تحت المجهر

سلسلة ادبيه اقدمها لكم اسبوعيأ
الأدب ,ومواهب الشباب
كما تلاحظون في هذه الأيام نجد شبانا ينشدون الأدب ويتعلقون به وقد تكون عندهم مواهب متفتحة للأدب والشعر والفن , وأنهم ليستجيبون لهذه المواهب فيكتبون مايحسبونة الإبداع في الأدب والشعر والفن , ثم هم يحملون إليك مايكتبون مما يسمونه قصصاً او شعراً او جزلاً او أدبا واقعيا ً ونفوسهم تفيض بالثورة والسخط لان الصحف والمجلات لاتفتح صفحاتها لنشر إبداعاتهم , , وقد تشفق عليهم مما هم فيه , وتحاول ان ترضي غرورهم حتى تبعث فيها طمأنينة النفس , وتحاول أن تسوى شيئا مما كتبوا حتى يصلح للنشر , فلا تجد الاطموحاً يتقاعس دون الهمة , وإلا اندفاعا مع موهبة لاتزال في دورة الفطرة . وإلا رغبة في الشهرة بالأدب وهم لايملكون لذلك عده,
هذه الأزمة التي يعانيها الشباب في التطلع إلى حياة الأدب والفن , وهذه الثورة التي تشد أعصابهم وتفسدها وليس ورأها أدب وفن , هي في الحق نتيجة انفصال جيل الأبناء عن جيل الآباء فلم يعرفوا أن الموهبة وحدها لاتكفي . وان الرغبة في اندفاعها لاتفي , وان الأمر يحتاج معاناة ودراسة وعلما وثقافة , وان الأدب والشعر والفن ليست صناعة احتطاب الكلام , وإنما هي فكر متطور يدفع بصاحبة الى الأمام , فأول مايجب على أولئك الأبناء أن يعيشوا تجربة أبائهم , وإذا كان الإباء قد احتملوا حياة الشظف والظمأ في سبيل تحطيم الصخور والجلاميد , فان عليهم أن يحتملوا مثل هذا في سبيل البناء , وان يعلموا أن الصحف والمجلات ليست هي التي تفتح الأبواب لأولئك الاباء ولكن أقلامهم المشرعة هي التي فتحت أمامهم كل الأبواب .


بقلم
ابراهيم الشمراني