الحياهـ بلا أمـــــل

الحياهــ بــــلا أمــــل






الحياة بلا أمل كالبحر بلا شاطئ ، أو مثل كهف مظلم لا يوجد به ثقوب يتسرب من خلالها النور ، فالأمل إحساس جميل يضفي على حياتنا معاني سامية كأنها أشجار وارفة الظلال نستظل بظلها من هجير شمس الحياة اللاهبة ، والأمل شعور رائع نستعيد به العافية لأرواحنا ونجدد به نبض قلوبنا ونرسم بريشته الابتسامة على شفاهنا .

والإنسان الفاقد للأمل لا يستطيع أن يصمد طويلاً على قدميه في مجابهة مشكلات الحياة ومنغصاتها التي تصفعنا من كل جانب ، لذا فإن العيش في لجج الحياة المخيفة وأمواجها الهادرة تحتاج منا أولاً الأيمان بالله والرضا بأقداره جل وعلا ثم لابد لنا من أن نمتطي صهوة الأمل ليعدو بنا بعيداً عن اماكن اليأس والقنوط .

فما أجمل صورة الحياة إذا أحاط بها برواز الأمل فإنه بلا شك يزيد من جمالها ويجعلها تشع بريقاً وضياءً على صفحات قلوبنا وينعكس أثر ذلك على سلوكياتنا واحلامنا وطموحاتنا .

وانني استغرب احياناً عندما أجد من يشتكي جور الزمان ويتهم الأيام بحكمه الجائر ونظرته السوداوية لأحوالها وتقلباتها ثم يقول كيف ابتسم للحياة وهي تستقبلني بوجه عابس مقطب الجبين ! فأقول : ألا تعلم بأن الله جعل مع كل عسر يسرين وأن الصبر عواقبه حميدة وأن الليل يعقبه النهار وما من مشكلة أو أزمة إلا وفي أعماقها فرج وفي رحمها سيولد أمل جديد ينبعث منه النور .

الأمل حضن دافئ كلنا بحاجة إليه وأن نرتمي بين يديه وأن نطير بجناحيه ليأخذ بأيادينا إلى واحة الأمان والروح والريحان وبساتين الجنان ، وهو أيضا يساعدنا على الثبات بعد الله سبحانه وتعالى على متابعة السير وشق طريق النجاح دون أن تعيقنا صوارف الدهر وعقبات الحياة .

الأمل أشبه ما يكون بيدِ تمتد إلى غريق في بحر اليأس يصارع نفسه المحطمة فوق أمواجه العالية ، فتحاول تلك اليد أن تعيده شيئاً فشيئاً لكي يتمالك نفسه وتسكن روحه ويستقر حاله .

أيها المُطرق على رصيف الأحزان ، هل فقدت حبيباً ؟
أم هل داهمتك الهموم والغموم ؟
هل تعرضت للفشل في حياتك ؟
لم لا ترفع بصرك إلى السماء وتبتسم ثم تخاطب نفسك وتقول : إن لكل شئ نهاية ، والحزن مهما طال سيأتي بعده الفرح والسرور ، وأن الأيام كفيلة بالنسيان وأن دوام الحال من المحال ، فبدلاً من أن أستسلم لوطأة الشعور باليأس والأسى والأحزان استمسك بحبل الله المتين والثقه به ثم الأمل بأن ماهو قادم في حياتي أجمل وأروع بكثير مما عليه الآن .