآم إبـــن قيــَم الجوزيــــة !!
 
تبريد
{ يسلموو عالطررح القيم ..
يجزااك اللهـ الف خير .. وباارك اللهـ فيك ..
لقلبكِ الرووح والريحاان ..
واثابكِ اللهـ على ما خطتهـ لنا اناملكِ ..
ويجزااك اللهـ روضهـ من ريااض الجنهـ ان شاللهـ ..
سلمتــ ومآ قصرتــ ,,
دمت مبدع ،، متميـز دوم ..
عسـَـى ربي لآيهينـك ، ويعطيـك العآفَيَـهـ ع الطـرح ..
وننتظر جديدك يالغلا



محمد آل حزمي 04-17-2011 03:45 PM

رد: كيـــف تصبـــر على الـــبلاء .. للإمآم إبـــن قيــَم الجوزيــــة !!
 
شكرا لمروركم الكريــم ..





تبريــــ د



الساعة الآن 12:19 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية