سُحقًا لِلتَّناقُضِ
 

يا صاحبي لا أدري كيف
يعيشُ الناسُ بين نقيضين:
يكرهون شيئًا ويُتقنون فعله.

أنا أكرهُ السجائر وأكرهُ معها كلَّ
من يُحبُّها أكره أبي أحيانًا
ونصفَ أصدقائي ومجنون الحارة
وكُلَّ شركاتِ السجائرِ
وأَكرهُ الهُنود الحُمر
لأنهم أَوَّلُ من تَعاطاها

أنت تكرهُ الكذب عظيمٌ جدًّا
كُن صادقًا على الأَقلِّ
لكي لا نقولَ: إنكَ بغير مبدأ

أَنتَ تَكرهُ التَّكبُّرَ لا تَرَ نفسك
أكبر مِنَّا لكي لا نقول عنك:
وضيعٌ كالدُّخان سوادُكَ في
السَّماءِ واصلُك في الأرضِ

أنت تكرهُ نفسك
واللهِ لا ولن ألوم
لأنَّك بازدواجيَّتك
تَجعلُ كلَّ من حولك يكرهونك

أنت إنسان فكُن على مَبدأٍ
تعرف به
تواضعْ لخلقِ اللهِ
إن أردت منهم ذلك
واسقهم من كأس الأخلاق التي
تُحبُّ أن تتذوَّقها
وانثُرْ في طريقهم ورد المحبَّة
لكي يُجمِّلوا طريقك بِوُرودِ الوداد
سُحقًا لِلتَّناقُضِ إن كان من أخٍ أو صاحِبٍ