عبدالله سعود التهامي الغامدي

يا صديقي احذر لا تظن أنهم قد صفوا لك، ورضوا عنك، لا تكن سطحياً، فما صفاؤهم ورضاؤهم إلا لأنك أعطيتهم ما يريدون، ومنحتهم ما لا يستحقون.


ولتعلم يا صديقي أن أحضانهم الدافئة ما هي إلا أحضان للأفاعي تنتهز الفرصة لتلدغك وتقتلك بلا رحمة، وكلامهم المعسول هو خداع وذلك لإشباع مصالحهم ورغباتهم.

فاحذر من قربهم، وإياك أن تغتر بضحكاتهم العالية، فهؤلاء القوم قد فسدت ذممهم، وزاد جشعهم، وبيعت أخلاقهم، وكثرت أقنعتهم، وشاهت وجوههم، ويحبون التسلق على أكتاف الآخرين وتربوا على التطفل.


صديقي كن على يقين وتذكر كم من المرات قد بكيت بسبب ظلمهم، وحزنت لسوء فعلهم، وتألمت من غدرهم وفجورهم، كم مرة كان الليل أنيسك، والأرق سميرك، والسهد سفيرك. يا صديقي تعلم من أخطائك، وكن فطناً، وإياك أن تأمن لهم بعد أن عرفت شرهم، وظهر غدرهم، ووقاحة فعلهم، صديقي، لقد لدغت منهم مراراً، وقاسيت منهم تكراراً، فخذ حذرك، وتولى أمرك، واحفظ سرك.

شكرا على الطرح المميز
بارك الله فيك وفي عملك
ولك اجمل تحياتي واطيبها
https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...86dd8ba1c2.gif